سميح شقير/ فنان وموسيقي / دروب
دروب

بقايا حلم ج2

على ضفاف الحلم والفكرة، قد ينحسر المد يوما وقد يختلط الوهم بالحلم. سميح شقير بين دفء القصيدة ولهيب الألحان يروي وجع البداية مع الأغنية الملتزمة في جزئها الثاني من دروب.

– الجمهور وسميح شقير
– الفضائيات.. دورها ومسؤوليتها

– سميح شقير.. المسيرة الغنائية

undefined

[مقطوعة غنائية]

الجمهور وسميح شقير

[تعليق صوتي]

الجمهور في المعادلة الإبداعية عنصر مهم جدا ومربك جدا في ذات اللحظة, أهميته أنه يعطي القيمة النوعية لإبداع الفنان بعدا كميّا وذاك يتجلى عندما يعرض عن فنان ما رغم اكتمال عناصر فنه أكاديميا ونقديا, فأين يقف الجمهور من سميح شقير الآن وماذا يقول هو عن الجمهور؟

سعيد البرغوثي- ناشر: يقول رسول حمزة توف في كتابه الجميل باكستان بلدي إذا شئت أن تتعرف على قوم أو بلد فاستمع إلى أغانيهم.

مشارك أول: سميح شقير؟ لا.

مشارك ثاني: بأسمع عبد الحليم، أم كلثوم، فيروز، كاظم الساهر.

مشاركة أولى: بأسمع فيروز أو عمرو دياب والشرائط الجديدة يعني.

مشارك ثالث: بس إنه هيك العالم هيك الـ(Generation) الجديدة هيك بدهم.

مشاركة ثانية: هلا ما مثل هلا كل الأغاني اللي طالعين إنه يعني مثلا.. هادول الأغاني الهابطة بالمرة يعني بأسمعهم يعني بس كأغاني أقعد أسمعه هيك إنه المطربين المعروفين ولهم أغاني حلوين ولهم(History) قبل هيك كما أنه جداد طالعين يعني.

مشارك رابع: بأعتقد كل شيء (Commercial) عم ينحط على الـ (T.V) عم بينحط على الراديو بيطور الراديو بيطور (T.V) بتسمعه بس تمضيه وقت أو هيك شغلة يلهي فيها الواحد حاله بس مش أكتر.

مشارك خامس: الأغنية يعني دينية أو الشيء هيك بأسمع فيه وسامع كمان.

المعلق: شو بتسمع منها؟

مشارك خامس: ما بعرف, بأسمع في شاب بحضره على الـ (Dream TV) بيغني أشياء دينية مع موسيقى بس.

المعلق: بتسمع فنان اسمه سميح شقير؟

مشارك خامس: أيوه هو هذا اللي بأحضره هو هذا.

المعلق: سميح شقير وين بيجي؟

مشارك خامس: بأعتقد على الـ (Dream TV).

المعلق: بتتذكر أشي من أغنيته؟

مشارك خامس: لا والله في أكيد الله بس ما بتذكر أكتر.

سعيد البرغوثي: فجمهور سميح شقير هو جمهور واسع فعلا وبالمصادفة أمس كنا نسهر في أحد المقاهي مع سميح وكان مجموعة من الشباب لمحوه من بعيد فجلسوا على الرصيف وأخذوا يرددون بعض أغانيه.

مشاركة ثالثة: والله أنا صار معي شغله, كنت ببلده فخطر لي إنه بدي اشتري كاسيت لسميح شقير, فاللي صار إنه ما حدا بيعرف إنه مين هايده, أنا استغربت لأنه أنا بسوريا قلت أكيد راح ألاقي كاسيتات يعني وين مكان فما بيعرفوه حتى, عرفت شو فبتخيل سميح شقير يعني رغم هيك وصل لقلوب كتير من الناس بكافة الدول العربية.

سميح شقير: لا الحقيقة أنا مدين للناس.. مدين للناس رغم إنه يعني لا شك بأنه ظاهرة هاي الأغنية اللي اندلعت بالثمانينيات يعني خف وهجها من حيث التواجد يعني هي لم تعد تتواجد وما عاد صار في جسور بينها وبين الناس, لكن صدقني كلما كان هناك لقاء كان ترجع إشعاعات نفس الحالة تظهر وأكتر من هيك إنه يعني أحيانا غبنا سنين عن ساحة معينة وعدنا لها فوجدنا شباب يعني شباب من اللي ما عاشوا معنا نفس الفترة ولا عاشوا نفس هاي الهموم, لقيناهم ملتقطين نفس الأغاني اللي هي لا تُبث في الإذاعات إلا ما ندر, لا ترى لها محل في التلفزات الأرضية والفضائية إلا أكتر من ما ندر ومع ذلك تُلتقط من قِبل الشباب بيرددوها, هذا بينعش حقيقة وبيخف من مخاوفك من مستقبل أغنية لها فكرة، تبحث دائما عن قضية، تبحث عن هَم وعن فرح حقيقيين, ما عندي مخاوف شديدة من المستقبل لطالما الجمهور كان وفي ولطالما عبر بالشارع بالهاتف بالإنترنت بكل الوسائل, بالعكس جمهورنا يعطينا بيجوز أكتر من حقنا وإن خذلنا فكان موقف من نكران الإعلام العربي.

[تعليق صوتي]

الفضائيات.. دورها ومسؤوليتها

غالبا ما تُعلق الاتهامات على مشجب الفضائية لأنها بنظر الكثرة من المراقبين سبب الاختلال في ميزان الشهرة والجدارة الفنية, فهل ينظر ضيفنا إلى دور الفضائيات على أنها مؤامرة تحاك ضد تجربته؟

"
الفضائيات لا تدير مؤامرة ضد تجربتي، ولكن وحدة المنهج الإعلامي العربي دون سابق تحضير وبدون أي اجتماعات تحضيرية ليرسموا منهجا مشتركا للخطاب العربي
"
  سميح شقير

سميح شقير: يعني هي القصة أكيد مو مؤامرة علينا لا مو هيك الفكرة, لكن شيء أطرف من هيك اللي هو أنه وحدة المنهج الإعلامي العربي دون سابق تحضير, يعني يا سبحان الله عرفت كيف أنه بدون أي اجتماعات تحضيرية لأنه يرسموا منهج مشترك للخطاب العربي عرفت كيف بالمنابر السياسية, أم الثقافية, أم شو بدك؟ الإعلانية بدك, الترفيهية سبحان الله هناك توافق غريب ويصر على تخلفه، يعني أنا أقول بالصوت العالي أنه هذا إعلام ما يزال متخلف عن ركب الحضارة ويعني مو مجال هلا نبحث كثير في الإعلام، بيجوز يكون لنا وقفة معه لأنه بيستاهل, لكن ذكرت عن القنوات.. الخاصة القنوات الخاصة يعني وإن امتاز بعضها وأخذ خط ما ولكن هاي الامتيازات أجت سياسية إخبارية يعني وقلما اعتنت بالجانب الثقافي أو الفني, يعني اللوحة بهذا الشكل أما القنوات الخاصة والفضائيات الخاصة الفنية فأوغلت بعيدا يعني اشتغلت فينا مليح يعني, اشتغلت بأنه صارت هي المرجع الوحيد للأغنية مثلا الأغنية تُفبرك وتُشغل في معاملها الخاصة, عرفت كيف؟ وتُقدم عبر عدة محطات تشكل واجهتها الإعلانية والذهنية اللي عم تولد هذه الأغنية هي ذهنية أقل ما يقال عنها أنه ذات طابع تجاري, عرفت كيف؟ يندر أن تجد أغنية حقيقية تلامس هَم أو توسّع الموضوع, تخيل معي أغنية عربية تتمحور كلها حول موضوع واحد, يعني يندر.. يندر أن تجد أغنية تتحدث عن موضوعات أخرى يعني بيحسها الإنسان وبيعيشها. كلنا ندرك أنه ثقافات الأرض من حولنا وتلفزات الأرض من حولنا وأنه الأغنية ليست بالشيء العابر يعني بحياة الناس, تستطيع أن تُقدم للجمال تستطيع أن تُقدم للمعرفة تستطيع أن تقدم للدفء الإنساني من خلال ملامستها للتفاصيل الإنسانية, قد إيش تدخل للتفصيلة الإنسانية, قد إيش تصل إلى الخاص, قد إيش ممكن تصل إلى ما هو أكثر عمومية ومع ذلك لا ينتبه إلى هاي القصة.

مشاركة ثالثة: لأنه فيه ناس ما يخصهم بالفن وصلوا وحلقوا كمان لأنه الإعلام كثير خدمهم وعرف كيف يطلعهم, فسميح شقير بتعرف أنه وضعه المادي عادي حتى وقت إلى معدوم ممكن.

[تعليق صوتي]

بنظرة متفحصة نجد الأغنية الدارجة تسبق غيرها مما يسمى الألوان الجادة لسهولتها أولا ولدورانها في الغالب حول محور البساطة التي لا تكلف سامعها عناء فهمها والغوص لإدراك مراميها, فلم يُلام جمهور لا يريد أن يقضي عمره متوتر في فهم معاني متراكبة والبقاء في أجواء الحزن المرتبطة غالبا بفنون اللون الجاد؟

سميح شقير: لأنه يمكن إذا بدنا نفسر يعني هناك مئات الخطوط الحمر عليها أن تجتازها الأغنية لتُبث على كل الـ.. فالأغنية الحقيقية بتلامس هَم, فيه حدا دائما مو مع في أنه يوصل هذا الهَم, دائما مع أنه المذيعات يطلعوا ما يشوف بعيونهم هيك فرح الدنيا أنه ما فيه شيء بالدنيا أبدا يعني بنتخيل أنه هذا عالم سحري اللي عم بنعيشه وهادول بيعبروا عنه, فيه خديعة كبيرة، خديعة كبيرة نحاول عبر أدواتنا أن نقترب من حقيقة واقع نعيشه.

مشارك سادس: لا كان عنده محاولة بهالشيء الشريط الزماني عمل محاولة وعم بأقول لك مش كل الجمهور تقبّله وهون طبعا أنه شغل الفنان, اللقاءات الإعلامية, الطلات الإعلامية أو اللقاءات مع الشباب.. توضيح إذا كان فيه التباس بهالموضوع, انعمل جهد وبفتكر الجمهور صار عم بيتقبل لأنه حسب الخانة اللي انحط فيها أنه هالأغنية إنسانية مش محصورة بقضية معينة.

سميح شقير: لنا بعض المساهمة في الفرح, الحقيقة كثر الأحزان لم يعطنا الكثير من الفرح يعني نبحث عنه بحث لحتى نجده لأنه فيه محاولة لرسم صورة حقيقية, طيب ما هو هذا الواقع؟ أما هناك أنماط هلا بتقدم لك يعني دبيكة من هون لوين ما بدك, عرفت كيف؟ تحس الدنيا كلها دبكة وفرح وأنا عم بألمس حقيقة أنه فعلا استمزاج هذا النوع من الأغاني هو شكل من الأشكال الهروب حتى يعني, أنه الناس تعبانه طيب يعني تعبانه من حكي السياسيين تعبانه من الأحداث اللي بتوفشها اللي بتسمعها من الأخبار ولا بتقرأها ما بتلاحق تقرأها, يعني شيء فظيع بيصير بالدنيا لذلك فيه مشروعية لأنه الناس تشكل حالة من الهروب.

[تعليق صوتي]

سميح شقير.. المسيرة الغنائية

بعد أكثر من عشرين عاما من الانطلاقة وأغاني وصل عددها مائةً وخمس وسبعين أغنية, ما الذي يراه سميح شقير محتاج إلى التعديل في مسيرته وتحديدا في تجربته الغنائية؟

"
ما يحتاج إلى تعديل في مسيرتي الفنية تقنيا وفنيا الكثير، فأتمنى أن تكون هناك ظروف تقنية أفضل وتسجل الأغاني الخاصة بي باستوديوهات ويتم التوزيع بشكل أفضل
"

سميح شقير: تقنيا وفنيا الكثير الحقيقة يعني معظم نتاجنا كنت بأتمنى إنه يكون ظروف أفضل تقنية، يُسجَل باستديوهات وبيأخذ وقته ويتوزع بشكل أفضل, لكن هي الظروف يعني هاي تجربة إلها خصوصيتها إنه يعني كان لابد إنه نقول لكن ظروف إذا بننتظر ظروف طبيعية يمكن كنا صمتنا طول الفترة, يعني ماشي الحال, يعني وصلنا بـ (Quality) بيجوز غير منافسة على الإطلاق تقنيا, لكن ربما قدرنا نوصل صوتنا ورؤيتنا، كان لابد من دفع هاي الضريبة يبدو على إنه كموضوع.. لا أنا يعني أعتز كثيرا بهذا التنوع في الموضوعات اللي يعني قُدم خلال أزمنة طويلة, ما يحضرني أي شيء يعني إنه بأرغب شطبه مثلا، بالعكس حتى في موتيفات هيك يعني أشياء مسويها يعني اللي يسموه مكتملة وإلها عندي كل الهيك الحميمية بيني وبينها.

مشارك سابع: أظن وهذا صارت الحياة عندنا بلبنان إعادة توزيع إن عشت فعش حراً.. وأعطت صدى كثير جميل عند الشباب وصارت يعني رجعت في الناس ويسمعوها يطلبوها على الإذاعات أو يعني كل شيء بترجع بتعيد توزيعه بترجع بتعيد له الروح.

[فاصل إعلاني]

[تعليق صوتي]

لأننا لمسنا في ضيفنا شجاعة استثنائية فقد دفعنا ذلك لسؤاله عن أهم الانتقادات التي يمكن أن توجه إليه.

سميح شقير: لا أنا عندي كثير، لو كنت صحفي كنت لأني عارف بخطايا الأمور فأكيد هناك ما يمكن نقده في تجربتنا إنه يعني عفوية زيادة, عارف كيف وهاي العفوية انعكست بإنه ما في برمجة لشيء يعني ونشر هاي التجربة لإليه كثير أهمية، مثلا اللي بيعتنوا فيه الآخرين نحن بالنسبة إلنا ما يزال بدائي بدك تقول، يعني نعمل سي دي مثلا نطرحه كنسخة مفردة للشارع ويتناسخ بشكل يعني عشوائي عارف كيف وهذا يؤثر طبعا على الـ (Quality)، فيه ملاحظات كثيرة عندي يعني مستوى الإداري.. إدارة تجربة كان ممكن تقطع أيضا مسافات أطول وتصل لناس كُثر أكثر لو كان في إدارة لهاي التجربة, أنا يعني ماني بيجوز كفء بهذا المجال الإداري, أحاول جهدي ولكن لسه ما دخلنا بترتيب هاي المواضيع, إضافةً إلى أنه في الجانب الموسيقي إذا بدك، بالجانب التوزيعي هناك نقض على تجربتي, لو كان إلي الإمكانية لأعيد إنتاج معظم أعمالي وفي فكرة إنه حال توفرت الإمكانيات مختارات من.. مش من هاي التجربة يُعاد توزيعها موسيقيا لتأخذ فرصتها من الموسيقى يعني تنخدم وبالتالي تصل الفكرة أكثر وبتصمد مع الزمن أكثر.

[تعليق صوتي]

في حديث أجري معه لإحدى الصحف أفاد أنه يعكف حاليا على تلحين بعض قصائد لأشهر شعراء التصوف الإسلامي عمر بن الفارض والحلاج وبالطبع كان سؤالنا لفنان لا يخفي هويته اليسارية عن تفسير هذا التزاوج بين نقيضين.

سميح شقير: أجد صلة ما بين الثوري والصوفي, يعني يمكن هاي الموضوع بحاجة لمزيد من التعمق فيها ما لازم أجاوب عليها سريعا, لكن بالآخر ما يجمعهم ما يجمع هذا الصوفي مع تجربتي هو الإناء الثقافي, يعني والمرجعية اللي إذا بدك تعود للمحات حارّة وإلى هيك معنى خاص بثقافتنا اللي في لإلها جرس موسيقي أيضا تداخل مع الموسيقى عبر النص يعني, فالتجربة الصوفية إلها مكان مميز الحقيقة وأيضا داخل هاي النزعة الصوفية أنا بأحس هناك ما هو ثوري، هناك ما هو ثوري بالرؤية يعني الكل ينظر هنا فتجد هذا الصوفي ينظر للأشياء من نظرة أخرى, أيضا النظرة الثورية بشكل عام هي تتمتع بزاوية رؤية مختلفة للأشياء وأيضا هاي النصوص اللي اخترتها هي ذات فنية عالية وهي ذات إرث ثقافي عظيم فتناولتها وبأشعر بأنه هي كثير منسجمة مع هذا البحث الثقافي، يعني إلا إذا أنت مأطرني مثلا داخل السياسة فحسب، لا خليني أقول أن تجربتنا هي تجربة ثقافية إلى تدرجها اللوني بتعبيره عن فسحات الحياة ولكن كل ما هو داخل فسحة الثقافة هو فسحتنا وبأمل أن نمتد أيضا أكثر بالتعبير عن هاي المساحة.

[تعليق صوتي]

عام 1982 انطلق الشاب ذا الخمسة والعشرين عاما في باكورة أغانيه لمن أغني واليوم نسأل سميح شقير لمن يغني؟

مشاركة ثالثة: للناس الوطنيين، للناس الملتزمين، الناس اللي بيعرفوا قيمة الفن، بأتخيل أن هاي الناس اللي وصل لقلوبهم أكثر سميح شقير.

مشارك ثامن: حسب يعني معلوماتي وحسب اللي بأشوفهم من الجمهور اللي عم بيحضر له حفلاته بمعظمهم مُسيَسيين يعني.

سميح شقير: أنا أصبحت الآن في قلب الأغنية, يعني لا أسأل نفسي لمن أغني؟ يعني بالبداية بيجوز سألت نفسي وحددت خياراتي ومساري, لكن فيما بعد أنا أصبحت كنقطة ما داخل هذا التيار اللي صنعته وصنعت جزء منه وأيضا يحيط بي تجارب أخرى بتشكل هذا التيار, أنا اندفع داخل هذا التيار اللي تحدد ملامحه انتمائه للناس, لملامح الناس, للهموم والأفراح, للحقائق المبتعد عنها, عرفت كيف؟ للمحظورات إذا بدك, لكل ما يمس الحقيقة بشعر بيشكل جاذبية بالنسبة إلي رغم ما يحيط من متاعب لنص أو لأغنية يعني تدخل في الخطوط الحمراء, لكن أنا بأحس حالي غير معني وأنا عم بكتب أنا عم بألف أفترض الحرية.. أفترض الحرية, لكن للحقيقة أيضا إنه تبقى هاي الحرية مشروطة لأنه داخل رؤوسنا مهما نقينا.. حاولنا ننقي أدمغتنا من الشرطة والعسس والرقابة والـ.. لكن لا شك أن.. لنكون حقيقيين أيضا هناك داخلنا شيء ولكن أحاول بكل ما استطعت من قوة أن أتخلص من هذا الرقيب ومن هذا المخبر لأقول فكرتي بكل وضوح وللنهاية.

[تعليق صوتي]

بقي أن نسأل بعدما يقترب من خمسة وعشرين عاما من بداية التجربة وميلاد الحلم, ما تبقى من هذا الحلم؟

سميح شقير: الحلم نفسه, لأنه إذا دققت بالأمر تجد أنه لم يتغير شيء جوهري من بداية الرحلة حتى الآن فيما يحيط فينا. منطقة نسيها الزمن في المتغير وبالتالي فالإشكالات والهموم هي ما تزال بجوهرها موجود, لكن أنا بأقول لك إنه الحلم نفسه لأنه لدي ما اعتز فيه.

مشارك سابع: أظن أن الحلم الكبير لجميعنا هي فلسطين.. العودة إلى فلسطين, تحرير فلسطين, القضايا العربية جميعا من كل الأقطار من الخليج للمغرب العربي, لكن هي القضية أهم شيء وهذا الشيء بيجمع بين كل الجيل الطالع والجيل القديم هي القضية اللي بتتمحور حوله العنوان الكبير هو فلسطين واللي هي أصغر بشوية هي التخلص من ها الاتكالية على الآخر.

مشارك ثامن: وضع الصراع العربي الإسرائيلي لا زال موجودا, وضع القمع في العالم العربي لا زال موجودا, فهو إجمالا بيطال ها المواضيع هذه بشكل عام بالإضافة إلى مواضيع أخرى يعني.

سميح شقير: عندما دخلت هاي الأغنية ذاكرة الناس, عندما أجدها مختزنة في وجدانهم أدرك بأنه ما كان بُدء فيه يجب أن يستمر وما في مشروعية للانتقال إلى أي نقطة أخرى طالما سمعت أغنيتنا تتردد من السجون.. من غياهب السجون ليقول القابعين هناك

هاي يا سجّان

هاي يا عتم الزنزانة

عتمك رايح ظلمك رايح

نسمة بكرة ما بتنساني

وسمعناهم عم بيقولوا

إن عشت فعش حرا أو مت كالأشجار وقوفا.. وقوفا كالأشجار ولو يرموك بالعتمة لوحدك بين جدرانك

عشب جواك راح يطلع ويظهر غصن وجدانك

معك ضفرك, يا ها الأشعار راح تحفرها حيطانك

وأنت الحر لو بالقيد ومنك خوف وسجّانك

هذا ما سمعنا.. سمعنا الناس عم بيغنوا هاي الأغاني وصلت ها الأغاني إلى المكان الذي يجب أن تذهب إليه لتشكل حالة فعل لتوسع طاقة الزنزانة, ربما أستطيع أن أجزم لكثير من الوثائق أن شيء من هذا قد تحقق، وقت أغانينا بتكون تعتصم مع المعتصمين وتضرب الحجر مع ضاربي الحجر وموجودة في الشارع, هذه القيمة تقول لي بأن ما أُنجز كان مهم.

سعيد البرغوثي: أنا لا أرى أن سميح قد انهزم, من هنا يأتي هذا التقييم لتجربة سميح لأنه لم ينهزم ما زال متمترسا في موقعه واعتقد أنه لو شاء أن يصطف مع النقيض لكان استطاع وبالتالي ربما كان أكثر شعبية وأكثر حضور وأكثر معرفة.

[تعليق صوتي]

بين تقاطع الأحلام والدموع واندلاج صبحها واحتشاد أشواكها نكمل المسيرة في الحلقة القادمة مع حالمين آخرين ودروب كانت ذلولا حينا وحينا عصية على المسير.