تطورات الأحداث في الجزائر
مقدم الحلقة: | جمانة نمور |
ضيوف الحلقة: | عبد الله أنس: عضو في الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وباحث بالقضايا الأفغانية كميل الطويل: الكاتب الصحفي في صحيفة الحياة عز الدين بوكردوس: رئيس مجلس إدارة صحيفة الشعب الجزائرية |
تاريخ الحلقة: | 10/12/1999 |
– اغتيال عبد القادر حشَّاني رمز الوسطية في الجزائر وأثر ذلك على الأوضاع في الجزائر
– مدى مسؤولية النظام الجزائري عن اغتيال حشَّاني
– رسالة الشيخ عباسي مدني زعيم جبهة الإنقاذ والتي تعبر عن تراجعه عن تأييد قانون الوئام المدني
– ظهور انشقاقات داخل الجبهة الإسلامية للإنقاذ بعد اغتيال حشَّاني
– هل هناك سلطة فعلية لشيوخ جبهة الإنقاذ الإسلامية على الجناح العسكري لها؟
– حقيقة الخلافات بين الرئيس بوتفليقة والمؤسسة العسكرية في الجزائر
– نتائج وآثار قانون الوئام المدني على الحياة السياسية في الجزائر
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
جمانة نمور: مشاهدينا الكرام مرحباً بكم، إلى حلقة جديدة من برنامج (أكثر من رأي) والتي نتناول فيها اليوم تطورات الأحداث في الجزائر، فقد شهدت تلك البلاد تصاعداً حاداً في أعمال العنف، بلغت ذروتها باغتيال الرجل الثالث في الجبهة الإسلامية للإنقاذ الشيخ عبد القادر حشَّاني.
اغتيال عبد القادر حشَّاني رمز الوسطية في الجزائر وأثر ذلك على الأوضاع في الجزائر
غياب حشَّاني بالنسبة لقوى الحوار والاعتدال في الجزائر خسارة لا تعوض، فالرجل كان يتبنى أفكاراً تدعو إلى التواصل مع باقي القوى الوطنية الجزائرية، وكذلك مع الحكومة، على الرغم من تحفظاته على قانون الوئام، الذي أطلقه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وإذا كان يُنظر على نطاق واسع إلى اغتيال حشَّاني على أنه ضربة إلى مشروع بوتفليقة السلمي، فإن حادث الاغتيال من جانب آخر فجَّر صراعاً ظل مكتوماً بين أجنحة الجبهة الإسلامية للإنقاذ إزاء قانون الوئام المدني، وقد عكسته رسالة منسوبة إلى زعيم الجبهة الشيخ عباسي مدني تبرأ فيها من كوادر الجبهة التي تؤيد هذا القانون، الآن مَنْ هو المستفيد الأساسي من غياب حشَّاني؟ وماذا يعني انتقاد مدني المرير لسياسة الوئام؟ وهل اتهامه للرئيس بوتفليقة بالتنكر لوعوده يعني تراجع مدني عن الموقف الواضح الذي أعلنه في يونيو/ حزيران الماضي إزاء الهدنة التي أعلنها الجيش الإسلامي للإنقاذ؟
هذه الأسئلة وغيرها نطرحها اليوم على ضيوفنا في استوديوهاتنا في لندن، عبد الله أنس (وهو من الكوادر النشطة في الجبهة الإسلامية للإنقاذ)، وكميل الطويل (الكاتب الصحفي في صحيفة الحياة، والمتابع للشأن الجزائري) ومعنا عبر الهاتف من الجزائر الكاتب والمحلل السياسي عز الدين بوكردوس (رئيس مجلس إدارة صحيفة الشعب الجزائرية)، للمشاركة.. يمكنكم الاتصال بالهواتف التالية:
888840، أو 41 أو 24، والفاكس رقم 885999، أما مفتاح قطر فهو 974 ولكن فلنشاهد في بداية هذه الجلسة التقرير المصور التالي من معد البرنامج أحمد الشولي.
تقرير/ أحمد الشولي: عندما انتخب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لرئاسة البلاد في أبريل/ نيسان الماضي، تنفس الجزائريون الصعداء، فقد رأوا فيه رغم تزكية الجيش له، والظروف التي أحاطت بانتخابه، رأوا فيه بادرة أمل للخلاص مِن دوامة العنف والمجازر المفجعة التي راح ضحيتها عشرات الآلاف مِن المدنيين، فالرجل مِن رموز الحرس القديم للثورة الجزائرية، سياسي محنك، معروف بالجرأة والصراحة، خاض انتخابات الرئاسة على أساس برنامج واضح شخَّص فيه حالة بلاده بالقول: "إنها دولة مريضة في إدارتها، مريضة بممارسات المحاباة والمحسوبية، ومريضة بالتعسف وبالامتيازات التي لا رقيب عليها ولا حسيب".
منذ وصوله إلى السلطة حاول بوتفليقة تعبئة الطبقات الشعبية والمعارضة الصامتة، والتقوِّي بها لإنجاز الشعارات التي رفعها إبَّان حملته الانتخابية، فقد دعا الجزائريين للتصويت في استفتاء عام على برنامج مصالحة وطنية لا تستثني أحداً، عُرف بقانون الوئام المدني، وقد رمى بوتفليقة بثقله خلف مشروع قانون للعفو العام عن الجماعات الإسلامية المسلحة مقابل إعلانها نبذ الإرهاب وإلقاء السلاح.
لقد أُشيع في حينه أن بوتفليقة صاغ تصوره لحل الأزمة في الجزائر بعد توصله إلى صفقة مع قيادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الخارج، تقوم على مقايضة الجبهة بالسماح لها بالعودة إلى الحياة السياسية مقابل تخليها عن الكفاح المسلح، وقد تعزز هذا الاعتقاد ببيان وقعه 45 من كبار علماء الإسلام -السنة والشيعة- من جميع أنحاء العالم الإسلامي، باركوا فيه تحول الهدنة التي أعلنها الجيش الإسلامي للإنقاذ إلى إيقاف دائم للقتال، كما أشادوا بالرئيس بوتفليقة وبالجيش الجزائري لاستجابتهما لمبادرة الجبهة، ولكن "حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر" كما يقولون، فخطاب بوتفليقة التعبوي لم يكن كافياً -على ما يبدو- لتجاوز التناقضات الاجتماعية، والسياسية، ولا لتوحيد التيارات الفكرية -والحزبية حول ثوابت الحكم -والدولة، وهكذا توالت الأحداث الدامية في الجزائر في الآونة الأخيرة، وعادت من جديد موجات المجازر في القرى والأرياف النائية التي نفذتها مجموعات مسلحة مجهولة، تتضارب المصادر حول تحديد هويتها
لقد وصلت موجة العنف الجديدة أوجها باغتيال الرجل الثالث في الجبهة الإسلامية للإنقاذ عبد القادر حشَّاني، في حي (باب الواد) في 22 من نوفمبر الماضي، ورغم أن أحداً لم يعلن مسؤوليته عن الحادث إلا إن المراقبين يلاحظون أن حشَّاني ابن الأربعين عاماً كان عرَّاب الهدنة بين الحكم الجزائري وجيش الإنقاذ الإسلامي، لذا كان دائماً محل عداء من طرف الرافضين للحل السياسي للأزمة، مثل الجماعات الإسلامية المسلحة، والجماعة السلفية للدعوة والجهاد، وكذلك المجموعات الاستئصالية التي لم تتردد في استعمال العنف عندما تتجاوزها الأحداث.
أيا كانت الجهة التي تقف وراء حادث الاغتيال، فإن غياب حشَّاني الذي كان دائماً الموجه لتيار الاعتدال والحوار داخل الجبهة، يهدد بإجهاض مشروع بوتفليقة السلمي، ففي رسالة موجهة إلى كوادر الجبهة في الداخل، والخارج عبر
عباسي مدني الموجود رهن الإقامة الجبرية منذ صيف عام 97 عن استيائه مما آل إليه الوضع السياسي في الجزائر، محملاً السلطات ما اعتبره انهياراً سياسياً وأمنياً، ومتهماً الرئيس بوتفليقة بالتنكر لما وعد به، على أن أخطر ما ورد في الرسالة هو تبرؤ مدني من كوادر الجبهة التي تؤيد قانون الوئام المدني كاشفاً بذلك صراعاً مكتوماً بين أجنحة الجبهة.
بوادر هذا الانشقاق تجلت في إعلان المجلس التنسيقي التابع للجبهة برئاسة
أحمد الزاوي .. التحضير لمؤتمر يضم كل إطارات وفعاليات الجبهة، وتعيين
مراد دهينة متحدثاً رسمياً باسمه، وقد أُعتبر هذا الإجراء موجهاً في الأساس ضد رابح كبير (رئيس الهيئة التنفيذية للجبهة في الخارج)، الداعي إلى التفاوض مع السلطة على أساس قانون الوئام المدني، ليس معروفاً فيما إذا كانت رسالة مدني تعني التخلي عن الهدنة التي أعلنها الجيش الإسلامي للإنقاذ، ولكن من الواضح أن التطورات التي شهدتها الجزائر مؤخراً وعلى رأسها اغتيال حشَّاني قد خلطت أوراق اللعبة من جديد، وبذلك تراجعت الآمال التي علقها الجزائريون على بوتفليقة للخروج بالبلاد من مأساة الاقتتال الداخلي المروع، الذي أدمى قلوب العرب والمسلمين.
[فاصل إعلاني]
جمانة نمور: أريد أن أبدأ حلقة الليلة من حيث انتهى التقرير الذي تابعتموه قبل قليل، وأتوجه بالسؤال للسيد عبد الله أنس، سيد عبد الله هل أن انتقاد مدني لقانون الوئام يعني أنه تخلى عن الهدنة؟
عبد الله أنس: آه بسم الله الرحمن الرحيم أتقدم بالشكر الجزيل لقناة (الجزيرة) على هذه الفرصة، ونبدأ ونقول بأن الشيخ عباسيي مدني –حفظه الله- هو الذي أمر أبناءه على مستوى الوطن في رسالته التي وصلتنا منذ سنة يدعوهم فيها بإيجاد حل سلمي عن طريق الحوار والتفاوض مع السلطة، وبناء على ذلك لبى النداء أبناء الجبهة الإسلامية للإنقاذ على اختلاف كتائبهم وفصائلهم، ثم بدأ الشعب الجزائري يترقب لحظة السِّلم والوئام، إلا إن الشعب الجزائري مُني بشعار.. بهزيمة حول ذلك الشعار الذي رُفع واسمه "الوئام المدني".
لم نصل إلى الوئام أبداً، وإنما أجهضت المسألة في مرحلة الشعار، ولم تخرج المسألة من كونها شعاراً، فلما رأى الشيخ عباسي مدني -فك الله أسره وجميع إخوانه- ولما تعرض الشهيد عبد القادر حشَّاني إلى الاغتيال الجبان، واستمر النظام في محاصرة الجبهة الإسلامية للإنقاذ متمثلاً في حصار شيوخها المفرج عنهم، وإبقاء سجنوها.. إبقاء قياداتها داخل السجون، وإقصاء الطبقة السياسية من المشاركة في أي محور من المحاور التي يمكن أن تساهم في اطمئنان أو سلامة الجزائر، لما تبلورت كل هذه المعطيات أو الممارسات بادر الشيخ عباسي مدني -حفظه الله-بإعلان هذه المبادرة من قبله، لأنه تأكد بأن النظام الجزائري إنما يراوغ لا غير..
جمانة نمور [مقاطعة]: أريد أن أنتقل إلى.. أريد أن أنتقل الآن إلى السيد عز الدين بوكردوس في الجزائر، لقد سمعت معنا ما قاله السيد عبد الله أنس وقال: إن مسألة الوئام كلها لم تخرج من كونها شعاراً، ما ردك على ذلك؟
عز الدين بوكردوس: أنا لا أرد على.. أولاً –قبل كل شيء- وبمناسبة شهر رمضان المعظم أقول لكل الأمة العربية والإسلامية كل عام وأنتم بخير، وأعتقد أن كثير من الأخوة كانوا يعتقدون أن شهر رمضان هذا الشهر في الجزائر سيكون شهر دامي مثل السنوات التي مرت، وربما.. ربما يدخل أيضاً ضمن هذا الإطار بالتحديد هذا البرنامج في هذا الوقت في ثاني يوم من أيام رمضان حول الوضع في الجزائر، وقد استمعت إلى التقرير الذي قُدم على أن الأمل قد أجهض.
أقول عكس ذلك تماماً نحن نعيش هنا في الجزائر، نعيش يومياً مع مواطنينا كمواطنين، نرى أن الأمل في الوئام المدني أثبته أول مرة هو الانتخابات التي كانت أذهلت العالم، وأذهلت الذين كانوا يعتقدون أن المواطن الجزائري لا يريد الأمن، ولا يريد الأمان، وأثبت العكس أن المواطن الجزائري مهما كان سنه، وعمره، ومركزه، وأيديولوجيته سواء كان من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، فالجميع يودون السلم، ويودون الأمان، ويودون الخير لهذا الوطن، وما زيارات الوفود الكثيرة والمتعددة خاصة من دول الخليج ومن دول العالم أجمع إلى الجزائر إلا دليل على استتاب الأمن، وإلا دليل على نجاح الوئام المدني، وإلا دليل على أن الجزائر تسعى مستقبلاً إلى التخلص من رواسب الماضي.
يبقى ما يحدث هنا وهناك أو ما يقوله بعض السياسيوين أو السياسيين -فالحقيقة هي- الآن في الميدان، زيارات الوفود المتعددة من كل الدول، خاصة -كما ذكرت- من دول الخليج تدل دلالة واضحة على إن الجزائر الآن في طريقها إلى المستقبل، وبعد الوئام المدني سيكون التنمية، ويكون الاقتصاد، وتكون الجزائر بخير، هو صحيح أن الإرهاب لا ينتهي في يوم ولا ينتهي، وهذا معمول به في كل دول العالم، ربما يعتقد الواحد إنه يعني الوئام المدني عبارة عن خاتم سيدنا سليمان.. يعني في أربعة وعشرين ساعة ينتهي كل شيء، وتبدأ صفحة جديدة، لأ فيه رواسب، وفيه خلفيات، وفيه الآن أنواع كثيرة من المافيا الذين يستفيدون من الوضع حتى تبقى الجزائر كما هي عليه.. كثير..
جمانة نمور [مقاطعة]: ولكن.. سيد عز الدين، أريد أن أسألك، كيف.. كيف ينظرون في الجزائر إلى البيان الذي نُسب إلى الشيخ عباسي مدني، يقال أنه يتعرض الآن لضغوط بعد أن أذيع بيان أذاعته (الجزيرة)؟
عز الدين بوكردوس [مستأنفاً]: الناس لا ينظرون إلى البيانات، الناس ينظرون إلى ما هو سيحدث في المستقبل، الناس ينظرون إلى الأمل الذي تجدد في نفوس كل الجزائريين خاصة.. خاصة الذين عانوا كثيراً من ويلات الإرهاب، وكل المواطنين ينظرون الآن إلى المستقبل، لأنه البيانات لو نقرأ البيانات تعتبر وكأن الآن حرب بيانات، هي ليست المهم هو في البيانات، المهم ما يحدث الآن على أرض الواقع، هل هناك تطور في الأمل؟ هل هناك تطور في التنمية هل الجزائر خرجت.. قارنوا.. قارنوا أنتم كرجال إعلام، وأنت خاصة تعرفين هذا، قارني بين رمضان والسنوات التي مضت، سواء كان رمضان أو غير رمضان..
جمانة نمور [مقاطعة]: ما زال في أوله الشهر على كل حال، أريد أن أنتقل إلى السيد كميل الطويل، لقد سمعت مِن الطرفين، ما رأيك في ذلك؟
كميل الطويل: أود أن أرد على الأخ عز الدين الأخ عز الدين يقول: أن الأمن مستتب في الجزائر، وهذا غير صحيح، نحن كلنا نتمنى أن يستتب الأمن في الجزائر، وأن تعود.. يعود السلام، وتعم المصالحة، ولكن الوضع في البلاد لا يدل على خير، كلنا يعرف أن منذ شهرين –تقريباً- شهد الوضع الأمني في البلاد تصعيداً كبيراً، حصلت مجازر في غرب الجزائر، وفي جنوب العاصمة، كذلك حصل اغتيال حشَّاني، الوضع لا يدل على خير.
مدى مسؤولية النظام الجزائري عن اغتيال حشَّاني
جمانة نمور: برأيك مَنْ يقف وراء اغتيال حشَّاني؟ يعني الكل أجمع على أن اغتياله جاء صفعة لمشروع الوئام المدني، مَنْ المستفيد؟
كميل الطويل: من الصعب القول بالتأكيد أن طرفاً معيناً هو المسؤول عن اغتيال حشَّاني ممكن واحد يضع عدة احتمالات ويقول –مثلاً- أن هناك طرفاً داخل المؤسسة العسكرية الجزائرية غير سعيد بالاتفاق مع الإسلاميين، هو الذي وراء تصفية حشَّاني، ولكن ليس هناك دليل 100 % على ذلك، كذلك فإن هناك من يقول إن الجماعة المسلحة، وهي عدوة لدودة للجبهة الإسلامية ولمشروع الوئام ككل، هي المسؤولة عن اغتياله، ولكن كذلك مَنْ هي الجماعة المسلحة؟ وأي طرف في الجماعة المسلحة هو وراء الاغتيال؟
لو افترضنا أن الجماعة هي المسؤولة، هناك احتمالات كثيرة من الصعب جداً أن نحددي بالتأكيد طرف معين وراء اغتيال حشَّاني، ولكنها بالتأكيد خسارة للجزائر ككل، لأن حشَّاني كان يمثل تياراً معيناً داخل الجزائر، تيار يدعو إلى حل سلمي ومصالحة حقيقية في البلاد، وأعتقد أن خسارته هي خسارة للجميع.
جمانة نمور: سيد عبد الله أنس من ترجح أن يكون المستفيد مِنْ اغتيال حشَّاني؟ البعض أشار بأصابع الاتهام إلى عناصر من داخل الجبهة.
عبد الله أنس: لا أبداً، نحن ما سمعنا أبداً ولا قرأنا عن أي تهمة من داخل الجبهة، بل الشيخ الشهيد –رحمه الله- كان على علاقة جيدة مع إخوانه داخل الجيش الإسلامي للإنقاذ، إلى قبيل استشهاده، وهذا ما أكده لنا مراراً وتكراراً عبر التليفون، وكذلك عندما يعني تطرح المسألة للتحليل أو التخمين، فإنها تزول وتدحض عندما تتعارض مع ما قاله الشهيد بنفسه –رحمه الله- فقد أكد لنا مراراً وتكراراً…
جمانة نمور [مقاطعة]: ولكن صحيفة "المستقلة" قلت: إنكم لم تسمعون شيئاً من هذا القبيل.. صحيفة "المستقلة" أشارت إلى إن إدخال حشَّاني في المفاوضات أثر على قوة وموقع محور مدني مزراف ورابح كبير بالتحديد؟
عبد الله أنس [مستأنفاً]: هذا يعني الجرائد لها ما تقول، لكني أنا أنقل لك بصفة رسمية ما قاله لنا الشهيد –رحمه الله- ونحن نتعامل معه كزعيم للجبهة الإسلامية للإنقاذ بالمرتبة الثالثة إذ أنه كان –رحمه الله- هو مسؤول المكتب التنفيذي، فلقد كرر لنا مراراً وتكراراً بأنه يتعرض إلى ضغوط جمة مِن قبل النظام الجزائري، ولقد تعرض لضغوط الإغراء حيث وصلته سيارة جديدة، ووصلته فيلا جديدة في حي (حيدرا)، وهذا ما نقله لي بلسانه عبر التليفون، ثم آخر مرة كلمنا بالتليفون –رحمه الله- وقال: يا أخي عبد الله إني أتكلم معك الآن بكابينة التليفون، وهم خارجون.. جاؤوا بسياراتهم خارج كبينة التليفون .. ولست أدري على ماذا يبيتون؟ فأظن بعد كل هذه النقول التي ننقلها لكم على لسان الشهيد ما عمره ولا مرة اتهم جهة إسلامية أو طرف في داخل الجبهة الإسلامية، وإنما كل تخوفه كان من قبل النظام الجزائري، فهذه أمانة، ويوم القيامة تظهر الأمور عند الله -سبحانه وتعالى- لكن نحن ننقل كشهادة من لسانه –رحمه الله- وهذا هو والجهة التي كان يتخَّوف منها في الليل والنهار هي جهة النظام الجزائري.
جمانة نمور: سيد عز الدين بوكردوس، لقد سمعت ما قاله من اتهامات للسلطة، وأن حشَّاني بنفسه كان يتخوف من هذه الضغوط التي مارستها السلطة عليه، هذا مع العلم من أن حشَّاني كان قد تحفظ أيضاً على مشروع الوئام، ما قولك في ذلك؟
عز الدين بوكردوس: لا، أنا لا أرد على هذا السؤال بمثل هذه الصبغة، لأنه كان يمكن بالإمكان بلش يكون السؤال بصيغة أخرى، من المستفيد من اغتيال حشَّاني؟ المستفيد من اغتيال حشَّاني هم أعداء الوطن في الداخل والخارج، لأن اغتيال شيخ فاضل مثل الشيخ الحشَّاني الذي يؤمن بقوانين الجمهورية، وربما رسالة رئيس الجمهورية لو قرأها الأخوة بإمعان وتمعن، وقرؤوا بين السطور والموجهة إلى عائلة حشَّاني، وإلى وكل الشعب الجزائري تدل على أن موت حشَّاني أو موت أي مواطن جزائري هو خسارة للجزائر بكاملها خسارة للجزائر لأنه من يريدون إجهاض ما تحقق من خلال المبايعة الشعبية للوئام المدني تدل على أن أعداء الجزائر، وهم كثر، لا يريدون الخير، ولا يريدون الاستقرار، ولا يريدون التنمية، ولا يريدون الأمن لهذه البلاد.. أقول..
جمانة نمور [مقاطعة]: أولاً.. أولاً أريد أن أسألك مَنْ هم هؤلاء الذين تتحدث عنهم؟
عز الدين بوكردوس [مستأنفاً]: والله هم الذين أدخلوا الجزائر في دوامة، حتى رجال الإعلام أنفسهم حتى رجال الإعلام الآن نستمع إلى أخ يقول: لا، والله مفيش يعني كارثة، واعتبر وكأن.. لا.. لا ليس بهذه الأمور تعالجوا قضايا وطن، وقضايا أمة، ومصير دولة بكاملها ومصير أمة، الجزائر التي استطاعت أن تنهض من كبوتها، والجزائر بالمقارنة إلى سنوات مضت أنا الآن نتكلم فيك الآن وأنا أشوف الشوارع في الجزائر ونشوف المواطنين كيف يشعرون نشوف في الجزائر، هذا يدل على أن الناس لا يعرفون الجزائر كما ينبغي، ولا يعرفون الجزائر كما ينبغي صحيح إن الإرهاب لا ينتهي في يوم وليلة، ولا ينتهي في لحظات معينة، هناك من يستفيد، هناك حتى المافيا وهي كثيرة مافيا مالية وسياسية..
جمانة نمور [مقاطعة]: على ذكر من يستفيد، أريد أن أطرح شيئاً ذكرته مجلة "اكسبريس" حيث ذكرت أن حشَّاني قال في حديث لها قبل أيام فقط من اغتياله،.. انتقد فيها سياسة بوتفليقة، وقال كذلك بالتحديد المهلة التي حددها، واتهمه بتشريع متوقع لقمع الجبهة بعد تاريخ 13 (جانيوري)، ألن يستفيد النظام أيضاً؟
عز الدين بوكردوس [مستأنفاً]: لا اسمح لي يعني أنا قلت لك.. أنا يعني نعيد لسيادتك السؤال، أرجو أن يكون السؤال بطريقة يعني سؤال لرجل إعلام، وليس اتهام، نحن لنا.. لا صحفي في موقع دفاع، ولا صحفي في موقع اتهام لسلطة ولدولة..
جمانة نمور [مقاطعة]: الصحافة تبحث عن الحقيقة سيد بوكردوس، ونحن نسأل لنعرف فقط.
عز الدين بوكردوس [مستأنفاً]: إذا كانت الحقيقة غير مواربة بلون معين، أو بشكل معين أو لها خلفيات معينة، أنا أقول لسيادتك: إن المستفيد مِن اغتيال حشَّاني واغتيال أي مواطن جزائري مهما كان شكله وحجمه ونوعه وأهميته في المجتمع هو خسارة للشعب الجزائري وخسارة الأمة العربية والأمة الإسلامية ككل..
جمانة نمور: أريد أن أنتقل الآن إلى الصحافي السيد كميل الطويل، لقد سمعت ما ذكره السيد بوكردوس، وأرجوك باختصار أن ترد على ما ذكره من أنكم لا تعرفون بالضبط ما يجري داخل الشارع الجزائري؟
كميل الطويل: قد لا أكون أزور الجزائر، أو قد لا يسمح لي بزيارة الجزائر، ولكن عندنا ناس.. عندنا أكثر من مصدر داخل الجزائر، وليس فقط جريدتي عندها مراسلين داخل الجزائر، ولكن وكالات الأنباء يومياً تورد أخبار عن مجازر وعمليات عنف، أنا لا أقول أن البلد عاد إلى الفترة التي كانت تشهدها فيه.. عام 97 وبداية 98 عندما شهدت كبرى المجازر، لكنني أقول أن الوضع في البلاد لا يدل على خير، وأنني لا أشير هنا إلى حادثة معينة، إلى مجزرة واحدة، إنما هناك سلسلة من الأمور حدثت منذ نهاية الصيف تقريباً، وبدأ التصاعد في العنف يومياً، أي أن نقول إن الوضع في البلاد يسير نحو الأسوأ، هذا ليس دليلاً على مؤامرة خارجية على الجزائر، فبالتأكيد نحن نتمنى الخير للجزائر، وأن يتوقف العنف في البلاد، وتعود وتعم المصالحة، لكن الحقيقة أن الوضع يسير نحو التدهور، وأتمنى أن يتوقف..
[موجز الأخبار]
جمانة نمور: الآن أريد أن أتوجه بسؤالي إلى السيد عبد الله أنس، سيد عبد الله هل يُستَشف من رسالة عباسي مدني وجود انشقاقات داخل الجبهة؟
عبد الله أنس: شكراً قبل أن أجيبك عن هذا لو سمحت دعيني آخذ منكم نصف دقيقة، أنا.. أنا.. أنا أتعجب كيف؟! يا سبحان الله!!لم نعد نفهم الأمور على حقيقتها في الجزائر، كيف تسير.. كيف يسير هذا النظام؟ بوتفليقة يبعث برسالة تعزية إلى عائلة عبد القادر حشَّاني، ويقول إن موته كان خسارة للعالم.. الجزائر، وللسلم، وللوئام، وللوطن العربي والإسلامي، ثم يقول في كثير من لقاءاته الصحفية عن الشيخ عباسي مدني بأنه من الرعيل الأول المفجِّر لثورة نوفمبر، وأني لا أشكك في نزاهته، وفي وطنيته، وفي شرفه، ثم يقول عن علي بلحاج نفس الكلام، ثم يأتون لست أدري إذا كان ناس بهذا الشرف وهذه الأمانة، كيف يبقون داخل السجون، وبلادهم تحرق، ولا يستفاد منهم في إطفاء هذا النار؟! كيف يموت عبد القادر حشَّاني وهو بهذه الصفات، وهو ملاحق قضائياً، وممنوع من أي تصريح؟! فأنا لست أدري!! والله لم أعد أفهم شيئاً كيف يسير هذا النظام؟! ومَنْ يسيره؟! شهادة رئيس الدولة في الجبهة الإسلامية للإنقاذ هذا شكلها، لكن في ناحية أخرى أني لا أسمح لهم أن يعودوا إلى السياسة، ولا أستطيع أن أطلق سراح عباسي مدني!! الله أعلم كيف؟ من الذي يسير الأمور؟! الله أعلم!! دعونا على أية حال أنا أقول فيما يخص سؤالك..
جمانة نمور [مقاطعة]: قبل أن نباشر، عفواً، أريد أن أعود إلى السيد عز الدين بوكردوس لنناقش ما ذكرته قبل أن أدخل في الموضوع الذي سألتك عنه، هل فعلاً الرئيس بوتفليقة لا يريد أن يطلق سراح الموجودين الآن في السجون أم أنه لا يملك ذلك سيد عز الدين؟
عز الدين بوكردوس: نحن نعيش في دولة القانون، والجزائر دولة لها مؤسساتها القانونية، وما صدر باسم القانون وما يصدر باسم القانون فلابد من تطبيقه على الجميع، لا أكثر ولا أقل، وأعتقد أن هذا كلام واضح، وصريح، ومفهوم، ولا داعي للف.. ولا داعي للف والدوران، نحن نعيش في دولة القانون ودولة المؤسسات، والقانون فوق الجميع وما.. وإذا صدر حكم فحكم المحكمة وحكم القانون هو فوق الجميع، ما عدا ذلك لا أستطيع قول شيء، لأني لا أستطيع الدخول في تفاصيل لا معنى لها، نحن نعيش في دولة القانون ودولة يحكمها القانون فقط.
رسالة الشيخ عباسي مدني زعيم جبهة الإنقاذ والتي تعبر عن تراجعه عن تأييد قانون الوئام المدني
جمانة نمور: نعم الآن أريد أن آخذ اتصالاً، ومعنا مباشرة من جنيف دكتور الدكتور مراد الدهينة (رئيس لجنة التنسيق)، دكتور مراد، مَنْ المقصود برسالة عباسي مدني العناصر التي تبرأ منها؟ وهل يوجد انشقاقات؟ وأرجو أن تكون صريح معنا، ونتحدث أسود وأبيض.
د. مراد دهينة: بسم الله الرحمن الرحيم، أولاً نهنئ الأمة الإسلامية بحلول الشهر الكريم شهر رمضان، ونرجو من الله -سبحانه وتعالى- أن لا يدع مجالاً للسلطة الباغية في الجزائر حتى تجعله مرة أخرى شهراً دموياً على الشعب الأعزل، نرجو من الله -سبحانه وتعالى- كذلك أن يثبت الصابرين في الجزائر، وأن يستعينوا بقول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون". أعود إلى سؤالك يا أختي الكريمة..
جمانة نمور [مقاطعة]: أنا أسألك عن الانشقاق، هل هناك انشقاق؟
د. مراد دهينة: الرسالة من الشيخ عباسيي مدني، أولاً وحتى نرفع أي التباس، صادرة منه –حفظه الله- لفظاً ومضموناً، ومَنْ كذب وشكك في ذلك فنحن نتحداه، بأن تفسح.. بأن يفسح التليفزيون الجزائري الذي لازال يذيع في كل يوم مسلسلات طوال من خطابات بوتفليقة، ولكنه لم يفسح المجال لغيره، فنحن نقول لرفع أي التباس:أعطوا الكلمة بضع دقائق للشيخ عباسي حتى يفصح عن رأيه، فهنا لا مجال للشك، الرسالة آتية لفظاً ومضموناً من الشيخ عباسي، وما جاءت به واضح صريح، فإن الشيخ عباسي –حفظه الله- يتكلم بأمر بالغ الخطورة، وهو يكمن في أن هذا النظام لا يريد شيئاً من سياسته إلا أن يُخضع العناصر المخلصة بحسن نيتها، التي دخلت في الهدنة، أن يُخضعها تحت سيطرته، ويستعملها لمصالحه الخاصة، وضرب إخوانهم في الجزائر، ولا يريد شيئاً هذا النظام إلا إبقاء نار الحرب في الجزائر فهو المسؤول عنها أولاً وآخراً..
ظهور انشقاقات داخل الجبهة الإسلامية للإنقاذ بعد اغتيال حشَّاني
جمانة نمور [مقاطعة]: يمكن عفواً.. يمكن أنا لا أتفق معك بأن الرسالة كانت واضحة وصريحة إلى هذه الدرجة، ربما حملت بعض الإبهام، و لكن أريد جواباً صريحاً وواضحاً على سؤالي، لا أنت ولا السيد عبد الله أنس قدمتما أي إجابة حتى الآن، هل هناك انشقاقات داخل الجبهة؟
د. مراد دهينة [مستأنفاً]: نعم أختي الكريمة، وهذا شيء ليس جديد في الجبهة، وقع في سنة 91، خرج منها مرَّاني وأعوانه، ودخلوا مع النظام، ووقع بعد ذلك مرات عديدة، وهذا لا يخيف الجبهة، فالجبهة لا تكمن في.. أشخاص معينين، وهي ممتدة بجذورها وعمقها في الشعب الجزائري ورسالتها السامية التي تدعو إلى السلم، والأمن، والاستقرار، وخير البلاد والعباد في الجزائر، فإنها لا تخشى هذه هذه.. النعوت، فإن وقعت فإنها تدعو أبناءها وإخوانها إلى أن يتوبوا كما قال الشيح، حفظه الله..
جمانة نمور [مقاطعة]: أشكرك على صراحتك عفواً.. سيد، سيد مراد، أشكرك على صراحتك، ولكن أريدك أن تجيبني بنفس الصراحة: مَنْ هم الكوادر المقصودين الذين تبرأ منهم الشيخ عباسي مدني؟! بالأسماء لو سمحت.
د. مراد دهينة [مستأنفاً]: الشيخ عباسي لم يذكر أحداً بالاسم، ولكنه يذكر سلوكاً حتى يبقى يعني مصباحاً لأنصار الجبهة، هذا السلوك الذي نريده وهو الثبات على منهج الجبهة الإسلامية الأصيلة، ونحن لا نريد أن نحمل زيداً أو عمراً أي انزلاق، إنما نريد أن تكون المعالم واضحة ونريد الشفافية في الجبهة الإسلامية للإنقاذ، ونريد كذلك الشفافية أولاً وقبل كل شيء في الجزائر، ولنا مقترح لإرجاع السلم للجزائر شريطة أن يتخلى هذا النظام الجبار الذي يقوده الجنرالات في بطش.. في البطش بالشعب، والتنكيل به، وقتل رموزه، ثم البكاء عليهم، فهم الذين نتهمهم صراحة في قضية مقتل الشيخ عبد القادر حشَّاني -رحمه الله-مما لا يدع مجالاً للشك، فإن ذلك القتل أتى بالغطاء السياسي الذي أتى به هو بوتفليقة نفسه، فإنه هو الذي توعد بإعلان الحرب على كل من لا يوافق..
جمانة نمور [مقاطعة]: نعم دكتور.. دكتور مراد.. دكتور مراد، لدينا الكثير من الآراء لنسمعها، رئيس لجنة التنسيق من جنيف شكراً جزيلاً لك، وأنتقل مباشرة إلى لندن والسيد كميل الطويل، لقد سمعت ما قاله دكتور مراد، كيف تقرأ الوضع الحالي للجبهة الإسلامية للإنقاذ؟
كميل الطويل: ليس سراً كما قال الدكتور مراد أن الجبهة الإسلامية تعاني من انشقاقات، الجبهة الإسلامية محظورة منذ مارس (آذار) 1992م، وهي منذ ذلك التاريخ، إن لم نقل من قبل، من حزيران 91 تحت ضربات متتالية من قوات الأمن الجزائرية ومن فصائل إسلامية أخرى مثل الجماعة الإسلامية المسلحة، إذن نعم، واقع الجبهة الإسلامية أنها مفككة ومفككة جداً، ولكن الفرق الآن في الوضع أن الشيخ عباسي مدني الذي هو رأس الجبهة، وممثلها، والناطق باسمها، خرج علناً ليناقض سياسة يتبعها تيار كبير داخل الجبهة ممثل بقيادة الجيش الإسلامي للإنقاذ مدني مزراج، وقيادة الهيئة التنفيذية للجبهة الإسلامية ممثلة بالسيد رابح كبير.
الشيخ عباسي حدد في رسالته الأخيرة أنه غير موافق على السياسة المتبعة حالياً، هو غير موافق على سياسة الوئام، وهو يطالب عنده تحفظات عديدة عليها، لكنه لن يذهب إلى آخر الطريق إذ لم يقطع شعرة معاوية، بل أبقى الخط مفتوحاً، قال: أن عندي تحفظات عن.. سياسة الوئام التي يطبقها النظام الجزائري، اقترح حلاًّ بديلاً هو أن يقوم الحكم الجزائري بإجراءات معينة حدد بعضها الشيخ عباسي طالب قال: أنه يريد إطلاق السجناء السياسيين، يريد عودة المختطفين أو المختفين، يريد فتح الساحة السياسية أمام العمل السياسي، يريد عودة المنفيين مِن الخارج.
هناك إجراءات طالب بها الشيخ عباسي، هو لم يقل أن أنه يرفض سياسة الوئام والمصالحة مع الحكم الجزائري بالكامل، بل حدد شروط معينة لكي يقبل بسياسة يعتبرها سياسة مصالحة حقيقية وليست مزورة.
جمانة نمور: أريد الآن أن نتوجه إلى السيد عبد الله أنس، أريدك أن تعلق باختصار على ما سمعته من السيد مراد، وهناك فاكس وصلني من مصدر مسؤول في الجيش الإسلامي للإنقاذ لا يريد الإفصاح عن هويته، قال: إن في اعتقاده أن الرسالة من حيث التوقيت -طبعاً رسالة عباسي مدني- جاءت في الوقت المناسب حتى تعطي نوعاً من التجميد للإجراءات فيما يتعلق بملف الجيش الإسلامي للإنقاذ، ما تعليقك على ذلك؟
عبد الله أنس: على كل حال أنا ليس لي علم بهذه الرسالة، أنت تقولين أنها وصلتك للتو، لكن فيما يخص التمثيل، أنا أقول لك –يا أختاه ولكل مشاهد كريم.. لكل مشاهد كريم- التمثيل في الجبهة الإسلامية للإنقاذ هناك النشاط الإعلامي، وهناك التمثيل الذي مِن شأنه اتخاذ القرارات والمواقف السياسية، القيادة المخولة التي لها الصلاحيات الوحيدة والمطلقة داخل الجبهة الإسلامية للإنقاذ ما طرأ عليها أي خلاف إلى الآن.
ذ أن الشيخ عباسي مدني هو رئيس الجبهة، وأن نائبه هو الشيخ علي بلحاج، وأن القيادة التي أصطلح على تسميتها بالمفرج عنهم والمتمثلة في الشيوخ علي جديأأأ ًا
، وكمال جمازي والمرحوم عبد القادر حشَّاني -رحمه الله- وغيرهم من الأخوة، ألا تلاحظين أن كل بيان يخرج من الداخل موقع مِن قبل هؤلاء جميعهم؟!
جمانة نمور [مقاطعة]: ولكن.. لكن السؤال عن مدى السلطة الفعلية لهؤلاء الشيوخ على الجناح العسكري.
[فاصل إعلاني]
جمانة نمور: هل فعلاً يملك هذه السلطة على الجناح العسكري في الجبهة؟
هل هناك سلطة فعلية لشيوخ جبهة الإنقاذ الإسلامية على الجناح العسكري لها؟
عبد الله أنس: كما قلت نرجع إلى التمثيل وقضية الخلاف داخل الجبهة، الجبهة الآن مقسمة إلى ثلاث أو أربع جبهات، السُّلم الأول المتمثل في الشيخين الشيخ عباسي مدني، وعلي بلحاج، وهذا المقام لم يرد عليه أي اختلاف، فهو لا يزال صاحب المصداقية أولاً وأخيراً على جميع فصائل الجبهة الإسلامية للإنقاذ، ثم الفصيل الثاني اللي متمثل في القيادة المفرج عنها، التي ذكرت أسماءهم مِن قبل، وكما قلت لعلك تلاحظين أن كل البيانات التي صدرت من القيادة الوطنية المتمثلة في الشيوخ المفرج عنهم، حتى يزيلوا كل لبس عن أي خلاف دائماً يوقعوها جماعياً، بمعنى أن بياناتهم في توجيهها، في أهدافها، حتى في توقيعاتها موحدة.
يبقى أن الإشكالية اللي قد ربما أثير اللغط أو الجدل حولها هي حول ما يدور بين أبناء الجبهة خارج الجزائر، إذ أن هناك أربع تمثيليات تقريباً، البعثة البرلمانية، واللجنة.. اللجنة التحضيرية، و الهيئة التنفيذية، و المجلس التنسيقي، هؤلاء كلهم اضطرتهم القمع إلى الخروج من خارج الجزائر، لكن لا يستطيعون ولا يملكون اتخاذ القرار في داخل الجبهة، القرار والمواقف السياسية فقط من صلاحيات طرفين لا ثالث لهما، الشيوخ المسجونين عباسي مدني، وعلى بلحاج، وينوبهم خارج الجزائر.. يعني خارج السجن أي الشيوخ المفرج عنهم.. وما عدا ذلك فإنها جهات تعبر عن وجهة نظرها..
جمانة نمور [مقاطعة]: عفواً للمقاطعة، أريد أن أنتقل إلى الجزائر الآن مع السيد عز الدين بوكردوس لنتحدث عن ملف الجيش الإسلامي للإنقاذ، هناك معلومات سيد بوكردوس في الجزائر عن إنه بعد خمسة بعد.. بعد خمسة أيام من الآن تقريباً، من المفترض أن يقوم هذا الجيش بوضع السلاح في أماكن خصصت لهذا الغرض قرب ثكنات للجيش، وهذا قد.. وهذا كان من أحد الأسباب وراء مقتل حشَّاني، لأن هناك أطراف لم تكن راضية عن ذلك، ما مدى صحة هذه المعلومات؟
عز الدين بوكردوس: أولاً: نتمنى أن يكون الحوار حوار هادئ، و حوار لأناس مثقفين، يتحملون مسؤولية الكلمة، ولا يعني أن الحوار هو شتم وإهانة لمؤسسات الدولة، وللدولة الجزائرية، لأن الدولة الجزائرية فوق كل هذه الكلمات التي لا معنى لها أو لأن المفروض في الحوار أن يكون حوار سليم، حوار نظيف، نظيف في الفكر، ونظيف في العقل، ونظيف في النطق بالكلمات أيضاً.
كل ما أقوله عن.. يكفي أن لو الإنسان تتبع بإمعان ما حصل من الأخوة الذين ينزلون من الجبال يومياً، ويضعون أسلحتهم، في الصحف اليومية أنا لا أتكلم هكذا فقط، ففي الصحف الجزائرية اليومية هناك أرقام يومياً، مجموعات تسلم نفسها وتعيش في أمن وأمان داخل الوطن الجزائري، ومع إخوانهم في الوطن الجزائري، وهذا أكبر دليل وأكبر رد على كل الذين يقولون أن هناك لا وئام، ولا أمن، ولا استقرار في الجزائر، فكانت لجان الأرجاء في كل مكان وفي جميع الولايات.
والكثير.. الكثير يومياً في الصحف سواء كانت الصحف المستقلة، أو الصحف الحرة، أو الصحف العمومية، فيومياً هناك أرقام بالأماكن، بالولايات من الذين يأتون ويسلمون أنفسهم طواعية، وربما أيضاً التقطت حتى تلفزيون (الجزيرة) شاهدنا كيف بعض الذين التقوا مع إخوانهم في أمن وأمان، هذا كل ما أقوله باختصار شديد.
جمانة نمور: الآن أريد أن أنتقل إلى الكاتب الصحفي السيد عبد الباري سوداني، وأعتقد أننا سنسمع منه وجهة نظر مستقلة من الجزائر، تفضل سيد عبد الباري.
عبد الباري سوداني: أولاً مساء الخير الأخت جمانة أريد أن أعلق فقط على مدى يعني صدق القول بأن الرسالة فعلاً صادرة عن الشيخ عباسي مدني، ذلك لأن الرأي العام الجزائري في الحقيقة لم يحدد -بعد- موقفه مثلما هو أكد المتكلم منذ لحظات، ذلك لأنه شخصيات بارزة وشيوخ بارزين في الجبهة الإسلامية للإنقاذ نفوا نفياً قاطعاً في لقاءات صحفية، وآخرهم الشيخ عبد القادر بوخمخم وأعتقد أنه من الرجالات الجبهة المعروفين، نفى في حوار له في يومية وطنية أن تكون هذه الرسالة صادرة من.. من عباسي مدني، بل ذهب إلى أن الذي أمضى الرسالة والذي هو السيد أحمد زاوي لا يعترف به، وأن هذا الشخص لم يكن في يوم من الأيام من قادة الجبهة الإسلامية، بل إنه لا يحق له التحدث باسمها، هذا الملاحظة الأولى.
الملاحظة الثانية: أن هذا الخلاف برز على السطح، وهذا الانشقاق اللي مثلما اعترف به السيد عبد الله أنس وغيره، هو في الحقيقة يكشف مدى الخسارة التي لحقت من مقتل الشيخ عبد القادر حشَّاني، ذلك لأنه كان الرجل المتحدث أو آخر شخصية رسمية -على الأقل- بعد انتخابه في.. في مؤتمر (باتنا) المعروف.. هذا، المتلقى.. هذا المؤتمر الذي كلف الشيخ عبد القادر حشَّاني بقيادة الجبهة، وهو الذي أوصلها إلى الانتصار في الانتخابات الملغاة.
بالتالي فإن غياب عبد القادر حشَّاني أبرز هذه الخلافات أكثر، وجعلها بمثل هذه الحدة، هناك أيضاً أمر ثانٍ وهو أن الهدنة في الحقيقة أمضاها زعيم الجيش الإسلامي للإنقاذ المعروف مدني مزراج، ولم تكن له استشارة بالشيخ عباسي مدني، فعباسي مدني نفسه لحق بعد ذلك، وبارك وباراك المسعى، فإذن المسألة الحقيقة في يد العسكريين الميدانيين، وليست في يد السياسيين سواء في الداخل أو في الخارج، كما أن مسألة الهدنة تسَّير بطريقة أخرى غير الطريقة الإعلامية التي يحاول البعض -في الحقيقة- ممارستها هنا وهناك. هذا من جهة.
من جهة ثانية أيضاً في اعتقادي أن الشيخ عباسي مدني -في الحقيقة- لم يُعرف عنه أنه وجه رسائل لكوادر الجبهة للتوبة أو بمثل هذا التعبير، ولذلك لاحظ الشيخ عبد القادر بوخمخم في حواره بأن الشيخ عباسي مدني رجل فكر، ومعروف، وصاحب خبرة وحنكة سياسية، وهذا القول لعبد القادر بوخمخم، فهو يستبعد في خطابه أن يكون عباسي.. عباسي مدني قد بعث بهذه الرسالة، وهو الذي بارك الوئام ودعا إليه.
جمانة نمور: عبد الباري السوداني من الجزائر شكراً لك، سيد.. سيد كميل الطويل، يعني لماذا برأيك كل هذا الغموض الذي يلف رسالة عباسي مدني؟ وما هو مصير الهدنة؟ هل نشهد فعلاً تخلياً من الجبهة الإسلامية للإنقاذ عن الهدنة التي لم يكن راضياً عنها منذ البداية الشيخ مدني؟
كميل الطويل: أولاً: اللغط الذي دار حول الرسالة أعتقد أن مرده أنها للمرة الأولى تخرج عن طريق غير الطريق الذي اعتادت الرسائل السابقة الخروج عبره، أي أن الشيوخ المحيطين بالشيخ، وهم الشيوخ المفرج عنهم مثل الشيخ علي جدي، أو عبد القادر بوخمخم، أو كمال جمازي، أو بقية الشيوخ الذي هم على اتصال مستمر بالشيخ، لا.. الرسالة لم تخرج عبرهم، عندما سئلوا قالوا: إننا لم نعرف برسالة الشيخ عباسي، لكنهم لم ينفوها، وبحسب مصا.. المجلس التنسيقي، فإن الرسالة صحيحة 100 %.
أما ماذا عن تأثيرها عن الهدنة؟ وهل هي تعني نهاية لهدنة الجيش الإسلامي للإنقاذ مثلما قال الأخ سوداني من الجزائر الآن؟ صحيح أن الهدنة التي أُعلنت في أكتوبر 97 هي هدنة بين الجناح المسلح للجبهة الإسلامية والمؤسسة العسكرية الجزائرية، ولم يتم التشاور مع الجناح السياسي لا مع الشيخ عباسي، ولا مع بقية الشيوخ قيادة الجبهة السياسية في موضوع الهدنة، الهدنة توصلت إليها قيادة الجيش الإسلامي، تحديداً مدني مزراج مع قيادة الاستخبارات الجزائرية بقيادة الجنرال إسماعيل.. إسماعيل العماري، هذه هي الهدنة، إذن الشيخ عباسي لم يكن هو منفذ الهدنة، أو الشخص الذي فاوض عليها، كل دوره.. دور الشيخ عباسي كان أنه زكَّى الهدنة، واعتبرها وسيلة لتحقيق السلم في الجزائر.
رسالته الأخيرة ليست نهاية لموضوع الهدنة، إنه قال: أن السياسة التي يتبعها النظام الجزائري الآن ليست سياسة صحيحة، ليست مصالحة حقيقية، وأن المطلوب إجراءات معينة من الحكم الجزائري تؤكد السير نحو مصالحة حقيقية، وأعتقد أن الجيش الإسلامي للإنقاذ يوافق على بعض ما جاء في الرسالة، لكنه لا.. غير راضٍ 100 % على الطريقة التي اتبعها الشيخ عباسي، وأعتقد أن لكل من.. من الطرفين طريقه الخاصة في التعامل مع التطورات في.. في الجزائر.
جمانة نمور: أريد أن أبقى في لندن، ولكن هذه المرة معنا عبر الهاتف دكتور محمد سكوم، تفضل في مداخلتك.
د. محمد سكوم: السلام عليكم.
جمانة نمور: عليكم السلام.
د. محمد سكوم: بصراحة أشكركم، أنا لي بعض أسئلة، السؤال الأول: متى في الجزائر توقف لغة الرصاص، وتبدأ سياسة بين كل الأطراف؟! ومتى نتخلى عن المنطق الأمني في قرارات كل المبادرات؟ في الرسالة الأخيرة يتمسك عباسي المدني بالحل السياسي للأزمة، ولم ينتبهوا الناس لهذا الجنب، وركزوا فقط على أن عباسي تراجع على المصالحة الوطنية، وهذا خطأ، سؤالي هو: مَنْ يمثل الجبهة وأنتم –اليوم- تناقشون الرسالة رسالة.. رسالة عباسي المدني؟ وهو الشخص الوحيد اللي يمكنه أن يتكلم على هذا الرسالة.. ولكن من رأي.. دقيقة..
جمانة نمور [مقاطعة]: ولكن عفواً، عفواً أريد الإشارة قبل أن تكمل حديثك، نحن نناقش الوضع في الجزائر، وليس رسالة عباسي مدني، صحيح أنها من التطورات، ولكن موضوعنا اليوم هو الوضع في الجزائر، تفضل.
د. محمد سكوم [مستأنفاً]: الوضع في الجزائر الآن، الوضع في الجزائر الآن الناس في السجون، فيه نسا في السجون، فيه نسا في الحراش، ويقول الرئيس، الرئيس بوتفليقة قال: إن النساء.. النساء والأطفال ما لهم ذنب مع أبويهم أو.. أو.. ولكن فيه نسا الآن يعانون في السجون في الجزائر.. ونقول -إن شاء الله- نطلب إن شاء الله يكون الرئيس بوتفليقة يسمعني الآن وأنا متأكد أنه راح يشوف في التلفزة..
جمانة نمور [مقاطعة]: عفواً يعني الدكتور محمد نأمل أن يكون يسمعك، ولكن نتوجه الآن إلى السيد عز الدين بوكردوس، هل تملك إجابات على التساؤلات التي طرحها دكتور سكوم؟
عز الدين بوكردوس: لا، أنا أملك إجابات الأسئلة اللي تطرحينها أنت، أما إنسان بالتليفون أنا اسمي معروف، وأنا بأتكلم معاكي معاكي إنت كصحفية معروفة..
جمانة نمور [مقاطعة]: طيب، أريد أنا أن أسألك إلى.. متى يمكن أن يتم التخلي عن لغة الرصاص في الجزائر، وأن نصل إلى نهاية من حمام الدم والتخلي عن المنطق الأمني؟ وهذه أسئلة يطرحها الجزائريون ونحن واسطة يعني ننقلها إليك؟
عز الدين بوكردوس [مستأنفاً]: لا سينتهي بحول الله ولا محالة، سينتهي هذا الوضع سينتهي آجلاً أم عاجلاً، لأن كل الناس لا تريد لا تريد الموت، وماكانش إنسان يفضل بشي يسمع أخوه مات ولا يسمع صديقه ولا إحنا، كفانا من الموت، كفانا من إراقة الدماء، و كفانا من الوضع الصعب الذي كنا نعيشه، لأن كل الناس شعرت بالملل، كل الناس شعرت بالقلق، وكانت بالنسبة لينا إحنا أيام عصيبة.
لكن نعاود ونقول لسيادتك مرة أخرى نحن نسير في الطريق الصحيح، والدليل على ذلك هو الزيارات المتعددة للوفود الأجنبية -حتى التي كانت تعادي الجزائر-اعترفت هي الآن، وأن الجزائر في الطريق السليم، وأنه الجزائر بدأت تستعيد صحتها وعافيتها، وهذا ليس رأيي أنا، لأنك إنت في البداية قلت نسمع الآن إلى رأي مستقل وكأني أنا لا أمثل الاستقلالية، أنا أمثل استقلالية نفسي..
حقيقة الخلافات بين الرئيس بوتفليقة والمؤسسة العسكرية في الجزائر
جمانة نمور [مقاطعة]: ولكن مِن ناحية ثانية سيد عز الدين سربت أنباء عن خلاف بين بوتفليقة والعسكر، وأن هناك هل هناك فعلاً مواجهة حقيقية بين الرئيس الجزائري وما يسمى أو يطلق عليه اسم القوى الخفية؟
عز الدين بوكردوس [مستأنفاً]: أشير لسيادتك فقط أرجو أنك أنت كامرأة تتابعين الإعلام، وكصحفية مشهورة ومرموقة، ونعتز بك أنك تقرئين كل الأحاديث التي أدلى بها سيادة الرئيس لمختلف الصحف، سواء كانت صحف في الشرق العربي، أو في الخليج العربي، أو الصحف الأميركية، أو الصحف الصينية، والصحف الفيتنامية، والتي كانت واضحة وصريحة في هذا الميدان، هناك مؤسسات دولة قائمة بذاتها، وكل مؤسسة تعمل حسب ما يقتضيه الدستور، وما يمليه الدستور ورئيس الجمهورية هو رئيس كل الجزائريين، وكل ما يشاع هنا وهناك هو مجرد بلبلة من جديد، والبحث عن ربما مثل هو ربما وكأن من يبحث عن "مسمار في حبة بيض" هؤلاء الناس يبحثون عن مسمار في حبة بيض أما الحقيقة..
جمانة نمور [مقاطعة]: سيد عز الدين، أنت تتحدث عن المتابع للشأن الجزائري ولكن لا يخفى على أحد دور الجيش فيما يحدث في الجزائر، وفي توالي الرؤساء أيضاً على الحكم في الجزائر، الآن آخذ اتصالاً من السيد عبد المجيد حمراوي، تفضل سيد عبد المجيد.
عبد المجيد الحمراوي: آلو..
جمانة نمور: نعم، تفضل أنت معنا على الهواء.
عبد المجيد الحمراوي: مساء الخير.
جمانه نمور: مساء النور.
عبد المجيد الحمراوي: سأعطلكم..
جمانه تمور: يا هلا.
عبد المجيد الحمراوي: حمراوي من جنوب الجزائر.
جمانه تمور: يا هلا، تفضل.. تفضل.
عبد المجيد الحمراوي: عايز نقول شيء اللي سايره في الجزائر قلت والقيادات بتاع الجبهة الإسلامية المنحلة اللي هي في الخارج عايشة، و كله من تجنيد المخابرات الأجنبية، الفرنسية والإنجليزية واللي يسيروا فيهم المخابرات، وهم اللي قتلوا حشَّاني مقتلش حشَّاني من شان الهدنة في الجزائر، وتقريباً خمسة وأربعون عالم من العالم الإسلامي أيدوا مسعى الرئيس بوتفليقة في الوئام بتاعه، وكانت الكرة في جنب الحركة الإسلامية المسلحة، وعراهم كما نقولوا بالعامية بتاعنا لحالهم الغطاء السياسي والغطاء العسكري، وبشي.. يعرضوا يرجعوا لديارهم بالكامل كلهم.. أما..
جمانة نمور [مقاطعة]: سيد عبد المجيد أشكرك على اتصالك، وأنتقل إلى السيد عبد الله أنس، أعتقد أن ما فهمته أنه يتهمكم أنتم الموجودون في الخارج، وسماكم بالمخابرات، ماذا تقول؟
عبد الله أنس: والله لست أدري، هذا المسكين من أي جحر يتكلم؟! المخابرات فرنسا هي التي طردت إخواننا إلى بوركينا فاسو، وفي فرنسا هي التي قُتل فيها شيخنا الشيخ عبد الباقي صحراوي في مسجده، وفرنسا هي التي ضيقت علينا كثيراً، فيعني ها الكلام اللي مثل هذا لا يرد عليه، يعني إذا كان فيه سؤال يتعلق بالأزمة فنحن مستعدون للإجابة عليه.
جمانة نمور: الآن أريد أن آخذ بعض الفاكسات التي وصلتنا، أحدها هو من السيد علي عمار عبد الحميد وقال: "مع الأسف الشديد إن سياسة الوئام هي.. وهي على قياس بوتفليقة، لن تحدث نقلة نوعية في مجال الأمن واسترجاع السلم: وقال: إن النظام الجزائري يعمل بمبدأ أخف الضررين، لبقاء نفوذ الأشخاص وهيمنة الأجهزة".
كذلك هناك فاكس من سيد أبو يونس من وهران في الجزائر يهاجم فيه الشيخ عباسي مدني، ويقول: إن إعلان مدني للجهاد في بداية الأزمة كان السبب في حمام الدم في الجزائر.
أيضاً هناك فاكس من السيد أبو محمد أحمد شوشان وهو نقيب سابق في الجيش الوطني الشعبي الجزائري يتهم فيه الحكومة بالمراوغة، وقال: إنها ليست جادة أبداً فيما يتعلق بموضوع الوئام.
السيد العيد عكاشة وهو عضو سابق في المكتب البلدي لجبهة الإنقاذ تهجم على أحمد الزاوي، وقال: إن الرسالة المنسوبة إلى عباسي مدني هي دليل قاطع يؤكد صحة الانقسامات داخل الجبهة، وهذا ما أكده أيضاً في.. في الجبهة، الآن معنا السيد فهيم عبد العزيز من السعودية، تفضل سيد فهيم.
فهيم عبد العزيز: السلام عليكم.
جمانه نمور: وعليكم السلام ورحمة الله.
فهيم عبد العزيز: بدي أحيي طبعاً ضيوف البرنامج، والحقيقة قانون الوئام اللي عمله الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لم يظهر له أي آثار حتى الآن على ..في الجزائر، ورغم هذا إحنا بنجد إن فيه تداول للسلطة في الجزائر، لكن هذا التداول بيتم في نمط معين أو في ثقافة معينة، وهم التيار العلماني في الجزائر، وطبعاً لو.. الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لو جاد في هذا لكان بالفعل شوفنا إنه أفرج عن المعتقلين، وخصوصاً قادة جبهة الإنقاذ، وشكراً.
جمانة نمور: شكراً لك على اتصالك، سيد كميل الطويل، هل تعتقد أنه لم يظهر ولا أي أثر حتى الآن بالنسبة إلى الوئام الوطني في الجزائر؟ وبالمرة وهناك سؤال أيضاً يطرح نفسه لقد تحدث عن بعض التيارات، أين هي التيارات الأخرى؟ أين بقية الأحزاب؟ أين مرشحو الرئاسة؟ هل التهمهم هذا القانون قانون الوئام بين الإسلاميين والرئيس بوتفليقة؟ أين هم؟
كميل الطويل: بالنسبة للنقطة الأولى أين أصبح مسعى الوئام؟ بالطبع مسعى الوئام انطلق مع وصول الرئيس بوتفليقة إلى السلطة في نيسان/ إبريل الماضي، ثم تعزز في حزيران من العام نفسه عندما تلقى الرئيس بوتفليقة رسالة التأييد الشهيرة من الشيخ عباسي مدني، والرسالة من السيد مدني مزراج الذي يضع قواته بتصرف قوات الأمن الجزائرية في قتال الجماعة الإسلامية المسلحة هذه.. مسعى الوئام بلغ ذروته في أيلول/ سبتمبر عندما طرح الرئيس بوتفليقة مشروع الوئام على الشعب، فكانت النتيجة تأييد شعبي واسع جداً لهذا القانون، لكن منذ ذلك التاريخ وحتى الآن يبدو قانون الوئام وكأنه في تراجع مستمر، من ناحية أولى هناك العنف في البلاد الذي عاد إلى الظهور بوتيرة تزداد يوماً بعد يوم.
ثانياً: جاء كمقتل.. اغتيال الشيخ حشَّاني ليزيد الطين بلة، حتى ولو لم يكن النظام الجزائري أو جناح داخل النظام الجزائري هو المسؤول عن قتل حشَّاني فإن الأنظار أو الاتهامات وجهت إلى الحكم الجزائري لمجرد كون الشيخ حشاني على عداوة مع الحكم الجزائري، وثانياً لأن هناك قوة أمنية كانت مكلفة بمراقبته ليل نهار، فكيف كان.. فكيف وصل مغتالو الشيخ حشاني إليه دون المرور عبر قوات الأمن، ولا أقول هذا الكلام لكي اتهم الحكم، مثلما قلت في السابق أن من الصعب جداً أن تقول 100 % من هو الطرف المسؤول عن اغتيال حشَّاني.
وفي النهاية إذا نظر الواحد إلى النتيجة التي حققها قانون الوئام المدني، نحن نعرف أن القانون بدأ سريانه في 13 تموز الماضي، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم يستسلم سوى ألف وثلاثمائة شخص من أعضاء الجماعات المسلحة، هو عدد ضئيل جداً إذا أردنا الحكم به على فعالية هذا القانون، لكن يجب ربما أن ننتظر حتى نهاية مفعول قانون الوئام في 13 كانون الثاني/ يناير المقبل لنرى هل هناك أعداد كبيرة من المسلحين ستنزل من الجبال وتسلم نفسها أم لا، لذلك فإذا.. إذا أراد الشخص أن يطلق أحكاماً على قانون الوئام أو مسعى الوئام حالياً فإنه يمكن أن يلخص الوضع بالقول أن القانون يعاني أزمة حقيقية.
جمانة نمور: نعم أريد أن آخذ رد فعل من السيد بوكردوس على ما سمعه.
نتائج وآثار قانون الوئام المدني على الحياة السياسية في الجزائر
عز الدين بوكردوس [مستأنفاً]: أولاً: أنا نطلب من هذا الأخ اللي يمثل جريدة الحياة إنه يأتي إلى الجزائر، وأدعوه إلى زيارة هذا الوطن، حتى يكون في عين المكان حتى يرى النتائج التي تحققت منذ الموافقة الشعبية الكاملة وبالكامل على قانون الوئام المدني، أما فيما يخص نصحح لكم فقط معلومة إعلانية فقط، ما فيما يخص- قضية الحراسة لن أعتقد بأن الرئيس..
جمانة نمور [مقاطعة]: هل نحن بحاجة إلى أن نذهب إلى الجزائر لكي نعلم أن عدد المستسلمين بالنسبة إلى عدد المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لم يكن عدداً كبيراً، وعدد قليل هل هناك معلومات تستطيعون أن توصلوها إلى من هم خارج الجزائر؟ نحن نهتم بسماع ذلك.
عز الدين بوكردوس [مستأنفاً]: ليس من سمع كمن رأى.. ليس من سمع كمن رأى، الحقيقة والثوابت، والأدلة والشواهد، تدل على أن من يجيء إلى الجزائر ومن يعيش هنا بالجزائر يعرف أكثر بكثير مما يسمع عنه، نحن لا نعرف ماذا يحدث في الشيشان، بالضبط لأن نعيش بعاد عن الشيشان، إلا من خلال أجهزة الإعلام، أما فيما يخص.. أريد أن أصحح برضك معلومة بسيطة للأخ إعلامياً فقط ولا أتكلم في شيء آخر حين قال أجهزة الأمن، حين أرادوا اغتيال (كيندي) اغتالوا كيندي، حين أرادوا ضرب الرئيس (ريجان) وهو رئيس أكبر دولة في العالم ضُرِب الرئيس ريجان هذا مجرد ملاحظة إعلامية فقط بسيطة لا أقصد من ورائها شيء، إنما مرة أخرى أقول ليس من سمع كمن رأى، واللي يعش في الجزائر ويشوف يومياً ما يحدث في الجزائر مش اللي يسمع، مهوش مثل اللي يسمع..
جمانة نمور [مقاطعة]: على كل حال نحن آخر ما يريده أن يزيد أطراف الصراع طرفاً في الجزائر، وأن يكونوا بالذات الإعلاميين، لأنها هذا أبعد ما يكون عن مهنتهم، الآن أريد أن آخذ اتصالاً من السيد محمد العربي من لندن، تفضل.
محمد العربي: تحياتي يا سيدتي في واقع الأمر ابتداءً أريد أن أعلق على قضية اغتيال عبد القادر حشَّاني، في واقع السيد عبد الباري السوداني وهو له تغطية إعلامية وهو صحفي في التليفزيون الجزائري، وهو في حقيقة الأمر أيضا ضابط المخابرات الجزائرية أكد بما لا يدع مجال للشك عندما تدخل من أن مقتل عبد القادر حشَّاني أدى إلى انشقاقات كبيرة داخل الجبهة، وكان آخر صوت يجمع القيادات في الجبهة، هذا يؤكد أن المخابرات عندما قتلت عبد القادر حشَّاني كانت تعرف ما تفعل، وبالرغم من التنديد العالمي فإنها ضحت بالمدى القريب للعملية، وأرادت أن تحقق أهداف على المدى المتوسط والطويل وهو ضرب شخصية تاريخية، شخصية سياسية لها شرعية شعبية في الجزائر، ولها توافق كبير لدى الطبقة السياسية الجزائرية، ولدى الشعب الجزائري.
القضية الثانية: هو أن هذا اللغط اللي حول رسالة الشيخ عباسي مدني، في حقيقة الأمر غير مفهوم، ونحن نرى أن السيد عبد الباري السوداني، وبوكردوس ممثلي النظام الجزائري قالا أن.. يشككون في ذلك، نحن نقول ببساطة.. ببساطة إذا كنتم تشككون في ذلك هناك أمر.. أمر من أمرين إما أن تسمحوا للسيد عباسي مدني من أن يقول هذا الأمر عبر التليفزيون الجزائري أو تسمحوا لتليفزيون وليكن تليفزيون (الجزيرة( أن يقول عباسي مدني رأيه في الموضوع، إذاً لماذا يمنع النظام الجزائري عباسي مدني من الحديث لو كان فعلاً لو كان فعلاً الرسالة غير صحيحة، الأمر الثاني..
جمانة نمور [مقاطعة]: أرجو أن تكون هذه الدعوة وصلت إلى النظام الجزائري، ومعنا السيد أبو محمد من الجزائر، أعتقد أنه يطالب بنفس الشيء، تفضل سيد أبو محمد.
أبو محمد: مساء النور، لماذا عباسي مدني لم يطلب هدنة على شاشة التليفزيون للشعب الجزائري؟
جمانة نمور: نعم، هذا كل ما لديك سيد أبو محمد، نشكر اتصالك، أيضاً وردنا فاكس من الجزائر من الصحفي يحيى بن لاوي، يقول من البلاوي أقوله.. وبدون تعليق من البلاوي التي سلطت على عالمنا الإعلامي مشكلة التصعيد في الأمور السياسية بالجزائر لكي يكون المعنى دقيقاً كيف تعيش بريئاً في عالم كله متهم، الأمن مستتب، الوضع يدل على خير، والناس دخلوا في السلم، الآن سيد عبد الله أنس، ما هو تعليقك على هذا؟
عبد الله أنس: أنا تعليقي على هذا، أريد أن نتعلق على.. هناك مغالطة كبرى مررت من قبل الجعجعة التي عملت لقانون الوئام.. الوئام المدني، والسؤال هو الذين يقولون بأن الشعب صوَّت عن بكرة أبيه، السر ليس هنا، إن سؤال الشعب حول الاستفتاء على الوئام، كسؤالٍ في المستشفى عند المرضى، من منكم يريد الامتثال إلى الشفاء؟ يعني السؤال حول الوئام المدني كهذا السؤال، كمن يذهب إلى مستشفى ويسأل المرضى: من منكم يريد الامتثال إلى الشفاء؟ الشعب الجزائري الآن يعاني من ويلات الموت، والدمار، والجوع، والخوف، والرعب منذ الانقلاب المشؤوم على الشرعية الجزائرية، على الشرعية الانتخابية، فعندما يأتي إنسان ويقول: أريد أن أجعل الجزائر آمنَة، سالمة، مطمئنة، فليصوت له الجميع، ونحن أول من يصوت، لكن القضية ليست في قضية هل تريدون السلام والوئام أم لا؟ فالجواب محسوم، إنما ما هي آليات إحلال الوئام؟
لأن الوئام عادة يكون في مجتمعات فيها حروب أهلية يعني تتقاسم فيها العشائر والقبائل وتتطاحن ثم يؤتى بعد ذلك من أجل إيجاد صيغة لإيجاد الوئام بين الشعب هذا، أما الشعب الجزائري فليس بينه إشكالية بين بعضه، فهو شعب في جهة، والمؤسسة الطاغية التي اغتصبت الحكم في جهة ثانية، ثم حتى هذا الشعار، حتى يصل هذا الشعار الذي ملأت الدنيا جعجعة به، صرح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بنفسه بثلاث مواقف:
الموقف الأول: على المستوى الاجتماعي، لقد صرح في أحد خطاباته بأنه ليس حائط المبكى، أي من عنده قتيل، أو من عنده مسجون، أو من عنده مفقود أو من ليس عنده عمل، أو من ليس عنده بيت، أنا لست حائط المبكى، وكما قالها لتلك العجوزة في التليفزيون الجزائري عندما قالت: عندي ابن مفقود، أين ابني؟! قال لها: اسكتي يا امرأة، إنه ليس في جيبي. فإذن على هذا المستوى.
ثم المستوى الثاني على مستوى الآفاق السياسية، على المستوى السياسي لقد أعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بأنه لن يسمح بعودة الجبهة الإسلامية للإنقاذ، لا باسمها، ولا باسم غيرها، ولا باسم آخر.
ثم على المستوى الأمني على المستوى الأمني إن الرجل الذي جاء ليطفئ نار الفتنة كما حمل في شعاره في الحملة الانتخابية ها هو يصرح في جلسات كثيرة ومتكررة، ويقول: سوف أكون سيف الحجاج بعد يناير.. بعد (جينيوري)، وسوف أضرب بيد من حديد، فإذا الانسداد على المستوى المعيشي الاجتماعي، أعلن الانسداد على المستوى السياسي، أعلن الانسداد على المستوى الأمني، فيا ترى كيف أين هذا الوئام.. الوئام؟
جمانة نمور: هذا السؤال.. هذا السؤال أعتقد أن السيد عز الدين بوكردوس ربما يملك الإجابة عنه، سيد عز الدين تفضل، لك المجال للرد على السيد عبد الله أنس.
عز الدين بوكردوس: لا أنا لا أرد على أحد.. أنا لا أرد على أحد، أنا أتكلم ما يحدث في الجزائر كمواطن جزائري عاش الأحداث الأليمة، وعاش كل النكسات التي أصابت هذه البلاد، ويعيش الآن ما يحدث في الجزائر من تطورات، أنا أقول:إن للوئام المدني نتائج –عفواً- وأهم نتيجة من نتائج الوئام المدني هو إيقاف نزيف الدم حتى تنطلق الجزائر نحو الألفية القادمة، وحتى تنطلق الجزائر نحو مشاكلها اليومية المتعددة والتي لا ننكرها.
صحيح هناك مشاكل اجتماعية، هناك مشاكل سكن، هناك مشاكل بطالة، هناك مشاكل كثيرة، ولكن هذه المشاكل هي نتيجة سنوات، ونتيجة سياسات معينة، وما يحدث في الجزائر ليس بغريب ما يحدث في العالم، ما يحدث في الجزائر من هذه المظاهر هذه موجودة في كل دول العالم، نحن الآن كمواطنين جزائريين يهمنا شيئين اثنين فقط، يهمنا عودة الأمن والاستقرار، ثم التنمية لإيجاد مناصب عمل للبطالين، ولتطوير الجزائر، وللدخول إلى الألفية الجديدة.
أما ما عدا ذلك فمبدناش ندخل في مناقشات بيزنطية لا معنى لها، فأنا لا أوافق على مثل هذا الكلام، ولا أوافق أيضاً على الأخوة الذين يتكلمون بواسطة الهاتف، ولا يعلنون عن أسمائهم الحقيقية، ونحن نعرف جيداً.. نعرف جيداً أنا رجل إعلام تليفزيون ورجل إعلام مكتوب أعرف جيداً ماذا تعني المكالمات الهاتفية؟ وماذا يعني اختيار المكالمات الهاتفية؟ وماذا يعني الغربلة للمكالمات الهاتفية؟ ما يهمنا.. كمواطنين جزائريين هو..
جمانة نمور [مقاطعة]: سيد عز الدين بوكردوس يهمكم أن تدخلوا المستقبل والألفية الثالثة، هذا ما سمعناه، ولكن نحن نعلم طبعاً أن المستقبل دائماً يولد في رحم الحاضر، والكل على إطلاع بما يحدث في الجزائر، لا أدري لماذا أنت تصر على الفصل بين من يقيم في الجزائر ومن لا يقيم في الجزائر، هناك أناس غير جزائريون مهتمون بالقضية الجزائرية، وهناك أيضاً جزائريون دفعهم الواقع الجزائري.. الجزائري إلى الخروج من الجزائر، أريد أن آخذ الآن اتصالاً من السيد مساعد مسلم من الدوحة، سيد مسلم تفضل.
مساعد مسلم: السلام عليكم.
جمانة نمور: وعليكم السلام ورحمة الله.
مساعد مسلم: الحقيقة أنا عشت أربع سنوات في الجزائر منذ 91 إلى آخر الأحداث إلى 97، 96 وأعلم طبعاً كيف عُطل المسار الانتخابي من قبل الجنرالات، والحقيقة أما.. يعني أن الجيش الذي عطل المسار الانتخابي هو الحريص على ألا يكون سلم بالجزائر، ولا أن تسير الحياة الانتخابية أو الديمقراطية سيراً صحيحاً، وشيوخ الإنقاذ هؤلاء اللي يقول الأخ أنه قانون، أي قانون يحجر على جبهة سياسية رُشِّحت مِن قِبل 90% من الشعب وشيوخها مزكون من قبل 90% من الشعب؟ ما هي.. ما هي.. ما هو هذا القانون الذي يحجر هؤلاء والذي يعني يتمسح به النظام؟!
الحقيقة يمكن أنا لا أشكك في إخلاص بوتفليقة أو زروال أو كذا، لكن حينما يصلون إلى السلطة يصطدمون بهؤلاء الجنرالات الذين من مصلحتهم أن تبقى الجزتئر تنزف دماً، لأن هذا النزيف يولد لهم فرنكات فرنسية وبدل فرنسية وإلى آخره..
جمانة نمور [مقاطعة]: سيد مساعد، لقد وصلت وجهة نظرك، أشكر اتصالك، لقد بدأ الوقت يداهمنا، أعتقد أنه حمل كل طرف من الأطراف بجهة مستقلة مسؤوليته، وكان السيد حشَّاني أعرب عن استعداده لتحمل مسؤوليته معرباً عن أمله في أن يتحملها مسؤولون آخرون، أريد أن أعود بالسؤال إلى السيد كميل طويل، وباختصار شديد لو سمحت، معنا فقط أربع دقائق على نهاية البرنامج، أريد جواباً على سؤال طرحته قبل ذلك، أين هي أطراف الوسط؟ هل التهمها مشروع القانون، قانون الوئام؟
كميل الطويل: أصلاً القانون، قانون الوئام الوطني يخص شريحة معينة من الجزائريين هم الذين حملوا السلاح ضد الدولة، قانون الوئام يعرض على هؤلاء عفواً جزئياً، إذا لم يكونوا متورطين في جرائم قتل، أو تفجيرات، أو اغتصاب لقاء تسليم أنفسهم، إذن القانون مختص بشريحة معينة من الشعب الجزائري، أما ما هي.. ماذا عن بقية أطراف المجتمع الجزائري هناك أحزاب كثيرة سحب الرئيس بوتفليقة البساط من تحت أقدمها عندما تبنى سياسة السياسة التي اتبعتها هذه الأحزاب أو هذه الشخصيات طوال الفترة الماضية.
وأقصد هنا تحديداً عندما قبل مسعى المصالحة وقال إنني أريد أن أحقق السلام للجزائر عبر.. والمصالحة مع أطراف المجتمع الجزائري، هذه الأطراف السياسية في الجزائر باتت ضعيفة من هذه الناحية لأن الخطاب الذي توجهت به طوال السنوات الماضية، وصل الرئيس بوتفليقة وتبناه، إذا لم يكن.. لم يعد لديها نقطة أساسية تجادل فيها مع الرئيس بوتفليقة، لأن الرئيس بوتفليقة تبنى أفكارها.
جمانة نمور: سيد كميل الطويل شكراً، وأريد أن أسأل السيد عبد الله أنس وباختصار بدقيقة كيف تصف المخرج أو كيف تنظر إلى المخرج من الأزمة في الجزائر؟
عبد الله أنس: شكراً لك أنا الحقيقة لا أصف، وإنما سوف أنقل لك فقرة من رسالة الشيخ عباسي مدني التي علق بها مشاركته إذا لم تتفور، إذا لم تتوفر هذه الصيغة فسوف لن يشارك في أي حل في المستقبل، وسوف أقرأ عليك بعض السطور منها كما يقول حرفياً "لكن بعد اليوم وبعد كل ما ذكر وما لم يذكر، صرنا لا نستطيع بحال من الأحوال قبول تكرار ما سبق من تلاعب بمصير الشعب وحاضر البلاد ومستقبلها، فما لم يكن الأمر يتعلق بحوار.. بالطرق السليمة التي تفضي إلى المصالحة الحقة في إطار الحل السياسي المطلوب مبدئياً وإجرائياً وبحضور الأطراف المسؤولة" –التي مع الأسف غُيِّبت في الجزائر- وبحضور الأطراف المسؤولة والشهود العدول الذين تتوفر فيهم شروط الكفاءة السياسية والنزاهة والعدالة والمصداقية بصفة جماعية خالية..
جمانة نمور [مقاطعة]: على كل حال سيد عبد الله أنس.. الرسالة عندنا لدينا نسخة منها، وكنا قد أذعناها أيضاً، شكراً لك، هناك دقيقة واحدة عفواً أنا مضطر هناك دقيقة واحدة في البرنامج هي ملك السيد بوكردوس، تفضل سيد عز الدين.
عز الدين بوكردوس: أولاً: القطار انطلق القطار الأمن والأمان انطلق، وأرجو مرة أخرى ألا تبحثوا عن مسمار في حبة بيض، وكل عام وأنتم بخير والجزائر بخير، وقطار.. وقطار الأمن وقطار الأمان وقطار التنمية قد انطلق حب من حب، وكره من كره، وشكراً.
جمانة نمور: سيد كميل، هناك تبقى دقيقة لك، ماذا تريد أن تقول في ختامها كلمة أخيرة؟
كميل الطويل: والله أتمنى أن تحصل الجزائر على السلام والاستقرار لأن.. لأنها مأساة أن نعيش في نهاية ألفية الثانية، ونرى دولة عزيزة مثل الجزائر يحصل فيها القتل الذي نشهده يومياً، نتمنى أن تقفل هذه الصفحة، وتفتح الجزائر نفسها وشعبها على مستقبل زاهر في الألفية الثالثة.
جمانة نمور: وفي نهاية هذه الحلقة لا يسعنا إلا أن نشكر ضيوفنا عبد الله أنس (وهو من الكوادر النشطة في الجبهة الإسلامية للإنقاذ) ، وكميل الطويل (الكاتب الصحفي في صحيفة الحياة والمتابع للشأن الجزائري)، ومن الجزائر الكاتب والمحلل السياسي عز الدين بوكردوس (رئيس مجلس إدارة صحيفة الشعب الجزائرية) مشاهدينا الكرام، حتى نلتقي بكم مرة أخرى، تحية لكم من فريق البرنامج، وهذه جمانة نمور تحييكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.