الحوار بين حركتي حماس وفتح
مقدم الحلقة: | جمال ريان |
ضيوف الحلقة: |
عبد العزيز شاهين: عضو المجلس الثوري لحركة فتح |
تاريخ الحلقة: | 27/12/2002 |
– حوار الفصائل الفلسطينية ومدى التقدم الذي أحرز فيه
– حماس وآليات الحوار مع الفصائل الفلسطينية
– مدى إمكانية تلاقي الفصائل الفلسطينية على قواسم مشتركة
– حماس ووقف العمليات الاستشهادية
– حقيقة ممارسة ضغوط خارجية على الفصائل الفلسطينية
جمال ريان: مشاهدينا الكرام، أهلاً بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج (أكثر من رأي).
القاهرة استضافت اتصالات بين ممثلي الفصائل الفلسطينية المختلفة في محاولة جديدة للتوصل إلى وثيقة تفاهم حول أهداف الكفاح الفلسطيني، هذه المحادثات أشرف عليها رئيس المخابرات المصري عمر سليمان، الذي يحظى باحترام كبير في صفوف الفلسطينيين، وتكمن أهمية هذه المباحثات في قضية تواصل عملية الحوار بين فتح وحماس التي كانت قد بدأت قبل سنة ونصف في قطر، وتواصلت بصورة متقطعة في غزة والقاهرة، الرئيس الفلسطيني كان قد أوفد محمود عباس أبو مازن الشخصية الثانية في حركة فتح، وهذا الأمر دل على الأهمية التي يوليها لهذه المباحثات، ممثلو حماس هم قادة الخارج بالطبع من دمشق وبيروت، حيث يقومون بتبادل المهمة فيما بينهم، أما خالد مشعل وهو رئيس المكتب السياسي في حركة حماس كان قد اتصل أيضاً مع عرفات وتحدثا فيما بينهما حول استئناف الحوار بين الحركتين.
الأمر الجديد الآخر في محادثات القاهرة هذه هو مشاركة ممثلين عن الفصائل الأخرى ومن بينهم الجبهة الشعبية، الجهاد الإسلامي والجبهة الديمقراطية، السؤال المطروح حول ماذا تحدثوا في هذه اللقاءات التي جرت وتجري منذ سنة ونصف كما ذكرنا، المسألة الأهم من الزاوية الإسرائيلية هي بالطبع مسألة وقف العمليات، أما بالنسبة للفلسطينيين هناك جهود تبذل طوال الوقت من أجل التوصل مع حماس إلى اتفاق حول إيقاف العمليات داخل الخط الأخضر وما إذا كانت حماس -وهنا النقطة الأهم- مستعدة لقبول قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس في حدود عام 67.
الرئيس الفلسطيني عرفات والناطقون بلسانه يستخدمون بصورة متزايدة عبارة إيقاف العمليات ضد المدنيين من الجانبين، ومعنى هذه الكلمات -من وجهة نظرهم- هو أن الفلسطينيين يرون بالمستوطنين جزءاً من قوة الاحتلال.
مصدر فلسطيني شارك في المباحثات قال: يتوجب أن يتوصل ممثلو الأطراف إلى اتفاق حول المسألة الأهم بالنسبة لهم وهي ما هي أهداف الكفاح الفلسطيني؟
هناك من يعتقد بأن المحادثات ربما تكون نتيجة لضغط أميركي على القاهرة بهدف منع تزايد توتر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بينما تعد واشنطن للحرب في العراق.
المهم الآن هل طرأ أي تغيير على موقف حماس وباقي الفصائل الفلسطينية لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني والاتفاق على أجندة النضال؟
أيضاً ما هي العقبات التي تعترض تحقيق ذلك.
لمناقشة هذا الموضوع يسرنا أن نستضيف أولاً من غزة عبد العزيز شاهين (عضو المجلس الثوري لحركة فتح)، ومعنا في الأستوديو أسامة حمدان (ممثل حماس في لبنان)، والذي شارك في حوار القاهرة، وقد جاء إلينا إلى الدوحة من القاهرة مباشرة، أيضاً معنا عبر الأقمار الصناعية من غزة جميل مجدلاوي (عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين).
حوار الفصائل الفلسطينية ومدى التقدم الذي أحرز فيه
أبدأ حواري أولاً مع الأستاذ أسامة حمدان. أستاذ أسامة، أنت عدت من هذه المحادثات في القاهرة، السؤال المطروح: هل تم إحراز تقدم؟
أسامة حمدان: بسم الله الرحمن الرحيم. الحقيقة لابد أن أشير إلى أنه زيارتنا الأخيرة للقاهرة كانت لحوار ومتابعة الحوار مع الإخوة المسؤولين في مصر، هذا الحوار بالتأكيد خلال جولاته المتعددة يحرز تقدماً، ويوصل إلى نقاط يمكن أن تكون نقاط تلاقي وتفاهم، وإن كنت أستطيع أن أقول أن هذه الأجواء الإيجابية حتى الآن لم تنجز اتفاقاً وتفاهماً نهائياً، وإنما تدفع باتجاه الوصول إليه، ونحن نسعى لترتيب جولة جديدة من الحوار بيننا وبين الإخوة في حركة فتح لإبرام الأمور والتوصل إلى تفاهم حول ما يثار من قضايا.
نحن نتحاور حول قضية أساسية مهمة جداً، القضية الفلسطينية بعد أكثر من عامين من الانتفاضة وفي ظل التحولات التي نشأت عن هذه الانتفاضة في الواقع الفلسطيني وفي واقع العدو والتحولات القادمة إلينا في محيطنا الإقليمي وفي المنطقة العربية في ظل طبول الحرب التي تقرعها الإدارة الأميركية على العراق ومن ثم على واقع المنطقة بشكل كامل معنيون بأن نعيد قراءة كل هذه الظروف، وأن نبلور رؤية واستراتيجية نتعامل من خلالها مع القضية الفلسطينية ومع واقعنا بهدف تحقيق أهدافنا الوطنية، حماية قضيتنا من الاغتيال على يد حكومة يمينية قادمة لنا في الكيان الصهيوني، وأيضاً لابد أن ندرك هنا أن الوصول إلى الأهداف الوطنية لا يمكن أن يكون إلا على قاعدة محددة وواضحة أجمع عليها الشعب الفلسطيني في ظل الانتفاضة وهي المقاومة.
جمال ريان: أستاذ أسامة، يعني واضح أنك تتحدث عن الواقعية، عن البراجماتية لدى حماس، هل هذا جديد؟
أسامة حمدان: ليس جديداً، أنا أعتقد أنه ربما قدمنا مفهوماً مختلفاً للواقعية، الواقعية بالنسبة لنا في حركة حماس أن نقرأ الواقع وأن نفهمه وأن نتعامل من خلال الواقع للوصول إلى أهدافنا والمحافظة على ذاتنا كشعب فلسطيني وكقضية فلسطينية، ولا.. ولا نقبل أن تكون الواقعية هي الاستسلام للواقع، إذا كان تعريف الواقعية بالمعنى الأول فنحن بدأنا مسيرتنا السياسية بهذه الطريقة، ومازلنا نواصل، أما الذي كنا نرفضه دائماً التعريف الثاني وهو الاستسلام لظروف الأمر الواقع التي ربما تسعى لتضييع حقوقنا أو إنهاء قضيتنا.
جمال ريان: طيب، أنت تحدثت عن نقاط تلاقي سأعود إليك، ولكن لنذهب الآن إلى غزة، عبد العزيز شاهين (عضو المجلس الثوري لحركة فتح) هل ترى في هذه المباحثات التي عُقدت في القاهرة، وتتواصل الآن كما سمعنا بأن هناك اجتماعات تنسيقية قد بدأت في.. في غزة ربما هل ترى في ذلك بادرة لتقارب فلسطيني فلسطيني في ظل الظروف الراهنة التي تحدث عنها -قبل قليل- أسامة حمدان؟
عبد العزيز شاهين: الحوار الفلسطيني الفلسطيني مسألة ليست جديدة، إنها مسألة قديمة جديدة، هو بالمناسبة ستستمر حتى إنجاز النصر الفلسطيني على هذا المشروع الاستعماري الصهيوني، وبالتالي ما نحن بصدده ليس مسألة الآن نحن نمارسها في هذه المرحلة، هذا الحوار الذي تحدث عنه الأخ أسامة حمدان الذي يدور في القاهرة هو وليد الحوار الوطني الفلسطيني الذي بدأ في غزة، وبدأ بصورة جدية منذ 12 ديسمبر/كانون أول العام الماضي 2001، أي قبل أكثر من عام، والذي تبلور بمراسلات واجتماعات متصلة ما بين جميع القوى والفعاليات في لجنة المتابعة العليا للقوى والفصائل الإسلامية والوطنية جميعها تبلورت في لجنة المتابعة عبر لجنة الصياغة التي كانت معدة من هذا الجانب، وبلورنا الانتفاضة..
جمال ريان [مقاطعاً]: نحن حقيقة سيد عبد العزيز، يعني أشرنا إلى أنها بدأت في قطر، فعلاً هي بدأت في قطر حينما اجتمع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مع خالد مشعل وكان ذلك على هامش -على ما أذكر- المؤتمر الإسلامي في الدوحة، تفضل واصل.
عبد العزيز شاهين: اللقاء.. اللقاءات منذ بداية الانتفاضة، وكانت عبر لجنة المتابعة في غزة ولجنة القوى الوطنية في الضفة الغربية، وكانت من أجل التنسيق الميداني في البداية، ومن ثم تبلور هذا الأمر إلى صيغ للوصول إلى وثيقة اتفاق وطني ووثيقة لبرنامج وطني مرحلي، وبالفعل تم التوصل في النهاية بعد مداولات دامت من شهر 12/2001 حتى شهر 8/2002 آب/أغسطس الماضي تم التوصل إلى اتفاق، واتفاق هذا بالمناسبة، يعني الأخ جميل المجدلاوي يجلس إلى جانبي الآن، هو كان حاضر عندما قام مندوب حماس الأخ إسماعيل أبو شنب بتسليمنا هذه الصيغة التي.. التي قدمتها لنا حماس، وبالمناسبة الورقة التي قدمتها حماس ها هي بالضبط، يعني لا زيادة فيها ولا نقصان، يعني الورقة موجودة، والأخ جميل المجدلاوي كان موجود، والأخ صالح كان مندوب ممثل الديمقراطية أيضاً موجود وتغيب عن الاجتماع الأخ ممثل فدا الأخ جمال زقوت، يعني هذه المسألة مهمة للغاية تبيانها، وبالتالي نحن وصلنا إلى ورقة حوار وقُدمت لنا ورقة الحوار هذه بعد مجلد من الاتصالات فيما بيننا البعض يعني ، وهذه المسألة توضحت في بالضبط عندما اجتمعنا في 20/7، وأكدنا لبعضنا البعض بأنه هذه آخر مرة نجتمع فيها، ويجب أن يكون المرة القادمة…
جمال ريان: نعم.. نعم، أستاذ أسامة، يبدو عندنا مشكلة فنية مع.. عبر الأقمار الصناعية من غزة، يعني هو يقول بأنه أنتم يعني قدمتم ورقة، ما هو مضمون ذلك.. تلك الورقة؟ أنا لم أقرأ شيء بها.
أسامة حمدان: نعم، الحقيقة يعني أنا ما أريد أن أشير إليه هنا أن الحوار بيننا وبين الإخوة في فتح لم ينقطع منذ عام 88، ومر بمحطات عديدة، ولاشك أنه بعد قيام السلطة الفلسطينية نتيجة اتفاق أوسلو، هذا الحوار أخذ طابعاً آخر، ذلك أنه فتح أصبحت تدير مشروع جديد على الساحة الفلسطينية هو مشروع السلطة، وتبين أن هناك خلاف حول هذا المشروع، لا أريد أن أدخل في.. في هذا، لأن الأمر تحدثنا فيه فيما مضى نحن والإخوة في فتح طويلاً، المهم أن الحوارات والاتصالات لم تنقطع، كان أبرزها حوار القاهرة عام 95، والحوار الذي عُقد في 98، وشهد معانقة شهيرة بين الأخ أبو عمار والأخ الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وصلنا في ظل الانتفاضة إلى الحوار الذي أشار إليه الأخ أبو علي فيما يتعلق برؤية سياسية، قُدِّمت أفكار عديدة، ولا شك أنه بعض الأوراق قُدِّمت، نحن شاركنا في صياغتها عبر أخونا الكريم الدكتور أبو شنب.. المهندس إسماعيل أبو شنب، لكن هذه الأوراق عندما عُرضت على اللجنة الموسعة لم تحظَ بالموافقة، وأنا هنا أريد أن أشير إلى مسألة بسيطة جداً، إنه دائماً في.. في.. في النقاشات والحوارات والبحث من أجل التوصل إلى اتفاقات تجري بلورة أفكار، لكنها لا تصبح نهائية إلا إذا اعتمدتها الجهات المعنية، هذا لم يحدث بالنسبة لنا، ونحن نعتبر أن هذا أمر طبيعي جداً، الفرق اليوم بين هذا الحوار الذي بدأ في القاهرة مطلع الشهر الماضي وما سبق من حوارات أن هذا الحوار يتلمس المخاطر القادمة، ويتلمس التحديات التي تحيط بنا، ويتلمس الإنجازات التي اجتمعنا جميعاً على تحقيقها داخل فترة الانتفاضة، نريد من خلال كل هذا أن نبني رؤية للمستقبل، ونحسن إدارة الصراع في المرحلة القادمة دونما إشكالات في محاولة للتقليل قدر الإمكان من الإشكالات، محاولة للقفز على العقبات، تفاهم حول إدارة هذا الصراع، نشارك جميعاً في إدارته وفي تحمل مسؤوليات هذه الإدارة وتبعاتها حتى لا نقف على طرفي نقيض أو نبدو كذلك.
هذه.. هذا.. هذه القيمة الجديدة في هذا الحوار، وأنا أعتقد أنها آخذه في التبلور لحظة بعد لحظة، العودة إلى الوراء ستفسد مثل هذه البلورة نحن ننظر قدماً إلى الأمام، تفضلت وأشرت إلى انعقاد لجنة التنسيق نحن نعتبر أن انعقادها الليلة هو خطوة مهمة جداً لتكريس ما تم الاتفاق عليه في جولة الحوار الأولى في القاهرة، ونأمل أن نرى.. أن ترى الجولة القادمة النور قريباً.
جمال ريان: معنى ذلك أنه تم إحراز تقدم في محادثات القاهرة، ولهذا ربما تعقد هذه الجولة الآن من الاجتماعات، التنسيقية.
إذاً بعد فاصل قصير نناقش رؤية المستقبل، نقاط التلاقي، كذلك التفاهم الذي تم حول إدارة الصراع إن كان قد تم في القاهرة.
[فاصل إعلاني]
جمال ريان: معنا من غزة جميل مجدلاوي (عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين).
سيد مجدلاوي، الجبهة الشعبية كانت قد وضعت شرط للمشاركة في هذه الاجتماعات وهي أنه كيف لها أن تشارك وأحمد سعدات.. أحمد سعدات موجود في السجون؟ ما يعني أسباب العدول عن يعني هذا الشرط؟ والمهم الآن هو يعني ما هي رؤيتكم وورقتكم التي قُدمت في هذه المحادثات؟
جميل مجدلاوي: بداية أود أن أوضح أن موضوع اعتقال الرفيق الأمين العام أحمد سعدات لم يكن مطلباً من الجبهة فقط، كان موضوع إجماع وطني فلسطيني حيث أجمعت كل القوى الوطنية والإسلامية على أن الإفراج عن الرفيق أحمد سعدات يشكل الخطوة الضرورية والأساس للدخول في الحوار الوطني الشامل الذي يشكل مطلباً للجميع، وليس من المنطقي أن نضع الإفراج عن الرفيق أحمد سعدات شرطاً للقاء مع الإخوة في مصر، هذا شيء وهذا شيء آخر.
نحن ننظر إلى قضية اعتقال الرفيق أحمد سعدات باعتبارها قضية وطنية فلسطينية شاملة، وليست فقط قضية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لأنها شكلت سابقة خطيرة في العلاقات الوطنية الفلسطينية، وهذه السابقة يمكن أن يتطاير شررها ليطال الجميع، ويُحدث أبلغ الأضرار في الموقف الوطني الفلسطيني كله وفي كل بنيان الوحدة الوطنية الفلسطينية.
بالنسبة لنا في الجبهة نحن نؤكد على أهمية الحوار الوطني الشامل، وتحدثنا في القاهرة كما تحدثنا مع الإخوة هنا في غزة، وكما تحدثنا مع الإخوة في حركة فتح عندما بدأ أول حوار بيننا في أول آب/أغسطس 1999 بالقاهرة، قلنا أن كل هذه الحوارات تستهدف تحقيق مجموعة من الأهداف:
أولها: بلورة برنامج القواسم المشتركة الفلسطينية الذي اعتدنا على تسميته ثوابت الإجماع الوطني الفلسطيني، وهي طرد الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وصون وحماية حق العودة للاجئين، ثم الاتفاق على وسائل وأشكال النضال، وفي مشروع الوثيقة التي قُدِّمت للجنة المتابعة العليا في قطاع غزة في 5 آب/أغسطس الماضي قلنا أن حق المقاومة حق مشروع وواجب، وحق الانتفاضة وطريق الانتفاضة والمقاومة طريق أكده شعبنا ويؤكد عليه، وكذلك أشكال النضال السياسي التي تخدم كل هذا المشروع الوطني وكل هذا النضال.
ثم المفصل الآخر من مفاصل هذا الحوار الذي أكدنا عليه هو ترتيب وتنظيم البيت الفلسطيني، وهذا يتناول الوطن والشتات، ولهذا طرحنا برنامج لإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية ديمقراطية بالانتخاب الديمقراطي الحر داخل الوطن، وحيث ما أمكن في الشتات، وفي إطار هذه العملية نظرنا إلى انتخابات المجلس التشريعي المقبلة، وقلنا أنها ينبغي أن تكون في إطار التمثيل الوطني الفلسطيني الواحد الموحِّد لشعبنا، فيصبح من يُنتخب من الداخل هم الرفاق والإخوة الذين يمثلون الداخل في المجلس الوطني الفلسطيني إضافة إلى كونهم يمثلون السلطة التشريعية بالنسبة للسلطة الوطنية الفلسطينية، وحتى يتحقق كل ذلك طرحنا في الجبهة تشكيل قيادة وطنية موحدة يبلورها حوار وطني شامل على أساس النقاط البرنامجية التي ذكرت.. ذكرتها، ثم يبلور هذا الحوار قيادة وطنية موحدة، تقود العمل الوطني الفلسطيني كله بما في ذلك أشكال ووسائل النضال التي يمكن أن تشكل قاسماً مشتركاً نجمع عليه، على قاعدة استمرار الانتفاضة والمقاومة بطبيعة الحال، ويكون من أولى مهمات هذه القيادة إعداد وتهيئة الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات والمجتمع الفلسطيني للانتخابات الديمقراطية -التي أشرت إليها- وفقاً لقانون انتخابي ديمقراطي يتجاوز اتفاقيات ومظالم ومحددات أوسلو التي فرضت على شعبنا وينطلق من مبادئ التمثيل النسبي الذي يصون التعددية السياسية والفكرية والاجتماعية الفلسطينية، هذه هي الرؤية العامة للجبهة التي طرحتها في حوار القاهرة مع الإخوة في مصر باعتبار أنهم يعني أعطوا لنفسهم الدور الذي ينبغي أن تأخذه مصر، باعتبارها الشقيقة الكبرى وباعتبارها ركن العرب الذي ينبغي أن نناضل جميعاً من أجل أن يكون الركن الركين في الدفاع عن كل قضايا العرب القومية وفي المقدمة -بطبيعة الحال- القضية الفلسطينية، وهو البرنامج الذي نطرحه لشعبنا وهو البرنامج الذي نطرحه لمجموع فصائل الحركة الوطنية العربية، لأننا مؤمنون أن القضية الفلسطينية لا يمكن إلا أن تكون بكل هذا العمق العربي، وأيضاً هو البرنامج الذي نطرحه في كل الحوارات الفلسطينية هذه هي رؤية الجبهة، وهذه هي الرؤية التي نقدمها لجماهيرنا عبر هذه الشاشة.
حماس وآليات الحوار مع الفصائل الفلسطينية
جمال ريان: طب سيد أسامة، يعني هو تحدث.. استوقفتني أكثر من مرة عبارة الأستاذ جميل حول وسائل وأشكال النضال يعني يكثر الحديث -حتى في الشارع العربي- عن العمليات التي تقوم بها حماس داخل الخط الأخضر، يعني هناك من يقول بأن هذه الاجتماعات التي عقدت لم تكن من فراغ، وأن فيه شق آخر من أسبابها وأهدافها هي دفع حماس لكي تعلن ماذا تريد، هل تريد قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس على حدود 67؟ هل تريد أن تعلن حماس وقف العمليات داخل الخط الأخضر؟ إلى أي مدى يمكن لحماس أن تتعاون مع حركة فتح والسلطة الفلسطينية في هذا الإطار؟ هل لك يعني أن تعطيني إجابة محددة حول هذه الأسئلة؟
أسامة حمدان: يعني بشكل مباشر أي حوار مدخله وقف المقاومة ووقف العلميات، هذا المدخل مدخل خاطئ وسيؤدي إلى إنهاء الحوار قبل بدايته، نحن لا يمكن أن نتحدث عن حوار، ونقول أننا نشارك في الحوار لإنهاء المقاومة، المقاومة خيار استراتيجي، والذي يريد أن يحاور لا يحدد النتائج سلفاً، لا يقول أن النتيجة هي إنهاء المقاومة أو وقف المقاومة، الذي يريد أن يحاور يضع أمامه الوضع القائم ويضع الأهداف الاستراتيجية للشعب الفلسطيني ثم يقول دعونا نتحاور كيف نصل إلى هذه الأهداف، نحن إذا وضعنا هذه الأهداف وثبتناها وتحدثنا عن آلية لإدارة الصراع، عند ذلك يمكن أن نتحدث عن كل أدوات الصراع من خلال هذه الآلية وأن نديرها، هذه من جهة، من جهة ثانية: الحديث عن الدولة الفلسطينية..
[موجز الأخبار]
جمال ريان: يمكن للسادة المشاهدين المشاركة في هذا البرنامج بمداخلاتهم إن كان عبر الهاتف أو الفاكس أو البريد الإلكتروني www.aljazeera.net ، قبل قليل يعني أُعلن بأن الجهاد الإسلامي تبنت هذه العملية.. عملية الخليل والتي قتل فيها 4 إسرائيليين وهذا يدخل أيضاً في سياق الحقيقة يعني حوارنا لهذا اليوم، هناك حوار فلسطيني -فلسطيني، يتركز على عدة جوانب من ضمن هذه الجوانب، وهو وقف هذه العمليات داخل الخط الأخضر، الآن لنقل يعني ونكون واضحين: كيف يمكن التزام الفصائل الفلسطينية معاً ما.. ما هو الضامن، بأن الفصائل الفلسطينية كلها ستلتزم في إطار عمل محدد حول.. يعني أشكال المقاومة كما تحدث عنها -قبل قليل- السيد مجدلاوي؟
أسامة حمدان: يعني هذا يرجعنا إلى النقطة التي كنا فيها قبل الموجز، نحن نتكلم عن تحديد الثوابت الفلسطينية تحديد الأهداف الوطنية الفلسطينية وتحديد منهجية إدارة الصراع وتحديد آلية لإدارة هذا الصراع يشارك فيها الجميع، هذه الآلية.. في إطار هذه الآلية وعلى قاعدة القضايا التي أشرت إليها قبل قليل، يمكن أن نتباحث في كل أشكال إدارة الصراع، وهنا تأتي النقطة المهمة عندما قلنا بضرورة توسيع الحوار الوطني ليصبح حواراً وطنياً شاملاً وهذا ما اتفقنا عليه مع الإخوة في حركة فتح في جولة الحوار السابقة في القاهرة، أن يكون هذا الحوار حواراً شاملاً، لأنك كما تعرف -أخي جمال والسادة المشاهدين- أن التعددية الفلسطينية كبيرة جداً في الساحة الفلسطينية، وحتى تحقق من خلال هذه التعددية أفضل نتائج فلابد أن يكون الحوار حول المسائل شاملا لكل القوى، نحن متمسكون بهذا من.. من قِبَل حركة حماس وحركة فتح وأظن أن الإخوة في الجبهة الشعبية يشاركون في ذلك وفي الفصائل الأخرى، عندما ننجز من خلال هذا الحوار الشامل أي اتفاق، عند ذلك سيلتزم الجميع به، ونحن نتحدث عن حوار وليس عن أوامر وبالتالي من الطبيعي أن يصل الحوار إلى نتائج وإلى تفاهمات عندها سيكون الجميع.. الجميع متفاهماً، ما أريد أن أشير إليه هنا، يجب ألا يخطئ البعض ويظن أن الحوار هو من أجل وقف العمليات، لا يمكن لأحد في الساحة الفلسطينية أن يقول أن الحوار هو لوقف المقاومة..
جمال ريان: واجتمعتم مع عمر سليمان.
أسامة حمدان: نعم صحيح.
جمال ريان: رئيس المخابرات يعني ما هو المطلب.. مطلب مصر بالتحديد؟ ألم يكن هناك طلباً لوقف هذه العمليات داخل الخط الأخضر على الأقل؟
أسامة حمدان: شوف الإخوان في مصر حريصين أن تتوصل الفصائل الفلسطينية إلى اتفاق وتفاهم، نحن نتحاور معهم، لهم وجهة نظر وقراءة للواقع الفلسطيني، نحن ندرك أنها تأتي من منطلق حرص ومنطلق رعاية للقضية الفلسطينية وخشية على هذا الشعب، وهذه القضية مما سيطرأ عليهما من أحداث بعد ما يمكن أن يحصل من حرب أميركية قادمة في المنطقة، لكن كل ما طرح هو أفكار جرى التناقش حولها والبحث فيها وهذا الحوار مازال مستمراً ونحن في حقيقة الأمر لا نتوقف عند المسائل على قاعدة الطلب والإجابة على الطلب بقدر ما نقرأ في الأمور أننا نتحاور من أجل تحقيق مصلحة عليا للشعب الفلسطيني ومن أجل تحقيق هذه المصلحة لابد أن نتفق كفلسطينيين فيما بيننا وأن نتفق كفلسطينيين مع أمتنا وفي المقدمة -كما قلت قبل قليل- مصر، لابد من إدارة هذا الصراع بهذه الطريقة وبهذه الكيفية أما أن.. أن نضع الحوار في دائرة الآليات وحسب، لا يمكن لأحد أن يحاور على الآليات، لأنه وباختصار شديد، الآليات عندما تتفق على آلية معينة تسأل سؤالاً كبيراً كيف سندير المسألة؟ ما الذي.. ما الذي سيتابع التحول الذي؟
جمال ريان [مقاطعاً]: ما هو المطلوب؟ مرجعية مثلاً.. هل تريدون مرجعية؟
أسامة حمدان: أنا أتحدث الآن بصيغة عامة وواضحة، المطلوب آلية لإدارة هذه.. هذا الصراع، الإخوة في الجبهة الشعبية يرون..
جمال ريان [مقاطعاً]: لنكن.. لنكن أكثر توضيحاً، هل تريدون بديلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية، بديلاً جديداً إطاراً.. مرجعية؟
أسامة حمدان: مخطئ.. مخطئ.. مخطئ من يظن أننا في حركة حماس نفكر بأن نكون بديلا لأحد، نحن -وببساطة شديدة ووضوح شديد- نقول: أن القضية الفلسطينية والهجوم الذي يشن عليها من قبل العدو أكبر من أن تحتمله حركة فلسطينية واحدة أو فصيل فلسطيني واحد، نحن معنيون بتوحيد الجهد الفلسطيني، ليس عندنا مشكلة في الإطار الذي يتوحد فيه الجهد الفلسطيني، الأهم عندنا ثوابت هذا الإطار وآليات إدارة الأمر في هذا الإطار، ثم سمه بعد ذلك ما شئت، ليس عندنا مشكلة في هذا الأمر.
جمال ريان: لنأخذ من.. من غزة مرة أخرى نعود إلى عبد العزيز شاهين. سيد عبد العزيز، يعني هذا أيضاً ورد على لسان نبيل شعث (وزير التخطيط والتعاون الدولي) يعني قال: بأنه مطلب فتح من حماس هو وقف العمليات ضد المدنيين الإسرائيليين، تعهد من حماس بقبول قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس في حدود عام 67، أيضاً إعادة ترتيب البيت الفلسطيني والاتفاق على أجندة نضالية، هل هذا صحيح؟ هل هذا ما طالبتم به الإخوان في حماس؟
عبد العزيز شاهين: أولاً أخ جمال يعني آمل فيه نقاط بدي استعرضها سريعاً لموضوع الحوار برمته من ألفه إلى يائه، حتى لا نقع في خانة وحتى المشاهد يستطيع أن يتابع أيضاً معنا، ماهية الحوار، الحوار ليس الآن وليد القاهرة وكما تفضلت كان في لقاء بين الأخ خالد مشعل والختيار [الشيخ] أبو عمار في الدوحة ومستمر وإحنا استمرينا 8 شهور أيضاً في الحوار.
أولاً: بالنسبة إلى دور الإخوة في مصر إحنا بنقدم في.. الحركة الوطنية الفلسطينية دوماً أملنا بأن تبقى مصر كما عهدناها عبر تاريخها من محمد علي ومن عمرو بن العاص بدورها التاريخي المتعارف عليه.
النقطة الثانية: أنا معك إنه واكتشافك كان لقطة ذكية، براجماتية الأخ أسامة تراجعت نوعا ما عندما بدأت المسألة في الحديث في التوضيح أكثر، وبعدين أخي الساحة ليست فتح وحماس، الساحة الفلسطينية أطر فلسطينية لها تاريخ ولها أيضاً في عطاء مسلسل ها الدم وشلال الدم، لها كثير الكثير، لا يمكن إننا نتوقف عند حماس وعند فتح، إحنا هذا الحوار الذي يدور، هذا حوار ثنائي، وأما الأساسي هو الحوار الوطني الفلسطيني الشامل الذي نسعى إليه والذي تحدثنا فيه والذي سأتحدث بالتفصيل حوله.
في نفس الوقت إحنا بنرى دائماً بأن الإشكال في كل الفصائل إن الإخوة المتواجدين في الخارج يعني حاميين شوية عن الإخوة اللي تحت الضرب الحامي في الداخل، يعني خليني أجيبها بالصيغة هذه.
وأما بالنسبة للإخوة في حماس، اسمح لي أقول إن هم هربوا بالوثيقة التي قدموها لنا في يوم السبت 10 آب/ أغسطس الماضي هربوا فيها إلى الخارج ومنذ الأيام الأولى إحنا في لجنة المتابعة العليا جميعنا توافقنا على وجهة نظر بأنه الهروب بهذه الوثيقة إلى الخارج هو أن حماس تريد ثمناً لهذه الوثيقة، هذه الوثيقة لا يوجد فيها شيء اسمه وقف المقاومة ولا وقف الانتفاضة، بالعكس أنا بدي أقرأ لك بحرفية ما أتانا من حركة حماس من يد ممثل حماس إلى يدي في حضور الأخ جميل المجدلاوي وحضور الأخ صالح زيدان، إحنا بالورقة اللي قدمت وهي ورقة صيغت منا جميعاً على ثمانية شهور.. ثمانية شهور، أوراق.. هذا مسلسل اوراق كاملة من الجبهة الشعبية ومن الجبهة الديمقراطية ومن كل الفصائل منهم، كل هذا إحنا.. إحنا بنتداول وبنتحرك وبنتكلم مش علشان في الأخر أنا أهرب فيها إلى.. إلى القاهرة أو أهرب فيها إلى أميركا أو وأهرب فيها إلى وين ما بدي أهرب.
أخي، فيه مسألة مهمة جداً، إحنا قلنا في المقدمة تمسكاً بحقنا المشروع في مقاومة العدوان ما سلمنا إياه ممثل حركة حماس أمام ممثلين الفصائل وما في اليوم التاني سلمناه إياه أمام ممثلين جميع الفصائل في المجلس التشريعي وبحضور نائب رئيس المجلس التشريعي، وخمس أعضاء من المجلس التشريعي وإخوة مستقلين أيضاً -أخي جمال- ما بيصير هذا مقاومة الاحتلال والاستيطان وفي الدفاع، وبعدين إحنا بنقول الأهداف الاستراتيجية الراهنة -يا أخ أسامة- قلنا أولاً إن الأهداف الاستراتيجية الراهنة:
واحد: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي العسكري والاستيطاني للأراضي المحتلة في 5 حزيران 67 بما فيها القدس هذه بدها حرب عالمية علشان تقومها وعلشان تجبيها، مش علشان إنه فيه ناس نايمة في العسل نصف قرن، وأجت صحيت ها الوقت وسلامتك وتعيش، تعالَ علشان نتفاهم، لا يا عمي، الصورة غير.
والنقطة التانية: إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على جميع الأراضي المحتلة 67.
والنقطة الثالثة: صون وحماية حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم الذي شردوا منها، وفقاً للقرار 194 لعام 48.
وأكدنا في الوسائل:
أولاً: الانتفاضة والمقاومة والنضال السياسي، الانتفاضة والمقاومة والنضال السياسي يا أخ جمال، وسائل وأشكال كفاحية يمارسها شعبنا بما يخدم تحقيق أهدافه الوطنية.
والنقطة التانية: التأكيد على شرعية المقاومة للعدوان والاحتلال والاستيطان الإسرائيلي.
والنقطة التالتة: التأكيد على البعد العربي اللي إحنا بنقوله بدنا إياه في القاهرة وبدنا إياه بعمقنا العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية كعمق استراتيجي هام وإبراز بعض الطابع التحرري والإنساني لقضيتنا الوطنية والتأكيد على أهمية وضرورة العمل من أجل تأييد وحشد كل هذه الأمور لصالحنا، أهم من كل هذا الوضع الداخلي تشكيل قيادة وطنية موحدة، هذا ما هربت منه حماس أمامنا جميعاً هنا في غزة لا تريد أن تبيعها في غزة، تريد لها ثمن خارج حدود فلسطين، هذا الكلام واحد.. نشارك أخي جمال.. أخي جمال..
جمال ريان [مقاطعاً]: يا سيد.. يا سيد عبد العزيز.. يا سيد عبد العزيز يا سيد العبد العزيز، هل.. هل..
عبد العزيز شاهين: اتفضل.. إحنا.. ليش.
جمال ريان: هل في حركة فتح يعني جميع التيارات تتفق على هذا النهج الذي تتحدث عنه أنت الآن؟
عبد العزيز شاهين: يا أخي، لقد ذهبت مفاوضاً ومفوضاً وجاء الإخوة جميعاً مفاوضين ومفوضين، يا أخي، لم نأتِ من عدم، هذه الورقة قدمها لي في مكتبي.. في مكتبي في حضور الإخوة ممثلي الجبهة الشعبية، ممثلي الجبهة الديمقراطية وغير ممثل فدا في لجنة الصياغة المنبثقة عن لجنة المتابعة قدمها الأخ ممثل حماس المهندس إسماعيل أبو شنب عضو المكتب السياسي، وفي اليوم التاني جاء أمامنا جميعاً أمام.. أمام 13 فصيل وأمام المجلس.. المجلس التشريعي أيش بتضحك.. أو ما بتضحك.. بدك تسمع، أنتم بره عايشين في العسل.
جمال ريان: طب شو رأيك.. شو رأيك..
عبد العزيز شاهين: أما.. ما..
جمال ريان: شو رأيك تسمع.. شو رأيك تسمع أنت وتخليه هو يجاوبك أخ أسامة، هذه الورقة قُدمت وبعدين خلعتم من هذه الورقة.
أسامة حمدان: ببساطة شديدة وبدون الحاجة إلى رفع الصوت والتوتر وشد الأعصاب، هذه الورقة التي يدور الحديث عنها أو دار الحديث عنها -قبل قليل- كانت ورقة في إطار لجنة للصياغة، وكما يعرف الجميع في لجان الصياغة تقدم الأوراق بعد نهاية صياغتها، لاعتمادها من قبل الجهات التي تريد أن تتفق عليها وهذا الذي جرى، لنا ملاحظات جوهرية على الورقة لم يذكرها أو ربما ذكرها وتغاضى عنها، كان من أهم الملاحظات الجوهرية على هذه الورقة أن حق العودة لم يكن مضموناً بنص واضح وإنما في إطار قرار 194 الذي نعتبر أن فيه مشكلتين جوهريتين:
المشكلة الأولى: أنه يقر بقيام دولة إسرائيل وحقها في 78% من أرضنا.
والمشكلة الثانية: أنه يقر حق.. إنه يريد أن يعوض الفلسطينيين عن أرضهم ولا يثبت لهم مبدأ العودة جماعياً وإنما شعب أُبعد بأسره يريد أن يعيده بالقطعة وبشكل فردي، هذا الاعتراض الأول.
الاعتراض الثاني على الورقة كان في إطار الحديث عن أسماء سياسية ستقدم إذا ما قبلنا بدولة معينة بحدود معينة، السؤال ليس أن تقبل حماس بالدولة أو لا تقبل، لا يوجد فلسطيني يرفض أن يكون له دولة، لا يوجد فلسطيني ليس حريصاً أن تكون له دولة، لا يوجد فلسطيني يقاتل من أجل أن يقاتل فقط، أي فلسطيني يقاتل ويجاهد ويقاوم من أجل أن يحقق أهدافه الوطنية بإنهاء الاحتلال على أرضه وإقامة كيانه السياسي ودولته المستقلة، هذا طبيعي، لكن ما هو.. السؤال الأهم والأخطر: كيف نقيم هذه الدولة؟ هل نقيم هذه الدولة استجداءً؟ هل نقيم هذه الدولة تنازلاً عن حقوق حقيقية لنا؟
إذن هذه الورقة جرت صياغتها، كان لنا ملاحظات جوهرية عليها، لم يجر الاتفاق عليها، الآن ذهبنا للقاهرة لنفاوض وفداً من حركة فتح، أرسل هذا الوفد من قِبَل حركة فتح، كلفه بهذه المهمة رئيس الحركة الأخ أبو عمار، هناك وفد قادم تقرر تشكيله في اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح مؤخراً قبل أيام برئاسة السيد محمود عباس أبو مازن، ونحن نعتبر هذه خطوة إيجابية ونقدرها وأبدينا استعداداً للتجاوب مع هذا الأمر، لكن المهم هل هذه الوفود -حسب ما فهمت- أنها لا.. لا تمثل فتح، أنا تعاملت مع هذه الوفود على أنها تمثل فتح..
جمال ريان: لكنه قال بأنه يعني حينما جلس معكم كان ممثلاً لكل هذه التيارات الموجودة داخل فتح..
أسامة حمدان: لأ.. و.. واعتبر أن.. أننا.. أننا ذهبنا للقاهرة لنحاور الأميركيين أو غيرهم، أنا أعتبر أنني في القاهرة حاورت فتح وأحاور فتح التي كُلِّف وفدها بشكل داخل إطار حركة فتح، إذا كان هناك اعتراضات داخل حركة فتح من بعض أبناء فتح على هذا الوفد، فهذا الاعتراض ليس عند حركة حماس، هذا الاعتراض في داخل فتح يتم، تماماً كما لو كان هناك أي ملاحظة داخل حركة حماس على أي قضية تبقى في داخل الحركة، نحن عندما تحاورنا في الجولة الأولى اتفقنا على مجموعة نقاط، ونحن سنتحاور في الجولة الثانية على مجموعة نقاط.
المهم هنا أننا نتحاور من أجل الوصول إلى رؤية حقيقية وواضحة، وإلى آليات، ونتحاور من أجل أن نضع النقاط على الحروف، أن نأخذ وقتنا في الحوار هذا أمر طبيعي، لكن يجب أن لا يضجر البعض إذا أخذنا وقتنا في الحوار.
نحن في حركة حماس -وهذا من فضل الله علينا- حركة موحدة، عندما نتحاور ما عندنا داخل وخارج، وما عندنا نايم في العسل، وما عندنا مش نايم في العسل، نحن حركة واحدة من ترسله هذه الحركة وتكلِّفه فهو يمثل لها، ومن يقوم بتمثيل هذه الحركة فهو يعبِّر عنها.
باختصار شديد أنا لا أريد أن أدخل في هذه المسألة أريد أن أتوقف عند قضية جوهرية في الحوار.
جمال ريان: ولكن يوجد عدد من الأشخاص يعني ينتظروا على الهاتف.
أسامة حمدان: تفضل.
جمال ريان: عبد الله الكربي، السعودية، تفضل.. عبد الله القرني، عفواً، تفضل أستاذ عبد الله.
عبد الله القرني: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جمال ريان: عليكم السلام.
عبد الله القرني: أولاً: تحية لهذا الشعب الصامد الذي يحلم الكثير أنه سوف يخمد هذا الصمود، وما تفعله إسرائيل اليوم كان غيرها أشطر، كما يقول المثل، أنا بصراحة أولاً لا أدري كيف يثق الفلسطيني في الذئب الإسرائيلي، جداً جميل أن يكون هناك حوار بين الإخوة في حماس ومنظمة التحرير، ولكن ما أتصوره أن يعني الإخوة في منظمة التحرير يرون أن هذا الصراع فقط هو صراع سياسي، وهذا هو لب الخلاف الأساسي، والإخوة في حماس والجهاد يعتبرون هذا الصراع صراحي.. حضاري.. صراع حضاري، أحد أهم أدواته الجانب الروحي.
الآن الأخ حمدان وبمنتهى الدبلوماسية، يتحدث مع الأخ يعني في غزة…
جمال ريان: عبد.. عبد العزيز.
عبد الله القرني: الأخ عبد العزيز، ويتحاور معه بدبلوماسية، ويحاول رغم يعني محاولتك يعني استخراج بعض الكلمات منه، لكنه يحاول في.. في.. في دبلوماسية تبيِّن حرص حماس وكل من في حماس على وحدة الصف الفلسطيني، ولكن أجد الإخوة دائماً في منظمة التحرير، وأريد إن.. يعني إجابة واضحة من الأخ.. من الأخوين، يعني لماذا الإخوة في منظمة التحرير وسائر الفصائل المشابهة لهم يصرون على تخوين الإخوة في حماس، وأنهم أيدي وأدوات في الخارج، بل حتى أحياناً يتهمونهم بأنهم يخدمون العدو أكثر من خدمة الشعب الفلسطيني؟ ختاماً إلى متى يستمر هذا الحوار.. حوار الطرشان؟ والسلام عليكم ورحمة الله.
جمال ريان: شكراً.. شكراً عبد الله. محمد ضاهر، فرنسا، اتفضل يا أخ محمد.
محمد ضاهر: ألو.
جمال ريان: أهلين.. أهلين، أخ محمد، اتفضل.
محمد ضاهر: شكراً أخ جمال.
جمال ريان: نعم.
محمد ضاهر: في الحقيقة أنا أول شيء أتساءل كنت أود أن يكون هناك يعني مسؤول مصري يجاوبني على سؤالي إنه لماذا يعني هذا الاجتماع وُكِّل فيه عمر سليمان (مدير المخابرات)؟ في الحقيقة هذا سؤال هام جداً، يعني نحن عرفنا (تينت) وعرفنا المخابرات الأميركية عندما أتوا إلى فلسطين، وأرادوا حل القضية الفلسطينية.
السؤال الثاني: لماذا الآن بالضبط.. يعني لماذا هذا الحوار الآن؟ أعتقد أن مصر وُكِّلت لإنهاء الانتفاضة، لأنه الولايات المتحدة الأميركية سوف تضرب العراق، وأعتقد أن مصر بحوارها مع الفلسطينيين تريد الإجهاض للانتفاضة، وبالتالي يعني تصبح الساحة مفروغة للولايات المتحدة الأميركية لضرب العراق. في الحقيقة أنا أتساءل جداً، يعني كنت أسمع خطاب نايف حواتمه وجورج حبش عندما كنت في سوريا، وسبحان من غَيَّر الأحوال، يعني كانوا يقولون مصر خاينة، ومصر اتفاقية (كامب ديفيد) ما الذي غير في مصر؟ يعني السادات صحيح مات، ولكن السياسة المصرية لم تتغير، فلماذا يعني 180 درجة غيَّروا سياساتهم؟ يعني ليس لهم لا دين، ولا مبدأ، ولا أي شيء.
جمال ريان: نعم، سيد.. سيد.. سيد محمد.. سيد..
محمد ضاهر: لكن أعتب على الإخوة في حركة حماس الأخ أسامة حداد والآخرين..
جمال ريان: أسامة حمدان، نعم.
محمد ضاهر: يعني معروفة مصر دوماً تكافأ في مساعدات أميركية عندما تقوم في شيء معين، يعني لا تقول لي أن مصر تريد المحافظة على الانتفاضة، مصر تريد إجهاض الانتفاضة، يعني مالهم.. هذا شيء معروف.
جمال ريان: طيب يا أخي محمد، يا أخي محمد، يعني نحن لسنا هنا يعني بصدد الدفاع عن مصر، مصر كان لها دور يعني كبير جداً في أن الرئيس الفلسطيني وضع قدمه لأول مرة على الأرض الفلسطينية، وظلت مصر تتابع يعني السلطة الفلسطينية وتدعمها في أكثر من محفل، لكن لماذا عمر سليمان؟ الحقيقة يعني هذا سؤال ربما يعني يجيب عليه بعض الإخوة الموجودين الآن في.. معنا في.. إن كان في الأستوديو أو من غزة. لنأخذ مرعي الديب من هولندا، مرعي.
مرعي الديب: ألو، مساء الخير.
جمال ريان: مساء الخير.
مرعي الديب: مساء الخير عم تسمعني؟
جمال ريان: نعم سامعك، اتفضل.
مرعي الديب: بس كنت بدي أحب إنه أبعت تحياتي للقياديين الفلسطينيين بحركات المقاومة جميعاً، وكنت حابب بس إني أبدي رأي بسيط، أنا بأحييهم كلاياتهم وبأحيي صمودهم، بس كنت بدي أتساءل أنا إنه شو اللي عمله السيد ياسر عرفات، الرئيس الفلسطيني من يوم ما رجع من تونس لحد ها التاريخ؟ شو اللي عمله للفلسطينيين؟ من الوقت اللي حطه (شارون) تحت الحظر، وحطه بمكتبه، وهدده بإنه إذا بيطلع من مكتبه بده يقتله، كان من المفروض على ياسر عرفات يثبت رمز شجاعته بما أنه رئيس لها الشعب الفلسطيني، كان المفروض إنه يعني يثبت رمز الشجاعة للشعب الفلسطيني بما أنه هو رئيس، كان من المفروض إنه يتحدى شارون وينزل على الشارع مثل ما استنوه رجال الدين أمام مكتبه، يظهر للشارع ويفرجي شارون، حتى نشوف إذا شارون راح يقتله.
من جهة ثانية من لما رجع من تونس ياسر عرفات طَفِّش كل قيادي المقاومة، وحطهم بدول الشتات، وحط البعض الآخر منهم بالسجون، هذا اللي اشتغله السيد ياسر عرفات في الشعب الفلسطيني، هذا..
مدى إمكانية تلاقي الفصائل الفلسطينية على قواسم مشتركة
جمال ريان: طيب يا سيدي، إحنا.. نحن يعني نحن الحديث حقيقة يتمحور حول الحوار بين الفصائل الفلسطينية الآن للاتفاق على برنامج عمل ونضال واحد وتنسيق فيما بينهم، و.. يعني كما استمعنا قبل قليل من الأخ أسامة حمدان بإنه تم إحراز بعض التقدم في هذا الإطار، هناك اجتماعات الآن تنسيقية تعقد.
الأخ مجدلاوي، يعني هل ترى فعلاً بأن الفصائل الفلسطينية يمكنها أن تلتقي معاً، وتتفق على مرجعية واحدة بحيث أن تكون هذه المرجعية هي الأرضية التي من خلالها يتحرك.. تتحرك الفصائل الفلسطينية، وتتبع أشكال النضال التي تحدثت عنها في بداية البرنامج؟
جميل مجدلاوي: دون شك تستطيع كل قوى المقاومة وكل قوى العمل الوطني الفلسطيني على اختلاف طيفها الفكري والسياسي والتنظيمي أن تلتقي على قواسم مشتركة، وإذا سمحت لي، ويسمح لي الإخوة..
جمال ريان [مقاطعاً]: ولكن عفواً.. عفواً.. عفواً، أنا أريد أن أعرف منك يعني ما هي.. يعني ما هو ذلك الإطار من وجهة نظركم أنتم؟ يعني ما الذي تريدونه في الجبهة؟
جميل المجدلاوي: نعم.. نعم.. نعم.. نعم. أنا سأبيِّن عبر إبرازي لنقطة أثارها الأخ أسامة قبل قليل لأظهر إلى أي مدى يمكن أن يكون الحوار قادر على الوصول بنا جميعاً إلى القواسم المشتركة. الأخ أسامة طرح – فيما طرحه- أن أحد أهم اعتراضاتهم على الوثيقة التي قدمت في آب هو النص الذي يتحدث عن حق العودة، سأُظهر بالملموس أن الحوار يمكن أن يصل بنا إلى القواسم المشتركة. الصيغة التي قدمت إلى لجنة المتابعة العليا في 3/7 كانت تقول حول حق العودة ما يلي: "صون وحماية حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شرِّدوا منها وفقاً للقرار 194 لعام 1948 بشأن حق العودة". عندما ناقش الإخوة في حركة حماس هذا البند قالوا أن هذا النص لا نستطيع أن نقبله لأنه يتحدث عن كل القرار 194، وهذا القرار ينطوي على الاعتراف بإسرائيل، فكانت محصلة الحوار التي اتفقنا عليها في آب- يعني بعد حوالي شهر من هذا النقاش -تقول ما يلي، تقول: "صون وحماية حق العودة للاجئين الفلسطنيين"، وآمل أن يتتبع معي الأخ أسامة، "حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شرِّدوا منها وفقاً لما ورد في القرار 194 لعام 48" أي أننا خصصنا في هذا القرار ما يتعلق بحق العودة، فقلنا حق العودة وفقاً للقرار، والقراءة الدقيقة للقرار 194 لا تقول أنه يقول بحق العودة أو التعويض، هو يقول بحق العودة والتعويض، هذه المسألة التي يمكن أن أستدل بها لإظهار أن الحوار يمكن أن يصل بنا إلى إطار مشترك.
بعد ذلك عندما نتحدث -أخي جمال- عندما نتحدث في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية بالانتخاب الديمقراطي الحر والمباشر، بقانون يكفل للجميع حرية أن يقول ما يشاء في برنامجه السياسي والاجتماعي، ونقول أن هذا القانون ينبغي أن يعتمد مبادئ التمثيل النسبي، بحيث تصبح المحصلة تعكس التعددية السياسية والفكرية والاجتماعية في كل قوى شعبنا السياسية والاجتماعية والمهنية وغيرها، عندما نصل إلى هذه النتيجة بالحوار أعتقد عندها نكون قد وصلنا إلى الإطار الذي لا يعود لأي منا مبرر لمقاطعته، طالما أنني سأدخل الانتخابات ببرنامجي، وطالما أنني سأشارك بعد ذلك في هذه الهيئة التمثيلية بوزني ونسبة التأييد والالتفاف الجماهيري حول هذا البرنامج، عندها لا يعود لي أي مبرر لعدم المشاركة، هذا هو الطريق الديمقراطي الذي نقترحه، وكل هذا الكلام يجب أن ينطلق، وأنا أتفق تماماً مع أخي أسامة، يجب أن ينطلق كل هذا الأمر من الإقرار بشرعية المقاومة، وليس فقط شرعية المقاومة، ممارسة المقاومة بكل أشكالها، باعتبارها حقاً وواجباً.
وعندما تحدثت عن أشكال ووسائل المقاومة، وقلت القيادة الوطنية الموحدة هي التي تقرر ذلك انطلاقاً من قناعتي أن ما يجري أحياناً من حوار بيننا على الفضائيات أو على صفحات الصحف حول العمليات داخل الخط الأخضر أو عدمه، حول العمليات ضد المدنيين أو عدمه، هذا نقاش فيه أحياناً الكثير من القول النافل، وأحياناً فيه الكثير من الضرر.
نحن نقول في الجبهة الشعبية بوضوح شديد لا لبس فيه: المقاومة حق وواجب يجب أن نمارسه، بعد ذلك إذا ما تشكلت القيادة الوطنية الموحدة يمكن عندها أن تقرر متى نضرب في هذا المكان ومتى لا نضرب، هل هذه اللحظة مناسبة أو غير مناسبة، وفي هذه الحالة نعود نتحدث عن قرار تكتيكي عملياتي، وليس قراراً يصل إلى مستوى المبادئ، كما يحاول البعض أن يدفع الأمور إلى هذه الوجهة في النقاش.
جمال ريان: ولكن يا سيد مجدلاوي.. يا سيد مجدلاوي، هناك من يقول كما ذكر -قبل قليل الأخ المتصل من السعودية- بإنه يعني ربما أن ذلك فخاً، وأن إسرائيل يعني هي تنتظر للانقضاض على المقاومة الفلسطينية بشتى السبل. يعني فيه عندي هنا مشاركات عبر الإنترنت تقول: لماذا كل هذا الحديث.. من رمضان الوحيش.. الوحشي: لماذا كل هذا الحديث عن المصالحة في الوقت الذي يتحد فيه الطرفان أنه لابد عن المقاومة المسلحة؟ عليه أرجو من حركة حماس وفتح عدم الوقوع في فخ الفتنة.
رامي محمد جبران من فلسطين يقول أيضاً بأنه القصة مش قصة حركات ولا قصة تنافس على كراسي، القصة قصة شعب بده يعيش.
المشاركة رقم 2: الحوار بدأ بين الفصائل الفلسطينية أتمنى لهم النجاح، المشكلة هي قناة (الجزيرة) التي أرادت أن تعكِّر الأجواء وتكشف الأسرار من خلال هذا البرنامج.
أيضاً منذر.. منذر مشرف رقم 1، يقول: لا شك أن هذا الحوار خطوة في الاتجاه الصحيح مهما كانت نتائجه، على الأقل في هذه المرحلة للجبهة الداخلية في وجه عدو لا يفرِّق بين الفلسطينيين أنى.. أياً كان اتجاههم.
على كل حال يوجد مشاركات كثيرة، ولكن لنعود إلى الأخ العزيز في غزة، ويعني الأخ أسامة حمدان يعني هو كما ذكر المتصل قبل قليل يقول بأن أجوبته دبلوماسية ولا يريد الدخول في مساجلات معك أستاذ عبد العزيز، ولكن يعني هو تطرق إلى نقطة مهمة جداً الآن، وأطرحها عليك أيضاً، يعني ما الذي يضمن يعني بأن الفصائل الفلسطينية فعلاً سوف تكون ملتزمة جميعاً داخل الجبهة نفسها، داخل.. داخل حركة فتح؟ ما الذي يضمن بأن جميع الأصوات الآن تتحدث بصوت واحد، وهو لا للعمليات الاستشهادية داخل الخط الأخضر، أم داخل الخط الأخضر؟ ما الذي تريدونه بالتحديد.. أنتم في حركة فتح ما الذي تريدونه من حماس؟ هل لك أن تكون أكثر يعني دقة وصراحة أستاذ عبد العزيز؟
عبد العزيز شاهين: بدك صراحة أكثر من هيك أخ جمال؟
جمال ريان: اتفضل.
عبد العزيز شاهين: ما ظنيش.. على كلٍ المسألة مش مسألة إنه عصبية، أنا يعني أخ أسامة تحدث على أساس إنه هذه الورقة وكأنها قدمت لنا من أجل إعادة مطالعتها، هنا أنا أجبت بهدوء، ولكن بالهدوء اللي أنا معروف فيه، أنا شوية.. يعني فيه شوية يعني أنا على الأقل بيني وبين نفسي للآن ما اتعاملش في السياسة على خلفية دبلوماسية، بتعرف إن أنا بأتعامل إنه أنا مناضل، ولكن فرضت علي الظروف إني أعمل في السياسة، لا حول ولا قوة إلا بالله، يعني هذه المسألة، ونظريتي مش بحاجة.
أنا طرحت مسألة مهمة، هذه الورقة قُدِّمت لنا من الإخوة في حركة حماس، وقدِّمت لنا الورقة الأخيرة، وعندما تم سؤال الأخ إسماعيل أبو شنب (ممثل حركة حماس) هذه وجهة نظركم شاملة؟ قال نعم. الآن بالنسبة إلنا إحنا القيادة الفلسطينية.. حركة فتح والقيادة الفلسطينية رحَّبت بهذه الوثيقة، جميع الفصائل -يا أخ جمال- رحَّبت بهذه الوثيقة، حتى إن الإخوان في الجهاد كذلك الأمر، وأنا بدي أطرح مسألة بسيطة هادئة، الآن الأخ إسماعيل أبو شنب على قصة المقاومة إحنا مش جايين نبيع القضية الفلسطينية، ولا جايين نبيع المقاومة، ولا إيش، إحنا تاريخنا أصله إذا كان بده ينكتب بده ينكتب بجملة واحدة، هذه الجملة أننا كنا دوماً مع هذه المقاومة، ومع هذه المقاومة منذ طلقاتها الأولى، وفي الاستعداد لطلقات.. للطلقات الأولى في بداية.. في منتصف الخمسينيات.. الستينيات في مثل هذه الأيام.
الأخ إسماعيل أبو شنب بيقول: أن الوثيقة لا تتضمن أي كلمة تتحدث عن وقف العمليات ضد إسرائيل، بل تؤكد على مشروعية المقاومة وضرورة إجراء إصلاحات وحوار فلسطيني داخلي لصياغة برنامج مشترك يقوم على أساس المقاومة، هذه مسألة كتير مهمة.
الشيخ أحمد ياسين -الله يطول لنا في عمره- بيقول الآتي.. على أثر المسألة الأولى مع صحيفة "دير شبيجل": "لابد من وضع حد للاحتلال" خلينا نسمع كويس مع بعض "لابد من وضع حد للاحتلال، على المستوطنين الرحيل والعودة إلى حدود العام 67 في قطاع غزة والضفة الغربية، وفقط بعدها يكون هناك وقف لإطلاق النار، إن المستوطنات يجب أن تُخلى، ويجب السماح للاجئين بالعودة"، نحن في هذه الوثيقة لم نخرج عن هذه الصياغات الوطنية الفلسطينية، بالعكس إحنا حملنا القيادة الشيء الكثير، عندما قلنا -وأنا آمل أن يتسع صدر الإخوان وصدرك للموضوع أخ جمال- تشكيل قيادة وطنية موحدة يشارك فيها الجميع تجسد الوحدة الوطنية وتحقق جماعية القيادة والمشاركة في القرار الوطني -جماعية القيادة يعني ننهي من تفرد اللي بينقال على الأخ أبو وعمار- في القرار.. في القرار الوطني، وإقرار السياسة والممارسة العملية وتعزيزاً لوحدة المرجعية ووحدة القرار والعمل والمقاومة من أجل تحقيق الأهداف الوطنية وتتحمل القيادة الوطنية الموحدة مسؤولية قيادة العمل الوطني الفلسطيني لفترة مؤقتة حتى يتم إجراء انتخابات ديمقراطية وشاملة لمؤسسات منظمة التحرير، ابتداءً من المجلس الوطني الفلسطيني ولمؤسسات السلطة والمجتمع الفلسطيني -بين قوسين (مجلس تشريعي، بلديات، اتحادات شعبية، نقابات مهنية إلى آخره)- بما يفعل هذه المؤسسات ويحقق مشاركة الجميع فيها.
أخي هذه مسألة إذا ما وضعت موضع التنفيذ فلسطينياً فليس أمامناً إلا أمر واحد وهو أن نقترب من الهدف اقتراباً مباشراً ودقيقاً، هذه وافقت عليها فتح، والجبهة الشعبية، والديمقراطية وفدا وحزب الشعب وحزب.. وجبهة التحرير العربية، وجبهة التحرير الفلسطينية وجبهة التحرير العربية الفلسطينية، وأيضاً الجهاد قال لا يوجد بيننا وبينكم فوارق فيها، وإحنا أكدنا في هذه الورقة، الآن هذه الورقة عندما قدمت -أخي- بأماني أن صياغة بند العودة الذي اعترض عليه الأخ أسامة أنه صياغة حماس، وأنا بأقولها وهاي الأخ جميل المجدلاوي يجلس إلى جانبي وهو شاهد على كل هذا الحوار، أيضاً مسألة الدولة كانت صياغة، هذه الورقة تسلمناها من الإخوان في حركة حماس، تسلمناها إحنا جميعاً….
جمال ريان[مقاطعاً]: طيب يا سيد عبد العزيز يعني أنت حضرت إلى هذا.. حضرت إلى البرنامج مسلح بوثائق وأراق ولكن أيضاً مرة أخرى سأترك المجال.
عبد العزيز شاهين: اللي بيقرأ عندك.
جمال ريان: لأسامة.. الأخ أسامة حمدان حتى يرد.
[فاصل إعلاني]
جمار ريان: سيد أسامة، يعني واضح جداً إنه الأخ عبد العزيز يعني غاضب جداً من موقفكم إزاء هذه الورقة التي قدمتموها، هل لك أن تعطي إجابة شافية وواضحة لماذا رفضتم هذه الورقة؟ لماذا اعترضتم عليها؟ يعني.. يعني أليس هذا يعطي سابقة مثلاً لحماس بأنها هي توافق على شيء وبعد ذلك تخلع منه، كما ذكرنا قبل قليل؟
أسامة حمدان: يعني أولاً أنا أبدأ من الجملة أو من الخلاصة المهمة التي تفضل بها الأستاذ جميل المجدلاوي، أننا يمكن إذا تحاورنا أن نصل إلى تفاهم وإلى اتفاق، وأن هذا سهل، لكن يحتاج بعض الجهد وبعض الوقت وبعض سعة الصدر واستيعاب قراءاتنا المختلفة لبعض الوقائع والحقائق، جميل أن نقر بشرعية المقاومة وممارسة المقاومة ونصر عليها، لكن أنا أريد أن أشير هنا إلى أننا في الحوار.. في حوار يمكن أن نتفق إما على خطوات تكتيكية أو نتفق على رؤية، ثم نبني عليها الخطوات التكتيكية، ما نريده في حركة حماس أن نتفق على رؤية ثم نبني عليها الخطوات التكتيكية، لأن الخطوة التكتيكية التي تغيب عنها الرؤية الجماعية ستكون في اتجاه خاطئ وربما ستنتج إشكالات إضافية، لأننا قد نختلف بعد هذه الخطوة التكتيكية في القراءة اللاحقة، نحن نتكلم اليوم ونتقدم إلى الأمام بهذا الاتجاه لبناء رؤية واضحة تتمسك بالمبادئ وبالثوابت وتضع نصب عينيها الأهداف وتقرأ الواقع الذي نعيشه والتحولات التي تتم، ثم إذا اكتملت هذه الرؤية نتحدث بعد ذلك عن الخطوات التكتيكية وكل شيء يمكن أن نحاوره في هذا الإطار، إذا أردنا أن نعود إلى الماضي يسهل أن نعود إلى الماضي.
جمار ريان: يا سيد.. سيد.. يا سيد أسامة منذ بداية البرنامج وأنت تجاوب إجابات دبلوماسية، لحد الآن لم آخذ منك إجابة.
أسامة حمدان: نعم، أنا أجاوب إجابات صحيحة.
جمال ريان: أرجوك.. إجابة شافية، الآن هناك عدة تساؤلات مطروحة أمام حماس وطرح في السابق.. قدمت عروض لحماس لكي تكون.. اعطوها مقاعد حتى في المجلس التشريعي.. عُرض عليها، قيل بأن حماس رفضت، هل أنتم مستعدون للمشاركة في قيادة موحدة؟ هل تريدون أن تكونوا أعضاء في السلطة الفلسطينية، في القيادة السياسية الحالية؟ ما الذي تريدونه بالتحديد؟ وأرجو أن تعطيني إجابة صريحة أكثر حول العمليات…
أسامة حمدان: الذي.. الذي نريده.. نعم.. الذي نريده..
حماس ووقف العمليات الاستشهادية
جمال ريان: الآن كل.. أطراف عدة.. ليست هناك أطراف عربية ربما تتحدث بشكل واضح وصريح وهو أن هدف كل هذه اللقاءات الآن هو الحصول من حماس على أنها مستعدة لوقف العمليات داخل الخط الأخضر تمهيداً لاستئناف مفاوضات فلسطينية إسرائيلية، خلق أجواء مناسبة لذلك، وأيضاً لأن هناك خارطة الطريق في الطريق.. فما قولك؟
أسامة حمدان: يعني.. يعني أولاً: الحديث عن إنه الهدف هو أن توقف حماس العمليات ربما يشعر البعض بالإطراء فيه، إنه والله حماس هي المتمسكة بالعمليات والمقاومة، لكنني أنا لا أشعر بهذا الإطراء، أنا أشعر أن المقاومة هي خيار الشعب الفلسطيني، والشعب الفلسطيني بأسره اليوم يتمسك بالمقاومة وحركة حماس هي جزء من هذا الشعب الذي يتمسك بالمقاومة، نحن نتكلم -وبوضوح شديد- إذا أراد البعض أن نوقف المقاومة حتى نبدأ في خارطة الطريق التي هي عبارة عن متاهة حقيقية لإضاعة القضية الفلسطينية وإنهائها، فهذا الأمر ليس صحيحاً، نحن نتكلم وبوضوح، نبني رؤية سياسية نتفق عليها ثم من خلالها ندير الواقع العملي وندير تكتيكاتنا المختلفة، نعم نحن في حركة حماس إذا بنيت هذه الرؤية فمستعدون أن نتحمل مسؤولياتنا تجاه قضيتنا وشعبنا جماعياً، نحن اليوم نتحمل هذه المسؤوليات، لكن إذا بنيت رؤية واضحة فسنكون شركاء فيما سينتج عن هذه الرؤية دون تردد، دون تراجع، دون وجل، لأننا.. لأننا قلنا من البداية أنه البناء الاستراتيجي سيسهل علينا التكتيكي، أما الهرب إلى القضايا التكتيكية فهذا أمر غير مجدٍ، الحديث عن قضايا تكتيكية محددة أمر لن يوصلنا إلى.. إلى نتيجة، هذه مسألة، المسألة الثانية يجب ألا يضع.. ألا يوضع الحوار في دائرة تنفيذ مهمة محددة هي وقف المقاومة أو وقف العمليات لأن هذا الأمر معناه أن هناك طرفاً فلسطينياً لا يريد أن تستمر المقاومة، معناه أن هناك طرف فلسطيني يريد أن يستسلم الشعب الفلسطيني، وأنا أربأ بأي طرف فلسطيني أن يقول أنه مستعد للاستسلام بالنيابة عن الشعب الفلسطيني.
جمال ريان: هل تعلم من معنا؟ معنا إسماعيل هنية من غزة.
أسامة حمدان: أهلاً وسهلاً فيه.
جمال ريان: أستاذ إسماعيل تفضل.
إسماعيل هنية (عضو القيادة السياسية – غزة): يعني أولاً بسم الله الرحمن الرحيم، وتحية للأخ الحبيب أسامة والإخوة في غزة.
أسامة حمدان: حياك الله يا أخي.
إسماعيل هنية: الحقيقة أود أن أتكلم في ثلاث نقاط على وجه السرعة:
النقطة الأولى: انتهينا قبل قليل حقيقة من لقاء ثنائي بين فتح وبين حماس في إطار لجنة التنسيق التي جرى التفاهم عليها بموجب الجولة الأولى من الحوار في القاهرة، والحقيقة أن الأجواء التي سادت لقاء هذه الليلة أجواء إيجابية نوقشت فيه العديد من القضايا بروح المسؤولية العالية سواءً على الصعيد الميداني أو على صعيد طبيعة العلاقات الثنائية أو حتى في البعد السياسي لما يجري على الساحة الفلسطينية، وأنا أود يعني أن أطمئن سواءً الساحة الفلسطينية أو أمتنا العربية والإسلامية أن حركة المقاومة الإسلامية حماس وهي تجري هذه الحوارات سواءً في الداخل أو في الخارج إنما تنطلق من رؤية استراتيجية ومن تقدير واضح لطبيعة المخاطر التي تكتنف الساحة الفلسطينية، هذه نقطة.
النقطة الثانية: فيما يتعلق بمسألة الوثيقة التي يجري الحديث عنها، الحقيقة فيه هناك بُعدين، بُعد إداري وبعد تفصيلي يتعلق بهذه الوثيقة، البعد الإداري أن أي أخ أو أي مناضل أو رفيق أو مقاتل يمثل تنظيمه أو فصيله في أي حوار له الحق الكامل أن يتحدث وأن يطرح التصورات وأن يناقش وأن يتبادل الرأي، ولكن حينما تكون المسألة متعلقة باتخاذ قرارات فالوضع الطبيعي أن الناس تعود إلى قياداتها وإلى أطرها، وهذا الذي حصل مع أخونا الباشمهندس إسماعيل وبيحصل مع أي فصيل، أحياناً البيان ذاته يكون مطلوب إحنا نرجع لفصائلنا، النقطة الثانية لو سمحت لي بس…
جمال ريان [مقاطعاً]: سيد إسماعيل معلش يعني لا.. لا يوجد كثير من الوقت هل لك أن.. يعني أن تأتي على النقطة الأخيرة لو سمحت.
إسماعيل هنية: حاضر، النقطة -إذا سمحت لي- أن القضايا الأساسية التي وقفت أمامها حركة حماس أن حماس قبلت هذه الوثيقة ولكن وضعت بعض التصورات تجاه بعض النقاط الهامة، في مقدمتها هو أن تكون فلسطين أو الدولة في حدود 67، نحن قلنا لإخواننا نحن نتحرك معكم لتحرير أي جزء من الأرض الفلسطينية ولكن لا يمكن أن نُقِّيد أنفسنا وشعبنا وأمتنا بأن فلسطين فقط أصبحت في حدود الـ 67، هذه من النقاط الأساسية حتى فيما يتعلق بمسألة حق العودة وربطه بقرار مجلس الأمن هي المشكلة ليست في هذا القرار، المشكلة أن هذا القرار مرتبط بقرار سابق 181 الذي ينص على تقسيم فلسطين إلى دولتين ثم جاء قرار حق العودة إلى الأراضي التي احتلت بمعنى أن سيكون جزء من أرض فلسطين هو إسرائيل الذي سيعود عليه، المسائل مركبة على بعض.
جمال ريان: نعم، سيد إسماعيل معلش.
إسماعيل هنية: النقطة الأخيرة أود أن أقول في النقطة الأخيرة أن.
جمال ريان: يا أخ إسماعيل، مفيش عندي وقت الآن.
إسماعيل هنية: النقطة الأخيرة أننا نمضي في حوار استراتيجي ثابت تلتقي عليه الحركة في الداخل وفي الخارج ومعنيين بخلق كل الأجواء والمناخات من أجل إنجاح هذا الحوار، ومن أجل تحقيق مصالح شعبنا في مواجهة التحديات الراهنة.. وأشكركم جميعاً.
حقيقة ممارسة ضغوط خارجية على الفصائل الفلسطينية
جمال ريان: شكراً لك، الأستاذ مجدلاوي، يعني بقي قليل. دقائق قليلة على البرنامج، يعني هل لك أن تكون يعني.. يعني تعطينا إذا كان فعلاً هناك ضغوط تمارس داخلياً، عربياً، دولياً، على الجبهة لتقديم تنازلات في إطار معين ما.. في ظل الظروف الراهنة التي تمر فيها المنطقة؟
جميل مجدلاوي: أخي جمال، أنا أود أن أكون واضحاً ليس فقط فيما يتعلق بالجبهة، الجميع يدرك أن هناك خطوة عدوانية شاملة تدق طبولها، الولايات المتحدة الأميركية على العراق الشقيق ومن ثم على كل أمتنا العربية وحتى أطمئن الإخوة الذين اتصلوا -قبل قليل وبخاصة الأخ محمد ضاهر من فرنسا- فكل قوى العمل الوطني الفلسطيني ولا أبالغ إذا قلت أن الشعب الفلسطيني بقضه وقضيضه مع العراق وضد هذا العدوان الأميركي، وحتى يكون الرد بالملموس، حتى يكون الرد بالملموس وبعيداً عن أية اجتهادات يمكن أن تلتبس على البعض لقد حرصت الجبهة بوضوح شديد أن يخرج وفدها الذي حاور الإخوة في القاهرة، أن يخرج من القاهرة إلى بغداد مباشرة وأيضاً برئاسة الرفيق ماهر الطاهر حتى تكون رسالة الجبهة ورسالة شعبنا واضحة بكل وضوح.
جمال ريان: نعم شكراً.. أشكرك لك.. نعم.. نعم، لم يبق إلا دقائق وأنا أريد.. أنا أريد الأستاذ أسامة حمدان، هل هناك ضغوط تمارس الآن على.. على حماس إن كان عربياً خارجياً لاتخاذ موقف ما؟ معنا أقل من دقيقة.
أسامة حمدان: يجب أن يدرك الجميع أن الحركة غير مستعدة لتغيير مواقفها وقراراتها نتيجة ضغوط خارجية، الحركة تأخذ في اعتبارها عند صياغة أي قرار مصلحة الشعب الفلسطيني أولاً، حماية خيار المقاومة ثانياً، وتحقيق الأهداف الفلسطينية التي نجتمع عليها كفلسطينيين ثالثاً، لن نقبل ضغوط وأي قرار يأتي من خلال ضغط هو قرار سيفسد وسيفشل ولن يكتب له النجاح.
جمال ريان: سيد عبد العزيز، هل هناك ضغوط في المرحلة الحالية على فتح، على السلطة الفلسطينية، على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات؟ معك نصف دقيقة أو أقل.
عبد العزيز شاهين: على ما يبدو إنه الصدق ما بينفع علشان هيك لازم أكذب وأقول لك لأ مفيش علينا ضغوط، إحنا لحالنا بنعيش في كوكب آخر وما فيه حد أبداً ولا أي أشيء كله تمام، الضغوط علينا قياماً وقعوداً وعلى كل الفصائل، وعلى منظمة التحرير، وعلى السلطة، وعلى ياسر عرفات، وعلى الشعب الفلسطيني.. دبابات شارون وخطاب بوش وكل ها.. وكل ها..
جمال ريان [مقاطعاً]: عبد العزيز.. عبد العزيز انتهى الوقت.. انتهى الوقت أخ عبد العزيز شاهين (عضو المجلس الثوري لحركة فتح في غزة) شكراً.. شكراً لك، وأيضاً شكراً للأخ أسامة حمدان (ممثل حماس في لبنان) الذي شارك في حوار القاهرة وهو معنا في الأستوديو، وأيضاً جميل مجدلاوي (عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين).
مشاهدينا الكرام، بهذا نأتي إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج (أكثر من رأي) والتي أعدها أحمد الشولي، هذه تحية من جمال ريان، وإلى اللقاء.