إمكانية تحقق المصالحة بين الحكومة السودانية والمعارضة
مقدم الحلقة: | جمال ريان |
ضيوف الحلقة: |
د. إبراهيم أحمد عمر: وزير التعليم العالي والبحث العلمي |
تاريخ الحلقة: | 10/09/1999 |
– المبادرة المصرية الليبية للمصالحة في السودان
– ضرورة التنسيق بين المبادرة المصرية الليبية ومبادرة الإيغاد
– إمكانية الحل السياسي للأزمة السودانية
– دعوة الحكومة السودانية لعودة المعارضة إلى السودان
– تحفظ الإدارة الأميركية على المبادرة المصرية الليبية
– مدى استعداد الحكومة السودانية للحوار مع المعارضة في الخارج
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
جمال ريان: مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم إلى هذه الحلقة الجديدة من برنامج (أكثر من رأي).
عيَّنت الإدارة الأميركية (هاري جونسون) وهو عضو متقاعد في الكونجرس الأميركي، عينته مُوفداً خاصّاً للرئيس كلينتون إلى السودان، ويُتوقع أن يبدأ جونسون مهمته في تشرين أول أكتوبر القادم، عندما يسافر إلى روما للاجتماع بما يسمى شركاء مبادرة (الإيجاد).
تقول الإدارة الأميركية: إنها ترى أن مبادرة الإيجاد هي الآلية الأفضل لحل أزمة السودان، المراقبون يفسرون التحرك الأميركي الأخير بمثابة تحفظ على المبادرة المصرية الليبية والتي حظيت بموافقة حكومة الخرطوم والتجمع الوطني الديمقراطي، وهي مظلة تجمع عدد من أحزاب المعارضة الشمالية لفتح باب الحوار بينها توطئةً لعقد مؤتمر مصالحة وطنية.
التطور الأبرز في موقف التجمع –مؤخراً- كان المطالبة بضرورة التنسيق بين مبادرة الإيجاد والمبادرة المصرية الليبية، والملفت للنظر –أيضاً- أن هذه المطالبة تتزامن مع زيارة يقوم بها مسؤول بارز في التجمع إلى (واشنطن).
بعض المراقبين فسروا المطالبة بالربط بين المبادرتين، بأنه تنازل من التجمع لصالح العقيد (جون جارانج) والذي اجتمع مع أقطاب التجمع في القاهرة مؤخراً لمناقشة آفاق الحوار والمصالحة بين الحكومة السودانية وأحزاب المعارضة، نستضيف هذا اليوم عبر الهاتف من الخرطوم الدكتور إبراهيم أحمد عمر (وزير التعليم العالي والبحث العلمي)، ومن القاهرة عبر الأقمار الاصطناعية مبارك المهدي (أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي) ومن (لندن) عبر الأقمار الاصطناعية الدكتور عبد الوهاب الأفندي (وهو باحث بمركز الدراسات الديمقراطية في جامعة وست مينستر)، للمشاركة الاتصال على الهواء من داخل قطر 888840،من خارج قطر 888841و 42، والفاكس 885999، ولكن قبل ذلك لنشاهد معاً التقرير التالي:
تقرير/أحمد الشولي: رغم كل ما يقوله معارضو الحكومة السودانية ورغم تحفظاتهم على طريقتها في معالجة قضايا البلاد الرئيسية، وعلى رأسها التمرد المسلح في الجنوب والشمال، فإن النظام السوداني هو النظام العربي الوحيد الذي يقبل بالجلوس مع خصومه من المعارضة على مائدة المفاوضات، حتى لو كان هؤلاء الخصوم يشهرون السلاح في وجهه، وبغض النظر عن دوافع وظروف الدعوات التي تطلقها الحكومة للحوار والمصالحة مع المعارضة، فإنها تظل ظاهرة حضارية تستحق التوقف عندها.
بعض أقطاب المعارضة استجابوا لهذه الدعوات، وقبلوا العودة إلى السودان بعد أن لمسوا بأنفسهم عقم الارتماء في أحضان الأجنبي، وتوصلوا إلى قناعة بأن أفضل سبل المعارضة وأكثرها هو الالتصاق بالجماهير بكل ما تنطوي عليه العودة من مخاطر ومجازفات، وقد بالغت حكومة الرئيس البشير في إبداء مظاهر الحفاوة والتكريم للعائدين من المنافي، ربما لإثبات حسن النوايا، أو لإغراء من يفكر بالعودة وطمأنته بأن بإمكانه ممارسة المعارضة السلمية من الداخل.
غالبية أقطاب المعارضة -على أية حال- ما زالت تشكك في النوايا ومصداقية دعوات المصالحة التي تطلقها الحكومة، ولكن -رغم التحالف فيما بينها- فإن مواقف فصائل المعارضة السودانية من الحكومة تختلف باختلاف أهدافها وارتباطها مع جهات خارجية، فالعقيد (جون جارانج) زعيم ما يسمى بالجيش الشعبي لتحرير السودان، لا يجد حرجاً في عقد الصفقات والتحالفات مع كل ما هو معاد للعرب والإسلام.
التلاعب بالشعارات والبرامج السياسية التي طرحها خلال سنوات طويلة من التمرد لا تُخفي حقيقة هدفه النهائي، وهو الانفصال بالجنوب عن الشمال، والخرائط التي قدمها في إحدى جولات المحادثات مع الحكومة تشمل أجزاءً كبيرة من أراضي الشمال.
أما المعارضة الشمالية بقيادة التجمع الوطني الديمقراطي فبعد سنوات من الكفاح المسلح المدعوم من دول الجوار -ولا سيما- أثيوبيا وإريتريا، فقد أصبحت على ما يبدو أكثر ميلاً وجدية في سبر أغوار الحوار والمصالحة، وذلك نتيجة للتغيير في المعادلات الإقليمية، فالتحالف مع جارانج يثير اللغط والشكوك داخل التجمع نفسه، والظروف الإقليمية الضاغطة على حكومة الخرطوم تغيرت الآن باندلاع الحرب الأثيوبية الإرترية، وبدأ التطبيع بين الخرطوم وأسمرة الذي دشنه الاتفاق بين الرئيسين البشير و(أفورقي) في الدوحة في مايو (آيار) من العام الماضي.
المبادرة المصرية الليبية للمصالحة في السودان
وإذا كانت الجهود المبذولة لإصلاح العلاقات السودانية المصرية لم تحقق تقدماً كبيراً إلا أن القاهرة -ولأسباب تتعلق بمواردها المائية- باتت تدرك الآن خطورة مشاريع جارانج الانفصالية، نتيجة لهذه المتغيرات قبل التجمع الوطني الديمقراطي بالمبادرة المصرية الليبية لحل الأزمة السودانية بالطرق السلمية، والتي تقوم على وقف دائم لإطلاق النار، وعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية.
يقول وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان: إن حكومته ما زالت ملتزمة بالحوار، رغم تأجيل الاجتماع التحضيري الذي كان مقرراً أن يعقد في القاهرة هذا الأسبوع، أما التجمع فيقول: إن الهجوم الذي شنه الرئيس البشير على زعماء المعارضة قد ألغى مفهوم الحوار للبحث عن حل للأزمة السودانية، وكان البشير قد طلب في خطاب ألقاه بمناسبة بدء تصدير النفط السوداني من ميناء بشائر في الثلاثين من الشهر الماضي، طالب زعماء المعارضة بالتوبة والانخراط في جبهة الإنقاذ.
الملفت للنظر أن التجمع يتحدث الآن عن ضرورة التنسيق بين المبادرة المصرية الليبية ومبادرة شركاء الإيجاد التي تضم أثيوبيا، وإريتريا، وأوغندا، وكينيا، وهو واحد من مطالب جارانج.
قيام جارانج المفاجئ بمبادرة الإيجاد التي لم يأخذها في أي يوم من الأيام على محمل الجد، ما هو إلا ترديد وصدى للموقف الأميركي من التحرك المصري الليبي، بحجة أن تطوير مبادرات سلام إضافية يمكن أن تسمح للخرطوم بتجنب تقديم تسوية حقيقية، وهكذا يفسر المراقبون حديث التجمع الوطني الديمقراطي عن مبادرة الإيجاد، والذي يتزامن مع زيارة عبد العزيز خالد وهو مسؤول بارز في التجمع إلى واشنطن، بأنها تنازل من التجمع لصالح واشنطن وجون جارانج الذين أبديا تحفظهما على المبادرة المصرية الليبية.
قد يفهم المرء جملة من مطالب التجمع، مثل رفع الحظر المفروض على الأحزاب المعارضة من أجل خلق مناخ ملائم للحوار، ولكن ليس من المفهوم ما هي مصلحة التجمع في النفخ في بوق مبادرة ميتة مثل الإيجاد؟ يقصد من إحيائها إحباط التحرك المصري والليبي لمعالجة الأزمة السودانية!!
جمال ريان: وأنتم معنا على الهواء مباشرة من قناة (الجزيرة) في قطر في حلقة حول الحوار والمصالحة في السودان، نبدأ حوارنا مع الدكتور إبراهيم عمر (وزير التعليم العالي)، دكتور، لماذا تعطل موضوع الحوار وانعقاده، وقد كان مقرراً في القاهرة في الثالث عشر من هذا الشهر؟
د. إبراهيم أحمد عمر: شكراً أخي الكريم، وأرجو أن أرحب وأسلم على الأخ مبارك، وعلى الدكتور الأفندي، أولاً: نحن –كما تفضلتم- قبلنا المبادرة المصرية الليبية، ورحبنا بها قبل أن يأتي المبعوثان الليببي والمصري أعلنَّا عن الترحيب، وعندما حضرا استقبلناهما، وقدمنا لهم الموافقة وأسماء اللجنة المشاركة في التحضير، وذهبا، وكنا نتوقع أن يجيء الرد سريعاً لاتخاذ الخطوة التالية، ولكن حدث ما حدث، إذ تعطلت هذه الخطوة وكان يبدو السبب الرئيسي عدم إجماع (التجمع) على هذه الخطوات، نحن ما زلنا عند رأينا من المبادرة المصرية الليبية، نحن نقبل أن نجلس مع إخواننا، ونتناقش حول الوفاق في السودان، وكنا قد فعلنا ذلك من قبل مع شرائح أخرى، وأتت هذه اللقاءات ثمرتها وأكُلها، وعاد (ليكما شال) وعاد (ليمكول) واشتركا في الحكم، والآن هناك اتفاقية السلام في الخرطوم، وهناك اتفاقية (فاشودة) وكل هذا..
جمال ريان [مقاطعاً]: طيب دكتور إبراهيم، دكتور إبراهيم، أنت قلت بأنه عدم إجماع التجمع على هذا الاجتماع، لنأخذ رأي مبارك المهدي في القاهرة، مبارك.. هل صحيح بأن تعطيل هذا الاجتماع التحضيري للحوار قد تمَّ نتيجة عدم توافق لدى التجمع من أجل هذا الحوار؟
مبارك المهدي: نعم، ليس هذا صحيحاً، ولكن أرجو أن أبدأ –أولاً- بأن أقول أن التقرير الذي تفضلتم به لم يكن متوازناً في حق المعارضة السودانية، ولكن بالنسبة لإجراءات الحوار لقد سبق التجمع الوطني الديمقراطي الحكومة بقبول المبادرة وإجراءات المبادرة، ولكن عندما أتى رد الحكومة أتى رد الحكومة إيجابياً فيما يتعلق بالموافقة على المبادرة والموافقة على اللقاء، وقد سلموا الوفد المصري الليبي ثلاثة أسماء فقط من عدد خمسة أشخاص متوقعين أن يمثلوا الحكومة في الوفد.
بالنسبة للتجمع الوطني الديمقراطي هو مظلة يستظل بها عدد كبير من الأحزاب والنقابات، ولذلك لا بد له أن يجتمع ليقرر الخطوة القادمة، وقد استجاب التجمع الوطني الديمقراطي، ودعا لاجتماع استثنائي يُعقد في القاهرة، في أول أكتوبر لبحث الموقف التفاوضي في الإجتماع القادم وتعيين أو الاتفاق على أعضاء اللجنة الذين سيمثلون التجمع الوطني الديمقراطي، فليس هناك تحفظ، الموعد الذي ضُرب يوم 13 سبتمبر كان موعداً مبدئياً، ولم يكن محل اتفاق، وكان من الصعب بالنسبة لنا ونحن مشتتين في عدة عواصم أن نستطيع أن نجتمع في وقتها لكي نقرر فيما أتى به الوفد المصري الليبي من الخرطوم.
جمال ريان: طيب لنأخذ رأي الدكتور عبد الوهاب الأفندي في لندن، دكتور عبد الوهاب، يعني تعطيل هذا الحوار، والذي كان مقرراً في القاهرة.. هل تعتقد أنه جاء بسبب معطيات داخلية من التجمع أم لأن أميركا دخلت على الخط؟
د. عبد الوهاب الأفندي: التحية أولاً لك وللأخوة، وبالذات أستاذنا إبراهيم أحمد عمر، والأخ مبارك طبعاً، الحقيقة السبب ليس فقط هو الأسباب الإجرائية، هنالك عدم الاستعداد للسلام عند أكثر من طرف، وأكثر من جهة لها رأي في الأزمة السودانية، أول هذه الجهات هو الجيش الشعبي لتحرير السودان، وزعيمه
جون جارانج الذي كانت زيارته للقاهرة وتحفظه على المبادرة سبباً يكاد يكون مباشراً فيما حدث من تعطيل، والجيش الشعبي –حسب معرفتنا بموقفه- ليس في الفترة الحالية مستعد لأي حل سلمي، بسبب أنه يرى إنه أي حل سلمي الآن لن يحقق أهدافه الرئيسية وجون جارانج (..) يعني قال هذا الحديث علناً: إنه يرى أنه الحكومة السودانية بصفاتها الحالية لا.. لا يمكن إصلاحها وعليه لابد من إزالة.. من إزالتها، إذا لم تمكن الإزالة إذن يكون انفصال الجنوب، وهو يرى أن انفصال الجنوب لن يتم سلماً، ولن يتم إلا إذا حدث نجاح عسكري.
ثانياً: هنالك الحديث عن دمج المبادرتين، المصرية الليبية ومبادرة الإيجاد وهو أيضاً إشكال آخر، لأن المبادرتين منطلقاتهما مختلفة، مبادرة الإيجاد تتعاطف شيئاً ما مع.. مع أهداف العقيد جون جارانج في بالذات في إضعاف الحكومة المركزية، في مسألة الهوية، وتحويلها من عربية إلى أفريقية، يعني تخفيف الهوية العربية للسودان لصالح الأفريقية، وأيضاً فيما يتعلق بفصل الجنوب كخيار محتمل، المبادرة المصرية الليبية ترمي إلى تعزيز الهوية العربية بجمع الصف العربي الإسلامي، وترمي أيضاً إلى تعزيز وحدة السودان، وترمي إلى تعزيز الوحدة.. تعزيز الدولة المركزية، يعني عدم تناقض.. هذا هو التناقض بين المبادرتين.. لا يمكن..
ضرورة التنسيق بين المبادرة المصرية الليبية ومبادرة الإيغاد
جمال ريان [مقاطعاً]: طيب مبارك.. مبارك المهدي في القاهرة، مبارك المهدي في القاهرة، يعني واضح إن دكتور عبد الوهاب عدَّد -الحقيقة- عدة أسباب يعني في معظمها عدم.. عدم استعداد الأطراف للسلام، وتحفظ جون جارانج على المبادرة المصرية الليبية، وكذلك هناك فكرة لدمج المبادرتين، يعني المبادرة المصرية الليبية مع مبادرة الإيجاد، ولأن مبادرة الإيجاد هي يعني تتعاطف مع جون جارانج، وموقف جون جارانج هل تعتقد أن هذا صحيح؟
مبارك المهدي: أولاً: التحية للدكتور عبد الوهاب، ولكن لا أتفق مع ما قاله الدكتور عبد الوهاب من تحليل، فأولاً ليس هناك تعارض ما بين مبادرة الإيجاد وبين المبادرة المصرية الليبية، فنصوص المبادرتين –تقريباً-.. فيه اتفاق بينهما، أيضاً البند الخامس من إعلان (طرابلس) الذي وقعناه في طرابلس، والذي يحتوي على المبادرة المصرية الليبية يقول بضرورة التنسيق مع دول الإيجاد الأربعة، أثيوبيا، وإريتريا، وأوغندا، وكينيا، بصدد التنسيق معها والتنسيق مع المبادرات الأخرى، المعارضة طالبت بأن يكون هناك تفعيل للبند الخامس من المبادرة، لأن الإجراءات التي سار فيها الأخوة في مصر وليبيا تسارعت، ولم تأخذ في حسبانها البند الخامس في بداية عملها، وهذا خلق نوع من عدم التوازن في التحرك، ولذلك أشار الأخ الدكتور جون جارانج بضرورة التنسيق، وليس بإلغاء واحدة للأخرى ولكن التنسيق، لأننا نريد أن تتكامل جهود جيراننا وأصدقائنا في إيجاد الحل، مبادرة الإيجاد هي من أكثر المبادرات جدية، وقد خرجت بإعلان المبادئ،والتجمع الوطني الديمقراطي قد أيد هذا الإعلان منذ يونيو 1995م…
جمال ريان [مقاطعاً]: ولكن سيد مبارك، سيد مبارك، يعني ولكن هناك من يقول بأن إحياء مبادرة الإيجاد الآن قد جاء بغرض تحجيم الدور المصري الليبي بالتحديد، يعني هذا.. هذا ما يقال الآن لتحجيم هذا الدور في التعامل مع المسألة السودانية، وإعادة المحادثات إلى النقطة التي بدأت منها، لنأخذ رأي الدكتور إبراهيم في السودان..
مبارك المهدي [مقاطعاً]: هذا ليس صحيح لأنه أخ جمال.. لأنه.. لأنه هناك تنسيق وليس إلغاء.
د. إبراهيم أحمد عمر: أولاً أنا أعود.. أعود للمداخلة الأولى.. إلى كلام الأستاذ مبارك..
جمال ريان [مقاطعاً]: طيب دكتور.. دكتور إبراهيم، هل السودان.. هل السودان موافق فعلاً على دمج المبادرتين المصرية الليبية مع مبادرة الإيجاد؟
دكتور إبراهيم: أولاً: أنا أعود لكلام مبارك على أنه الثلاثة أعضاء الذين أعطوا للوفد كانوا سبب في تأخير أو تعطيل العمل في إطار المبادرة، أقول ليس هذا بحق، لأن العدد الذي أُعطي كان أُعطي معه أننا سنقدم اسمين حالاً إن كان هناك رد مباشر وسريع للوفد، ولم يأتِ رد حتى الآن بموافقة التجمع، وبالتأكيد خمسة أو ثلاثة ليس سبباً وجيهاً لتعطيل هذا الأمر، لذلك أنا مع الأخ دكتور الأفندي في إنه السبب الرئيسي هو تمزق التجمع، وأنه جارانج جاء خصيصاً لإجهاض هذه المبادرة، وهذه ليست المرة الأولى التي يفعل فيها جارانج ذلك، فعلها من قبل في (أبوجا) في إبريل سنة 1993 عندما لاح في الأفق أمل وفاق واتفاق، جاء وأجهض كل الجهود، الآن محاولة جارانج هي محاولة واضحة لإجهاض الوفاق الذي..
جمال ريان[مقاطعاً]: لكن دكتور.. يا دكتور إبراهيم، أمامي.. أمامي خبر يقول بأنه: جون جارانج هو أعلن موافقته على المبادرة الليبية المصرية، وفي نفس الوقت يعني شجع، أو بارك موضوع هذه المبادرة.. مبادرة الإيجاد، يعني ألا تعتقد أن من حق جون جارانج أن يبدي رأيه في ذلك، خاصة وكما يقال بإن المبادرة المصرية الليبية لا تعطي كثير من الحقوق التي يطالب بها جون جارانج في جنوب السودان؟!
د. إبراهيم أحمد عمر: من حق جون جارانج وأي سياسي في السودان أن يبدي وجهة نظره عن المبادرة المصرية الليبية، أو أن يدعو لربطها بالإيجاد، ولكني أقول: إنه هذا الأمر تمَّ الآن بهذه الصورة، وكان عبارة عن فرملة وإجهاض لخطوات أُتفق عليها وكانت مبشرة، ثم إنه المبادرة الليبية.. المصرية الليبية أرادت أن تقدم الحد الأدنى الذي يجمع الناس، وهذا أمر مطلوب في هذه المرحلة أن يجلس الناس، ويتناقشوا من بعض عن بقية القضايا، فأي إدخال لتشعيب أو ربط هو عبارة عن تعطيل وليس مساعدة المبادرة، ومساعدة الجهات المختلفة للوصول إلى وفاق فهذا العمل..
جمال ريان[مقاطعاً]: دكتور.. دكتور الأفندي.. دكتور الأفندي في لندن، يعني مبادرة الإيجاد، ما الذي يمكن أن تضيفه الآن، ألا.. ألا يعني إحياء هذه المبادرة أنها.. أن هذا الحوار سيبدأ من نقطة الصفر؟
د. عبد الوهاب أفندي: لأ مبادرة الإيجاد أصلاً هي حية ما ماتت، ومبادرة الإيجاد أُتفق على أنها هي إطار لحل مشكلة الجنوب فقط، يعني في الاجتماع الذي أُعيد فيه إحياء هذه المبادرة في عام 1997م، تمَّ الاتفاق على أن هذه المبادرة هي لحل قضية الجنوب، لكن كان هناك حديث عن أن حل قضية الجنوب مع أنها مهمة ومحورية، ونعتقد أنه يجب أن يكون لها الأولوية على أي شيء آخر، لكنها لم تكن كافية، وكان هناك حديث عن كيفية حل الإشكالات الأخرى اللي هي تتعلق بوضع القوى المعارضة الأخرى، وبالنظام السياسي في السودان ككل، ولم لم.. يتم الاتفاق على.. على شيء، كانت هناك مبادرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، للتوفيق بين المعارضة الشمالية والحكومة، والشيخ زايد أيضاً دعا مصر إلى أن تتحرك في هذا في هذا الأمر، ودخلت ليبيا أخيراً، فأصبحت هذه مكملة لتلك من ناحية، لكن الإشكال أنه أصبح الجيش الشعبي الآن في.. داخل في المبادرتين، وبالنسبة للجيش الشعبي هناك أولوية لمبادرة الإيجاد لسببين، أولاً: أن مبادرة الإيجاد هو يرى إنه يستطيع أن يكون عنده عليها سيطرة أكثر من المبادرة العربية التي يرى أنها تميل لصالح الحكومة..
جمال ريان [مقاطعاً]: دكتور.. دكتور أفندي، دكتور أفندي، يعني قبل أن نتلقى مكالمات، ولكن فيما يتعلق بموضوع مبادرة الإيجاد، يعني هل تعتقد أن الظروف المحيطة بالسودان وليس داخلياً، خارج السودان، يعني معروف بأنه مثلاً أوغندا يعني فيه علاقات غير.. غير طبيعية بينها وبين السودان، أيضاً إريتريا، أثيوبيا، يعني علاقات لم ترقَ بعد إلى مستوى التطبيع، يعني نريدك أن تتحدث حول هذا الموضوع.
[موجز الأخبار]
جمال ريان: دكتور عبد الوهاب الأفندي في لندن، دكتور يعني كنا نتحدث عن دول الإيجاد يعني هل تتصور أن هذه الدول سوف تتناول يعني بتجرد تام موضوع حل النزاع، ونحن نعلم بأن هذه الدول ترتبط بعلاقات متباينة، وبعضها غير طبيعي مع السودان؟! باختصار لو سمحت.
د. عبد الوهاب الأفندي: شكراً، حقيقة هذه نقطة كنتُ أريد أن أقولها –قبل أن تقاطعني- في الأول، الموقف من دول الجوار تحسن، دول الإيجاد كانت في الأول بالذات عند إريتريا، وأثيوبيا وأوغندا يربط بين حل مشكلة الجنوب وحل مشاكل هذه الدول المختلفة مع السودان، الآن –إلى حد- أثيوبيا طبعت علاقتها مع السودان، وإريتريا أيضاً يعني لم تصل إلى حل حاسم بعد، لكن أوغندا ما تزال لها مشاكل، وعندما كان لهذه الدول مشاكل، كانت دائماً تربط بين حل مشكلة السودان وطبيعة الحل، وحل مشاكلها هي، لأنها كانت تُدعم جون جارانج، وهو لم يكن يستطيع أن يتحرك بدون موافقة هذه الدول، أيضاً هنالك الأطراف الدولية وبالذات الولايات المتحدة، أيضاً لها أجندتها الخاصة، وقد يكون هذا من معوقات تحقيق السلام..
إمكانية الحل السياسي للأزمة السودانية
جمال ريان [مقاطعاً]: وقبل يعني قبل أن ننتقل إلى دكتور إبراهيم، يعني مبارك المهدي في القاهرة، يعني ما مصلحة التجمع في أن يتعاطف مع مبادرة الإيجاد ويعني معروف جداً بأنها تعني بالدرجة الأولى بالجنوب السوداني؟ لماذا تؤيدون مبادرة الإيجاد تحديداً؟
مبارك المهدي: أولاً: أخي جمال دعني أعود بك إلى تعليق الأخ إبراهيم أحمد عمر مع تحياتي له، أولاً: لا أدري لماذا التشاؤم الذي أبداه الأخ إبراهيم، وتوزيع اللوم على الدكتور جون جارانج بأنه قد عطل إجراءات المبادرة، هذا لم يحدث، الدكتور جون جارانج رحب بالمبادرة، ووقع على إعلان طرابلس، وقد وصل إلى القاهرة وهو الآن في طرابلس، وهذه جدية من جانبه واهتمام بهذه المبادرة، جعلته يصل إلى القاهرة، ثُم يطير إلى طرابلس ليلتقي العقيد القذافي، وليدفع بجهود المبادرة المصرية الليبية.
ولكن إذا أردنا أن نوزع اللوم، فلنقول: ماذا يحدث في الجانب الآخر؟ في الجانب الآخر الفريق البشير نسف مقومات هذه المبادرة، نسف مقومات الحل السياسي وأعلن –في احتفال البترول- أنه على المعارضة أن تأتي تائبة!! وأن تنخرط في النظام القائم، أيضاً هناك هجوم عسكري –الآن- منذ أسبوعين على الجبهة الشرقية ممتداً من البحر الأحمر وحتى أطراف (كسلا)، على قوات المعارضة المتمركزة في هذه المناطق، فالحكومة –أيضاً- لم تتخذ أي إجراءات لتهيئة المناخ للحوار، إذا اعتبرنا ماذا يحدث في الطرف الآخر لنرى أين هو التعطيل؟ فحقيقة الإجراءات تسير من جانبنا على ما يرام، هناك الآن اجتماع للتجمع في أول أكتوبر سيكون التجمع بعده جاهزاً بأسماء وفده الذي سيشارك في اللجنة التحضيرية وبموقفه التفاوضي، ونحن تجاوزنا عن ما دار في بور سودان من الفريق البشير من إساءات لأشخاصنا من أجل المصلحة الوطنية العليا وتجاوزنا عن الهجوم العسكري..
جمال ريان [مقاطعا]: طيب سيد مبارك، سيد مبارك أنت أوضحت بشكل صريح الآن من أسباب تحفظاتكم في الفترة الأخيرة، ألا وهو ذلك الخطاب الذي شنه الرئيس عمر البشير على المعارضة وإنه ربما كان سبباً في إفشال هذا الحوار، كيف ترد دكتور إبراهيم أحمد عمر في.. في.. في السودان؟
د. إبراهيم أحمد عمر: أولاً: أنا لا أتشاءم، ولكن لأني ساعي، والحكومة السودانية ساعية بكل ما أوتيت من قوة في اتجاه أن تحقق وفاقاً في السودان لأن ذلك هو الأمر، لم يعجبنا قط أن تعطل هذه الإجراءات بهذه الصورة، ونحن كنا متجاوبين تجاوباً كاملاً، ثم إنه الحديث عن إنه حضور جارانج إلى مصر، ثم إلى طرابلس هو محاولة للوصول إلى وفاق، وإلى تسراع خطوات الوفاق، أنا أعتقد هذا ليس صحيحاً، الذي حدث أن.. أن وصوله أدى إلى تأجيل من 13 سبتمبر إلى أكتوبر، وهذا تعطيل وليس تسريع بالأمر ثم لماذا.. لماذا.. عفواً دقيقة جمال.. عفواً أستاذ جمال.. عفواً أستاذ جمال…
جمال ريان [مقاطعاً]: طيب دكتور.. دكتور إبراهيم دكتور إبراهيم دكتور إبراهيم، يعني سؤال.. سؤال عفواً، أنا عفواً أنا بدي منك جواب.. جواب صريح وواضح..، الآن هناك دعوة أميركية تشجع إحياء مبادرة يعني الأخذ بموضوع مبادرة الإيجاد، وهناك أيضاً مبادرة مصرية ليبية، هل أنت.. أنت الحكومة السودانية هل أنتم مع مبادرة الإيجاد الآن أو بالدمج بينهما؟
د. إبراهيم أحمد عمر: نحن بدأنا في مبادرة مصرية ليبية، كانت ظاهرة أنها تؤدي إلى نتيجة، وكان فيها الأمل، ربط كما يقال موضوع الإيجاد مع المبادرة المصرية الليبية في رأيي هو تعطيل ليس إلا، ألم نجتمع من قبل مع جارانج ولم تكون المعارضة الشمالية موجودة؟! ألم يتفق الشمال والجنوب سنة 1978م في (أديس أبابا) ويبرموا اتفاقية ورغم وجود معارضة شمالية، ونجحت تلك الاتفاقية ثم فشلت دون أن يكون للمعارضة الشمالية دور فيها؟! فلماذا الإصرار على الربط بين المبادرة الليبية والمصرية، والإيجاد؟
أنا.. أنا أرى إنه شركاء الإيجاد أوعزوا إلى جارانج أنه يعطل هذا العمل، ويبعد مصر وليبيا من أن يقدموا حلاًّ للمسألة السودانية، وأنا أعتقد إنه لمصر ولليبيا دور يجب أن يلعباه في قضية السودان، ولذلك أنا أرى أنه لابد أن نؤكد أن هذه الهيئة –مثل ما قال لك- مبارك أن ما تم من خطوات بسبيل إنجاح المبادرة المصرية الليبية، يجب أن يستمر للأمام وأن نحقن الدماء بدلاً عن الحديث عن خصوم.. عفواً.. عفواً.. عفواً أستاذ جمال.
دعوة الحكومة السودانية لعودة المعارضة إلى السودان
جمال ريان [مقاطعاً]: لكن يا دكتور يا دكتور.. معلش يعني.. دكتور أنت وضحت وجهة نظرك، يعني لكن جون جارانج هو نفسه جون جارانج يتهم الحكومة السودانية وحكومة الخرطوم بأنها تسعى -في واقع الأمر- إلى ضرب وحدة المعارضة، وأن هناك محاولة من الحكومة السودانية لتمزيق صفوف هذه المعارضة.
د. إبراهيم أحمد عمر: لماذا لم يرفض أن يجلس هو في الإيجاد لوحده؟ لماذا لم يرفض أن يجلس مع الحكومة؟ هو جلس في إطار الإيجاد مع الحكومة لوحده، لماذا؟ فما الغريب في أن.. أن تلتقي الحكومة بالتجمع أو في إطار مصر وليبيا؟ ما الغريب في هذا؟ نحن الآن ما زلنا نؤمن بأن كل الطرق التي يمكن أن تؤدي إلى وفاق السودان، يجب أن نسلكها ونسعى فيها جادين محاولين أن نحقن دماء أبناء السودان، ونصل بالسودان إلى وحدة حقيقية بالتراضي، هذا هو سعينا، فلماذا يعطل هذا الباب؟! لماذا يقفل هذا الباب -جارانج-؟ فلتكن الإيجاد، فلتكن المبادرة المصرية الليبية، فلتكن أي طريقة أخرى ليصل أهل السودان إلى وفاق آخر حديثي..
جمال ريان [مقاطعاً]: لنأخذ.. معلش دكتور.. دكتور، لنأخذ عز الدين حجازي من الخرطوم، عز الدين تفضل.
عز الدين حجازي: سلام عليكم.
جمال ريان: عليكم السلام.
عز الدين حجازي: ألو.
جمال ريان: تفضل.. تفضل.
عز الدين حجازي: يا أخي.
جمال ريان [مقاطعاً]: باختصار نعم.
عز الدين حجازي [مستأنفاً]: نعم، يا أخي نحن في السودان نعاني من هذا النظام، وكلمات الوفاق التي يطلقها هذا النظام، كلمات جوفاء، ولا معنى لها.
جمال ريان: هل تتحدث من الخرطوم فعلاً؟ لحظة.. لحظة هل تتحدث من الخرطوم؟
عز الدين حجازي: نعم أيوه.. نعم.
جمال ريان: إذن هذا النظام ديمقراطي يا أخي.
عز الدين حجازي: يا أخي من اللي قال لك أنه ديمقراطي؟ أنا أتكلم معاك ديمقراطي.. ما هو بديمقراطي..
جمال ريان [مقاطعاً]: يعني هل تعتقد أن مثلك كثيرين يعني يستطيعون الحديث من.. من بلادهم بهذا النقض الصريح والواضح؟
عز الدين حجازي [مستأنفاً]: يا أخي، يا أخي، يا أخي الكريم نحن نتحدث عن الوفاق والسيد الصادق المهدي كان يتحدث قبل سبع سنين عن هذا، عن خروج من مخرج لهذه الدولة للسودان زين، الناس دول يقولوا والله عايزين وفاق، يعني أضرب لك مثل.. (هسه) [الآن] هناك مبادرة مصرية ليبية.. المبادرة المصرية الليبية الليلة كانوا معتقلين للسيد (..)؟ وين الوفاق يعني إنت ممكن تتفق مع الوفاق وتعتقل السياسيين السودانيين.. تمام يا سيدي.
جمال ريان [مقاطعاً]: طيب شكراً يا عز الدين، عز الدين حجازي من الخرطوم، شكراً لك، مبارك المهدي يعني هناك نوع من التناقض في الموضوع، كيف تتعاطفون -أنتم بالتحديد- وأنت الأمين العام للتجمع مع جون جارانج وقد سبق وقد حارب الصادق المهدي؟
مبارك المهدي: جون جارانج مواطن سوداني وزعيم سوداني، لقد اختلفنا في الماضي، ولكن هذا الاختلاف ليس اختلافاً يعني شخصياً، هناك..
جمال ريان [مقاطعاً]: ولكن يقال بأن نواياه انفصالية؟
مبارك المهدي [مستأنفاً]: جون جارانج وحدوي، وقد نادى بالوحدة منذ أن ظهر على المسرح السياسي السوداني، لكن القضايا التي تحاربنا حولها، هي قضايا موروثة منذ الاستعمار، وليست قضايا كانت بيننا وبينه، الآن أنت تتحدث عن الإيجاد، ولماذا التنسيق بين الإيجاد والمبادرة المصرية الليبية؟ المبادرة المصرية الليبية نصت في البند الخامس على التنسيق مع دول الإيجاد، وأهمية التنسيق هو راجع للبعد، بُعد السودان، البعد السوداني العربي الأفريقي، وأهمية قضية الحرب في الجنوب، وأهمية دخول جيراننا في أفريقيا معنا في إيجاد حل وضمانات للسلام في السودان، فنحن نريد أن نؤمن النجاح للمبادرة بأن يكون هناك تنسيق عربي أفريقي، لأننا عندما كانت المبادرة هي مبادرة الإيجاد وحدها، كنا نسعى لكي تضم مصر وليبيا لكي تتوسع في الاتجاه العربي، لأن السودان -أيضاً- له بعد عربي هام..
جمال ريان [مقاطعاً]: سيد مبارك.. سيد مبارك، يعني الحكومة السودانية دعت المعارضة إلى العودة إلى الداخل وممارسة نشاطها في الداخل على الأرض السودانية، لماذا لا تعود أقطاب المعارضة السودانية من الخارج إلى داخل السودان؟
مبارك المهدي [مستأنفاً]: نحن موجودين في الداخل، ولكن عدد بسيط مننا، من القيادات موجود في الخارج، وهذا تأمين لمسيرة النضال، لأنه الوضع في الداخل وضع نظام شمولي فيه قوانين تحد الحريات، تدعو إلى الاعتقال، إلى الملاحقة، إلى كذا، ليست هناك ضمانات أو حريات، لو كانت هناك ضمانات أو حريات لما تركنا –نحن كقيادات- السودان، ولكن عندما تسمح الظروف، ويكون في السودان نظام ديمقراطي، ويكون هناك سلام، سوف نكون في السودان بإذن الله، لنعمل على إعادة الاستقرار، والبناء، والسلام إلى بلادنا، نحن الآن ندعو.. أنا سعيد جداً أن أسمع ما قاله الأخ دكتور إبراهيم أحمد عمر من أنهم يريدون حقن الدماء، ويريدون التسريع بإجراءات الحل السياسي، أنا سعيد لذلك، ولكنني أقول له بنفس التفاؤل، وبنفس السرعة التي يريد بها تحقيق الوفاق والحل السياسي، عليه أن يبدأ في الإجراءات الممهدة لبناء الثقة، ولفتح أبواب الحوار، أنا الآن أُمثل أكبر حزب في السودان، وهذا الحزب محظور.. محظور عن العمل النشاط السياسي، عليه أن يرفع الحظر عن الأحزاب السياسية المعارضة..
جمال ريان [مقاطعاً]: ولكنه يا سيدي.. يا سيدي، هو يحمل السلاح أيضاً بوجه الحكومة إلى جانب يعني جون جارانج وغيره، في محاولة يعني كما ترد هذه الفاكسات، تقول.. تقول يا سيد مبارك الفاكسات التي وصلت يعني أقرأ عليك واحد منها يقول: الحكومة والمعارضة في السودان ومصالحهما الصراع أولاً وأخيراً، وللأسف هو صراع حول السلطة، ومن أجل السلطة، شعب السودان مغيب تماماً وبشكل متعمد، وهو الجهة الوحيدة التي تدفع الثمن، هذا صاحب الفاكس خضر عطا وهو الأمين العام لرابطة الإعلاميين العرب بالدانمارك يعني هكذا.. هكذا أحد السودانيين يقول لك.
مبارك المهدي [مقاطعاً]: شعب السودان.. شعب السودان.. الشعب السوداني مغيب لعدم وجود الديمقراطية، نحن ندعو للديمقراطية، نحن حملنا السلاح من أجل الدفاع عن النفس، نحن لم نحمل السلاح لأننا نرغب في القتال أو نرغب في حمل السلاح، نحن قوة سياسية ديمقراطية تأتي عبر صندوق الاقتراع، ولذلك عندما حدث الانقلاب العسكري ووُوجهنا بعدوان من هذا الانقلاب العسكري، اضطررنا إلى حمل السلاح دفاعاً عن أنفسنا.. عن أنفسنا، نحن الآن نطالب النظام، إذا أراد أن يسرع بإجراءات الحل السياسي وأن يسرِّع بإجراءات السلام عليه..
جمال ريان [مقاطعاً]: أن يتخذ.. أن يتخذ إجراءات بناء الثقة، ولكن لنأخذ محمد صوفي وهو صاحب مُؤلَف عن السودان، "السودان عشر سنوات من الحروب والحوار" وغير ذلك، محمد تفضل.
محمد الصوفي: مرحباً.
جمال ريان: أهلاً بيك.
محمد الصوفي: تحية للضيوف الكرام، وتحية للمشاهدين، في البداية في هذه المداخلة أود أن أشير إلى أنه الأطراف السياسية السودانية سواء الحكومة أو المعارضة -كما أشارت إحدى الفاكسات اللي أشرت إليها سابقاً- فعلاً تعطي انطباعاً بخيبة أمل كبيرة لأطراف سياسية بقامة الأطراف السياسية السودانية لأنها في الحقيقة من أعرق الحركات السياسية سواء في المعارضة أو في الحكومة، وكلا الطرفين لديه سلبيات عميقة عاجز عن تجاوزها، وعاجزين هما معاً أن يتعاونوا حتى في قضايا مصيرية مثل قضية الجنوب اللي تمثل الرقم الأهم في المعادلة السياسية السودانية.
على سبيل المثال، أنا أعتقد أنه فيه سلبيات عديدة ساهمت في تعميق أو في تعويق جهود المعارضة على الأصح، والتحفظ على أجندتها على المستوى الشعبي سواء في داخل السودان، أو على المستوى العربي، أو الإسلامي، من ضمن هذه الأمور تجاهل التجمع الوطني -اللي هو التنظيم اللي يضم هذه المعارضة- تجاهله لمواقف وأطماع القوى الدولية والإقليمية في السودان، وتعاونه العلني في هذا الإطار مع دول ومنظمات وهيئات أجنبية، في سبيل الإطاحة بنظام الخرطوم.
ولعلك تعلم -أخي جمال- أنه التباين الأيدولوجي العميق بين أعضاء التجمع جعل النقطة المحورية الوحيدة التي تلتقي عليها هذه التنظيمات، والتكتلات، والنقابات هو الإطاحة بنظام الخرطوم، الأمر الآخر من سلبيات المعارضة، واللي لابد من الإشارة إليها هنا، التركيز على الرهان العسكري اللي أعطى في الواقع الحركة الشعبية لتحرير السودان والقوة الشيوعية، أعطاهم -باعتبارهم القوة التكتيكية سياسيا والعسكرية الملموسة ميدانياً- أعطاهم دور كبير، هذا لا يُلغي إنه أيضاً نظام الخرطوم لديه بعض السلبيات الحقيقية المتعلقة بفشله في بناء علاقات جوار..
جمال ريان [مقاطعاً]: وبناء.. وبناء إجراءات الثقة التي كان قد تحدث عنها قبل قليل مبارك المهدي في القاهرة، يعني نريد أن نسأل دكتور إبراهيم في.. في الخرطوم، دكتور يعني مبارك يعني قال: إذا كانت هناك من حرية للمعارضة في الداخل وكذلك من إجراءات لبناء الثقة، ما الذي يمنع فعلاً من عودة المعارضة؟ هل الحكومة السودانية على استعداد لتوفير مناخ ملائم للمعارضة لكي تعمل في أجواء سياسية حرة؟
د. إبراهيم أحمد عمر: بالتأكيد.. بالتأكيد وهي عملت في هذا المجال كثير، أولاً: أُذكر الأستاذ مبارك بأنه قال في حديثه: هناك قيادات من حزبه في داخل السودان، وأنا أقول: نعم، موجودة وتعمل بحرية، وتهاجم الحكومة، وتتكلم من المنابر، ولا أحد يتعرض لها، فهذه الحريات يتمتع بها أعضاء المجموعة التي ينتمي إليها مبارك ويقول إنه ما فيه حريات!! ثم يتكلم على أنه هل نريد فعلاً أن نحقن الدماء؟ نعم.. بدليل أننا أوقفنا إطلاق النار -حتى من جانب واحد- استجابة للوضع القائم حتى قبل المبادرة.
يقول إنه الحريات الديمقراطية غير موجودة.. أولاً دقيقة يا أخي.. دقيقة أولاً إحنا بنقول أيه.. نحنا.. نحنا عفواً.. عفواً أخي عفواً أخي عفواً أخي.
مبارك المهدي: الآن المعارك تدور في شرق السودان.
د. إبراهيم أحمد عمر: المشكلة مبارك المشكلة مبارك إنه أنتو عايزين تعددية، لكن تعددية لأحزاب غير ديمقراطية يعني معنى غير ديمقراطية داخل أحزابكم، ولذلك تستنكفوا أن يكون فيه أحزاب أخرى، الآن هناك.. الآن هناك.. هناك تسعة عشر حزب مسجلاً.. مسجلاً..
مبارك المهدي [مقاطعاً]: فلتترك الشعب السوداني يقرر، لماذا تقرر أنت نيابة عن الشعب السوداني؟ فلنترك الشعب يقرر.. يقرر..
د. إبراهيم أحمد عمر [مستأنفاً]: نعم، الآن الشعب السوداني يقرر نعم، الآن الشعب السوداني يقرر، الآن الشعب السوداني له أحزاب وموضوع لها.. صحف..
مبارك المهدي [مقاطعاً]: أنت الآن تقرر، أنت تقرر أنت والفريق البشير عبر الخلاف تقررون للشعب السوداني، الشعب السوداني لا يقرر.
د. إبراهيم أحمد عمر [مستأنفاً]: الآن بيقول الأخ مبارك بيقول الأخ مبارك إنه..
مبارك المهدي [مقاطعاً]: أنت كنت معي في برلمان واحد، وأنا كنت أغلبية، وأتيت بانقلاب…
د. إبراهيم أحمد عمر [مستأنفاً]: دقيقة.. دقيقة.. دقيقة.. اسمعني.. خليك ديمقراطي واسمع الكلام، خليك ديمقراطي.. ديمقراطي واسمع الكلام، خليك ديمقراطي ولو كنت في القاهرة يعني، ونقول: إنه يعني هذه الأحزاب الآن موجودة وأنتم تستنكفوا أن تروا بعض من أبنائكم يشكلون أحزاب، أو يقولوا رأيهم بصراحة هذه أحزاب تعددية نعم، لكنها أحزاب لا ديمقراطية، والديمقراطية يجب أن تشمل أيضاً الأحزاب في داخل ذاتها، وأقول لك عن حديث البشير، حديث البشير كان بخلفية، أنتم ذكرتم إنه حكومة السودان لن تستطيع أن تستخرج البترول، ثم ذكرتم بعد أن خرج لن تستطيع أن توصله إلى بور سودان، ثم ذكرتم إنه إذا وصل إلى بور سودان لا تستطيع أن تصدره، في هذه الخلفية كان كلام البشير إنه والله غصبن عنكم وصل، واللي ما عاجبه يشرب من البحر أو.. البحر، فهذه خلفية لا يمكن أن تكون هي.. والكلام لا يمكن هو الأساس لقبول أو رفض الوفاق.
الحكومة تتكلم الآن عن الوفاق، وتتكلم بجدية، وتوجب برضاء كل الناس، وقامت أحزاب، وقام دستور، وأقامت قانون للأحزاب، وأقامت عمل حزبي، ولقاءات حزبية، وآراء حزبية، والجرايد الآن السودانية مليئة بكل هذا، فأنت إذا رجعت للسودان مع إخوانك الذين يتحدثون الآن من المنابر ويكتبون في الجرايد، تعيش مثلهم، تكتب، وتتحدث، ولا أحد يعترضك وهذه حرية..
جمال ريان [مقاطعاً]: ولكن دكتور.. دكتور.. دكتور إبراهيم، دكتور إبراهيم أنت الآن ومن منبر.. من منبر برنامج (أكثر من رأي)، يعني أنت وجهت كأنك دعوة للمعارضة للعودة وممارسة الحرية في داخل السودان، معلش لنتوجه إلى دكتور عبد الوهاب الأفندي ربما لفض.. لفض هذا الاشتباك، يعني فيما يتعلق بالمبادرة المصرية الليبية، هل تعتقد أن هناك يعني تحفظ من الإدارة الأميركية على هذه المبادرة؟
تحفظ الإدارة الأميركية على المبادرة المصرية الليبية
د. عبد الوهاب الأفندي: نعم، هناك تحفظ من الإدارة الأميركية على المبادرة بسبب أنها يعني تصر على وحدة السودان، ورأي الإدارة الأميركية إنه هذا يعني تضييق للخيارات المسموحة، خاصة وأن هناك قطاع كبير من الجنوبيين أصبحوا لا يقبلون بحد أدنى من.. من تقرير المصير، لهذا الإدارة الأميركية تسعى بكل الوسائل لتهميش المبادرة المصرية، وهناك شكوى أميركية وغربية مُرة من دور مصر في شركاء الإيجاد.. منزعجين جداً من هناك، لأنه يعتقدوا أن مصر الآن أصبحت تلعب دور يعني مخرب داخل شركاء الإيجاد، لكن أنا أعتقد أن عودة المبادرة نفسها، إذا أريد التنسيق بين المبادرتين، وهذا الأمر أيضاً كان نُوقش في بعض جلسات شركاء الإيجاد -أنا حضرتها- فيجب أن تضم ليبيا ومصر إلى منظمة الإيجاد أو على اللجنة.. إلى.. لجنة الإيجاد.
هذا أُثير قبل أن المبادرة المصرية قبل عدة سنوات تناقش شركاء الإيجاد، وقالوا: أن مبادرة الإيجاد بشكلها الحالي هي منحازة ضد طرف اللي هو الطرف السوداني وحتى تكون مبادرة.. الطرف الحكومي حتى تكون مبادرة حقيقية، يجب أن يدخل أطراف فيها ليكونوا متعاطفين نوعاً ما مع الحكومة السودانية حتى يكون فيه توازن، وحتى مسؤول أميركي في تلك الجلسة اقترح أن تضم إيران، واقترح.. اقترح شخص آخر أن تضم اليمن، وأيضاً طرحت مصر، ولكن في ذلك الوقت كان اعتراضنا نحن إنه هناك سوء علاقات بين مصر والسودان، وأن السودان قد يتحفظ، أما الآن فبعد أن حصل توافق بين الاثنين أعتقد أنه إذا أُريد للمبادرة تتم…
جمال ريان [مقاطعاً]: ولكن دكتور يعني دكتور فيما يتعلق بمصر والسودان يقال.. يقال هكذا بأن من مصلحة مصر الإستراتيجية هي إيجاد حل لموضوع السودان، وأنه يعني مصر لن تساوم في يوم من الأيام على موضوع المياه، قد يؤدي هذا إلى نوع من الحروب في المستقبل، ولنأخذ محمد علي من هولندا، محمد تفضل.
محمد علي: مرحباً يا أخي.
جمال ريان: أهلاً بيك.
محمد علي: يا أخي.. يا أخي، والله للأسف الشديد أنا يعني غير متابع للبرنامج من التليفزيون نتيجة لانقطاع فني يعني.. ولكن يعني حرصاً على المشاركة في الشأن السوداني، وأنا سوداني أرجو أن أدلو بدلو ولو قليل في هذه المسألة..
جمال ريان [مقاطعاً]: باختصار لو سمحت.
محمد علي [مستأنفاً]: أيوه.. طيب، يندهش المتحدث أو الطرف الذي يمثل الحكومة بالرأي الآخر الذي يسمعه الآن، لأن هذا الرأي غير متوفر سماعه في الخرطوم، ولكننا نقول وأرجو أن يسمع جيداً: أنه الحكومة أفقدت الشعب السوداني الثقة فيها، الحكومة بدايةً كانت ومنذ أول فجر من.. ومنذ يومها الأول..
جمال ريان [مقاطعاً]: أنا لا أعلم.. أنا لا أعلم أين هو السؤال يا سيد محمد، يعني هل لديك سؤال محدد لو سمحت؟
محمد علي [مستأنفاً]: والله أنا سؤالي المحدد هو كيف يكون هناك وفاق ويكون هناك صلح بين المعارضة والحكومة، والحكومة غيَّرت كل موازيين الدولاب الحكومي في الدولة، هي فصلت كل العاملين في المجال المدني، غيرت في كل النظام العسكري، غيرت النظام الأمني، غيرت النظام الاقتصادي، هيمنت على..
جمال ريان [مقاطعاً]: واضح.. واضح يا سيد محمد علي، واضح سيد محمد علي، معلش دكتور إبراهيم، سمعت يعني تعليق السيد محمد علي في هولندا، يعني أنتم خلقتم واقع جديد على الأرض بعد مجيء الحكومة السودانية وحكومة عمر البشير، يعني كيف يمكن مع هذا الواقع السياسي الجديد على الأرض في السودان أن يتم حضور المعارضة وإدخالها في إطار هذا الواقع؟
د. إبراهيم أحمد عمر: عندما يكون هناك واقع متشعب، وتكون هناك أكثر من قضية مطروحة، يبدأ الناس بالجلوس وطرح هذه القضايا والبحث عن كيفية حلها، الآن هناك افتراضات أننا –طبعاً الكلام مبالغ فيه أننا- قلبنا الدولاب الحكومي، وأننا غيَّرنا كذا وأنَّا غيَّرنا كذا.. هذه كلها يجب أن نجلس، لذلك إحنا ندعو إنه لنجلس، لذلك رحبنا بالمبادرة المصرية الليبية عشان نجلس، عشان نسمع الكلام دا كله بعلمية، وبموضوعية، وبغير تهويش، ومن غير مبالغات، عشان نسمع الكلام المعقول عشان نصل إلى حل، ولذلك نحن نقول لمثل هذا الأخ: إنه الموضوعية والعلمية لابد منهما، وشرطهما الأول أن نجلس مع بعض، ولذلك نحن نقول: إنه لابد أن نبدأ بالجلوس مع بعض، وبمناسبة الكلام عن الإيجاد والتنسيق..
مدى استعداد الحكومة السودانية للحوار مع المعارضة في الخارج
جمال ريان [مقاطعاً]: لا.. لا.. قبل الحديث.. قبل الحديث في هذا الموضوع، الحقيقةً جاءني فاكس الآن في هذه اللحظة من عبد الرحيم عثمان في أسمرة يقول: إنه يجب على الحكومة في الخرطوم كي تهيئ المناخ المناسب للمعارضة إذا كانت -فعلاً- تريد العمل من الداخل.
أولاً: رفع حالة الطوارئ، والبنود المقيدة للحريات في الدستور، رفع الحظر عن الأحزاب السياسية والنقابات، إطلاق سراح السجناء السياسيين، وكفالة حرية التنظيم والتعبير، والتنقل إلى آخره..
د.إبراهيم أحمد عمر: يا أخي، كل هذه القضايا محلولة، والدستور أتاح حرية التعبير، وحرية التنظيم وليس هناك معتقل سياسي، وإذا كان هناك مسجون سياسي فهذه قضية عند القضاء..
جمال ريان [مقاطعاً]: وماذا أيضاً عن رفع الحظر عن الأحزاب السياسية؟
د. إبراهيم أحمد عمر [مستأنفاً]: الآن، الأحزاب.. عندنا 17 حزب، الموجود إنه هناك قانون لتنظيمها وليس لإلغائه أو منعها.. لتنظيمها، وهذا عمل معمول به في كثير من الدول حتى لا تكون هناك حرية خارج مسؤولية..
مبارك المهدي [مقاطعاً]: هذا.. هذا أمر.. هذا أمر مهم جداً يا أخ جمال دعني أرد على الأخ دعني..
جمال ريان [مقاطعاً]: لنسمع مبارك.. مبارك يعني لديه وجهة نظر في هذا الموضوع معلش مبارك، مبارك تفضل، سأعود لك يا دكتور، مبارك تفضل.
مبارك المهدي: مثلاً أنا أتحدث عن أحزاب المعارضة الرئيسية الآن، حزب الأمة، والحزب الاتحاد الديمقراطي، هذه أحزاب تكونت منذ فجر قبل الاستقلال منذ.. عام 1945م، عندما أتى هذا النظام في 30 يوليو عام 1989م حظر هذه الأحزاب، ثم عمل انتخابات لرئاسة الجمهورية، ثم عمل انتخابات في إطاره في إطار نظام شمولي في مجلس وطني، ثم صاغ دستوراً وقانوناً سماه قانون التوالي السياسي، وربط تسجيل أي أحزاب جديدة أو قديمة بقبولها برنامج النظام الوارد في الدستور الذي صاغه، هذا مرفوض بالنسبة لنا، نحن أحزاب أقدم من حزب الجبهة الإسلامية الذي صاغ هذا الدستور، وأكتر شعبية منه، ووجودنا كان قبل وجوده، وقبل وجود هذا الانقلاب، إذا كان النظام جاداً، عليه أن يرفع الحظر حتى -ولو مؤقتاً- من أجل الحوار، كيف لنا.. كيف يُراد لنا أن نحاور ونحن محظورين، رجالنا لا يستطيعون السفر، لا يستطيعون التحرك في أقاليم السودان المختلفة، لا يستطيعون الانتماء..
جمال ريان [مقاطعاً]: ولكن فيما يتعلق بالحوار، فيما يتعلق بالحوار يا سيد مبارك يعني.. يعني الفضل يعني الحقيقة يعني من محاسن الحكومة السودانية -كما يقال- بإنها هي تفتح الحوار مع المعارضة رغم أن المعارضة تشهر السلاح في وجه الحكومة..
إبراهيم أحمد عمر: يا أستاذ جمال.. يا أستاذ جمال، اسمح لي.. اسمح لي.
مبارك المهدي [مستأنفاً]: من الذي أشهر السلاح في وجه الآخر يا أخ جمال ؟! لقد أشهرت الحكومة السلاح في وجهنا، نحن قوة ديمقراطية، الأخ إبراهيم أحمد عمر كان زميلي في البرلمان، أصبحت صار انقلاباً، وأصبح وزير..
جمال ريان [مقاطعاً]: ولكنها تفتح باب الحوار.. ولكنها.. ولكنها تفتح باب الحوار.
مبارك المهدي[مقاطعاً]: بالقوة وهو الحزب الثالث في البرلمان.
جمال ريان: لنأخذ الآن عامر أحمد من السعودية، عامر أحمد عفواً.. عفواً عامر أحمد من السعودية تفضل، تفضل.
عامر أحمد: ألو السلام عليكم.
جمال ريان: عليكم السلام.
عامر أحمد: أخ جمال عندي مداخلة بسيطة كده مع الأخ مبارك لو تكرمت.
جمال ريان: باختصار الله يسلمك.. تفضل.
عامر أحمد: شكراً، أنا بس عايز أسأل الأخ مبارك إلى أي مدى مستعدة المعارضة أنها تمشي في اتجاه المصالحة بدون جون جارانج لأنه يبدو أن جون جارانج يمكن عنده أجندته الخاصة؟
جمال ريان: سؤال مهم.. سؤال مهم.. سؤال مهم.
عامر أحمد: ok، وفيه نقطة تانية لو تكرمت يا أخ جمال، فيه يمكن كلمة دي لجون جارانج إنه شوفنا أمثلة أو نماذج من المعارضة الجنوبية بالذات، بكل أمانة احترمناها بعدما شوفناها، وسمعناها تتحاور، ما سمعنا عنها قبل كده أيام لما كانت حاملة السلاح، أيام لما كانت شايلة السلاح اللي أقصد فيهم يمكن الدكتور (لام أكولا) الأخ الدكتور (مشار) أقصد الناس دولا، فأعتقد إنه يمكن جارانج لو وجه مجهوده الخاص شويه لناحية الحوار لنسمعه، ونسمع آراءه، سيكون أفضل بكثير من موضوع حمل السلاح، لأنه يبدو إنه غير مجدي شكراً.
جمال ريان: شكراً، يا أخ أحمد، مبارك سمعت مبارك.. يعني.. هل.. هل التجمع يمكن أن يمضي قدماً بدون جون جارانج؟ هذا الحقيقة موضوع مهم.
مبارك المهدي: نحن في التجمع الوطني الديمقراطي موحدين تجاه الحل السياسي، نحن نطالب بثلاث قضايا، السلام، أهدافنا ثلاثة: السلام، والديمقراطية التعددية، وإعادة هيكلة الدولة السودانية بما يعكس تعدديتها، لا نرى سبباً لكي يكون هناك.. يكون هناك تباين في مواقفنا مع دكتور جون جارانج.. دكتور جون جارانج مؤمن بهذه القضايا، وهو جزء منها، نحن ليس صحيحاً كما قال المتحدث –كاتب الكتاب الذي تحدث من قبل- أننا غير متفقين غير على إسقاط هذا النظام، نحن لدينا برنامج متكامل لعلاج مشاكل السودان، اتفقنا عليه في أسمرة في عام 1995م، وهو.. هو مؤتمر القضايا المصيرية، قد أوجد حلولاً لكل مشاكل السودان، نحن لا نرى سبباً لكي يتخلف جون جارانج أو لكي تنقسم المعارضة إلى شمال وجنوب، نحن نرى أن هناك إمكانية لإيجاد حل، ونحن مستعدين في المعارضة، في التجمع الوطني الديمقراطي جون جارانج وجميعنا، لكي نسير كل المشوار، ولكن على الحكومة أن تثبت جديتها، الحكومة جاءت مؤخراً وقبلت الحوار، نحن نرحب بذلك، وقد بادلناها هذا الموقف، نحن نرى أن الحل في أيدي السودانية، الإيجاد، ومصر وليبيا هي عوامل مساعدة يمكن أن تجد الإطار لكي تضمن هذ الاتفاق بين السودانيين، المشكلة..
جمال ريان [مقاطعاً]: طيب لنسأل.. لنسأل الدكتور عبد الوهاب أفندي وهو حقيقة يعني محلل مستقل في هذا الموضوع، يعني دكتور من.. يعني هناك حديث يدور الآن حول هل يمكن أن يكون هناك حوار وحل سلمي للأزمة في السودان بدون جون جارانج؟! يعني هل يمكن التخلي عن موضوع جون جارانج كعنصر أساسي لحل هذه الأزمة ما بين الحكومة السودانية والمعارضة؟!
د. عبد الوهاب الأفندي: في الحقيقة الإجابة على هذا الأمر من شقين، أولاً: يعني هناك إدراك غير كافٍ من كافة الأطراف للأزمة، أنه أي حل يجب أن يكون للأزمة السودانية لابد أن يكون ديمقراطياً، والديمقراطية تعني التعايش وقبول الآخر، وأيضاً الاحتكام للشعب، حتى الآن أعتقد إنه الطرف الوحيد الذي يعني أظهر بوضوح أنه يقبل هذا هو حزب الأمة، أكثر الأطراف الأخرى –بما فيها الحكومة- لم تُظهر حتى الآن جدية كافية في قبول هذا المخرج.. بمعنى أنه أنا أنتقد التحضيرات التي يقوم بها الحزب الحاكم، حتى الآن ليست كافية لخوض انتخابات ديمقراطية، بمعنى أنه يعني ما زالت الحركة السياسية الموالية للحكومة وحزب المؤتمر الوطني لم تتخذ الإجراءات الكافية لفتح حوار داخلي مع الخصوم يحاول تحسين صورة النظام، محاولة تلافي أخطاء الماضي، ومحاولة قد يأخذ بعض الوقت، يعني بعد ظهور البترول يمكن تحسين الوضع الاقتصادي حتى يصب هذا في خانة الحكومة.
النقطة الثانية: أنه أي حد ديمقراطي طبعاً لا يمكن أن يستثني الجنوب، والجنوب الآن -للأسف- جون جارانج هو الذي -يعتبر دولياً- الممثل الشرعي له، مع أن هناك خلافات بين كثير من الجنوبيين على أن له هذه الصفة، لكن يبقى أن دول الجوار، وحتى دول المبادرة المصرية الليبية، وأهم من ذلك كله دول شركاء الإيجاد اللي هي تمثل أميركا والدول الغربية الكبرى، هذه كلها لا تقبل بحل لا يشمل جون جارانج، فأعتقد أنه حتى ولو أن نحن نعتقد أن جون جارانج في الوقت الحالي غير مستعد للحل، لكن للأسف لا يمكن أن يكون هناك حل بدونه..
جمال ريان [مقاطعاً]: طيب، فتحي عمر الشايب من الإمارات، تفضل فتحي.
فتحي عمر الشايب: مرحبتين وأرحب بجمعكم الكريم، وحقيقة حبيت أن أذكر نقطة معينة، أنا خرجت من السودان قبل مجيء حكومة الإنقاذ يعني، وصار لي حوالي عشر سنوات أو أكثر، وأنا تركت السودان، وكان في وضع سيئ شديد يعني أيامات الحكومة الديمقراطية اللي بيقول عنها الأخ مبارك، الوضع كان سيئ والجلسات كانت بتنقل على التليفزيون، وشوفنا فيها من السب ومن الشتم ما يخجل له الإنسان، الآن بعد مجيء الإنقاذ، وأنا لم أشاهدها ولم أذهب إلى السودان بعد، الشيء الذي شاهدته.. سمعت عنه، وقرأت عنه، شيء كثير وإنجازات كثيرة لا حصر لها، الشيء اللي أحب أذكره للأخ مبارك والأخوة في المعارضة، يعني هل دماء الشهداء سواءً كان من الطلاب ومن كبار الناس اللي بيستشهدوا، هل هذه لا تؤثر في نفسياتهم؟!..كثيراً ما تؤثر فيهم..
جمال ريان [مقاطعاً]: طيب على ذكر شكراً يا أخ سيد فتحي، على ذكر الطلاب، في الحقيقة جاءني فاكسين على موضوع الطلاب، فيه فاكس من رابطة الطلاب الوافدين في جامعة (اللهظيرة) أو (اللنظيرة) ما بأعرف غير واضح، لكن بيقول فيها: إنه فيه سابقة خطيرة من نوعها دعت المعارضة السودانية المنضوية تحت اسم التجمع الوطني إلى تصفية الوجود الطلابي الأجنبي في الجامعة بالقوة، باعتبارهم السبب الأول والمسؤول المباشر لما آلت إليه البلاد من أوضاع، سيد مبارك المهدي..
د. إبراهيم أحمد عمر: أستاذ جمال.. أستاذ جمال..
مبارك المهدي [مقاطعاً]: هذا ليس هذا ليس صحيحاً، لا أدري من أين أتى بهذا الحديث..
جمال ريان [مستأنفاً]: هو موقع من رابطة.. هو موقع من رابطة الطلاب الوافدين ومختوم أيضاً هذا هو مختوم.
مبارك المهدي: لا أدري من أين أتى بهذه الدعاية؟
جمال ريان [مقاطعاً]: من السودان.. من السودان.
مبارك المهدي [مستأنفاً]: ربما.. ربما دعاية جاءت.. جاءت من أبواق النظام…
جمال ريان [مقاطعاً]: ولكنه.. ولكنه.. ولكنه مختوم سيد مبارك.
مبارك المهدي [مستأنفاً]: ليس هناك، نعم لكن المعارضة لا تصفى أحد، لا تصفى الأجانب لماذا تصفي الأجانب؟! وهي لا تصفي حتى حتى قيادات النظام..
جمال ريان [مقاطعاً]: أيضاً فيه فاكس آخر، فيه فاكس آخر من محمد الحاجي من سويسرا بيقول: أنا شاهد عيان غير سوداني درست لمدة ست سنوات في الجامعة السودانية، ولاحظت الحرية التي تتمتع بها المعارضة الطلابية في العمل النقابي والسياسي.
مبارك المهدي [مستأنفاً]: هذا طبعاً، هناك قرارات صادرة من الأمم المتحدة، ثمانية إدانات للنظام السوداني بانتهاك حقوق الإنسان، هناك رجال قتلوا في التعذيب وماتوا في السجون، دكاترة أطباء معروفين، ورجال معروفين، هذه المسائل ليست محل مغالطات، أنا يعني أقدر أن بعض هؤلاء الأخوة هم ينتحلون شخصيات أخرى، وهم موالون للنظام القائم، ولحزب الجبهة الإسلامية، أو من الجماعات الإسلامية الموالية، ويأتون بهذه الفاكسات لنصرة الجانب الذي يؤيدونه ولكن هذه..
جمال ريان [مقاطعاً]: لنأخذ.. لنأخذ رأي الدكتور إبراهيم، صحيح أنكم تمارسون الإرهاب الطلابي في الجامعات السودانية؟
د. إبراهيم أحمد عمر: هذا.. هذا كلام يعني مضحك فقط يعني، أنا عايز يا أخي أخش في قضايا مهمة أسمى من هذا الكلام عن الطلاب ومعاملاتهم يعني، أنا عايز أقول: إنه القضية التي طُرحت، هل تستطيع الأحزاب.. الأمة الموجودة برة أو غيرها، تستطيع أن تدخل في حوار جاد لحل قضية السودان من غير أن يكون جون جارانج طرف فيها، أيضاً أجيب عن هذا السؤال لأنه سؤال مهم فعلاً.
أولاً: الكلام اللي قاله الأخ الأفندي، والكلام الذي قاله الأخ مبارك، كلاهما يخلط بين الهدف النهائي وبين الخطوات التي يمكن اتخاذها، نعم، الهدف النهائي أن يكون الحل شامل بما فيه جون جارانج، ولكن السؤال عن الخطوات العملية الذي يمكن أن تتخذ، هل اشترط إنه في أول يوم نحل كل قضايا السودان في جلسة واحدة ولكل الأطراف، أم ترى إنه العمل السياسي.. بل كل العمل فيه ضرورات، وفيه أسبقيات، وفيه يعني مجال لتقديم شيء على آخر، أنا بأقول إنه نحن لابد أن نبتدئ بالجلوس لأن دا الحد الأدنى، وأن نسعى جاهدين بإنه نشوف إذا كان فيه أسبقيات يعني مثلاً حقن دماء..
جمال ريان [مقاطعاً]: دكتور.. دكتور إبراهيم، دكتور إبراهيم، فيه فاكس بيقولك من كمال أبو كورجا من صنعاء في اليمن، يقول بأن الحكومة السودانية غير ملتزمة، والدليل على ذلك عدم تنفيذ اتفاقية السلام مع (رياك مشار) والذي قال بالحرف الواحد: أن الاتفاقية أدت لتوسيع الحرب ونقلتها لمناطق كانت آمنة.
الدليل الثاني: ما صرح به الرئيس عمر البشير، ويتنافى تماماً مع ما أعلنت به الحكومة على لسان وزير الإعلام الذي صرح بأنه أوقف الحملات الإعلامية ضد المعارضة تمهيداً للحوار، ولكن لنأخذ عاطف عبد الرحمن من الإمارات، عاطف تفضل.
عاطف عبد الرحمن: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يا أخ جمال أرجو أن يجاوب لي الأخ مبارك الفاضل على هذه الأسئلة بصورة واضحة.
جمال ريان مبارك: مبارك المهدي.
عاطف عبد الرحمن: مبارك، أولاً: توجد ديمقراطية داخل.. أنت تنادي بالديمقراطية، هل توجد ديمقراطية داخل حزبك أنت الذي تنتمي إليه الآن؟
السؤال الثاني: أنت تحدثت عن حكومة البشير على اعتبار أنها جاءت بانقلاب عسكري، أرجو أن تنفي لي أنه لم تكن لديكم حركة انقلابية في نفس تلك الفترة التي جاء فيها البشير، وأن البشير سبقكم إلى الحكومة في تلك الفترة، أرجو أن تجيب على هذين السؤالين، ثم أن جون جارانج رفض مشاركة المعارضة الشمالية في.. في.. في الإيجاد، لماذا يأتي الآن ليشارك؟ وأنت تقولون نوقف عجلة الحوار لشهر أكتوبر من أجل جون جارانج أول اجتماعها، ولَّم شمل المعارضة؟
جمال ريان [مقاطعاً]: شكراً، لك يا سيد مبارك سمعت في القاهرة؟
مبارك المهدي: أيوه.. أيوه بالنسبة للأسئلة الأربعة، أولاً: حزبي طبعاً حزب ديمقراطي، وكل أجهزته جاءت منتخبة، وهذا يشهد عليه الجميع في السودان.
السؤال الثاني: إذا كنا نخطط لانقلاب قبل انقلاب البشير، لا أدري ما هو المنطق أن نخطط انقلاب ضد أنفسنا، فنحن كنا الأغلبية البرلمانية، وكنا في قيادة الحكومة، فكيف لنا أن ننقلب على أنفسنا؟ هذا ليس منطقياً.
السؤال الثالث: ما تعلق بالإيجاد والدكتور جون جارانج نحن كما قلنا: أن الإيجاد الدكتور جون جارانج لم يرفض مشاركة المعارضة الشمالية، بل الحكومة هي التي رفضت، وكان موقف الحكومة المعلن في ذلك الوقت، أننا لا نفاوض إلا من يحمل السلاح، وعندما حملت المعارضة الشمالية السلاح استمرت الحكومة ترفض، إلى أن جاء لقاء جنيف بين السيد الصادق المهدي وبين دكتور حسن الترابي، وهو اللقاء الذي فتح الطريق نحو هذا الحوار، لأن الحكومة كانت من قبل ترفض مجرد الاعتراف بالمعارضة الشمالية، أو بالتجمع الوطني الديمقراطي، والجلوس للحوار حول مجمل القضايا.. قضايا الأزمة السودانية.
أما ما ورد في حديث دكتور إبراهيم أحمد عمر وهو حديث هام حول ضرورة التقدم لإيجاد حلول للمشكلة السودانية واللقاءات المستمرة لذلك، أقول للدكتور إبراهيم أحمد عمر من حيث المبدأ نوافق على ذلك، ولكن نحن جلسنا.. الصادق المهدي مثلاً جلس مع قيادات النظام 17 مرة داخل السودان منذ عام 1990م وحتى عام 1996م، اللقاء في جنيف كان اللقاء الثامن عشر، لم نصل إلى شيء رغم كل هذه الحوارات.. رغم كل هذه النداءات، الآن النظام بدأ يغير في موقفه، ويقبل الحوار، ويقبل الاعتراف بالآخر، ولكن على النظام مسؤولية كبيرة في أن يدعم هذا الإجراءات الحقيقة..
جمال ريان [مقاطعاً]: ولكن سيد مبارك يعني هل تعتقد أن الحكومة يعني فتحت باب الحوار اقتناعاً أم لأنها مضطرة؟
مبارك المهدي [مستأنفاً]: هناك الآن تباين، الآن مثلاً دكتور حسن الترابي الذي قاد لقاء جنيف وفتح الباب نحو هذا الحوار، نراه يسير في هذه الاتجاه، ونرى الفريق عمر البشير..
جمال ريان [مقاطعاً]: لكن يقال.. لكن يقال أن جون جارانج.. جون جارانج هذا ما أغضبه هو الاجتماع الذي تمَّ بين الترابي وبين الصادق المهدي.. هل هذا صحيح؟
مبارك المهدي [مستأنفاً]: ليس صحيحاً.. جون جارانج عندما كان الصادق المهدي في جنيف كان على اتصال معه هاتفياً، وكان هناك تنسيق تام بيننا، ولكن أقول أنه هل الحكومة جادة أم لا؟ لا أدري، هناك شكوك كبيرة جداً في جدية الحكومة، خاصة بعد الحديث الذي أدلى به الفريق البشير أخيراً ونسف به كل أسس الحوار، فهو أعتبر أن تصدير البترول هو سبباً لكي تستمر الحكومة في سياستها الأحادية وفي رفض الآخر، وفي إخضاعه بالقوة، وهذا حديث خطير جداً، ومنحى خطير جداً، لأن الفريق البشير واضح أنه الآن يقود تياراً ضد الحوار داخل الحكومة السودانية، وإذا كان هذا صحيحاً، لأنه هذا الإعلان الذي تم ليس إعلاناً عربياً..
جمال ريان [مقاطعاً]: لنسأل.. لنسأل الدكتور إبراهيم، يعني هل صحيح أن هناك تياران يعني فيه تيار البشير وتيار الترابي، وأن البشير يقود تياراً مختلفاً- تماماً- عن تيار الترابي في الداخل؟
د. إبراهيم أحمد عمر: أخي الكريم، إن كان الفريق البشير لا يرغب في الحوار لما تحدثنا، لا أنا، لا الترابي، ولا غيرنا عن الحوار، البشير هو قائد هذه الحكومة وهذه الدولة، وهو الأساس في كل سياساتها، ولذلك البشير مع الحوار، وأنا لا أتكلم عن ظاهر الغيب، وإنما أتكلم عن معلومات حقيقية، البشير هو قائد الحوار وقائد الوفاق، البشير هو الذي فتح الباب، ولولا البشير لما سمعنا مثل هذا الحديث من قبل، البشير منذ أن جاء من الأول قال: أنا جئت لأرد الأمر للشعب، بعد أن مزقه.. مزقته الحزبية غير الديمقراطية، التعددية الحزبية غير الديمقراطية اللي كات موجودة، الأخ مبارك بيقول إن حزبه ديمقراطي، كان منتخب –والله- إحنا ما شفنا انتخاباتكم في الحزب.. يعني كانت أحزاب.. مجموعة إحنا عارفينها.. فلان، وفلان، وفلانة، عارفين بالاسم.
فالديمقراطية في حزب الأمة القديم، ما سمعنا بها وما شفناها، وكذلك لعقد التجمع، لا جانب ديمقراطي ولا غير ديمقراطية في شؤونه، الديمقراطية إحنا نؤسس لها في القانون بتاع الأحزاب التي حصلت، نحن لما عملنا قانون.. ضمنه..
جمال ريان [مقاطعاً]: دكتور.. دكتور إبراهيم دكتور إبراهيم، لم يبقَ كثير من الوقت على نهاية هذا البرنامج، ولكن يعني الآن فيه موضوع مهم جدا .. التجمع .. التجمع هو وافق على عملية دمج المبادرتين، وكذلك هناك الولايات المتحدة بالنص، وهناك مبعوث الآن للإيجاد، هل الحكومة السودانية ستصر على موقفها بعدم دمج المبادرتين وبالتالي لا للحوار؟
د. إبراهيم أحمد عمر [مستأنفاً]: نحن نتكلم عن الأحسن، الأحسن أن تستمر هذه المبادرة المصرية الليبية، إذا ما لقينا الأحسن، حنمشي ورا الحسن، أما مندوب أميركا فلم نشاور فيه، وليس لي به حتى الآن صلة، ننتظر ماذا يفعل؟ ثم نحكم من بعد، لكن المبادرة المصرية الليبية برأينا هي الأحسن إن رأي الآخرون إن الأحسن ده ما ممكن فلا بأس من الحسن، هذه هي سياستنا.
جمال ريان: طب معلش الدكتور عبد الوهاب، عبد الوهاب الأفندي.
د. إبراهيم أحمد عمر[مقاطعاً]: والأحسن من ده كله.. ونحن من دا كله يا أخ جمال إنه يكون الأمر في داخل السودان، وأنا أدعو مبارك بيجي للسودان مع إخوانه اللي يتكلموا من على المنابر ولا حد يتعرض لهم..
جمال ريان [مقاطعاً]: وماذا عن جون جارانج؟ ماذا عن جون جارانج؟ هل هناك دعوة لجون جارانج أيضاً؟
د. إبراهيم أحمد عمر [مستأنفاً]: نعم فليأتي جون جارانج، وأنا أتكلم باسم الحكومة فليأت جون جارانج..
جمال ريان [مقاطعاً]: طب معلش، دكتور عبد الوهاب الأفندي يعني المعطيات والطرح.. أسلوب الطرح الذي قدمه الوزير السوداني، هل تعتقد أنه يمكن أن يتجسد على أرض الواقع في يوم من الأيام في داخل السودان؟
د. عبد الوهاب الأفندي: أعتقد صحيح، أنه ممكن أن يتجسد، هناك الآن خاصةً كما ذكره الأخ مبارك الفاضل، بعد لقاء الأخوين الصادق والترابي في جنيف بوادر تفاهم على ملامح اتفاق يعيد ما.. ما انفرط بين الأطراف، لكن كما ذكرت في الأول: هناك صعوبات كثير خارجية وداخلية تعوق هذا.. يعني تحول دون إتمام هذه الصفقة، وقد يضطر بعض الأطراف- كما ذكروا إلى- الانفصال عن بعضهم الآخر، إذا كانت يجب تتحقق هذه الصفقة، لأنه هناك أطراف ليس لها مصلحة في الديمقراطية والديمقراطية..
جمال ريان [مقاطعاً]: ولكن هل صحيح أن هناك أن هناك فعلاً تياران في داخل السودان، تيار البشير وتيار الترابي؟ معاك دقيقة يا دكتور.
د. عبد الوهاب الأفندي [مستأنفاً]: هنالك.. هنالك تيارات، ولكن لتبسيط القول بأنها تيار البشير وتيار الترابي، هنالك قطعاً من يعارض المصالحة، وخاصة بين الشباب وبين بعض العسكريين، لكن يبدو أنه الرأي العام الغالب هو إنه اتجاه المصالحة يخدم الأهداف العامة، ولكن حتى على هذا المستوى قد يكون هناك اختلاف على الشروط على شروط هذه المصالحة، وهذا أمر سيبين خلال المفاوضات، لكن أعتقد أن التوجه العام هو نحو.. نحو الاتفاق ونحو الوفاق في الداخل..
جمال ريان [مقاطعاً]: ولكن يعني سيد مبارك قبل قليل، وأريد منك إجابة مختصرة بكلمات، وجه دعوة للحوار في الداخل في داخل السودان، هل التجمع الوطني هو فعلاً مستعد لمثل هذا.. لمثل هذه الدعوة؟
مبارك المهدي: أجاوب بسؤال للأخ إبراهيم أحمد عمر، هل إذا دعيناه للجانب الذي نسيطر عليه داخل السودان، هل يحضر للحوار في المناطق التي نسيطر عليها؟!
د. إبراهيم أحمد عمر: لكن ومن يحضر، الفرع أم الأصل يا سيدي؟!
مبارك المهدي: نعم، نحن الأصل، نحن أغلبية أهل الشعب السودان بآخر انتخابات حرة..
جمال ريان [مقاطعاً]: ولكن لم يبقَ لنا في واقع الأمر إلا أن نشكر ضيوف حلقة هذا اليوم من الخرطوم الدكتور إبراهيم أحمد عمر (وزير التعليم العالي والبحث العلمي)، وكذلك من القاهرة عبر الأقمار الاصطناعية مبارك المهدي (أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي)، وكان معنا من لندن عبر الأقمار الاصطناعية الدكتور عبد الوهاب الأفندي (الباحث في مركز الدراسات الديمقراطية في جامعة "وست مينستر").
مشاهدينا الكرام حتى نلتقي مرة أخرى في برنامج (أكثر من رأي)، هذه تحية لكم من قناة (الجزيرة) في قطر، وهذا جمال ريان يحييكم من الدوحة، إلى اللقاء.