أكثر من رأي

العلاقات الفلسطينية الكويتية

هل من سبيل إلى عودة العلاقات الفلسطينية الكويتية إلى طبيعتها؟ ما هي الأسباب الحقيقية وراء رفض الكويت استقبال أبو مازن؟ هل هو الاعتذار أم غيره؟ هل لا يزال الجرح ينزف حتى بعد 13 عاما وبعد زوال النظام العراقي؟

مقدم الحلقة:

مالك التريكي

ضيوف الحلقة:

د. محمد الرميحي: كاتب سياسي كويتي
مصطفى بكري: رئيس تحرير صحيفة الأسبوع – القاهرة
أحمد رمضان: المدير العام لوكالة قدس برس للأنباء
د. عايد المناع: مستشار جمعية الصحفيين الكويتية

تاريخ الحلقة:

15/08/2003

– أسباب إلغاء زيارة محمود عباس للكويت
– الأطر اللازمة لاستئناف العلاقات الفلسطينية الكويتية

– ضرورة قيام نظام إقليمي يمنع عدوان دولة عربية على أخرى


undefinedمالك التريكي: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام إلى هذه الحلقة الجديدة من برنامج (أكثر من رأي) تأتيكم على الهواء مباشرة من لندن.

بينما كان السجال محتدماً حول أسباب إلغاء زيارة الوفد الحكومي الفلسطيني إلى الكويت قبل أيام نُقِلَت عن (رئيس الوزراء الفلسطيني) السيد محمود عباس تصريحات وصفت بأنها أوضح موقف فلسطيني ضد الغزو العراقي للكويت عام 90، فقد نُسِبَ إلى السيد محمود عباس القول بأنه يتفهم الغضب الكويتي نظراً إلى أن موقف القيادة الفلسطينية آنذاك لم يكن موقفاً سليماً -حسب تعبيره- كما ذكَّر السيد محمود عباس بأن حوالي نصف مليون فلسطيني كانوا يقيمون في الكويت ويساعدون مليونين من مواطنيهم خارج هذا البلد.

وأضاف السيد عباس: لا يرد الجميل بهذه الطريقة من أي كان، وبصرف النظر عن كون الكويت دولة شقيقة فإنه لا يجوز أبداً الوقوف مع الطرف المحتل المعتدي، خصوصاً من قِبَل الفلسطينيين باعتبار أنهم أصحاب قضية وأن دولتهم محتلة.

فهل ستكون تصريحات السيد محمود عباس التصالحية بداية النهاية للقطيعة الفلسطينية الكويتية المستمرة منذ ثلاث عشرة سنة، أم أن استمرار القطيعة لا يتعلق بالتباس الموقف الفلسطيني السابق من الاحتلال العراقي للكويت بقدر ما يتعلق بانقسام الموقف الكويتي الحالي بين تأييدٍ لتطبيع العلاقات مع القيادة الفلسطينية وبين معارضةٍ لهذا التطبيع؟

إعلان

وهل يمكن تجاوز هذه القطيعة دون تجاوز مرارات الماضي كويتياً ودون مواجهة ما راكمته القيادة من أخطاء فلسطينياً؟

وحتى لا تتكرر الأخطاء أفليس من الأجدر أن تحل المشكلة على نحو يتجاوز الترقيع الدبلوماسي بحيث يقوم التصالح على أُسسٍ مبدئية تشمل الالتزام بنظام إقليمي يمنع الضعيف من القوي ولا يفرق بين احتلال عربي واحتلال أجنبي؟

هذه بعضٌ من المسائل التي سيعقد حولها الحوار مع ضيوفنا الكرام، هنا معنا في أستوديو لندن (المدير العام لوكالة "قدس برس" للأنباء) السيد أحمد رمضان، و(الكاتب السياسي الكويتي) الدكتور محمد الرميحي، ومعنا عبر الأقمار الاصطناعية من استوديوهات (الجزيرة) في الدوحة (مستشار جمعية الصحفيين الكويتيين) الدكتور عايد المناع، أما في أستوديو (الجزيرة) في القاهرة فمعنا عبر الأقمار الاصطناعية (رئيس تحرير جريدة "الأسبوع") السيد مصطفى بكري.

للمشاركة في البرنامج يمكنكم طبعاً الاتصال بعد حوالي نصف ساعة من الآن على رقم الهاتف: 00442075870156 أو على رقم الفاكس:00442077930979

أو عبر موقعنا على شبكة الإنترنت: www.aljazeera.net

وسيُظهر المخرج محمود عيسى هذه الأرقام من حين إلى آخر على الشاشة.


أسباب إلغاء زيارة محمود عباس للكويت

نبدأ الحوار مع السيد أحمد رمضان، سيد رمضان هنالك بعد هذا السجال الذي احتدم نوعاً لبضعة أيام حول إلغاء زيارة السيد محمود عباس إلى الكويت في إطار جولته الخليجية، هنالك تصريح أدلى به رئيس الوزراء الكويتي أول أمس بعد اجتماع مع اللجنة.. لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الكويتي قال فيها: إنه لمس ترحيباً لدى أعضاء اللجنة بزيارة السيد محمود عباس، ولكن اللجنة أعربت عن رجاء أن يتم ترتيب هذه الزيارة في موعد لاحق في الوقت المناسب، ما هو في تقديرك -إذا كان الأمر كذلك الآن- ما هو في تقديرك السبب الحقيقي لإلغاء هذه الزيارة، هل هي مسألة الاعتذار أم.. أم مسائل أخرى؟

إعلان

أحمد رمضان: أعتقد أن ما شاهدناه من موضوع أزمة زيارة أبو مازن للكويت هو كان نتاج لترسبات العلاقة الفلسطينية الكويتية على مدار الـ13 سنة الماضية منذ الغزو العراقي للكويت وما نتج عنها من تداعيات، وبكل تأكيد أن عدم حل هذه المشكلة وعدم الدخول الجدي حقيقة في بحث مشكلة العلاقة الفلسطينية الكويتية على مدار 13 سنة من قِبَل الطرفين كان من الطبيعي بين حين وآخر أن يُنتج مشكلة من هذا القبيل كما حدث في أزمة زيارة أبو مازن.

دعني أقف عند بعض النقاط الهامة في محطة العلاقة الفلسطينية -الكويتية، بداية أسجل بأن الموقف الذي وقفته منظمة التحرير في قضية الغزو العراقي للكويت كان خطأً سياسياً ليس من زاوية الانحياز فقط، ولكن من زاوية أن الثورة الفلسطينية أساساً يجب أن تكون معنية بعدم الدخول في الخلافات العربية البينية مهما كانت طبيعتها أنها ثورة تحرر، ويجب ألا تكرر بالأساس الخطأ الذي وقعته في سنة 1970 في الأردن، وفي عام 1976 أيضاً في لبنان وكررته في أزمة الخليج، ووجدنا أن الشعب الفلسطيني بعمومه يدفع الثمن.

الأمر.. الوجه الثاني: أن ردة الفعل لموقف منظمة التحرير من قِبَل الجانب الكويتي كان ردَّ فعلٍ كبيراً ومبالغاً فيه ومعمماً بصورة طالت مجمل الحالة الفلسطينية، ودفعت الإنسان الفلسطيني لكي يدفع ثمناً كبيراً كما ذكرت في المقدمة هناك نصف مليون إنسان فلسطيني كانوا في الكويت، كانوا يقومون بتحويل قرابة مليوني دولار إلى أبنائهم في الضفة وغزة، هذه التحويلات توقفت تقريباً نتاج عملية الغزو وما تلاها..

مالك التريكي [مقاطعاً]: سنعود.. سنعود إلى هذه النقطة أستاذ أحمد، قبل.. قبل أن نسترسل في الجانب التاريخي وأثره.. وأثره على….

أحمد رمضان [مستأنفاً]: أنا الحقيقة أؤشر هنا لنتاج.. يعني ما حصل الآن كمحطة سريعة يمكن أن ندخلها لاحقاً، لكن أقول أن ما نراه الآن سببه الجوهري أننا على مدار 13 سنة ما وجدنا أن ملف الأزمة يدخل إلى دائرة العقلاء لكي يقوموا بمعالجته، ملف الأزمة في الأساس بقي في أيدي أطراف من الجانبين تقوم بعملية أخرى، شد وجذب، عملية تهويش أحياناً، عملية مغرضة لتسعير الخلاف بصورة أو أخرى، هل نستطيع الآن أن.. أن نجد آلية أو تصور معين يضع هذا الملف الساخن البارد بين حين وآخر على طاولة الحل بطريقة حضارية وعقلانية؟

إعلان

ربما هو السؤال الآن المطروح.

مالك التريكي: أسمع رأي الدكتور عايد المناع من الدوحة في هذه المسألة، ما رأيك دكتور أن استمرار القطيعة بين الفلسطينيين والكويتيين ربما مردها إلى أن الملف لم تتم معالجته من طرف من سماهم الأستاذ أحمد رمضان بالعقلاء، أي الراغبين في.. في استئناف العلاقات وإنما بقي ربما حكراً على المتشددين من الطرفين ما هو رأيك؟

د. عايد المناع: أولاً: شكراً جزيلاً الحقيقة على الدعوة للمشاركة، وحقيقة يعني أشكر الأخ الدكتور أحمد رمضان، قدَّم يعني إلى حد كبير طرح موضوعي في جوانب معينة من هذه القضية، أنا أعتقد يعني المسألة استمرار القطيعة ربما يكون للمتطرفين أو المشددين في هذا الجانب دور فيه، وإذا كان يعني شخصيات مثل فاروق قدومي يتولون السياسة الخارجية الفلسطينية إلى قبل فترة وجيزة أنا متأكد إنه مثل هذه القطيعة ربما تكون هي النتيجة المتوقعة ولا يمكن أن يتم توقع غيرها بهذا الاتجاه، لكن أيضاً ينبغي أن يعني نستذكر أن الكويتيين طُعِنوا طعنة نجلاء وعنيفة من قِبَل منظمة التحرير الفلسطينية وتحديداً من قِبَل ياسر عرفات (رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دولة فلسطين في الوقت الراهن) هذه الطعنة لا شك بأن الإخوة الفلسطينيين يعرفون بأن من حق الكويتيين أن يستغربوها منهم، ومن حق الكويتيين أن لا يعتبوا فقط، بل أن يغضبوا على الفلسطينيين، لأنه إذا كان العتب على قدر المحبة فإن الكويت بالنسبة لفلسطين أثبتت بأنها أكثر من حبيب وأكثر من عزيز، وباعتقادي أن الذين يستذكرون العلاقة التاريخية ما بين البلدين يعرفون أن العلاقات الكويتية الفلسطينية بدأت منذ عام 1922 عندما زار مفتي القدس في ذلك الوقت الكويت لجمع التبرعات للشعب الفلسطيني، ثم أول وفد لمدرسين فلسطينيين سنة 36، ثم بدأت هذه العلاقة تتطور وبإمكاننا ممكن إذا رغبت إنه نناقشها فيما بعد بالكثير من التفصيل إنه الكويت على أرضها انطلقت الثورة الفلسطينية، وهذا فخر لنا وللفلسطينيين يفترض الحقيقة أن يثمنوه في هذا الجانب، لكن بكل أسف القيادة الفلسطينية..

إعلان

مالك التريكي [مقاطعاً]: دكتور مناع..

د. عايد المناع [مستأنفاً]: اسمح بس أخوي مالك.. القيادة الفلسطينية ياسر عرفات تحديداً الحقيقة راهن على جواد خاسر هو صدام حسين، وربما أُعطي وعد بأنه صدام حسين يمكن أن يحرر له فلسطين ولا أعرف إن كان الحقيقة الأخ ياسر عرفات لا يعرف أن الاتجاه بالنسبة لتحرير فلسطين مختلف عن هذا الاتجاه، ولذلك طالما أنه الأخ ياسر عرفات هو رئيس السلطة الفلسطينية، أنا أعتقد إن العلاقات الفلسطينية الكويتية ستبقى بكل أسف في وضعها الحالي، ومع التقدير للأخ أبو مازن إلا أن لازال هناك في القيادة الفلسطينية من يضع الملح على الجرح في كثير من الأحيان، نذكر عندما توفي المرحوم فيصل الحسيني طلع لنا الرجوب يتهم الكويتيين به.

مالك التريكي: شكراً دكتور..

د. عايد المناع: اتفضل.

مالك التريكي: شكراً دكتور.

[فاصل إعلاني]


الأطر اللازمة لاستئناف العلاقات الفلسطينية الكويتية

مالك التريكي: دكتور محمد الرميحي، التصريحات التي أدلى بها السيد محمود عباس واضحة جداً ووصفت بأنها ربما أوضح موقف فلسطيني من مسألة الغزو العراقي للكويت، والتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الكويتي بعد.. بعد الاجتماع مع اللجنة.. لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الكويتي توحي بأن المسألة ربما أصبحت مسألة وقت، هل هذا هو تقديرك مسألة استئناف العلاقات؟

د. محمد الرميحي: نعم، أعتقد بأنها مسألة وقت الآن، والأسباب الموضوعية والسياسية واضحة المعالم، الشعب الفلسطيني يدافع عن أشرف قضية موجودة على الأقل في صراعنا اليوم العالمي، وأنا أريد أيضاً أن أرحب بما تحدث به الأخ أحمد رمضان منذ قليل في هذا الموضوع، وأعتقد أنه أي إنسان متوازن ولديه اهتمام بالشأن العربي الحالي والمستقبلي يعرف بأن مساندة الشعب الفلسطيني قضية أساسية، وبالتالي أتصور بأن هناك جمع من العقلاء في الطرفين يريدوا أيضاً أن يصلوا إلى نهاية إيجابية بهذا التوجه إنما على قواعد جديدة، وربما هو شيء من.. من العبء الذي يأخذه الكويتيون والفلسطينيون لبناء علاقات عربية عربية جديدة على قواعد مختلفة، ربما هذا أمر مرحب فيه.

إعلان

كما تفضل الأخ الدكتور عايد المناع العلاقات الفلسطينية الكويتية علاقات عميقة جداً وتاريخية، وربما شعبين إذا.. إذا.. إذا أبعدنا الشعب الأردني الذي هو لصيق بالقضية الفلسطينية، فإن الشعب الآخر ربما يأتي هو الشعب الكويتي وربما بعده اللبناني للأسباب والظروف التي نعرفها، فأنا أتصور بأننا جميعاً يجب أن نبحث على نقاط اتفاق، وهذه النقاط يجب أن تكون واضحة المعالم فيما بيننا.

أتصور بأن الموقف الذي اتخذته القيادة الفلسطينية سنة 90 -وكما تفضلت أنت في المقدمة- هو موقف مضاد لمصالح الشعب الفلسطيني على المدى الطويل، وكنا كتبنا في ذلك الوقت -ولا زلنا- نعتقد بأن هذا الموقف في حقيقة الأمر أضر ضرراً كبيراً بالقضية الفلسطينية، وأتصور بأن علينا حتى في وسائل الإعلام الفلسطينية والكويتية والعربية بشكل عام أن نتعرف على هذا الموضوع بدقة، المؤسف طبعاً بأننا نرى بعض المظاهر التي.. ربما الفوضوية التي تثير عواطف الناس في الشارع، كما حدث أخيراً مثلاً عندما خرجت مظاهرات في فلسطين حاملة لصورة الرئيس العراقي المطاح به صدام حسين، أو بتأبين أبنائه وهم قتلة كما تعرف قتلوا العديد من الشعب العراقي، فبدلاً من أن تضمد جراح الإخوة العراقيين الذين يحتاجوا الآن إلى تضميد جراحهم بعد كل هذه المواقف نجد أن هناك بعض العناصر مع الأسف الشديد تريد أيضاً أن تجعل من الشعب العراقي له موقف من القضية المهمة والأساسية بشكلها السلبي، فأنا أرجو وأعتقد بأن هناك العديد من الفلسطينيين يعرفوا هذه القضية حق المعرفة، الواضح بأننا الآن نبتعد عن الشد القديم ونتوجه إلى تصور جديد، ولكنني أريد أن أصحح نقطة فقط وردت لدى الأستاذ أحمد رمضان، بأن هناك في الـ 13 عاماً الماضية هناك شد سلبي بين الكويت الرسمية وبين الفلسطينيين، وهذا ليس دقيقاً 100% فأولاً -كما يعلم الجميع- استُقبل الشيخ أحمد ياسين على أعلى مستوى في الكويت، وهو قائد وطني فلسطيني، استقبله سمو الأمير في الكويت منذ…

إعلان

مالك التريكي [مقاطعاً]: كان ذلك عام 98 أظن.

د. محمد الرميحي [مستأنفاً]: كان هذا 98 أو حولها وبالتالي إذن ليس هناك موقف ضد القضية الفلسطينية، إنما هناك موقف ضد التشنج، وهذا التشنج كما تفضل الأخ الدكتور عايد المناع هناك بعض الأشخاص، أنا لا أريد أن أذكر أسماءهم، ولكن هناك بعض الأشخاص الذي يبدو أنه نتيجة لتركيبة السلطة الفلسطينية، نتيجة للتبعثر في القرار الفلسطيني الحالي يرفعوا أصواتهم حباً في استحلاب العدد الكبير من الجمهور البسيط والساذج أو لدفع مواقعهم السياسة إلى الإمام.

مالك التريكي: لابد أن نسمع هنا رأي الأستاذ مصطفى بكري، وهو معنا الآن. من.. من القاهرة، أستاذ مصطفى، مرحباً بك.

مصطفى بكري: أهلاً وسهلاً.

مالك التريكي: لابد أنك سمعت هنا أن الرأي بين.. بين الضيوف الكرام الثلاثة منقسم، الدكتور المناع يعتقد أنه طالما ظلت القيادة الفلسطينية بشكلها الحالي ورئيسها هو السيد ياسر عرفات فإن من الصعب استئناف العلاقات، وأظن أن الدكتور الرميحي والأستاذ أحمد رمضان يرون أن مسألة استئناف العلاقات هي مسألة وقت، ما.. ما هو تحليلك؟

مصطفى بكري: يعني الحقيقة عندما قرر أبو مازن زيارة الكويت اتصل بالحكومة الكويتية، وجرى الاتفاق على زيارته للكويت، الكويت حسب التصريحات التي أُعلنت أرسلت إليه بصيغة بيان مشترك يصدر في أعقاب الزيارة، أبو مازن اعتبر أن البيان عليه ملاحظات كثيرة فطلب تأجيل مناقشة البيان لحين زيارته إلى الكويت لإبداء بعض الملاحظات، ففوجئنا برفض الحكومة الكويتية لزيارة أبو مازن ومطالبته بالاعتذار عن مواقف السلطة الفلسطينية من حرب الخليج الثانية.

بالقطع يعني نحن منذ ثلاثة عشر عاماً والجرح مفتوح للأسف بين العرب وبعضهم البعض، وفي كل مرة نجد أن الكويت تخرج لنا سبباً يبعثر التضامن العربي، خذ مثلاً عندك قضية الأسرى التي ظلت ثلاثة عشر عاماً تفتح الملف العراقي، في النهاية اتضح أنه لا يوجد أسرى، ولا.. لم يتوصل أي طرف إلى مسألة الأسرى على أرض العراق، عندما قرر رئيس وزراء لبنان أن يزور الكويت خرج أحد أعضاء النواب.. مجلس النواب مسلم الباراك قال إن كرامة رفيق الحريري تساوي هذه البيضة الفاسدة، وأن زيارته إلى الكويت هي زيارة تسيء إلى الكويتيين أنفسهم.. أيضاً كذلك الأمر مع سوريا هددوا بقطع المعونات على سوريا، وخرج أحمد الجار الله يقول أن هناك مجرم أشد إجراماً من صدام حسين لمجرد أن سوريا طالبت بموقف عربي موحد ضد ضرب العراق، وطالبت بوقف أي تسهيلات يمكن أن تقدمها أيًّا من دول الخليج للعدوان الأميركي المرتقب، كذلك الأمر مع ليبيا أيضاً لمجرد مظاهرة بسيطة خرجت طُرد القائم الأعمال الليبي، كذلك تونس، كذلك اليمن، وكأن حكومة الكويت تمارس نهج إذلالي ضد كل من اختلف معها بشكل أو بآخر.

إعلان

طبعاً بالقطع لو استخدمنا هذه القاعدة في العلاقات العربية العربية لقلنا إن الكويت هي المطالبة بالاعتذار للعرب جميعاً، أولاً: هي طردت 450 ألف فلسطيني بشكل مهين وبشكل مذل، فهي مطالبة بالاعتذار أولاً للشعب الفلسطيني على الطريقة التي عومل بها الفلسطينيون برغم كل ما قدمه الفلسطينيون لدولة الكويت على مدى سنوات طويلة من الزمن، هم أيضاً فتحوا أراضيهم.. 60% من الأراضي الكويتية مؤجرة للأميركان، وشُنَّ منها العدوان الأميركي على العراق، وحصلت المذابح، وليس صدفة أن نرى مظاهرات حتى بعد سقوط صدام حسين تخرج في صفوان والبصرة وتحرق السيارات الكويتية، لذلك أنا أقول أنه..

مالك التريكي [مقاطعاً]: أستاذ مصطفى، هل تسمعني؟ أستاذ مصطفى.

مصطفى بكري: نعم.

[موجز الأخبار]

مالك التريكي: أستاذ أحمد رمضان، أنت سمعت رأي الدكتور المناع الذي يعتقد أن هنالك عوائق بنيوية لا تزال تحول دون استئناف العلاقات في أقرب وقت بين الفلسطينيين والكويتيين، ونسب هذه العوائق للجانب الفلسطيني أكثر منه بالجانب الكويتي.

أحمد رمضان: أنا بأعتقد أننا لو أردنا النقاش الموضوعي في هذا الجانب يفترض فينا أن نبادر وأن نتحرك كما فعلنا في البداية بأنه فتحنا كوة أمل الآن لفتح هذا الملف بطريقة موضوعية، وأجد أنه من المناسب جداً أن لا يحمل أحدنا معولاً ويطرق في جدار الماضي ويحاول أن يصيب الآخرين بهذا الجدار الذي يحمل كل الشوائب المعروفة، تكلمنا الآن عن مشكلة في بعض المظاهرة الفلسطينية وحتى في بعض المظاهر اللي تفضل فيها الدكتور محمد في داخل الساحة الفلسطينية، نحن نعلم أن الساحة الفلسطينية جميع الأنظمة العربية الرسمية تحاول أن تدخل إليها وتوظفها لحالتها ولذاتها.

الآن في قضية العلاقة -أنا بأعتقد- بين الكويت وبين فلسطين لا يفترض أن نقف عند العنوان الرسمي، منظمة التحرير هي عنوان رسمي هام موجود في الساحة الفلسطينية، ولكنها ليست العنوان الرسمي الوحيد، وخاصة بعد عام 1990 هناك تغير كبير في الخارطة الفلسطينية وموجود عناوين أخرى يمكن التعامل معها، ويمكن تحييد المشاكل بصورة أو بأخرى، الآن عندما نحاول أن ندخل إلى الماضي لا يفترض أن ننظر فقط إلى عشر سنين، 13 سنة، كما قال من سنة 1923 هناك زيارة تمت للكويت من قبل الحاج أمين الحسيني مع وفد وكانت زيارة ناجحة، وهذه الزيارة أسست لعلاقة إيجابية بين الكويت وفلسطين امتدت إلى عام 1990، ووجدنا بعد ذلك ما.. حدث ما حدث والمشكلة تكمن الحقيقة في أن في الجانبين هناك عناصر تفجر الأزمة على الدوام، أنا أقول: لنتفق كلانا على ألا نخضع للاستفزاز أولاً، على أن نتجاوز الفعل وردة الفعل، على أن نتجاوز بعض المظاهر والتصريحات، هنا وهناك، ثم لنطرح مبادرة تؤسس لعلاقة جديدة متينة، وهذه المبادرة الحقيقة لدي أعتقد أن ممكن أن تقوم على مستويين، الأول: لنفترض أننا قمنا من خلال مؤسسة عربية من مؤسسات المجتمع المدني العربية المتاحة، ننظم ملتقىً بين النخب الفكرية الكويتية والفلسطينية يضم طلاب، يضم الشباب، يضم المرأة، يضم رجال الأعمال، يضم كل القوى من الجانبين.

إعلان

مالك التريكي: منظمة غير حكومية.

أحمد رمضان: نعم، هذه.. هذا الملتقى يحاول أن يقرأ العلاقة الفلسطينية الكويتية بعمق، ثم يحاول أن يؤسِّس لمرحلة لاحقة.

المرحلة.. الملتقى الثاني: يمكن بعد ذلك أن يضم القوى السياسية من الجانبين والناشطين والنخب أيضاً الفكرية والثقافية والسياسية، وأعتقد عندما نوجد قاعدة متينة أي نعالج من المستوى القاعدي سنجد أن قمة الهرم مرغمة أن تستجيب للإرادة، لكن طوال 13 سنة نحن لا نعالج إلا القمة، نحن نأتي الآن إلى الأفراد الذين هم سبب المشكلة بالأساس يعني، ولذلك أعتقد أن خيارات المستقبل بأن يكون هناك حل ربما تكون ضعيفة، لابد للجانبين أن يحيدوا الأصوات الاستفزازية، الأصوات المشاغبة إن صح التعبير، الأصوات التشويشية، أنا لست مع فتح الماضي هكذا ومحاولة القذف باتجاه الآخر، في كل الساحة العربية هناك مشاكل كبيرة جداً، أنا أيضاً لست مع بوس اللحى، يعني عربياً ما فيه أسرع من بوس اللحى وما فيه أسرع من نتف اللحى، لكن أنا مع أن.. أن يتم التفكير من خلال العلاقات الشعبية والمنافع المتبادلة بحيث نؤسس لعلاقة مستقبلية قوية، وأعتقد أننا لو كنا نراعي هذا الأمر في علاقتنا العربية ما نجد حالات مثل حالة الغزو، ولا نجد حالات من حالات الصدام العربية التي نجدها، حاكم عربي بقرار واحد يشطب بلد أو يشطب علاقة، ويعيد أحياناً علاقة أخرى بصورة أو بأخرى.

مالك التريكي: نستمع إلى رأي الدكتور الرميحي بهذا، خاصة دكتور أن هنالك ربما عاملاً مساعداً آخر زيادة على إمكانية الوصل من قطع على المستوى القاعدي، أن السيد محمود عباس تاريخياً معروف أنه كان مع.. مع المرحوم أبو إياد والمرحوم أبو جهاد ممن عارضوا الغزو، لأن موقف القيادة الفلسطينية لم يكن موقفاً موحداً، ألا تعتقد أن مثل هذه المبادرة ربما يمكن أن يكتب لها النجاح المبادرة التي تفضل بها السيد أحمد رمضان؟

إعلان

د. محمد الرميحي: يعني أولاً: أنا أرحب بالمبادرة، وأيضاً أريد أن أقول بأن يبدو أن البعض في الحديث هذا بتنقصه المعلومات، فهناك عدد من الإخوة الفلسطينيين الذين زاروا الكويت على مستويات متعددة من بينهم صحفيين، وأذكر هذا في سنة 2001 زارنا وكيل وزارة الثقافة الفلسطيني، وإنه هذا.. هذه العلاقات علاقات موجودة، وقلت أنا إنه إذا.. إذا أبعدنا الزبد من هنا ومن هنا فإننا سوف نعرف بأن هناك وشائج متميزة بين الشعب الكويتي والشعب الفلسطيني، المشكلة أيضاً المشكلة في المزايدين، خاصة من بعض إخواننا الفلسطينيين ومن بعض الجهلاء من أمثال أخونا البكري، أنا أريد فقط في هذه المناسبة أن أحييه تحية.. تحية كبيرة جداً على جهله، لأنه تحدث عن أن الكويت طردوا..

مالك التريكي [مقاطعاً]: يعني دكتور.. دكتور.

د. محمد الرميحي: إذا سمحت لي.

مالك التريكي: أتمنى لو ترد على مضمون كلامه بدون أي.. أي تجريح شخصي.

د. محمد الرميحي: آه، هذا ليس تجريح شخصي أبداً، بالعكس هذا مدح، أنا قلت أهنيه، 450 ألف فلسطيني طردوا، أنا أريد أن يؤكد هذا الكلام الأستاذ أو ينفيه، لأن هناك مئات الآلاف أخرجهم صدام حسين أو هم خرجوا بذاتهم، يعني نحن لم نأتِ إلى هذا العالم من السماء، نحن نعرف ماذا حدث على وجه اليقين على أرض الكويت سنة 90، أما موضوع الأسرى فإنني أستغرب أيضاً، وهذا أيضاً جهل آخر مدقع، لأنك ترى هناك الآن مجموعة من الرفات التي انتشلت من المقابر الجماعية، وبالتالي لا.. يعني يقول السيد البكري بسبب جهله العميق لا.. لا.. لا يعرف بأن هناك أسرى، فأنت إذا أخذنا يعني هذا الأمر وهذا الواقع سوف ترى بأننا لدينا مشكلة، مشكلة في هؤلاء الناس الذين أسميهم أنا أيتام صدام حسين، هناك أيتام لصدام حسين سوف يقولوا كلاماً خارجاً عن العقل وخارجاً عن الموضوعيه، السيد البكري عندما تحدث عن الكويت ذكر بعض الأسماء الخطأ، لا أريد أن أصححها له، ولكن حتى الأسماء أخطأ فيها، فما بالك بالموضوعات الموضوعية التي نتحدث عنها؟ أنا أرى..

إعلان

مالك التريكي [مقاطعاً]: هناك المسألة دكتور لابد.. ممكن تستوجب أن نسمع رأيك فيها.

د. محمد الرميحي: اتفضل.

مالك التريكي: ذكر أن الكويت ليست في خلاف مع الفلسطينيين فقط، فهي على الأقل نقول عاتبة في الأشهر الماضية على لبنان وعلى سوريا وعلى ليبيا، وكانت في السنوات الماضية عاتبة على عدد من الدول كانت تسميهم بدول الضد يعني أن الكويت في حالة نفسية ربما رسمياً وحتى شعبياً تجعلها في علاقات دبلوماسية متوترة مع عدد من.. من الدول.

د. محمد الرميحي: أستاذ مالك، أنا يعني أربأ بك أن تتحدث أنت في نقطة أنت تعرفها جيداً، أو أرجو أنك تعرفها جيداً.

مالك التريكي: أنا أسألك ولابد أن نسمع رأيك فيها.

د. محمد الرميحي: أولاً: تمت زيارة رئيس الوزراء اللبناني إلى الكويت ورُحِّب به على المستوى الشعبي ورسمياً..

مالك التريكي [مقاطعاً]: بعد توتر طبعاً، إزالة التوتر…

د. محمد الرميحي: اسمح لي ما هو هذه.. ما هو هذه. ما هو إحنا عندنا مشكلة أساسية في.. في البلدان العربية التي تفتقد الديمقراطية إذا كان هناك بعض الأشخاص لهم رأي ما في قضية ما، هذا لا يعني بأن الشعب الكويتي كله له نفس الرأي ما دامت الدولة التي تمثل هذا الشعب قد استقبلت رئيس الوزراء اللبناني بكل ترحاب، وأنت تعرف ونحن نتحدث الآن أن هناك حوالي ثلاثمائة ألف كويتي في لبنان، فأين يقع..

مالك التريكي: نعم، لم تنجح.. لم تنجح الدعوة إلى مقاطعة السياحة في لبنان.

د. محمد الرميحي: فأين يقع؟ هذا هو الإشكالية، الإشكالية أننا في الكويت أنا دائماً أصف الكويت بصفتين، وأعتقد أنهما صفتين نادرتين في منطقتنا العربية على الأقل، الكويت ليس فيها سجين سياسي واحد، وليس فيها أيضاً معارض سياسي خارج الحدود، لدينا معارضة نعم، ولكن هذه المعارضة تقول رأيها في الكويت، فأنت أمام مجتمع يحب الحرية، وفيه وجهات نظر متعددة، وفيه دولة تقود العمل السياسي، قيادة العمل السياسي بالنسبة للفلسطينيين الآن أنا أرحب بها، لماذا؟ لأننا سوف نؤسس كما قال الأستاذ منذ قليل إلى علاقات عربية عربية ناضجة، وهذا ما نحتاج إليه، إنما هناك الكثير ممن يريد في حقيقة الأمر أو يطرب لسماع صوته العالي، هؤلاء الناس فليطربوا الآخرين، لأنهم لن يطربونا.

إعلان

مالك التريكي: طيب دكتور، أنت تقول من مظاهر الديمقراطية في الكويت أن الناس تعبر عن.. عن آرائهم والحكومة تتخذ قرارات هي حسب.. حسب تقديرها، وأظن أن الأمر ينطبق على لبنان، لأنه لو وصفنا لبنان والكويت ربما يكونان من أكثر الدول التي لها قدر من حرية التعبير طبعاً نسبياً مقارنة ببقية الدول العربية.

د. محمد الرميحي: صحيح.

مالك التريكي: لكن ما.. ما يلاحظه المراقبون هو أن الاعتدال أو الرغبة في استئناف العلاقات الكويتية الفلسطينية يأتي عادةً من الحكومة، رئيس الوزراء الحالي تحدث على الأقل ثلاث مرات خلال السنوات الماضية عن.. عن زيارة فلسطينية، ووجهها إلى السيد نبيل شعث، ولكن دون.. دون تحديد الموعد، لكن الانتقادات والكلام الذي وصفته بأنه بصوت عالٍ عادة يأتي من نواب في البرلمان، ليس كل النواب، لكن هنالك عدد من النواب يطلقون تصريحات نارية جداً سواء في الخلاف مع لبنان أو في.. في.. في فلسطين، طبعاً هذا مظهر من مظاهر الديمقراطية لأنه يعبر ربما عن رأي بعض.. بعض القطاعات وناخبيهم.

د. محمد الرميحي: طيب.

مالك التريكي: لكن أليس ذلك دليلا على أن الكويت لم تتجاوز مرارات الماضي إلى حد الآن؟

د. محمد الرميحي: لا، غير صحيح، أنا أعتقد إن.. أنا كنت أود أن.. أن تطور المناقشة للمقارنة بين الموقف الكويتي والموقف الفلسطيني حتى يتبين ذلك الخيط الرفيع بين الموقفين.

مالك التريكي: تفضل.. طوره.. تفضل.

د. محمد الرميحي: الموقف الكويتي أن هناك دولة في الكويت حكومة لها رغبة بأن تعيد العلاقات مع الفلسطينيين على أسس سليمة من أجل بناء مستقبلي للبلدين وللعالم العربي، هاي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: أن هناك بعض الآراء في مجلس الأمة لهم وجهة نظر أخرى، قد لا نتفق معها، ولكن علينا أن نحترمها، العكس ليس هذا في الموضوع الفلسطيني، الموضوع الفلسطيني هناك انشقاق في السلطة العليا بمعنى كما تحدث الإخوان، أنا لا أعرف عن.. عن موقف الآخرين، ولكن السيد القدومي قال على الورق وعلناً، وهو الرجل الذي يوصف بأنه وزير الخارجية، فأنت أمام انشقاق في السلطة هناك وليس أمام انشقاق في السلطة الكويتية،لم يخرج وزير كويتي ويقول بأننا لا نريد أن نعمل علاقة مع الفلسطينيين، وهذه.. لأ هذه..

إعلان

مالك التريكي [مقاطعاً]: هي المسألة ملتبسة دكتور بالنسبة للسلطة، لأن..

د. محمد الرميحي: هذه واضحة.

مالك التريكي: لأن السلطة الفلسطينية طبعاً هنالك منظمة التحرير والسلطة، الآن الأمر ملتبس. نعم.

د. محمد الرميحي: أنا أفهم.. أنا أفهم طبعاً بأن كما قلت بأن السلطة الفلسطينية مبعثرة، ولكنني أرى بأن هذا النقاش الذي نقوله نحن ليس بكاءً على الماضي، البكاء على الماضي في حقيقة الأمر ليس نحن الذين نقضي هذا الوقت لنتحدث فيه، إنما أريد أن أقول فلنجعل من هذا الأمر حجر زاوية مستقبلي للعلاقات العربية العربية، تفضل أستاذنا الكريم وقال، وهذا رأينا منذ قليل..

مالك التريكي [مقاطعاً]: سنعود إلى هذا الموضوع.

د. محمد الرميحي: لو سمحت بس.

مالك التريكي: لأن هذا الموضوع سنفرد له مرحلة، تفضل.

د. محمد الرميحي: أكمل.. لأ، أكمل النقطة فقط.

مالك التريكي: تفضل، لأن معنا مستمعاً كريماً.

د. محمد الرميحي: قال بأن على منظمة التحرير سابقاً وعلى السلطة الحالية الفلسطينية بسبب ما.. ما يتفق عليه العرب، لأن هي أنت تعرف بأن هي تحتوي على.. على العام والجوهري والمشترك للعرب، القضية الفلسطينية عليها ألا تتدخل في الشؤون العربية العربية، هذه قضية أساسية، وكل ثورات التحرير التي نجحت أخذت هذا الموقف، ولكن مع الأسف الشديد البعض أخذ موقف مخالف، فبالتالي هنا ليست قضية أشخاص وليس قضية مواقف سياسية سابقة، ولكن مواقف سياسية مستقبلية نستطيع أن نبني عليها علاقات عربية عربية صحية.

مالك التريكي: هذا الأستاذ أحمد رمضان متفق معك على هذه النقطة المبدئية، معنا الآن على الهاتف السيد فتحي البرقاوي (الصحفي الفلسطيني المعروف)، تفضل أستاذ فتحي.

فتحي البرقاوي: شكراً لك، أعتقد إنه ملايين الفلسطينيين الآن يتابعون هذا الموضوع، من هنا فإن مداخلتي ربما تصلح لأن تكون شهادة متواضعة في موضوع العلاقات الفلسطينية الكويتية.

إعلان

مالك التريكي: تفضل.

فتحي البرقاوي: أنا عشت في الكويت أكثر من 20 عاماً، تلميذ، طالب وصحفي، عملت في صحيفتي "الوطن" و "الأنباء" منذ التأسيس، وفي الثانية رئيس للقسم الثقافي، ومن ثم مراسلا لها في دبي وتونس، كما عملت في صحيفتي "الهدف" و"المجالس" المصورة، إلى جانب إنتاج برنامجين لتليفزيون الكويت، والأهم من ذلك بكثير العلاقة الطيبة التي مازالت تربطني بكثير من الأخوة الكويتيين، علاقات صداقة ومودة.

مالك التريكي: تفضل.. تفضل أستاذ فتحي.. تفضل وصلت الفكرة، تفضل أدلي برأيك.

فتحي البرقاوي: نعم، إذن.. أنا أعتقد أن واقع لا يمكن نكرانه قد أثر على العلاقات بين الطرفين، الظاهر أنه بدأ مع احتلال العراق للكويت، إلا إنه وكما أعرف سابقٌ لهذا الوقت، ومن ثم ما تبع ذلك، ولأن أحداً من الفلسطينيين لا يرغب في نبش.. في نبش الماضي فإنه يمكن تجاوز الأمر رغبة في عودة ما وصفه الأخ الدكتور عايد المناع الذي كان يشاركنا في الكويت كل فاعلياتنا ومؤتمراتنا، وكأنه واحد منَّا، لكن الأمر كان مختلف مع جهات أخرى مثلما ذكر الأخ أحمد رمضان.

في عام 1990، وقبل شهرين من الغزو العراقي، وبعد انتهاء أعمال مؤتمر القمة العربية التي عقدت في بغداد، آثرت أن أعرج على الكويت قبل عودتي إلى تونس مقر عملي كمراسل لعديد من الصحف هناك، وهنا تبدأ شهادتي، فقد عقدت معي رئيسة تحرير الصحيفة الكويتية التي نراسلها اجتماعاً أبلغتني خلاله بأن الصحيفة المقربة من مركز القرار تعد لحملة على رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الأخ أبو عمار، هذا قبل الغزو، ولأني -والكلام لرئيسة التحرير أعمل من تونس حيث مقر الزعيم الفلسطيني في ذلك الحين، فإني حسب رأيها سأكون عنصراً أساسياً في تلك الحملة، رئيسة التحرير -التي يبدو أنها لم تلاحظ دهشتي- استطردت مبنية وجهة نظرها، أن أبا عمار هاجم الكويت في قمة بغداد، وفي ذلك إشارة إلى خلاف حول عوائد تبرعات الفلسطينيين في الكويت، وتبرعات أخرى صارت تصل إلى حركة حماس حديثة العهد بدلاً من العنوان المعتمد عربياً منظمة التحرير، هنا في هذا الموقع أخي مالك، ليس مهماً طبيعة ردي على الاقتراح الذي.. مثل رد أي فلسطيني آخر، ولكن لأبين أن الحملة على منظمة التحرير وتحديداً الرئيس ياسر عرفات كانت سابقة للغزو العراقي، وأن الخلاف بين الجانبين كان قائماً.

إعلان

وقبل أن أنهي مداخلتي أستأذنك فيما لا يزيد عن دقيقة واحدة لأقول: أن الفلسطينيين وأنا واحد منهم يقدرون للكويت.. لمعظم الكويتيين الموقف من القضية الفلسطينية على مدى عقود، فنحن لن ننسى مَنْ مَدَّ لنا يد العون، ونظل نتوقع من الإخوة في الكويت موقفاً مختلفاً في ظروفٍ صعبة نعيشها، الكويتيون نعدهم الشعب المتميز، ليس بالوعي الكبير وحسب، بل وبانتمائهم العربي الأصيل، لذا فإن الأمل يراودنا في أن تغير الكويت من موقفها بدلاً من الإصرار على اعتذار أو حتى اعتراف بخطأ، فنحن في الأصل لسنا حتى مع تدخل بلد عربي في شؤون بلد عربي آخر، فكيف إن وصل الأمر إلى حد الغزو ومحاولة الإلغاء؟ الأمل كبير، وأختم بالقول في عودة العلاقات الفلسطينية الكويتية إلى سابق عهدها، فمن (…) ألتقيهم المثقفين الكويتيين ألتقيهم دائماً وإعلاميين، ومنهم الدكتور رميحي قبل عشرة أشهر في القاهرة، لا يخالفهم الشك بأن سحابة الصيف قد آن الأوان تحولها إلى غيث نافع لنا ولهم.

مالك التريكي: شكراً.. شكراً أستاذ فتحي.. شكراً أستاذ فتحي.. شكراً.. شكراً الأستاذ فتحي شكراً جزيلاً، أسمع رأي الدكتور عايد المناع في.. في الدوحة، دكتور سمعت طبعاً.. طبعاً لا يقتضي الموقف ربما العودة إلى.. إلى ملابسات مثل هذه الأحداث، أن.. أن الأمور ربما.. ربما لا تكون بالضرورة مرتبطة مباشرة.. يعني خلاف لا يكون بالضرورة مرتبطاً مباشرة بالغزو.. بالغزو العراقي للكويت، ما رأيك بالنسبة للمبادرة التي يقترحها السيد أحمد رمضان أن تتم العملية على أساس المنظمات غير الحكومية، مثل ما حدث مثلا عام 2001 عندما وجهت منظمة كويتية غير حكومية الدعوة إلى المرحوم فيصل الحسيني، وكانت في إطار مقاومة التطبيع مع إسرائيل، أن تكون على هذا المستوى؟

د. عايد المناع: أخي العزيز، أولاً: أحيي زميلنا فتحي البرقاوي، وشكراً جزيلاً له على ما أبدى من كلمات طيبة، وكل إخواننا وأهلنا في فلسطين، نحن يعني منهم وهُم منا، والقلوب عند بعضها، والخلاف الحقيقة مع قيادة وليس مع شعب، وإن كان بكل أسف بعض أفراد من هذا الشعب قد ذهب بين يعني هذه المنظمة أو تلك، أو هذا الموقف وذاك ضحية لقيادته، على كل أنا أعتقد أولاً أنه أنا من الناس الذين لا يعتقدون بأكثر من عنوان للشعب الفلسطيني، أنا أعتقد إنه عنوان الشعب الفلسطيني هو الحكومة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية مهما اختلفنا معها، يبقى مهم جداً أن نحرص على وحدة الشعب الفلسطيني وعلى لُحمة الشعب الفلسطينية، وأن لا نزيد من أيضاً يعني تبعثر المنظمات الفلسطينية، وأيضاً من أن نشجع طرف على آخر، يكفي الفلسطينيين منذ الحقيقة انطلاقة فتح سنة.. في يناير.. الأول من يناير 65 إلى يمكن وقت قريب وهي عبارة.. ومنظمة التحرير عبارة عن تنظيمات تمثل حكومات عربية، وبالتأكيد إن الكثيرين من الإخوة العرب، ومنهم الفلسطينيين يعرفون أن حكومات عربية كانت تؤجر بعض المنظمات الفلسطينية، هناك بنادق للتأجير، ومعروف وين منهم الذين فيهم، لذلك أنا أعتقد إنه مسألة العلاقات الثنائية ما بين الشعبين قائمة، والشعب الكويتي لم -الحقيقة- يتوانى عن مد المساعدة للشعب الفلسطيني، وهذا واجب ونتعز في أننا نؤديه.

إعلان

أنا بس بأذكر لك ما ذكره الحقيقة الأخ نبيل شعث في تصريح.. في مقابلة صحيفة قال.. طبعاً قال في (الجزيرة) نفسها الحقيقة، ولكن أيضاً في تصريح صحفي: ليس لنا مطلب من الكويت، فهي تقوم بواجبها المالي وسواه، ولم يكن مطلوباً إلا عودة هذه العلاقة إلى وضعها الطبيعي كما كان تاريخياً.

إذن الكويت الحقيقة على المستوى الرسمي تساند وتساعد الشعب الفلسطيني، وعلى المستوى الشعبي، يا أخي اسأل الفلسطينيين، يعني جميع المنظمات الأهلية سواءً الهلال الأحمر، سواءً الهيئات الخيرية، كلها الحقيقة تبذل جهد وتبذل مال…

مالك التريكي [مقاطعاً]: دكتور.. دكتور.. مثلما ذكرت دكتور.

د. عايد المناع [مستأنفاً]: اسمح لي.. اسمح لي أنت عطيت مجال للآخرين، خليني أتكلم على الأقل.. أن أبدي رأيي في هذا الموضوع، يعني الحقيقة قدمت جهد في هذا الجانب، وقدمت مال، وهذا حق لإخواننا الفلسطينيين، والقدس عزيزة علينا وفي قلوبنا مثل ما هي في قلوبهم، وما عندنا أي تنازل في هذا الجانب، بس أنا أيضاً أكرر الحقيقة يمكن أشار الدكتور الرميحي إلى بعض أولئك الذين يعني يعيشون في حالة مرفهة وبعيدين…

مالك التريكي: دكتور سوف أعود إليك.. دكتور..

د. عايد المناع: اسمح لي لو سمحت، لا بس أشوف..

مالك التريكي: دكتور.. دكتور سوف أعود.. سوف أعود إليك، دكتور سوف أعود إليك، سوف أعود إليك، لابد أن نسمع هنا رأي السيد مصطفى بكري من.. من القاهرة، السيد.. سيد بكري بالنسبة للمسؤولين الفلسطينيين ومنهم السيد نبيل شعث يعترفون بأن الدعم الكويتي للقضية الفلسطينية أي للشعب الفلسطيني لم.. لم يتوقف يوماً، وأن مسألة الخلاف هي مع القيادة الفلسطينية، وربما مع.. مع بعض الأشخاص في القيادة الفلسطينية، أليس هذا صحيحاً؟

مصطفى بكري: أولاً: بداية طبعاً يعني الكلام الذي تحدث به الدكتور محمد الرميحي، وهو حقيقة من الشخصيات التي لعبت دوراً مهماً في جريدة "العربي" وكان يفترض أنه واحد من المثقفين الكويتيين الذين يلعبون دوراً في نشر الثقافة، للأسف طبعاً لجأ إلى ألفاظ أستطيع أن أرد عليها بأكثر، ولكن أقول يعني أنني أترفع عن الرد أو عن وصفه بهذه الصفات، ولكن من حقي طبعاً أن ألجأ إلى الكفيل الأميركي في واشنطن، لا لأشكو إليه، ولكن لأطلب منه بالفعل أن يُهذِّب بعض أشقائنا الكويتيين عندما يتعاملون بلغة حوار يفترض أن.. خصوصاً.

إعلان

د. محمد الرميحي: تعلم التهذيب أولاً أنت وبعدين..

مصطفى بكري: أننا نواجه الآن جمهور كبير جداً، أنا لن أرد عليك، لكن بالفعل يعني.

د. محمد الرميحي: لا، تعلم التهذيب..

مالك التريكي: تفضل.. تفضل أستاذ بكري أدخل في الموضوع.. تفضل.

مصطفى بكري: أستطيع إني أنا أقول الكثير، لكن على كل الأحوال.. على كل الأحوال يا دكتور.. على كل الأحوال، أنت.. أنت تحدثت عن ثلاث نقاط، قلت أولاً أنني أخطأ في أسماء، لم أخطأ اسمه مسلم الباراك (عضو مجلس أمة في الكويت).

اثنين: قضية 450 ألف، يا سيدي أنا قرأتها في صحفكم، لم يوجد الآن على الساحة الكويتية سوى 10 آلاف فلسطيني، هذه صحفكم والصحف قالت هذا الكلام، ومنشور وارجع إلى صحفك، قضية الأسرى قلتم أننا اكتشفنا مقبرة ثم بعد ذلك أنكرتم ذلك، وكيف تعرفتم عليهم؟ يعني الملف طويل، القضية الأساسية هل أنتم تريدون هذه الأمة أم لا؟

لقد كتب كاتب كويتي مقال يقول: نعم الكويت أميركية، حددوا الموقف، إذا كان 850 ألف كويتي نحترمهم ونقدرهم ونجلهم، وعلى فكرة أنا أفرق تماماً ما بين الشعب الكويتي وما بين الحكومة الكويتية، بالضبط كما تفرقون أنتم الآن ما بين الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية رغم أنكم تلومون مسألة التفريق، لكن الشعب الكويتي فيه من الناس العظيمة والمحترمة اللي بتجمع تبرعات الآن للشعب الفلسطيني مش الحكومة، الحكومة لا تدفع للشعب.. للقيادة الفلسطينية ولا للشعب الفلسطيني.

د. محمد الرميحي: مش صحيح.

مصطفى بكري: اللي بيدفع هم الشعب الكويتي الذي يئن من هذه السياسات التي تدفع به إلى التهلكة، وتجعله في عزلة، في عالمه العربي، كفاية.. ماذا تريدون؟ قتلتم وساهمتم في قتل العراق وتقسيم أوصاله، والآن ستجنوا ما يحدث الآن، لماذا لم ترد عن المظاهرات التي قامت في البصرة وصفوان تتهمكم بسرقة بترول الكويت، تماماً كما حدث قبل الغزو العراقي، لماذا تقومون بحملة على عمرو موسى وتتهمونه بأقذع الألفاظ؟ لمجرد أنه طالب بوقف العدوان على العراق، البلد الذي أصبح كل مواطن فيه الآن يحمل الكويت مسؤولية ما يجري الآن، فتيات العراق تباع الفتاة بـ200 دولار.

إعلان

مالك التريكي: أستاذ بكري.

د. عايد المناع: مالك.

مصطفى بكري: أراضي الكويت تؤجر 60% من أراضي الكويت يقبع فيها الأميركان.

د. عايد المناع: مالك.

مصطفى بكري: إذا كان نبيل شعث يقول هذا الكلام.

مالك التريكي: أستاذ بكري أنت تقول.. أنت تفرق.. أستاذ بكري

د. عايد المناع: مالك.

مصطفى بكري: نعم اديني فرصة، لو سمحت، أعطني الفرصة لو سمحت.. لو سمحت أنت.. أنا في مواجهة؟

مالك التريكي: أستاذ بكري.. أنت تقول.. أنت تفرق بين هنالك آراء مختلفة في الكويت.

د. عايد المناع: مالك، تسمح لي أرد يا أخي، يعني مش معقول يعني إنه.

مالك التريكي: لكنك تعطي انطباعاً كأن كل الكويتيين متفقون على..

مصطفى بكري: نعم.

د. عايد المناع: أعطني أرد أنا، أنا عاوز أرد عليه أخي..

مصطفى البكري: غير حقيقي، غير حقيقي، لكن من يقرأ صحافتهم، اقرأ ما يكتب الآن، منظمة العلوج الفلسطينية، شتائم وسباب ضد ياسر عرفات يصل إلى حد ألفاظ لا تقال إلا في مجالس لا علاقة لها بالأدب وبالأخلاق، لماذا يهان الفلسطينيون؟ الفلسطينيون هم يدافعون عن شرف الأمة، كل فلسطيني يستحق إن إحنا ندي له تعظيم سلام، وياسر عرفات لم يأخذ موقفاً مع المحتل، لكنه طالب يومها.. طالب يومها بوقف العدوان الأميركي وبوقف هذه الحملة الأميركية.

مالك التريكي: شكراً أستاذ بكري سوف أعود إليك، أستاذ أحمد سوف أعود إليك أستاذ بكري

د. عايد المناع: اسمح لي مالك.

مالك التريكي: لك رأي في هذه المسألة.

أحمد رمضان: يعني أنا الحقيقة بقول أنه يعني بعض النقاط اللي تطرح، وكأنه تصوير المشكلة من جانب واحد، أيضاً هذه تحتاج إلى وقفة، يعني حديثنا عن تأجير البنادق، وعن بعض المنظمات التي تقوم بكذا، هذه أنا لا أجدها مشكلة فلسطينية في واقع الحال، هذه مشكلة عربية، هذه مشكلة النظام الرسمي العربي الذي يستبدل دوره، بدل أن يقوم بخدمة القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانبه، يعبث بالقضية الفلسطينية ويقوم بتوجيها خلاف الهدف الأساسي وهو هدف التحرير يعني، فهذا لا يفترض أن نأخذها مأخذ على الإنسان الفلسطيني، هذه أولاً، ثانياً عندما نقول الآن نحاول أن نعمم المشكلة بين الكويت وبين منظمة التحرير على أنها مشكلة عامة، وتطال الإنسان الفلسطيني، ونحاول أن نقول بالوجه المقابل إنه ليس هناك تأثير على الإنسان الفلسطيني، لأ هناك تأثير، في واقع الحال هناك تأثير، وهناك أشخاص يزكون الخلافات بصورة أو بأخرى، وأنا الحقيقة لأني تعهدت على نفسي أنا لا أتطرق إلى الماضي من الجانبين، لكن لدي ملف عميق الحقيقة لتصريحات لا مسؤولة من الجانبين، وتصرفات أيضاً تؤدي إلى ما هو أكبر مما هو قائم حالياً.

إعلان

الآن نحن لدينا تاريخ عميق من العلاقة الإيجابية، هل نُميت التاريخ العميق من العلاقة الإيجابية؟ ونستنهض فترة وجيزة من التوتر ونجعلها هي الأساس للمرحلة القادمة؟! أنا أتصور أن كلينا، كلا الطرفين بحاجة إلى نقد ذاتي ومراجعة ذاتية.

مالك التريكي: لكن مثلما ذكرت أستاذ أحمد، وهنا أستسمحك، مثلما ذكرت المسألة لا تتعلق بالفلسطينيين والكويتيين فقط، لأن المسألة تمس مثل ما تفضلت العلاقات العربية العربية، والمبادئ التي تقوم عليها هذه العلاقات، والكويتيون دعوا إلى النظام.. إلى إقامة نظام إقليمي جديد يمنع عدوان دولة على دولة أخرى، وربما يؤدي هذا إلى سد الذرائع على.. على الغزو الأجنبي لأي دولة عربية.

[فاصل إعلاني]


ضرورة قيام نظام إقليمي يمنع عدوان دولة عربية على أخرى

مالك التريكي: هنالك بعض الاتصالات بالفاكس مثلاً من السيد ياسين الرواشدي، وهو صحفي في سراييفو، يقول: إن ما يسمى الاعتذار الفلسطيني للكويت جاء متأخراً جداً، وكان من الأجدر لقادة الشعب الفلسطيني أن يعتذروا في عهد صدام لا بعد أن ذهب إلى مزبلة التاريخ على حد تعبير.

فاكس آخر من السيد أبو علي -فلسطيني كان يقيم في الكويت- يقول: الفلسطينيون لم يغزوا الكويت، بل البعض منهم درَّب أو ساعد الكويتيين في المقاومة بعد هروب الحكام والجيش من الكويت.

وأكثر الاتصالات على الإنترنت من هذا القبيل، هو الفلسطينيون لا زالوا يرون أن المخطئين هم الكويتيون، والكويتيون يعتقدون أن المخطئين هم.. هم الفلسطينيون.

دكتور رميحي، ما..ما ذكره السيد أحمد رمضان وكان.. وكان استتباعاً لفكرة أصبحت الكويت تتزعمها، وليست الدولة الوحيدة العربية، هنالك دول عربية أخرى، أصبحت تتحدث عن ضرورة إصلاح الجامعة العربية، وعن ضرورة قيام نظام إقليمي يمنع عدوان دولة عربية على.. على دولة عربية أخرى وبالتالي يمنع إمكانية تدخل الدول الأجنبية، هل هذه الفكرة ممكنة التحقيق في إطار أنظمة ليست واثقة ببعضها البعض؟

إعلان

د. محمد الرميحي: يعني إذا أذنت لي يا أخي مالك، موضوع الجامعة العربية أنا.. أنا أتصور بأنه فيه عندنا مشكلة منهجية في هذا الموضوع، وتُكتب ويُتحدث عنها بتوسع دون أن نتحدث عن المنهجية نفسها، الجامعة العربية هي محصلة قوى وليست قوة، وبالتالي صلاح الجامعة العربية من صلاح الأفراد من صلاح المجموعة التي تشكلها، وأعتقد الآن الجامعة العربية واقعة في إشكالية الخلاف الحاد فيما بين أطراف عربية متعددة بسبب ما هو حادث في فلسطين، بسبب ما هو حادث في العراق، وأيضاً الوضع العام، العلاقة بالولايات المتحدة، فأنا أعتقد بأن النظام العربي الجديد يجب أن يتحدث فيه على قاعدة متينة، هذه القاعدة هي احترام استقلال هذه الدول احترام قطعي ونهائي، والتعاون فيما يمكن أن نتعاون فيه، خاصة في الموضوع الاقتصادي، وأيضاً أن نحترم بعضنا فيما نختلف عليه، وأتصور أنا لو بنيت هذه القاعدة باتجاه الكويتيين والفلسطينيين في المستقبل وبالفعل أنا أشعر بأن الأخ محمود عباس ومجموعة من الإخوة الفلسطينيين العقلاء يعرفوا هذا الأمر تماماً، وأيضاً للتاريخ لا نستطيع أن نتجاهل عدد كبير من الإخوة الفلسطينيين الذين ساهموا بالفعل في تطوير هذه الأفكار، أنا أذكر مثلاً كتاب مهم جداً، أنا أرجو من المهتم بهذه القضية أن يقرأه وهو كتاب الأستاذ توفيق أبو بكر، توفيق أبو بكر، رجل ناشط وصحفي مهم فلسطيني كتب "الفلسطينيون في الكويت" وقد أعطى كل ذي حق حقه، تحدث عن الوضع الفلسطيني في الكويت، عن العلاقات الفلسطينية وكيف كان.. كانت.. كانت فلسطين هي.. هي جوهرة العمل السياسي الكويتي، لم يكن لدينا في الكويت قضية عدا القضية الفلسطينية، تذكر أنت مثلاً بأن اللقاء الذي تم بين مندوب الولايات المتحدة والمندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة كان في بيت الأستاذ عبد الله بشارة وهو مندوب الكويت في ذلك الوقت، وهذا الكلام متقدم جداً إلى درجة أنه السيد أندور -وكان اسمه هذا- فُصل من عمله بسبب..

إعلان

مالك التريكي: أندور (…) نعم.

محمد الرميحي: بسبب هذا.. هذا اللقاء، فهذا هو المعروف وأما غير المعروف فهو كثير، أنا طبعاً أعتب على الأستاذ البرقاوي في دقيقة واحدة عند.. وهو رجل فاضل وأنا أعرفه تماماً وتحدثنا في هذا الموضوع عندما قال بأن المشكلة كانت سابقة، من أين المعلومات يا أستاذ البرقاوي؟ قال إنه أحد رؤساء التحرير حدَّثه، هذه ليست معلومة من.. من الدولة، إنما المعلومة من الدولة هو الموقف المعلن من منظمة التحرير وقتها الذي يعني.. يعني السيد ياسر عرفات -مع الأسف- الشديد أثناء الاحتلال تحدث عن تحويل الكويت إلى مونت كارلو، فهل يقبل أي فلسطيني اليوم.. أنا لا أقبل أن أتحدث عن تحويل الضفة الغربية إلى مونت كارلو، يعني هناك قضايا يجب أن نعيد النظر فيها بدقة، نحن نقول بأنه هذا هو السابق، المستقبل لنبني الآن علاقات حقيقية وصحية فيما بين بلداننا العربية ككل وعلى رأسها الموضوع الفلسطيني الكويتي.

مالك التريكي: معنا الآن على الهاتف السيد سعيد الرنتيسي وهو مستشار.. بل سمير الرنتيسي وهو (مستشار وزير شؤون مجلس الوزراء الفلسطيني)، تفضل أستاذ سمير.

سمير الرنتيسي: أولاً: يعني أود أن أؤدي التحية للأخ الدكتور محمد الرميحي..

د. محمد الرميحي: أشكرك.

سمير الرنتيسي: وللإخوة المشاركين وبما فيهم الدكتور مصطفى بكري، أود أن أوضح قضية هامة جداً وبالتحديد للإخوة في الكويت وللأخ الدكتور محمد الرميحي، وبالتحديد أيضاً لأننا نعلم أين هي المعضلة مع الإخوة في الكويت، هي عملياً في البرلمان.. مع الإخوة في البرلمان الكويتي، وهي ليست مع الشعب الكويتي، هنالك بعض الإخوة في البرلمان الكويتي يصرون على استعداء وإبقاء.. يعني إبقاء وإيقاد جذوة العداء لمنظمة التحرير الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، وأنا أخاطبهم باسم كل الشعب الفلسطيني ليس باسمي فقط، وأقول لهم: أيها الإخوة لقد كانت هي الكويت التي احتضنت الثورة الفلسطينية منذ انطلاقها، وكانت هي الكويت التي احتضنت النضال الفلسطيني منذ.. منذ انطلاقه، لكن أيها الإخوة الكويتيون وأنا أناشدكم وحقاً أناشدكم من كل قلبي.. وأيضاً مسجل لديكم بأن كما قال الأخ مصطفى بكري -وهو على حق- بأننا قد ساهمنا طويلاً في بناء هذا.. هذا الكويت العظيم، وساهمنا بأعمارنا وبدمائنا وساهمنا أيضاً بـ.. بأجيال من الشعب الفلسطيني التي اعتبرت الكويت الموطن الأول له بعد فلسطين، دعنا.. دعونا نجتاز هذه الأزمة، دعونا نعود لكي نكون إخوة كما كنا دوماً، ليس هنالك من أي إشكال مع الشعب الفلسطيني، ولا مع الشعب الكويتي، ولا بين الشعب الفلسطيني ولا بين الشعب الكويتي، هنالك بعض الأعضاء في البرلمان الكويتي الذين للأسف -وللأسف أقول- بأن يعني لا أريد أن.. أن أسترجع العذابات وأقول -الله يرحمه- الأخ فيصل الحسيني حينما قَدِم إليكم، هذا القائد العظيم الذي كنا نحبه، والذي كان يمكن أن يكون اليوم بيننا ويقود نضالنا نضال.. هذا رجل لا تعرفوا مَنْ هو فيصل الحسيني، نحن نعرف مَنْ هو فيصل الحسيني، حينما أهين في مجلس الأمة الكويتي، يا إخوان يا كويتيين، الله يرضى عليكم.. الله يرضى عليكم، دعونا نتجاوز هذا الأسى، نحن لم نخطئ في يوم من الأيام وحتى إن أخطأ بعضنا فنحن نقول لكم البعض أخطأ اللهم يا الله سامحه، لكن دعونا نتجاوز ولا تتكبروا، ولا تعلوا، ولا.. ولا تأخذوا الأمور بتشنج، نحن إخوان، نحن شعبين، أنتم.. أنتم أيها الإخوة في الكويت -وأنا أخاطب بالتحديد أعضاء البرلمان الكويتي باسم السلطة الفلسطينية وباسم الشعب الفلسطيني وأقول لكم: من كل قلبنا نحن نريد استعادة المياه وعودتها إلى مجاريها الطبيعية، لكن لا تستفزوا محمد الدرة في قبره، لا تستفزوا الشهداء، لا تستفزوا.. نحن شعب مظلوم يا إخوان فما تستفزونا، يعني حتى بعض الفئات من الشعب الإسرائيلي لا يجرءوا على استفزازنا، كما بعض أعضاء البرلمان الكويتي لديكم يستفزوننا، استقِبلوا محمود عباس، محمود عباس ليس برجل سيئ، هو جاء.. يجيء للمصالحة وبقلب مفتوح وبقلب يسانده فيه كل الشعب الفلسطيني، نحن نريد علاقة كويسة.. يعني جيدة معاكم، ماذا تفعلون؟ لماذا هذا الحقد؟… لماذا هذا الحقد؟…

إعلان

مالك التريكي [مقاطعاً]: أستاذ سمير هو.. هنالك تصريح رسمي لرئيس الوزراء الكويتي بأن الزيارة ستتم عن قريب.

سمير الرنتيسي [مستأنفاً]: وليس من الشعب الكويتي، هو من بعض أعضاء البرلمان الكويتي، من بعض أعضاء البرلمان الكويتي وأنا أقولها بصراحة وبعلانية، لماذا هذا الحقد؟ نحن سامحناكم، ونحن ساهمنا في بناء دولتكم.. ونحن.. و.. وبغض النظر عما اقترفناه وإن أخطأنا نحن آسفين على.. وبغض النظر عما اقترفتوه..

مالك التريكي[مقاطعاً]: شكراً جزيلاً أستاذ سمير.. شكراً جزيلاً.. شكراً جزيلاً أستاذ سمير، هنا أسمع رأي الدكتور عايد المناع، دكتور هذه النقطة مرتبطة بما قلته قبلاً أن.. أن هنالك عوائق بنيوية في.. في أساس العلاقة، ومهما كانت رغبة الحكومة ورغبة قطاعات شعبية وثقافية أي من النخب المثقفة في الكويت فهنالك بعض الأصوات في.. في.. في مجلس الأمة ربما طبعاً الحكومة تحسب لها حساب، ربما هي.. هي التي تقوم بدور الكابح نحو استئناف العلاقات، هذا.. هذا يعيدنا مرة أخرى إلى مسألة حساسية.. حساسية الجانب الكويتي لما حدث ونوعاً ما لأنه مسَّ عقدة الأمن الوطني الكويتي، إذا كان للعلاقة أن.. أن تقوم على أسس جديدة، طبعاً أظنكم توافقون أنه لابد من قيام نظام جديد تكون فيه المبادئ واضحة ويصبح فيه كل طرف.. يعني كل دولة عربية مؤمنة من.. من الطرف الآخر، وإلا أن بوليصة التأمين ستظل دوماً عند الولايات المتحدة.

د.عايد المناع: أخي العزيز، يعني أنا أتعاطف مع يعني أنَّات البعض في فلسطين، الأخ سمير يمكن يكون من هؤلاء، لكن الإشكالية أنه ليس هناك من يعني يتجرأ من هؤلاء الناس ومنهم مناضلون لاشك بأن يقول سبب العلة ما هو، يا أخي ماذا تريد مني في الكويت أن أعمل إذا كان.. إذا كانت القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس ياسر عرفات قد تحولت إلى مذيع لصدام حسين في مونت كارلو وهيئات.. وسائل إعلامية أخرى؟! ماذا تريد مني إذا كان هذا.. هذه المنظمة قد اتخذت موقفاً منحازاً وواضحاً إلى جانب القوة المحتلة لبلدي، هل مطلوب مني أن أقبل رأس ياسر عرفات؟ اسمح لي يا أخي.

إعلان

مالك التريكي[مقاطعاً]: دكتور رأيك.. لو تكرمت رأيك في.. رأيك في مسألة بناء النظام الإقليمي لأن الوقت أدركنا، النظام الإقليمي العربي الجديد الذي يمنع تكرار مثل هذه.. هذه الأزمات؟

د.عايد المناع: أنا أعتقد.. يعني أنا أعتقد إنه الدكتور الرميحي أجاب على هذا السؤال، المسألة.. الجامعة العربية هي عبارة عن تحصيل حاصل لأنظمة عربية، ينبغي على هذه القيادات العربية أن تعقد أكثر من مؤتمر لتناقش الوضع العربي وتحدد آليات وأطر لإيجاد تضامن عربي وسوق عربية مشتركة وما شابه ذلك، لحماية العرب من أن يفترسوا بعض وأن يعيشوا بسلام وبعيداً عن المزايدات وبعيداً عن عمليات الغزو المسلح التي يقوم بها القوي ضد.. ضد الضعيف، لكن أنا الحقيقة أيضاً يعني أستغرب من البعض الذين يطرحون إنه والله هل تريدون أمة عربية أم لا؟ أنا أعتقد ليس هو الذي يحدد لنا إحنا إنه نريد الأمة العربية أو ما نريدها، نحن الحقيقة لا نستمد عروبتنا ولا أصالتنا من شخص يعطيها لنا شهادة، نحن عرب وعملنا من أجل العروبة فعلياً بقتال ضد العدو الإسرائيلي، وبمساهمات مالية، وبمواقف سياسية، وتحملنا في سبيل القضايا العربية ومنها قضية العراق في حربه مع إيران خطر أن تتعرض بلادنا لغزو وإلى عدوان من طرف آخر، لأنه وقفنا موقف عروبي كان يُفترض أن نشكر عليه لا أن تُغزى بلادنا مثل ما حدث في 2/8…

مالك التريكي: شكراً.. شكراً دكتور.. دكتور المناع، شكراً دكتور المناع، أسمع.. أسمع رأي الأستاذ مصطفى بكري، أستاذ بكري أرجوك لو.. لو تعطي رأيك في مسألة ضرورة قيام نظام عربي جديد، أظن أنك توافق أن انعدام الثقة بين الدول العربية المتجاورة -تقريباً كل الدول العربية لا تثق في بعضها- هو الذي يترك مجالاً لتدخل الأجنبي، ولو أعدنا قيام عقد جديد بين الدول العربية تُؤمَّن فيه كل الدول القوية منها والضعيفة، هذا ربما يجنبنا.. يجنبنا التدخلات الأجنبية.

إعلان

مصطفى بكري: يعني أولاً بداية فلتكن البداية بمطالبة الحكومات العربية بإبعاد القوات الأجنبية التي تحتل أراضيها الآن وإبعاد القواعد الأميركية والبريطانية المنتشرة الآن في العديد من البلدان العربية، هذه هي بداية نظام أمن إقليمي عربي يقوم على أسس من الاستقلالية ورفض التبعية ورفض التدخل الخارجي.

الأمر الآخر: وقف مسلسل الإهانات المتعمدة، ووقف مسلسل محاولة السطو على مواقف الآخرين، وتأمين مواقف الآخرين لمصالح بعينها وإعلاء المصلحة القومية على ما عاداها من إملاءات أجنبية.

القضية الثالثة الآن: نحن في حاجة ماسة ومُلِحة إلى أن نقف مع العراق الشقيق، وأن ندعم المقاومة، وأن نرفض هذا المجلس الانتقالي العميل، وأن نطالب كل العرب بأن يغسلوا أياديهم من دم العراق، وأن تعتذر خاصة تلك الدول التي سمحت للمحتل الأجنبي، لأنه لولاها لما استطاعت أميركا أن تدخل وأن تلوث أرضنا وسماءنا.

مالك التريكي: شكراً.. شكراً جزيلاً أستاذ.. أستاذ بكري.. شكراً جزيلاً.. شكراً أستاذ بكري، دكتور.. دكتور الرميحي أسمع رأيك ثم أسمع رأي الأستاذ رمضان بسرعة، لأن الوقت أدركنا.

د. محمد الرميحي: بسرعة.

مالك التريكي: مسألة الاعتذار الآن هل أصبحت ضرورية؟ السيد محمود عباس عبر بوضوح تام واعترف المسؤولون الكويتيون بأنه عبر بوضوح تام، هل هي ضرورية؟ وهل هي.. إذا كانت ضرورية كيف تتم؟

د. محمد الرميحي: أنا أعتقد أولاً تعليقاً سريعاً على الدكتور البكري، تأكد من حديثه الأخير بأنه بالفعل من أيتام صدام حسين، وأنا سعيد إن هو تبنى هذا..

مالك التريكي: دكتور ليس.. ليس لنا وقت في ذلك.

د. محمد الرميحي: ثانياً: الاعتذار هو ليس كما.. يعني كما يُقال في ثقافتنا، الاعتذار من أجل بناء قواعد جديدة صلبة للعلاقات العربية العربية، ومع الأسف نحن في ثقافتنا الاعتذار وكأنه سُبة، أمس فقط القوات الأميركية.. كل هذه القوات الأميركية اعتذرت لمجموعة من العراقيين بخطاب رسمي بإن هم قتلوا واحد منهم، اليابانيون منذ أسابيع قليلة اعتذروا للصينيين لأن هُمَّ قتلوا كذا، فموضوع الاعتذار في الثقافة السياسية الدولية مقبول ليس من أجل أن يُكتب في ورقة، ولكن من أجل أن يُعترف بالأخطاء التي تمت ويُبنى عليها من جديد، وهذا هو القصة الرئيسية، فنحن لا نحتاج إلى ورقة فيها اعتذار في رأيي إنما نحتاج..

إعلان

مالك التريكي[مقاطعاً]: يعني شكلية.. إنما نحتاج مسألة شكلية دبلوماسياً؟

د. محمد الرميحي: مسألة شكلية من أجل.. من أجل بناء قاعدة حقيقية للعلاقات العربية العربية في المستقبل.

مالك التريكي[مقاطعاً]: إذا.. إذا كان الأمر كذلك لأن الوقت لا.. لا.. فقط أدركنا ولابد أن نسمع رأي الأستاذ رمضان.

د. محمد الرميحي: أود أن أقول إذا.. فقط بس.. بس فقط أنا أريد أن أذكر الإخوة الفلسطينيين بأنه في الكويت فيه قضيتين رئيسيتين، القضية الأولى أن الكويت هي مقر مقاومة التطبيع، هذه.. هذه..

مالك التريكي: مع إسرائيل.

د. محمد الرميحي: مع إسرائيل في حين إنه إسرائيل مرحب بها كما تعلم في كثير من الأماكن.

مالك التريكي: النقطة الثانية.

د. محمد الرميحي: والنقطة الثانية: بأننا حتى الآن ليس لنا أي علاقة بإسرائيل بسبب الفلسطينيين.

مالك التريكي: شكراً جزيلاً، أستاذ أحمد رمضان.

أحمد رمضان: أنا أعتقد أن العلاقة المستقبلية يجب أن تقوم على ثلاثة أسس مهمة جداً: المصارحة أولاً، المكاشفة ثانياً، والتسامح ثالثاً، أي علاقة لا تقوم على إصلاح القاعدة الشعبية وترابطها والمنافع بينها لن يكون لديها مستقبل، الاعتذار عندما يكون هامشياً بهذه الصورة لا أعتقد أنه يؤسس لشيء مستقبلي، نحن نحتاج إلى مراجعة ونقد ذاتي ثم يتم اعتذار من الطرفين لكل ما حصل من قِبَلهما في تلك الفترة الماضية يمكن أن ننطلق للمستقبل، وهناك نافذة أمل باعتقادي.

مالك التريكي: شكراً جزيلاً، لم يبق لي سيداتي سادتي إلا أن أشكر ضيوفي الكرام هنا معي في الأستوديو (المدير العام لوكالة قدس برس للأنباء) السيد أحمد رمضان، و(الكاتب السياسي الكويتي) الدكتور محمد الرميحي، ومعنا عبر الأقمار الاصطناعية كان من استوديوهات (الجزيرة) في الدوحة كان معنا (مستشار جمعية الصحفيين الكويتيين) الدكتور عايد المناع، وفي أستوديو (الجزيرة) في القاهرة كان معنا عبر الأقمار الاصطناعية (رئيس تحرير جريدة الأسبوع) السيد مصطفى بكري، أشكرهم جميعاً وأشكركم على حسن الانتباه، وهذا مالك التريكي يحييكم من لندن، دمتم في أمان الله.

إعلان
المصدر: الجزيرة