يارا صبري/ ممثلة
دروب

الاهتمام بالإبداع النسوي الدرامي ج2

تستمر هذه الحلقة في طرح التجربة الدرامية التي أبدعتها النساء أو التي يدور موضوعها عن النساء، حيث يتم رصد إرهاصات ولادة الإبداع النسوي الدرامي في دنيا الإنتاج التلفزيوني.

– تغيير الواقع والواقع المتغير
– الإبداع محملا بالقضايا
– الفن بين الإحساس والتعبير

[تعليق صوتي]

undefined


مازلنا مع التجربة الدرامية التي أبدعتها النساء أو التي يدور موضوعها عن النساء حيث انتهينا في الحلقة الماضية إلى رصد الاختلاف على مبدأ تسمية الدراما النسوية بهذه التسمية، بين معارض لها إطلاقا وقابل لها على أنها أمر واقع ورصدنا إرهاصات الولادة الجديدة لهذا التيار اللافت في دنيا الإنتاج التليفزيوني وقبل أن نكمل البحث في بقية المحاور استوقفتنا شهادة جريئة مفاجئة من كاتبة لعلها تعتبر الآن من أهم الأسماء المرتبطة بظاهرة الدراما النسوية وهي تضع النقاط على الحروف في تعاملها مع قضايا المرأة في كتاباتها.

دلع الرحبي– كاتبة دراما: أبدا ما فكرت بموضوع الكتابة من أجل أن أدافع عن همّ المرأة وخليني يعني كمان يعني أقول زيادة يعني ويمكن هي تكون مفاجأة أنه أنا يعني على الصعيد الشخصي أنا غير معنية إطلاقا بقضية المرأة يمكن لأنه موضوعة المرأة بشكل عام صارت موضة يعني وصار أي حدا يعني حابب يحكي بيحكي بموضوعة المرأة يعني أنه أسهل موضوع برأيي يعني ممكن للآخرين أنه يتناوله لأنه همَّا بالأساس ممكن يستسهلوه، المسألة مسألة الكتابة يعني أنا كانت بالنسبة إلِي هي من باب الصدفة البحتة أنا لأنه بالإضافة لدراستي بكلية الحقوق أنا درست بالمعهد العالي للفنون المسرحية وعلى اعتبار ما أنه كان الصعب الجمع ما بين التمثيل ومهنة المحاماة ياللي هي خياري الأساسي والأوَّلي حسيت أنه الكتابة ممكن أن تكون المنفذ الفني بالنسبة إلِي لتعويض شوقي إلى فن التمثيل بالتالي أنا بأكتب أكثر بنَفَس الممثلة وكثير بأتبنى الشخصيات سواء أن كانت الشخصيات النسائية أو الرجالية ياللي أنا يعني بأطرحها بأعمالي فالموضوع يعني جاء فقط ضمن هذا السياق ما تم وفق تخطيط مسبق أو تم أنه ما باب هلا أنا راح أرفع لواء قضية يعني حابة أدافع عنها.

[مشهد من مسلسل]

تغيير الواقع والواقع المتغير

منى رجب – كاتبة: التغيير جاء من تكاتف كثير من المنظمات النسائية في مصر والأقلام النسائية في مصر وتكاتف رجال القانون في مصر المستنيرين لوضع حد لمعاناة المرأة من القانون السابق فحدث التطور، فإذاً كانوا يمكن أطلق شرارة ما وأنا بأقول أنه الدراما التليفزيونية أو الإبداع النسائي الجيد لابد أنه يكون دعوة للتحريض تحرِّض مُحرِّض على التفكير بلا شك ومحرض على التغيير ويجب أن تلقى الحجر في المكان الصحيح ليحرك المياه الراكدة، إنما أعتقد أنه هناك علامات أخرى في السينما المصرية وفي الدراما التليفزيونية العربية وأعتقد أنه هناك كثير من الكاتبات الآن في الدول العربية بدأن يدخلن إلى مجال الدراما التليفزيونية بكل قوة وبكل شجاعة ولا ننسى أنه التعبير يحتاج إلى شجاعة فكم من امرأة شجاعة في العالم العربي لتعبر بصدق عما تريد أن تقوله أو عما تريد أن تعبر عنه.

طارق الشناوي– ناقد فني: قضية المرأة قضية خاصة جدا هي جزء من قضية مجتمع وما تقدرش تفصل قهر المرأة عن قهر الرجل بل بالعكس أنا رأيي أن الرجل الشرقي مقهور أكثر من المرأة وإن كان بيمارس قهرا فهو هذا جزء من التنفيس على القهر اللي خارج حدود بيته خارج جدران بيته هو مقهور فبيأتي للبيت بيمارس قهر على المرأة لكن القهر اللي على الرجل أكبر بكثير فبالتالي كلنا في القهر شرقُ ستات أو رجاله ففكرة أنه المرأة تقدم أنها مقهورة والرجل هذا هو سيد الموقف هذا ليس صحيح، الرجل مقهور أكثر.

"
الإبداع النسائي الجيد لابد أنه يعد دعوة للتحريض على التفكير وعلى التغيير، غير أن التعبير بصدق عما تريده المرأة  يحتاج إلى شجاعة
"
منى رجب

 منى رجب: أعتقد أنه هذا برضه من وجهة نظري أنا ضد إطلاق عامة يا سيدي يعني بمعنى أنه نحن نعيش في عصر التعددية التنوع والتعدد وكثرت الأقلام وكثر الإبداع النسائي لكن ما أريد أن أقوله أن لو بالمعنى هذا هانتبدي نبحث عن الأسماء التي ظهرت فسنجد أسماء كثيرة جدا سواء من المخرجات لو قلت في مصر هأقول فيه إيناس الدغيدي أصدرت يعني موضوعات في منتهى الجرأة، حُسن شاه الأستاذة حُسن شاه الكاتبة أصدرت موضوع أريد حلا أعتقد أنه هذا من الموضوعات الناجحة وجمع بين أستاذة كاتبة كبيرة هي حُسن شاه وأستاذة كبيرة في التمثيل هي فاتن حمامة وفي النهاية هذا العمل أدى إلى تغيير أوضاع سائدة وكانت تعاني منها المرأة فإذا بالمعنى ده أنا قلت اسمين ممكن أقول لك أكثر ولدينا في الدراما التليفزيونية أيضا سيدات على درجة عالية من الإتقان أعتقد إنعام محمد علي سيدة بنعتز بها، المخرجة الأستاذ كوثر هيكل الكاتبة والسيناريست يعني هناك أسماء ولكن المشكلة إن من يقيِّم هو دائما رجل.

طارق الشناوي: الفن فيه ديمقراطية وفيه إرادة ما تقدرش تفرض على منتج قطاع خاص بالذات مش دولة أنه يجيب مثلا كاملة أبو ذكري ويجيب ساندرا نشأت أو هالة خليل أو إيناس الدغيدي ما ينفعش إنما شركات الإنتاج هي اللي بتجيب هؤلاء المخرجات وهمَّا.. بعضهم خضع حتى لمقتضيات السوق وبعضهم عبر عن نفسه شأنهم شأن المخرجين الرجال فهنا القانون ما فرضش توجه سياسي من.. علوي على القائمين على العملية الإنتاجية لكن هناك مخرجات أفكارهم توافقت مع شركات الإنتاج بعض تجاربهن نجحت فاستعين بهن أكثر من مرة زي ساندرا أظن عاملة خمسة أفلام في فترة وجيزة معناها أنها مخرجة مطلوبة، كاملة خلصت فيلم ودخلت في الثاني المفروض بتخلصه وأظن ده في الثالث كمان بتعمل ثالث فيلم في غضون قد إيه سنتين، هالة خليل بتخلص فيلمها الثاني في غضون برضه سنتين وبعدين هما مطلوبات في السوق.

منى رجب: لدينا قصور كبير في متابعة الأعمال التي تقدمها المرأة والعين التي ترى بشكل يعني ممكن حيادي فدائما الساحة في النقد للرجال ودائما بيستتبع العمل الدرامي أو الفني أو الإبداعي نقد ودائما يكون رجل ودائما يبحث عن المرأة فيما تقدم يعني عن أصل الكاتبة يعني مثلا دائما بنفتش عن الكاتبة في كتاباتها وبننسى أن إحنا نقيِّمها بشكل موضوعي وبعدين لا يجب أن ننسى أن تجربة المرأة عمرها قصير يعني إذا قيست بتجربة الرجل عمر قصير ورغم ذلك هناك أعمال لابد أن إحنا نذكرها نقول إنها قد استطاعت أن تضيف إلى الدراما التليفزيونية والسينمائية.

[مشهد من فيلم إمبراطورية ميم]

الإبداع محملا بالقضايا

طارق الشناوي: إن فيه مشكلة عموما في الدراما أن هي لم تواكب تفاصيل المجتمع العربي بوجه عام يعني انتصار أكتوبر قل لي فين هذا الانتصار وجدناه على الشاشة محقق؟ ما حصلش وده انتصار عربي للإرادة العربية مش المصرية، إرادة العربية ضد العدو الإسرائيلي فإحنا فيه قضايا مثلا لما حدث في مصر مثلا موضوع توظيف الأموال وإزاي نُهبت فلوس الناس لما بيحصل فساد فيه فساد في المجتمع هل الشاشة قدرت تعبر عن الفساد بعمقه؟ ما حصلش.

"
الأهم أن نبحث في مدى معرفة الكاتب وأسلوبه الذي اتبعه في عملية البحث واستقصاء المعلومة، وعلى أساسها يمكن أن نحكم فيما إذا كانت هذه الكتابة جيدة أم لا بغض النظر عن الموضوع إن كان له علاقة بالمرأة أم لا
"
دلع الرحبي

دلع الرحبي: هلا يمكن هذا فخ وقعت فيه الكثير من الأعمال يعني وهذا كان بفترة من الفترات سبب يعني على سبيل المثال في عزوف الجمهور عن حضور المسرح الجاد الذي يطرح هذه القضايا الكبرى يعني هلا هناك مقولة بأنه النوايا الطيبة لا يمكن أن تصنع فنا جيدا وكذلك القضايا الكبرى مهما كانت القضية عادلة ومهما كانت القضية مؤثرة وداخلة بصميم حياتنا اليومية المُعاشة يعني لا يمكن أن تصنع فنا جيدا فيما إذا كان الحامل الفني لها ضعيف لأنه المسألة بالنتيجة لا يمكن فصلها لا يمكن فصل الشكل عن المضمون ولا يمكن أن نفصل القضية عن حامل هذه القضية الذي يجب أن يكون يعني مستوفي للشروط الدنيا للعمل الفني ويمكن يعني أوضح مثال ممكن طرحه يعني بهذا السياق هو موضوع القضية الفلسطينية التي ظُلمت في كثير من الأعمال الأدبية ومن الأعمال الفنية لأنه سقطت في مطب الشعارات والكلمات والخطب الطنانة الرنانة وهذا اللغو الأجوف يعني متناسيين وبأنه الشكل الفني له حصة الأسد في اجتذاب الجمهور أو في إيصال المقولة أو في إيصال معنى عدالة القضية إلى الجمهور سواء كان جمهورنا أو الجمهور الآخر يعني في الغرب يعني بالشق الأدق أو يعني بصراحة أكثر.

منى رجب: المهم في هذا الموضوع في الدراما التي تقدم هي الورق وتكامل العناصر معا، نستطيع أن نحكم على عمل ما درامي سواء سينمائي سواء تلفزيوني لابد من أن تقدَّم جميع العناصر بشكل متقن ودقيق لأنه لا نستطيع أن نفصل عنصر واحد يعني نقول مثلا أن الكاتبة جيدة بينما التمثيل أو الإخراج رديء يبقى أنت قضيت على الكاتبة.. كاتبة الدراما.

دلع الرحبي: الأهم أن نبحث في مدى معرفة الكاتب أو الكاتبة بما يكتب وعملية البحث عملية التقصي عملية أنه الاستقصاء قد إيش بيقرأ قد إيش بيحاول أنه يعرف تفاصيل الأشياء اللي عم يكتب عنها هي ياللي بتعطي قيمة وهي اللي ممكن إحنا على أساسها نحكم فيما إذا كانت هذه الكتابة جيدة أو غير جيدة بغض النظر عن الموضوع له علاقة بالمرأة أو ما له علاقة بالمرأة.

[فاصل إعلاني]

[مشهد من مسلسل]

[تعليق صوتي]

كثيرا ما تعرض كتَّاب للهجوم بأن ما كتبوا وصفا لحالة المرأة في سياق ما كتبوا لا يقترب أبدا من طبيعة المرأة ولا انفعالاتها فهل هناك فعلا مناطق خاصة لا يستطيع إلا الكاتبات رصدها؟

يارا صبري- ممثلة: أحيانا فيه نصوص تنظر تقول هي مخلوق يمكن فضائي حتى يعني حتى ما فيه نظرة لها حتى سطحية للمسألة فهذا نموذج موجود كثير.

منى رجب: أعتقد أن هناك مناطق المرأة أفضل في التعبير عنها من الرجل لأنه هناك أشياء حساسة وصغيرة جدا في العلاقات الإنسانية بين الرجل والمرأة وأشياء في خصوصية مشاعر المرأة حينما يعني تشعر أو تحس بأشياء في داخلها قد لا يحسها الرجل ولذلك أنا دائما أقول إنه الرجل لم يستطع أن يصل إلى أعماق المرأة حتى الآن فجاءت الأعمال كثيرا منها يا إما تدين المرأة وتظهرها في صورة سطحية أو تظهرها في صورة سلبية أو تظهرها في صورة يمكن بشكل تجاري رخيص جدا، قليل جدا هم الرجال الذين استطاعوا أن يصلوا إلى أعماق المرأة ولذلك أنا دائما أقول إن هناك خصوصية لكل كاتب أو لكل كاتبة ولكن أعتقد أن بداية خروج المرأة لكتابة الدراما ولكتابة الإبداع أفرز نوعيات جديدة من الرؤى ومن الأعمال التي دخلت في نسيج بينها في العلاقة بين الرجل والمرأة من منظور امرأة.

الفن بين الإحساس والتعبير

طارق الشناوي: الفن هو التعبير مش الإحساس لكن التعبير عن الإحساس فمسألة التعبير مش بالضرورة تبقى أنت عشت قوي المشكلة دي علشان تعبر عنها بدليل هأقول لك مسرحيات شكسبير ويمكن بيحاولوا يهاجموه من الزاوية دي، الأجواء اللي كتب عنها شكسبير لم يعيشها لكن عبر عنها حتى بعضهم بيقول مش هو اللي كاتب طبعا هو رحل في بداية القرن السادس عشر يعني شوف بقى لنا قرابة خمسة قرون وبيتكلموا عن إبداعه إنما عايز أقول لك إيه فكرة كونك تعيش حاجة وتعبر حاجة، طبعا أنا إحساسي إن كل مسرحيات شكسبير له فالمسألة تعبير مش إنك تعيش قدر ما تعبر، زي أريد حلا مثلا أريد حلا صحيح قصة مدام حُسن شاة قصص سينمائية لكن سعد الدين وهبه وسعيد مرزوق.. سعد الدين وهبه طبعا كاتب سيناريو وحوار وسعيد مرزوق المخرج اشتركا في كتاب سلوى الحوار وقدموا قضية مهمة جدا أدت إلى تغيير قانون اللي قدمها رجالة زي فاتن حمامة البطلة بس مين وراء العملية الإبداعية دي هناك رجال وراء الإبداع اللي تقدم على الشاشة وهكذا مش بالضرورة إن المرأة هي عشان عايشة المشكلة تجيد التعبير عنها زي ما تردد مثلا واتقال كثير ما هواش جديد أنه إحسان عبر أجمل ككاتب روائي ونزار عبر عن المرأة وإحساسها أكثر من أي امرأة.

"
أنا كممثلة عندما أعمل مع مخرجة يكون الأمر فيه أكثر أريحية، فالتجربة مع النساء بما يخص التفاصيل الإنسانية لشخصيات نسائية تكون أكثر وضوحا أثناء العمل
"
يارا صبري

يارا صبري: يمكن هذا الشيء اللي أنا كنت عم بأحكي عنه بما يخص يعني الشيء الإنساني الخاص جدا بالمرأة يعني دائما الرجل بينظر إلى أي انفعال بطريقة، المرأة بتنظر لها بطريقة ثانية ويمكن شغلة تكون كثير بسيطة عند الطرف الآخر المرأة تشوفها شكل كثير كبيرة ويتم التعبير عنها يمكن يشوفها الرجل مبالغ فيه ولكن هو بيكون شيء كثير مهم عندها انفعالها بيكون كثير كبير لدرجة أنه يعتقدوا أنه فيه شيء من المبالغة فأنا إيه بأقول لك أنه أنا مررت بهيك تجارب أثناء الأداء وهو شيء صعب أنك تقدر تقنع أحيانا الطرف الآخر من وجهة نظرك لأنه هو شيء كثير خاص ولذلك لما اشتغلت مع مخرجين نساء هذا الجانب كان مريح كثير بالشغل جانب التعبير النفسي عن الشخصية كان يأخذ حده بشكل كثير منطقي كان فيه تفاهم حول هي المسألة يعني غير مباشر كونه يعني النساء بيقدروا يفهموا هي المشاعر أكثر كانت مريحة التجربة مع النساء بما يخص التفاصيل الإنسانية للشخصيات نسائية أكثر.

طارق الشناوي: فيه حالة من فكرة أنا عشان أكون مخرجة إني أنا أعمل إباحية وده غلط بمعنى إيه؟ لما يجي لي قضية زي الحرية ودي قضية مهمة جدا ما يتعملش فيلم تجاري زي الباحثات عن الحرية تبقى القضية فقط اللي هي فكرة الحرية الجنسية مش ممكن نكثف حرية المرأة في الجنس ولا حرية الرجل في الجنس.. الجنس جزء ما نقدرش ننكره لكن مش ممكن يبقى (target) يبقى الهدف فقط هو اللي إحنا عشان بنتكلم على الحرية نتكلم عن الجنس بنفقد قوة قضيتنا لما نصغرها بالشكل ده فمثلا أحيانا بيغلب.. ويمكن إيناس نموذج صارخ بيغلب عليها فكرة أن تكون تجارية الاتجاه بحجة إن هي بتنتج لنفسها في الأغلب يعني إنما بحجة إني أنا بأعمل link)) مع شباك التذاكر تخيل إن هذه الأفلام اللي هي مقدمة أساسا عشان تعمل درجة جماهيرية ضخمة جدا وتجيب شباك تذاكر لا تحقق شيء برغم إن فيها الجنس وفيها الجنس المجاني أنا باسميه اللي هو متجاوز حتمية الدراما.. الدراما مبنية على مبدأ الحتمية إذا انتفى هذا المبدأ انتفت الدراما بينتفي هذا المبدأ ويتعمل أفلام تحس إن فيها سادية ومازوخية اللي هو عنف من رجل لامرأة ثم عنف أو العكس ثم عنف مضاد في المازوخية إن هي بتحب إن هي تمارس عليها العنف كل ده اتعمل وشذوذ.. كل حاجة وخد بالك أنا لا أُفهم خطأ أنا مش ضد ده يعني لو كان فيه ضرورة إنما أن يقدم كده عشان يعجب الناس وتفاجأ إنه الجمهور نفسه عنده شيء ما من النفور ضد أن تكون قبيح.

واحة الراهب– كاتبة وممثلة: ما أنا مقتنعة إن هي طرحت شيء كثير فاقع أو فاجر أو ما بأعرف شو التسميات اللي بيحاولوا يسموه أعمالها بيجوز أكثر من ما طرحوا غيرها وزملاءها من الرجال مخرجين فقط لأنه امرأة تقول ما يقوله الرجل ببساطة ممكن تكون الحملة مستعرة ضدها بشكل مرعب وسبق إليَّ بتجربتي أنا بالسيناريو لما قدمته برؤى حالمة بعض المسائل اللي هي تم تناولها بمسلسلات أنا مثلت فيها بالتليفزيون السوري ومع ذلك لأنه مخرجين رجال وكتاب رجال يقولون هذا الكلام تم تمريره بدون ما حدا يوقف عنده بينما أنا بنصي ظليت أدفع سبع سنوات بإعادة صياغة السيناريو من وراء ملاحظات صغيرة من هذا النوع فالمسألة بقناعتي وعن تجربة شخصية بأقول إنه فقط الممنوع على المرأة أن تقول حتى الشيء اللي بيقوله الرجل وما بيشكل أي خطر يعني على المجتمع وعلى الرجل وعلى التابوهات بس المرأة لما بتقوله بيكون يا للهول ويا للعار.

[مشهد من مسلسل]

واحة الراهب: أنا شخصيا ما بأقدر بأفصل بين الشكل والمضمون وأعمل جاهدة لخلق هذا التوازن بين الشكل والمضمون بأي عمل بيكون فيه لهيك شرطي الأساسي بأني أقبل إخراج مثلا عمل هو إنه يكون محقق سوية فكرية عالية ومتميزة ما بتتناقض موضوعاتي ما بتزيف وعي المشاهد وبنفس الوقت يكون محقق سوية شكلانية تتيح لي الفرصة والهامش إني أقدر أعمل شيء إخراجيا على مستوى الأسلوب متميز فأنا شخصيا ما بأشوف العمل الإبداعي يمكن الفصل بين الشكل والمضمون فيه لا يمكن إني أوافق على عمل لمجرد إنه يطرح قضايا المرأة إذا كان عم يطرحها بشكل فج أو مثلا بشكل مزاوداتي شعاراتي مدعي كاذب أكيد لا مو الهدف هو الشعار الهدف هو جوهر القضية جوهر الدفاع عن قضايا الإنسان ممكن أنقي أي موضوع فيه طرح لهموم إنسانية عامة بسيطة لأنه أنا يعني بأقتنع إنه إحنا مشكلتنا الأساسية حتى بالتحرير بقضايا التحرير الكبرى إنه إحنا طرحنا شعارات كبيرة ما بدأنا من التفاصيل الصغيرة طرحنا شو هذا الشيء اللي بأقوله بفيلم رؤى حالمة إنه إحنا جيل ضائع بين جيلين، جيل قبل كان عم يحمل الشاعرات وأحلام كبيرة أكبر من واقعه فضيعتنا وضيعت هاداك الجيل والواقع معنا وجيل بعدنا ضائع ولا معلق بالسماء ولا معلق بالأرض فإنه إحنا جيل البحث عن هاي الأحلام وتحويلها إلى واقع بس أحلامنا عم تتحول إلى كوابيس.