متفرقات

في الطريق إلى جنين.. هذا ما قالته شيرين أبو عاقلة في اللقاء الأخير

قالت مراسلة الجزيرة الراحلة شيرين أبو عاقلة إن التعامل مع الدبابات والاحتلال الإسرائيلي صعب للغاية، فبعض الأحيان يفضل الاحتلال أن يراك جنديا وقد يلقي عليك بالرصاص، ولكن على الصحفي دائما أن يقيم الوضع.

وأضافت -في آخر مقابلة أجرتها قناة الجزيرة مع أبو عاقلة بتاريخ 2021/07/13- أن صعوبات التغطية الميدانية للحرب كانت تتمثل في حفاظ الصحفي على سلامته بالموازاة مع نقله رسالته بكل مهنية، فمن الصعب أن تكون في منطقة يكون فيها الصحفي نفسه مهددا بالخطر والقصف بالصواريخ، وعليه القيام بمهمته الصحفية في الوقت ذاته.

ولا يمكن الحديث عن الانتفاضة الثانية من دون ذكر مخيم جنين، خاصة أن الجزيرة كانت من ضمن أوائل المحطات التي نقلت تلك الأحداث رغم قلة الإمكانات آنذاك.

وكأنها تحكي أحداث اغتيالها، قالت إن جنين خلال الانتفاضة الثانية كانت من المناطق التي إذا واجهتك فيها أي دبابة في الطريق ستتعرض لإطلاق النار، وكانت تسعى جاهدة مع زملائها للاختفاء عن أنظار الجنود الإسرائيليين.

وكانت في كل لحظة تتوقع خبر استشهاد أناس قابلتهم وزارتهم في المخيمات، ولذلك وصفتها بأنها كانت أياما صعبة. كما أن استهداف الأجهزة الأمنية والرسيمة كان يخلق للصحفي تحدي الوصول إلى المعلومة.

ومن التغطيات المهمة أيضا لها كان انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، إذ قالت إنها كانت تشعر فيها بالفخر لأنها شهدت لحظة إخلاء مستوطنين بدل نقل صورة الفلسطينيين الذين كانت تهجر بيوتهم.

ومن تجاربها المميزة دخول سجن عسقلان لنقل صوت سجناء لأكثر من 20 عاما، مشيرة إلى أن بعض السجناء كانوا معتقلين مع أبنائهم أيضا.

وقالت أينما وضعت الكاميرا كان ينظر إليهم على أنهم يصورون في مكان ممنوع أمنيا حتى لو كانت هناك وسائل إعلام إسرائيلية في المكان نفسه.

وذكرت أنه أحيانا تأتي سيارات فيها مستوطنون للبحث عن صحفيين فلسطينيين أو عرب، وكانوا أحيانا يسألون تحديدا عن صحفيي الجزيرة.

وقالت دائما ما تشعر بأنك مستهدف، مبينة أن الاستهداف من قبل المستوطنين أكبر صعوبة لأنهم منفلتون ومسلحون في الوقت ذاته.

وأشارت إلى حادثة اعتقال زميلتها جيفارا البديري أثناء أحداث الشيخ جراح، التي تعرضت لاعتداء الجنود عليها وكانت ستتهم بالاعتداء على أحد الجنود لولا وجود تسجيلات تثبت عكس ذلك.

وأضافت أنه أحيانا يكون هناك شعور صعب يجمع بين المشاعر الإنسانية للدفاع عن الأبرياء والقيام بالمهمة الصحفية بكل حياد.

وانضمت شيرين أبو عاقلة إلى فريق الجزيرة عام 1997 بعد اتصال من مدير مكتب قناة الجزيرة في فلسطين وليد العمري، وخلال أكثر من 20 عاما غطت أحداثا مختلفة، منها المفاوضات والانتخابات في فلسطين وإسرائيل.

ولكن أبرز الأحداث التي تركت في نفسها أثرا كبيرا كانت الانتفاضة الثانية، خاصة أن الجزيرة لعبت دورا مهما في نقل حيثياتها، وقالت إنهم كانوا مضطرين للمبيت في المكتب أو المستشفيات والسيارات أو بيوت المواطنين، ولكن ذلك منحها إحساسا بأنها قادرة على إيصال صوت الفلسطيني.

يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اغتالت شيرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها اقتحام مخيم جنين صباح 11 مايو/أيار 2022 برصاصة في الرأس.