أكثر من رأي

تداعيات المسألة العراقية على مستقبل بلير السياسي

هل ضلل بلير البريطانيين بشأن مبررات الحرب على العراق؟ وهل أصبح بلير عبئاً انتخابياً على حزب العمال بسبب الموقف من العراق؟ وهل ينجح المعارضون في تصحيح سياستهم الخارجية التي جعلها بلير تابعة للولايات المتحدة؟

مقدم الحلقة:

مالك التريكي

ضيوف الحلقة:

أنس التكريتي: الرابطة الإسلامية في بريطانيا
مؤيد أحمد: رئيس تحرير صحيفة الشيوعية العمالية
تيم لويلن: مراسل بي بي سي في الشرق الأوسط سابقا

تاريخ الحلقة:

03/10/2003

– الأزمة السياسية لحزب العمال البريطاني
– حجم الضغوط الداخلية على حزب العمال

– أثر توأمة السياسة الخارجية الأميركية والبريطانية على مستقبل بريطانيا

– موقع النزاع العربي الإسرائيلي في سياسات توني بلير

– تأثير قرار الحرب على العراق على الجالية المسلمة في بريطانيا


undefined

مالك التريكي: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام إلى هذه الحلقة الجديدة من برنامج (أكثر من رأي) تأتيكم على الهواء مباشرة من لندن.

أعلن وزير الخارجية البريطاني (جاك سترو) اليوم أن بريطانيا كانت محقة في شن الحرب على العراق، هذا رغم أن المسؤول الأميركي عن فريق التفتيش عن الأسلحة في العراق (ديفيد كاي) أقر أمس أمام الكونجرس بأن لم يُعثر حتى الآن على أيٍّ من أسلحة الدمار الشامل التي كانت السبب المعلن لخوض الحرب.

كما تحدى رئيس الوزراء البريطاني (توني بلير) من طالبوه بالاستقالة لاعتقادهم بأنه ضلل البرلمان لحمله على الموافقة على شن الحرب على العراق، فأعلن اعتزامه ترشيح نفسه لفترة دستورية ثالثة، هذا رغم أن استطلاعات الرأي العام لا تني تحمل له المزيد من الأنباء السيئة، مشيرة إلى تفاقم أزمة ثقة الرأي العام بزعامته، حيث بيَّن أحدث استطلاع للرأي العام أن 59% من البريطانيين يعتقدون أن بلير قد تعمد الكذب وليس مجرد التضليل حول أسباب زج بريطانيا في الحرب الأميركية على العراق، وقُدمت في مؤتمر حزب العمال الحاكم الذي اُختتم أمس عريضة تنص على التنديد بالحرب باعتبار أنه لم يكن لها أي مبرر، وتدعو إلى سحب قوات التحالف من العراق، إلا أن مسؤولي الحزب منعوا التصويت على العريضة وتم بدل ذلك التصويت بالأغلبية على ورقة تنص على أن الحاجة تمس الآن لقدر كبير من العمل لإعادة إعمار العراق.

إعلان

وأعلن توني بلير في خطابه أمام المؤتمر أنه ليس نادماً على قرار الحرب وأنه لو تكررت الأحداث فإنه ما كان ليسلك مسلكاً آخر، كما أكد أنه سيستمر في نفس النهج السياسي والاقتصادي، رغم أن هذا النهج قد أحدث شرخاً كبيراً في حزب العمال، وجعله يتخبط في أزمة هوية خطيرة، مصطفى سواق يتناول أوجه هذه الأزمة السياسية في التقرير التالي.

الأزمة السياسية لحزب العمال البريطاني

تقرير/ مصطفى سواق: قبل أن تنطلق أشغال مؤتمر حزب العمال في (بولموث) كان معارضو الحرب يؤكدون مجدداً قدرتهم على تحريك الشارع ويذكرون الحكومة بتزايد سعة الشرخ بينها وبين المواطنين، وكانت استطلاعات الرأي العام تكشف عن تراجع كبير في شعبية رئيس الوزراء توني بلير وتنذر الحزب بخيار التغيير أو الخسارة.

جورج غالوي (نائب في مجلس العموم البريطاني): الحكومة العمالية تشاهد هذه المسيرة من فنادق بولموث وتعد المشاركين، إنهم يقومون بحساب تكاليف الرأي العام، ثلثا الشعب البريطاني يعتقدون أن توني بلير كاذب ضلل الشعب من أجل الحرب، وأكثر من نصف المواطنين يعتبرون الحرب غير مبررة، واليوم منذ توليه قيادة العمال أكثر من نصف البريطانيين يريدون ذهاب توني بلير ونحن كذلك.

مصطفى سواق: وتوقع المراقبون أن ينحني بلير ولو قليلاً حتى تمر العاصفة، خاصة بعد أن وعد بالتركيز على الشؤون الداخلية وسماع رأي المواطنين والتخلي عن أسلوبه الرئاسي، وتقليص الدور الذي ظل يرغب في لعبه في الساحة الدولية، لهذا لم يحضر الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة رغم أهميتها فيما يتعلق بدعم المشروع الأميركي لإقناع العالم بدور أكبر للمنظمة الدولية في العراق.

في مثل هذه الجو ظهرت توقعات بإمكان تخلي بلير عن قيادة حزب العمال لصالح شخص آخر يقوده في الانتخابات العامة المقبلة، ويفترض أن يكون هذا الشخص وزير الخزانة القوي (غوردون براون) الذي يعتبر الطاقة المفكرة في الحزب ومحرك استراتيجيته الاقتصادية الناجحة.

إعلان

وفي ثاني أيام المؤتمر عزز خطاب براون التوقعات وجعل الحزب يبدو وكأنه مقبل على مراجعة ذاته في إطار وعي بضرورة استعادة قيمه العمالية التقليدية اليسارية، وجعل براون يبدو مرشحاً حقيقياً لخلافة بلير.

غوردون براون (وزير الخزانة البريطاني): هذه الحكومة.. حكومة العمال هذه.. حكومة تقف في صف الشعب فلتكن لكم الثقة في مبادئنا وفي أن هذه المبادئ ستُطور في سياسات العمال لتلائم عصرنا، وفي أن قيم العمال هي قيم الشعب البريطاني، حزب العمال هذا الأفضل عندما نكون الأجرأ، الأفضل عندما نكون متَّحدين، الأفضل عندما نكون عمالاً.
مصطفى سواق: غير أن بلير في اليوم التالي فاجأ المراقبين بما اعتبره البعض مسرحية محكمة الصنع نصاً وأداء، خطاب قوي يتحدى منتقديه، ويؤكد تمسكه بالقيادة وبالتوجه، ورفض التراجع عن سياساته أو الاعتراف بأي خطأ فيما يتعلق بالحرب على العراق وتداعياتها، وتصفيق حار تكرر أكثر من خمسين مرة فضلاً عن سبع دقائق من التصفيق والوقوف بعد نهاية الخطاب.

توني بلير (رئيس الوزراء البريطاني): قضية العراق قسمت المجموعة الدولية وهذا الحزب والعائلات والأصدقاء وأعلم أن عدداً كبيراً من الناس مستاءون وغاضبون، ومنهم من يعتقدون أن سلوكنا هذا كان خاطئاً، وأنا لا أستهين بأحد ممن لا يتفقون معي، لكنني أرى أن الهجوم كان الحل الوحيد، وأنا أعرف لماذا اتخذت هذا القرار.

مصطفى سواق: ولم يتمكن المؤتمر من تقريب وجهات نظر أجنحته المختلفة، سواء فيما يتعلق بإصلاح الخدمات الاجتماعية خاصة في القطاعين الصحي والتعليمي، أو ما يتعلق بقضية الحرب على العراق، التي حُرم المؤتمرون من التصويت عليها، وسُمح فقط بمناقشة خفيفة لها، رغم أنها القضية التي بلورت الصراع داخل الحزب، وأفقدت بلير شعبيته ومصداقيته لدى أغلبية البريطانيين.

كلير شورت (وزيرة التنمية الدولية سابقاً): توني بلير معروف بأنه مهووس بالتحكم في كل شيء، كل شيء مخطط له ومنظم، من يُسمح له بالحديث ومن لا يُسمح له، ما تراه في القاعة ليس انعكاساً حقيقياً للمشاكل والشكوك الموجودة في أوساط المؤتمر.

إعلان

مصطفى سواق: ومن الواضح أن المنافسة بين بلير وبراون قد خرجت إلى العلن وأن كلاً منهما يزعم تمثيل حزب العمال الحقيقي، براون كحامل لقيم الحزب التقليدية اليسارية، وبلير كقائد لحزب العمال الجديد الذي أوصله إلى الحكم في دورتين متتاليتين، والواضح أن مؤتمر حزب العمال لم يتمكن من حل أزمته الحالية، ذلك أنها أزمة هوية بالدرجة الأولى تبلغ في بعض تجلياتها مستوى انفصام في الشخصية، وربما يكون قد حان الوقت لأن يواجه خياراته الصعبة بشجاعة ووضوح، حتى يتوحد بدل أن يتبدد.

مصطفى سواق- برنامج (أكثر من رأي) – (الجزيرة) – لندن.

مالك التريكي: إذن فهل لأزمة الهوية التي يتخبط فيها حزب العمال البريطاني علاقة بأزمة الثقة التي يعاني منها بلير؟

وهل صحيح أن بلير تعمد تضليل الرأي العام حول الأسباب الحقيقية لخوض الحرب على العراق؟
وهل أصبح رئيس الوزراء عبئاً انتخابياً على حزب العمال؟

وهل صحيح -كما يرى المنتقدون- أنه لم يعد للحكومة البريطانية من سياسة خارجية سوى الانحياز لأي موقف تتخذه الإدارة الأميركية أياً كان هذا الموقف؟

هذه بعض من المسائل التي سيُعقد حولها الحوار مع ضيوفنا الكرام هنا معنا في أستوديو لندن، (المتحدث باسم الرابطة الإسلامية في بريطانيا) السيد أنس التكريتي، و(رئيس تحرير صحيفة "الشيوعية العالمية") السيد مؤيد أحمد، و(مراسل "البي بي سي" في الشرق الأوسط سابقاً) السيد تيم لويلن.

للمشاركة يمكنكم طبعاً الاتصال بنا على هاتف رقم: 00442075870156

أو على رقم الفاكس: 00442077930979

أو عبر موقعنا على شبكة الإنترنت:

[فاصل إعلاني]

حجم الضغوط الداخلية على حزب العمال

مالك التريكي: نبدأ بسؤال السيد أنس التكريتي المتحدث باسم الجالية البريطانية بل.. (المتحدث باسم جمعية البريطانيين المسلمين في لندن) أستاذ أنس التكريتي، الآن بعد أن قدم السيد ديفيد كاي (الرئيس الأميركي لفريق التفتيش الأميركي البريطاني على الأسلحة في.. في العراق) قدم تقريره للكونجرس أمس وأُفيد بأن هذا التقرير خال من أي إشارة إلى وجود أي من أسلحة الدمار الشامل التي كانت السبب المعلن للحرب، بدأت تتعالى الأصوات هنا في.. في بريطانيا بضرورة فتح تحقيق قضائي في.. في الأسباب الحقيقية لخوض بريطانيا الحرب مثلما تم التحقيق.. فتح تحقيق قضائي في ملابسات موت خبير الأسلحة البريطاني (ديفيد كيلي)، هل تعتقد أن الضغوط سوف تستمر إلى حد حمل الحكومة على فتح مثل هذا التحقيق؟

إعلان

أنس التكريتي: بسم الله الرحمن الرحيم، طبعاً لا شك أنه حزب العمال وتوني بلير على وجه الخصوص وحكومته التي أخذت الشعب البريطاني برمته إلى حرب، الآن بدت واضحة أنها حرب لا أخلاقية وغير قانونية، لا تستند حتى إلى معلومات استخباراتية صحيحة، فقد أوقع نفسه وأوقع الحزب في مطب وهو في مكان -حقيقة- لا يُحسد عليه.

الضغوط الداخلية داخل حزب العمال والضغوط التي بدأت تتعالى ضمن الشارع البريطاني والذي يُكوِّن جزء منه الجالية العربية والإسلامية في بريطانيا، الآن الحقيقة تنادي بشكل واضح على أنه اللجنة التي أفرزتها وزارة الخارجية لأجل التحقيق في بداية الأمر عن أسباب ذهاب بريطانيا إلى الحرب، والتي شكلتها Ten dawning street هذه لا تكفي، وكذلك حتى التحقيق الذي أجراه اللود (هاتن) في وفاة ديفيد كيلي، أيضاً حتى هذه لا تكفي، الآن المطلوب هو إجراء تحقيق كامل وشامل عن تداعيات وأسباب الذهاب إلى الحرب ومشاركة أميركا في هذه الحرب التي -كما ذكرت- الآن بدت واضحة بأنها كانت لا أخلاقية ولا تستند إلى أي وقائع وإلى أي حقائق مما سُوِّق للشعب البريطاني.

مالك التريكي: حزب العمال البريطاني في مؤتمره الذي اختُتم أمس المؤتمر السنوي شهد سجالاً حاداً حول مسألة العراق -أستاذ مؤيد أحمد- وكان هنالك عدد من الأعضاء المؤتمرين الذين طالبوا بالتصويت على عريضة -وخاصة الأعضاء الذين يمثلون النقابات العمالية- بالتصويت على عريضة تندد بدخول بريطانيا في الحرب، وتعتبر أن هذه الحرب ليس لها أي مبرر، ولكن ثمة هناك ألاعيب حزبية أدت إلى استبعاد هذه العريضة، وتم التصويت على عريضة أخرى فضفاضة نوعاً ما تتكلم عن السياسة الخارجية بصفة عامة وتدعو إلى المزيد من العمل على.. على إعادة.. على إعادة إعمار العراق، ما هو.. ما هو سبب التهرب حزب العمال من مجابهة هذه المسألة التي أحدثت شرخاً كبيراً في الحزب؟

إعلان

مؤيد أحمد: المسألة كُلِّش واضحة يعني القيادة.. قيادة حزب العمال مُصِرة على السياسات التي اتخذتها، وبلير أعلن عن هذا وقال بـ.. كلام صريح بأنه لا تراجع عن سياساته ودا يخلوه موقع مستقبلي آخر يتخذ نفس القرارات، فاستخدموا آلة الحزب يعني منظمي المؤتمر والبيروقراطية الحزب حتى يعني يسيطرون على الاعتراض الموجود داخل الحزب العمال وببساطة، وبشكل بسيط قدروا أن يقفوا بوجه التصويت على التنديد بالحرب على العراق، طبعاً القضية مو بس يعني بالنسبة لبلير والدفاع عن سياساته أنا برأيي يعني بلير يدافع وحزب العمال وقيادته يعني يدافعون عن هذا الموقف لأن أكو في أجندة أميركا وأجندة الطبقة الحاكمة هنانا، والحزب العمال البريطاني بأعمال أخرى، جرائم أخرى يفكرون فيها، فمن هذا الموقع هم بحاجة إلى الإصرار والتركيز على نفس السياسات التي تبنوها.

مالك التريكي: السيد تيم لويلن، بالنسبة للمطالبة بفتح تحقيق قضائي في الأسباب الحقيقية لخوض بريطانيا للحرب، هل تعتقد أن الضغوط ستؤدي بالحكومة إلى فتح مثل هذا التحقيق الذي سيتوسع في.. في المسائل التي بدأ النظر فيها اللورد (هاتن) والتي أصرت الحكومة على أن تتحدد في مسألة ملابسات موت خبير الأسلحة ديفيد كيلي وكان هنالك مطالبة منذ ذلك الوقت بأن تتوسع للنظر في.. في الأسباب الحقيقية للحرب؟

تيم لويلن: لا أعتقد أنه ستكون هناك.. سيكون هناك تحقيق قضائي ولا أعتقد إن هناك حاجة لذلك، لأن التحقيق في موت الدكتور ديفيد كيلي قد أظهر لو كانت هناك حاجة، أظهر ما حدث في السنة الماضية وببساطة نحن ذهبنا إلى الحرب، لأن زعيم حزب الأحرار الديمقراطيين على أساس أهداف وأشياء لم تكن صحيحة، إما كانت الأسباب خاطئة أو مضللة أو متعمد خطأها والشعب البريطاني يعلم ذلك، والمؤتَمِرين في بولموث من حزب العمال يعلمون ذلك، العراق كان الكلمة التي كانت في أذهان الجميع والرمز إلى عدم الثقة برئيس الوزراء توني بلير، ولكن لا يمكن الإفصاح عن ذلك لسبب بسيط إنه لا يوجد لديهم شخص آخر يدعمونه ولا توجد معارضة، لذلك يجدون أنفسهم يضعون ثقتهم فيه باعتباره زعيماً لحزب العمال ورئيساً للوزراء في بريطانيا، إذن الكذب الذي تم لقيادة بريطانيا نحو هذه الحرب المريعة طريق لا مفر منه كما يبدو الآن، وهناك أمر سوف يستمر تأثيره على توني بلير وعاجلاً أم آجلاً سيطيح به سواء كان ذلك قبل أو بعد الانتخابات القائمة.. القادمة وأعتقد إنه أصيب بضرر كبير والعراق ألحق به هذا الضرر..

إعلان

مالك التريكي [مقاطعاً]: طب ولكن الغريب هو أن انعدام الثقة الشعبية في بريطانيا أو تآكل هذا الثقة بالتدريج حسب ما تبين استطلاعات الرأي العام، لا يبدو أنه قد رَشَحَ إلى.. إلى أعمال المؤتمر، أفهم من ما ذكرته عن ضرورة التمسك الحزبي ببلير لأنه الأمل الوحيد ربما في الفوز بفترة.. بفترة حكم ثالثة بالنسبة لحزب العمال، ولكن ألا يبدو غريباً أن يكون الفصل كبيراً أو الفارق كبيراً بين الشعور الشعبي وبين.. بين التآكل الواضح في مصداقية بلير وبين هذا الاحتفال والتصفيق لمدة سبع دقائق ونصف لبلير أثناء إلقائه خطابه، أليس هذا نوع من المسرح السياسي غير المتعود في.. والمعهود في بريطانيا؟

تيم لويلن: عليَّ أن أقول وأكرر إنني لا أعتقد إنك عندما تتحدث أمام جمهور عربي الحالة السياسية في العالم العربي أو في بريطانيا تختلف كثيراً من حيث المسرح السياسي، ما حدث في بولموث مؤتمر حزب العمال كان حدثاً مسرحياً تم إخراجه مسرحياً والكثير من الذين كانوا في القاعة من المؤتَمِرين وظائفهم ومستقبلهم تعتمد على استمرار رعاية توني بلير، رغم كل من عمل لحزب البعث في سوريا يفهم المقصود بهذا القياس، توني بلير قصة نجاح سياسية وانتخابية في هذا الوقت، ولكن هذه الحرب التي لا طائل منها، التي تمت في العراق والبريطانيين وليس فقط العراقيين المساكين، ولكن البريطانيين أنفسهم سوف يعانون وكذلك الأميركان، هذا قد ألحق الضرر بتوني بلير أكثر من أي شيء آخر على المستوى المحلي، وأعتقد أنه سيطيح به في النهاية.

مالك التريكي: إذن أستاذ أنس التكريتي، هل توافق على أن بلير رغم تآكل شعبيته لدى الرأي العام ولدى الناخبين لا يزال هو الرصيد الانتخابي الأقوى بالنسبة لحزب العمال، وربما يفوز بهذه الولاية الدستورية الثالثة التي ستكون سابقة بالنسبة لحزب العمال منذ إنشائه؟

إعلان

أنس التكريتي: أعتقد من.. من المناسب أن أعرِّج على نقطة ذكرها تيم لويلن وهي في مسألة المصداقية، من الملاحظ أنه قبل اندلاع الحرب ومع أن جُل الشارع البريطاني أعرب من خلال مظاهرات ومن خلال محاضرات ومن خلال ندوات عامة شاركت فيها الرابطة الإسلامية في بريطانيا مع سواها من الحركات المناهضة للحرب، على الرغم من هذا إلا أنه لم يكن أحد ينال من توني بلير شخصياً، لم يكن أحد ينال من نزاهته من صدقه، وكان يقف أمام الناس حينما تظهر استطلاعات الرأي وتقول بأنه 60 أو 65 أو حتى قرابة الـ 70% من الشارع البريطاني ضد التوجه إلى الحرب، كان يقف توني بلير وبشكل هكذا، وكأنما يقول للناس يعني أنا.. أنا الإنسان الصادق، أنا الإنسان المخلص، أنا الإنسان الذي يعني لا آتي إلا بالخير، نجد أنه الآن بعد الحرب وبعد ما نرى من استطلاعات الرأي بأن شعبية توني بلير هبطت من 70 أو 75% إلى 30 و 32%، نرى الآن بأنه أجهزة الإعلام والشعب والشارع، بل ومن داخل الحزب أصبحوا الآن يتكلمون في مصداقية توني بلير بذاته، ومصداقية الحكومة ذاتها وبالأسباب التي جعلتهم يذهبون وبالأجندة الشخصية، وأصبحوا يتكلمون في مكان توني بلير ضمن الحزب، أنه والله كان سابقاً قد اتفق مع غوردون براون كما ذُكر في التقرير على أن يتبادلا المناصب يعني في مثل هذا الوقت، الآن يعني عاد لينكفئ وليعني يعود عن.. عن.. عن قراره ووعده.

مالك التريكي: هذه.. هذه مسألة غير محسومة لابد أن أذكرها لأن الجمهور العربي ليس بالضرورة عليماً بها، المسألة ليس.. غير محسومة، وهناك شريط سينما.. شريط تليفزيوني الأحد الماضي على القناة الرابعة البريطانية بيَّن أنها ليست محسومة، ليس.. ليس هنالك صفقة نوعاً ما..

أنس التكريتي: بغض النظر عن هذا، أنا الذي أقوله هو أنه من الواضح تماماً أن الآن بدأت هيبة توني بلير ومصداقيته الآن تُشكِّل عبئاً على الحزب، ومع إني أوافق تيم إلى حدٍ ما على أنه لعله الآن هو لا يزال هو الأقوى من حيث الرصيد لأجل أن يفوز حزب العمال مرة ثانية بأي انتخابات، إلا أن أعتقد أن هذا العبء سيزداد وفي الفترة القريبة سنرى تغيُّراً جذرياً.

إعلان

[موجز الأخبار]

مالك التريكي: سؤالي إلى السيد تيم لويلن، الاستنكار السياسي الواسع في صفوف المعارضة وفي صفوف حزب العمال لزج بريطانيا في الحرب بعد تبيُّن عدم وجود أسلحة دمار شامل، أليس فيه نوع من السذاجة السياسية علماً بأن كتاب (جون كانفنر) رئيس تحرير مجلة "New Statement and society" الذي صدر أخيراً يقول إن بلير اتفق على شن الحرب مع بوش منذ أبريل/نيسان عام 2002 عندما قابله في مزرعته في (كروفورد) في.. في تكساس.

تيم لويلن: لا أعتقد أن بإمكان أحد له أدنى قدرة من الذكاء أن يدرك إن بريطانيا دخلت الحرب عدا لأي سبب عدا عن أنها أميركا أرادت خوض هذه الحرب، وأن لبلير كان الخيار في صيف عام 2002 أن يقرر هل نتبع أميركا أو نخطط طريقاً مختلفاً، وأعتقد أن هناك وجهة نظر حميدة تقول إنه أراد أن يغير من وجهة نظر أميركا، ولابد أن يكون من السذاجة بمكان لو أنه رأى أن بإمكانه أن يغيِّر مسار الأميركيين لأن الأميركيين قرروا شن الحرب، سواء كانت هناك أسباب مبررة أو لا، ولابد لتوني بلير من أنه قد أدرك في تلك الفترة أن يعلم أن الموقف هو هل أنت معنا أو ضدنا؟ ولابد أنه أدرك منذ ذلك الوقت أنه قرر أن يكون معهم، وأنه قرر أنه سيبيع ويسوِّق للناس انسياقه وراء الأميركان لتسويق ذلك أمام الرأي العام، واختار ما اعتبره حيلة وتحايلاً بالقول بأن صدام حسين يشكِّل خطراً حقيقياً، وإن الطريق هي طريق الأمم المتحدة واتباعاً لأميركا، ولا أعتقد إن أحداً يعلم أدنى شيء عن السياسة الدولية أو العراق، أعتقد أنه استطاع أن يسوِّق هذه الفكرة بنجاح، المفتشون والأمم المتحدة وكل الصياغات القانونية، الكل كان يعلم إننا نعلم ما يحدث، القوات حُشدت، وكنا نعلم أن توني بلير سيشن الحرب في خريف العام الماضي.

بالنسبة للرأي العام في هذا البلد، وبالنسبة لأتباع حزب العمال البريطاني حاول إقناعهم بتسويق هذه الفكرة من خلال فكرة أسلحة الدمار الشامل وخطورتها، والآن نعلم أن هذه لم تكن حقيقة إما معلومات مزيَّفة أو معلومات محرَّفة، وهذا هو الذي يرتد عليه سلباً الآن، لأن الشعب البريطاني لا يحب أن يكذب عليه أو تحرَّف الحقائق أمامه، وأنهم الآن يقولون إننا خضنا الحرب وأُخذنا إليها لأسباب خاطئة، وأعتقد أن توني بلير أظهر لنا أن السياسة الخارجية الأميركية هي السياسة الخارجية البريطانية، وكلاهما متوائمان.

إعلان

أثر توأمة السياسة الخارجية الأميركية والبريطانية على مستقبل بريطانيا

مالك التريكي: هذه النقطة التي ذكرها السيد تيم لويلن -أستاذ أنس التكريتي- مهمة جداً إلى درجة أن آخر مقال سياسي كتبه المعلِّق السياسي المعروف (هوجو يانج) لجريدة "الجارديان" قبل أن يتُوفَّى الأسبوع الماضي، كان بعنوان أن بلير أفقد بريطانيا سيادتها، أو فرَّط في سيادة بريطانيا بحكم تبعيته الشديدة للسياسة الأميركية، ولكن أليس الواقع أن رئيس الوزراء البريطاني سواء كان توني بلير أم.. أم رؤساء الوزراء السابقون ليس لهم من خيار آخر إلا الالتصاق الحميم بأميركا، على أساس أن هذا الخيار.. الخيار الأطلسي قد اتُخذ منذ عقود على الأقل ست أو سبع عقود الآن، منذ أن قال (تشرشل) أنه لو كان له الخيار بين البحر وبين القارة، يعني بين أوروبا وبين المحيط الأطلسي، لاختار دوماً البحر، وكان آنذاك يتحدث مع.. مع (ديجول)، فبلير ربما نوعاً ما الانتقادات التي توجَّه له.. ربما.. ربما نابعة نوعاً ما لأنه أراد أن يحد نوعاً ما من.. من اندفاع أميركا بإقناع الرئيس بوش بالذهاب إلى الأمم المتحدة، ثم بإقناعه بضرورة القيام بضغط على إسرائيل من أجل حل نزاع الشرق الأوسط، أليست هذه هي اعتبارات إيجابية؟

أنس التكريتي: والله أظن أنه البريطانيين أصبحوا حقيقة في حيرة شديدة مش فاهمين هم كانوا عندنا حزب محافظين و(مارجريت تاتشر) و(جون ميجور) فهمنا هم ليش يعني في صداقة حميمة جداً مع أميركا، لكنه طيب جاءوا الـLabour وبالمناسبة حزب العمال هم على نقيض من الحزب الجمهوري في أميركا، فالأمر غير مفهوم لا للحزب لا لأفراد الحزب الحرس القديم وحتى جزء كبير من.. من الوسطيين في حزب العمال إن شئنا أن نقول، وليس مفهوم بالنسبة للشعب البريطاني، لكن أنا أعتقد أنه ينبغي ألا نأخذ الأمر دون أن ننظر إلى السياق العام، نحن في مرحلة نعيش عهد الحرب على الإرهاب، العراق مسلسل جزء من هذا المسلسل الطويل، وربما إذا تبع العراق إيران أو سوريا أو باكستان، أيضاً راح يكونوا هم أجزاء ضمن هذا المسلسل، نعم إذا تكلمت مع القدماء في حزب العمال من أمثال (توني بن) المستقيل، لقال لك: نعم، بريطانيا ليس لها خيار، بريطانيا سلمت عهدتها النووية وكذا كلها هي تستأجرها من أميركا، بل حتى المواقع العسكرية داخل بريطانيا وأوروبا هي بإذن من أميركا.

إعلان

أيضاً ضمن السياق هذا ينبغي أن ننظر إلى -مثل.. مثل ما ذكرت- الصراع الآن بين التحالف مع الأطلسي وأوروبا، أظن أنه واحدة من المسائل الرئيسية اللي الشعب البريطاني سيقرر وضع توني بلير على أساسها، أنه مصداقية الأمر فقدانه لهذه المصداقية أصبحت ليس فقط بسبب قضية العراق، العراق تنعكس لا شك، ولكن لأنها الآن أفقدتها السيطرة على حتى قراراتها داخل الحزب، في المؤتمر فشلت قضية المستشفيات في (..)، فشلت قضية الأجور الدراسية.. الرسوم الدراسية، مشاريع كانت الحكومة تريد أن تفرضها فشلت، بمعنى أنه الآن توني بلير بسبب فقدان مصداقيته وبسبب هذا الموقف المتأرجح اللي الناس مش قادرة تفهمه أصبح الآن عبء حتى على الحزب نفسه وعلى السياسة الداخلية البريطانية، أظن هذا الكلام راح يكون له تأثير في المستقبل القريب.

مالك التريكي: ما رأيك أستاذ مؤيد أحمد وأنت رئيس تحرير جريدة "الشيوعية العمالية" وعضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراقي، ولك ارتباط بحزب العمال هنا، ومتابع عن كثب لمجريات الأحداث فيه، ما رأيك هل.. هل أن حزب العمال مازال محافظاً على هويته القديمة باعتباره حزباً إما اشتراكياً أو على الأقل ديمقراطياً اجتماعياً، ديمقراطياً اشتراكياً social Democrat، أم أنه حزب يميني باسم آخر مثلما.. مثلما الأمر في الولايات المتحدة ليس هنالك فرق أيديولوجي كبير بين الديمقراطيين والجمهوريين؟

مؤيد أحمد: نعم، في الحقيقة وبداية التقرير ذكر الأخ بأنه هناك أزمة.. أزمة هوية بالنسبة لحزب العمال، أني أخالف هذا الرأي، أنا باعتقادي كان وجود أزمة الهوية بالنسبة لحزب العمال في بداية الثمانينات أمر ممكن، لأنه كان هناك صراع كبير بين اليسار التقليدي وبين اليمين الجديد الـ new Labour يعني حزب العمال الجديد، فاستقر الأمر من.. من (نيل كينك) أول ما بادر بها الحملة كممثل اليميني في حزب العمال بوجه اليسار التقليدي وخلال يعني سنوات عديدة وخاصة على يد توني بلير، يعني أصبح حزب العمال أدى أيديولوجية يمينية، وأدى هوية يمينية واضحة، يعني هذا ما به جدل يعني علمياً الواحد يقدر يثبتها، وفي نفس الوقت.. في نفس الوقت يعني حتى مجريات الأمور أنا باعتقادي حزب العمال يعني كحزب عنده ها.. ها الأيديولوجية اليمينية وها السياسات اليمينية تقريباً الـ conference الأخير هم بشكل من الأشكال وضَّح هذا الأمر بأنه كلهم مستقرين أو يعني موافقين على هذه الأيديولوجية وهذا الخط وهذا المسار، فبرأيي يعني.. وهاي طبعاً عندها ربط قوي اقتصادياً دا يمثل (….) يعني هذا كلش واضح، وسياسياً سياسياً يمثل يعني مثِّل.. وفي خلال الحرب أثبت هذا مثَّل أكثر التيارات رجعية في المجتمع البريطاني، يعني.. يعني التحالف مع أميركا، التحالف مع جورج بوش التحالف مع استراتيجية عالمية لأميركا، تحقيق استراتيجية عالمية لأميركا التي هي إخضاع الشعوب اللي هي تحقيق هيمنة وحيدة لأميركا على العالم، وأصبح يعني تابع لهذه الاستراتيجية ولهذه السياسات، فطبق سياسات يمينية واضحة، وما كان أكو صراع كبير ويعني رد فعل كبير داخل حزب العمال.

إعلان

مالك التريكي: ألا يندرج هذا في إطار الأزمة التي تعانيها كل الأحزاب الديمقراطية الاشتراكية في أوروبا، هنالك من يترجمها بالديمقراطية الاجتماعية الـ Social Democrat، لاحظنا ذلك في فرنسا الحزب الاشتراكي الفرنسي طبَّق منذ.. منذ الولاية الثانية للرئيس الراحل (ميتران) سياسة يمينية في الاقتصاد، لاحظنا ذلك في.. في ألمانيا ولو إلى درجة أقل، لأنه (جيرهارد شرودر) قريب من بلير، وحتى كان هنالك حديث عن محور ألماني بريطاني على المستوى الأيديولوجي بين.. بين بلير وشرودر، لكن الأزمة هذه الأيديولوجية ربما لها تعقدت بالنسبة لبلير، لأنه رئيس وزراء بريطانيا، هذا البلد الذي يعتقد أنه جسر بين أميركا وبين أوروبا، هذه الفكرة من.. من.. من الأفكار القديمة في السياسة البريطانية، (غوردون براون) في.. في المؤتمر (وزير المالية) تحدث عن أن تصبح بريطانيا ليس جسراً، بينما تصبح (….) منارة، بحيث لا تكون مجرد.. مجرد توصل الرسائل الأميركية لأوروبا، وتوصل الرسائل الأوروبية لأميركا، أليس هذا واقعياً باعتبار أن حتى المنظِّرين الأيديولوجيين الأميركيين، منهم (روبرت كيجان) هذا الشهير الذي كتب كتاب "الجنة والسلطة" الذي يقول إن الأميركيين هم من المريخ من كوكب المريخ والأوروبيين هم من كوكب الزهراء باعتبار أنهم مسالمون، أليس.. أليس هذا الآن سياق معقول جداً بالنسبة لبريطانيا باعتبار أنها تفهم المقتضيات السياسية لأميركا أكثر من بقية البلدان الأوروبية، وتفهم مقتضيات الاندماج الأوروبي وبلير متحمس للاندماج الأوروبي ولليورو بحيث يصبح نوعاً ما الحد من الاندفاع الأميركي نحو الحروب أمراً معقولاً أكثر، وهنالك من يقول لولا وجود بلير ربما لكانت الأمور أسوأ، أليس هذا.. أليس هذا أمراً واقعياً؟

مؤيد أحمد: أمراً واقعياً بالنسبة لبلير، بس مو أمراً لا يمكن اعتباره أمراً واقعياً بالنسبة للشعب البريطاني وبالنسبة للناس التقدميين في هذا البلد وفي كل العالم يعني، طبعاً بالنسبة لهذا المسار أو الاتجاه اليميني بالنسبة للأحزاب الاشتراكية الديمقراطية يعني أصبح عالمية، ورا الثمانينات والحملة التاتشرية والريجانية على يعني مكتسبات الطبقة العاملة ومكتسبات الإنسانية جمعاء يعني، فيعني أصبح هذا التيار اليميني السائد في كل البلدان الأوروبية حتى الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في فرنسا وألمانيا، نفس السياسات الاقتصادية طبقوا نفس السياسات الاقتصادية التي تبناها الـ (تاتشريزم) وفي نفس الوقت يعني موقفهم المعادي أو المناهض للحرب ما يخليهم في خانة أخرى في يعني مكان آخر داخل هذا الطيف اليميني اللي آني أشرت إله، فحزب العمال.. بالنسبة لحزب العمال يعني ربما من حيث السياسة فضَّح نفسه أكثر من يعني ارتباطه بسياسات أميركا وبـ.. يعني تطلعاتها العالمية واستراتيجيتها العالمية اللي واضحة يعني بأنه إخضاع العالم، بأنه يعني تأمين سيطرة عالمية وحيدة لأميركا، وراحت يعني بريطانيا أصبحت ملحق بهذه الاستراتيجية، فأصبح أمراً مفضوحاً.

إعلان

أنس التكريتي: بس.. بس فيه.. فيه نقطة مهمة إحنا أصلاً في بريطانيا إيش هي مشكلة عزوفها عن الانضواء تحت راية الوحدة الأوروبية؟ مشكلتها الوحيدة والناس المنادين بالانفصال هم قضية الحفاظ على سيادة بريطانيا..

مالك التريكي: نعم، نعم.

أنس التكريتي: فلذلك هذا الحلف البريطاني الأميركي، والذي هو بريطانيا ليست طرف مساوي في.. في الشراكة هذه، وإنما طرف تبع، هذا الأمر يزعج الناس، وبالأخير هذه ليست له ديمومة حتى ضمن الشارع البريطاني، فلذلك حتى اليمينيين بالأخير يعني اللي هم أصلاً دا يطالبون بأنه عدم الانضواء تحت أوروبا بالأخير ما راح يقبلون على بريطانيا بأنها تبقى بهذه التبعية.. هذه النفسية التبعية لأميركا..

مالك التريكي: أليس هذا تحليلاً متفائلاً، وأريد أن أسأل السيد تيم لويلن في ذلك.. أليس هذا تحليلاً متفائلاً؟

تيم لويلن: أود هنا أن أقول المسألة.. مسألة السيادة مهمة جداً، لأنه في الواقع السياسي البريطاني مسألة السيادة دائماً تشكِّل تحدياً لحالة فردية بريطانيا وكونها جزء من القارة الأوروبية والخوف من أن يبتلعنا أحد في القارة، القضية المثارة الآن خاصة منذ تسلُّم توني بلير السلطة هي ليس فقدان سيادتنا لبريطانيا أم.. لأميركا، هذه هي المشكلة، سيادتنا الآن في يد جورج بوش، في يد توني بلير وفي يد جورج بوش، أيضاً أنا لست ضد فكرة التعامل مع.. مع بلدان أوروبية أخرى على قدم المساواة معنا، من حيث التماثل في التاريخ وعدد السكان والحالة الاقتصادية، ولكنني قلق من.. من دولة مثل أميركا، بيدي منظرٍ أيديولوجي، توني بلير ليس من هذا النوع، ولكنني في يد جورج بوش والمنظِّرين من اليمين المتصهين من أمثال (ديك تشيني) و(ريتشارد بيرل) و(بول وولفويتس)، إذن أين مشكلة السيادة؟ مشكلة السيادة إننا نفقدها ونخسرها لأميركا، وليس احتمال فقدانها لأوروبا والتي تتعامل معنا على قدم المساواة.

إعلان

مالك التريكي: أخذ رأي الأستاذ أنس التكريتي ثم الأستاذ مؤيد، هذه المسألة أن.. أن السيادة فعلياً، السيادة البريطانية فعلياً هي متآكلة نوعاً ما لصالح أميركا، لكن في الوعي العام، الخوف هو من تآكل السيادة البريطانية نحو.. نحو أوروبا التي تغذيها الصحافة الشعبية، لأن الصحافة الشعبية في بريطانيا لا.. لا تتحدث أبداً عن.. عن خطر فقدان السيادة في العلاقات مع أميركا، تتحدث عن فقدان السيادة في العلاقات مع.. مع بروكسيل مثلما ذكر السيد تيم لويلن.

أنس التكريتي: الصحافة والإعلام البريطاني ظاهرة لطيفة وجديرة بالاهتمام، قبل الحرب كانت الصحافة بين محايد ينظر يرتقب.. يترقب، وبين يميني متوجه مع توجه الحرب، الآن الغريب في الأمر أنه الصحافة اليمينية الآن باتت يعني تطالب بمحاكمة بلير، لِمَ ذهبنا إلى الحرب؟ لِمَ؟ وكأنما هم الذين كانوا مناهضين للحرب في بداية الأمر، لذلك يعني لا أعوِّل كثيراً على توجهات الصحافة، والتي تتأرجح وتختلف، لأن الآن أصلاً هي الصحف عندها إشكالية وأزمة حقيقية في قضية تقلص القراء، والمبيعات وكذا، وتبحث عن القصص التي يعني تجلب المبيعات، أنا..

مالك التريكي [مقاطعاً]: ولابد من ذكر -آسف على المقاطعة- لابد من ذكر أن كثير من الصحف هي ملك لأصحاب رؤوس أموال ليسوا بريطانيين.

أنس التكريتي: بالضبط.. بالضبط.

مالك التريكي: ومعلن أنهم ضد.. ضد الاندماج الأوروبي، وخاصة ضد انضمام بريطانيا إلى عملة اليورو.

أنس التكريتي: بالضبط، هو في آخر المطاف، إذا كانت هي الخوف من تسليم السيادة لأوروبا، وتسليم السيادة لأميركا، فهو خوف على السيادة أساساً، هو يعني أساساً الآن فيه حوار أنه بريطانيا أيش هي بالضبط؟ ماهي؟ هل هي إمبراطورية؟ أم هل هو الرجل الأبيض؟ أم هل هو النظام الاقتصادي التي أصدر.. صدَّرته للعالم؟ أم هل هو هذا المجتمع الذي أصبح الأسود والأصفر والأحمر والمسلم والهندوسي جزء.. جزء منا؟ ما هو.. ما.. ما هي الهوية البريطانية؟ هذا سؤال الحقيقة مهم جداً في صياغة الحكومة المستقبلية، وفي أيضاً تشكيل السياسات التي تؤثر داخلياً، وأيضاً على المستوى الخارجي.

إعلان

مالك التريكي: هل ترى -سيد مؤيد- أن حزب العمال سيكون له دور في تطوير.. في تطوير هذه السياسة الجديدة؟ بحيث تكون بريطانيا أفعل دوراً داخل الاتحاد الأوروبي، وأكثر استقلالاً من.. من.. من أميركا في المستقبل؟ في ضوء النقاش الذي يدور الآن بحزب العمال؟

مؤيد أحمد: فيه.. في دور النقاش اللي يدور أنا أتصور يعني وقائع العالم تذهب أو تسير بشكل، بأنه التحالف بين أميركا وبريطانيا تبقى لمدة كبيرة ولمدة طويلة، والاختيار الاستراتيجي تم اتخاذه بالنسبة لهذا البلد، وتوني بلير هو اللي كان يحيي.. يعني، ممثل حزب العمال إذا Conservative يعني حزب المحافظين يكون في السلطة، يعني تتبنى نفس السياسات ونفس الخط.

أنا بس عندي تعليق بسيط على قضية المشاعر القومية، اللي يعني بأنه المشاعر الوطنية بأنه التحالف مع أميركا دا تمس السيادة الوطنية بالنسبة لبريطانيا، أنا ما باعتقادي القضية بالنسبة للناس العاديين ببريطانيا أو أثبت يعني مظاهرات شباط العام الماضي، العام.. هذا العام، يعني بأنه الناس ما إجوا بقضية المس سيادتهم. ذهبوا إلى الشوارع، واعترضوا بوجه سياسة عدوانية، سياسة جرائمية تتخذها أميركا، بالرغم من اعتراض الجماهير وبرغم من اعتراض الناس في كل أنحاء العالم، فأنا برأيي القوة اللي تستطيع أن تقف بوجه هذه السياسات هي يعني لازم تكون عندها أفق واضح، وأفق إنساني، يعني هي السياسات اللي تتبناها أميركا، هي سياسات جرائمية بوجه الناس في كل العالم، فالمقابل لازم تكون همنا يعني السياسة الإنسانية والبشرية المعاصرة دا تعبر عن رأيها وعن احتجاجها عن هذه المظالم.

مالك التريكي: معنا الآن المستمع الدكتور أحمد حسين من.. من لندن، تفضل.

د. أحمد حسين: أهلين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مالك التريكي: وعليكم السلام ورحمة الله.

د. أحمد حسين: أحيي وأحيي الإخوة الكرام اللي تناقشوا في الموضوع بجدارة حقيقة، وما اختلفوا حقيقة في كلامهم كلهم يعني باين ناس يعني واعيين وفاهمين الموضوع، واللي أقوله توني بلير وزميله بوش كانوا مخططين هذه قبل فترة مثلما قال الأخ صحيح جداً، وموضوع العراق هو أصلاً وبلدان أخرى وراءها، يعني ما أدري من تكون هل تكون السعودية أو سوريا أو غيرها، هذا المخطط يعني الأميركان يريدون أن يتعرفوا كيف كانت الاستعمارية، وممكن نتعلم عن الإنجليز تدرسها كيف الاستعمار، وعلى هذا الأساس، وإحنا عارفين أميركا وإسرائيل وبريطانيا كلهم واحد، مخطط واحد، وهذا المخطط صهيوني.

إعلان

موقع النزاع العربي الإسرائيلي في سياسات توني بلير

مالك التريكي: شكراً.. شكراً.. شكراً جزيلاً للدكتور أحمد حسين من لندن، بالنسبة للعلاقة بين أميركا وبريطانيا لها.. لها أبعاد أخرى، منها أن رئيس الوزراء البريطاني حاول قدر المستطاع -وهذا.. وهذا مسجل- حاول قدر المستطاع إقناع الرئيس بوش أن تسويق الحرب على العراق للرأي العام العالمي، لابد أن يقترن بخطوات عملية في على طريق حل النزاع العربي الإسرائيلي، وكان في هذا الإطار فكرة ما يسمى بخريطة الطريق، التي هي دولية ولكن تنسب إلى أميركا، لأنها تحت إشراف الرباعية، كان في هذا الإطار تقديم.. تقديم خريطة الطريق، يقال أن.. أن كان هنالك نوعاً ما من.. من مقايضة، أنه لدخول الحرب على العراق في مقابل قيام أميركا بدور جدِّي في.. في.. في حل قضية الشرق الأوسط، ما يبدو الآن هو أن توني بلير لم يحصل على شيء، رغم أن المشهود له بأنه يفهم معاناة الفلسطينيين، وقال في الخطاب أمام (الكونجرس) الذي ألقاه في.. في يوليو، أن هنالك كثير من المشاكل في العالم لا يمكن أن تحل إلا بعد حل النزاع الإسرائيلي، ألا يدعو هذا توني بلير إلى محاولة الضغط مرة أخرى على الرئيس بوش في هذا.. في هذا السياق؟

تيم لويلن: لا أرى ماذا بإمكانه أن يفعل السيد بلير، أعتقد إن هذا برهان على الدرجة التي يشعر فيها توني بلير بعدم الارتياح إزاء السياسة الدولية، لو أنه اعتقد أن الولايات المتحدة ستعطيه أمراً مقابل أمر، ومقايضة فلابد أنه.. كان ساذجاً جداً أو غبياً جداً، وإنه ربما تجاهل المشورة التي قُدِّمت له من خبراء الخارجية البريطانية، نعتقد أن أي شخص سيرى أن الأميركيين سيغيرون موقفهم أو يقومون بأي شيء جاد حول إسرائيل، لقد رأينا ما حدث، لا أصدق إن شخصاً ذكياً في منتصف عام 2002 سيفعل الأميركان شيئاً مختلفاً عما فعلوه على مدى ثلاثين عاماً مع إسرائيل، وأي فكر الأميركان سيغيرون موقفهم ومعتقدهم وشعورهم في هذا المجال؟! أما هذا خاطئ تماماً، وأنا لم أفاجأ أبداً بما حدث، خارطة الطريق كانت كارثة، ونحن على بُعد سنة من انتخابات أميركية، ولا أعتقد أن بوش سيفعل أي شيء لمساعدة توني بلير أو يسيء إلى اللوبي الإسرائيلي أو اليهودي في أميركا، وكلنا نعرف كيف إنهم يتسارعون لخدمة إسرائيل، أعتقد أن توني بلير إما كان ساذجاً أو يحاول خداعنا عن طريق التحايل علينا بالقول أن الأميركيين سيعطونه شيئاً.

إعلان

مالك التريكي: هنالك.. هنالك أدلة على أنه بذل جهدً كبيراً، وأرسل مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط اللورد (مايكل ليفي) ليقابل مستشار الرئيس بوش لشؤون الشرق الأوسط (إليوت إبراهامس) كثيراً من المرات لإقناعه بضرورة التقدم في هذا المجال، أظن أن معنا المستمع محسن الشلاه من سويسرا، علي.. علي الشلاه من سويسرا، تفضل أستاذ علي.

علي الشلاه: مساء المسرة أستاذ مالك لك ولضيوفك الكرام.

مالك التريكي: مرحباً بك.

علي الشلاه: أولاً: أود أن أقول قبل أن أعقب أنني أعد إسقاط النظام الطائفي العنصري التكريتي عملاً أخلاقياً مبرراً، هذا بغض النظر عما نتحاور عنه الآن، السؤال الأهم هو مقدار المصداقية والأخلاقية ليس فقط في موقف الحكومة البريطانية، بل في موقف الرأي العام أيضاً، عندما كان يُعتقد أن لدى نظام صدام حسين أسلحة دمار شامل، تشكل خطراً على أعداء مفترضين، يكونون أوروبا أو إسرائيل أو أميركا، كانت الحرب عليه مبررة إلى حد ما أخلاقياً، لكن عندما ثبت أن صدام حسين كان خطراً على الشعب العراقي أولاً، وعلى ممكن بعض جيرانه أيضاً، لم يعد الأمر أخلاقياً ومبرراً، أنا أعتقد للذين يبحثون عن الأخلاقية والشرعية، أن المقابر الجماعية هي كافية لإسقاط هذا النظام، ومبرراً أخلاقياً لهذه الحالة، الذي يحدث أننا اليوم نعيد تكرار المأساة، نناقش كأن هناك تسليم بمصداقية الرأي العام الغربي، على أنه الفيصل في هذا الأمر، الحقيقة أن هذا العام الغربي، لديه وجهات نظر هي بعيدة في كثير من الأحيان عن القضايا التي نعتقد نحن أنها عادلة، ومع ذلك نتحدث اليوم عن أن هناك حزباً عمالياً قد يعاقب بلير على شنه حرباً على صدام، دون أن نتحدث عن مقدار توافق هذا الأمر مع مصالحنا كعرب، أو في القضية الفلسطينية، أو في أية بدائل قد تأتي في السياسة البريطانية القادمة في قضايانا العادلة، شكراً لكم.

إعلان

مالك التريكي: شكراً لك أستاذ علي الشلاه من سويسرا.

[فاصل إعلاني]

تأثير قرار الحرب على العراق على الجالية المسلمة في بريطانيا

مالك التريكي: أستاذ أنس التكريتي، أنتم المتحدث باسم الرابطة الإسلامية في بريطانيا، والرابطة الإسلامية في بريطانيا قامت بدور بارز مع منظمات أخرى في إطار التحالف المناهض للحرب على العراق، ما هي تأثيرات قرار الحكومة بالمشاركة في الحرب على العراق على الجالية المسلمة والعربية هنا في بريطانيا؟

أنس التكريتي: يعني من المناسب فهم تطور الجالية المسلمة والجالية العربية في تعاطيها مع الأحداث السياسية في.. في بريطانيا، أظن أنه 11/9 كان نقطة تغير في مقدار الفهم والتفاعل مع الأهداف السياسية، الرابطة الإسلامية في بريطانيا شاركت حركات مناهضة للحرب، مثل (Stop war Coalition) اللي هو منظمة أو تحالف أوقفوا الحرب، بالإضافة إلى تحالف ضد التسلح النووي (CND)، خلال السنة والنصف الماضية أو السنتين الماضيات في إدانة السياسة الخارجية اللاأخلاقية لبريطانيا، وهذه من.. من المطالب الرئيسية للجالية العربية والمسلمة، والتي بالمناسبة الجالية المسلمة، منذ أن وجدت.. منذ أن جاءت وحلت في بريطانيا، منذ أكثر من قرن وهي بشكل تلقائي تؤيد حزب العمال وتوجهه بسبب طبيعة هذا.. هذا المجتمع، ولكن.. وكانت.. وكان حزب العمال حتى يتعامل مع هذه.. هذا المجتمع، وهذه الجالية على أساس أنه أصواتها مضمونة، ولكن ما حصل هو أنه منذ 11/9 ومنذ أن بدا بأن لحزب العمال الحقيقة السياسية الخارجية الأخلاقية التي نادى بها لما أن جاء إلى الحكم في 97، هذه أسطورة وأكذوبة الحقيقة، ولا.. ولا يتسم بها إطلاقاً، المجتمع المسلم بدأ يتعاطى السياسة بشكل آخر، وبشكل مختلف، وأعتقد أن النتائج الأخيرة لبعض الانتخابات ومنها الانتخابات المحلية والبلدية التي جرت في 1/5، وكذلك الانتخابات التكميلية في (برنت إيست) قبل حوالي أسبوعين وثلاثة، والتي فيها الرابطة الإسلامية في بريطانيا دعت الناس تحديداً إلى دعم مرشحة الأحرار، وانقلبت غالبية للعمال من 13 ألف إلى فوز للأحرار بألف صوت، هذه أعتقد تعطي إشارة واضحة، أن المجتمع المسلم بدأ يتعاطى السياسة بنوع من الذكاء، بنوع من الحنكة، ويصدر رسائل إلى جميع الأحزاب، إلى الأحرار وإلى العمال وإلى الـ conservatives وإلى كل الأحزاب، بأنه إحنا الآن لا تعُدُّوا أصواتنا مضمونة لأحد، إحنا الآن لدينا مطالب واضحة، ولدينا سياسات نريد أن تطبقوها، وإن لم تفعلوا فإحنا نذهب إلى غيركم، هذه الرسالة أنا أعتقد تؤشر يعني إلى مستقبل هذا المجتمع في تعاطي السياسة هنا في بريطانيا.

إعلان

مالك التريكي: هذه الدائرة الانتخابية التي ذكرتها برنت إيست، فيها غالبية من السكان المسلمين، وتعتبر أن هذا التصويت لصالح مرشحة الديمقراطيين الليبراليين كان تصويتاً عقابياً واحتجاجياً ضد.. ضد حزب العمال، وربما يتكرر في دائرة.. في دوائر أخرى، هذا ما تقصد؟

أنس التكريتي: لا شك، وليس فقط هو احتجاجياً وعقابياً، وكن هي الحقيقة إحنا سألنا المرشحين بشكل واضح، أين موقفكم من قضية الحرب؟ أين وقفتم؟ مرشح حزب العمال هو كان مرشحاً، هو كان نائباً في أوروبا، ووقف بشكل واضح وقت الحرب، وقف ضد الحرب، ولكن في حملته الانتخابية أراد أن يبتعد عن هذه القضية، وسكت عنها، فقلنا له إن لم تفصح عن موقفك بشكل واضح في إدانة الحرب على العراق فلن نقف معك، وبالفعل مرشحة الأحرار قالت بشكل واضح، قالت أنا ضد الحرب على العراق، وأطالب.. وأطالب بالتحقق في لِمَ ذهبنا للحرب، فوقفنا معها بشكل واضح.

مالك التريكي: معنا الآن السيد حسين البدري من لندن، تفضل سيد حسين.

حسين البدري: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مالك التريكي: وعليكم السلام.

حسين البدري: الحقيقة رأيي في قضية توني بلير وخطاباته أيام الحرب، أن توني بلير فشل في قضية التضليل، هو يكذب نعم، كذبه واضح نعم، استخدم كلمات يعني هي عليه، واستخدمها له مثل كلمة هاني البنا، الذي هو (رئيس الإغاثة الإسلامية)، قال إنه في تقرير قال العراق بلد جوع ومرض وضعف، في الحقيقة الذي قتل العراقيين وأجاعهم وأضعفهم هو الحصار الاقتصادي الذي يعني أسسه ودعا له النظام البريطاني والنظام الأميركي، فالقاتل هو الذي يستخدم يعني السلاح ضد الناس، ويقول أنهم مظلومين من غيره، فهو ظالم أولاً، هذه واحدة.

وكان هذا الكذب أيضاً ما انطلى على الحزب اللي هو منه، فحزب العمال لم يعطه داخل البرلمان الصوت الكافي في قضية إنجاحه، من الذي أنقذه؟ أنقذه المحافظين، سبب إنقاذ المحافظين ربما يكون حيلة وحفرة حفروا له إياها حتى يرمونه فيها، وربما يكون لأن القضية محسومة مثل ما يقولون يعني في قضية.. نظرية المؤامرة، أو أحجار على رقعة الشطرنج، وأنه يجب أن يمر هذا القرار سواء كان من هادولا أو هادولا، يمر القرار هذا يمر القرار، الذي.. الذي يحكم الآن في بريطانيا ليس توني بلير، وليس حزب المحافظين وليس حزب العمال، الذي يحكم هو الإعلام، والإعلام يعني إحنا عايشين في بريطانيا ونعرف الغرب يعني ما يدري إذا كانت هذه الدولة كان فيها وشنو فيها وأيش عقلية الناس وكيف تفكر الناس وأيش دينهم، وأنتم تعرفون قضية إنه قتل السيخ في أميركا على أنهم مسلمين زين؟ وهذه يعني غاية قضية.. قضية الجهل في تصنيف الناس مجرد أنهم رأوا لحية قتلوه على أنه مسلم، فالناس لا تعرف ماذا يقدم لهم، الصبح تلاقي تفاعل الناس، خلي الناس شوية تزود علينا القضية، الصبح تلاقي العنصرية في الشوارع، زين وفعلاً إحنا عانينا ومازلنا نعاني من قضية تزويد الصاع علينا في قضية العنصرية، يعني كم أوقفونا في المطارات وكم فعلوا وكم فعلوا في قضية أيش، وهو نفسه توني بلير لما يقول بكره يعني يخطب خطاب داخل بريطانيا ويقول إنه جاء في التهديدات من القاعدة أو غيرها زين، أنا الحقيقة لا أصدق توني بلير أنه جاءته، ولكنه يريد الناس تضغط على المسلمين، المسلمين يتضايقون، يفعل أشياء، وأنا لا أصدق قضية إنه هذه التخطيطات التي تأتيهم وكذا وإنما هي حملات يشنونها. يعني مثلاً عندك.. النقطة الأخيرة.

إعلان

مالك التريكي: شكراً.. شكراً للأستاذ.. شكراً للأستاذ حسين. شكراً أستاذ حسين البدري، شكراً، بالنسبة لحوادث العنصرية منذ الحادي عشر من سبتمبر ومنذ الحرب على العراق ربما هل.. هل تم بالنسبة للإحصائيات التي تتوافر لديكم، هل هنالك تصاعد في هذه العمليات مثلما ذكر السيد حسين، أم.. أم قلَّت، أم هي في نفس المستوى؟

أنس التكريتي: الحقيقة بفضل الله -سبحانه وتعالى- ثم بفضل تفاعل المجتمع المسلم مع المجتمع البريطاني الواسع كانت الهجمات التي تعرض لها.. لها المجتمع المسلم أقل من غيرها بكثير يعني مما سمعنا في فرنسا وألمانيا وسواه، وهذا الحقيقة رصيد يمنح للشعب البريطاني وفهمه ووعيه وأيضاً للمجتمع المسلم الذي استطاع أن يتفاعل، ولكن القوانين التي سنتها الحكومة العمالية منذ 11/9 في إمضاء قانون هذا الذي يُسمَّى قانون الإرهاب، في إعطاء صلاحيات أكثر للشرطة وما شابه، هذا الحقيقة ساعد في تنمية وتصاعد صوت اليمين المتطرف ممثلاً بالجبهة الوطنية البريطانية، ولذلك الآن عندهم من المقاعد البلدية ما كان.. ما كانوا يحلمون بها والآن يتطلعون إلى مقعد في البرلمان فالحقيقة يعني هو المجتمع متفهِّم والمجتمع الحقيقة مجتمع متعاطف مع قضايا المسلمين ومع موقفهم ولكن أعتقد أنه الحكومة في سنِّها لهذه القوانين تلعب دور سلبي في.. في.. يعني هذه العلاقة الإيجابية الموجودة.

مالك التريكي: بالنسبة للحزب العمالي الآن هو حزب -مثلما ذكر السيد أنس التكريتي- كان يعتمد تقليدياً على أصوات جاليات معينة منها الجالية الإسلامية، هل تعتقد أن الجالية الإسلامية مثلما ذكر السيد أنس التكريتي ستصبح أكثر تكتيكية في التعامل مع المرشحين الحزبيين والمرشحين السياسيين؟

مؤيد أحمد: أني عندي ربما رأي آخر حول الموضوع، بإنه تعريف الناس المقيمين هنانا بأنه جالية إسلامية وجالية عربية أو جالية يعني تعطيه صفة من صفات يعني قومية أو دينية، أنا شخصياً ما أقبل هذا التقسيم ولو يعني الناس موجودين يعني عندهم قناعات عندهم يعني مذاهبهم أو قوميتهم ولكن أكثرية الناس اللي موجودين في هذا البلد هم الناس اللي مواطنين عاديين بهذا البلد رغم صفتهم السياسية أو الفكرية أو الأيديولوجية اللي يعني يتبعوها..

إعلان

مالك التريكي [مقاطعاً]: لكن تعاملهم -لابد من التوضيح أستاذ مؤيد- لكن تعاملهم مع الأحداث في المناطق التي أتوا منها أكثر كثافة من تعاملهم مع أحداث أخرى، مثلاً المواطنون الذين أتوا من مصر أو من فلسطين أو من.. من أي بلد عربي من.. من المعقول جداً أن يكونوا مهتمين جداً بما يجري في العراق، فعندما يصوِّتون لابد أن هذه الأمور تؤخذ في الاعتبار، هذا المقصود وليس تصنيف عرقي أو شيء..

مؤيد أحمد: هذا موضوع آخر.. هذا موضوع آخر، أنا يعني مخالفتي للموضوع لأنه أستاذ أنس ربما يكون إحنا هم كنا في -شو اسمها- في مظاهرات ضد الحرب في شباط وغيرها من المناسبات، يعني أنا بدي.. شوف حتى التحالف ضد الحرب يعني هذه النظرة الحادة بأنه المسلمين أو القوميين العرب وغيرهم همَّ اللي يعني يعترضون بوجه الحرب أو هم اللي قوى مهمة بـ.. في.. في تغيير سياسة هذا البلد أنا ما عندي هذا الاعتقاد، الناس العاديين -كما أشرت إلها أنت- الناس العاديين الموجودين هنانا والمواطنين العاديين بهذا البلد لاجئين الموجودين، الجالية العربية يعني بهاي الصفة العامة مو صفة قومية أو دينية هم عندهم سياسات وعندهم أفكار، عندهم اعتراضات، عندهم احتجاجات، وكان يعني آلاف ومئات الآلاف ناس موجودين بدون أن يكونوا منتمين إلى أي حزب سياسي إسلامي أو أي حزب سياسي قومي عربي، وقفوا ضد الحرب، فأنا دا أقصد هذه الجالية العامة أو هذه.. هذه.. هذه القاعدة الاجتماعية الواسعة هي اللي تبنَّت وجهة نظر تقدمية وقفت.. وقفت بوجه الحرب، وأنا برأيي يعني كانت جزء من هذه الطاقة البشرية الهائلة الموجودة في هذا البلد اللي اعترضت خلال شباط هذا العام بوجه الحرب، هذا يختلف عن الموضوع الإيديولوجي اللي يعني يسموها..

مالك التريكي: جالية.. نعم.

مؤيد أحمد: بأنه جالية إسلامية أو جالية قومية أنا لا أقبل هذا..

إعلان

مالك التريكي: يعني أنت تعترض على هذا.. على هذا التصنيف على أساس أن السلوك.. السلوك الانتخابي للأفراد تحكمه عوامل أخرى.

سيد تيم لويلن، بالنسبة للسياسة الخارجية البريطانية في الشرق الأوسط، هنالك بعض القضايا، هنالك طبعاً العراق وقد أتينا على ذكره وهنالك القضية الفلسطينية وقد ذكرت أن.. أن بلير ليس له تأثير كبير على الرئيس بوش خاصة في العام الانتخابي، هنالك قضية إيران أيضاً وسوريا، معروف أن بريطانيا لعبت دوراً مع بعض البلدان الأوروبية الأخرى فيما يسمى بالحوار النقدي مع إيران بينما كانت أميركا تدعو إلى مقاطعة إيران خلال السنوات الماضية، العلاقة توترت أخيراً نوعاً ما بسبب الدبلوماسي الإيراني الذي قُبض عليه في.. ألقي عليه القبض في لندن، لكن هل تعتقد مثلاً بالنسبة لإيران، ثم نأتي على سوريا أيضاً لأنه هنالك (..) في سوريا، ألا تعتقد لو مضت الإدارة الأميركية إلى حد المواجهة مع إيران إن بريطانيا ستمضي في هذا الطريق أيضاً؟ أم ستكون أكثر حذراً؟

تيم لويلن: للأسف أنا أرى الآن كل المؤشرات إن بريطانيا بعد أن دخلت في حوار بنَّاء طويل المدى على مدى سنتين وأعتبر هذه فكرة ذكية لإعطاء بعض الزخم لخاتمي وللناس الذين يعملون من أجل نظام أكثر اعتدالاً في إيران، تلك العملية بدت وكأنها قد توقفت والبريطانيون الآن يتبعون النهج الأميركي في تهديد إيران وإيصال الأمر إلى نوع من إصدار الحكم حول برنامجهم النووي أعتقد أن ما يجب أن نعمله في هذا البلد كبريطانيين وكأوروبيين، بالطبع هو أن نقول لإيران أفصحي عن موقفك تماماً، وبرِّئي ساحتك ولكن لا نهدد إيران بشكل مباشر، ونحن نعلم تاريخ إيران ونعلم الأخطاء التي ارتكبت مع إيران، وكيف أن الإيرانيين كأفراد ممكن يشعرون معزولون و.. ويتعرضون للضغط ليُخضَعوا، وفي الوقت الذي يقول فيه الأوربيون ذلك، يسألون الإيرانيين أفصحوا عن برنامجكم وأيضاً اطلبوا من الإسرائيليين أن يقولوا شيئاً عن برنامجهم وأسلحتهم النووية، البلد الذي يملك 250 رأس نووي نعلم حوله، الـBBC عرضت برنامجاً مؤخراً عن ذلك، لماذا لا نتعامل بإنصاف وتوازن، يبدو أن في صميم قضية الشرق الأوسط وسياساتها أننا مع السوريين والإيرانيين والعراقيين مثلاً لدينا قضايا ولكننا لا نتعامل بعدل وعلى قدر المساواة ولو لم نفعل ذلك كيف سيصدق الناس في الشرق الأوسط، أعتقد أن هذا الشيء يستطيع الأوروبيون أن يفعلوه وأن يقولوا للأميركيين الذين يبعدون عنا محيطاً بأكمله، واختلاف كبيراً أن نحن أوروبيون، نحن نعيش مع الشرق، ونحن قريبون منه، لكن لا أحد يملك الشجاعة لقول ذلك، لو أن البريطانيين كانوا واضحين وحاسمين ليقول هذه وجهة النظر الأوروبية حول الإيرانيين والإسرائيليين والبرنامج النووي، ربما سنخلص إلى نتائج، ولكن الأميركان الآن يُخضعون أوروبا من خلال بريطانيا ويشنون هذا الهجوم المرعب ضد إيران ونرى يومياً كيف أن الأميركيين الآن قد قرروا ربما شن هجوم على إيران على الأقل لم يستبعدوا ذلك.

إعلان

مالك التريكي: هذه نقطة مهمة أستاذ تكريتي، مسألة ازدواجية المعايير التي ذكرها السيد تيم لويلن هو يقول لماذا عندنا ازدواجية معايير ولماذا تقبل بريطانيا بازدواجية المعايير الأميركية في المسألة النووية؟ هذا الكاتب الأميركي الذي ذكرناه قبلاً وهو (روبرت كيجان) وهو من منظِّري اليمينية والمحافظة المحدثة في أميركا أشار في مقال في مارس الماضي هنا في "الجارديان" كان.. كان يثني فيه على بلير وعلى دوره التقريبي بين أوروبا وأميركا، يقول إن هنالك مسؤولاً كبيراً سابقاً في وزارة الخارجية البريطانية اسمه (روبرت كوبر)، روبرت كوبر، يقول إن روبرت كوبر هذا كتب مقالاً العام الماضي يدعو فيه إلى تطبيق ازدواجية المعايير، ويقول أن ازدواجية المعايير طبيعية جداً إذا تعاملنا مع دول غربية تؤمن بالقانون وبالاتفاقيات الدولية، نطبق القانون على نظرية (إيمانويل كانط) الفيلسوف الألماني الذي يؤمن بالسلام الدائم، وإذا تعاملنا مع الدول الأخرى التي يسميها.. لأنه يسمى أوروبا دول ما بعد.. ما بعد الحديثة، ما بعد الحداثة، بينما الدول الأخرى إما دول الحداثة أو دول ما قبل الحداثة يعني دول العالم الثالث، إذا تعاملنا معها لابد أن نتعامل معها بمنطق القوة منطق (توماس هوبز) الذي يقول أنه حرب الكل.. حرب الكل ضد الكل، أليست بريطانيا ملزمة نوعاً ما بالمضي في هذا الطريق وأن المثل العليا لا مكان لها في السياسة؟

أنس التكريتي: والله شوف أستاذ مالك، إحنا الحديث الشريف يقول بأنه يأتي زمان يصبح الحليم فيه حيران أو كما قال عليه الصلاة والسلام، المعايير الآن كلها اختلفت، ما تعرف أنت من هو الجاني ومن هو المجني عليه، من هو المخطئ ومن هو المصيب، المعايير كلها اختلفت، لما نحنا عندنا رئيس أكبر دولة في العالم يخرج على الناس ويقول: أنتم إما معنا أو مع الإرهابيين، طيب يا أخي أنا وقتها خرجت في تليفزيون في “SKY NEWS” وقلت لهم أنا لا أتفق مع من قاموا بأعمال 11/9 لكن أني أيضاً لا أتفق مع سياسة أميركا أين أنا إذن؟

إعلان

لما عندنا (بول وولفويتس) يخرج أيضاً ويقول للناس الذين تسألوا وقالوا ودعوا أميركا إلى تسأل نفسها، لِمَ يكرهنا العالم؟ فقال: ينبغي أن نخرج أعمال الإرهاب عن أي سياق آخر، بمعنى لا تسألوا لماذا، لا تسألوا كيف، لا تسألوا وماذا بعد، تعرضنا لهجوم ينبغي أن نهاجم خلاص انتهى هذا الـ..، حينما تصبح هذه هي المعايير فليس غريباً أن يخرج أمثال كيجان وأمثال غيره ويقول نعم ينبغي علينا أن نقف صفاً واحداً مع إسرائيل في ظلمها واحتلالها ولكن أن نعاقب صدام حسين على احتلاله للعراق [للكويت] وهجومه على إيران، وينبغي أن نساند البرنامج النووي لإسرائيل ولكن أن نعاقب باكستان دون الهند وأن نعاقب العراق وأن نعاقب إيران على برامجها النووية، يعني حينئذٍ نفهم بأنه إحنا عايشين في عالم مقلوب في عالم المعايير فيه، ليس فقط المزدوجة، وإنما ثلاثية ورباعية وأكثر من ذلك المعايير غير مفهومة، أنت إما أن تكون صفاً واحداً كلمة واحدة، قولاً واحداً مع الحاكم الأميركي، أو أنك أنت يعني يُلقى عليك القبض وتُرمى في السجون دون خدمة محامي، ودون أن توجَّه لك التهم وهكذا، ما يفعل الآن في أميركا وربما أيضاً يأتي الأمر هنا إلى شواطئنا في بريطانيا.

لكن ينبغي.. ينبغي علينا نحن كرابطة إسلامية في بريطانيا وكحركة شعبية ومعانا الأخ مؤيد و.. يعني أنه نبث دائماً ضمن الشعب البريطاني وضمن سياق الإعلام الذي.. الذي يتفق معنا في أن هذه التوجهات هي تضر بمصلحة البريطاني المقيم هنا في بريطانيا، السياسة المزدوجة في الشرق الأوسط لبريطانيا وعدم يعني قيامها بالوقوف مع الحق الفلسطيني هذا يؤثر على الشخص المقيم هنا في لندن إن آجلاً أم عاجلاً اقتصاديا اجتماعياً، من ناحية الإرهاب والأمان كل هذه المسائل.

مالك التريكي: على فكرة توني بلير نفسه اعترف بذلك في مؤتمر حزب العمال، كان في حديث مع بعض السفراء العرب والصحفيين العرب اعترف بأن ما يحدث في الشرق الأوسط وما يحدث في العراق له تأثير مباشر على الشوارع هنا في بريطانيا وعلى المواطن العادي هنا في بريطانيا سواء كان إنجليزياً ذو.. ذا أصل إنجليزي أو كان من بلدان أخرى وأصبح مواطناً هنا، لكن هنالك أمر لابد أن نعترف به هو أن حرية المعلومات رغم ما يقال عن الهيستيريا التي صارت بعد حرب.. بعد الحادي عشر من سبتمبر، حرية المعلومات تسمح بأن نفهم بوضوح سياسة الإدارة الأميركية أو الجماعة التي يقال أنها تسيطر على السياسة الأميركية وهي ليست وزارة الخارجية الأميركية قطعاً الآن معروف أنها ليست وزارة الخارجية الأميركية، بول وولفويتس قال في مقابلة شهيرة في مايو الماضي: إن مسألة أسلحة الدمار الشامل هي مجرد ذريعة بيروقراطية -سماها هيك- كانت بيروقراطية وهي كانت أصغر قاسم مشترك يمكن أن يتفق عليه مختلف الفرقاء، فسُقنا هذه.. فسُقنا هذه الذريعة، لكن السبب الآخر.. السبب الرئيسي ليس هذا، معروف أن منذ عام 96 كان هنالك تقرير أعده (ريتشارد بيرل) ومجموعة.. ومجموعة أخرى من الباحثين وقُدِّم (لنتنياهو) الذي كان رئيس وزراء إسرائيل آنذاك ذلك وتم فيه التركيز على ضرورة التصدي للعراق، إذن الأمور.. الأمور واضحة.

إعلان

أنا ما أسأل هو: أليست بريطانيا ملزمة بحكم الارتباط العضوي بأميركا إلى المضي في هذا الطريق مع الحد من العنفوان الأميركي؟ ورأي الأستاذ مؤيد أحمد في ذلك؟
مؤيد أحمد: يعني آني أشرت إلى هذا الموضوع بأنه بريطانيا اختارت طريقتها وطريقها في العالم الحالي، آني أتذكر توني بلير في المؤتمر العام السابق قبل الحرب، قال بإنه يعني العالم بها.. هناك قوة عظمى اسمها أميركا، هناك أقطاب اقتصادية وسياسية وعسكرية عالمية أخرى، مثل الصين، أوروبا، مثل يعني أو حتى أشار إلى الهند، يعني بس مسألة الوقت، لأنه راح تتحول إلى قوة عظمى، فقال أن بريطانيا لازم في الوضع الحالي العالمي تختار طريقها، فهو اختار طريقه.. طريقها هو..

مالك التريكي: أدركنا الوقت أستاذ مؤيد..

مؤيد أحمد: أني بس إشارة.

مالك التريكي: أدركنا الوقت للأسف، أدركنا الوقت.

سيداتي سيداتي، لم يبقَ لي إلا أن أشكر ضيوفنا الكرام (المتحدث باسم الرابطة الإسلامية في بريطانيا) هنا السيد أنس التكريتي، والسيد (رئيس تحرير صحيفة "الشيوعية العمالية") السيد مؤيد أحمد، و(مراسل البي بي سي في الشرق الأوسط سابقاً) السيد تيم لويلن.

شكراً لكم على حسن الانتباه، دمتم في أمان الله، وهذا مالك التريكي يحييكم من لندن.

المصدر : الجزيرة