المصالحة بين سوريا والسلطة الوطنية الفلسطينية
مقدم الحلقة | سامي حداد |
ضيوف الحلقة | – عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة القدس العربي – نبيل الملاح، حزب الاتحاد العربي الديمقراطي- دمشق – د. رغيد الصلح، كاتب وباحث لبناني |
تاريخ الحلقة | 06/04/2001 |
![]() | |
![]() | |
![]() | |
![]() |
سامي حداد:
مشاهدينا الكرام، أهلاً بكم في برنامج (أكثر من رأي) يأتيكم من لندن على الهواء مباشرة.
لم يستمر شهر عسل بين سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية في تاريخ العلاقة بينهما شهراً كاملاً منذ أحداث أيلول عام 70 في الأردن، عندما دخلت القوات السورية لتدعم المقاومة الفلسطينية هناك، منذ انتقال المقاومة إلى لبنان لم تكن علاقتها على ما يرام مع قادة الحركة التصحيحية بزعامة الرئيس الراحل حافظ الأسد، ومع بداية الحرب الأهلية في لبنان اصطدم مخطط الحركة اللبنانية الوطنية بزعامة كمال جنبلاط، وحلفائه الفلسطينيين لإصلاح النظام الطائفي في لبنان، وربما جر المنطقة إلى حرب جديدة مع إسرائيل، اصطدم مع مخطط سوريا المعلن الذين كان يعارض انتصار طائفة على أخرى تحت عنوان دعم السلطة ممثلة برئيس الجمهورية، وكان هذا الخلاف الأول بين دمشق والمنظمة.
ثم جاء قرار قمة الرباط عام 1974 باعتبار منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، ورأت دمشق أن على المنظمة -منظمة التحرير- أن تعمل دبلوماسياً من خلال العرب، وأن يقتصر دورها على المقاومة بعيداً عن جر العرب إلى حرب أخرى دون تقدير للظروف والاعتبارات، وعلى رأسها ميزان القوى مع إسرائيل. وكما لغيرها من الأنظمة كان لسوريا منظمة صاعقة داخل منظمة التحرير، وكان لها نفوذها في صفوف جيش التحرير الفلسطيني المقيم في سوريا، إلا أن المنظمة اعتبرت أن سوريا تريد الإمساك بالورقة الفلسطينية تحت شعار التوازن في لبنان.
وجاء الاجتياح الإسرائيلي الأول عام 78 والثاني عام 82 بقيادة شارون، الذي أخرج مقاتلي منظمة التحرير من جنوب لبنان وبيروت، وانقسمت فتح، وتم إخراج عرفات ومقاتليه من طرابلس عام 83 على أيدي فصائل فلسطينية تدعمها دمشق، وكانت حرب المخيمات عام 85، 86 بين حركة "أمل" الموالية لسوريا والفلسطينيين الذين اعتبروا دمشق مسؤولة عنها.
وإمعاناً في الفرقة كانت حرب الخليج الثانية ووقفت سوريا والمنظمة في خندقين متواجهين: الأولى مع التحالف الدولي بزعامة واشنطن والثانية مع العراق. وانطلق قطار مدريد عام 1991م تحت شعار "تلازم المسارات العربية"، وكان الاعتقاد سائداً أن أسباب الخلاف السوري -الفلسطيني على أرض الواقع قد انتهت، ولو أن أدواء عدم الثقة بينهما ظلت قائمة، وخشي عرفات أن تلازم المسارات سيكون ورقة بيد الأقوى فكان اتفاق أوسلو الذي فتح جراح الماضي، ولكن تشدد عرفات في كامب ديفيد من العام الماضي وانطلاق انتفاضة.. الانتفاضة الأقصى والقمة العربية الطارئة في القاهرة عززت إمكانية التقارب السوري الفلسطيني، فكان اللقاء في قمة عمان بين الرئيسين السوري والفلسطيني. ترى هل تكتمل عدة شهر العسل هذه المرة بين الشقيقين اللدودين؟ وما هي انعكاسات ذلك على الفصائل الفلسطينية المعارضة في دمشق ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؟ وكيف سيكون التنسيق إذا ما استؤنفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية على مسائل مصيرية كموضوع اللاجئين والقدس والمياه والحدود.. تأثير ذلك على العلاقة السورية الفلسطينية الجديدة؟
معنا في الإستديو اليوم الأستاذ عبد الباري عطوان (رئيس تحرير صحيفة القدس العربي) والدكتور رغيد الصلح (الكاتب والباحث اللبناني) وعبر الأقمار الصناعية من بيروت السيد نبيل الملاح (وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب سابقاً، الأمين العام المساعد لحزب الاتحاد العربي الديمقراطي) وكان بودنا أن يشارك الضيف من دمشق ولكن لأسباب تقنية بحتة تفضل بالذهاب إلى بيروت.
ويبدو أن لدينا مشكلة.. مشكلتين الواقع: مشكلة الستالايت من دمشق ومشكلة الهاتف من.. من الجمهورية اللبنانية، على أية حال نرجو أن تحل.. تحل هذه المشكلة حالاً. للمشاركة في البرنامج يمكن الاتصال على هاتف رقم 44 بريطانيا 20743993910.
فاكس رقم 442074343370 ويمكن المشاركة عبر الإنترنت الذي يبدو أنه معطل حتى الآن وهو www.aljazeera.net أهلاً بالضيوف الكرام.
[فاصل إعلاني]
سامي حداد:
يبدو أن المشكلة قد حلت.. المشكلة الهاتفية مع بيروت ونبدأ بالأستاذ نديم الملاح، أستاذ نديم الملاح لقاء القمة الفلسطيني السوري الذي جاء على هامش قمة عمان، يعني المصالحة، ما الجديد؟ ما الذي تغير حتى تكون هذه المصالحة، وعفى الله عما مضى ابتداء من طرد ياسر عرفات من طرابلس/لبنان عام 83، وانتهاء باتفاق أوسلو المنفرد ضمن المفاوضات العربية الإسرائيلية بعد مدريد؟
نديم الملاح:
عم بيعيب الصوت.
سامي حداد:
أستاذ نديم، يبدو أن المشكلة قد عادت ومع أن.. أنني كنت قد أتحدث إليه في أثناء الفاصل، أستاذ عبد الباري ما الذي تغير؟ ما الجديد؟
عبد الباري عطوان:
والله تغير ظرفين: الظرف الفلسطيني تغير، اتفاق أوسلو الذي كان هو أساس المشكلة السورية الفلسطينية -مثلما كانت تقول القيادة السورية السابقة- انهار، ونشاهد على الأرض فيه انتفاضة عظيمة في الأراضي العربية المحتلة، الشعب الفلسطيني حتى الآن قدم حوالي 500 شهيد وأكثر من 15 ألف جريح، ست شهور من الـ.. من الـ.. من المواجهات مع الإسرائيليين قتل في هذه المواجهات أكثر مما قتل في الجبهات العربية في حروب عديدة خاضتها الجيوش العربية، قتل من الإسرائيليين قصدي، الظرف السوري أيضاً تغير، سوريا الآن يعني تواجه يعني حالة من.. الـ.. المشاكل في لبنان، نحن نرى أن هناك انقسام طائفي واضح في لنبان، هناك من يطالب بإخراج القوات السورية وهناك من يطالب ببقائها، أيضاً الظرف العربي تغير، يعني موازين القوى، ميثاق إعلان دمشق أو تجمع إعلان دمشق اللي كانت سوريا عضو فيه مع دول الخليج انهار بالكامل، هناك تقارب سوري عراقي، فالظرف السوري تغير. وبعدين حتى استمرار سوريا في هذه القطيعة مع المقاومة الفلسطينية أو مع السلطة الفلسطينية في ظل الانتفاضة أصبح يعني غير.. غير مقبول وغير مفهوم، خاصة إنه مقرات السلطة الفلسطينية والأمن الفلسطيني تتعرض لقصف يومي الآن من الإسرائيليين، فهذه الظروف يعني تغير الفلسطينيين، إنه انهيار أوسلو واتجاههم نحو الموجهات مع الإسرائيليين، أيضاً عزلة سوريا ومشاكلها في لبنان وفي بعض الدول العربية، وتغير موازين القوى وعودة العراق بقوة إلى المنطقة حتم على سوريا أن.. أن تحاول أن تفتح.. أن تبحث عن حلفاء جدد، وأن تغير من سياستها القديمة التي كانت دائماً موضع نقد وموضع يعني تساؤلات في الكثير من الدول العربية.
سامي حداد:
نقطتان يعني ذكرت إنه انهيار أوسلو وعودة العراق بقوة، العراق.. العراق لم يعد بقوة، يعني الدليل على ذلك ما نتج عن قمة عمان الأخيرة، أوسلو لم تسقط لأنه حتى قبل يومين كان هنالك يعني.. يعني شخصيتان كبيرتان نبيل شعث والدكتور صائب عريقات، الدكتوران -كما ذكرت في افتتاحية "القدس" قبل يومين- يلتقيان ببيريز في قبرص، لم نتنه أوسلو، فما الذي تغاير يعني؟
عبد الباري عطوان:
لا.. أنا أتحدث.. أنا لا أتحدث عن شعث ولا أتحدث عن صائب عريقات، أنا أتحدث عن الشعب الفلسطيني، هذا الشعب الفلسطيني هو الذي يقود.. يقود الانتفاضة، وبالمناسبة يعني كانت.. كانت القيادة السورية السابقة لا تفرق بين السلطة وبين الشعب الفلسطيني، كان الشعب الفلسطيني يعني محطوط على القائمة السوداء، يعني أي فلسطيني كان من الصعوبة بمكان على الفلسطيني أن يدخل سوريا، واعتبرت الكل مثلاً.. يعني جميع أبناء قطاع عزة كانوا في نظر القيادة السورية السابقة جواسيس، وكان ممنوع عليهم منعاً باتاً أن يدخلوا مثلاً دمشق، هذي.. الآن يعني الشعب الفلسطيني هو الذي يقوم بال.. الـ.. الانتفاضة، بيقدم الضحايا ماذا تفعل سوريا؟ ماذا تفعل القيادة السورية..
سامي حداد [مقاطعاً]:
يعني.. يعني هل..
عبد الباري عطوان [مستأنفاً]:
يعني إذا كان الشعب الفلسطيني.. بيقاتل، هل تقاتل القيادة السورية حالياً، هل.. هل تفتح جبهات مثلاً مع إسرائيل.
سامي حداد [مقاطعاً]:
يعني هل.. أخ عبد الباري يعني..
عبد الباري عطوان [مستأنفاً]:
حتى يعني تستمر في أسلوب التعالي والعجرفة على الشعب الفلسطيني؟!
سامي حداد:
هل.. هل يعني.. هل.. هل يعني، نسيت أنا يعني كان هنالك قطار مدريد، تلازم مسارات، تنسيق عربي، وبشكل مفاجئ يعني أتى السيد ياسر عرفات وقع اتفاق أوسلو حتى دون علم الراعي الأميركي.
عبد الباري عطوان:
كلام صحيح.
سامي حداد [مستأنفاً]:
وهذا يعتبر.. يعتبر بالنسبة إلى السوريين يعني يعتبر خروج عن الإجماع العربي وطعن في الظهر.
عبد الباري عطوان:
كلام صحيح، اتفاق أوسلو كان طعن في الظهر، ومع القيادة السورية كل الحق أن.. أن تغضب، لكن كمان علينا أن نضع في اعتبارنا إنه العلاقات السورية الفلسطينية قبل اتفاق أوسلو كانت سيئة، وكمان.. كمان السوريين طعنوا -القيادة السورية السابقة- طعنت الفلسطينيين بالظهر، وطعنت العراقيين بالظهر عندما أرسلت وطعنت العراقيين بالظهر عدما أرسلت قوات وحاربت تحت العلم الأميركي ضد دولة عربية، وتدمير هذه الدولة العربية الشقيقة، ليش هذا خطأ وهذا مش خطأ؟! هذي خطيئة وهذي خطيئة، والجهتين ارتبكوا هذه الخطيئة.
سامي حداد:
أستاذ نديم الملاح يبدو إنه الخط الهاتفي مع.. من بيروت بعد هذا الـ.. ال.. يعني.
نديم الملاح:
نعم.. نعم.
سامي حداد:
التقصير، سمعت ما قاله الأخ عبد الباري عطوان فيما يتعلق بهذه المصالحة، يعني هل لك من شيء ترد على الأخ عبد الباري؟
نديم الملاح:
نعم.. أولاً: يعني أنا لم أسمع كامل الكلام الأستاذ عبد الباري، وسمعت جزء منه، أود أن أعلق على فقرة بأن القيادة السورية السابقة.. قال بأن القيادة السورية السابقة لم تفرق بين الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية، أنا أؤكد أنا الرئيس الراحل حافظ الأسد كانت القضية الفلسطينية دائماً هم دائم له، وبالتأكيد في التعامل مع القضية الفلسطينية كان يفرق بين الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية، ويعني ما قيل.. ما قاله الأستاذ عبد الباري بأنه لم يفرق بين الشعب والسلطة أعتقد أن هذا الأمر غير صحيح.
ثانياً: أود أن أجيب على سؤالك بالبداية، وأقول إن زيارة الرئيس عرفات لدمشق التي تأتي بعد اللقاء الذي عقد بينه وبين الرئيس بشار الأسد على هامش مؤتمر القمة العربي في عمان، الحقيقة هذه الزيارة تعتبر إيذاناً ببدء صفحة جديدة من العلاقات القائمة على أساس برنامج سياسي اتفق عليه الرئيسان، هذا البرنامج يرتكز على دعم الانتفاضة والمقاومة بكافة أشكالها، ويضمن الحقوق العربية والفلسطينية، في مواجهة السياسة الإرهابية والحرب الشاملة التي يشنها رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون ضد الشعب الفلسطيني.
سامي حداد:
أستاذ نديم يعني.. خطاب الرئيس الأسد في قمة عمان تحدث عن ثوابت: موضوع عودة الأراضي، انسحاب إسرائيل إلى حدود شهر حزيران عام 67، إقامة الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس، حق عودة اللاجئين..
نبيل الملاح [مقاطعاً]:
ما فيه صوت..
سامي حداد [مستأنفاً]:
كل هذه المواقف الثابتة هي المواقف التي يعني.. بعد أوسلو وكانت القيادة أو السلطة الفلسطينية تقاوم في سبيلها، والدليل على ذلك إنه يعني.. السيد ياسر عرفات في.. في كامب ديفيد في شهر يوليو/تموز الماضي في الولايات المتحدة أصر على هذه الثوابت، حتى المحادثات الأخيرة اللي كانت في شرم الشيخ بين باراك والطاقم الفلسطيني أصرت على هذه الثوابت، يعني الفلسطينيون لم يتنازلوا عن هذه الثوابت الفلسطينية، لماذا لم تكن المصالحة قبل هذا اللقاء الهامشي على قمة عمان؟ أستاذ نديم..
مرة أخرى فقدنا مشاهدينا الكرام الخط التليفوني مع بيروت. أستاذ رغيد الصلح.
د. رغيد الصلح:
لماذا المصالحة الآن؟
سامي حداد:
الآن والفلسطينيون يعني كانوا دائماً ثابتين على هذه المواقف فيما تتعلق بحق عودة الـ.. اللاجئين الفلسطينيين، موضوع القدس، الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية.
رغيد الصلح:
يعني هنا يجب أن نطرح سؤال أساسي، هذا هو الموقف المعلن، إلى أي مدى يمثل الموقف المعلن الموقف الحقيقي؟
سامي حداد [مقاطعاً]:
يا سيدي كل الدول العربية.. دول المواجهة لها.. لها مواقف..
د. رغيد الصلح:
صح.. صحيح..
سامي حداد:
وما يجري في الخفاء فهذا شيء آخر يعني.
د. رغيد الصلح:
ولكن هذا ينسحب على الجميع، فعلاً هيه.. فإذا كان هذا الموقف المعلن يعكس الموقف الحقيقي فعلاً، فأنا أعتقد أن هنالك أرضية للقاء بين الموقفين، إذا لم يكن يعكس بدقة الموقف الحقيقي فهنالك مشاكل، والمشاكل في تقديري -نشأ كما ذكرت بالظبط- أن هنالك فرق بين المواقف المعلنة والمواقف الحقيقية، ليست فقط لدى القيادة الفلسطينية لكن لدى القيادات العربية. المشكلة الأخرى هي في ضعف مبدأ التنسيق يعني ليس في التنسيق يعني ليس في التنسيق ذاته ولكن في مدى الالتزام بمبادئ وقواعد التنسيق.
سامي حداد [مقاطعاً]:
ولكن هنالك أستاذ رغيد.. يعني هنالك خشية في موضوع التنسيق، يعني دائماً التنسيق عند العرب الأقوى هو الذي يمسك الورقة وهو الذي يقرر، والدليل على ذلك يعني تلازم المسارين السوري واللبناني، يعني أعطيك مثال، يعني عندما اجتمع الرئيس عرفات في عمان التقى بعده الرئيس اللبناني لحود.
د. رغيد الصلح:
الرئيس لحود.. صحيح.
سامي حداد [مستأنفاً]:
يعني.. يعني أنتم تتبعون ما.. ما.. ما تقوم به سوريا، يعني لا يوجد توازن في تلازم المسارين.
د. رغيد الصلح:
أنا موافق على ذلك أنه ليس هنالك.. أن العلاقات تخضع لقواعد القوة.. علاقات القوة، وليس لقواعد التنسيق بمعنى البحث عن القواسم المشتركة والفوائد المتبادلة بين الأطراف المشاركة في التنسيق. بالمناسبة أيضاً كانت هنالك مشاكل في التنسيق بين القيادات اللبنانية والفلسطينية على المستوى الرسمي وعلى المستوى غير الرسمي أيضاً، هنالك مشاكل في التنسيق بين الفلسطينيين والسوريين، بين اللبنانيين والسوريين، هذه المشاكل قائمة لأنه لا يجري هنا التزام حقيقي بمبادئ وقواعد التنسيق على أساس الفوائد المشتركة وعلى أساس الهدف المشترك، للجميع هدف مشترك في دحر العدوان الإسرائيلي، الاحتلال الإسرائيلي في.. في الجولان. في فلسطين، في لبنان، وهذا لن يتم إلا على أساس الالتزام بأعلى درجة من التنسيق بين الجميع، هنالك فكرة خاطئة بأنه يمكن أن.. أن نلوح بالتنسيق من أجل أن نحصل على تنازل من إسرائيل، عندئذ نضغط على إسرائيل بالتنسيق، فإذا وافقت إسرائيل على تقديم تنازلات ننسى فكرة التنسيق.
سامي حداد:
تقصد إذا قدمت إسرائيل يعني تنازلاً إلى طرف ما ينسى في هذا الطرف التنسيق مع الآخرين، هل توافق على ذلك يا أخ عبد الباري، خاصة فيما يتعلق بالمسار الفلسطيني؟
عبد الباري عطوان:
يعني مش عارف كيف بده يسير تنسيق حقيقة؟ طيب إحنا المشكلة قائمة من.. من عشرين سنة بين السوريين والفلسطينيين وما فيش أجواء ثقة إطلاقاً، ومش معقول ترجع أجواء الثقة في اجتماع لمدة نص ساعة في القمة العربية، لازم يصير فيه حوار، لازم يصير فيه مصارحة، ليش وصلت العلاقات الفلسطينية السورية إلى هذا المأزق؟ وكيف بدنا نحله في 5 دقائق أو في اجتماع تبويس لحى، بعدين يعني طب ما هو أصلاً.. القيادة.. الحرس القديم مازال يحكم في سوريا، والحرس القديم الفلسطيني مازال محيط بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، طيب.. يعني كيف بدهم يتخلصوا الاثنين من الحرسين ويفتحوا صفحة جديدة؟ طيب يعني صحيح.. مثلاً خليني أحكي..
سامي حداد [مقاطعاً]:
أنت تعود.. أنت تعود إلى.. إلى.. إلى ما حدث في لبنان أثناء الحرب الأهلية.
عبد الباري عطوان [مقاطعاً]:
طيب بس آه طبعاً ما هو.. بس خليني أكمل.
سامي حداد:
اسمح لي.. عفواً، عفواً، لأنه الأخ نديم الملاح.. لا أدري..
عبد الباري عطوان:
بس خليني أكمل نقطة..
سامي حداد:
عفواً.. يعني دعني أكون محامي الشيطان يعني وهو ليس شيطان.
الأخ نديم:
وعندنا مشكلة في التليفون مع بيروت، وهاي المرة الثانية يحصل معنا مع بيروت هذا الموضوع.
يعني.. يعني عندما تكون أنت كمقاومة فلسطينية حسب اتفاق القاهرة عام 69 مسموح لك أن تقاوم من جنوب لبنان، تدخل المقاومة الفلسطينية في لبنان أثناء.. أثناء الحرب الأهلية، ويعني تتخذ موقفاً من أحد الأطراف النزاع، أنت ضيف في البلد، لماذا تأخذ جانب طرف ضد طرف آخر؟ هذه سبب المشكلة أصلاً.
عبد الباري عطوان:
طيب ما هي سوريا الآن واخدة موقثف مع طرف ضد العراق الآخر الآن، الآن يا أخي فيه معسكرين في لبنان..
سامي حداد [مقاطعاً]:
نحن نتحدث يا أستاذ عبد الباري، نحن نتحدث..
عبد الباري عطوان:
لحظة طيب بس خليني.. خليني أتكلم، طيب..
سامي حداد [مقاطعاً]:
عفواً.. نحن نتحدث عن بداية الحرب الأهلية، اتخذت المقاومة الفلسطينية جانباً مع الحزب الوطني الاشتراكي للـ.. التقدمي الاشتراكي، المرحوم كمال جنبلاط الذي اغتيل.
عبد الباري عطوان [مقاطعاً]:
الجبهة.. الجبهة الوطنية اللبنانية.
سامي حداد:
الجبهة الوطنية اللبنانية، إذاً أنتم ضيوف يعني، من هنا بدأت المشاكل، وكانت سياسة سوريا أن يكون هنالك توازن في سوريا، أن تبقى السلطة ممثلة برئيس الجمهورية، وأنتم وقفتم -كفلسطينيين يعني ليس أنت- مع الذين كانوا يعارضون السلطة الشرعية القائمة في لبنان. هنا بدأت المشكلة.
عبد الباري عطوان:
لا هي.. ما هي حلفاء طبيعيين، كل دولة لها حلفاء أو كل طرف له حلفاء وله أعداء، الفلسطينيين..
سامي حداد [مقاطعاً]:
يا أخي أنت ضيف في بلد، أنت ضيف في بلد..
عبد الباري عطوان [مستأنفاً]:
يا أخي.. يا أخي مش في هذا البلد، هذي مرحلة مقاومة، طب ما هي سوريا الآن طرف في.. في.. في لبنان، فيه مع طرف ضد طرف آخر، يعني واضح جداً، ما بتقدرش أنت في لبنان أو في أي دولة ما بتقدرش تقف محايد، إحنا أولاً الثورة أولاً لبنان مش سويسرا، والفلسطينيين مش إسكندنافيين أو سويديين حتى تقولوا محايدين، فيه حركة شعبية، فيه حركة تحرير الشعب اللبناني أو الغالبية العظمى من الشعب اللبناني كانت مع المقاومة الفلسطينية، وكانت فيه حركة تحرير فلسطينية، بس.. بس بدي أحكي.. أنا أرجع للنقطة اللي هي كان الـ.. هم الرئيس السابق حافظ الأسد.. المرحوم حافظ الأسد إنه.. إنه القضية الفلسطينية ما كانش يفرق بين السلطة والشعب، طب حرب المخيمات كيف.. كيف كانت؟ ما هي في الشعب الفلسطيني في المخيمات. يا سيدي بلاش أجيب لك حاجة كمان وأرجو أنه الأستاذ نديم يرد عليها. طيب إيلي حبيقة اللي ارتكب مجازر المخيمات وألفين فلسطيني قتل، سوريا حطته وزير، الرئيس حافظ الأسد عمل من إيلي حبيقه وزير وعمله نائب في البرلمان اللبناني، وجماعته الآن بيتفسحوا في دمشق وبينزلوا.. طب ها دولا.. إحنا بنطالب بمحاكمة شارون، طب ليش ما تحاكم سوريا إيلي حبيقة، تعال هذا مجرم ومدان اتفضل، تعال أنت ليش بتقتل ألفين فلسطيني؟
سامي حداد [مقاطعاً]:
عوداً إلى حرب المخيمات.
عبد الباري عطوان [مقاطعاً]:
لا.. بس لحظة..
سامي حداد [مستأنفاً]:
الأستاذ رغيد الصلح -عفواً- يعني، الرجل..
عبد الباري عطوان:
..كيف بيصير.
سامي حداد:
الأخ نديم مش معانا حتى يجيب على ذلك، يعني.. يعني حرب المخيمات كانت بين الفصائل اللبنانية والفلسطينية المختلفة، يعني لم يكن لسوريا دور فيها، أستاذ رغيد الصلح.
د. رغيد الصالح:
معلش إذا رجعت لقبلها بشوية.. ملاحظات..
سامي حداد:
لا عندي أقل من دقيقة.. دقيقتين.. تفضل
د. رغيد الصالح:
الحقيقة أنا في تقديري أن المقاومة بذلت جهداً حقيقياً في.. أن تقيم..
سامي حداد [مقاطعاً]:
المقاومة الفلسطينية.
د. رغيد الصالح [مستأنفاً]:
المقاومة الفلسطينية أن تقييم علاقات مع جميع أطراف.. الأطراف الموجودة في الساحة اللبنانية، بما فيها الأحزاب اللي تمثل الوطنية اللبنانية يعني المحلية، ولكن هذه العلاقة –كما أشار الأستاذ عبد الباري- في النهاية المسألة المصيرية كانت: هل اللبنانيين مع انطلاق العمل الفدائي من لبنان أو لا؟ هنالك فريق من اللبنانيين يعتقد.. كما أنه لأ يجب أن لا يكون هذا، أن الاكتفاء بدعم الفلسطينيين سياسياً ومالياً وإعلامياً ولا شيء غير ذلك، أما الفريق يمكن.. نصف اللبنانيين على الأقل الذين كانت تمثلهم الحركة الوطنية اللبنانية بزعامة كمال جنبلاط كان رأيه: أن لأ، أنه يجب أن يكون للفلسطينيين الحق في حرية الحركة بما في ذلك الانطلاق لمهاجمة أهداف إسرائيلية من أراضي لبنانية.
سامي حداد:
دون الأخذ بعين الاعتبار أن أعمالاً مثل هذه ربما جرت المنطقة إلى حرب ثالثة، وهذا يعني ما لم تكن ترضاه سوريا وأطراف عربية أخرى.
د. رغيد الصالح:
هناك أستطيع أن أوضح خطأ فلسطيني وخطأ شارك فيه بعض اللبنانيين أنه لم يجري..
[موجز الأخبار]
سامي حداد:
أستاذ نبيل الملاح في بيروت في أثناء انقطاعنا قال الأخ عبد الباري عطوان هنا في الأستوديو بأن سوريا كانت مسؤولة عن حرب المخيمات بين حركة أمل التي تدعمها سوريا والفلسطينيين، إيلي حبيقة وزير في الحكومة اللبنانية كان مسؤولاً عن مذبحتي صبرا وشاتيلا، وغضت سوريا الطرف عن ذلك، وهو الآن وزير.. في الدولة اللبنانية، اتفضل أستاذ نبيل.
نبيل الملاح:
نعم. أولاً أود أن أقول أن سوريا لبت طلب الأشقاء في لبنان بتدخل الجيش السوري لوقف الاقتتال الدائر آنذاك، ونزع فتيل الحرب الأهلية المشتعلة، وكان توجيه الرئيس حافظ الأسد للقوات العربية السورية أن تعمل على وقف الاقتتال والمحافظة على وحدة لبنان وسيادته وعدم تغليب فئة على فئة أو طائفة على طائفة. من هذا المنطلق واجهت القوات السورية عدة فئات ولم تسمح لأي فئة أن تتغلب أو تُنهي فئة أخرى، لذلك ما جرى في لبنان كان هناك حرب، وحرب مشتغلة في كل أرجاء لبنان، وسوريا كانت حريصة والجيش السوري على وقف هذه الحرب ووقف الاقتتال، وعدم السماح لأي فئة أن تنهي أو تتغلب على الفئة الأخرى، هذا من جهة.
من جهة ثانية قال الأستاذ عبد الباري أن في سوريا مازال الحرس القديم موجود والحرس الجديد، أود أن أقول أنه في سوريا ليس هناك حرس قديم أو جديد، في سوريا نظام سياسي مستقر، له مؤسساته، ويعمل بشكل كامل، أود أن أقول أيضاً فيما يتعلق بالتنسيق مع القيادة الفلسطينية، عندما وافق الرئيس حافظ الأسد على الذهاب إلى مؤتمر مدريد فوجئت بعدها سوريا بقيام اتصالات ولقاءات سرية بين القيادة الفلسطينية وإسرائيل أسفرت عن ما يسمى باتفاق أوسلو، الذي قال عنه الرئيس حافظ الأسد وللرئيس عرفات مباشرة: إن كل بند في هذا الاتفاق يحتاج إلى اتفاق. وأعتقد أن وضع السلطة الفلسطينية اليوم وما تتعرض له يؤكد صحة ما قاله.. ما قاله الرئيس الأسد -رحمه الله- عند هذه النقطة توقفت الاتصالات بين سوريا والرئيس عرفات، وكلنا سمع في ذلك الوقت ما كانت تطرحه القيادة الفلسطينية حول القرار الفلسطيني المستقل.
سامي حداد:
أستاذ نبيل.. نبيل معلش أقاطعك اسمح لي.
نبيل الملاح:
نعم.
سامي حداد:
نقطة.. نقطة معينة فيما يتعلق باتفاق أوسلو، يعني هنالك من يقول بأنه في أحد اجتماعات وزراء خارجية دول الطوق في بيروت نُقل عن الأستاذ (فاروق الشرع) وزير خارجية سوريا قولُه عندما اشتكى الفلسطينيون قبل 73 بأن الإسرائيليين يعني المفاوضات معقدة ولا يستطيعون الحصول على شيء، فقال لهم الأستاذ فاروق الشرع: يا أخي أنتم مشكلتكم معقدة وكل شخص يقلع شوكه بيده. بعبارة أخرى كل واحد مسؤول عن نفسه. فكأنما يعني رأت القيادة الفلسطينية في ذلك الوقت بأن هنالك شيئاً ما يُطبخ، والدليل على ذلك.. والدليل على ذلك يا أستاذ نبيل يعني عندما أتى باراك وسمعنا من تحت الأرض طلعت لنا "وديعة رابين" إن هو.. التي نقلت شفهياً من.. من رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى.. إلى "وارين كريستوفر" وزير الخارجية الأميركي السابق أو الأسبق، على أساس موضوع مفاوضات وانسحاب إسرائيلي من الجولان، يعني هذا الأشياء شككت الفلسطينيين مما دفعهم إلى عقد صفقة أوسلو.
نبيل الملاح:
أستاذ سامي.
سامي حداد:
نعم.
نبيل الملاح:
ما ذكرته على لسان الأستاذ فاروق الشرع وزير خارجية سوريا أعتقد أنه غير دقيق، يعني أنا أرى أن ما ذكرته على لسان الأستاذ فاروق الشرع يتنافى تماماً مع جوهر السياسة السورية في هذا المجال، يعني كنا دائماً في سوريا، كانت سوريا دائماً تسعى إلى التنسيق العربي، وتؤكد على التنسيق العربي، وتذكرون جيداً الخلاف الذي نشأ بين الرئيس حافظ الأسد والرئيس أنور السادات، عندما أراد الرئيس أنور السادات أن يذهب إلى القدس، وبعدها قام بتوقيع اتفاقات كامب ديفيد. سوريا كان لها سياسة استراتيجية ثابتة أن يكون السلام سلام شامل وسلام عادل، وأن تشارك الأطراف العربية كلها في مؤتمر مدريد، عندما وافق الرئيس الأسد على المشاركة في مؤتمر مدريد على أساس أن يجمع هذا المؤتمر كافة الأطراف العربية، وأن يتم توقيع اتفاق سلام شامل، لذلك أنا يعني.. أنا ليس لدي أي علم بما ذكرته على لسان الأستاذ فاروق الشرع، ولكن أعتقد جازماً أن هذا الكلام الذي نُقل على لسانه غير دقيق، لأنه يتنافى مع جوهر السياسة السورية، عندما..
سامي حداد:
أستاذ نبيل.. أستاذ نبيل عفواً.. عفواً.
[فاصل إعلاني]
سامي حداد:
عبد الباري كنت تريد أن تعلق على ما قاله الأستاذ نبيل.. إيه.
عبد الباري عطوان:
آه طبعاً فيه عدة.. عدة نقاط، مثلاً يعني إنه كلام إنه ما شاء الله إن السوريين كانوا.. القيادة السورية السابقة كانت مع التنسيق والفلسطينيين ماكانوش.. وكانوا ضد التنسيق، بالعكس لم يحدث أي حوار بين الفلسطينيين والسوريين إلا بعد مؤتمر مدريد، قبل مؤتمر مدريد كانت هناك قطيعة وكانت هناك حرب، وكانت المنظمة الفلسطينية في عزلة في تونس وكانت المنظمة في عزلة لأنها وقفت مع.. ضد تدمير بلد عربي اللي هو العراق، لو المنظمة أرسلت قوات 100 جندي إلى.. تنضم.. لحفر الباطن يمكن لكانت قامت الدولة الفلسطينية الآن، لكن لأنها وقفت والتزمت بموقف أخلاقي وتاريخي حوكمت عليه..
سامي حداد [مقاطعاً]:
..هذه نقطة.. لحظة بس.. هذي عفواً، عفواً.. أستاذ عبد الباري..
عبد الباري عطوان:
خليني أكمل بس بعدين على قصة.. على قصة.
سامي حداد:
أرجوك.. أرجوك، يعني أنت دائماً تدخل موضوع العراق في أي موضوع.
عبد الباري عطوان:
يا أخي ما هذا موش..
سامي حداد:
اسمح لي.. يعني.. يعني سوريا، مصر، الدول العربية الأخرى وقفت مع الشرعية الدولية، أنت تريد أن تطبق الشرعية في فلسطين ولا تريد أن تطبق الشرعية في موضوع العراق؟! يعني.. يعني بالنسبة.
عبد الباري عطوان:
طب ما نطبق الشرعية، يطبقوا قرارات الأمم المتحدة في فلسطين.
سامي حداد:
عفواً، عفواً بالنسبة إلى سوريا يعني الشيء كتير حساس، والقطيعة المعروفة بين دمشق وبغداد عندما يكون السيد أبو عمار موجود في بيروت ويعقد صفقات وتحالف مع العراق وهو داخل لبنان، هذا فيه خطوط حمراء بالنسبة للسوريين.
عبد الباري عطوان:
يا أخي العراق مش إسرائيل، العراق دولة عربية. بس خلينا نرجع بس للي قلته.. بعدين على قصة الاتفاق.. طب ما هي سوريا عملت مفاوضات سرية، وديعة رابين من وين أجتها، واتصالات (إستي لودرز) والمبعوثين، فجأة بعدما راح رابين سمعنا عن وديعة رابين، والاتفاقات التي وُقعت والتي لم توقع. طب هذه.. هذه اتصالات كيف صارت؟ ماصارتش فيه اتصالات علنية، صارت فيه اتصالات سرية. بعدين كمان يعني قصة طرد ياسر عرفات بطريقة مهينة من مطار دمشق، طب هذه كيف.. كيف بدها تتنسى؟! أنا بأعرف..
سامي حداد:
من تقصد من طرابلس عام 83.
عبد الباري عطوان:
ومن طرابلس ومن دمشق كمان، طُرد من دمشق طرد موظف صغير.. ظابط صغير أجى أخذه على الطيارة وقال له: مع السلامة!! كمان هذه.. هذه.. ويا سيدي حديث السيد مصطفى طلاس على الرئيس الفلسطيني لما قال عنه ابن ستين (شرموطة)!! كمان هذه.. كيف بدها تنمسح؟!
سامي حداد:
عفواً أرجو أن.. يعني.
عبد الباري عطوان:
لأ معلش يعني، هذا هو حكي، وزير دفاع حكى هيك أنا.. والجزيرة أذاعتها مش من عندي. فإحنا بدنا باختصار بدنا مصارحة، بدنا يصير فيه.. بعدين كمان نقطة أخرى أرجو السيد نبيل يرد لي عليها، فيه 600 معتقل فلسطيني في السجون السورية، منهم 30 سنة في السجون، طب مش.. بشر ها دُولا الناس؟! طب ليش ما يفرج عنهم؟ كيف بتصير مصالحة فلسطينية سورية وفيه 600 معتقل؟! يعني كمان..
سامي حداد [مقاطعاً]:
يعني أنت.. أنت الآن يا أخ عبد الباري، الآن حدثت المصالحة على هامش قمة عمان بين الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد والرئيس ياسر عرفات، يعني تريد أن تبقى، وتعيد جراح الماضي بدلاً من.. بدلاً من التطلع إلى المستقبل؟
عبد الباري عطوان:
طب يا أخي طيب، طب ما بديش.. بديش أعيد الماضي، يا سيدي أنا بدي حاجتين بدي حاجتين، أولاً.. خلينا في المستقبل أولاً يحاكموا إيلي حبيقة وكل من ارتكب جرائم في حق الشعب الفلسطيني في صبرا وشاتيلا، هذا حق مشروع، واحد ارتكب جريمة يجب أن يحاكم، عينوه رئيس، عينوه وزير، مش..
سامي حداد:
هذا عائد إلى الدولة اللبنانية و ليس إلى سوريا.
عبد الباري عطوان:
لأ.. لا.. لا سوريا هي اللي جابته هي سوريا مسؤولة لأ، لحظة تانية.. حاجة تانية، يفرجوا عن جميع المعتقلين الفلسطينيين اللي هادولا عندهم أولاد، عندهم زوجات، عندهم أهل، ليش موجودين في.. إيش عملوا لسوريا حتى يبقوا في السجون 30 سنة و15 سنة؟
سامي حداد:
طيب، لنأخذ.. لنأخذ.. لنأخذ..
عبد الباري عطوان:
هاي القائمة، اتفضل، هاي الأسماء هاي ها الأسماء، هاي فيه 600 معتقل هاي.. هاي الأسماء كلها بالواحد، قائمة بالأسماء والمفقودين هه اتفضل هه… هاي الأستاذ نبيل أعطي له إياها أبعت إياها على الفاكس؟ اتفضل.. ليش.. ليش، كيف بتصير مصالحة وهؤلاء الناس مغيبين عن أهلهم وعن أسرهم؟! هذه يرد عليّ الأستاذ نبيل.
سامي حداد:
سأعطي المجال للأخ نبيل. دكتور رغيد الصلح. يعني الأخ عبد الباري كعادته يأتي بأشياء.. يعني محاكمة إيلي حبيقة، إيلي حبيقة في الدولة اللبنانية، يعني سوريا غير مسؤولة عنه، أم لبنان.
عبد الباري عطوان:
يا سيدي سوريا بتحكم لبنان.. يا أخي سوريا اللي بتحكم لبنان يا أخي.
سامي حداد:
طب، خلي واحد لبناني يجاوب يا أخي، دكتور رغيد.
د. رغيد الصالح:
أنا أخشى يكون الخلل الفني بيعكس صعوبة التنسيق الفلسطيني السوري اللبناني لكن أنا أتصور أنه هنالك القضايا والمشاكل يجب أن ندعها وراءنا، وأن نتطلع إلى المستقبل، خاصة وأنه أعتقد أنه كان هنالك خطأ في التحليل، بين عام 1900.. في منتصف الستينات حتى عام بداية الحرب اللبنانية كان هنالك نوع من التنسيق بين سوريا والمقاومة الفلسطينية، كان هناك توترات نعم كان هناك توترات، وكانت..
سامي حداد [مقاطعاً]:
وكانت المقاومة.. وكانت المقاومة الفلسطينية تذهب من الأراضي السورية.. وتقوم بعمليات داخل فلسطين المحتلة من الجولان حتى 74 طبعاً.
د. رغيد الصالح [مستأنفاً]:
بين الـ 65 بين الـ 65.. حتى لأ، حتى حرب 67 بعدها توقفت، وكما تعلم أنه قد ألقي القبض على الدكتور جورج حبش في سوريا بسبب هذه لأنه جرت عمليات عبر الجولان. ولكن ما أود التركيز عليه أنه حصلت فترة طويلة من التنسيق بين الطرفين وكان فيه توترات قطعاً ومشاكل، ولكن كان بشكل عام موجوداً ومستمراً، وحتى أحياناً ضد أطراف عربية أخرى. ولكن هنالك.. نشأت عند حرب 82 وما بعدها من مشاكل، خلال "حرب الجبل" في لبنان مشاكل أيضاً، منها قد يكون موضوع إيلي حبيقة ومنها مواضيع أخرى. ثم أنه لسوريا أيضاً مآخذ على المقاومة، يعني يقال أنه سوريا أرسلت.. جنوداً أو ضباط لكي ينشؤوا مدافع مضادة للطائرات في المخيمات عندما حدث صراع مسلح بين السوريين والفلسطينيين.. قُتلوا هؤلاء، يعني عناصر فلسطينية تابعة لإحدى المنظمات قتلت هؤلاء، وهذا ما أثار أعصاب السوريين..، يعني ما لنا.
سامي حداد:
يعني.. يعني.. فيه هنالك نقطة يا عبد الباري..
عبد الباري عطوان:
يعني يظلوا المساجين يعني، إنه نفتح صفحة جديدة إنه يظلوا ستين سنة.
د. رغيد الصالح:
لا.. لا.. لا قطعاً.
سامي حداد:
لا.. لا.. لا..
عبد الباري عطوان:
أو إيلي حبيقة يظل يلعب و..
سامي حداد:
لا.. لا.. عفواً رجاءً.
د. رغيد الصالح:
لا.. لا.. قطعاً.. قطعاً..
سامي حداد:
والله يا شباب يعني نوع من العقلانية في البرنامج، هذا برنامج ناضج وليس برنامج مهاترات. أخ عبد الباري، يعني عندما دخل شارون والقوات الإسرائيلية وأخرج المقاومة الفلسطينية من جنوب لبنان ومن بيروت، يعني قبل أيام بيقول الأستاذ نبيه بري اللي هو رئيس مجلس النواب اللبنانية إنه سقط حوالي عشرة آلاف شهيد سوري في.. في تلك.. في تلك المعارك. فيه.. بتتذكر فيه يوم ازداد فيه طلعات الطيران السوري حوالي 70 طائرة سوريا، يعني.. يعني عمَّال نلوم سوريا، سوريا، سوريا وهي التي داخلت حرب 48 و 67 و 73؟! يعني لماذا نضع اللوم على سوريا إذاً هنالك مشاكل بينكم و ما بين بعض الفئات اللبنانية؟!
دعني.. دعني أنتقل إلى الأخ نبيل الملاح في بيروت، ذكر الأخ عبد الباري و معاه لِسْتَة عن المساجين.. الفلسطينيين حوالي 600 شخص يقول، كيف ترد على هذه الأقاويل في وقت نريد البرنامج أن يتحدث عن المستقبل وليس عن الماضي؟ أستاذ نبيل.
نبيل الملاح:
نعم، أستاذ سامي الحقيقة أنا أرى وكما تفضل الأستاذ رغيد ليس من المفيد على الإطلاق نبش بؤر الاختلاف، المطلوب منا جميعاً البحث عن نقاط الاتفاق فكيف.. كيف لنا أن نصل إلى مصالحة عربية شاملة مطلوبة اليوم تؤسس لتضامن عربي فعال دون أن يلتقي قادة العرب ويتحاوروا ويتصارحوا ليصلوا إلى رؤية واضحة حول مختلف المسائل والقضايا؟ نحن الآن كأمة عربية وكقضية عربية أما منعطف خطير جداً، إذا كنا سنبحث في الأمور كما يريد الأستاذ عبد الباري عطوان فبالتأكيد لن نصل إلى نتيجة على الإطلاق، المفروض الآن أن نبحث في القضية الجوهرية، مجرد أن.. أن تم الاتفاق على اللقاء بين الرئيس بشار الأسد والرئيس ياسر عرفات هذا أمر جيد، وبالتأكيد هما سيبحثان في كل القضايا.. في كل القضايا. أمّا أن نُحمل الآن سوريا كل ما قاله الأستاذ عبد الباري أعتقد أنه هذا فيه غبن كبير وكبير جداً لسوريا..
عبد الباري عطوان [مقاطعاً]:
طب، يا أستاذ فيه معتقلين أم ما فيش معتقلين؟! لحظة فيه معتقلين فلسطينيين في سجون سوريا أم لأ؟ اتفضل افرج عنهم، ليش موجودين طيب؟!
نبيل الملاح:
فليبحث.. فليبحث هذا الأمر الرئيس عرفات مع الرئيس بشار الأسد فليبحث هذا الأمر.. كل شيء مفتوح للحوار.. مفتوح للنقاش..
عبد الباري عطوان:
طب، والمعاملة السيئة للفلسطينيين في مطارات دمشق، والمعاملة السيئة للفلسطينيين.
نبيل الملاح:
هذه.. هذه.. يا أستاذ.. يا أستاذ عبد الباري..
عبد الباري عطوان:
بدي أحكي لك قصة بس قصة يعني بدي أحكي لك قصة: سيدة فلسطينية عمرها 65 سنة..
نبيل الملاح [مقاطعاً]:
يا أستاذ.. إذا سمحت.. إذا سمحت..
عبد الباري عطوان [مستأنفاً]:
أخذت فيزا، طردوها من دمشق لأنهم.. لأنها مواليد "يافا"، وموجودة وراحت تشوف أقاربها قبل ما تموت،
نبيل الملاح:
يا أستاذ.. يا أستاذ عبد الباري.
عبد الباري عطوان:
وإنه فيه على الأقل 2 مليون شخص من قطاع غزة ممنوع عليهم دخول سوريا، ليش ها العنصرية هاي؟ كيف بدك بتصير صفحة جديدة إذا ما حليناها؟!
نبيل الملاح:
يا أستاذ عبد الباري.. يا أستاذ..
سامي حداد:
ممكن رجاءً أن تعطي الأستاذ نبيل مجال حتى يجيب عليك، اتفضل أستاذ نبيل، نعم.
نبيل الملاح:
نعم.. نعم، أستاذ سامي.
سامي حداد:
اتفضل يا أستاذ.
نبيل الملاح:
يعني نحن، آلو.
سامي حداد:
اتفضل.. اتفضل.
نبيل الملاح:
أستاذ سامي، أنا الحقيقة يعني ما يقوله الأستاذ عبد الباري يدخلنا في دوامة لن ننتهي منها على الإطلاق، وإذا كنا سنخوض في هذه الجزئيات والتفاصيل فلن يكون هناك آفاق للمستقبل، نحن الآن ما يهمنا كمواطنين عرب وكسياسيين عرب أن يلتقوا الزعماء أن يلتقوا الرؤساء ليتفقوا وليتصارحوا وليتحاورا، وكل هذه الأمور الذي تحدث عنها أنا لا أستطيع أن أجيب أن هناك امرأة وصلت إلى مطار دمشق وعوملت بطريقة أو بأخرى، ولكن يمكن للسلطات السورية أن تُدقق في هذا الأمر، يعني أنا.. أعود وأقول للأستاذ عبد الباري.. آلو.. آلو..
سامي حداد:
اتفضل أنا بأسمعك يا سيدي اتفضل.
نبيل الملاح:
نعم، أعود وأقول و أؤكد على أنه هذه المرحلة مرحلة تاريخية حاسمة تتطلب منا جميعاً اليقظة والحذر. أنا فعلاً يعني أتألم عندما أسمع مثل هذا الكلام من كاتب عربي أو من صحافي عربي أو من سياسي عربي، الآن مطلوب أن نبحث عن نقاط الاتفاق.. عن ما يجمع العرب وما يجمع قادة العرب وما يجمع شعوب.. الأمة العربية، لا ندخل في هذه الـ..
سامي حداد [مقاطعاً]:
هذا أستاذ نبيل هذا كلام في الواقع.. هذا كلام ممتاز وجميل، وهذا ما يعشقه ويريده كل عربي لكن من ناحية عملية، من عفواً ناحية عملية هذه المصالحة التي حدثت في.. على هامش قمة عمان بين الرئيس السوري والفلسطيني هل يعني ذلك تكريس لأوسلو، أم خروج، أم دفن لأوسلو، أم ماذا؟
نبيل الملاح:
يعني نحن الآن، أنا أرى أن اتفاق الأوسلو.. يعني الواقع.. الواقع الوضع السلطة الفلسطينية يجيب على ذلك، يعني أنا.. أين اتفاق أوسلو؟ أين اتفاق أوسلو؟ ما نشاهده الآن من يعني تصرفات وأفعال إسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية وضد الشعب الفلسطيني، الحقيقة يعني يجعلنا نقول أن.. أنه لا يوجد أي اتفاق، لا يوجد أي اتفاق، وأنا.. أقول أنه ما لم يتم التنسيق بين الأطراف العربية وعلى المسارات الثلاث: المسار السوري، والمسار اللبناني، والمسار الفلسطيني، فلن يتحقق السلام الذي نريده، مطلوب الآن..
سامي حداد [مقاطعاً]:
ولكن قمة عمان.. أستاذ.. أستاذ نبيل، قمة عمان أريد أن أبحث موضوع –الواقع- فيما يتعلق بأوسلو فلسطينياً وموضوع التلازم. يعني قمة عمان أرادت سوريا أن يكون هناك تلازم كما طالبت دائماً منذ انطلاق مدريد في أكتوبر 91. الآن يعني كان هنالك حل وسط ترابط.. ترابط يعني المسار الفلسطيني مع تلازم المسارين السوري واللبناني. بعبارة أخرى يعني تنسيق، فاوض يا أبو عمار وبعدين نسق معانا، مش هيك؟
نبيل الملاح:
جيد.. جيد.. جيد.. جيد، أستاذ سامي في الحقيقة الآن فيه قضايا كبيرة يجب أن نتحدث بها، مثلاً أنا أ قول أننا دائماً وكلما تأتي إدارة أميركية جديدة نكتشف أن أميركا منحازة لإسرائيل، وأنها تكيل بمكيالين، حيث أن أميركا كانت –ومازالت- ترى مصالحها عند إسرائيل، وحقيقة الأمر أن مصالح أميركا عند العرب وليس عند إسرائيل، وللأسف الشديد يستجيب العرب دائماً لتأمين المصالح الأميركية دون المطالبة بأي ثمن حتى ولو كان هذا الثمن يقتصر على موقف حيادي على الأقل من جانب الولايات المتحدة الأميركية.
هذه الأمور يجب أن نبحث بها، هذه الأمور يجب أن نعمل..
سامي حداد [مقاطعاً]:
فعلاً.. فعلاً وهذا.. وهذا ما سيبحثه الرئيسان إذا ما يعني تمت زيارة عرفات لدمشق.
أستاذ رغيد الصلح، يعني قبل.. في صحيفة القدس العربي التي يصدرها الأخ عبد الباري عطوان، هو يقول إنه الفلسطينيين لا يدخلون سوريا ممنوع عليهم، سوريا تعترف بجوازات السفر الفلسطينية، خالد الفاهوم (رئيس المجلس الوطني الفلسطيني السابق) يقول إنه يعني وسائل الإعلام السورية شرعت منذ فترة بإعطاء عرفات لقب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، والسلطة الوطنية من نتاج أوسلو طبعاً، بالإضافة إلى لقبه كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبدأت سوريا باستقبال مواطنين فلسطينيين يحملون جواز السفر الفلسطيني، هل أفهم من ذلك إنه يعني هنالك اعتراف ضمني بأوسلو من جانب سوريا؟ تحليلك يعني.
د. رغيد الصالح:
لأ، لست أعتقد ذلك.
سامي حداد:
كيف؟ كيف؟
د. رغيد الصالح:
أعتقد أن السوريين لا يعترفون.. الفلسطينيون.. الموقف إلى حد بعيد، الموقف الرسمي الفلسطيني يعتبر أن أوسلو انتهى، فاروق القدُّومي في كلامه.
سامي حداد [مقاطعاً]:
فيما يتعلق عفواً، فيما يتعلق بالمرحلة الانتقالية الآن.. يعني.. يعني الفلسطينيون حتى الآن لم يقولوا كلمة قاطعة، وقفنا عند أوسلو وانتهت أوسلو، لم يقولوا ذلك رسمياً لسه قبل يومين كانت اجتماعات بين بيريز ووزيرين فلسطينيين كبيرين.
د. رغيد الصالح:
ولكن هذه مش.. ليست بالضرورة تعود إلى مرجعية أوسلو، يعني الإسرائيليون يطالبون الآن ببدء.. بدء المفاوضات.
سامي حداد [مقاطعاً]:
يعني تريد هل تريد.. أفهم من ذلك أنك تطالب السلطة الوطنية الفلسطينية أن تتنازل عن كل ما حققته في فلسطين: موطئ قدم، بداية نوع من الدولة، عودة.. بوجود عندك 40 ألف فلسطيني يحملون السلاح، عودة كثيرين من زعماء المعارضة الفلسطينية عادوا إلى فلسطين ليس على أساس حق العودة، ولكن عن طريق أوسلو. تريد من السلطة أن تتنازل عن كل ذلك؟!
د. رغيد الصالح:
لأ، لست أطالب السلطة الفلسطينية بأي شيء من هذا القبيل، أنا أساساً كنت ضد.. ضد أوسلو، وأعتقد أن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير والشعب الفلسطيني يدفع ثمناً غالياً بسبب التنازلات الكبيرة التي حصلت في أوسلو، وكانت إلى حد كبير بدون مقابل جدي.
سامي حداد:
يا أخي.. الكل يتحدث، أنا مش عارف.. الكل يتحدث عن التنازلات، الكل يتحدث عن تنازلات، وعندما أتت.. يعني اجتماعات "كامب ديفيد" في شهر يوليو الماضي في.. في ولاية "ميريلاند" خارج واشنطن، والاجتماعات الأخيرة قبل أن ينتقل باراك إلى الصفوف الخلفية بعدما كان رئيس.. الوزراء، لم يتنازل الفلسطينيون عن أي شيء من مطالبهم الشرعية، على كل حال سنتطرق إلى ذلك بالتفصيل والخلاف مع سوريا فيما يتعلق بها الموضوع.
[فاصل إعلاني]
سامي حداد:
لنقرأ بعض الفاكسات، طلال الحاج من تكساس في الولايات المتحدة، طلال حاج ليس مراسلنا يعني في واشنطن، يقول: ربما يكون أفضل من، إيش هذه؟
عبد الباري عطوان:
ربما أفضل ما أنتجه مؤتمر..
سامي حداد:
أنتجه مؤتمر القمة العربية هو التقارب السوري الفلسطيني. هذا على الأقل ما يشعر به اللاجؤون الفلسطينيون في لبنان، وهم بحاجة ماسة للحماية السورية، كي لا تتكرر مجازر صبرا وشاتيلا التي ارتكبها إيلي حبيقة الوزير اللبناني الحالي وليس مجرم الحرب شارون كما يسهل علينا نحن العرب الاتهام والخجل من اتهام المجرم الحقيقي. الحكومة والشعب اللبناني معبآن ضد الوجود الفلسطيني في لبنان، الأصوات الحاقدة تتزايد للمطالبة باقتحام المخيمات وتجريدها من السلاح بالقوة، وكان آخرها صوت الرئيس السابق إلياس الهراوي، وتغيير قانون التملك ليستثني الفلسطينيين.. لا يحتاج إلى تعليق. دكتور رغيد.
د. رغيد الصالح:
ملاحظة.. إيلي ليس وزيراً الآن..
سامي حداد:
إنه.. إنه.. فيه هذا.. سنطرق إلى موضوع فلسطين في لبنان بعد هذا اللقاء بين الأسد-عرفات، لحود-عرفات. بيقول لك إنه يعني المصالحة جيدة، على الأقل هذا سيبعد خطر مداهمة المخيمات الفلسطينية من قِبَل بعض الجماعات اللبنانية في لبنان.
د. رغيد الصالح:
لست أعتقد أن الجو الآن هو جو مداهمات المخيمات، هنالك تحريض ضد الوجود السوري، هنالك تحريض ربما ضد ارتباط لبنان بالأسرة العربية بشكل عام، لكن الجو المهيمن هو الجو يعني صديق للقضية.. يعني مش صديق إنه مؤيد للقضية الفلسطينية ومتبني لها.. بقوة يعني، ولبنان دحر الاحتلال الإسرائيلي بقوة السلاح، ثم ينبغي.. تنبغي الإشارة هنا إلى المهرجان الذي نظمه حزب الله مؤخراً في بيروت أيضاً وهو مؤيد للمقاومة.
سامي حداد:
على كل حال، سأطرق موضوع لبنان والمخيمات والوجود الفلسطيني في لبنان خلال البرنامج، وهذا محور مهم جداً، وكذلك سأتطرق إلى موضوع المعارضة الفلسطينية.. الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق. عبد الباري عطوان عوداً إلى موضوع اللقاء السوري الفلسطيني في قمة عمان، هل تعتقد أن هذه المصالحة بوس لحى على رأيك؟! شيء ظرفي أم أنه استراتيجي؟
عبد الباري عطوان:
لا، أعتقد شيء ظرفي، لأنه الطرفين الآن في مأزق حقيقي يعني، مثلاً.. سوريا في مأزق، يعني في لبنان الآن فيه تيار قوي يطالب بخروجها من لبنان، المفاوضات على المسار السوري الإسرائيلي مجمدة أو منهية بالكامل، أيضاً فيه أزمة اقتصادية طاحنة في سوريا داخلية، فيه أزمة كمان أزمة مثقفين في سوريا مجتمع مدني، ناس تطالب بالمجتمع المدني، هذا أحرجت النظام الجديد في سوريا، طبعاً لازم.. لازم يجدوا مخارج من هذا، ففتحوا على الفلسطينيين، لأنه أولاً: بحاجة لدعم الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية في مواجهة.. –في لبنان- في مواجهة المطالبة بإخراج القوات السورية، إنه سوريا هاي ها حاضنة للعرب، حاضنة للفلسطينيين، الآن عادت إلى المقاومة الفلسطينية، عادت إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، عاد التنسيق، فالفلسطينيون في لبنان –وهم كتلة مهمة- سيكون إلى جانب سوريا وليس ضد سوريا، أو على الأقل ليسوا مع الطرف الآخر، هذه نقطة.
بالنسبة للفلسطينيين أيضاً كمان الرئيس الفلسطيني في مأزق حقيقة، يعني فيه انتفاضة، فيه إسرائيل أصبحت الآن تستخدم.. الاستخدام المفرط للقوة، تقصف مقرات الأمن الفلسطيني، تقصف مقر الرئيس عرفات، بحاجة إلى سلاح، بحاجة إلى دعم. طيب، هل سوريا في ظل التنسيق الجديد.. هل.. هل ستفتح جبهة جديدة مثلاً في هضبة الجولان أو في جنوب لبنان لتخفيف الضغط على الانتفاضة في يظل التنسيق الفلسطيني؟ لحظة..
سامي حداد [مقاطعاً]:
يعني أنتم كفلسطينيين بحاجة إلى.. إلى فتح الجبهات؟
عبد الباري عطوان:
طبعاً.. هل.. هل سوريا.. طبعاً، لأنه فيه انتفاضة، الآن فيه ناس.. لحظة..
سامي حداد:
طب، إذن ممكن أسألك.. هذا السؤال الذي يسأله كل مواطن عربي يا أخ عبد الباري، عندما يكون الموضوع مجابهة، ضغط على الفلسطينيين عسكرياً كما هي الحال الآن في أراضي فلسطين، يعني تقولون: يا عرب يا مسلمين، تصبح القضية عربية إسلامية، عندما يكون القرار سياسياً يتعلق بالقضية الفلسطينية يبقى القرار الفلسطيني الوحيد المستقل، مش عاوزين العرب يتدخلوا فيه.
عبد الباري عطوان:
يا سيدي أنا.. أنا معاك أن هذا خطأ استراتيجي كبير، يعني يجب أن ينسق الفلسطينيون مع العرب، يجب أن يكون هناك اعتماد أساسي على العمق العربي، ويجب عدم توقيع اتفاقات أوسلو، أنا في تقديري كان خطأ استراتيجي إنه إحنا وقعنا.. الفلسطينيين أو القيادة –مش أنا لا بأوقع ولا عمري هأوقع- ولا يوقعوا اتفاقات أوسلو، هذا أنا معاك، بس كمان في نفس الوقت هذه القضية الفلسطينية مش قضية فلسطينيين، اشمعنى يعني.. يعني الآن.. الأقصى يعني هو.. الأقصى بيت للفلسطينيين بس مسجد للفلسطينيين؟! طيب، السيد فاروق الشرع لما راح على "ميريلاند" ماجابش سيرة القدس ولا جاب سيرة..، الآن بدهم يعودوا قومية المعركة من جديد، أهلاً وسهلاً هذا بيجبر عرفات وغير عرفات على الالتزام بأي تنسيق بعيد المدى في هذا الخصوص، لكن سوريا هل مستعدة سوريا بعد التنسيق مع الفلسطينيين والمصالحة أنها تدعم الانتفاضة الفلسطينية بالسلاح مثلاً؟ الفلسطينيون بدهم سلاح، هل.. سوريا وفيه بحر عندها وعندها سفن وعندها أشياء؟ هل عندها استعداد.. أن تُؤمِّن الدعم للفلسطينيين؟ تفتح جبهة الجولان مثلاً؟ تفتح جبهة جنوب لبنان مثلاً؟ تخفف الضغط على الانتفاضة؟ يكون فيه.. فيه مقاومة عربية حقيقية؟
سامي حداد:
في الواقع سأترك الأخ نبيل يجاوب على هذه التساؤلات، ولكن يعني أنت يعني فتح جبهة مقاومة داخل الجولان أنت تجر سوريا إلى حرب جديدة في وقت لا يوجد فيه هنالك ميزان عسكري بين العرب و إسرائيل.
عبد الباري عطوان:
يا أخي.. يا أخي سوريا.. تقدر.. يا أخي.. يا أخي..
سامي حداد:
يعني هذا كلام عاطفي جميل حماسي يا أخي هذا كلام جميل.
عبد الباري عطوان:
يا أخي مش عاطفي، يا أخي مش عاطفي يا أخي.
سامي حداد:
يعني تريد أن تجر العرب لحرب أخرى؟
عبد الباري عطوان:
يا أخي خليني ، يا أخي اسمعني بس في الـ 67 مين اللي جر العرب لحرب الـ 67 مش سوريا هذا فيه معركة، مش مين جر ومين ما جرش، هذا فيه عدو إسرائيلي، هذا العدو الإسرائيلي ما ينفعش، بأنه ثلاثين سنة والجبهة السورية هادية، يعني لازم يصير فيه.. يصير فيه.. يا أخي يحرروا الجولان، يفتحوا جبهة لتحرير الجولان بدناش فلسطين يحرروها، بس عملية إنه طب والفلسطينيين يقولوا لك: ننتظر التوازن الاستراتيجي، طب الفلسطينيين لما بيواجهوا إسرائيل الآن فيه توازن استراتيجي بينهم وبين إسرائيل؟!
سامي حداد:
أستاذ نبيل الملاح طولنا عليك اتفضل يا سيدي عندك أكيد ملاحظات كثيرة، اتفضل.
نبيل الملاح:
نعم، أولاً.. أولاً حقيقة أستغرب ما يقال عن الوجود السوري في لبنان في هذا الوقت بالذات، حيث يمر الصراع العربي الإسرائيلي بأدق مراحله، والمنطقة كلها معرضة لمخاطر وأخطار جسيمة، في حال عدم التوصل إلى سلام شامل على كل المسارات، هذه نقطة.
النقطة الثانية الذي.. التي أود أن أردَّ بها على الأستاذ عبد الباري أن القوات السورية في لبنان –كما ذكرت- موجودة بناء على طلب الشرعية في لبنان ولمصلحة لبنان، وبالتأكيد أن القوات السورية في لبنان ستعمل على.. أو عملت على تحقيق..
عبد الباري عطوان [مقاطعاً]:
أنا ما جبتش سيرة القوات السورية في لبنان، أنا ما جبتش سيرتها، أنا ما ليش علاقة، هذا موضوع لبناني سوري يحلوه بعض، أنا ماحكتش عليه.
نبيل الملاح:
سياق حديثك.. تماماً كويس طيب.. طيب.
عبد الباري عطوان:
أنا مع الوجود.. أن مع وجود القوات السورية.. وفي إذا كانت القوات السورية تشارك في المعركة.
نبيل الملاح:
نتجاوز.. نتجاوز.. نعم.. نعم
عبد الباري عطوان:
أنا ماخلتش في الموضوع هذا أنتو واللبنانيين حلوه..
نبيل الملاح:
كويس.. كويس، ماشي، فيما يتعلق بمشكلة المثقفين والمجتمع المدني التي تحدثت عنها على أنه هناك مشكلة للنظام مع المثقفين، الحقيقة ليست هناك أي مشكلة، ما حدث بالنسبة للمثقفين يحدث في آي بلد آخر، نحنا عندما جاء الرئيس بشار الأسد إلى الرئاسة في سوريا حمل معه مشروع تطوير وتحديث الدولة، وأكد على احترام الرأي والرأي الآخر، إلا أن بعض المثقفين قد.. يعني الحقيقة تسرعوا في طرح الكثير من القضايا، كل.. كل شيء سيأتي في وقته، لا يمكن إطلاقاً أن يتم إنجاز مشروع كبير كالذي طرحه الرئيس بشار الأسد عند أدائه للقسم الدستوري في مجلس الشعب السوري أن يتم خلال فترة وجيزة، الرئيس بشار الأسد له في الرئاسة عدة أشهر، علينا أن ننتظر، وبالتأكيد الأمور في سوريا تسير إلى الأفضل وإلى الأحسن، وعلى أساس الثوابت التي أرساها الرئيس الراحل حافظ الأسد، يعني يجب أن نعلن جميعاً..
سامي حداد [مقاطعاً]:
أستاذ نبيل الأخ عبد الباري طرح.. طرح فكرة..
سامي حداد [مقاطعاً]:
عفواً، عندي بعض المكالمات الهاتفية، الأخ عبد الباري طرح فكرة إن عاوز إنه تفتحوا جبهة جديدة في الجولان.
نبيل الملاح:
بالله عليك هل هذا مقبول الآن في ظل ما يسمى بالنظام العالمي الجديد؟! والعرب.. والعرب اعتبروا أن السلام خيارهم الاستراتيجي؟! هل مقبول هذا الكلام الآن؟! هناك سوريا عندما الظروف ساعدت على أن تساعد المقاومة الوطنية اللبنانية، لم تقصر على الإطلاق، وسوريا لم تقصر في أي عمل قومي عربي على الإطلاق، ولكن هناك بعض الأمور محكومة باعتبارات إقليمية ودولية يعرفها الأستاذ عبد الباري تماماً، ويفُترض أن يعرفها كما يعرفها الجميع.
سامي حداد:
شكراً، لدينا مكالمة من الدكتور ماهر الطاهر من دمشق، مساء الخير دكتور ماهر.
د. ماهر الطاهر (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين):
مساء النور.
سامي حداد:
اتفضل يا سيدي.
د. ماهر الطاهر:
أعتقد الموضوع المطروح للنقاش في غاية الأهمية، لدي بعض الملاحظات السريعة.
سامي حداد:
نعم.
د. ماهر الطاهر:
عودة وتعزيز العلاقات الفلسطينية السورية الرسمية باعتقادي تمثل مصلحة عليا للطرفين، وخاصة بالنسبة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان هائل وإرهاب كبير، ويهمني أن أقول أن نتائج قمة عمان –مع الأسف- لم تتناسب إطلاقاً مع متطلبات المعركة التاريخية المحتدمة على الأرض الفلسطينية، وهي معركة حياة أو موت سيتقرر على ضوئها الكثير من المسائل في عموم المنطقة، بأعتقد إنه من أهم نتائج القمة إن لم يكن من أهمها على الإطلاق موضوع خطاب الرئيس الأسد في القمة، و اللي دعا فيه لِطيِّ صفحة الماضي، وهو خطاب -باعتقادي- في غاية الأهمية، وذو بعد استراتيجي الحقيقة، لأنه الكلمة مثَّلت موقف قومي صادق يكتسب أبعاد بالغة الدلالة، سواء في تشخيصه لبنية المجتمع الإسرائيلي، أو دعوته لفتح صفحة جديدة في العلاقات الرسمية السورية الفلسطينية، ووضع سوريا ورصيدها وإمكانياتها في خدمة كفاح الشعب الفلسطيني على أساس التمسك بالثوابت الوطنية والقومية. هذه الكلمة –إذا أردنا أن نكون موضوعيين- شكلت نموذج صادق وترجمة عملية لتحقيق المصالحة العربية الشاملة، الشاملة والكاملة، واللي كانت أتمنى إنه تعكس نفسها على كافة القضايا الحقيقة، الآن إحنا.. مناقشة هذا الموضوع.. الحقيقة أنا يعني بأستغرب ليش الأستاذ عبد الباري دخل هذا المدخل، هذا الموضوع في غاية الأهمية، وله بعد استراتيجي يجب أن ننطلق –الحقيقة- من رؤية المستقبل، المخاطر المحيطة بالنضال الفلسطيني والنضال العربي، كيف نعزز هذه العلاقات على أسس سليمة الحقيقة، لأنه هذا سيلعب دوراً أساسي في استمرار الانتفاضة وتصعيدها، وأنا إذا سمحتوا لي، النقطة الثانية، لدي اعتقاد أنه ستكون هناك محاولات جدية لإعاقة تحقيق المصالحة الرسمية الفلسطينية-السورية، وهنالك أطراف لن يكون لها مصلحة في هذا الموضوع وعلينا أن نكون حذرين في مجابهة يعني هذه المسألة، وبصراحة أنا بأتساءل إنه لقاءات التنسيق الأمني، اللي تمت في تل أبيب، ولقاءات أثينا، هل هي لوضع العصي في الدواليب أمام هذا الموضوع؟ وليش؟ و ألم نستخلص يعني دروس العشر سنوات الماضية؟ نحن لسنا أمامنا من طريق كشعب فلسطيني بعد أن اتضح بالملموس أن إسرائيل لا تريد السلام، ليس أمامنا من طريق سوى استمرار الانتفاضة، واستعادة وحدة منظمة التحرير، وإحياء دور المنظمة على أساس مشاركة كافة القوى الفلسطينية دون استثناء بالموضوع الفلسطيني، وعقد مجلس وطني فلسطيني شامل لتقييم المرحلة الماضية، ورسم استراتيجية مجابهة، وتعزيز العلاقات الفلسطينية-السورية على أسس واضحة، وليس أمامنا طريق آخر إذا كنا صادقين ومخلصين، ونريد أن تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني. من هنا إحنا كمعارضة فلسطينية الحقيقة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نرحب بالخطاب اللي ألقاه الرئيس الأسد، نرحب بالمبادرة السورية، ونقول أن علينا أن نتعامل معها بشكل جدي، بشكل مسؤول حتى تنجح في المرحلة القادمة، نقطة أخيرة..
سامي حداد:
اتفضل يا أستاذ.
د. ماهر الطاهر [مستأنفاً]:
أخ عبد الباري، نقطة أخيرة بس معلش خلصت أنا.. يا أخ عبد الباري إحنا لازم نكون موضوعيين، الشعب الفلسطيني في سوريا، فيه هناك مئات الألوف من الفلسطينيين في سوريا، ما فيه دولة عربية بتعامل الفلسطيني كما تعامله سوريا، بكل الحقوق المدنية، إلك حق التعليم، وإلك حق التوظيف، وإلك حق العمل، وتُعامل كسوري بكل مناحي الحياة، وما فيه دولة عربية حتى بتعامل الفلسطيني بالدخول والخروج كما تعامله سوريا، وين مسموح للفلسطيني يدخل؟ أعطيني بدول الخليج بيقدر يدخل؟ وين الدول العربية اللي بتعطي تسهيلات للفلسطيني؟ خلينا نشوف الأمور بشكل موضوعي، وأنا أتمنى إنه كل الدول العربية أن تعامل الفلسطيني كما تعامله سوريا، إذا كان حصلت مشكلات وتناقضات في مرحلة معينة، عكست نفسها بشكل سلبي في هذه الفترة أو تلك، المفروض إحنا أن نطوي صفحة الماضي، نفتح صفحة جديدة، نشتد للمستقبل وللمصالح العليا الوطنية والقومية، وشكراً.
سامي حداد:
شكراً دكتور ماهر الطاهر، إذا كنت تريد أن تطوي صفحة الماضي، حبذا لو أنك أيضاً رحبت بخطاب الرئيس ياسر عرفات وليس فقط بخطاب الرئيس الدكتور بشار الأسد.
عبد الباري.. بدك أحسن ما يمكن، يعني كما سمعت من الدكتور ماهر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحسن معاملة في العالم العربي هي للفلسطينيين في سوريا، وأنت تقول هنالك سجناء، ومعاملتهم عاطلة؟!
عبد الباري عطوان:
طب، يا أخي أنا بأكذب يعني؟! طب، اتمنيت الأستاذ الدكتور ماهر –وهو صديق عزيز- يتحدث عن المعتقلين، تمنيت برضو أن يتحدث أيضاً عن معاملة فصائل المعارضة في سوريا لما جرى استدعاؤهم من قبل السيد عبد الحليم خدَّام وقال لهم، بعد ما كانت الأمور ماشية مع إسرائيل والمفاوضات، قال لهم: روحوا اعملوا مؤسسات خيرية ومافيش عمل مسلح، والله معاكم. وفلسَّت، وإحنا عارفين إيش كانت الظروف، وأنا كنت في سوريا وسمعت كلام كتير، والمجالس أمانات، ما أقدرش أحكي في ها الموضوع هاي، حتى ما أحرجش ناش أو ما أعرضش ناس للسجن من الفلسطينيين. بعدين معاملة الفلسطيني في سوريا، طب، يا أخي سوريا هي اللي بتحكم في لبنان، ليش ما تعامل الفلسطينيين في لبنان معاملة الفلسطينيين في سوريا؟! والفلسطينيين في سوريا رايحين جايين، كل حياتهم قضوها زايرين الضابطة الأمنية، وراجعين من عند الضابطة الأمنية، ونفس الشيء قادة الفصائل، إحنا يا دكتور إحنا مع مصالحة.. مصالحة حقيقة مش مصالحة شكلية تبويس لحى، إحنا بدنا نتعاتب، لازم نتعاتب حتى تنجلي القلوب، لازم نصفي كل الملفات العالقة، في لبنان الدولة.. الحكم الذاتي اللبناني اللي أوقف لبناني سحب جواز سفره لأنه من أصل فلسطيني، لأ.. المعاملة السيئة للفلسطينيين مستمرة في لبنان، هو ظل الفلسطينيين في لبنان؟ هجَّروهم من كتر المعاملة السيئة، ممنوع يدخلوا لوح خشب، ممنوع يدخلوا كيس أسمنت، ممنوع يوسعوا بيت، وأخيراً أصدروا قوانين عنصرية، والله ما طلعت في جنوب إفريقيا اللي هنا استثناؤهم من.. لوحدهم من قضايا التمليك.
سامي حداد [مقاطعاً]:
دكتور..
عبد الباري عطوان [مستأنفاً]:
ليش سوريا ما تدخلت وقالت: لأ، عيب، إحنا دولة قومية، هذه القوانين لا تصح؟! ليش.. إشمعنا كل النفوذ السوري جيد جداً في لبنان، وفاعل جداً في لبنان، لكن لما تيجي عند المضايقات الفلسطينية يختفي هذا النفوذ؟! فلازم نتصالح.. يجب أن نتصالح.
سامي حداد [مقاطعاً]:
يا أخ عبد الباري أنت تعرف.. أنت تعرف.. عفواً..
عبد الباري عطوان [مستأنفاً]:
حتى نتصالح.. لحظة بس يعني حتى لا يُساء فهمي..
سامي حداد [مقاطعاً]:
يا أخ عبد الباري. أعطِ المجال لغيرك الله يخليك.
عبد الباري عطوان [مستأنفاً]:
حتى لا يُساء فهمي، إحنا مع المصالحة، وإحنا مع التنسيق، وتضحيات الشعب السوري ضخمة جداً، وخاضوا حروب من أجل القضايا العربية، بس يا أخي كمان في الفترة الأخيرة كانت السياسات السورية سياسات غير فاعلة ومجمدة وغير قومية حتى بدليل إن المعارضة الفلسطينية في سوريا فلَّست، ما عدش عندها حتى، جماهير في الشارع الفلسطيني بسبب السياسات السورية للفلسطينيين، وخليه يقول لي الدكتور ماهر الطاهر إذا أنا غلطان..
سامي حداد [مقاطعاً]:
أعتقد.. أعتقد أن هذه يعني اتهامات لا يمكن أن أتركها هكذا، ومعلش دكتور رغيد أُعطي المجال للأخ نبيل الملاح في بيروت، أستاذ نديم.. نبيل.
نبيل الملاح:
نعم.. أستاذ سامي.
سامي حداد:
نعم.
نبيل الملاح:
نعم.. نعم، ما يقوله الأستاذ عبد الباري يعني الحقيقة، أقول –وللأسف- بعيد عن الحقيقة.
عبد الباري عطوان [مقاطعاً]:
هات..
نبيل الملاح [مستأنفاً]:
أولاً سوريا.. أولاً: سوريا لا تحكم في لبنان، في لبنان مؤسسات حكم شرعية، فيه رئيس، وفيه مجلس نيابي، وفيه حكومة هي التي تحكم في لبنان. أنا أؤكد أن سوريا لا تحكم في لبنان على الإطلاق، وإنما هناك تعاون وتنسيق بين السلطتين السورية واللبنانية هناك تعاون وتنسيق، وهناك اتفاقيات أصولية تحكم هذه العلاقة، أما ما قاله أيضاً أن السياسات السورية في السنوات الأخيرة غير قومية، فأعتقد أن هذا الكلام أنا أرفضه شكلاً ومضموناً، ولا أقبل به، لا يجوز أن يقال عن سوريا التي ضحت والتي دفعت أثمان باهظة لتضحياتها ولتغليبها المصلحة القومية على المصلحة الوطنية أن يقال أن سياسات.. السياسات السورية غير قومية، هذا الكلام غير مقبول على الإطلاق، وأنا أود أن أقول..
عبد الباري عطوان [مقاطعاً]:
طب لماذا لم يبحث.. لماذا لم يبحث الدكتور الشرع لما التقى رابين.. لما التقى..
نبيل الملاح:
أنا أود أن.. أنا..
عبد الباري عطوان:
لحظة بس، طب إذا كانت مش سياسات قومية، لماذا لم يتطرق مطلقاً السيد فاروق الشرع في ميريلاند في خطابه في البيت الأبيض لأي قضية فلسطينية، ولا للقدس ولا للاجئين ولا لحق العودة؟! هل هذا طرح قومي يا أستاذ نبيل؟
نبيل الملاح:
لماذا لا تقول يا أستاذ عبد الباري؟! أنا سأقول لك، لماذا لا تقول يا أستاذ عبد الباري، أن الرئيس بشار الأسد في مؤتمر القمة قال في كلمته: أن سوريا لن توقع اتفاق سلام قبل أن يوقع الفلسطينيون اتفاق السلام؟ قال الرئيس بشار الأسد هذا الكلام..
عبد الباري عطوان [مقاطعاً]:
آه، أنا مع الموقف ويشكر على هذا الموقف. لأ، إحنا نقدِّر هذا الموقف.
نبيل الملاح [مستأنفاً]:
قال هذا الكلام، ألا يعني.. ألا يعني هذا الكلام أن سوريا ورئيس سوريا تتبنى أولاً القضية الفلسطينية بكل أبعادها، وبكل محاورها؟
عبد الباري عطوان [مقاطعاً]:
هذا كلام جديد، لسه سمعناه بس من أسبوع..
نبيل الملاح:
أتمنى.. أتمنى يا..
عبد الباري عطوان:
يا أستاذ نبيل هذا من أسبوع سمعناه.. الكلام..
نبيل الملاح:
أتمنى يا أستاذ.. هذا.. هذا كلام..
عبد الباري عطوان:
بس من أسبوع، بس قبل أسبوع ما سمعنا هذا الكلام، بدنا تطبيق عملي، بدنا تطبيق عملي في لبنان، بدنا تطبيق عملي في سوريا، بدنا تطبيق عملي في الضفة الغربية وقطاع غزة، بدنا دعم للانتفاضة، بدنا إفراج عن المسجونين، بدنا معاقبة ومحاكمة الذين ولغوا في الدم الفلسطيني في لبنان..
نبيل الملاح:
سوريا.
عبد الباري عطوان [مستأنفاً]:
وفي غير لبنان، هذا اللي بدنا إياه، كملوا ها السياسات القومية وإحنا معاكوا جنود.. جنود معاكم إحنا.
نبيل الملاح:
هذا.. يجب أن يكون.. يجب أن نكون جميعاً في خندق واحد.. يجب أن نكون جميعاً في خندق واحد، لا يجوز أن نتحدث إطلاقاً بما تحدثت به يا أستاذ عبد الباري، علينا أن نبحث كما قلت.. عن الأمور.
عبد الباري عطوان [مقاطعاً]:
كفرت أنا.. كفرت يا سيدي، كفرت بحكي كذب أنا، مش وقائع بأحكيها.
نبيل الملاح:
ما كفرت.. ما كفرت..
عبد الباري عطوان:
إيلي حبيقة موجود أم مش موجود؟ إيلي حبيقة موجود أم مش موجود؟
نبيل الملاح:
أليس.. أليس.. أنا لا يهمني إيلي حبيقة، أنا..
عبد الباري عطوان:
موجود. معاملة الفلسطينيين السيئة في لبنان، معاملة الفلسطينيين موجودة أم مش موجودة؟
نبيل الملاح:
أنا أتحدث.. أنا أتحدث.. أنا أتحدث عن قضية قومية كبرى، أنا أتحدث عن القضية الفلسطينية، لا أتحدث عن إيلي حبيقة وغيره. سوريا..
سامي حداد [مقاطعاً]:
الواقع هذا يعيدني، حتى نريح المشاهد شوي من هذه المشاحنات الكلامية، دكتور رغيد الصلح عوداً إلى موضوع لبنان والوجود الفلسطيني، يعني انعكاسات لقاء الرئيس لحود مع الرئيس الفلسطيني في هامش قمة عمان، وهذا اللقاء جاء بعد –وليس قبل- لقاء الرئيس الأسد بياسر عرفات، يعني انعكاس ذلك على وجود.. الوجود الفلسطيني في لبنان خاصة المخيمات، -وكما سمعت قبل قليل- يقول عبد الباري عطوان: إن المخيمات محاصرة لا يمكن..
عبد الباري عطوان [مقاطعاً]:
مسمار.. كيس أسمنت.
سامي حداد [مستأنفاً]:
أن يُدخلوا مسمار، أسمنت لإصلاح بيت، إلى متى سيبقى ذلك؟
د. رغيد الصلح:
ابتداءً أنا موافق على أنه هنالك كان نوع من الاضطهاد للفلسطينيين تاريخياً في لبنان، يعني نوع من معاملة غير إنسانية أحياناً، أنا أعتقد أنه من الضروري أن يتجه لبنان –من أجل لبنان نفسه- إلى جانب الفلسطينيين، حتى.. يعني يستقر لبنان كبلد، ويستطيع أن ينمو ويزدهر، موجود فيه حوالي 300 ألف فلسطيني، من أجل لبنان نفسه لابد من أن يعطوا الفلسطينيين حق المواطنة بدون التوطين بدون التجنس، يعني.. بمعنى حقوق المواطن يعني على الصعيد الاجتماعي على صعيد الخدمات، ولكن بدون التوطين..
سامي حداد [مقاطعاً]:
يعني أليس بذلك يردون الجميل يجب.. يبجب.. يعني قبل.. قبل حوالي عام يعني أصدرت المحاكم الشرعية في لبنان حكم بالإعدام على سلطان أبو العينين في مخيم صيدا، وهو رئيس قوات ياسر عرفات في صيدا، يعني..
د. رغيد الصلح:
يعني أنا لست متبنياً لكل مواقف الحكومة..
سامي حداد:
لأ، أنت كمراقب لبناني موجود في.. لندن.
د. رغيد الصلح:
كمراقب.. هنالك.. هنالك مشكلة بهذا المعنى، ولكن بالمقابل يجب الاعتراف بأنه في عملية التنسيق والعلاقات ما بين أطراف مختلفة اللوم لا يقع على جهة واحدة فقط، يعني أعطيك مثلا قيل عن موضوع فتح الجبهات: نلاحظ أنه عندما كانت الجبهة اللبنانية مشتعلة، وعندما كان.. كانت المقاومة في لبنان تدحر الاحتلال الإسرائيلي، كانت الجبهة الفلسطينية هادئة أكثر من ذلك، عندما حدثت مجزرة قانا -وأعتقد أن الأستاذ عبد الباري يوافقني على ذلك- في نفس اليوم وربما في نفس اللحظة كان الرئيس ياسر عرفات يعانق شمعون بيريز، وظهرت هذه الصورة على التليفزيونات وكانت موضع ألم شديد وحزن عند اللبنانيين الذين وقفوا إلى جانب المقاومة، وضحوا بكل شيء من أجل المقاومة بعضهم.. يعني قضى شهيداً وبعضهم..
عبد الباري عطوان [مقاطعاً]:
لا.. طبعاً.. طبعاً هذه صورة سيئة، وإحنا..
د. رغيد الصلح:
أن هنالك.. أنا بدي أحكي..
عبد الباري عطوان:
إحنا الفلسطينيين انتقدنا عرفات وانتقدنا الرئيس عرفات، وانتقدنا كل.. إحنا لا نُقر الباطل.
د. رغيد الصلح:
طبعاً.. طبعاً.
سامي حداد [مقاطعاً]:
قبل أن تدخلا في مشادة معي.. معي كريم الشيباني من حلب في سوريا، اتفضل يا أخ كريم الشيباني، وباختصار ورجاءً اتفضل.
كريم الشيباني (الحزب الوطني الديمقراطي):
أنا أولاً.. مساء الخير..
سامي حداد:
مساء النور.
كريم الشيباني:
بدي التأكيد على نقطة تهم الجميع، إنه ما من عربي لا في سوريا ولا في فلسطين إلا وهو مطمئن ومرتاح إلى طي صفحة الماضي التي طالب به الرئيس بشار الأسد، واللقاء المنتظر بين القيادتين السورية والفلسطينية يدلل على مسألة هامة جداً، أنه علينا جميعاً أن نستفيد من دروس الماضي، وأن نأخذ من الماضي عبراً لكي نحاول أن نبدأ طريقاً جديداً أو جديدة، تكون هذه الطريق لمصلحة العرب جميعاً، حقيقة ودون دخول في التفاصيل، أنا أريد أن أقول للجميع أن السوريين مغتبطون بشكل عام ومرتاحون بشكل عام إلى انفراجات تتحقق يوماً إثر يوم على مستوى العلاقات العربية-العربية. وهذا إن دل فإنما يدل على أن النظام السياسي العربي يحاول أن يخرج من كّبْوته، ويحاول أيضاً أن ينهض من عزلته، لأن هذه الكبوة وهذه العزلة ليست لمصلحة أحد، لا النظام السياسي العربي، ولا الإنسان العربي، لا لمصلحة الشعب الفلسطيني، ولا لمصلحة الشعب السوري، أنا فقط أريد لأخي عبد الباري أن أقول: أنه ما من سوري إلا ويعيش المسألة الفلسطينية صباح مساء، ومنذ بدايات المسألة الفلسطينية، فلسطين ليست لفلسطين، فلسطين للعرب، إذا ما حدثت جراح في الماضي، وإذا ما حدثت أخطاء في الماضي فعليه أن يتذكر أن العديد من الفلاسفة.. أن ننسى الماضي..
سامي حداد [مقاطعاً]:
وكما.. آسف أستاذ كريم، وكما قال الرئيس بشار الأسد "عفا الله عما مضي".
[موجز الأخبار]
سامي حداد:
ننتقل إلى بيروت مع الأستاذ نبيل الملاح، أستاذ نبيل نقل عن السيد فاروق القدومي (رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية) بأن تحضيراً لزيارة الرئيس عرفات بأن أبواب دمشق مفتوحة لياسر عرفات، هل تعتقد أن الفصائل الفلسطينية المعارضة التي تتخذ من دمشق مقراً لها، يعني سيعطي لها الضوء الأخضر لفتح ذارعيه.. أذرعتهم إلى ياسر عرفات؟
نبيل الملاح:
طبعاً عندما استقبل المسؤولون السوريون السيد فاروق القدومي بحثوا معه في التحضير لزيارة الرئيس عرفات إلى دمشق، وبحثوا أيضاً معه سبل دعم الانتفاضة، وبحثوا معه أيضاً الوحدة الوطنية الفلسطينية، لأنه الحقيقة الوحدة الوطنية كما هي مطلوبة في أي بلد من البلدان مطلوبة الآن ضمن إطار.. يعني المنظمات الفلسطينية أو الشعب الفلسطيني، الوحدة الوطنية مطلوبة، وسوريا أكدت على الوحدة الوطنية بين مختلف الفصائل الفلسطينية.
سامي حداد:
يعني بعبارة أخرى هل تعتقد أن فتح الانتفاضة جماعة أبو موسى، أبو خالد العملة الذين انقسموا عن عرفات عام 83، وبمساعدة -كما يقال- القوى السورية أخرجوا عرفات عام 83 من طرابلس لبنان، يعني هل تعتقد أنه سيكون هنالك حوار بين هذا الفصيل الفلسطيني وأيضاً الجهاد الإسلامي؟ ناهيك يعني المنظمات الأخرى معروف الشعبية، الديمقراطية، جبهة النضال الشعبي، الصاعقة، التي يعني تنهج منهج سوريا، ربما يكون حوار، ولكن ماذا عن جماعة "فتح الانتفاضة" برأيك و "الجهاد الإسلامي"؟
نبيل الملاح:
أنا برأيي أنه يجب أن يكون هناك حوار بين الجميع دون استثناء، يجب أن يكون هناك حوار بين جميع الفصائل، لأنه إذا لم يتم الحوار بين الفصائل لن نتوصل إلى رؤية واضحة ورؤية مشتركة، وبالتالي لن نستطيع الوصول إلى ما نريد أن نصل إليه.
سامي حداد:
عبد الباري.
عبد الباري عطوان:
يعني إحنا علينا أن نأخذ مثلاً بلقاء الرئيس اللبناني إميل لحود مع الرئيس عرفات، يعني كان أميل لحود، الرئيس لحود يقاطع ياسر عرفات ولا يعترف فيه حتى، ويتهجم عليه، ويتطاول عليه. بعد أن التقى الرئيس بشار الأسد الرئيس عرفات على قمة عمان، بعدها بـ 10 دقائق التقى الرئيس لحود التقى الرئيس عرفات وتصافحوا وتعانقوا.. سبحان الله!! فنفس الشيء ينطبق على الفصائل المعارضة الفلسطينية. يعني فصائل المعارضة الفلسطينية الآن بعد ما يصل الرئيس ياسر عرفات إلى دمشق، ويستقبل استقبالاً لائقاً -وهذا ما أرجوه- يعني ستنتهي الخلافات بين.. بين الجانبين، وبعدين كمان أود أن أذكر مثلاً إنه كمان يعني السيد الفاهوم اللي هو رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، ورئيس المعارضة الفلسطينية في دمشق، أكد والتصريحات موجودة نشرناها على الصفحة الأولى في جريدة القدس بإنه الرئيس عرفات لم يخرج عن الثوابت الوطنية الفلسطينية إطلاقاً، يعني سبحانه الله!! فجأة الرئيس عرفات لم يخرج إطلاقاً!! لا إحنا بنقول.. أنا باقول: خرج الرئيس عرفات عن الثوابت الفلسطينية عندما وقع اتفاق أوسلو، لماذا لا.. فجأة أصبح الرئيس عرفات مقبولاً..
سامي حداد [مقاطعاً]:
لو أراد يا أخ عبد الباري.
عبد الباري عطوان [مستأنفاً]:
أنا بأحكي أنا اللي ما بيقدرش يحكيه الآن السيد الفاهوم، لأنه عرفات بيحصر بده يذهب إلى دمشق، أنا بدي أحكي، إنه لا، اتفاق أوسلو كان خروج عن الثوابت الوطنية الفلسطينية.
سامي حداد:
أوسلو وضع له موطئ قدم، والتانيين قاعدين بالشام بيطلعوا لي بيانات، معنا السيد فيصل العلي من دمشق، تفضل يا أخ فيصل.
فيصل العلي:
تحياتي يا أستاذ سامي.
سامي حداد:
هلا.
فيصل العلي:
حياكم الله.
سامي حداد:
حيا.
فيصل العلي:
الحقيقة أنا يعني متفاجئ ومصدوم بهذا النفس وهاي النبرة اللي بيتحدث فيها الزميل الأستاذ عبد الباري عطوان، بصفته رئيس تحرير صحيفة عربية مهمة تصدر في المغتربات، يعني هذه الحملة على سوريا لصالح من الآن؟ هذه الحملة على السياسية السورية، يعني عم بيفكر مثلاً واحد..
عبد الباري عطوان [مقاطعاً]:
يا أخي أي حملة؟ مفيش حملة إحنا بناقش قضايانا يا أستاذ، مفيش حملة.
فيصل العلي:
طيب اسمح لي يا أستاذ..
عبد الباري عطوان:
يعني أنا.. أنا ممنوع أحكي عن المعتقلين الفلسطينيين في السجون السورية،
فيصل العلي:
طيب يا أستاذ عبد الباري، طيب.
عبد الباري عطوان:
ممنوع أحكي عن السفاح إيلي حبيقة يا أخي؟! إشي شو حملة هاي،
فصل العلي:
يا أخي هأجاوبك أنا راح أحكي.
عبد الباري عطوان:
مش حملة، إحنا لازم نتصارح، لازم نحكي كتمتوا نفسنا ثلاثين سنة خلونا نحكي..
فيصل العلي:
يا أخي، اسمح لي أنا ما قاطعتك، أنا عم منتظر عشر دقائق ربع ساعة على التليفون، ما قاطعتك أنا يا أخي..
سامي حداد:
ممكن تعطيه مجال رجاءً؟
عبد الباري عطوان:
اتفضل.
سامي حداد:
اتفضل يا أخ فيصل.
فيصل العلي:
طيب، عم يتحدث الأستاذ عبد الباري عن ما يسميه عزلة سوريا، والحقيقة أنا فوجئت لأني لم أقرأ لا لصحفي إسرائيلي ولا غربي ولا أميركي يتحدث في هذه الآونة عن شيء اسمه عزلة سوريا، فعلاقات سوريا الآن ممتازة مع كذا بلد عربي، ومع محيطها الجغرافي المباشر أيضاً، حتى علاقاتها مع تركيا تحسنت وقفزت إلى حد كبير قفزة مهمة، نعرف ماذا يعني دور تركيا تجاه سوريا في المراحل السابقة، والعلاقات السورية العراقية تخطو خطوات مهمة جداً باتجاه أكثر من الانفراج، حقيقة باتجاه التعاون واللي ممكن نسميه يعني، المكاسب الاقتصادية المتبادلة، وباتجاه أيضاً رفع الحصار الظالم عن العراق دولة وشعباً طبعاً، ولا نميز في ذلك بين الشعب والدولة العراقية، التي نحرص وتحرص سوريا في كل بيان وموقف وتصريح على التأكيد على وحدة العراق وسيادته أرضاً وشعباً ودولة، (أكيد)؟ فأنا متفاجئ الحقيقة بهذا النفس. زائد إن الأستاذ عبد الباري بيتحدث عن المقاومة الفلسطينية في لبنان بصرف النظر تماماً عن كل الدروس المستفادة من هذه التجربة المرة، والتي أهمها مانوهت أنت إليه شخصياً من أنه المقاومة ماذا كانت في لبنان؟ كضيف بهذا المعنى شايف؟ وكيف أنها يعني أو قيادة منظمة التحرير لم تستفد الحقيقة من التجربة الأردنية المرة جداً والمأسوية، ودخلت عنصراً داخلياً في البنية الداخلية الهشة للمجتمع اللبناني كبنية طائفية ميليشياوية، وأصبحت مصيراً لفريق ضمن لعبة صراع تناحر داخلي، له أسبابه التاريخية، وعرف مراحل من هذه الانفجارات فيما سمى بالحرب الأهلية في لبنان، فهذا كله يغض النظر عنه، وهي الحقيقة سقطة كبيرة، وخطأ استراتيجي كبير.. كبير جداً لقيادة منظمة التحرير، والأستاذ عبد الباري في كل مناسبة يدافع عن موقف منظمة التحرير بموضوع الكويت، والحقيقة هذا الموقف لم يكن سليماً على الإطلاق، بل جر على الشعب الفلسطيني كثيراً من النوائب الجديدة و المضافة إلى مأساته التاريخية التي نشاركه فيها جميعاً نحن كسوريين، لأننا نشعر، كل مواطن سوري يشعر أن الفلسطيني جزءاً.. جزء منه، من وجدانه، من تكوينه التاريخي، من جغرافيته، بل من قضيته الوطنية، والرئيس بشار الأسد..
سامي حداد [مقاطعاً]:
شكراً أستاذ فيصل العلي..
فصل العلي:
طب اسمح لي بهذه الجملة فقط.
سامي حداد:
تفضل.
فيصل العلي:
الرئيس بشار الأسد حين قال: لنقلب صفحة الماضي، الحقيقة كان ينظر من منظور تفاؤلي مستقبلي، ومن منظور استراتيجي أيضاً لضرورة العلاقة التلاحمية بين سوريا والقضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني، وأيضاً ومنظمة التحرير. فللأسف السيد عبد الباري عطوان يريد أن..
سامي حداد:
شكراً أستاذ فيصل العلي.
[فاصل إعلاني]
سامي حداد:
الدكتور رغيد الصلح، رئيس الوزراء اللبناني السابق الدكتور سليم الحص يعني منع أي طرف غير لبناني من المقاومة في جنوب لبنان عندما كان الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، قبل أشهر الرئيس الجديد.. رئيس الجمهورية إميل لحود لا يستبعد إمكانية عودة المقاومة الفلسطينية، كيف ترى في هذه التناقضات؟ ألا يوجد تناقض في هذه السياسة اللبنانية يعني؟
د. رغيد الصلح:
أعتقد أن السياسة اللبنانية عامة هي عدم إعطاء إسرائيل شعور بالاطمئنان إلى حدودها الشمالية، فلما كانت المقاومة اللبنانية تقوم بعمل عسكري وتقاوم الاحتلال الإسرائيلي كان شعور الاطمئنان غير موجود أساساً عند الإسرائيليين، الآن عندما يقول أي مسؤول لبناني أننا سوف نفسح المجال أمام اللبنانيين، وأمام الفلسطينيين للمقاومة، أو للقيام بعمل عسكري ضد إسرائيل، هذا يخلق مزيد من الشعور بعدم الاطمئنان وعدم الثقة، وهذا بدوره يشكل عامل ضاغط على الإسرائيليين لتقديم تنازلات لسوريا في الجولان وللفلسطينيين في..
سامي حداد [مقاطعاً]:
كيف يمكن أن يكون عفواً يعني-دور المقاومة الفلسطينية والفلسطينيون محاصرون في مخيماتهم؟ لا يوجد لديهم إلا سلاحهم.. لسلاح للدفاع عن النفس؟ يعني كيف يعني.. هل تعتقد أن يعني لبنان سيسمح لأي فلسطيني أن يقوم بعمليات فدائية عبر الحدود اللبنانية؟
د. رغيد الصلح:
أود أن أجيب على هذا السؤال بشقين، الشق الأول: أنا ضد ممارسة ضغوط من هذا النوع.. ضغوط أمنية على الفلسطينيين، مع يعني إعطاء الفلسطينيين حقوق، ويعني الحريات واحترام حقوقهم إنسانية ومعاملتهم معاملة كريمة مثل اللبنانيين باستثناء موضوع التوطين، هذا من جهة.
من جهة أخرى أعتقد أن موضوع العمل العسكري الفلسطيني انطلاقاً من لبنان، أو.. يعني شيء من التنسيق مع المقاومة اللبنانية هذا موضوع من المؤكد سوف يجري بحثه بين الرئيس ياسر عرفات.. الرئيس بشار الأسد والرئيس إميل لحود، إذا تم الاتفاق خاصة بين الرئيس السوري والرئيس الفلسطيني على تحريك يعني الفلسطينيين في لبنان في عمليات ضد إسرائيل فسوف تخفف الضغوط على المخيمات، ويسمح لمن يعني ينفذ هذه العلميات بالتحرك.
سامي حداد:
إذن.. إذن يعني بعبارة أخرى أفهم من ذلك، يعني إذا اتفق الرئيسان السوري والفلسطيني على تحريك المقاومة يعني لبنان ما إله علاقة في الموضوع؟ آه؟
د. رغيد الصلح:
أبداً.. له علاقة طبعاً، لا لبنان سوف يكون الطرف الثالث في هذا.. في هذا الأمر.
سامي حداد:
الطرف المتفرج يعني.
د. رغيد الصلح:
لا.. أكثر من متفرج، لأن لبنان على الأقل يتلقى ردود الفعل والضربات الإسرائيلية، ولكن نحن نتحدث عن أمور واقعية، يعني نتحدث بلغة الواقع.
سامي حداد:
عبد الباري قبل أن ننتقل إلى.. إلى بيروت مع الأستاذ نبيل، يعني من المعروف عن السيد ياسر عرفات بأنه يعني منذ أوسلو حتى الآن واضع كل بيضاته في سلة المصريين، خاصة لأن لمصر مكاناً إقليمياً دولياً، علاقات مميزة مع الولايات المتحدة، علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.. اتفاقية كامب ديفيد، يعني هل المصارحة السورية الفلسطينية ستؤثر على العلاقة الفلسطينية المصرية؟ وإذا أراد أن يختار السيد ياسر عرفان من؟ عندما تقع الواقعة وتكون هنالك عودة للمفاوضات.
عبد الباري عطوان:
أعتقد أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيختار مصر، لأنه يعرف دور مصر.. مصر التاريخي، يعرف ثقلها، بعدين طالما إنه مختاره السوريون الفلسطينيون واللبنانيون اختاروا سلام الشجعان فبوابة سلام الشجعان مصر، وليست أي دولة ثانية، وبعدين أيضاً يعني المصريون لم يطردوا ياسر عفات من القاهرة، لم.. لم يطرد بطريقة مهينة من القاهرة، بالعكس عندما طرد من طرابلس، وعندما طرد من لبنان، وعندما طرد من سوريا استقبل في القاهرة وراعته وحضنته القاهرة، وكمان ياسر عرفات هو مصري، إحنا نعرف هذا الكلام، وهو دائماً يقولها، فلا أعتقد إلا -سبحان الله- إلا إذا كان المصالحة السورية الفلسطينية ستكون مصالحة حقيقية، ورفقة سلاح، واتفاق على العودة إلى المقاومة، والعودة إلى مرحلة السبعينات حيث كان التنسيق على أشده، والعمليات الفدائية، تصيير فتح -مثلاً- لجبهة الجولان أمام الفلسطينيين، فك الحصار عن الفلسطينيين في جنوب لنبان، والانضمام إلى أشقائهم في حزب الله في المقاومة ضد الإسرائيليين، طبعاً ربما ها.. يعني تتعمق العلاقة السورية الفلسطينية، وربما تخف يعني العلاقة الفلسطينية المصرية قليلاً، لكن لا أعتقد أن الرئيس الفلسطيني يستطيع أن يفرط بالورقة المصرية مهما كان الثمن.
سامي حداد:
قبل أن أنتقل إلى.. إلى بيروت أود أن أعتذر للذين حاولوا المشاركة عبر الإنترنت، كما كان لدينا مشكلة مع الخط الهاتفي مع بيروت، لدينا مشكلة مع الإنترنت هنا في لندن، عبد الله صالح المحمود من السعودية يقول: لماذا لا يجتمع القادة العرب ويتخذوا قراراً حاسماً لا رجعة فيه، وهو حمل السلاح والجهاد ضد دولة الصهاينة، مع تجاهل القادة العرب المتخاذلين والذين سجلوا تاريخاً أسود في حياتهم؟ مع الأخذ بالاعتبار بأن هناك صعوبات نتيجة خلافات إقليمية يجب تجاوزها، ويجب على القادة العرب القوميين أن يكبروا عن هذه الخلافات الصغيرة والهامشية، شكراً يا أخ عبد الله.
أستاذ نبيل الآن يعني بعيداً عن جراح الماضي، نظرة إلى المستقبل ربما تستقبل دمشق السيد ياسر عرفات، وكما قال الرئيس بشار الأسد في خطابه في قمة عمان: "عفى الله عما مضى" وستكون هناك اجتماعات لوضع أساس جديدة للعمل المشترك. كيف ترى العمل المشترك بين القيادتين السورية والفلسطينية مع وجود أوسلو؟
نبيل الملاح:
أولاً، نعم.. نعم، أولاً: أود أن أؤكد على ما ذكرته في بداية هذا البرنامج من ضرورة إجراء أو قيام مصالحة عربية شاملة، لا يجوز أن نتحدث على أن المصالحة بين سوريا -والقيادة الفلسطينية ستكون على حساب العلاقة بين الفلسطينيين أو القيادة الفلسطينية ومصر، المطلوب الآن قيام مصالحة عربية شاملة، ومن هذا المنطلق أود أن أشير إلى ما أعلنه الرئيس بشار الأسد في مؤتمر قمة عمان عن أهمية وضرورة إطلاق وتجديد المشروع القومي في مواجهة المشروع الصهيوني بأبعاده السياسية والاقتصادية والثقافية، وهذا بحد ذاته يضع العرب جميعاً قادة وجماهير أمام تحديات جدية لا تحتمل على الإطلاق التهاون والتراخي، وخاصة أنه وحتى يومنا هذا نلاحظ أن الولايات المتحدة الأميركية لم تمارس دورها كراعي لعملية السلام، وبدا انحياز واضحاً عبر الإدارات المتعاقبة على البيت الأبيض، وجاءت تصريحات الرئيس (بوش) مؤخراً حقيقة مخيبة الآمال الجميع، ونتمنى أن تعيد أميركا حساباتها وتعمل على إحقاق الحق، وترغم إسرائيل على تطبيق قرارات الشرعية الدولية بما يحقق السلام العادل والشامل.
سامي حداد [مقاطعاً]:
أستاذ نبيل الواقع هذا معروف.. معروف يعني.. يعني هل ستمانع سوريا باختصار -وعندي أقل من دقيقة لنهاية كل البرنامج-هل تعتقد أن سوريا ستعطي المجال للسيد ياسر عرفات بالاستمرار في التفاوض والتنسيق وليس التلازم مع سوريا في المسائل المصيرية، يعني موضوع حق اللاجئين، موضوع القدس والدولة إلى آخره، يعني التفاوض مع التنسيق؟ أستاذ نبيل.
نبيل الملاح:
أنا.. يعني أنا أرى أنه ليس من المفيد أن نستبق الحوادث، اللقاء سيتم قريباً، وأعتقد أن الأجواء إيجابية، وما نتمناه أن يتم التوصل إلى أفضل الصيغ لقيام تنسيق حقيقي على المسارات الثلاث.
سامي حداد:
نرجو ذلك، نرجو ذلك، أستاذ نبيل أنا آسف تداركنا الوقت، عبد الباري كنت عاوز تحكي كلمة، شكراً.
عبد الباري عطوان:
يعني صفحة جديدة إحنا مع صفحة جديدة، لكن أن.. أن تكون هذه الصفحة تقوم على أساس سورية جديدة مقاومة للعدو الإسرائيلي، تفتح جبهات، تدعم الانتفاضة بكل زخمها، وتقوم بعلاقة مع الفلسطينيين على أساس الاحترام والتكافؤ و..
سامي حداد [مقاطعاً]:
عبد الباري، تداركنا الوقت، مشاهدينا الكرام، نشكر ضيوف حلقة اليوم. في الأستوديو الأستاذ عبد الباري عطوان (رئيس تحرير صحيفة القدس العربي) والدكتور رغيد الصلح (الكاتب والباحث اللبناني- وعبر الأقمار الاصطناعية من بيروت السيد نبيل الملاح وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب سابقاً، الأمين العام المساعد لحزب الاتحاد العربي الديمقراطي).
مشاهدينا الكرام حتى نلتقي في حلقة أخرى من برنامج (أكثر من رأي) تحية لكم من سامي حداد، وإلى اللقاء.