
الاستنساخ
مقدم الحلقة | عدنان الشريف |
ضيوف الحلقة | – د. شعبان إبراهيم قطب، أخصائي علوم الهندسة الوراثية – البروفيسور ندي حكيم، رئيس قسم زراعة الأعضاء في مستشفى سانت ماري بلندن – د. أنس أبو شادي، نائب رئيس المركز الإسلامي في (ريجينت بارك) بلندن |
تاريخ الحلقة | 15/09/2000 |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
عدنان الشريف:
مشاهدينا الكرام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أبدت الأوساط العلمية اهتمامًا كبيرًا بالإنجاز العلمي الذي تحقق للدكتور (إيان ويلموت) عام 1996م عندما تمكن من استنساخ النعجة دوللي، ولا يخلو هذا الكشف العلمي من مخاوف شأنه في ذلك شأن الاكتشافات العملية، وخاصة تلك المتعلقة بالهندسة الوراثية، التي يرى البعض فيها نوعًا من التدخل في خلق الإنسان الذي هو من شأن الخالق وحده، ويذكرنا ذلك الموقف بحالة مخترع البارود (الفريد نوبل) الذي اعتقد أن كشفه عندئذ سيؤمن للإنسان الرخاء والطمأنينة، ليجد أنه يسبب الدمار والخراب.
ومع الفارق في الحالتين نقرأ من أقوال العالم (ويلموت) أن هناك خطرًا كبيرًا في ضياع فرص علمية، ويجب الاستمرار في مشاريع الأبحاث، وطالب ويلموت توسيع دائرة الاهتمام بالتقنيات والاكتشافات الجديدة، بحيث لا تقتصر على العلماء والأطباء والمختصين بل إن على المجتمع بأكمله أن يشارك من خلال فهم ما يحدث في المجالات العلمية.
الاستنساخ كما نعرفه هو مضاعفة الخلايا اعتمادًا على تنقية انقسام الخلايا الأصلية للجنين لمضاعفة عدد الحيوانات المتطابقة الخصائص، ولكن الأمر ليس بهذه البساطة، وسوف نحاول في هذه الحلقة معرفة المزيد من ضيوفنا.
صحيح أنه يجب على العلماء والمكتشفين أن يثبتوا أنهم يسعون إلى تحقيق أهداف نبيلة، ولكن كيف؟. كيف وهناك في العالم تجار، ينظرون إلى أي كشف علمي، ويحاولون تحويله إلى مصدر للكسب المادي، وما هو موقف الأديان السماوية مما قد يوحي بأنه تدخل في طبيعة الخلق؟
وكيف يمكن للمعارضين أن يقفوا في سبيل الكشف العلمي ليجدوا أنفسهم متخلفين إذا اتضح فعلاً أن هذه الاكتشافات ستؤمن في المستقبل علاجًا للكثير من الأمراض المستعصية؟
وأولاً وقبل كل ذلك ما هو الاستنساخ؟ وما هي طبيعته؟.
هذه التساؤلات وغيرها حول الاستنساخ سنحاول الإجابة عنها في حلقة اليوم من برنامج أكثر من رأي التي نستضيف فيها عبر الأقمار الاصطناعية:
-من واشنطن الدكتور شعبان إبراهيم قطب أخصائي علوم الهندسة الوراثية، والأستاذ في معهد علوم البحار بكلية وليام ميري الأمريكية.
-ومعنا في الاستديو البروفيسور ندي حكيم رئيس قسم زراعة الأعضاء في مستشفى سانت ماري بلندن.
-ومعنا أيضًا في الاستديو الدكتور أنس أبو شادي نائب رئيس المركز الإسلامي في (ريجينت بارك) بلندن.
وبإمكان مشاهدينا المشاركة معنا في هذه الحلقة بطرح أسئلتهم، وإبداء آرائهم على الهاتف رقم 00442074393910 ، عن طريق الفاكس أيضًا يمكنهم الاتصال بنا عبر الرقم 00442074343370
أهلاً بكم في هذه الحلقة، الحقيقة نود بداية بروفيسور حكيم أن نتعرف بكلمات بسيطة يعني ما هو الاستنساخ في نظر الطب؟ ما هو الاستنساخ في نظر العلم؟
ندي حكيم:
الاستنساخ بطريقة كتير واضحة هي تعمل photo copy عن حيوان أو إنسان أو أي شيء خلقه ربنا، عم تعمل مثل كأنك حطيت ورقة بالفوتوكوبي ماشين photo Machine بيطلع نسخة عليها، شيء بيسموه استنساخ..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
لكن يا دكتور الفوتوكوبي بيعني نحن نأخذ ورقة، ونحصل عليها رأسًا، ولكن أعتقد عملية استنساخ إنسان مثلاً أو عملية استنساخ النعجة (دوللي) التي كانت أول العمليات الخاصة بذلك، كانت عبارة عن مراحل مختلفة، هل يضمن الإنسان أن تكون النسخة مائة في المائة 100% طبق الأصل؟ وكيف؟
ندي حكيم:
لأ، ما بيقدر يضمن اليوم، بس لما ماكينة الفوتوكوبي اللي بتعمل الاستنساخ في المستقبل تتطور لدرجة بتصير تنعمل ها Cloning الكلونينج.. الاستنساخ بسرعة أكثر، هلأ أيام زمان..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
يعني عايز تقول: إن الاستنساخ عملية ليست مكتملة في ذهن العلماء حتى الآن؟
ندي حكيم:
بالفعل، لأنه مثلاً دكتور ويلموت اللي ذكرته، جرَّب 277 مرة يعمل (دوللي) لحد ما ظبطت، معناته إنه فيه بعد تدخل أبحاث راح بتحصل، بس إذا سمحنا ها التطور بالمستقبل، بالفعل معقول بعد خمسين سنة تصير مثل Xerog Machine اللي بنستعملها للورق، بتصير الواحد يقدر يعمل Xerog لإنسان أو لحيوان.
عدنان الشريف:
إذن مشاهدينا الكرام عملية الاستنساخ كما استمعنا من البروفيسور (ندي حكيم) الآن ليست عملية مكتملة حتى الآن، نعود لنتلقى بعض الآراء، الاتصال بنا في برنامج أكثر من رأي بعد هذا الفاصل.
[فاصل إعلاني].
عدنان الشريف:
معنا من واشنطن الدكتور شعبان إبراهيم قطب، دكتور شعبان.. لعلك استمعت إلى ما قاله البروفيسور حكيم من أن موضوع الاستنساخ هل يمكن القول: إنه مازال في أوله الآن؟ وأن نتائجه غير محددة؟
شعبان إبراهيم قطب:
أنا الأول بشكر تليفزيون الجزيرة، بشكر الأستاذ عدنان على هذا البرنامج، وطبعًا أحب أضيف.. أو كمان بحيي الإخوة في الاستديو الدكتور حكيم، والدكتور أنس، بحب أضيف أنا إضافة على عملية الاستنساخ، الاستنساخ دوّن على مستوى.. سواء حيوان كامل أو إنسان كامل، مختلف بمفهوم كلونينج Cloning أو استنساخ لجين معين Cloning أو استنساخ لجين معين، هذا ممكن عمل الكولونينج لجين وبتنـتج أو المنتج بتاع الجين هذا ممكن إنتاجه زي ما هو ينتج في الحيوان مثلاً أو في الإنسان ممكن دلوقتي ينتج في بكتريا وخلافه، لو تكلمنا عن عملية الاستنساخ سواء في الحيوانات أو في النباتات أو في الإنسان نفسه، الجينات cx. Make up بتاعنا إحنا، هو ناتج من الجينات أو المورثات بتاعتنا إحنا، هو ناتج من الجينات أو المورثات الكرموزومات (الكروموسومات) اللي موجودة، بتضيف إليها عوامل البيئة المختلفة، والدايت diet، والأكل اللي إحنا بنأكله، أو Geographical lacation أو المكان اللي احنا عايشين فيه، كل دي طبعًا بتأثر على إنو احنا ممكن نطلع صورة طبق الأصل من الحيوان اللي إحنا بنـتم زراعته، أو أي كائن حي بيتم زراعته.
عدنان الشريف:
ولكن دكتور دعنا نسأل يعني: هل في المحصلة النهائية ستكون عملية الاستنساخ هي يعني إنجاز نسخة عن الخلق الأصيل؟ عن الإنسان نفسه، كما يعتقد الناس كثيرًا؟ يعني ربما أول ما عُرف الاستنساخ تصور الناس أن هذا ممكن الآن.
شعبان إبراهيم قطب:
طبعًا معظم الصفات -زي ما بقول- ممكن نقلها صورة طبق الأصل، ولكن التحكم في هذا داخل المعمل زي ما قال الدكتور حكيم والعلماء لسه، عملوا في حالة دوللي حوالي 277 محاولة، وفي الآخر حصلوا على الخروف دوللي، فطبعًا لسه هناك عملية البرمجة بتاعت الكروموسوم، أو ال D N A اللي هو بيحمل الصفات الوراثية، عملية إنو إحنا بنعمل له صورة طبق الأصل، طبعًا لسه العوامل عايزة تتظبط بتاعتها داخل المعمل، مع إن العلماء بيقولوا إنو حصلوا على نتائج مشرفة، ولكن نسبة النجاح هذا في التجارب العالمية كلها، سواء في زراعة الخنازير، أو في زراعة الأبقار، لا تزيد عن 3% ودي نسبة طبعًا قليلة جدًّا.
عدنان الشريف:
دكتور.. تحدث العالم كثيرًا عندما العلم أتانا بالإنجازات الكبيرة التي تحققت على صعيد الهندسة الوراثية، ما علاقة الموضوعين ببعضهما؟ موضوع الاستنساخ وموضوع الهندسة الوراثية؟
شعبان إبراهيم قطب:
هو حقيقة.. لو رجعنا للتاريخ، وشوفنا عملية الزارعة أو الـ Coloning ممكن نشوف القصة اللي هي سنة 1932م، اللي هو (ألدوس هاكسيلي)، القصة كانت قصة خيالية، وكان فيها عن طريق البويضات المخصبة ممكن ينتج إنسان (جاما) و(دلتا) و(إبسلم)، وتطور عملية الزارعة ودي مش بمفهوم الكولونينج، مش بمفهوم الهندسة الوراثية، وكان (الفانتسي) Fantasy بتاع سنة 1938م، الدكتور (هانز) حاول إنو هو.. رسم التجربة بتاعت نقل النواة، ولكن في هذا الوقت، كان لا يوجد الإمكانيات والتكنولوجي Technology لعمل هذه الزراعة، أو نقل النواة، التكنيك أو طريقة نقل النواة ما اتعرفتش إلا سنة 1952م، وجايز كلنا نفتكر الصورة بتاعت Albino Frogs أو الضفادع اللي هي ملهاش صبغة، في سنة 1977م صورة 30 ضفدعة، أما علم الهندسة الوراثية لم يبدأ إلا في سنة 1970م عندما اكتُشف حامل، وهو يسمى (فيكترا أو بلازميد) واللي هو ممكن يزرع في الحمض النووي، أو جين معين، وفي هذا الوقت سنة 1971م طبعًا اكتُشف هذا في جامعة (جونزهوبكنز) في كاليفورنيا، والعلماء اجتمعوا جميعًا في مؤتمر
(جودين كونفرانس)، وتقدموا إلى الكونجرس الأمريكي في هذا الوقت، عشان يشوفوا المشكلة، لأن زراعة هذا الجين في هذا الوقت والهندسة الوراثية، أنت ممكن تخش داخل الحمض النووي، وممكن تقطعه، ولذلك سمي هندسة وراثية، لأنك بتعرف مكان الحمض النووي، ويقطع..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
يعني هذا الموضوع دكتور قد نعود إليه في حديثنا اليوم، موضوع العلاقة بين الاستنساخ وال.. ولكننا أردنا أن نأخذ فكرة بسيطة، ولعلك ذكرتنا بقصة الخيال العلمي (20 ألف فرسخ تحت سطح البحر) عندما تحققت بعد مائة سنة تقريبًا باختراع الإنسان للغواصة، نتحول بالحديث إلى الدكتور
(أنس أبو شادي) دكتور.. الحقيقة إنو.. لنعرف المشاهدين أولاً أنكم دكتور في الكيمياء العضوية أولاً، وفي الفقه الإسلامي ثانيًا، هل بإمكاننا أن نتعرف إلى كيف تنظرون إلى عملية الاستنساخ نتيجة خبراتكم في المجالين؟
أنس أبو شادي:
بسم الله الرحمن الرحيم، والله النظرة لعملية الاستنساخ أنا أرى إنو هي تشوبها بعض المبالغات، فالإنسان كأشرف مخلوق موجود على ظهر الأرض يختلف مثلاً عن السيارة أو عن أي ماكنية من الماكينات، فلو تصورنا إنو ممكن مصنع من المصانع يعمل نسخ متشابهة من السيارات، وتكون على نفس الدرجة والتشابه والإتقان، وكلها متشابهة لبعضها، فالإنسان ليس على هذا النحو، حتى لو وصل التقدم العلمي إلى درجة 100% من الإتقان، وأمكن كما يقول الأخ الدكتور حكيم استنساخ الإنسان كما تفعل ماكينة التصوير Xerox بالميللي أو بالضبط، فالإنسان ليس فقط أعضاء، وليس فقط أيدي وأرجل ورأس، ولكن هناك أشرف جزء من الإنسان، الذي هو الروح، هل يمكن للعلماء في المختبر استنساخ الروح؟ نفس روح الأصل تنتقل إلى الفرع؟ أم أن..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
والعقل أيضًا.
أنس أبو شادي:
والعقل، يعني نحن نعلم أن الإنسان قد يكون في غاية السعادة والرفاهية الجسمية، ولكن يكون روحه ليست سعيدة، يكون في حالة من الشقاء ومن التعاسة؟ فالسعادة الروحية أفضل من السعادة الجسمية..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
ومن يضمن للإنسان المستنسخ أن يعيش نفس البيئة ونفس الظروف؟
أنس أبو شادي:
نعم، الله -سبحانه وتعالى- يقول في القرآن الكريم (أم لهم قلوب يعقلون بها) ويقول أيضًا (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) طيب هو فيه إنسان مالوش قلب؟ كل إنسان له قلب، ما هو القلب؟.
القلب جزء يعني لا يزيد طوله عن 15سم في تجويف الصدر، كل إنسان له قلب، لماذا يقول الله -تعالى- (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب..)؟ فالقلب ليس هو الجزء -قطعة اللحم- الموجودة في تجويف الإنسان، ولكن القلب بمعنى الروح بمعنى الشخصية والذاتية..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
نحن هنا لا نتحدث -الحقيقة- يعني دكتور عن بديع صنع الله، نعتقد أن هناك إجماع على أن بديع صنع الله لا يمكن تكراره..
أنس أبو شادي(مقاطعًا):
لا يمكن تكرار نسخة منه..
عدنان الشريف(مستأنفًا):
نعم، ولكن هل هناك بالنسبة للفقه الإسلامي أنواع من الاستنساخ؟
هل يقسم الاستنساخ إلى أنواع محددة مثلاً بالنسبة للفقه الإسلامي؟
أنس أبو شادي:
والله بالنسبة للفقه الإسلامي، هذه مسألة جديدة، يعني لا نطمع أن نجد فيها كلامًا لفقهائنا السابقين الأولين، ولكن هذه تحتاج إلى اجتهاد جديد، ومن مميزات الإسلام أنه لا يضع قيدًا على البحث العلمي، ولا على التطور التكنولوجي، وينظر إلى الأبحاث العلمية والتقدم العلمي بنظرة رحبة، ونظرة واسعة تشجع كل ما هو نافع، وكل ما هو مفيد للبشرية.
عدنان الشريف:
نعم.
أنس أبو شادي:
فالاستنساخ إذا كان يؤدي إلى مصلحة للبشرية أو مصلحة للإنسان كمثلاً علاج الأمراض، واستبدال بعض الأعضاء التالفة في جسم الإنسان، فهذا ينظر الإسلام إليه نظرة..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
ماذا بشأن الفتاوى التي ظهرت بعدم جواز التبرع بالأعضاء أو زرعها من إنسان إلى إنسان، نذكر الشيخ الشعراوي -رحمه الله- لم يجز ذلك، يعني هذا تبعًا لذلك يمكن القول إنه لا يجوز أيضًا الاستمرار في هذا النهج.
أنس أبو شادي:
والله من رحمة الله بنا إنو هو جعل لنا سعة في الاجتهاد، والأحكام قد تختلف باختلاف أفهام العلماء المجتهدين، فإذا اختلف علماء الإسلام في مسألة من المسائل فبعضهم يـبيح، وبعضهم يمنع، فنحن في حِل من أن نأخذ بالرأي الذي يحقق المصلحة والمنفعة للمجتمع في أي زمان وفي أي مكان، فمع عظيم الاحترام لمن من العلماء كان له اجتهاد بمنع زراعة الأعضاء، أو منع نقل الأعضاء، فأعتقد أ
ن الرأي مستقر في الفقه الإسلامي الذي عليه أكثر العلماء وهو عدم الممانعة في نقل الأعضاء، وفي زراعة الأعضاء، طالما أنها تحقق المصلحة لمجموع.. لعلاج المرضي.
عدنان الشريف:
إذن يعني لو انتقلنا إلى الجانب الطبي من الموضوع، دكتور أنت أخصائي زراعة أعضاء، كيف يمكن أن تتصور في المستقبل الاستنساخ يمكن أن يخدم هذا المجال؟ هذا المجال طبعًا نعرف أنه مجال جديد في الطب، ونعرف أنه أنقذ كثير من المرضى في نقل الكلية، ثم نقل القلب، ثم زرع اليد كما أنتم شاركتم أعتقد في عمليات من هذا القبيل، كيف تتصورون خدمة الاستنساخ مستقبلاً لهذا المجال؟
ندي حكيم:
فكرة الاستنساخ بالنسبة لزرع الأعضاء هي كانت فكرة ويلموت الأول، فكرته إن بالفعل إذا عمل دوللي واتنين وثلاثة يقدر يستخدم الحيوانات، اللي هي أو..
عدنان الشريف:
المستنسخات.
ندي حكيم:
المستنسخات، يأخذ الأعضاء منها، وينزرعوه عند الإنسان بالمستقبل، ها يدي الفكرة الأولانية، كان متفائل بالأول بالفعل إنه يعمل ها الشيء، بس بعتقد من وقت ما حصل ها الشيء بعتقد غير فكرة هو، لأنه مش فكرة مليحة بالفعل..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
أو غير قابلة للتطبيق.
ندي حكيم:
غير قابلة للتطبيق، مثلما قال الدكتور أنس، فكرة فظيعة، وأنا بحب بس أزيد على اللي قاله الدكتور أنس أبو شادي، مش بس الدين الإسلامي فيه أكيد الدين المسيحي، مؤخرًا البابا (يوحنا بولس الثاني) 29 شهر أغسطس، كان واضح بالطريقة اللي حكى فيها بروما، يقول: إنو هو مؤيد لزرع الأعضاء، ما في شك، بس بالنسبة للدين المسيحي حتى لو كان كاثوليكي أو دين Church Of England بإنجلترا، أو الأسترالية، بيمنعوا الاستنساخ..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
نعم، بابا الفاتيكان لم يجز عملية الاستنساخ بين البشر، كما صدر عن البابا يوحنا بولس الثاني.
ندي حكيم:
مظبوط، حتى إذا طرحوا إنه يعلموا Embryo لعمر 14 نهار..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
الجنين يعني؟
ندي حكيم:
الجنين، 14 نهار، ويأخدوا منه أعضاء، كمان هاي (هذه) ممنوعة، لأن الجنين خلقه ربنا، لو أنه 14 نهار أو نهار..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
ولكن البرلمان الأوروبي أعتقد كما قرأنا في (الجارديان) Gardian قبل حوالي أسبوعين دكتور ربما قرأت مقال الجارديان، إنو البرلمان البريطاني وافق على البدء في عملية الاستنساخ الخاصة بالأجنة البشرية..
ندي حكيم(مقاطعًا):
صح.
عدنان الشريف(مستأنفًا):
وسمعنا بعد ذلك أن البرلمان الأوروبي وصف هذا الموضوع بأنه جريمة في حق الإنسانية.
ندي حكيم:
بالفعل، جريمة بحق الإنسان، وإذا قرأت Article (المقال) تبع البرلمان، أو القرار الإنجليزي بيقول لك على الطريقة الإنجليزية (كوشس سبورت Cashous Support ) يعني إنو ولا إيه ولا لأ، بيقولك إيه بس إنو انتبه، بس بعتقد إذا بدنا نرجع لنشوف على المظبوط شو معنات الاستنساخ، نحنا عم نلعب كأنه نحنا الله [.. سبحانه وتعالى]، معناته إنو إحنا مش مفروض نلعب، مثلما يقولوا بالإنجليزي To play god.
عدنان الشريف:
لا نتدخل في الخلق يعني.
ندي حكيم:
لأنو إحنا مثل قال الدكتور أنس ما دخلنا نحنا بهالشي.
[موجز الأخبار].
عدنان الشريف:
مشاهدينا الكرام.. أهلاً بكم مرة أخرى إلى برنامجنا أكثر من رأي، نناقش موضوع الاستنساخ بداية معنا (محمد عبد القادر إبراهيم) من ليبيا، محمد مساء الخير.. تفضل.
محمد عبد القادر:
أهلاً وسهلاً بك.
عدنان الشريف:
أهلاً بك.
محمد عبد القادر:
بالنسبة للموضوع اللي تكلمتوا فيه.. عملية الاستنساخ، هو طبعًا مذكور في القرآن عملية الاستنساخ.. ما أعتقدش إنو..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
كيف؟
محمد عبد القادر(مستأنفًا):
إلى درجة إن الله يقول بسم الله الرحمن الرحيم: طبعًا عندما تكلم إبليس، قال أنا (لأبدلن خلق الله) إلى درجة الاستنساخ، عملية الاستنساخ هذه، أو لما تشوف تستنسخ.. بالعكس ممكن ناحية علمية صحيحة، ممكن ربك يعني أكثر يزيد العالم علم، هذه ما أعتقدش إنها تكون.. أنا لا أشكك فيها دينيًّا، بالعكس يعني المفروض الأشياء هذه نبحث عنها، ونشوف الحاجة الأفضل فيها، مش نشوف..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
أخ محمد.. عندما تستشهد بالآية الكريمة، التي على قول إبليس إنه ليبدلن خلق الله، يعني أعتقد إنه ما أراده إبليس في هذا الموضوع أن يبدل في طبائع البشر، كي لا يؤمنوا بالله، أو يحيدوا عن الإيمان، ولكن التبديل الذي نتحدث عنه الآن قد لا يكون تبديلاً بالمعنى الذي قصدته، الآن نستمزج رأي الدكتور أنس، خليك معنا يا أخ محمد، ما رأيك فيما قاله الأخ محمد؟
أنس أبو شادي:
الآية اللي بيشير إليها الأخ الكريم، اللي هي قول الله تعالى في سورة الأنعام على لسان إبليس (فلأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام، ولآمرنهم فليغيرن خلق الله).
عدنان الشريف:
نعم.
أنس أبو شادي:
فهذه الآية ليست لها علاقة بموضوع الاستنساخ، إنما هي في مَنْ يفعل الأشياء التي تكون فيها تغيـير لخلقة الله من غير مُسوِّغ، ومن غير سبب كالذين.. يريد أن يغير شكل..، لون جسده، أو يريد أن يغير من شكل أسنانه، أو يغير.. يعني يغير الخلقة التي خلقها الله تعالى عليها، فهذه الآية أعتقد أن موضوع الاستنساخ بعيدة عن هذا المعنى.
عدنان الشريف:
أيوه يا أخ محمد، تفضل.
محمد عبد القادر:
دكتور أنس معلهش، أنا لما تيجي تنظر أنت للقرآن، يعني مستعمل لكل زمان ومكان، ولكل أمة طبعًا وتوضيح أكيدة، ما أعتقدش إنو وصول البني آدم إلى استنساخ البني آدم، أو الوصول للمرحلة العلمية هذه، إلا لكونه إن الله يريد شيء جديد لهذا البشر أو الأمة ككل يعني، ممكن تكون رحمة للناس، يعني ممكن أطراف أو أعضاء معينة لبني آدم آخر، ينقذ بها حياة شخص آخر، ما أعتقدش إنو الاستنساخ بيكون حاجة ننظر لها من الناحية الغير سليمة..
عدنان الشريف:
نعم شكرًا للمشاهد محمد عبد القادر من ليبيا، ولو أن الحقيقة ربما لاحظنا من حديثه أنه استشهد بآية، قد نفهم منها بداية أنه لم يكن في جانب الاستنساخ، ثم يفيد برأي آخر، على كل حال نحن نواصل الحديث مع ضيوفنا، بروفيسور حكيم.. نريد أن نتعرف أكثر على السؤال الذي توقفنا عنده قبل الاستراحة موضوع كيف يمكن أن يفيد الاستنساخ عمليات زرع الأعضاء؟
ندي حكيم:
إذا الاستنساخ أصبح مقبول ومسموح، نقدر نجاوب على السؤال اللي سألته وراح نجاوب.
عدنان الشريف:
على فرضيات يعني، نعم.
ندي حكيم:
على فرضية إنو فعلا الاستنساخ راح بيمشي، الاستنساخ.. الفكرة إنو بينعمل حيوانات.
عدنان الشريف:
حيوانات كاملة أم يعني.
ندي حكيم:
كاملة، بالأول بده تكون كاملة هذه الحيوانات، أو بيخلوها تخلق وبيعملوا نسخ عليها، أو بيكونوا جنين صغار لحد عمر 14 شهر يأخذوا خلية من هذا الجنين اللي عمره 14 يوم، وبعدين من هذه الخلية بيزرعوها بالمختبر، كل خلية بتصير عضو، بتصير قلب أو كلوة أو كبد.
عدنان الشريف:
هل هذا ممكن حاليًا؟
ندي حكيم:
هايدي (هذه هي) الفكرة، مش ممكن حاليًا، لأ، بس هايدي الفكرة اللي بيعتقدوا الباحثين بهذا الموضوع إنو راح بتمشي معهم، وبالفعل فيه احتمال إنو تنجح معهم، هايدي فرع أول، الفرع التاني إنو يخلي هالحيوان يكبر ويصير بالفعل حيوان مثل دوللي النعجة، وتعمل عليها نسخ عديدة، هذه الحيوانات اللي بيقدروا يكونوا خنازير أو عنجة (نعجة) أو اللي هي بيصير يكبروا، وهني يعطوا الأعضاء، بيصيروا يأخذوا من الأعضاء وكل الناس اللي منتظرين..
عدنان الشريف:
يعني هل هذا ممكن إنو على فرض أن تكوَّن مخلوق مشابه مستنسخ أنو يأخذوا منه العضو، ويزرعوه في عضو آخر؟ يعني الحقيقة سنعود إلى هذا الموضوع.
نتحول إلى الدكتور شعبان إبراهيم قطب في واشنطن، دكتور شعبان استمعت حتى الآن إلى بعض الآراء المتعلقة بالموضوع، هل من خلال تجاربكم، هل بالإمكان أن يتوصل العلم إلى تكوين أو إلى إنجاز عمل قد يؤدي إلى وجود أعضاء جاهزة يمكن أن يستفيد بها الإنسان في الجراحة مثلاً؟
شعبان إبراهيم:
خليني أقول لك التجربة اللي تمت في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه يعتبر فيها رغم الصراع والمناقشات الموجودة في إنجلترا ودول أوروبا يوجد شركتين أمريكيتين American Sale Technology وشركة أخرى اللي هي (Geeron) أول شركة American Technology اللي هي A.C.T هذه عملوا First Clone human embryo خدو (أخذوا) خلية من رِجْل رَجُل، وهذه الخلية خدو النواة منها، وعملوا لها إدماج مع بويضة من بقرة بعد ما طلعوا منها النواة بتاعتها، ونموها لمدة، أو قدروا إنهم يوصلوا بيسموها كجنين لغاية 12 يوم ودمروها بعد كده، وقال لك إن دي تجربة ناجحة جدًّا، وممكن يستعمل منها ما يسمى Stemcells (بالاستمسيل) أو (الماساسيل) واللي هي دي أم الخلايا، واللي يمكن عن طريقها إنتاج أنسجة، الأنسجة دي عبارة عن أنسجة سواء للكبد، أو أنسجة لأشياء مختلفة في جسم الإنسان، فهذه تجربة.
فالسؤال دلوقتي أنا بحاول الواحد يفهم من الناحية الدينية للدكتور أبو شادي، قالوا بيدمروها قبل 12 يوم لأن البويضة دي أو الجنين بيرتبط بالرحم بتاع الأم عند 14 يوم، فإيه المشكلة إن هي قبل ما توصل المرحلة دي، بيخدوا منها (الاستمسيل) وفي المعمل بيوجهوها حسب إنتاج معين، ممكن يعمل منها خلايا للبنكرياس لإنتاج الأنسولين مثلاً، أو خلايا في الدم وخلافه.
عدنان الشريف:
طيب دكتور خلينا نسمع رأي الدكتور أنس في الموضوع تفضل دكتور.
أنس أبو شادي:
والله هذه المسألة متوقفة على مسألة تحديد متى يكون الجنين حيًّا؟
وهذه المسألة الإسلام له فيها رأي متميز، يختلف عن غيره من الأفكار والنظريات، فالمنتشر في كل العالم أنو الجنين يكون حيًّا منذ لحظة التقاء الحيوان المنوي بالبويضة، فيصير حيًّا مباشرة، وأعتقد أن هذا رأي يعني بعض الأديان سوى الإسلام، أما في الإسلام فعلماء الإسلام كلهم متفقين، نعم.
شعبان إبراهيم:
لا مؤاخذه يا دكتور أبو شادي أنا ما بقولش كده، أنا بقول إن الخلية جية (آتية) من جلد الإنسان مش حيوان منوي، وهي عبارة عن..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
ولكن الخلية يا دكتور شعبان شكلت كما قلت الجنين أو الإمبريو Embryo إذن قد ينطبق عليها ما ينطبق على الجنين الذي يأتي عن اتحاد حيوان منوي وبويضة.
أنس أبو شادي:
يعني كون إنو الخلية من القدم أو الخلايا التناسلية أو من الحيوان المنوي دي مسألة أخرى للمناقشة، ولكن نحن نتكلم على حكم يعني استنساخ جنين لمدة 14 يوم، ثم بعد ذلك تدميره أو إنهاء حياته، وأخذ الخلايا المتخصصة التي تكون الأعضاء، هذا هو السؤال، أما كون الإمبريو ده جه من الرجل أو من.. دي مسألة أخرى، ومسألة مختلفة..
عدنان الشريف:
من خلية رجل أو من حيوان منوي ممكن نسأل عنها الدكتور حكيم بعد قليل.
أنس أبو شادي:
ففي الإسلام.
شعبان إبراهيم:
طيب إيه رأي حضرتك يا دكتور أنس عايز أضيف جزء بسيط.
عدنان الشريف:
تفضل دكتور.
ندي حكيم:
في اللي هو بيقولوا Non-living Vitals اللي هو عبارة عن واحدة كانت حامل وحصل إنو هي الحمل راح، فبيستعملوها وده يعتبر Non Living مش حي، ممكن يستعملوا منه هذه الخلايا، لإنتاج اللي هي (الإستمسيل) أو الخلايا الأم.
أنس أبو شادي:
ما هو السؤال؟ ما هو الحي؟ وما هو غير الحي؟
عدنان الشريف:
نعم.
أنس أبو شادي:
هذه هي المشكلة، تحديد الحياة أين تبدأ الحياة هذا هو السؤال الحيوي؟
شعبان إبراهيم:
هو طبعًا بالنسبة..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
ماعلهش يا دكتور شعبان، الموضوع يتعلق بموضوع الأسبوعين 14 يوم، هل هناك شيء محدد خاص في موضوع الـ 14 بالنسبة بالجنين؟
أنس أبو شادي:
المحدد في الإسلام أن الحياة تحل في الجنين عند..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
اليوم الرابع عشر.
أنس أبو شادي:
لا، مش عند اليوم الرابع عشر، عند مائة وعشرين يومًا، بعد مائة وعشرين يومًا.
عدنان الشريف:
بعد ثلاثة أشهر يعني.
أنس أبو شادي:
بعد ثلاثة أشهر.
عدنان الشريف:
نعود إلى هذا الموضوع بعد أن نتلقى هذه المكالمة الهاتفية من علي سعيد أبو الحسن من لندن، أخ علي مساء الخير تفضل.
علي سعيد أبو الحسن:
السلام عليكم ورحمة الله.
عدنان الشريف:
عليكم السلام ورحمة الله.
علي سعيد أبو الحسن:
بالنسبة للآية، الله سبحانه وتعالى يقول على لسان إبليس اللعين (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله) لها علاقة مباشرة بالموضوع، لأن خلق الله يعني الفطرة التي فُطِر الناس عليها، والفطرة في الإنجاب والتكاثر عند الإنسان تكون من ذكر وأنثى، وعن طريق تلقيح الحيوان المنوي للذكر لبويضة الأنثى، وشرع الله سبحانه وتعالى أن يكون ذلك من ذكر وأنثى بينهما عقد نكاح صحيح، وليس من الفطرة أن يتم الإنجاب والتكاثر عن طريق الاستنساخ، عدا عن كونه يتم بين ذكر وأنثى ليس بينهما عقد نكاح صحيح، هذه النقطة الأولى، أما حرمة..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
هذا إذا كان.. إذا افترضنا أن عملية الاستنساخ ستنـتج بشرًا، ولكننا حتى الآن من خلال الحديث لم نتمكن من التوصل إلى قناعة بالنسبة للضيوف الذين معنا إلى أن إنسانًا قد ينتج نتيجة عملية استنساخ.
علي سعد أبو الحسن:
صحيح، صحيح، هذا على فرض ذلك، وإن كان إلى الآن لم يثبت، إذا ثبت أن هذا لا يجوز شرعًا، حرام لما أسلفنا، وكذلك لأن هذا الإنتاج إنما يكون فيه تضييع للأنساب، ونحن سمعنا رسولنا الحبيب -صلى الله عليه وسلم- يقول (أيما
امرأة أدخلت على قوم نسبًا ليس منهم فليست من الله في شيء، ولن يدخلها الله الجنة، وأيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه احتجب الله منه، وفضحه على رؤوس الأولين والآخرين) رواه الدارمي.
عدنان الشريف:
يعني أخ علي هذا الموضوع الحقيقة متشعب جدًّا، إذا أردنا أن نتحدث عن هذا الموضوع، يعني هناك علاقة الأبوة التي قد يكون لها مجال آخر في البحث، ولكن بالنسبة لموضوعنا إذا تحدثنا عن الموضوع، بروفيسور حكيم استمعنا قبل قليل من الدكتور شعبان في واشنطن إلى تجربة جرت فعلاً في واشنطن، وهي تجربة أخذ خلية من رِجْل رَجُل وزرعها في بويضة بقرة، فأنتجت نوع من الإمبريو Embryo وحطم هذا الإمبريو، إذن هل يمكن إنتاج مخلوق -ولو أني أنا أتحفظ على هذه الكلمة كثيرا- من رجل وبويضة بقرة مثلاً؟
ندي حكيم:
ما في شك.
عدنان الشريف:
وما هي طبيعة هذا المخلوق الذي سينتج؟
ندي حكيم:
الجواب راح بسهله شوية، بالفعل مثل ما قال الدكتور قطب بواشنطن، أي خلية بالجسم حتى من الجلد أو من الرأس أو من الأظفر، الكروموزوم نفسه، يعني بتقدر تأخذ هذا الكروموزوم اللي هو D N A من أي خلية وتزرعه وتعمل إنسان..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
الكروموزوم هو المورث البشري والـ D N A هو الحامض النووي نعم.
ندي حكيم:
Exactly (تمامًا) وحتى بتقدر واحد توفى من 200 سنة إذا لقيت عظمه بتاخد خلية منا تقدر ترجع تخلقه، هذه معروفة، وأكيد دكتور قطب بيؤيدني في هذا الشيء.
عدنان الشريف:
ما رأي الدكتور قطب فيما استمعنا إليه من الدكتور ندي حكيم؟
شعبان إبراهيم قطب:
هي دي التجربة اللي تم بها..، أيوه الدكتور حكيم، طبعًا هي دي التجربة اللي اتعملت بها دوللي، وهو اللي أخذه دي بتسمى الخلايا اللي هي غير خلايا التكاثر اللي هي البويضة Sperm أي خلية في الجسم اللي هي Somatic cells ممكن تستخدم، تؤخذ منها النواة، ودي التجربة اللي تم بها زراعة الخروف دوللي، خدوا النواة زي ما حضرتك عارف، ونقلت عن طريق كهرباء إلى بويضة مفرغة من النواة، فهذا ممكن عمله في الحيوانات، من حيث الإنسان من الناحية طبعًا النظرية اللي تمت في الحيوان، ممكن تطبيق هذا في الإنسان، وزي ما بقول طبعًا أنا ما بأحبذش أولاً أن يتم زارعة الإنسان، بس أنا بقول على التجربة اللي تمت في الولايات المتحدة الأمريكية، أو في معهد (روزلن) باسكتلندا، أو في زارعة الحيوانات الأخرى من خنازير ومن بقر في الولايات المتحدة الأمريكية أو في اليابان، فممكن عمل هذا في المعمل.
عدنان الشريف:
نعم.. الحقيقة أنه كما استمعنا قبل قليل من أهم الإنجازات العلمية التي قد تكون على علاقة بموضوعنا هذا نجاح فريق دولي في تحديد سلسلة التتابع الكامل للحبيبات الصبغية المكونة لأحد كروموزومات البشرية -كما ذكر دكتور حكيم-، وجاء هذا الكشف في سبيل السعي للتعرف على الوحدات الأساسية لبناء المورثات في المخلوقات، للتذكير فقط نقول: إن الشيفرة الوراثية للإنسان تتكون من ثلاثة آلاف مليون زوج من المكونات الرئيسية، هذه الشفرة موجودة في مكونات الخلية البشرية الواحدة، وهي ثاني أصغر كروموزوم، إذا كانت الأمور بهذه الدقة المتناهية، أليس هناك خطورة في الاستمرار في عملية الاستنساخ إذ يمكن أن تؤدي إلى نتائج غير محسوبة؟ والسؤال مرة أخرى للدكتور قطب في واشنطن.
شعبان إبراهيم قطب:
لا مؤاخذة السؤال ممكن تعيده بسرعة يا أستاذ عدنان؟
عدنان الشريف:
يعني إذا كانت العملية بهذه الخطورة، مثلاً العلم تعرف إلى ثاني أصغر كروموسوم (كروموزوم) بالنسبة للإنسان، والمكونات الرئيسية كلها كروموسومات موجودة داخل الخلية، إذا كانت الأمور فعلاً بهذه الدقة المتناهية أليس من الخطورة أن يستمر الإنسان في هذا البحث؟
شعبان إبراهيم قطب:
هو حقيقة بدل.. خلِّينا نبص من الوجه اللي هو المبشِّر، أولاً: معرفة التتابع أو الشفرة في الكروموسومات في الإنسان أو في بعض البكتريا وخلافه، طبعًا دون (هذا) بيساعد كثير على علاج الأمراض وخلافه، بس اللي هم عرفوه عرفوا التتابع وما عرفوش اللي هي بيسموها ال (Physical map) اللي هو: إيه وظيفة كل جزء من داخل الخريطة هذه؟ فنتيجة لأن المعلومات لسه، قدامنا سنوات عديدة علشان نعرف إيه وظيفة أو العلاقة بين كل جين وآخر داخل الكروموسوم، دون (هذا) بيساعدنا على إنو إحنا نقوم بعملية استنساخ، عايز أحذر من نقطة بالنسبة لعملية الاستنساخ بالذات في الخنازير-طبعًا- والدكتور حكيم جائز يوافقني على الموضوع ده، ليه بيستعملوا الخنازير؟
الخنازير بيستعملوها، ليه ما بيستعملوا الـ Chimps اللي هي الـ Chimpanzee وخلافه، مع أنها قريبة للإنسان أكثر؟
أولاً: حجم أعضاء الخنزير قريب من الإنسان زائد..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
هو يا دكتور–الحقيقة- هذا الموضوع سنتحدث عنه–ربما- بالتفصيل في فقرة أخرى من الموضوع، كيف يمكن نقل الأعضاء الخاصة بالحيوانات إلى الإنسان، والخطورة التي يتحدث عنها العلم في ذلك، نقطع هذا الحديث لنرد على هذا الاتصال من المشاهد منذر عبد الله من الدانمارك.. منذر تفضل.
منذر عبد الله:
السلام عليكم.
عدنان الشريف:
عليكم السلام.
منذر عبد الله:
إن ما توصل إليه العلماء من تطورات علمية، ومن استخدام مدهش لهذه التطورات العلمية، والتي ساعدهم على القيام بها، والتوصل إليها التطور المذهل للتكنولوجيا، سواء في الإنسان أو الحيوان أو النبات أو الجماد، ما هو إلا قليل من كثير مما هو موجود في هذا الكون من أسرار ومن أنظمة وقوانين تتحكم في الأشياء وتنظم سيرها، ومن خاصيات أودعها الله في الأشياء لتكون صالحة لما خلقت له، وصدق الله حيث يقول (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً).
وإن ما توصل إليه العلماء وما قاموا به ما هو إلا اكتشاف بسيط لبعض تلك القوانين والأنظمة والخاصيات، وإبراز لها، وليس فيه أي خلق لأنه ليس إيجادًا من عدم، وإنما هو إبراز لما هو موجود، وإنه كلما تقدم العلم والعلماء في ذلك ازدادت الدلالات على عظمة الخالق، وعلى كامل قدرته وبالغ حكمته، وازدادت قوة الإيمان به، وقد أشار -سبحانه وتعالى- إلى ذلك في قوله (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق..).
إن هذه التطورات العلمية المذهلة التي وصلت إلى حد استنساخ النبات والحيوان، والتي تواصل طريقها للوصول إلى استنساخ الإنسان قد أصبح لها حضور في الساحة، مما يقتضي التصدي لها من باب رعاية الشؤون والقوامة على المجتمع، لأن لها مساسًا بحياة المسلمين، وهي وإن كانت نتاج تجارب علمية، والعلم عالمي لا يختص بوجهة نظر معينة إلا أن استعمالاتها والأخذ بها تكون مبنية على وجهة النظر في الحياة، ولكون هذه الإنجازات العلمية ظهرت في العالم الغربي ابتداءً فإنه أخذ بها باعتبارها نافعة، على أساس أنه يتبنى وجهة النظر المبنية على فصل الدين عن الحياة، وأن الإنسان هو الذي يضع نظامه في الحياة، لأن الشعب هو صاحب السيادة، وأن الشعب يملك العقل القادر على إدراك المصالح والمفاسد، والمنافع والمضار..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
في الحقيقة أخ منذر أريد أن آخذ نقطة من التي ذكرت الآن، وهي موضوع أنه هذه الأبحاث تتم في الغرب، لماذا حتى لا نقول في وقت من الأوقات: لماذا لا تتم عندنا؟ لأن لدينا علماء، ويمكنهم القيام بمثل هذه الأبحاث والتوصل -ربما- إلى مثل هذه النتائج، ولكننا لا نريد الخوض كثيرًا في موضوع سياسات الدول، إلا أننا ربما تناولنا هذا الموضوع من خلال سؤال أوجهه للبروفيسور حكيم، الآن بروفيسور حكيم.. سمعنا أن مجلس النواب البريطاني أقر البدء في عملية استنساخ الأجنة، وقبل أسبوع من الآن مجلس النواب التابع للاتحاد الأوروبي، البرلمان الأوروبي استنكر هذا وقال: إنه جريمة، أعيد هذا الكلام مرة أخرى: جريمة!! ما الذي جعل في رأيك الآن ربما عطفًا على ما ذكر الأخ منذر، ما الذي جعل حكومة مثل حكومة بريطانيا أو برلمان مثل برلمان بريطانيا تريد أن تستمر في هذا المجال؟
وهل تعتقد أنه لو جاءهم من الخارج، لو جاءهم من الشرق -مثلاً- هل سيستمرون فيه بنفس الاتجاه، بنفس الحماس؟
ندي حكيم:
هو السبب اللي الإنجليز أعطوا هالقرار هذا المعتبر فيه أنه جرم في أوروبا.. بقية أوروبا، هو صار فيه ضغط على الحكومة الإنجليزية من الباحثين بإنجلترا.
عدنان الشريف:
نعم.
ندي حكيم:
بيقولوا أنه أو بتخلونا نعملها بإنجلترا، أو نحنا بدنا نقرر نروح على أمريكا.
عدنان الشريف:
مثلاً.
ندي حكيم:
هذا المظبوط اللي حاصل.
عدنان الشريف:
نعم، ولكن أيضًا الرئيس بل كلينتون قال: عن هذا غير جائز، والحكومة الأمريكية تعارض عملية الاستنساخ.
ندي حكيم:
صح، هذا كلينتون، بس كلينتون شخص بس.
عدنان الشريف:
نعم ليس صاحب القرار.
ندي حكيم:
بس الاستنساخ مسموح بأمريكا، إذا اطلعت على القوانين الأمريكانية الفيدرالية مسموحة، بس كلينتون رئيس جمهورية وبس.
الرئيس بيقول: لا.. بس مش معناته أنو مانعها.
عدنان الشريف:
هو صار قرار يعني، نعم.
ندي حكيم:
هذا مش ضروري يسمعوا له، هذه الديمقراطية.
عدنان الشريف:
نعم، الشق الثاني من السؤال، أسأل الدكتور أنس.. دكتور أنس هل تعتقد بأنه لو كان جاء هذا الاختراع أو الاكتشاف من خارج بريطانيا، أو لنقل من دول غير دول الغرب كيف كان يمكن تقبله هنا في الغرب؟ هل هناك معايير مختلفة تبنى على أساسها القرارات المتعلقة بالتقدم العلمي؟
أنس أبو شادي:
والله أعتقد القرارات المتعلقة بالتقدم العلمي إنما تمليها الأبحاث وضغوط العلماء واحتياجات المجتمعات، فأعتقد أن المسألة لم تكن لتتأثر لو كانت من اليابان مثلاً أو من أفريقيا.
عدنان الشريف:
أو من العالم الإسلامي مثلاً.
أنس أبو شادي:
أو من العالم الإسلامي أعتقد يعني الحضارة الأوروبية كلها في أصلها نابعة من الشرق.
عدنان الشريف:
لكن هذا في التاريخ، يعني طبعًا هم يعترفون بهذا، ولكن الآن كما نلاحظ في رأيك دكتور حكيم، كما نلاحظ هم يريدون الفضل للغرب فقط في كل ما يتم، ونسمع عن كثير من الأبحاث التي تُقدم من خارج الغرب، ويجدون فيها كثيرًا من الحيثيات التي يبعدونها عن ساحة الإعلام وعن ساحة الشهرة.
ندي حكيم:
أنا ما بأيدك في اللي عما بتقوله، بالفعل عندنا دكتور قطب بواشنطن، أنا موجود هون (هنا) الشيء الوحيد اللي بنقدر نؤيده إن بأوروبا الغربية وبأمريكا فيه نوع، فيه حكم، فيه طريقة أنو الواحد يعرف على المظبوط شو (ماذا) عم بيعمله الباحثين، إذا اطلعت على الهند، على إفريقيا ما فيها الكنترول، وهذا اللي بيخوف، إذا بلشوا يعملوا استنساخ -مثلاً- بإفريقيا الجنوبية أو بأمريكا الجنوبية ما في كنترول، شو بتصير؟ بيفلت الواحد، يصير بيعملوا بالفعل استنساخ للإنسان؟ من يوقفهم؟
عدنان الشريف:
نعم، نعود إلى الولايات المتحدة، الدكتور قطب معنا من واشنطن، دكتور يعني هناك من يقول: إنه إذا كان براءة اختراع طُلبت من شخص من الشرق في الولايات المتحدة، فهم يضعون أمامه ألف من العراقيل.
هل تعتقد بأن الاستنساخ لو جاء من دول غير غربية يمكن أن ينتشر في الولايات المتحدة بهذه الصورة؟
شعبان إبراهيم قطب:
الكلام ده بأحب أعدله شوية، إنه أولاً: القوانين الأمريكية والحكومة الفيدرالية بتمنع السماح بزراعة الإنسان، واجتمع ثمانين عضو كونجرس أمريكي، وقدموا للكونجرس خطاب، ومضوا عليه إن القانون مفروض يسير، إلا أنه رئيس المركز الطبي الأمريكي اللي هو ال N I H
National Institute Of Health السابق اللي هو فامس (Vamus) قال إن ال N I H ممكن إن هو يمول هذه الأبحاث أو بالذات أبحاث اللي هي (Stem Cells ) ولكن لا يمول زراعة الإنسان، فهذه الولايات المتحدة لا تؤيد زراعة الإنسان ولا الرئيس كلينتون، إلا أنه في خطابه الأخير في الراديو قال إنو هو يؤيد إن العلوم تساعد في علاج الأمراض وبالذات زي (دافيتس) وأمراض مختلفة.
عدنان الشريف:
معنا محمد أمين الحسين من أمريكا، نعود إلى الحديث -دكتور- بعد قليل
ومحمد حسين من أمريكا، تفضل يا أخ محمد.
محمد أمين الحسين:
مساء الخير.
عدنان الشريف:
مساء الخير.
محمد أمين الحسين:
عندي سؤال ومداخلة لو سمحت.
عدنان الشريف:
تفضل.
محمد أمين:
مداخلة بالنسبة لرأي سيدي الشيخ الديني، أنه عادة الأفكار الثورية العلمية تلاقي فكرة ضد من جانب الدين، دليل على ذلك نشوف بالخمسينيات من الفاتيكان قالوا: إن الإنسان إذا ارتفع عن الأرض بيموت، قبل سنة من خروج (جاجارين) خارج النظام الأرضي.
وسؤال كمان، بدي أوجه سؤال للأستاذ الدكتور ما بعرف شو اسمه؟ وأنه كيف ممكن إحياء خلية آدمية من شخص ميت من قبل 100 سنة أو 200 سنة؟
عدنان الشريف:
أعتقد أن السؤال للبروفيسور حكيم، شكرًا يا أخ محمد.
ندي حكيم:
ممكن إنو هو الكروموزوم أو ال D N A اللي موجود بهذه الخلية، بينأخذ من الخلية وبيرجع بينزرع ببيضة حية، والمنتج الجنين اللي بينتج بيطلع جنين مثل ما انخلقت دوللي، هذه شغلة بتحصل بالمختبر، حتى بالفعل لو 100 أو 200 سنة منشان هيك في ناس حتى بتقرأ بالإنترنت إنو في ناس بدهم يستنسخوا المسيح، إذا بتقرأ إن فيه ناس.. لإنو بيعتقدوا أنه بيقدروا يلاقوا الـ دي إن إيه على..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
أليس في هذا يا دكتور أفكار متطرفة يمكن أن تؤدي إلى كثير من المشاكل والجدل؟
ندي حكيم:
ما في شك، أكيد أنا ضد الاستنساخ واللي من أول ما صار الاستنساخ أنا ضده.
عدنان الشريف:
حتى ولو ثبت أنه بيشفي أمراض؟
ندي حكيم:
حتى، لأنو نحنا مش مفروض نلعب بجسم الإنسان، وسمعنا الدكتور أنس أبو شادي بيقول: هو الدين الإسلامي بيعتبر مائة وعشرين يوم، الأطباء بيقولوا أربعة عشر يوم، مين بده يقرر؟ أو نمنع تمامًا أو بدك تخليها Free، إن كل واحد يعرف..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
دكتور أنس أبو شادي، الحقيقة ربما من خلال ما استمعنا من حقائق علمية أنه يمكن إعادة لا نقول إحياء خلية، ولكن إعادة تكثير الخلية أو تكاثر الخلية بعد مائتي عام عن طريق ال ( D N A ) ومن خلال ما استمعنا من الدكتور قطب من أنه خلية من رِجل رجُل في بويضة بقرة أنشأت جنينًا من نوع معين، إذن هذا فعلاً تبديل في خلق الله.
أليس هو تبديلاً في خلق الله كما ورد في الآية؟
أنس أبو شادي:
نعم، يعني هو مسألة الاستنساخ بغرض إنتاج آدمي كامل، هذه المسألة ممنوعة من وجهة النظر الدينية، لأن الإسلام أو أعتقد كل الأديان في هذا لم تجعل إلا سبيلاً واحدًا لإنتاج الأولاد أو للتكاثر البشري، ألا وهو عن طريق تزاوج الذكر مع الأنثى من خلال عقد الزواج، فكل سبيل لإنتاج الأولاد خارج هذا الإطار ممنوع دينيًّا بما في ذلك..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
بنوك ال..
أنس أبو شادي(مستطردًا):
ذكر وأنثى خارج إطار الزواج أو استنساخ خلية من إنسان واحد بعيدًا عن التقاء الذكر والأنثى هذا كله ممنوع دينيًّا ، إنما الكلام الذي نتكلم فيه هو Thera peutic Cloning اللي هو بغرض علاج الإنسان، أما Reproductive اللي هو يهدف إلى إنتاج إنسان كامل فهذا ممنوع لا شك في ذلك، أساسًا لأن إنتاج الأطفال خارج إطار المؤسسة الدينية، كما هو ممنوع عن طريق الزنا.
وأيضًا فيه تغيير لخلق الله، ولكن أنا لا.. يعني الاستدلال بها بعيد بعض الشيء، الآية مجملة ليست واضحة الدلالة، إنما الدلالة الواضحة لمنع الاستنساخ الكامل هو أن الإسلام قصر إنتاج الأولاد عن طريق عقد الزواج الذي يكون بين الذكر والأنثى.
عدنان الشريف:
دكتور شعبان قطب في الولايات المحتدة، الحقيقة نحن نعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية ربما تكون سباقة في مجال تنفيذ مثل هذه المشاريع، وقد نسمع قريبًا عن عمليه استنساخ لجنين، أو عملية التحضير لإنشاء بنك للأعضاء، ولكن الحقيقة أخلاقيات هذا الموضوع هي من الأمور المهمة جدًّا التي يجب أن نبحث فيها، المتاجرين في الموضوع قد يستغلون مثل هذا الكشف العلمي، ويمكنهم الحصول على التقنية المتقدمة بما لديهم من نفوذ ونقود يعني إذن: أليس هناك خوف؟ بل رعب من أن تؤدي هذه التطورات العلمية إلى نوع من التجارة التي يمكن أن تصل إلى حد الجرائم حتى.. ما رأيك؟
شعبان إبراهيم قطب:
طبعًا هنا بنرجع إحنا كشرقيين أو حتى في الولايات المتحدة الناس اللي هم عندهم أديان، لا يحبذوا أن تتم هذه العملية، ولكن الشركات، يعني أنا قلت شركتين، اللي هي American Sale Technology وشركة ثانية اسمها (جيرون) Geeron وأنا بأحاول أقول الكلام اللي هو قاله (روبرت لانزا) روبرت لانزا هذا مدير هندسة الأنسجة، قال: إن الجنين لا يمكن النظر إليه كشخص قبل أربعة عشر يوم، وده طبعًا منقول عن شركة موجودة وبتمول بغرض إنتاج هذه الأنسجة، طبعًا الغرض سامي، ولكن هم بيـبصوا لها من ناحية التجارة وخلافه، فهذه هي المشكلة.
الحاجة الثانية: لو فكرنا كان فيه برنامج من عدة سنوات بعد زراعة دوللي، كان رجل اسمه (ريتشارد سي) وقال: إنو هو هيعمل زراعة للإنسان بس ما كانش عنده فلوس، وعندنا كمان قصة المليونير الأمريكي في كاليفورنيا عايز يزرع الكلب بتاعته (ميسي) وهكذا، فطبعًا الولايات المتحدة الأمريكية فيه خطورة إنو هذا الموضوع موضوع تجاري بحت، وبعض الشركات الخاصة تقوم بهذا.
عدنان الشريف:
معنا سعيد محمود من مالطا، سعيد تفضل.
سعيد محمود:
السلام عليكم ورحمة الله.
عدنان الشريف:
وعليكم السلام ورحمة الله.
سعيد محمود:
لو سمحت عندي بعض الأسئلة للسادة الضيوف.
عدنان الشريف:
تفضل.
سعيد محمود:
البويضة المنشطرة تعطي اثنين متشابهين شكلاً.
عدنان الشريف:
تقصد التوائم؟
سعيد محمود:
آه، هذه واحدة، لكنهما قد يختلفان في التفكير والمزاج، ما مدى التشابه بين الاستنساخ وانشطار النواة لتخرج شخصين؟
هذا سؤال.
عدنان الشريف:
نعم.
سعيد محمود:
سؤالي الثاني لو سمحت: هل الحياة هي الروح؟
فإذا كانت الحياة هي الروح فما معنى نمو الجنين قبل أن تُنفخ فيه الروح بعد مائة وعشرين يومًا؟
بعض العلماء يقول: إن هناك حياة قبل نفخ الروح تسمى حياة نباتية هي التي تساعد على النمو والتشكيل، فهذا السؤال حقيقة إذا أجبنا عليه يفرق لنا لو سمحت، وأنا أريد أن أسأل السيد الدكتور أبو شادي ما الفرق بين النفس والروح؟
إذا كانت النفس البشرية تتكون بمجرد تشكل الجنين وبدليل النمو، ولا تحتاج إلى نفخ الروح، فمعنى ذلك أن ثمة فرقًا بين النفس والروح فهل يمكن توضيح الفرق بين النفس والروح؟ مع أن بعض علماء المسلمين يرونها واحدًا، وبعضهم يفرق بينهما..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
سؤالك واضح هل هناك سؤال آخر أخ سعيد؟
سعيد محمود:
السؤال الأخير لو سمحت.
عدنان الشريف:
تفضل.
سعيد محمود:
بعث الإنسان من خلية مهما كانت قديمة يسهل علينا تصور عملية إعادة الخلق يوم القيامة، وهذا من معاني قوله تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) وجزاكم الله خيرًا.
عدنان الشريف:
يعني هو الدكتور حكيم يا أخ سعيد، هو الحقيقة بعث الإنسان من خلية أعتقد أن الدكتور حكيم وضحه تمامًا عندما قال: الخلية يمكن تكثير الخلية، وليس بعث الإنسان أو خلق إنسان من خلية كانت من فترة طويلة، لكن باختصار شديد دكتور أبو شادي يسأل عن مدى التشابه، أو دعنا نسأل ما الفرق بين النفس والروح كما يريد أن يعرف؟ باختصار لو سمحت لأنه لا نريد أن نخرج عن الموضوع.
أنس أبو شادي:
والله هو لا أرى فرقًا بين النفس والروح، هما بمعنى واحد، يعني في اللفظ الشرعي وفي الخطاب الشرعي ليس هناك كبير فرق بين النفس والروح، وإنما هي تطلق على حقيقة الإنسان وذاتيته وروحه.
عدنان الشريف:
يعني ربنا بيقول (هو الذي خلقكم من نفس واحدة) وليس من روح واحدة يعني ربما الأرواح يمكن أن تكون..
أنس أبو شادي(مقاطعًا):
لا.. النفس هذا خلق الإنسان الكامل، أصل الكلمة قد تطلق بمعاني متعددة، في هذه الآية التي ذكرتها هي بمعنى الإنسان، من نفس واحدة اللي هي.
عدنان الشريف:
ابن آدم.
أنس أبو شادي:
ابن آدم، نعم، وحركة الجنين قبل مائة وعشرين يومًا ليست دليلاً على نفح الروح، إنما الروح.. الله -تعالى- يقول:
(يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) فالأطباء لم يحددوا أن الروح تكون بعد أربعة عشر يومًا، هذا أمر لا يعلمه إلا الله.
عدنان الشريف:
السؤال الأول الذي ورد في المكالمة يا دكتور حكيم، مدى التشابه بين الـ Twins يعني الـ Identical Twins (التوأم المماثل) وبين ما يمكن إنتاجه من خلال الخلايا المستنسخة، هل هناك وجه شبه؟
ندي حكيم:
الشبه راح بيكون سطحي، والأعضاء راح بيشبهوا بعضهم، بس أكيد الروح مث لما ذكرت بتكون روح تانية.
أنس أبو شادي:
مختلفة طبعًا.
ندي حكيم:
يعني ما بتقدر تستنسخ روح، هايدي مش أنا راح بقولها، أكيد الدكتور أبو شادي بيقولها.
عدنان الشريف:
نعم.. الحقيقة -أيضًا- ونحن نتحدث عن هذا الموضوع بودي أن أعود للدكتور قطب في أمريكا، وأسأل يعني تعرفنا حتى الآن إلى بعض المفاهيم العلمية، الإنسان يتم تكاثر البشر عن طريق التزاوج، ويتم تكاثر ربما بعض الحيوانات البدائية protozoa بانقسام الخلية، الآن نحن نرى أن ربما جزء من الإنسان أو مرحلة من مراحل الإنسان التي هي الإمبريو Embryo التي هي الجنين يمكن أن تعود إلى الخلق البدائي كما نرى بواسطة انقسام الخلية أو تكاثر الخلية، يعني أنا الحقيقة محتار أني أسأل هذا السؤال أو لأ يا دكتور ما رأيك؟
هل السؤال لنقل هل السؤال مطروح في المجالات العلمية حاليًا؟
شعبان إبراهيم قطب:
حقيقة أنا مافهمتش السؤال بتاع حضرتك.
عدنان الشريف:
يعني هو السؤال، فهمنا حتى الآن أن تكاثر الخلية قد يؤدي إلى إنتاج جنين بتكاثر الخلية، تكاثر الخلية كما نعلم هو طريقة من طرق نمو الحيوانات البدائية مثل الجراثيم مثلاً أو protozoa التي تسمى بالطبيعة، الإنسان الآن هل نعود به أو بخليته إلى هذه الطريقة البدائية من خلال ما نعرف الآن عن الاستنساخ؟
وأنا سألت إنو هل هذا السؤال يعني هل مطروح في الأوساط العلمية مثلاً؟
شعبان إبراهيم قطب:
آه طبعًا مطروح بس هو لازم فيه طريقة التكاثر reproduction في الإنسان أو في الحيوانات أو بعض النباتات، لازم إنو بيتم سواء نقلوا النواة من الخلية اللي هي (السومتكسلز) أو من أي خلية في الجسم لازم يحطوها في بويضة، أو في محضن تعتبر البويضة بعد ما بيطلعوا النواة موجود فيها الطاقة اللازمة، موجود فيها بعض المواد اللي هي مهمة في تكوين الأعضاء وخلافه، فطبعًا كونك عايز تنتجها بس (فقط) إنسان أو حيوان من خلية بدون الاتحاد مع البويضة، لغاية الآن ده مش ممكن، مع إنه موجود زي ما حضرتك قلت في الميكروبات أو بعض النباتات زي ما بيسموه Non-Sexual Reproduction التي بتنتج عن طريق ورقة، أو عن طريق قطعة من النبات نفسه، أما لغاية دلوقتي فطبعًا..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
نعم ما رأي الدكتور حكيم باختصار يعني لو سمحت دكتور، يعني الحقيقة أردت الحقيقة أردت أن أجد لهذا السؤال مبررًا ولو أنه قد يكون معقدًا بعض الشيء موضوع إنو النباتات تتكاثر بطريقة تكاثر الخلية، هل هذه هي الفكرة التي أوحت للعلماء بقضية التناسخ مثلاً؟
دكتور ندي حكيم:
ما في شك، لأنو كلنا نحن بنبتدئ بخلية، كل شخص منا عم بيبتدي بخليتين الأب والأم، صح، فاللي بننـتبه عليه إنه لما بيخلق هالشخص إذا لا سمح الله خلق نهار مستنسخ بننـتبه إنه شو راح بيحصل فيه، لأنه هلأ مؤخرًا أكيد سمعت من أسبوع، أسبوعين صار فيه تحقيق على اللي خلقوا من Spurn donors مش معروف مين أب..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
يعني هذه قضية أخرى قضية تبرع بالحيوانات المنوية.
ندي حكيم:
التبرع بس (فقط) هؤلاء عندهم أمراض عصبية مش عايشين بطريقة طبيعية كيف المستنسخ شو بده يصير فيه؟
عدنان الشريف:
طيب شو رأي الدكتور أنس في هذا الموضوع باختصار، موضوع قضية الرجوع إلى طريقة تكاثر حيوانات بدائية لتطبق على الإنسان؟
أنس أبو شادي:
والله هذا صعب، لأنه لابد من بويضة الإنسان.
عدنان الشريف:
نعم، ولكن الفكرة موجودة، فكرة تغيير طريقة التكاثر.
أنس أبو شادي:
نعم على كل الأحوال..
شعبان إبراهيم(مقاطعًا):
الفكرة يا أستاذ عدنان.
أنس أبو شادي(مستأنفًا):
أعتقد الجزء الأهم في مسألة خلق الإنسان، هو مسألة إعطائه الجزء الإلهي
وإعطاؤه الروح، هذه هي المسألة.
عدنان الشريف:
نعم، ربما الدكتور شعبان عنده، دكتور شعبان في واشنطن عنده رأي حول هذا الموضوع تفضل.
شعبان إبراهيم قطب:
هو الجزء.. هو الفكرة إنو هو حتى (إيان ويلموت) لما حاول، حاولوا إنهم فعلاً يعيدوا برمجة الخلية العادية، ودي كانت طريقة من الطرق، طبعًا الخلية العادية اللي هي.. ما بتكلمش دلوقتي على البويضة أو الحيوان المنوي، إنو هو حاول إنو هو عن طريق إنو هو بيحطها (يضعها) في البيئة بيئة الأكل بتاعتها، أو Medium إنو هو بيعمل لها تجويع، أو Starvation عشان يعمل إعادة برمجة للكروموسومس بتاعها..، بحيث إنو هي تنمو أو تكون قادرة بذاتها إنو هي تعطيني نمو كأنها خلية مشابهة للخلايا اللي هي سواء، اللي هي الحيوان المنوي طبعًا الواحد مش عارف..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
نعم، معنا مكالمة دكتور، يعني آسف على المقاطعة، معنا مكالمة من ألمانيا
فرقان فريد، تفضل يا أخ فرقان وآسف على التأخير.
يـبدو أننا فقدنا الاتصال بفرقان فريد، دعونا نتجه مرة أخرى إلى واشنطن دكتور شعبان هل تريد أن تضيف إلى ما ذكرت شيئًا معينًا؟
شعبان إبراهيم:
طبعًا الواحد مش عارف إيه اللي كان بيدور في مخ (إيان ويلموت) والعلماء في اليابان لما عملوا التجربة دي، بس زي ما أنت قلت الفكرة بيحاولوا إنه فعلاً الخلية العادية اللي هي لها عمر محدد وبتموت بعدها، إن الخلية دي بيحاولوا إعادة البرمجة بتاعتها عشان تكون قايمة بذاتها، وتقدر إنو هي تقوم بدور الحيوان المنوي مثلاً أو البويضة، ومن هنا بنبص على فكرة عُمر الخلية، وبنبص على حاجة اسمها (التيلوميرز) وجايز الدكتور حكيم برضك الموضوع ده يقول لنا عليه، وهو عبارة عن جزء من الحمض النووي وهذا موجود حوالين (الكروموسومس) نفسه، كل ما كان الجزء ده طويل، الخلية بيكون عمرها أكثر أو ممكن تتكاثر، ودون موجود في حالة الخلايا السرطان أو Cancer Cells إنو بيلاقوا فيها أن الإنزيم اللي هو (التيلوميرز) اللي هو مسؤول عن وضع هذا الجزء حوالين الكروموسومس (الكروموسومات) موجود بنشاط عالي جدًّا، فهي هذه الفكرة العلماء بيـبصوا لها من حيث عملية عمر الإنسان، إن هم بيـبصوا لل Aging بتاعه، أو ممكن الخلية دي تكون قائمة بذاتها، وتعيش لمدة أطول.
عدنان الشريف:
الحقيقة دكتور لا نريد بروفيسور حكيم أن نخوض أكثر في التفاصيل العلمية، التي قد لا تعني المشاهد كثيرًا، ولكن نعود لنقول إن الإنسان كما ذكرنا فيه ثلاثة بليون زوج من الكروموسومات فأعتقد هناك من المورِّثات الطبيعية في الإنسان مائة وثمانية وعشرين ألف مورث اللي هي الجينات مرتبة عند كل إنسان بطريقة مختلفة، إذن حتى الآن شئنا أم أبينا فإن عملية الاستنساخ ستكون عملية ليست مكتملة، بل يمكن القول بأنها ستكون عملية لو نُفذت ستكون عملية شاذة عن موضوع العلم بشكل عام، أليس كذلك؟
ندي حكيم:
ما في شك، وبأقدر أرجع أكرر اللي قاله (إيان ويلموت) هو اللي أول واحد عمل (دوللي) وعندي الورق قدامي هنا، بأقول هو It Would be immoral يعني إنه بيعتبر إنه هو مش مفهوم.
عدنان الشريف:
غير أخلاقي يعني.
ندي حكيم:
إنه من غير الأخلاق إنو تنعمل، وعمبقول هنا إنه دائمًا عمبتلفنولو يوميًّا، بقولن please افهموا ليه إنه هذا مش مفروض تنعمل، وهو اللي ابتدأها عم بيقول لهم please وقفوا.
عدنان الشريف:
إحنا استمعنا إلى الدكتور ويلموت يتحدث في محاضرته، وإحنا شاهدناها أيضًا، شاهدنا بعضها على التليفزيون، يقول إنه يجب ألا نقف في طريق هذا الكشف العلمي، ويجب على الناس حتى أن يشاركوا في فهمه، وليس فقط العلماء والباحثين والمختصين يعني يريد أن يعمم هذه الفكرة، وينشرها بين الناس.
ندى حكيم:
التعميم شيء، والتوقيف على.. نخلي ميَن ما كان يعملها شيء تاني، هذا هو اللي عم بيقوله، لازم تكون فيه ضغط على إنو تنعمل بس.. (باركي) بـ institute واحد مثلاً باسكتلندا أو بأمريكا أو مثلاً إنه دكتور شعبان يشتغل عليها، بس لازم يكون فيه الحكومة هي تقرر مين مسموح له يشتغل عليها، مش مين ما كان يعمل ها الشغلة.
عدنان الشريف:
معنا حامد أحمد من بريطانيا، حامد أحمد تفضل يا أخي.
حامد أحمد:
السلام عليكم يا أخي.
عدنان الشريف:
عليكم السلام ورحمة الله.
حامد أحمد:
شكرًا جزيلاً أخي على هذا البرنامج اللطيف اللي استضافته الجزيرة.
عدنان الشريف:
حياك الله.
حامد أحمد:
واللي كان نفسنا بالحقيقي يـيجي قبل هالوقت هذا، الاستنساخ من ثلاث سنين، كان نفسنا نشوف برنامج جديد حول الجينوم البشري.
عدنان الشريف:
أعتقد أن هذا الموضوع تناوله الزميل سامي حداد في حلقة سابقة، عندما تم استنساخ النعجة دوللي، ولكنا الآن نتحدث على هذا الموضوع لأن التطورات وصلت إلى حد إنه البرلمان البريطاني وافق على المضي قدمًا، بينما استنكر ذلك البرلمان الأوروبي تفضل.
حامد أحمد:
نعم أنا عندي مداخلة قصيرة في الحقيقة بخصوص الاستنساخ، هناك كتاب صدر حديثًا، هو ليس حديثًا بالحق، من سنتين حول الاستنساخ وموقف الشريعة الإسلامية، اللي كان الشرف لي في كتابة الجانب العلمي إلو، وكان هناك الكثير من الآراء الفقهية الناضجة في مسألة الاستنساخ.. الاستنساخ بالحقيقة لم يكن شيئًا جديدًا، وإنما هو اكتشاف سُنة من سنن الخلق، فالاستنساخ ليس حرامًا لذاته، رأي بعض الفقهاء، وكان رأيًا ناضجًا، ولكن إذا أدى بالعناوين الثانوية فقهًا إلى إكثار مجرمين، إلى ضياع الأنساب، إلى أمور أخرى قد تؤدي إلى إساءة إلى المجتمع، فالحرمة تيجي من هذا الجانب، أما الاستنساخ كونه علم واستكشاف سنة من سنن الخلق، حيث الإنسان العالم لم يأفي..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
أخ حامد، لا يمكن لنا أن نضع فرضيات معينة وشروط خاصة بتحليل أو تحريم، أو ربما استنكار شيء محدد، بناء على نتائجه في المستقبل، فحتى العلماء كما ترى لا يعرفون النتائج المحددة لعملية الاستنساخ مستقبلاً.
حامد أحمد:
نعم، لكنني أقول أنه الفقه والشرع عنده السعة، وهناك آراء مختلفة لفقهاء المسلمين، وأدلوا بدلوهم في هذا المجال، أنا سؤالي للأستاذ والدكتور شادي لو سمحت، هناك آراء مختلفة في مجال الاستنساخ البشري ككل أما Therapeutic Cloning ما شفنا فيه رأي بالحقيقة ناضج لبعض الفقهاء، فما هو رأي الأستاذ في مسألة الاستنساخ العلاجي، وليس الاستنساخ كإنسان كامل؟ هناك فيه آراء مختلفة، والحرمة في جانب الكثير من هذا، لكن مسألة الاستنساخ العلاجي Therapeutic Cloning ما هو الرأي الحديث لبعض فقهاء المسلمين في هذا المجال؟ وشكرًا.
عدنان الشريف:
يعني لنسأل رأي العلماء أيضًا، ورأي العلماء المختصين بموضوع العلم الدكتور أبو شادي، هل تريد أن تعلق على ما ذكره الأخ حامد؟
أنس أبو شادي:
والله نعم، أنا الاستنساخ العلاجي من وجهة نظري الشخصية لا أرى فيه مانعًا لأنو بحسب تعريف العلماء له، بيتم استنساخ خلية آدمية حتى عمر أربعة عشر يوم، ثم بعد ذلك تُؤخذ منها الـ Stem Cell وتنمى في المختبر لتنتج خلايا مستقلة للكبد أو لأعضاء الجسم المختلفة، فحتى هذا القدر لا أرى مانعًا من الشرع، لأن إحنا نعلم من مسألة حكم إسقاط النقطة قبل نفخ الروح فيها، هناك رأي محترم ومعتبر في الفقه الإسلامي يبيح إسقاط النطفة قبل نفخ الروح فيها، لأغراض علاجية، ولأغراض علمية، فهذا لا شك أن هذا من هذه الأغراض، فكنا نأخذ الجنين أو البويضة بعد أربعة عشر يوم، ونأخذ منها خلايا مختلفة تستخدم كـ Spare Parts للأعضاء البشرية، لا أرى من هذا مانعًا.
عدنان الشريف:
لو سمحت لنا يا دكتور أن نخرج قليلاً عن الموضوع، الفاكس الذي وصل من أخ إنجليزي اسمه جيمس باللغة الإنجليزية يقول: يريد أن يسألك بهذه المناسبة، ويعتذر عن أنه لا يعرف اللغة العربية، هناك من يترجم له بصورة تلقائية يقول ال I B F اللي هو التبرع بالبويضة، إذا كانت امرأة جسمها لا ينتج بويضات، وأخذت بويضة من متبرعة لا تعرفها، هل هذا حرام أم حلال؟
أنس أبو شادي:
لا، هذا لا يجوز، لأن الجنين الناتج سيكون ابن المتبرعة، وليس ابن الحاملة، لأنو هو سيحمل جميع الصفات الوراثية لأمه التي أعطته هذه البويضة.
عدنان الشريف:
هو بيفترض أنك ستقول أنه حرام، ولكن يتساءل كيف يمكن لهذه المرأة التي لا يمكن لها الحصول على طفل إلا بهذه الطريقة؟ هل تبقى مكتوفة اليدين؟
أنس أبو شادي:
يعني يأخذوا بويضاتها هي، إن أمكن أخذ بويضتها هي.
عدنان الشريف:
جسمها لا ينتج بويضات أبدًا.
أنس أبو شادي:
يـبقى هذه حكمة الله -سبحانه وتعالى- في خلقه.
عدنان الشريف:
شكرًا للأخ جيمس، أيضًا هناك من هانيـبال منصور بشيكاغو بالولايات المتحدة، سؤال موجه للدكتور حكيم والدكتور قطب هل يمكن إعادة إنتاج الديناصورات الآن بالاعتماد على الاستنساخ؟ ومدى التقدم الذي أُحرز في هذا المجال؟ يعني سؤال ربما ليس في صلب موضوعنا، لكن..
ندى حكيم:
الأبحاث أكيد بتقول إنه بنقدر، بس هل يا ترى فيه محل للديناصورات في الوقت الحاضر؟ ما في محل للإنسان!! يكفينا هلأ بس بعتقد أن السؤال واضح.
عدنان الشريف:
أيضًا يسأل هانيـبال: هل يمكن تغيـير مواصفات الإنسان المستنسخ إلى الأفضل بحيث يمكن أن ننتج ما يسمى الإنسان الخارق، الإنسان الذكي القوي إلى آخره؟
ندي حكيم:
ممكن بس هذا اللي بيسموه الـ Genetic Engineering اللي هم بيشتغلوا عليه، بلا ما يكون استنساخ.
Genetic Engineering عم بتغير الـ Genetic معين بالجسم،مثلاً عنده مثلاً مرض السكري مثل ما ذكر دكتور قطب، تقدر تغير له بالـ Genetic Engineering ، بس هايدا أسهل بكتير من الاستنساخ.
عدنان الشريف:
نعم، إذن إحنا لا نريد أن ندخل في موضوع الجينات، قد نتناوله في حلقة أخرى من البرنامج، ولكن بناء على رغبة المشاهد، دكتور موضوع الديناصورات كما ورد في الفاكس بتاع الأخ هانيـبال، هل حقيقة يمكن إعادة استنساخ الديناصورات من البقايا الموجودة حاليًا؟
شعبان إبراهيم قطب:
دا موجه لي السؤال يا أستاذ عدنان؟
عدنان الشريف:
السؤال موجه عن طريق الفاكس.
شعبان إبراهيم قطب:
هو الأخ أكيد شاف الفيلم، شاف فيلم الديناصور.
عدنان الشريف:
ديناصور بارك، آه.
شعبان إبراهيم قطب:
طبعًا من الناحية العملية من ناحية المعمل، من الناحية العملية زي ما قال كمان الدكتور حكيم، إنو لو في إمكانية إنو ياخدوا خلية، والخلية دي يطلعوا منها الكروموسومات أو النواة الموجودة، ممكن النواة دي يتم زراعتها في بويضة مؤخذ منها النواة بتاعتها بحيث إن البويضة تستعمل كمحضن، نعم يوجد ممكن عمل هذا.
عدنان الشريف:
وبالنسبة للسؤال الآخر، هل يمكن تغيير مواصفات الإنسان عن طريق الجينات لكي يصبح إنسانًا خارقًا؟ كل إنسان يريد أن يكون مثلاً نسله خارقًا.
شعبان إبراهيم قطب:
طبعًا في النباتات وفي الحيوانات اتعملت أشياء كثيرة جدًّا بتغيير صفات الحيوانات، مثلاً: ممكن يوضع جين لإنتاج بروتين اسمه ألفًا انتيتريبسن Alfa Anti-trepsen ودا مهم في.. بالنسبة لأمراض الرئة، ولذلك ممكن في الإنسان أو في خلافه، إنو ممكن تحط جين معين، ودون موجود في الجين (ثيربي) إنو أنت ممكن تعدل فيه أو خلافه، بنعمل دون هذا في البكتريا، وأنا كل يوم بأعمل بعض التجارب دي، إنو أنت ممكن تعدل في التركيب الوراثي عن طريق إنو أنت بتدخل جين معين لإنتاج مادة معينة أو لتحسين صفة من الصفات، فطبعًا..
[موجز الأخبار].
عدنان الشريف:
معنا على الهاتف الدكتور (المهدي المحبرش) من روما، دكتور مهدي تفضل.
المهدي المحبرش:
مساء الخير، أولاً نحن الحمد لله أننا نصل لمرحلة من المراحل المتقدمة جدًّا في نقاش هذه المواضيع، ونحن كأطباء متشوقين إلى عملية الجينات..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
ممكن نعرف تخصصكم دكتور؟
مهدي المحبرش:
أنا تخصصي استشاري أمراض مواليد.
عدنان الشريف:
نعم تفضل.
مهدي المحبرش:
فالتخصص هذا، تخصص أمراض الجينات قبل عملية الاستنساخ، ما كنا نحلم بها، والآن نحن نتمنى أن نعيش أجيال حتى إنا نعرف ممكن نعالج بعض الأمراض بهذه الطريقة، ولهذا عملية الاستنساخ.. أحيانًا الاستنساخ بداية فيه.. لا نعتقد إن إحنا الدين محترم كل الاحترام، لأن الله سبحانه وتعالى قال في إحدى الآيات حتى مش ذاكر، لكن الشيخ معايا هيصلح لي.. لا يستطيعون خلق ذبابة يعني. هذا هو تعجيز لعلماء سواء كانوا علماء مسلمين أو غير مسلمين، كهيئة يعني كهيئة إنسان أو كهيئة حيوان بتركيبته وبروحه هذه لا يستطيع خلقها أي مخلوق.
عدنان الشريف:
نعم.
مهدي المحبرش:
ولكن نحن قد يكون في الاستنساخ استفادة للبشرية، فما نستطيع الآن لفهمنا البسيط سواء كنا أطباء أو غير أطباء للدين، لأن القرآن عميق كل العمق، فلا نستطيع أن نقول: هذا حرام أو حلال..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
دكتور.. تقول إن فهمنا البسيط للدين لا يمنعنا من أن.. لكن أنا أريد أن تتحدث عن فهمك للموضوع العلمي.
المهدي المحبرش:
الموضوع العلمي أستاذي إحنا لما قامت صناعة القنبلة الذرية على أساس تقتل بشر، فهناك الآن قنبلة ذرية على أساس تحيي البشر، وأنا في رأيي إن هذا الموضوع..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
كيف دكتور.. كيف يمكن لقنبلة نووية أن تحيي بشر؟
أنا ربما فهمت ما تعني، ولكن أريد أن توضح لنا الفكرة.
المهدي المحبرش:
أنا أريد بداية الاستنساخ الآن نقاش موضوع الاستنساخ الآن، والعلماء اللي بيجروا في عملية الاستنساخ قد تكون تفيد البشر مستقبليًّا، سواء في زراعة الأعضاء، أو في تحسين بعض الجينات، أو في تكوين.. يعني إحنا لم نفهمها بعد، حتى علماء الغرب لم يفهموا كيف هيئة البشر لو تكونت في الاستنساخ؟
ولكن أنا لا أقول هذا حرام أو حلال، أنا كطبيب أو كاستشاري في هذا المجال أو في هذا العلم، نتمنى أن يسير هذا المجال، في هذا العلم، نتمنى أن يسير هذا الموضوع، لأن كوني إني نخاف من الناحية الدينية، أنا ما أخاف من الناحية الدينية، لأن الله سبحانه وتعالى حمى الإنسان بنفسه، حمى البشر بنفسه، فما منه خوف، حتى لما قال: (يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) لا يستطيع البشر أن يعملوا أي شيء في الروح، ولكن عملية الاستنساخ لم يحدد الله سبحانه وتعالى هذا بأنه يجب أن نقف عنده، الله سبحانه وتعالى فتح لنا طريق العلم ويجب أن نسير في هذا المجال..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
طيب دكتور مهدي، كيف تتصور الاستنساخ؟ كيف يمكن له أن يخدم المجال الذي أنت تعمل فيه؟
أنت تقول: أنت مختص أو استشاري أمراض الأطفال الخدج.. كيف يمكن للاستنساخ في تصورك لو تحقق من بعض ما نعرف الآن، أو بعض الأهداف التي يرمي إليها، كيف يمكن أن يخدم مجالكم؟
المهدي المحبرش:
أنا أتصور أن استنساخ أجنة للأمهات اللي مثلاً عندهم نسبة الحمل فاشلة، قد يكون هناك حفظ خلايا اللي هن يتكون فيهن الـ D N A، يحفظ إلى زمن معين، وبالتالي قد يخرج لها أطفال من نفس الخلايا بتاعت الأم والأب، قد يخرج لها أطفال سليمين، نتيجة إنو هي تجيب في أطفال معاقين وتشوهات وراثية وكذا..، قد يكون لها الطب مستقبلاً.. حتى ممكن بعد خمسين ستين سنة، قد يكون لها أطفال سليمين، ويعيشوا معها في المستقبل، ولأنهم أبناءها ليس مش أبناءها، هم أبناءها يعني، فهذا تصوري، إلى جانب تصوري قد نستفيد من الاستنساخ في زراعة الأعضاء التي ما زال للآن العلم يناقش في كونها، يعني هي تفيد البشر، لكن ما زال المسلمين يقولوا جزء منها حرام، وجزء منها حلال، لكن أنا متأكد أن أي شيء يفيد صحة الإنسان الله سبحانه وتعالى لا يمنعه لنا، ويجب أنو نناقشه مستقبلاً ومستقبلاً، وللأسف إنو حلقة لا تكفي لهذا الموضوع، وأنا آسف أني أخذت من وقتكم طويلاً وشكرًا.
عدنان الشريف:
شكرًا للدكتور المهدي المحبرش من روما، دكتور شادي: أوحى لنا الدكتور المهدي بسؤال الحقيقة عطفًا على سؤال الأخ جيمس الذي يقول:
هل إن التبرع ببويضة حرام أم حلال؟
هل إذا تمكن العلم من إنتاج خلية امرأة لا تنتج بويضات وحيوان منوي من زوجها إنسانًا، هل هذا حرام مثلاً؟ إذا..
أنس أبو شادي:
والله كل طريقة علمية تؤدي إلى تسهيل تخطي العقبات التي تمنع من إنجاب الأطفال بين الرجل والمرأة، هذه لا مانع منها بشرط أن تكون من الزوجين، حتى نضمن عدم اختلاط الأنساب.
عدنان الشريف:
إذن هل يا دكتور حكيم هل هذا ممكن؟
بدون ما يكون فيه Oval، بدون ما يكون فيه بويضة؟
ندي حكيم:
طبيًّا بكل العالم، اللي عم بيحصل، عم بيتبرعوا ببيضات من متبرعات، وهادي عم بتنعمل وكل الناس بتعملها، بلندن..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
ولكن طبعًا يعني هناك الأديان تحرم ربما لأن الأنساب تختلط، هناك كما يقولون.. والأم تكون هي ليست الأم، إنما هي الحاضنة، كما يمكن أن يقال، ولكن إحنا نسأل هل بإمكان العلم أن ينتج من امرأة لا تنتج بويضات مستقبلاً أو حاليًا طفل باستخدام خلية مثلاً كما يقولون خلية من رِجل المرأة؟
هل بإمكانهم فعل ذلك؟
ندي حكيم:
اللي عم بيحصل هلأ هو، اللي عم بتقوله هلأ، الخلية عم بتيـجي من شخص تاني، وبتنـزرع عند المرأة، بس الولد الجنين بيطلع ابن الأب بس مش ابن الأم بس بالقليلة ها العائلة عندها طفل..
عدنان الشريف:
هذا موضوع أيضًا محير، نعم.
ندي حكيم:
نص موجود..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
دكتور قطب في أمريكا بالولايات المتحدة الحقيقة نريد أن نعرف رأيك فيما استمعت إليه.. الدكتور المهدي من روما تحدث بحماس عن الاستمرار وضرورة الاستمرار في إجراء عمليات الاستنساخ بالصورة التي ذكرها، ما رأيك؟
شعبان إبراهيم قطب:
هو طبعًا استعماله زي ما بيقول في الـ Therapeutic Cloning لمساعدة الناس اللي عندهم الأمراض بالذات اللي عندهم أمراض السكر، أو الـ Parkinson’s Disease أو الـ Simmer، أمراض الرعشة وخلافه، طبعًا ده ممتاز، لو قدرنا إنو إحنا من سيدة أو رجل، عنده مرض معين، وممكن الخلية بتاعته تُزرع لعلاجه فما أظن أي دين من الأديان حتى الدين الإسلامي ده بالعكس زي ما قال الدكتور أبو شادي بيشجع على هذا، ولكن في الوقت الحالي عشان يتم إنتاج شخص في الإنسان أو زراعة إنسان من خلية بدون استعمال بويضة، طبعًا في الوقت الحالي مفيش حد يجرؤ أو أحد عمل هذه التجارب، إلا أنو لو بصينا مثلاً في الفراخ مثلاً بنلاقي إنو البويضة ممكن بتحط في محضن معين عشان ينتج منها فهل ده هيتم للإنسان في المستقبل؟
عدنان الشريف:
الله أعلم.
شعبان إبراهيم قطب:
طبعًا من ناحية الحيوانات الله أعلم.
عدنان الشريف:
إذن معنا أيضًا هشام إبراهيم من بريطانيا، أخ هشام تفضل.
هشام إبراهيم:
السلام عليكم.
عدنان الشريف:
وعليكم السلام.
هشام إبراهيم:
تحية للإخوة الضيوف وللأخ مقدم البرنامج.
عدنان الشريف:
حياك الله.
هشام إبراهيم:
وشكرًا على اختيار هذا الموضوع، أنا أعتقد بأن الموضوع في الحقيقة يشمل على دقة علمية في مستوى كبيرة، بالإضافة إلى عمق فقهي كبير، بحيث لا ينبغي للناس بشكل عام بغض النظر عن مختلف اختصاصاتهم أن يستعجلوا في إصدار أحكام أو إطلاق مسميات بدون أن يكونون متمكنين من الدقة والعمق اللي يحتويه الموضوع، ومن هذا السياق الحقيقة إذا نركز على نقاش الموضوع ضمن ما نفهمه في هذا الوقت اللي يتركز عليه الكلام موضوع الاستنساخ العلاجي، له العلاقة بزراعة الأعضاء، له علاقة بعلاج بعض الأمراض من خلال توفير بعض الأنسجة..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
هناك اتفاق يا أخ هشام في الحقيقة على أن الاستنساخ العلاجي ليس عليه غبار.
هشام إبراهيم:
الحقيقة ضمن هذا السياق.
عدنان الشريف:
إذا كان عندك سؤال اتفضل.
هشام إبراهيم:
السؤال الرئيسي اللي ينطرح هو: متى يصبح للجنين حرمة أخلاقية وشرعية؟
عدنان الشريف:
نعم، نوجه هذا السؤال بعد قليل إلى ضيفنا..
هشام إبراهيم(مقاطعًا):
أنا بدي أعلق الحقيقة، وأطلب عليه من الدكتور شادي بعض التوضيح.
عدنان الشريف:
باختصار لو سمحت يا أخ هشام.
هشام إبراهيم:
نعم، الأخ الدكتور شادي ذكر أنه بالمفهوم الإسلامي الحرمة الشرعية كأنه يأتي بعد نفخ الروح، اللي أعتقد هي مرحلة متأخرة جدًّا، لا شك بأن الجنين بعد تكون النطفة من الجين (الحيوان المنوي) والبويضة، واستقرارها في الرحم، لها حرمة أخلاقية وشرعية، والفقهاء متفقين على هذا الأمر، إلا أنه قد يختلفون في شدة الحرمة، هذه في مراحل متأخرة..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
الحقيقة يا أخ هشام نحن لا نناقش هذا الموضوع بالذات، وإلا لكنا وقفنا عنده طويلاً، ربما هناك حلقات أخرى تناقش فيها هذه الموضوعات، سنطرح سؤالك على دكتور أبو شادي بعد هذه
[فاصل إعلاني].
عدنان الشريف:
لا يزال معنا الأخ هشام إبراهيم على الهاتف..
أخ هشام هل لديك سؤال محدد نوجهه في هذه الحلقة؟
هشام إبراهيم:
نعم، الحقيقة السؤال بشكل محدد.. الجنين اللي يتكون خارج الرحم في أنبوبة الاختبار في أيامه الأولى، هل يجوز استخدامه من الناحية الشرعية؟
عدنان الشريف:
تقصد طفل الأنابيب؟
هشام إبراهيم:
نعم.
عدنان الشريف:
دكتور أبو شادي، لو سمحت باختصار، لأنه ليس هذا موضوع الحلقة الحقيقة ولكن نحن نحترم رغبات المشاهدين في التعرف على بعض الأمور.
أنس أبو شادي:
الأخ هشام الحقيقة بيقول الفقهاء متفقين على أن الجنين له حرمة منذ اللحظة الأولى لتكونه، وإنه لا يجوز إسقاطه، والحقيقة الفقهاء ليسوا متفقين على هذا، وإنما الفقه الإسلامي فيه ثلاثة آراء: رأي يقول: كما يقول الأخ هشام، أنه لا يجوز إسقاط الجنين مطلقًا منذ لحظة تكونه.
والرأي الآخر يقول: يجوز إسقاطه حتى الـ 120 يوم، والرأي الوسط يقول: يجوز إسقاط النطفة في خلال الأربعين يوم، وهذا مذهب الحنابلة، والأمر مشهور في الفقه الإسلامي، ليس هناك اتفاق على حرمة إسقاط الجنين مطلقًا كما يتفضل.
عدنان الشريف:
المعروف أنه ربما عمليات الاستنساخ بدأت قبل الحيوان، وقبل دوللي، بدأت في النبات نريد أن نسأل الدكتور قطب في واشنطن، دكتور قطب: هل فعلاً أفاد البشر بما سمعنا من مشاكل حول الأغذية المعدلة وراثيًّا، الـ G.M. Food التي يقال عنها هنا، هل أفاد؟ وهل هناك درس يُستخلص من هذه المرحلة من هذه العملية في النباتات لما يمكن أن يحصل إذا استمر الإنسان في هذا الطريق؟
شعبان إبراهيم:
الحقيقة هناك دروس عديدة أفادت في النباتات، أولاً مقاومة النباتات للأمراض والفيروسات، وسأعطي مثل: فيه بكتيريا اسمها (باصلَّص ثوموجينسس) البكتيريا دي ممكن يوضع الجين بتاعها داخل النبات، وده يعتبر لمقاومة (الهيربسايس) وخلافه، بحيث لما بترش البنات بالمواد اللي بتموت (الويدز) ما بتموتش النبات نفسه، هناك تجربة الطماطم اللي هي (سفار توميتو) S.Tomato ودي الطماطم أنتجوها عشان تقعد مدة طويلة، ما تبوظش يعني، وطبعًا موجود..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
ولكن هناك دكتور قطب، لو سمحت لي على المقاطعة، هناك كلام كثير حول يعني الفائدة الغذائية من هذه النباتات، وحول الاستغراق في.. مثلاً هناك من يقول إنه يمكن تطوير حبة الطماطم لكي تصل إلى خمسين كيلو جرام، يعني أليس في هذا مغالاة أيضًا؟ هل هناك ضرر من الناحية الصحية إضافة إلى ما ذكرت في التغلب على بعض الآفات والأمراض؟
شعبان إبراهيم:
هو المشكلة اللي موجودة، أنا كنت بشتغل في هيئة الرقابة على الأدوية الأمريكية من سنة 1993 لغاية سنة 1997م Food . D. Administration بيطلبوا إن الشركات اللي هي بتقوم بتصنيع Genetic Engineering Plants أو Organs حتى لازم يحطوا (ليبولينج) المشكلتين اللي موجودين إيه؟
مثلاً تم نقل صفة وراثية أو جين Gene من البطاطس إلى الطماطم مثلاً، نقل الجين ده ممكن يكون بيسبب حساسية للناس اللي بيكلوا الطماطم وما بيكلوش البطاطس مثلاً أو البطاطا، فلذلك الهيئات هنا ومنها هيئة APIS اللي هي Animal and plant inspection section تبع وزارة الزراعة الأمريكية، بيقعدوا مدة طويلة عشان هم يسمحوا لهذه النباتات إنو هي تستعمل في الغذاء وخلافه، ولكن النباتات دي فيه أشياء مفيدة جدًّا، دلوقتي بيعملوا تجربة فريدة من نوعها وهو إنو تطعيم الأطفال أو Vaccines ممكن يحطوه في نباتات زي الموز فممكن الأطفال بدل ما يخدوا التطعيم أو الحقنة ممكن يستعملوه، وفي نباتات وفيه هناك تجارب..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
نعم عفوًا دكتور على المقاطعة، ولكن الحقيقة الوقت يلحقنا، ولا يدع لنا الكثير من المجال، دكتور أبو شادي بسرعة لو سمحت وباختصار، استنساخ النبات والحيوان لفائدة الإنسان هل هذا جائز؟ أو يمكن القول عنه إنه جائز؟
إحنا لا نريد فتوى قطعية في الموضوع.
أنس أبو شادي:
نعم هذا مرتبط بوجود المصلحة أو الضرر، إن كان فيه مصلحة وليس هناك ضرر فهذا جائز، لأن في هذه المسألة ليس فيها قتل روح أو إزهاق نفس، وإنما لو وجد، لو قال العلماء إنو فيه ضرر فيمنع، ضرر أكيد يمنع.
عدنان الشريف:
نعم، دكتور بروفيسور حكيم كيف تنظر إلى مسألة استنساخ الحيوانات والاستمرار فيه قبل أن يبدأ الاستنساخ في البشر؟
ندي حكيم:
بعيد بقول إنو أنا استنساخ الحيوانات ما بأيده، بس استنساخ النبات شيء أكيد أسهل ما فيه..
عدنان الشريف(مقاطعًا):
برغم ما سمعنا عن الأضرار التي تسببت فيها معالجة المورثات الخاصة G.M Food والجدل الدائر في بريطانيا وعودة الناس إلى الأدوية الطبيعية Organic Foods .
ندي حكيم:
صح، بس المظبوط اللي بيقولوا إنو هني ضد أو مع G.M Food ما بعتقد فاهمين مظبوط شو هو الـ جي إم فود، خلينا نكون صريحين.
عدنان الشريف:
على كل حال يبقى الجدل دائرًا حول الموضوع، ولكن بهذا نصل مشاهدينا الكرام إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج أكثر من رأي التي أرجو أن تكونوا قد استفدتم منها، وأقدم نيابة عنكم الشكر إلى ضيوفنا:
في الاستديو البروفيسور ندي حكيم رئيس قسم زراعة الأعضاء في مستشفى سانت ماري بلندن،
ومن واشنطن كان معنا الدكتور شعبان إبراهيم قطب الأستاذ بكلية علوم البحار بجامعة وليام آند ميري.
في الاستديو أيضًا كان معنا الدكتور أنس أبو شادي نائب رئيس المركز الإسلامي في ريجنت بارك بلندن.
لكم أنتم مشاهدينا الشكر والتحية، حتى لقائنا القادم إن شاء الله، هذا عدنان الشريف يحييكم من لندن، ويرجو لكم أطيب الأوقات.