حرب لبنان

حرب لبنان.. تدخل دمشق ج5

موفد كتائبي يزور إسرائيل والقوات المشتركة تفتح جبهة جديدة في الجبل – سوريا تعارض أحد المرشحين لمنصب الرئاسة وقواتها تدخل لبنان – سقوط مخيم تل الزعتر والدول العربية تشكل قوات الردع وتعلن انتهاء الحرب.
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined

عمر العيساوي:
تسارعت الأحداث في لبنان وبدأت العوامل الإقليمية والدولية تلعب دوراً أساسياً في التطورات وفي هذه الأثناء كانت الكتائب اللبنانية وحلفاؤها في اليمين قد بدأت بتلقي الدعم المباشرة من إسرائيل.

جوزيف أبو خليل (الكتائب اللبنانية):
اقتادنا الطراد الإسرائيلي إلى الناقورا ومن الناقورا اقتادنا طراد آخر إلى حيفا إلى أن وصلنا حيفا في الخامسة بعد الظهر، ليستقبلني هناك ضابط في المخابرات الإسرائيلية، شخص من بعد الاتصال الذي تم ما بين الطراد وطبعاً قيادته وهناك بدأت المباحثات، في ذات الليلة نُظِّم اجتماع لي مع -كان وزير الدفاع شيمون بيريز في ذلك الحين- مع شيمون بيريز والأركان للجيش الإسرائيلي.

إيهود يعاري (صحافي إسرائيلي):
بالتأكيد لا، كانت القاعدة، وأود التشديد على ذلك أن الاتصالات ليس على بالضرورة على أعلى المستويات بين الموارنة ومبعوثيهم على المستويات المنخفضة مع دوائر الموساد وأحياناً وزارة الدفاع ووزارة الخارجية، هذه الاتصالات كانت دائمة، كانت ظاهرة دائمة مستمرة، وعندما تُفتح سجلات وزارة الخارجية لأنني لا أعتقد أن سجلات الموساد ستفتح، سيرى العالم بأسره حقيقة هذه الاتصالات، في هذه الفترة كانت الاتصالات تتم في باريس وأول الاتصالات المتعلقة بالحرب الأهلية اللبنانية بدأت مباشرةً بعد اندلاع الحرب، في
أبريل/ نيسان عام 75 تدريجياً ازدادت كثافة الاتصالات وارتفع مستوى ممثلي الطرفين، إلى أن حصل في نهاية المطاف لقاء على زورق صواريخ إسرائيلي بين اسحق رابين وكميل شمعون والشيخ بيير الجميل.

عمر العيساوي:
وكانت هذه العلاقة محط نقاش فلسطيني كتائبي في سفارة الكويت.

شفيق الحوت (منظمة التحرير الفلسطينية):
في هذه الجلسة التي كان فيها جوزيف أبو خليل وكان قد سبق له الزيارة -ونحن لا ندري طبعاً- وكان الشيخ بشير، سُئل الشيخ بيير من قبل السفير الكويتي عبد الحميد البعيجان هل صحيح يا شيخ بيير هذا الذي يُقال بالشارع اللبناني والسياسي أن لكم اتصالات بإسرائيل وتتعاونوا مع إسرائيل لأن هذا الأمر حقيقة يجب أن ينجلي، لأنه من شأنه أنه يوتر الأجواء، فانتفض الشيخ بيير كعادته وكان قد طُرح عليه هذا السؤال أكثر من مرة بالسابق، وفي بيت صائب سلام مثلاً مرة بالذات انتفض وقال إنه هذه تُهم مرفوضة وهذا نوع من التشكيك، إحنا اللي قدمناه لفلسطين ما قدمه حدن مثلنا وكذا وكذا، يعني كان ثائراً بشكل يكاد يقنع الجميع بما فيهم أنا إنه فعلاً هذه الأخبار لا ترتقي إلى مستوى الحقيقة وإنما مجرد شائعات.
الذي حدث أنه في نهاية الجلسة ونحن خارجين وَدَّعنا بعض على باب السفارة، وهم أخذوا سيارتهم واتجهوا إلى المنطقة الشرقية، ونحن نريد أن نستقل السيارة إلى مناطقنا اقترب منا أبو حسن، الله يرحمه، قال لي: تعرف شو بيقول لي الشيخ بيير.. الشيخ بشير؟، قالت له: ماذا قال؟ قال لي إنه قال له والله يا أبو حسن بلادكم حلوة كتير تستاهل، وسكت أبو حسن شأنه شأن مُعْظم رجال المخابرات يعني بيلقفوك الخبرية بالتقسيط، وأنا سافرت، وقلت له هل هذا يعني إنه زي ما فهمت؟ قال لي الرجل ذهب إلى إسرائيل.

عمر العيساوي:
وكان اليمين يحصل على السلاح أيضاً من السلطات اللبنانية.

كريم بقرادوني (الكتائب اللبنانية):
كان الرئيس شمعون هو وزير الداخلية، كان الرئيس شمعون يؤمِّن لنا العديد من الذخائر الموجودة في قوى الأمن الداخلي، لسبب كنا نأخذ من قوى الأمن الداخلي الكثير من الذخائر، الأسلحة المتوسطة.

عمر العيساوي:
وتدخلت واشنطن فأوفدت (دين براون) إلى بيروت وبدا من تصريحاته أنه كان يؤيد طروحات جنبلاط.

ميشال سماحة (الكتائب اللبنانية):
احتدم الصراع وجاء موفد أميركي دين براون وعندما زار كمال جنبلاط في المختارة وخرج من الزيارة قال أن وجهات نظره متطابقة معه، وعندما أتى إلى.. لاجتماع مع الجبهة اللبنانية في قصر الزوق واجتمع مع الرئيس فرنجية بحضور الشيخ بيير الجميل والرئيس كميل شمعون الأب التشاربي (القسيس) والدكتور (شارل ميرك) وأعضاء الجبهة اللبنانية ولم أكن في الاجتماع لأنه كان مقتصراً عليهم وكنا ننتظر خارج الاجتماع، عند انتهائه، كانت الملاحظة الأولى أنه لن يخرج أحد لمرافقته وتوديعه، وعندما دخلنا واستفسرنا كانت الانطباعات سيئة، وانطباعات وكأن هناك مسعى أميركي لحل الموضوع على حساب المسيحيين.

جورج حاوي (الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني):
تصريحات دين براون كانت جزء من خطة الشغلة الأميركية لتشجيع كمال جنبلاط على الصمود وعلى العناد من أجل تقريب الصدام أكثر ليسمح بزيادة دور العامل الإقليمي في الأزمة اللبنانية على حساب العامل الوطني، شبيهة بتصريحات (جلاسبي) للرئيس صدام حسين التي من خلالها مهدت لتوريطه في غزو الكويت.

عمر العيساوي:
في العاشر من نيسان/ أبريل عَدَّل مجلس النواب اللبناني دستور البلاد ليسمح بانتخاب الرئيس فوراً، كانت هذه تسوية من سوريا تمكن الرئيس فرنجية من حفظ ماء الوجه بالبقاء حتى انتهاء ولايته وفي نفس الوقت من انتخاب خلف له قبل الوقت المحدد للانتخابات إلا أن الحركة الوطنية رفضت هذه التسوية وطالبت باستقالة فرنجية فوراً وقد بات الرئيس فعلياً من أركان الجبهة اللبنانية اليمينية. كانت مسألة انتخاب الرئيس مشكلة بحد ذاتها فقد عارضت سوريا أحد مرشحين للمنصب كان يحظى بتأييد جزء كبير من المسلمين.

ريمون إده (عميد حزب الكتلة الوطنية):
فيما خص انتخاب رئاسة الجمهورية، فهنالك معارضة من قبل الرئيس حافظ الأسد بما خص ترشيحي، آسف من هذا التدخل بشؤوننا الداخلية، طبعاً المجلس النيابي هو الذي ينتخب رئيس الجمهورية وأعتقد إنه النواب سيصبحون أحرار عندما يقترعون للمرشح أياً كان هذا المرشح، أما الأهم بنظري المؤامرة التي تبدأ أن تظهر جلياً، المؤامرة الإسرائيلية حيث سمعنا في الإذاعة الإسرائيلية أنه إذا الجيش السوري تقدم أكثر ضمن الأراضي اللبنانية عندئذ إسرائيل ستضطر أن تحتل جنوب لبنان حتى نهر الليطاني.

عمر العيساوي:
كان التوافق السوري اللبناني اليميني على أشده فاتفق الطرفان بسهولة على مرشح للرئاسة.

كريم بقرادوني (الكتائب اللبنانية):
أفضل ترجمة لإقامة تحالف ثابت يؤدي إلى خلق علاقة بين الدولة اللبنانية والدولة السورية وبين الشعبين اللبناني والسوري هو النجاح بإيصال رئيس جمهورية باتفاق لبناني يعني الجبهة اللبنانية وسوريا.

عمر العيساوي:
اتهم كمال جنبلاط والحركة الوطنية اللبنانية سوريا بمحاولة فرض مرشحها رئيساً للبنان، كان المرشح إلياس سركيس حاكم مصر في لبنان، دعت الحركة الوطنية إلى تأجيل الانتخابات ولكنها تمت وانتخب سركيس بمساعدة عرفات -كما يقول البعض- وخرج إده خالي الوفاض.

ألبير منصور (نائب وعضو الحركة الوطنية اللبنانية):
كان مرشح يعني ما.. الخط التاني اللي حكينا عنه، اللي هو قوامه إمكانية ضبط العمل المقاوم وبناء الدولة بقوى ذاتية لبنانية دون تدخل خارجي، دون مساعدة عربية يعني ودون مساعدة سورية، فطبعاً خسرنا الانتخابات يعني، وبالنتيجة ما خضناها بمعنى خضناها لأن ريمون إده بعدما أبلغه دين براون إنه مش معه إنه مع إلياس سركيس بَطَّل يترشح ما عاد يترشح لرئاسة الجمهورية واعتمدنا يومها مبدأ وموقف المقاطعة للانتخابات ولتفشيل… عدم تأمين النصاب ولكن بالنهاية عاد فأمِّن النصاب وانتخب الرئيس سركيس.

عمر العيساوي:
أُمِّن النصاب طبعاً بتعاون من ياسر عرفات؟

ألبير منصور:
يبدو بحينه إنه صار فيه تعاون بحينه من قبل ياسر عرفات مع تأمين النصاب، طبعاً إيه ما فيه شك، كان بأتذكر يعني اللقاء اللي كان عرفات، بعده كان صار فيه اتصالات بينه وبين الإخوان السوريين قبله بنهارين أو تلاتة من الانتخابات وبنتيجة ذلك سَهَّل عملية –طبعاً- انعقاد الجلسة وتأمين النصاب.

عمر العيساوي:
طرح هذا الوضع مسألة تناقض شخصية عرفات وجنبلاط قطبي اليسار والفلسطينيين.

جورج حاوي:
كانت دائماً هناك سوء تفاهم، دائماً هناك سوء تفاهم من قضايا صغرى مثل أنه كان يتولى أحياناً نقل السلاح الذي يأتي إلى الحركة الوطنية أحياناً مشترى من أنصار كمال جنبلاط وأنصارنا يدفعون ثم ثمن السلاح، نشتريه من بلغاريا ورومانيا ويجري نقله ثم يتولى ياسر عرفات نقله من دمشق إلى آخره فيتأخر في تسليمه وأحياناً يسلم عتيقاً، وفيه نكتة شهيرة في هذا الصدد كنا نطالب أكثر من مرة بتسليم السلاح فسَلم كمال جنبلاط، سَلم عرفات كما جنبلاط بعض الأسلحة فاحتج كمال جنبلاط على كونها قديمة فقال له تقول السوفيت دايماً بيسلمونا سلاح قديم يا كمال بيه، والبلغار بيعطونا من مخازنهم، فقال له كمال جنبلاط: يعني صحيح بيسلمونا سلاح قديم بس مش مكتوب عليه أبو الموت وأبو الجماجم وأبو الهول إلى آخره، فضحك ياسر عرفات وبيعني كانت نكتة ظريفة.
مرة استنكر ياسر عرفات كون مسؤوله عن التسليح، إبراهيم لم يسلم المطلوب إلينا، فنرفزه واتخذ الهاتف وطلب إبراهيم وجاء إبراهيم إلى الاجتماع وبهدله بهدلة.. إبراهيم وقال إلى السجن.. إلى السجن ما تطلعش من السجن قبل ما تحل القصة دي، بعد يومين اتصل بنا كمال جنبلاط أنا ومحسن إبراهيم فذهبنا إليه قال حرام هذا يعني كفى في السجن قولوا لعرفات أن يخرجه… يا أبو عمار.. يا كمال بك.. يا إبراهيم دا السجن قدامه، يا عم كيف بيكذب علينا بهذا الشكل، يعني أعطيك مثلاً عن طريقة العلاج، طبعاً الخلاف الأساسي كان والكبير جداً والمؤلم جداً كان حول حرب الجبل.

عمر العيساوي:
فتحت القوات المشتركة جبهة جديدة فانتقل القتال إلى الجبل وباتت مناطق الداخل المسيحي تخضع لتهديد حقيقي، كانت هذه نقطة استفهام بالنسبة لقرار جنبلاط بخوض حرب الجبل.

البير منصور:
بأعتقد خدع أكثر من مرة، بأعتقد خدع أكثر من مرة، لأنه كمان كمال جنبلاط كان عنده بالنهاية طيبة، إنه كان صادق كان كتير صادق مع نفسه لذلك كان بيصدق كان صادق مع الآخرين، فبأعتقد إنه خدع ما في شك، بأعتقد خدع يعني، وبأعتقد يعني اتورط ورطوه، يعني مش بعيد يكون اللي ورطه ياسر عرفات يعني.

عمر العيساوي:
بحرب الجبل؟

البير منصور:
إيه.. أو بالعناد فيها أو الاستمرار فيها.. بأعتقد إنه ورطه فيها.

جورج حاوي:
لم يكن كمال جنبلاط يريد تطوير الحرب فى الجبل إلى تلك المرحلة، لم يكن يريد أن يزج بالجبل إلى الحرب مباشرةً أكثر من كونه مجرد نقاط يعني عبور ومرور وإلى آخره، حيال حصار تل الزعتر وحاجة الثورة الفلسطينية إلى فك الحصار عن تل الزعتر رأت أن نقل المعركة إلى الجبل هو الصيغة الممكنة لفك الحصار عن تل الزعتر، كمال جنبلاط كان ينظر إلى القضية بشكل مختلف كان يطرح معنا بدائل عبر الكرنتينا، عبر بيروت إلى آخره، كان ينظر أنه إذا ما تفجر الصراع في الجبل فسيصعب السيطرة عليه لبنانياً بعد ذلك.

فاروق القدومى (منظمة التحرير الفلسطينية):
جبهة الجبل وهو سؤال بالفعل لا أجد له رداً وقلت ذات يوم إني أعجب لماذا يوماً من الأيام ذهبت وإذا بي أقف على عين طورا وأشرف على المنطقة الشرقية، كنت أسأل لماذا؟

عمر العيساوي:
ولكن جنبلاط كان يتعرض لضغط إسلامي في الوقت نفسه فقد اتهمه الإمام موسى الصدر بأنه يريد أن يقاتل حتى آخر شيعي.

محسن دلول (الحزب التقدمي الاشتراكي):
إذا ما نعود بالذاكرة، كان كمال جنبلاط ضد انتقال الحرب إلى الجبل، ولكن حملات التشكيك اللي استهدفته أنه يقاتل بأبناء الضاحية وأبناء بيروت وأبناء كذا ويمنع من انتقال الحرب إلى الجبل هو الذي دفعه هذا التشكيك الكبير اللي أصبح بعدين مقولات تتردد في كل مكان وفي كل زاوية أن تشمل الحرب.

عمر العيساوي:
ووصل جنبلاط إلى نقطة اللاعودة مع دمشق.

كمال جنبلاط (رئيس الحركة الوطنية اللبنانية):
بالنسبة لدمشق لا يمكنني أن أقول شيئاً لأن الحوار معها كان شاقاً للغاية، إنهم في جوٍ مختلف، تفكيرهم مختلف، وأعتقد أنهم لا يفهمون حقيقة الوضع وحقيقة ما يجري في لبنان.

عمر العيساوي:
ولكن لم يكن اليسار والفلسطينيون وحدهم يتحملون مسؤولية فشل كل اتفاقيات وقف إطلاق النار.

شفيق الحوت (منظمة التحرير الفلسطينية):
ساهمت مع إخواني طبعاً في أكثر من 10 اجتماعات أو 20 اجتماع ربما لوقف إطلاق النار على هذا المحور أو ذلك المحور من محاور خطوط التماس في بيروت، وما كان الواحد منا يكاد يرجع إلى منزله في الشرقية أو في الغربية حتى يجد أن الصواريخ أو القنابل (الهاون) بدأت تنهمر من جديد، إذن من؟! طب أنا مُوقع ومعي ياسر عرفات وفي الطرف الآخر الشيخ بيير مُوقع ومعه فلان وفلان من القادة العسكريين، طب إذا كان هادُوُل التنيين مش قادرين يضبطوا الوضع؟ مَنْ كان يحرك هذا الوضع؟ هنا أعتقد وهذا ما اتضح فيما بعد أن الموساد كانت قد استطاعت أن تخترق ذلك الجانب اللبناني الكتائبي وربما كان بيننا إن لم يكن من الموساد من أصحاب غايات شخصية أو مصالح لبنانية محضة، كان لها مصلحة باشتعال هذه الحروب.

كريم بقرادوني (الكتائب اللبنانية):
أنا بأعتقد أبو عمار دائماً مشكلته أكبر مع حلفاؤه من مشكلة مع أخصامه يمكن حتى الآن كمان مازال هذا الأمر صحيحاً، أنا موقع مع الفلسطينيين 56 اتفاقية وقف إطلاق نار مش معناتها الـ 56 اتفاقية كان الفلسطينيين عم بيكذبوا علينا وإحنا عم بنكذب عليهم، هذا التصوير هذا تصوير كاريكاتوري للوضع، هلا في بعض الاتفاقيات مرات نوقعها بدون قناعة ونعرف أنه الوضع أكبر وأصعب وأعقد، ولكن معظم هذه الاتفاقيات في كل مرة نوقعها كنا نصدق بأنها ستنهي حرب لبنان.

عمر العيساوي:
قام الرئيس المنتخب سركيس بزيارات لزعماء المسلمين في محاولة لبناء الثقة والتوافق الداخلي، وفي هذه الأثناء تعرض المرشح الرئاسي المهزوم ريمون إده لثاني محاولة اغتيال في شرقي بيروت اتهم الكتائب بالمسؤولية عنها، إذ كان إده -المسيحي الماروني- من أصدقاء جنبلاط، وكان يتلاقى مع اليسار اللبناني على ضرورة إصلاح النظام السياسي في البلاد ووقف التدخل السوري في شؤونها وتعرض إدّه لمحاولة الاغتيال في منطقة سيطرة كتائبية.
فشلت كل المحاولات لتقريب وجهات النظر بين سوريا والحركة الوطنية والحركة الوطنية فدخلت القوات السورية لبنان في الأول من يونيو/ حزيران من عام 1976م فأوقفت تقدم القوات المشتركة.

أمين الجميل (الكتائب اللبنانية):
بخطاب الرئيس الأسد اللي ألقاه بـ 20 تموز سنة 1976م ألقى خطاب في جامعة دمشق، يقول الرئيس الأسد أنه لما دخل الجيش السوري إلى لبنان أول المستغربين كان الرئيس فرنجية، وهذا ما قاله الرئيس الأسد بالحرف كان عم بيرتجل قال إن الرئيس فرنجية اتصل فيه على الهاتف مستغرب وبيقول له إنه فيه الجيش السوري عم بيدخل إلى لبنان فكيف ممكن كما تدعي بعض الأوساط السورية إنه الرئيس فرنجية طلب من سوريا تدخل جيشها إلى لبنان وبذات الوقت بيقول الرئيس الأسد بخطابة سنة 1976م، بيقول الرئيس الأسد إنه كان الرئيس فرنجية مستغرب هذا الأمر، بالمقابل.. بالمقابل ما بنلاقي أي طلب، أي طلب من قبل أي طرف لبناني لا كتائبي ولا حكومي رسمي بيطالب بدخول الجيش السوري إلى لبنان، دخل الجيش السوري عنوةً عن كل الناس.

عمر العيساوي:
إلا أن الجميل جانبه الصواب، فقد كان خطاب الأسد حول التدخل السوري الأول وغير المباشر قبل خمسة أشهر ولم يكن الرئيس الأسد يتحدث عن دخول القوات السورية إلى لبنان، وجانبه الصواب مرةً ثانية فواقع الأمر هو أن قادة الجبهة اللبنانية اليمينية المسيحيين طلبوا تدخل سوريا وباركوا دخول قواتها إلى لبنان، كانت قيادات الجبهة اللبنانية على علم تام بالتدخل السوري وكان المتحفظ الوحيد شخص من خارج الجبهة.

كريم بقرادوني:
أنا كنت مع اللواء محمد الخولي إجته يبلغ الرئيس سركيس والرئيس فرنجية والشيخ بيير والرئيس شمعون عن موضوع الدخول السوري عسكرياً، طبعاً الرئيس سركيس كان متحفظ، ولكن قال شيء واحد أنا لن أعلن هذا التحفظ.

زهير دياب (كاتب ومحلل سوري):
التدخل السوري 76 الذي يركز عليه الشيخ أمين الجميل يقول أنه لم يحدث بالتوافق مع الجبهة اللبنانية المسيحية هو على خطأ كانت هناك اتصالات مستمرة مع الرئيس سليمان قد لا يكون ذكرها في خطابه وأنه صار الرئيس سليمان فرنجية قال أرسل قوات ولكن اتصال.. والرئيس سليمان فرنجية اتصل بالشيخ بيير الجميل وكميل شمعون، وكما نعرف لم تقاوم القوات المسيحية القوات السورية عندما بدأت تدخل وهذا إثبات أنه بالتوافق معها من قيادتها إثبات تام.

عمر العيساوي:
استنفر الفلسطينيون والحركة الوطنية لقتال القوات السورية ووصف ريمون إده التدخل السوري العسكري بأنه ناجم عن مؤامرة أميركية إسرائيلية ضد لبنان وتزايدت الدعوات لمواجهة التدخل.

بسام أبو شريف [منظمة التحرير الفلسطينية]:
أنا برأيي هذا هدف كان كثير نبيل وكثير مهم، ويستحق كل الاحترام، ولكن إذا كان هذا لا يعني إنك ترسم آلية حتى تصل لذلك الهدف يجب عليك إنك تصفي قوات أخرى هي حليفتك الطبيعية. شوف وين الغلط؟! يعني إذا كان هذا الهدف نبيل وهو منع اليمين من الارتماء في أحضان إسرائيل واحتضانه، مش بالضرورة يعني إنك تضرب كمال جنبلاط، وتدمر فتح، وحتى تثبتها.

عمر العيساوي:
وكان التمهيد لهذا التدخل قد تم قبل أمد بين دمشق وواشنطن وتل أبيب.

ريتشارد مورفي(السفير الأميركي في دمشق):
أسميه تفاهماً تم التوصل إليه عبر واشنطن، وأؤكد أنه لم تكن هناك اتصالات سورية -إسرائيلية مباشرة، ولكن كانت هناك خطوط حمر، أي أن القوات السورية لن تنتشر أبعد من عشرة كيلو مترات جنوب طريق بيروت -دمشق. وكما أتذكر أنه لن تكون هناك بطاريات صواريخ أو طلعات جوية سورية. الأمر الأكثر وضوحاً كان: لا تتعدوا هذا الخط جنوب طريق بيروت- دمشق بأكثر من عشرة كيلو مترات.

زهير دياب(كاتب ومحلل سوري):
توافق وتطابق بين النظرة الأميركية والسورية أنه لا.. هذه حرب أهلية لبنانية لابد من ضبطها، وأن سوريا هي المؤهلة لتلك الدور، وطبعاً كمان الاتصالات السورية- الأميركية أدت إلى إفحام إسرائيل أن التدخل السوري ليس لجعل لبنان جبهة جديدة ضد سوريا، الجيش السوري لا يدخل ذلك لمقاتلة إسرائيل، وكما لابد أنك غطيت ذلك ما عرف اتفاق الخط الأحمر مع رابين، الجيش السوري يصل فقط إلى نهر الليطاني.

باتريك سيل (كاتب متخصص بالشؤون السورية):
الأسد شعر بأنه سيتعرض للإذلال إذا لم يتدخل. كانت إسرائيل سوف تتدخل وتهزمه، وكان وضعاً أقلقه للغاية، وجاء تدخله كمحاولة لمنع قتال الطرفين، وبالتأكيد ليحاول منع الراديكاليين من دفع المسيحيين إلى الجبهة، وكان متأكداً من أن هذا سيؤدي إلى تدخل إسرائيلي.

عمر العيساوي:
اندلعت اشتباكات في غربي بيروت بين منظمة الصاعقة وقوات فتح، أدت إلى هزيمة الصاعقة المتحالفة مع دمشق، وفي صيدا دمر وغنم الفلسطينيون ثلاثة عشر دبابة سورية حاولت دخول المدينة الجنوبية. انتقدت العديد من الدول العربية تدخل سورياً، وطرحت لأول مرة فكرة توسيع قوات الأمن العربية لتصبح قوة ردع تتشكل من أكثر من دولة. وفي هذا الشهر الحافل بالأحداث اغتالت عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السفير الأميركي في لبنان (فرانسيس ميلوي) ومستشاره الاقتصادي (روبرت ويرينج) وسائقهما اللبناني، وقامت واشنطن ولندن بإجلاء رعاياهما عن لبنان نظراً لتدهور الأوضاع، وتم الإجلاء بحماية منظمة التحرير الفلسطينية التي باتت الآن طرفاً أساسياً في الصراع.
ضيقت ميليشيا النمور -الذراع العسكري لحزب الوطنيين الأحرار- الخناق على مخيم تل الزعتر، تشاركها بعض وحدات الكتائب وتنظيمات يمينية أخرى. وبدأت المعركة الأخيرة والطويلة للسيطرة عليه، وكان عسكري لبناني قد خطط أساساً لحصار المخيم.

ميشال عون (الجيش اللبناني):
أنا شخصياً أنا كنت عملت لهم خطة تطوير تل الزعتر لتحريره، وطرحت عليهن التفاوض لحتى يفتحوا الطرقات ويجردوهم من السلاح لتل الزعتر، ولكن الأمور سارت على غير ما يرام يعني، ظلت تعطي الأوامر الفلسطينية حتى يقاوموا، ظل الحصار 58 يوم بأعتقد، والحصار ما كانوا يطلعوا الفلسطينيين من هناك، وبتيجي الأوامر إن يقاوموا ويقاوموا، وبعدين بالآخر صار فيه ملل وضجر كثير وشالوه للمخيم، هلا قد يكون حصل تجاوزات بالقانون القوة مالنا العسكرية اللي كانت هناك في ميليشيا صار حصل تجاوزات. إحنا تكلفنا الصليب الأحمر حتى ييجي ينقل الفلسطينيين من المخيم إلى منطقة تانية، وهيك صار.

عمر العيساوي:
كان (داني شمعون) قائد نمور الأحرار يوجه المعركة.

جندي سابق ومسؤول في ميليشيا:
صراحة أقولها بكل شرف. لم نقتل أسيراً إلا إذا كان أحد المقاتلين تصرف من تلقاء نفسه، فذلك ممكن، أما القيادة لم تكن تسمح بذلك، كان داني شمعون -رحمه الله- يقول: إذا قتل أحدكم أسيراً سأقطع يده، سأقطع رأسه، إذا كان أحدهم يتصرف من تلقاء نفسه، أو يقول أنه من حزب الأحرار، أو ينصب نفسه مسؤولاً، كانوا يكتبون على الجدران، من هنا مر فلان.. أبو فلان، من هو فلان؟ لا نعرف. القيادة لم تكن تسمح أبداً.

عمر العيساوي:
واتهمت منظمة التحرير الفلسطينية سوريا بالمساهمة في الهجوم على المخيم.

سلطان أبو العينين (منظمة التحرير الفلسطينية):
كان موجود ضباط سوريين في غرفة العمليات، ومن هون كان فيه تبديل للموقف السوري في تلك الفترة.

عمر العيساوي:
ولكن كان هناك ضيوف آخرين عند اليمين في نفس الوقت.

إيهود يعاري:
صدف في إحدى المرات بأن أحد صغار الجنرالات الإسرائيليين وهو الآن وزير الاتصالات السيد (فؤاد بن إليعارز) أرسل سراً ليلقي نظرة عن كثب على الوضع في تل الزعتر، وكان السوريون موجودين، ولكنهم لم يعرفوا حقيقة هويته، ولكن طوال الأحداث كان السوريون يعرفون تمام المعرفة ماذا كان يجري بين الفرقاء اللبنانيين وإسرائيل، وخاصة الموارنة وإسرائيل، وإسرائيل كانت تعرف ما يجري بين الموارنة وسوريا. طبعاً بعض الأمور بقيت خافية على الطرفين، ولكن سوريا وإسرائيل كانت لديهما فكرة واضحة عما يجري ومدى تورط الطرف الآخر. كان للسوريين والإسرائيليين مصلحة مشتركة مستمرة بشكل أو بآخر إلى يومنا هذا، وهي الحد -على الأقل- من سلطة وسطوة السيد عرفات وخاصة في لبنان.

عمر العيساوي:
استمرت القوات السورية بالزحف نحو بيروت، ووجدت القوات المشتركة نفسها تحت ضغط عسكري خطير، بينما أخذت القوات اللبنانية -التي أسسها بشير الجميل كالذراع العسكري للجبهة اللبنانية -تتقدم مقابل تراجع اليسار والفلسطينيين. وجد ممثلو جامعة الدول العربية بشير الجميل شخصاً صعب المراس.

العميد عبد الماجد حامد خليل (قوات الأمن العربية):
أنا اجتمعت مع بشير الجميل عديد المرات، كويس؟ كنا نأتي نذهب إلى.. وهذا يكون أحسن، جميل فعلاً.. يعني نذهب إلى بيروت الشرقية ونجتمع، لأنه إحنا كنا نعتقد على أن بيير الجميل كرئيس لحزب الكتائب، وتنظيمه هو التنظيم السائد في المنطقة الشرقية، ولأنه رجل برضو حكيم بأمانة يعني لم يظهر لنا أي نوع من التعنت، بل كنا عندما نطلب منه أشياء تتعلق بسلام لـ pockets معينة هو كان يوافق.
لكن يبدو أنه القوى بالرغم من أنه كان يقودها ظاهرياً فؤاد طومسون، يعني ما قادر أتذكر بالظبط.. لكن بشير الجميل هو كان قائد قوات الكتائب كان متشدداً جداً بأمانة، إحنا نصل عشان نتناقش ويتناقشوا معانا، (أليكس)، (كريم بقرادوني) هؤلاء يعني كانوا معقولين، ولكن لما يدخل بشير الجميل أول حاجة هو كان يعني. مع الأسف يعني هو طبعاً دلوقتي راح، لكن أولاً: ما يجلس معانا مدة طويلة، وهو واقف يتكلم ويبدي الرأي، يعني هذا مثلاً.. تل الزعتر هذا، هذا تل الزعتر هؤلاء ما عارف.. كده.. بهذه الطريقة، يعني تشعر بأنه هو لا.. لا يلجأ لأي نوع من الوفاق، أو يرى السلام.
يعني ممكن يتم بالطريقة السلمية، ولكن يؤمن بالقوة، ويؤمن بتصفية العدو، هذا ما كان يعني صار لنا، بعكس أمين الجميل.. كنا حينما يشتد الموضوع ونجد أنه لا طريق.. وإحنا دائماً نقول لأليكس الجميل: Better نتناقش مع أمين الجميل، Better نتناقش مع بيير الجميل، ولكن بشير الجميل كان –يعني- رجلاً صعباً جداً، ولا.. يؤمن بالسلام بأمانة يعني.

عمر العيساوي:
ووصل موفد أميركي جديد هو (تولكوت سيلاي) واستمرت الحرب. كان العد العكسي لمخيم تل الزعتر يوشك على الانتهاء.

العميد عبد الماجد حامد خليل (قوات الأمن العربية):
الجو رهيب، حرارة.. يعني حتى الشتا.. يعني أنا أقول لك بدون مبالغة: الشتا هذا ممكن يكون يشتكي إلى طوب الأرض من اللي حصل، من الضرب العنيف اللي حصل في تل الزعتر.

عمر العيساوي:
أخيراً سقط مخيم تل الزعتر بعد حصار استمر اثنين وخمسين يوماً، وارتكبت الفظائع بحق سكانه، وتراوحت تقديرات أعداد القتلى بين المئات وألفين وخمسمائة قتيل.

جندي سابق ومسؤول في ميليشيا:
كانت هناك الكثير من الدهاليز، كان صعباً وكان هناك مقاتلون شرسون في تل الزعتر، لو وصل التموين إلى تل الزعتر لما سقط، ولكن التموين خف عنه كثيراً، وكان الضغط عليه شديداً، كان خطراً فعلاً ومليئاً بالألغام، وفيه خنادق تخترقه تحت الأرض، كان معداً من سنوات، بالتأكيد حصلت مجازر. أنا رأيت الكثير من القتلى في تل الزعتر، ولكنها حصلت -كما أخبرتك- أشخاص تصرفوا من تلقاء أنفسهم، أحدهم قتلوا له أهله مثلاً، فيقول: أنا عضو في حزب الأحرار أو الكتائب أو التنظيم، يقول.. يدعي، قد يكون فعلاً عضواً في الأحرار، أو التنظيم. لا أعرف. القيادة لم تكن تسمح أبداً. أنا حافظت على 25 طفلاً مع نساء، وأمرت مقاتلاً بأن يأخذهم إلى مكان آخر. دخل مقاتل آخر من نافذة وأخذ إحدى النساء وقتلها، لم يقتلها أمامي، لا أعرف إلى أين أخذها وقتلها، أنا عرفت عندما قالت لي امرأة أخرى كانت معها: أن مقاتلاً دخل من النافذة وأخذها وقتلها، لكنني هددت المقاتلين بقطع يد من يقترب من طفل، كان هؤلاء الأطفال يلتقطون الخبز من الأرض ليأكلوه، أنا عندي ضمير ووجدان وأطفال. حزنت كثيراً لحالة هؤلاء الأطفال، تصور أن يقتل طفل أمامك، هذا أمر ممنوع.. ما علاقة الطفل؟!

ميشال سماحة:
أنا أحمل المسؤولية الأولى والمباشرة في كل نقطة دم جرت في تل الزعتر وفي محيطه من اللبنانيين للقيادة الفلسطينية.

جوزيف أبو خليل:
لا أدري إذا كان من السهل في ذلك الحين على ياسر عرفات أن ينقل هذه الآلاف من سكان مخيم تل الزعتر عبر خطوط التماس، أشك في ذلك.

جورج حاوي:
أنا لا أعتقد أنه كان بإمكان ياسر عرفات أن يقوم بشيء عسكري لإنقاذ تل الزعتر ولم يقم به، كان بإمكان ياسر عرفات وبإمكاننا أن نقوم بشيء سياسي لإنقاذ تل الزعتر، وقد عرض الأمر ولكن الثمن الذي طلب كان كثير، أترك للمستقبل البحث إذا كان الثمن الموافقة على الخطة النقيضة البديلة عن اجتياح تل الزعتر كان يمكن أن يكون هو الحل، طرح البعض بما في ذلك في قيادة الثورة الفلسطينية يعني التفاهم مع سوريا حول موضوع تل الزعتر، وبالتالي القبول بالشروط السورية ثمناً لفك الحصار من تل الزعتر.

عمر العيساوي:
مجدداً طرح اليمين على لسان بشير الجميل مبدأ لبنان أولاً الذي كان يتعارض مع تطلعات اليسار والفلسطينيين القومية.

بشير الجميل (قائد القوات اللبنانية):
علينا نحن اللبنانيين أن نجد طريقة للتعايش على أرض بلد واحد، ولكن يجب علينا أن نستحصل من كل اللبنانيين على تعهد بالولاء للبنان أولاً دون التفكير بالمصالح السورية والمصالح الليبية والمصالح المصرية في لبنان علينا جميعاً أن نكون لبنانين نفكر بلبنان وبمصلحته بغض النظر عن مصالح جميع الدول العربية أو أي طرف في لبنان.

عمر العيساوي:
استمرت الجهود العربية لإنهاء حرب لبنان إلا أن اللقاءات التي جمعت الفلسطينيين والسوريين والرئيس اللبناني سركيس والتي رعتها جامعة الدول العربية باءت بالفشل، أدى إلياس سركيس قسم الرئاسة بحماية القوات السورية في أحد فنادق بلدة (شتورة) في البقاع بينما قاطع ثلث النواب الجلسة، في هذا الوقت صبت سوريا جام غضبها على القوات المشتركة بعد هجوم فلسطيني على أحد فنادق دمشق تنصلت منه منظمة التحرير، هاجم الجيش السوري بمعية القوات اللبنانية بضراوة القوات المشتركة الفلسطينية اللبنانية واحتفل اليمين اللبناني بالانتصار.

العميد عبد الماجد حامد خليل (قوات الأمن العربية):
إحنا بنفتكر أنه لولا وجود قوات الأمن العربية في ذلك الوقت في أول مطلع يونيو لكان الحصار السوري أَثَّر جداً على المقاومة الفلسطينية جميعها، وكان ما عندها مفر في أنه ما أعرف كان حصل يعني يحصل شو.. هل تستلم؟ هل… كدا؟

عمر العيساوي:
تدخلت الدول العربية التي لم تشأ أن ترى سوريا تهزم منظمة التحرير، فعقدت قمة مصغرة في الرياض مهدت لمصالحة مصرية سورية، إذ كانت مصر تدعم منظمة التحرير.

كريم بقرادوني (القوات اللبنانية):
واضح إنه منذ حرب تشرين بدأ يتضح عصر جديد هو عصر النفط، يعني العصر السعودي لها السبب كان قدرة السعودية في تلك اللحظة كبيرة على إنه توزع الأدوار العربية. لا شك إنه سوريا كان بيهمها من السعودية أمرين، الأمر الأول: أن توافق السعودية، يعني لما توافق السعودية معناتها وافقوا العرب على إعطاء غطاء عربي للوجود العسكري السوري في لبنان، هذا الهم السوري الأول. وثانياً: تقديم مساعدات اقتصادية من قبل السعودية لسوريا.

عمر العيساوي:
واستمر كمال جنبلاط يطالب بإنهاء الاحتلال السوري للبنان كما وصفه، رغم أنه كان يدرك حقيقة ما ستؤول إليه الأوضاع.

ألبير منصور:
كان حضر الاجتماع كان وزير الخارجية يومها الرئيس الحالي اللي هو بوتفليقة الرئيس بوتفليقة، كان وزير الخارجية للجزائر يومها، وطلب من الرئيس هواري بومدين إنه يخبرنا بكل المساعي الجزائرية، وإلى أين وصلت، وبالنتيجة شو ماذا سيحصل، فأبلغنا بشكل واضح وصريح كل المسعى الجزائري لمحاولة يعني المساعدة، لمساعدة اللبنانيين، ولكن بالنتيجة سيدخل.. قوات الردع العربية ستدخل إلى لبنان، ويدخل الجيش السوري، وبالتالي فيه موافقة دولية، و.. أخبرنا بالقصة كاملة شو بِدّه يحصل بدون..

عمر العيساوي:
شكلت قمة عربية عقدت في القاهرة قوة الردع العربية رغم معارضة العراق، فقد أَقّر العرب أن سوريا باتت لاعباً أساسياً في لبنان.
قاسم جعفر (خبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية):
كل الهدف كان أولاً: عدم أو الحؤول دون ظهور دخول القوات السورية إلى لبنان، وكأنه تم فقط بغطاء أميركي، وبالتالي اشتمال هذا الغطاء على نوع من الغطاء السياسي العربي، وثانياً: رمزيّاً كان مهماً بالنسبة للمقاومة الفلسطينية أن لا تواجه بالقوات السورية فقط في لبنان، بل أن تكون هذه القوات مُشّكلة ضمن مظلة عربية وتضم وحدات -ولو كانت رمزية- من دول عربية أخرى حتى تستطيع القيادة الفلسطينية- كلما دعت الحاجة أو دعت الضرورة- أن تعود إلى الجامعة العربية، وأن تعود إلى الإطار العربي الأوسع، وتحديداً إلى المملكة العربية السعودية وبشكل ضمني إلى مصر، وبشكل ضمني آخر إلى العراق كـ..يعني –إذا صح التعبير- كـ Shock Absorbers كصمامات أمان.

العميد عبد الماجد حامد خليل:
المهم يمكن هُمّ وافقوا على قرار الأمة العربية باعتبار إنه قرار جماعي لا يمكن يعني، ولكن كل الخيوط -لابد أن نقول الحقيقة- كل الخيوط كانت عند سوريا، وسوريا إنه هي اللي يمكن أن تحل هذا الموضوع.. يحل هذا الموضوع أو لا يحل، القرار بتاع الجامعة العربية سوريا طرف في النزاع، كويس؟ لبنان طرف في النزاع، فإذن القوتين دُوُل أنا يعني شبه بأطلعهم باعتبار أنه هم ما محايدين، كويس؟ القوتين ما محايدة، لكن ما تقدر الجامعة العربية تتخطى سوريا في هذا الموضوع، لأنه لو تخطتها يبقى معناتها الموضوع ممكن يتعقد أكثر، ولكن أدبياً وسياسياً ودبلوماسياً وجودها مع القوة العربية هذا يديها يعني يفرض عليها التزامات كثيرة جداً.

عمر العيساوي:
كان تعاون اليمين مع إسرائيل قد بدأ في جنوب لبنان وكانت دوريات الطرفين تسير متقابلة ومتناغمة، إذ كانا يتخوفان من التواجد الفلسطيني المسلح في الجنوب، شكك كمال جنبلاط في إمكانية أن تكون القمتان العربيتان قد وضعتا حداً للحرب.

كمال جنبلاط:
لقد سجلت الحركة الوطنية اللبنانية في البيان الذي أصدره مجلسها السياسي المركزي مساء الأربعاء 20/10/1976م موافقتها القاطعة على قرار وقف إطلاق النار، الذي تضمنه الاتقاف الصادر عن المؤتَمَرين في الرياض.. عن المؤتَمِرين في الرياض، ومع ذلك فالحركة الوطنية تشك الآن في أن يحمل الالتزام المعلن من جانب كافة الأطراف بوقف إطلاق النار نهاية حاسمة للأحداث.

عمر العيساوي:
لكن اليمين اللبناني اعتبر أن الحرب انتهت، وتصرف العرب على هذا الأساس، ففي بيروت انتشرت قوات الردع العربية التي شاركت فيها قوات من الإمارات والسعودية والسودان، وفي وقت لاحق اليمن، إضافة إلى القوات السورية التي كانت تشكل الأغلبية.

فواز طرابلسي (نائب الأمين العام -منظمة العمل الشيوعي):
أنا.. أنا من الذين يقولون: أن تسمية حرب السنتين كأنها نزاع مسيحي فلسطيني لا يعكس الوضع الحقيقي، كان للحركة الوطنية دور كبير في حض وزج أطراف من المقاومة الفلسطينية للمشاركة معنا في الحرب.

عمر العيساوي:
اعتبر كثيرون أن الحل السوري بغطائه العربي وضع حداً للحرب الأهلية اللبنانية، وللدلالة على ذلك سميت بحرب السنتين.