إشراقات

مؤسسة الدراسات الفلسطينية

إشراقة هذا الأسبوع هي إشراقة شعب وأمة، مؤسسة الدراسات الفلسطينية صرح من صروح العقل الفلسطيني يعمق حضور الوطن الغائب، وهي خزانة الوعى الفلسطيني من صفاء تجلياته.

مقدم الحلقة:

كوثر البشراوي

ضيوف الحلقة:

عدة ضيوف

تاريخ الحلقة:

01/02/2002

– نشأة مؤسسة الدراسات وارتباطها بالقضية الفلسطينية
– آلية عمل مؤسسة الدراسات الفلسطينية

– مدى استجابة الناس للمؤسسة

– التحديات التي تواجه المؤسسة

– لمحة تاريخية عن مكتبة المؤسسة

undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined

كوثر البشراوي: أصدقاؤنا المشاهدين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الشواهد على استجابة الشعب الفلسطيني للتحديات خلال سنين كفاحه الطويلة لا تُعد، وحين الحديث عن التحدي في إطار الوجود الحضاري يشرئب صرح ساحر الحضور كأسطورة من أساطير العقل التي تصنع الأمم العظيمة، وأعني هنا مؤسسة الدراسات الفلسطينية، إنها بحق خزانة الوعي الفلسطيني في صفاء تجلياته، وكأنه بها العقل السليم الذي يُعيد إنتاج الجسم الفلسطيني السليم مهما استنزف هذا الجسم أو أثكلته الجراح، خزانة العقل هذه يحكمها المنطق، منطق العمل المؤسستي المؤطر ضد العمل الفردي المبعثر، ومنطق العمل المنهجي الدائم والدؤوب ضد الملاومة والاستسهال، ومنطق الاستشراف والتخطيط، ضد التفاجئ والانفعال، بهذا التماسك في الاستجابة للتحديات ارتقت مؤسسة الدراسات الفلسطينية كإشراقة من إشراقات شعب وأمة، هي موضوع حلقتنا اليوم، فأهلاً بكم على هدَْي وميضها.

بروفيسور وليد الخالدي، أولاً: مرحباً، ثانياً: بصفتك أمين من المنطلق، وعام 93 هو تاريخ.. عام 63 عفواً هو تاريخ تأسيس هذه المؤسسة، وطبعاً لم يأت من فراغ، لما نحكي عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، نحكي بالضرورة عن قضية فلسطين في مطلع الستينيات وتطورها في ذاك الحين.

نشأة مؤسسة الدراسات وارتباطها بالقضية الفلسطينية

د.وليد الخالدي (أمين سر مؤسسة الدراسات الفلسطينية): أولاً: شكراً لإتاحة الفرصة للقائك ولقاء.. المستمعين (للجزيرة)، بالنسبة لتأسيس المؤسسة عام 63، بطبيعة الحال كان هناك شعور لدى العديد من المهتمين بالقضية بضرورة عمل شيء للحفاظ عن الذاكرة الفلسطينية، للدفاع عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، لدراسة إسرائيل، لدراسة البيئة الدولية، لتطور الصراع الصهيوني العربي.. فلهذه الأسباب جميعاً صار تداول بين بعض الأخوة منهم المرحوم الدكتور قسطنطين زُريق (المؤرخ والمفكر والمصلح العربي المعروف) والمرحوم الأخ برهان دجاني (رجل الاقتصاد والتخطيط الاقتصادي) والمفكر القومي، والأديب، والداعي، فنحن الثلاثة بالواقع تداولنا في الأمر ورأينا أنه الموضوع أكبر من أي فرد، ولابد من تأسيس، بمعنى خلق إطار مؤسسة لهذا الجهد، جَهد الرصد، جهد حفظ الذاكرة، جهد دراسة إسرائيل بالذات، جهد متابعة تطورات القضية، جهد الدفاع عن الحقوق، ها الجهد هذا يجب أن يكون في مؤسسة حتى يدوم العمل نظراً لأن القضية قضية ليست.. لم.. لم تَنتهِ بسهولة، وأمامنا أشواط وأشواط، والأمر لا يجوز أن يرتبط بفرد، من هنا فكرة المؤسسة، ومن هنا نبتت.. نبت الجهد لتأسيسها في بيروت.

كوثر البشراوي: خلينا نتحدث عن الأهداف التي رسمتموها أنتم عام 63، واللي مازلتم مستمرين فيها، مثلاً أجد في هذا التقديم، النظر إلى القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني، الاستقلال في العمل وعدم الارتباط بأية حكومة، ألا تجد أنه هذه شروط، مثلاً عدم الارتباط بأي جهة رسمية، كيف ممكن أن تستقل مادياً مثلاً، وهذه المؤسسة ضخمة؟

د. وليد الخالدي: يا سيدتي، بالنسبة للناحية المادية

كوثر البشراوي: مثلاً، أيه

د. وليد الخالدي: وهي ناحية أساسية، المؤسسات تقوم بعدة عناصر، عناصر الفكرة.. فكرة المؤسسة العنصر البشري، والعنصر المادي، وكثيراً ما تقوم مؤسسات في بلادنا، ولكن تكون مرتبطة بفرد وبعد انتقال الفرد لسبب ما من حيث هو إلى.. إلى مكان الآخر تنهار المؤسسة، من حُسن حظنا أن أمناءنا اقتنعوا بفكرة إنشاء وقفية للمؤسسة منذ البدء.. منذ البدء، وحرصوا على أن يجمعوا ما أمكن من التبرعات، من مصادر عربية حكومية وغير حكومية، فتوافر المال وضعناه في المصارف بحيث نستفيد من لدينا مبلغ من فائدته السنوية، وهذا يمكننا إضافة لريع مبيعاتنا في العالم العربي وفي الخارج من تغطية كلفتنا، خاصة إذا وردتنا تبرعات من أفراد كما يحصل بشكل لا بأس به، وبالتالي استطعنا عن طريق الوقفية بالذات أن.. أن.. أن نبني نواة مالية لقدرة مالية تمكننا من الاستمرار.

آلية عمل مؤسسة الدراسات الفلسطينية

كوثر البشراوي: نعم، دكتور هشام، هناك المركز وهناك الأطراف، وهذه المؤسسة أكيد عبر أربع عقود تقريباً آليتها تغيرت واتسعت، لو تعطيني فكرة حول هذا الجانب.

د. هشام نشابة (رئيس مجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية): المؤسسة في الواقع مركزها بيروت، هي مؤسسة لبنانية، إن كان لابد لها من جنسية، ولكنها مؤسسة -في الواقع-عربية، وبعيدة كل البعد عن أي تبعية لدولة، أو حكومة، أو حزب، أو تنظيم، أو ما إلى ذلك، هي مؤسسة علمية، أكاديمية، بعيدة عن أي التزام سوى الالتزام بالأسلوب العلمي الرصين، وفي معالجة مختلف جوانب القضية الفلسطينية، وهي تهتم بصورة خاصة.. بإسرائيل بالذات، يعني تعمل الدراسات حول العدو الإسرائيلي، ونحن في الواقع مركزنا بيروت، ولكن المؤسسة هي.. لعلها المؤسسة البحثية الوحيدة في العالم العربي التي يمكن أن يطلق عليها اسم “Multi National” متعددة…

كوثر البشراوي: الجنسيات

د. هشام نشابة: الجنسيات، لأ، متعددة.. عابرة للقارات -إن شئتِ- فالمؤسسة في الوقت الحاضر مركزها الرئيسي بيروت، وإنما لها مركز أيضاً في واشنطنD C، ولها مركز في بيروت في.. عفواً.. في باريس، ومركز في لندن، ومؤخراً مركز في القدس، والأمل كبير بأن مركز القدس سيكون له أهمية كبيرة في المستقبل، مركز القدس معروف باسم (مركز الدراسات المقدسية)، لأن سلطات الاحتلال لا تسمح باستعمال فلسطينية لأي مركز، ولكن الجميع يعلم بأن مركز الدراسات المقدسية هو فرع للمؤسسة الأم الموجود مركزها

كوثر البشراوي: في بيروت.

د. هشام نشابة: في بيروت، هذا ما يجعل مؤسسة الدراسات الفلسطينية كما قلت Multi National بحثية، أعتقد بأنها فريدة من نوعها، لأنه المعروف بأنه الـ Multi Nationals هي للشركات التجارية، ونحن مؤسسة أكاديمية علمية، فمن هذه الناحية نحن أيضاً نتفرد في هذه الصبغة.

الوثائق التي عندنا هي بالفعل أهم مجموعة وثائق موجودة، نحن لا نحب أن نتكلم كثيراً عن هذا الموضوع، لأننا في الواقع نخشى على المؤسسة في ظروف قد تكون صعبة في المستقبل، ولكن لنا خبرة سيئة في هذه الناحية، يعني لما دخلت إسرائيل بيروت جاءت إلى المؤسسة، ولولا اضطرارها إلى الانسحاب من بيروت بسرعة لأصاب المؤسسة ضرراً كبيراً، لأن إسرائيل تعلم ماذا يوجد عندنا من وثائق.

[قصيدة للشاعره: فدوى طوقان]

أنتِ يا غنوة حبٍ عذبة يا لحن مزهر

اقرئيني في الغد الآتي

وإذ تضحين يا حلوة أكبر

اقرأيني في الغد الآتي

فشعري صورة من واقعٍ جهم مُكدَّر

أمس يا حبَّة عيني فاض بي شوق إلى مرآك

شوق لا يُصوَّر

متجهمت بتصريح لكي يأذن ضباط وعسكر

بعبوري نهرنا الغافي على حلم التحرر

ولدى الشُبَّاك في الجسر انتظرت الدور في صمتٍ وفي صبر

حان دوري

فتقدمت أحث الخطو جزلى

ولتعسي رد لي الجندي تصريحي

وأقصاني بعيداً

وتأمر

ارجعي من حيث أقلبت

لماذا؟

ارجعي من حيث أقلبت وزنجر

قلت: ما ذنبي؟ أنا لم أعصِ أمراً

لا، ولا زعزعت أمناً

لا، ولا حرضت أو شاغبت في دولة قيصر

خبروني أين ألقى ضابط الجسر

عسى يشرح الضابط لي ما لم يُفسَّر؟

فأنا من فرط حرصي

وأنا من فرط حبي لبلادي

ولأرضي، ولبيتي، ولبستاني، وجيراني

وللأشجار، والأحجار، والأطفال

والدوَّار

والسوق، وأصحاب الدكاكين..

ومن خوفي من الأبعاد والنفي الذي يقطع فينا

مثل خنجر

لم أزل أحتمل الإذلال والقهر وأصبر.

صاح في حدته القصوى: افهمي

يا هذه ما قلته

هيا وارجعي من حيث أقلبتِ

وأقصاني.. وأقصاني بعيداً وتوتَّر

فتراجعت بخطوٍ يتعثر

أي وربي لم أعد أفهم شيئاً

أي وربي لم أعد أفهم شيئاً

غير كوني في زمان اليُتم والحكم اليهودي المقدَّر

ليس لي معتصم يأتي فيثأر

لا، ولا خالد في اليم يظهر.

مدى استجابة الناس والحكومات للمؤسسة

كوثر البشراوي: طيب أهداف المؤسسة بعيدة كل البعد عن تشكيل حزب سياسي، بعيدة كل البعد عن ادِّعاء إعادة الأرض إلى أهلها، هي تأخذ الخط الأكاديمي العلمي البحت، هل هناك آذان صاغية لهذا العمل الضخم الذي تقدمونه للناس؟

هل هناك فعلاً ناس مادين أيديهم يريدون الاستفادة من هذا العمل على مستوى الحكومات، على.. مستوى المؤسسات والأكاديمية والجامعات؟

د. وليد الخالدي: بالنسبة، عملنا بطبيعة الحال يطغي عليه النوع الأكاديمي الموضوعي القليل الإثارة، إنما دقيق، ويعني يخلو من أي عنصر ترفيهي، أصلاً القضية ما.. يعني القضية يعني لا يمكن إنه.. والموضوع طبعاً جدي جداً ومحزن، ومحبط، فلذلك قُراؤنا.. ليسوا بمئات الآلاف، ولكن مثلاً خلال السنوات الستة.. الخمسة السابقة.. من الـ96 لغاية سنة 2000 مثلاً بيع من كتبنا في العالم العربي 35 ألف كتاب، وهذا يدل على اهتمام القارئ العربي بمنتوجاتنا، ما تنسي إنه الكثير من الدول العربية هناك مشاكل بالنسبة للتوزيع، مشاكل رقابة، مشاكل تحويل عملة، قضية الفقر أيضاً، يعني المستوى.. مستوى الفرد العادي وقدرته على شراء كتب مع أنه نحن نحاول دائماً بجعل ثمن الكتاب معقول، وأصلاً المؤسسة لا تهدف إلى الربح، وأصلاً لا نُغطي تكاليفنا، وأصلاً نحن نعمل بخسارة مستديمة.. ولكن الـ35 ألف نسخة لا بأس تدل على اهتمام مجلاتنا.. مجلتنا العربية حالياً مثلاً العدد الواحد يبيع بحدود حوالى بين 2500 و3000 عدد لمجلة فصلية جدًّية، هذا لا بأس به، علماً بأنه قارئ المجلة ليس شخص واحد، ولكن ربما حوالى 5، يعني عندك حوالي 15 ألف شخص يقرأ المجلة بشكل منتظم، وهذا دليل على اهتمام القارئ، نعم هناك اهتمام.

الحكومات العربية للأسف أقل اهتمام بمنشوراتنا، وكنا نود لو أنها أبدت اهتمام أكبر، وسائل الإعلام تذكر منشوراتنا، ولكن أيضاً بشكل عام لا أعتقد أن وسائل الإعلام تراجع كتبنا بالجدية المطلوبة.

محمود سويد (مدير مؤسسة الدراسات الفلسطينية): بإمكاني أن أقول أنه ليس هناك من بحث جاد في موضوع يتعلق بالقضية الفلسطينية ولا يستند إلى منشورات المؤسسة كتباً ومجلات، من النادر أن يصدر كتاب في العالم العربي كتاب جدي يتناول هذا الموضوع، ولا يتطرق إلى منشورات المؤسسة التي تُشكل تقريباً مكتبة كاملة في مختلف المجالات، هذا يشعرنا بالرضا من جهة. من جهة ثانية: لا نشعر بأن كتبنا ومجلاتنا منتشرة بشكل واسع جداً في العالم العربي، لسبب أن هناك يعني انحسار في القراءة في العالم العربي، هناك أمية في العالم العربي، وكتبنا إجمالاً تتوجه إلى نخب ثقافية، كتبنا ومجلاتنا مجلات بحثية، وكتبنا ذات طابع أكاديمي، ليست موجهة للقارئ العام، وبالتالي.. يعني ليست منتشرة على مستوى شعبي، هذا من جهة.

من جهة ثانية: ربما.. ربما ليس في تقاليد الأنظمة السياسية في العالم العربي أن تستند فيما تأخذ من قرارات إلى دراسات وأبحاث وعمل مراكز بحثية، وهذا طبعاً يعني، وهذا يعود إلى تخلُّف عام في العالم العربي لسنا نحن المسؤولين عنه، ربما نحن.. يعني نحاول أن نُشكل حالة في العالم العربي نتمنى أن تتسع وتنتشر، أن يكون هناك مزيد من المؤسسات البحثية الجادة التي تعمل بالشكل الذي نعمل به، وتُصدر منشورات فعلاً على أُسس علمية، نتمنى ذلك، ويكفي أننا نقدم نموذج أن هذا العالم العربي بإمكانه أن ينتج عمل من هذا النوع.

كوثر البشراوي: لكن هل هذا كاف؟ يعني، هل معقول ونحن نتحدث عن قضية فلسطين، عن سرطان مزمن اسمه هذا الكيان الصهيوني، هل من المعقول أن نستمر في التعاون بمزاجية مفرطة مع حقيقة هذه القضية؟ يعني في الصراخ نحن الأوائل، في المظاهرات نحن الأوائل، في الفعل لا حياة لمن تنادي! كيف تُفسر هذا؟

محمود سويد: هذا بسبب التخلُّف العربي، هذا ناجم عن حالة التخلف في العالم العربي، هذا التحدي الإسرائيلي، المؤسسة ربما هي.. يعني أكاد أكاد يعني أجرؤ وأقول أنها الوحيدة التي تنبهت منذ سنة 63 لأن تقول للعالم العربي: أننا لا نستطيع أن نستمر في مواجهة هذا المشروع الصهيوني بالصراخ وبالخطب العاطفية، وأنه يجب أن نبني.. نبني المواجهة على أسس علمية، المؤسسة بدأت منذ عام 63 بهذا الاتجاه، للأسف ربما بإمكانك أن تفسري ذلك –إذا شئت- فشلاً للمؤسسة، إذا لم.. إذا.. إذا كانت لا تزال الوحيدة في العالم العربي التي تحاول أن.. أن تبني المواجهة العربية على أساس علمي إذا كانت لم يعني تُشكِّل عدوى أخرى في العالم العربي لمؤسسات من هذا النوع، ربما يكون هذا يعني فشل.

[فاصل غنائي للفنانة ريم تلحمي]

[فاصل إعلاني]

التحديات التي تواجه المؤسسة

كوثر البشراوي: بروفيسور، عبر أربعة عقود تقريباً يعني بعد سنتين –إن شاء الله- يعني أولاً: التعامل مع القضية الفلسطينية حتى ولو من باب البحث العلمي هو تعامل مُتغيرِّ دائماً، التعاون مع الزمان والجغرافيا كمؤسسة، ما الجديد؟

ماذا تغيرَّ من الستينيات، السبعينيات، الثمانينيات، التسعينيات، اليوم؟ هل هناك استقرار نفسي للمؤسسة للاستمرار مثلاً عبر ها العقود؟

د. وليد الخالدي: نحن نحاول معالجة.. ما أسميته بالتحديات بكل تحدي في حينه، مثلاً واجهتنا في الستينيات قضية دراسة المصادر الإسرائيلية بالأصل، يعني باللغة الأصلية بالعبرية، هذه أوائل الستينيات، اكتشفنا إنه لا يوجد خبراء باللغة العبرية الحديثة في العالم العربي.. قلة.. قلة.. قلة، ربما يُعدوا على أصابع اليد الواحدة حتى هذا ما أعتقد لم.. لم يكن، فقررنا إنشاء مدرسة للغة العبرية الحديثة هنا في المؤسسة، وتعاونا مع جامعة.. الجامعة العربية في بيروت، الدكتور شمس الدين الوكيل كان عميدها، وكان رأساً متجاوب معنا، فأسسنا مدرسة للغة العربية، وكنا ندرس العبرية هنا في بيروت.

كوثر البشراوي: في بداية نشأة المؤسسة كان من الصعب الحصول على ناس محترفين في الترجمة إلى العبرية أو عارفين للعبرية، فأُنشئت قسم لتعليم اللغة العبرية هنا، لكن يعني- إن لم تخني ذاكرتي- فهمت أنك أنت تعلمت العبرية من السجون.

أحمد خليفة (مدير مجلة الدراسات الفلسطينية): الحقيقة يعني خليني أقول: آه، يعني أنا لابد أحكي عن نفسي؟ خليني أقول: بعد حرب الـ67 وسقوط الضفة الغربية وغزة يعني بقية فلسطين بأيدي إسرائيل كنت عم بأعمل ماجستير بجامعة القاهرة فتركت الجامعة قبل الامتحان، وذهبت إلى الضفة الغربية إلى القدس، كنا عم بنحاول نبني شبكة مقاومة، عملياً بدأت قبل أن أُعتقل، المهم إنه شبكة المقاومة كُشفت، واعتُقلت، وأُدخلت السجن، ومرقت فترة أشهر اللي ما كان مسموح لنا فيها بالحصول على أي كتب، ثم عزلوني بحبس انفرادي فترة طويلة، وأتى مندوب أمن Amnisty inter national إلى السجن، ومندوب الصليب الأحمر وطالبت إنه نحن لسنا حيوانات قاعدين حابسينا وزابليننا نريد كتب يعني، فقال لي: بالحقيقة ما فيش قرار بإدخال كتب، إنما مسموح بكتب تعليمية، فأنا لقيتها فرصة هائلة وقتها، قلت له: نعم، أنا جيبوا لي، بدي أتعلم اللغة العبرية، وكان معي يعني نقود محطوطة بالسجن منها، فجابوا لي كتب عبرية وقاموس، الآن بديت أدرُس أنا مثلاً سجنت يعني قعدت سنتين وشهر، يعني معظمها كان تركيزي الرئيسي على متابعة دراسة اللغة العبرية، بعد فترة يعني خلاص حفظت اللي بها الأربع كتب التعليمية، وصلوني إلى مرحلة كويسة، وكنت بحاجة إلى مساعدة، الآن بسجن (الرملة) كان فيه السجناء اللي بالمطبخ بيقدمةا لنا الأكل عرب، فأنا كنت أروح على الزنزانة الحبس الانفرادي أحياناً فمن الشبابيك مساجين الـ48 يعرفوا ننادي على بعضنا، فقلت لهم: يا أخي أنا بدي مساعدة بالعبرية، فقال لي واحد، شوف عن طريق المطبخ لما بنقدم صينية الأكل حط لنا ورقة شو بدك وإحنا.. أسئلتك وإلى آخره، ونحن نضع لك أجوبتها باليوم التالي، وفعلاً ساعدوني جداً، والإسرائيليين يعني سجانينا ما كانوا على علم بها القصة، لكن لما خرجت من السجن، يعني أتيت إلى مركز الأبحاث أولاً، ثم على مؤسسة الدراسات يعني كان عبريتي تسمح لي يعني بقراءة كتب وصحف، إنما واصلت من خلال عملي ومهماتي بالمؤسسة متابعة تعلم اللغة العبرية.

كوثر البشراوي: هناك أشياء جديدة دخلت يعني طرأت مثلاً في السبعينيات، في الثمانينات مثل المجلات مثلاً، وعام 91، بدأت..

أحمد خليفة: المجلات يا سيدتي..

كوثر البشراوي: كإضافات على الخط الأساسي يعني.

أحمد خليفة: ابتداءنا بالمجلة الإنجليزية، على اعتبار إنه مخاطبة الجمهور الإنجليزي ضروري جداً، مواكبة أي عمل يحصل في المنطقة، بعمل إعلامي، في الغرب قضية أساسية جداً أن اليوم مثلاً أن التضحيات في الداخل، الاستشهاد وكل ما عم بيحل بالشعب الفلسطيني بالداخل، يجب في نفس الوقت إن يجاري ذلك، يتزامن مع ذلك، حملة متواصلة منتظمة بدون ملل، بدون كلل، لشرح الأهداف السياسية لأي عمل يحصل في الداخل، ثم رأينا ضرورة.. ضرورة مخاطبة الشعب الفرنسي بسبب مواقف فرنسا المتعاطفة نسبياً معنا أكثر من الدول الثانية، فأصدرنا المجلة الفرنسية.

كوثر البشراوي: عام 81.

أحمد خليفة: عام 81 والآن..

كوثر البشراوي: نعم، وعام 90، عملتم المجلة العربية.

أحمد خليفة: ثم.. ثم قلنا لا يجوز أن يكون أن نخاطب الغرب ونخاطب فرنسا، ولا نخاطب جماعتنا، وقلنا لابد من همزة وصل بين الشتات وبين الداخل، فأنشأنا المجلة العربية حتى تكون همزة الوصل.

أحمد خليفة: بالنسبة للمؤسسة تأخرت قليلاً في إصدار المجلة العربية، لإنه فيه كتابات حول القضية الفلسطينية، ودراسات حول إسرائيل باللغة العربية، لكن الحقيقة شعرنا أنه يعني هذه الدراسات متقطعة، ولا تتناول القضايا بالشكل التي نرغب في إنه القضايا تتناول فيه، فقررنا أن نصدر مجلة باللغة العربية، هذه المجلة باللغة العربية تُعْنَى بالقضية الفلسطينية عموماً، والصراع العربي الإسرائيلي، لكن تركز بشكل خاص على يعني الكيان الفلسطيني الموجود الآن في الضفة الغربية وقطاع غزة، وليس الكيان فقط وإنما أوضاع الفلسطينيين الموجودين في الضفة الغربية، باعتبار الضفة الغربية وقطاع غزة هي الآن ساحة المواجهة الساخنة بيننا وبين الإسرائيليين، وهو المجهود الأساسي للشعب الفلسطيني، الآن في تثبيت نفسه على أرضه، وفي مواجهة المخططات الإسرائيلية للسيطرة عليه وربما لاقتلاعه وتهجيره بالمستقبل، نركز أيضاً على إسرائيل نفسها، يعني النظام السياسي الإسرائيلي، القوى السياسية في إسرائيل، المخططات الإسرائيلية، ويعني هذه المجلة أيضاً تأخذ بالاعتبار إنه الشعب الفلسطيني في المواجهة مع إسرائيل لا يمكن أن يعني يحقق أهدافه وينتصر إلا بالإستعانة بعمقه العربي، فيولي أيضاً عناية للعمق العربي فيما يتعلق باهتمامه بالقضية الفلسطينية وتعاطيه مع القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني، كما نولي عناية أيضاً لمواقف القوى الدولية بشكل خاص الولايات المتحدة الأميركية.

كوثر البشراوي: أستاذ إلياس صنبر، ياريت ناخد فكرة حول المجلة الفرنسية الصادرة من باريس.

إلياس صنبر (رئيس تحرير مجلة الدراسات الفلسطينية الفرنسية): مجلة الدراسات الفلسطينية في اللغة الفرنسية أسسناها سنة 81، في خريف 81، ومنذ البداية من مجلات ومنشورات المؤسسة، المنشورات الدورية لمؤسسة الدراسات الفلسطينية، ولكن من الأساس اعتمدنا على عقد اتفاق مع دار من أهم دور النشر في فرنسا، للتركيز على التوزيع، ولحرصنا على وصول أعداد المجلة إلى أكبر عدد ممكن من القراء والمهتمين في قضية الشرق الأوسط والصراع العربي الفلسطيني، منشورات بن وي وهي دار مشهورة جداً حازت على جائزتين نوبل للآداب، أربع أو خمس مرات حازت على جائزة (جون كورد) للآداب في فرنسا، وهي دار من اسمها من نوع هي، الاسم يعني نصف الليل، لأنها خلال احتلال باريس، الاحتلال النازي لفرنسا، كانت منشورات سرية تقوم بطباعة منشورات المقاومة في الليل، من هنا اسمها منشورات بن وي وفيما بعد تميزت هذه الدار بدورها بدعم حرب الاستقلال في الجزائر، وكانت هي الموقع الوحيد في فرنسا اللي ينشر النصوص الجزائرية والمؤيد لاستقلال الجزائر، وفيما بعد كانت من الدول المؤيدة للقضية الفلسطينية، وإحنا عقدنا اتفاق معهم للتوزيع ونشر المجلة، يعني كانت هي فينا نقول شركنا الفرنسي على الساحة الفرنسية من ناحية التحرير، التحرير مستقل تماماً، وتابع لمؤسسة الدراسات الفلسطينية، مضمون المجلة ليس ترجمة عن الطبعة العربية أو عن المجلة العربية الصادرة عن المؤسسة، أو المجلة الإنجليزية التي تصدر في واشنطن، هو المضمون خاص بالمجلة الفرنسية، يركز على النواحي العامة، الصراع، الوضع في المنطقة، المجتمع الفلسطيني، التاريخ الفلسطيني، ولكن إله ميزة خاصة فيه وهاي إنه يعني ناتجة عن وجوده في فرنسا، هناك أيضاً ناحية ما بأقولش فرنسية، ولكن يعني تراعي الوضع الفرنسي، أو تحاول أن تتجاوب مع المتطلبات الفرنسية يعني الناحية الثقافية مثلاً، عندنا.. عندنا طابع ثقافي شوي مميز بالنسبة للمنشورات التانية، نركز على الأدب، نركز على العلوم الإنسانية مع السياسة والاستراتيجية والتاريخ، هاي مجلة اليوم إحنا بصدد الانتهاء من السنة العشرين، يعني وصار عمرها 20 سنة هاي العدد الـ80 والأخير، هي مجلة فصلية زي المجلات التانية، استضافت عدد كبير جداً من المثقفين والمؤرخين والفلاسفة الكبار الفرنسيين، وهذا كنا نعتز فيه، يعني هي مش فقط نقلت إلى الجمهور الفرنسي الرأي الفلسطيني والعربي، ولكن استضافت أيضاً الرأي الغربي في صفحاتها، وكله كان حول يعني حول قضايانا وشؤوننا، وبأقول بكل تواضع يعني إنه هاي المجلة أصبحت اليوم المرجع الأول بالنسبة للمجتمعات الناطقة بالفرنسية عن قضية فلسطين، وهي مجلة تدخل إلى قصر الرئاسة إلى الإليزيه، تدخل إلى رئاسة الحكومة، بتدخل إلى وزارة الخارجية، بتدخل إلى جميع الجمعيات البرلمانية، مجلس الشيوخ، السوق الأوروبية أيضاً البرلمان الأوروبي، وعدد كبير من السفارات في فرنسا، يعني ضيفي إلى ذلك الصحافة، الجامعات، المكتبات، المكتبات ومكتبات مهمة جداً في فرنسا وهي غير، يعني ما عدا المكتبات الجامعية هي المكتبات اللي الواحد بيلاقيها في الأحياء وفي المدن في الضواحي أو في المناطق الفرنسية، هاي كلها إحنا داخلينها، والمجلة اليوم يعني صارت نوع من مش مؤسسة، ولكن جزء من المنظر الثقافي العام الفرنسي، يعني هذا صورتها في فرنسا مش صورة مجلة أجنبية موزعة في فرنسا، وإنما صورة مجلة فرنسية يصدرها فلسطينيون وعرب ومعنية بشؤون الشرق الأوسط، ولكنها جزء من (…) من المنظر العام الفرنسي الثقافي.

قصيدة للشاعر: سميح القاسم.

ألا أيها الوقت

قلنا وقلنا بكل اللغات وكل الرموز

وكل الإشارات

قلنا وقلنا، وها نحن ألسنته عقدتها الخلاصة

لا لم نقل أيها الأبكم الفذ

في صمتك القول والفصل والحكمة الحاكمة

إلى أين تُفضي؟

إلى أين تمضي سلالاتك الحرة الراغمة؟

يا سيدي الوقت

عدت ولم أمضي

في كل بحر سبحت

وبحت

على كل ريح جمحت وصحت

ويا وقت أدركت سر الحجارة

قلت الحديد

وهذبت روح البرونز

اصطفيت النحاس طويلاً

ومن ذهب خالص قلت أمضي

إلى ذهب خالص

عبر ما تمنح الأرض عشباً وحلماً

مروراً بصبح الحدائق

صافحت في رحلتي دهشة الكائنات

اصطحبت شعوباً بلا عدد

وقبائل في نسلها تتعارف

بانية هادمة

وبانية هادمة

ويا وقت بانية القدس أقداسها ملء

أنقاض خيباتها الآثمة

مباركة بالبروك

منزهة عن مسيل الدم

بالهيولة مباركة

بالكلام الصحيح بصدق اللسان مباركة

بنقاء الضمير

وقلت:

منزهة عن مسيل دمي

كيف اغمطها حقها؟

دنستها براءتها

لا مفر من الحزن

كفارة الكائنات

ليجتمع الخلق.. حقاً ليجتمع الخلق

في أي شكل

قطيعاً وعائلة، غابة ومحيطاً وسرباً

ليجتمع الخلق حول الكنوز المثيرة سراً علانية.

ليبوحوا بأحلامهم خلف حد العناصر

وليشتروا كيف شاؤوا يداً في يد

أيها الوقت

وليكشفوا بعض ما تشتهي

وليكن في يديك المصير

سنبلى فرادي وتبقى الأخير

ونبلى على كثرة وتظل الأخير الأخير

وحيداً بسلطان ضربتك القاصمة.

لمحة تاريخية عن المكتبة التابعة لمؤسسة الدراسات الفلسطينية

كوثر البشراوي: طبعاً نعلم جميعاً أن المكتبة.. المكتبة التابعة لمؤسسة الدراسات الفلسطينية هي الأضخم في العالم العربي، والمتخصصة أساساً في قضية فلسطين والصراع العربي الصهيوني، لو تعطينا فكرة أوسع حول هذه المكتبة.

منى نصولي (أمينة المكتبة في مؤسسة الدراسات الفلسطينية): تأسست.. تأسست مكتبة (المؤسسة) سنة 1963 عندما تأسست المؤسسة، وبدأت تكبر في وظائف، في تقديم.. في وظائفها ومساعداتها، حتى أصبحت تحتل 4 طوابق في هذا المبنى، وفي عام 84 أطلق على المكتبة اسم الرئيس الفخري للمؤسسة الدكتور قسطنطين زريق تكريماً له وتقديراً لعمله، فأصبحت مكتبة قسطنطين زريق، ومنذ 38 عاماً تعمل المؤسسة على تنمية وتغذية مكتبتها في كل ما يتصل بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي في شتى الحقول الاقتصادية الاجتماعية السياسية العسكرية كونها مكتبة متخصصة في هذا الموضوع إن بالنسبة لمحتوياتها، أم بالنسبة لرواد المكتبة والمستفيدين من خدماتها، وحتى بالنسبة للأهداف، طبيعة الأهداف التي وجدت المكتبة لتحقيقها، وأهمها هي حفظ التراث والنتاج الفكري الفلسطيني ومواكبة تطورات القضية الفلسطينية.

كوثر البشراوي: ماذا تشمل المكتبة؟ يعني هناك جانب من الكتب القديمة غير إصدارات المؤسسة.

منى نصولي: هناك أكيد، في المكتبة مجموعة قيمة من المراجع الأساسية مثل القواميس، الموسوعات، الكتب الإحصائية، الأدلة، إضافة إلى مجموعة كبيرة جداً بالكتب عن الصراع العربي الإسرائيلي باللغات العربية، الأجنبية، العبرية، كلها عن والكراريس عن الصراع العربي الإسرائيلي، هناك جناح خاص بالكتب القديمة الصادرة قبل عام 48 وهي كتب صادرة عن حكومة الانتداب، كتب.. كتب المؤتمرات الصهيونية، والجريدة الرسمية لفلسطين، القوانين والأنظمة المعمولة فيها بفلسطين، إضافة إلى الكتب، لدينا مجموعة كبيرة من الدوريات نحصل عليها إما بطريقة الاشتراك، أم الإهداء أو المبادلة، وتقوم المكتبة بفهرست محتويات هذه الدوريات ووضع ملخصات لها، وكلها أصبحت موجودة على الكمبيوتر في المكتبة، توجد أيضاً.

كوثر البشراوي: يعني أي إنسان في أي مكان من العالم يقدر يدخل على فهرست المكتبة؟

منى نصولي: ليس حالياً بل تعمل.. تقوم المؤسسة بإنشاء موقع لها على الشبكة العالمية، وبدأنا العمل على هذا المشروع، وسيكون أي شخص في أي مكان في العالم يستطيع الدخول على المكتبة والبحث في محتوياتها وحتى الإطلاع على ملخصات المقالات التي تعدها المكتبة، إضافة إلى الدوريات لدينا مجموعة كبيرة من الخرائط من الملصقات، البوسترز.

كوثر البشراوي: وميكروفيلم..

منى نصولي: وميكروفيلم أهم.. في المؤسسة في المكتبة وثائق أصلية ووثائق غير أصلية بمعنى إنه ليس بخط اليد، وحصلت عليها المؤسسة من مصادر.. من مصدرها الأساسي، لدينا مخطوطات أصلية مثل وهي مذكرات، مذكرات لشخصيات عربية عاصرت الحركة الوطنية الفلسطينية، وأذكر على سبيل المثال أوراق الأستاذ أكرم ذعيتر، التي تؤلف أرشيف تاريخي مهم جداً لمن يريد أن يدرس تاريخ القضية الفلسطينية ابتداءً من عام 1911، لدينا قسم من أوراق فوزي الكابوكجي (رئيس جيش الإنقاذ).

كوثر البشراوي: كنت شاهد عيان على الانطلاقة عام ثلاثة وستين، وأنت الآن تلتفت وراءك وتنظر إلى ثمانية وثلاثين عام من العطاء هل حققتم النسبة المرضية من أهدافكم، أم أن التجربة يعني زادت أوجاعكم؟

د. وليد الخالدي: لا بالواقع، الواحد يشعر بـ.. يشعر ليس براحة كاملة للضمير، ولكن يشعر بأنه بما أن المؤسسة لها إمكانيات الاستمرار، فالواحد يشعر بـ.. نعم راحة نسبية من الضمير بأنه قام ببعض واجبه، بحيث إنه يمكن لمن يتبع أن يستمر بالعمل، وأن هناك الآن مكتبة للمؤسسة، وأرجو أن يسمح وقتك لزيارتها، مكتبة ضخمة خمسين ألف كتاب.. مجلد، خمسين ألف مجلد، هي أكبر مكتبة في العالم العربي متخصصة في الصهيونية واليهودية، الصراع العربي الصهيوني، وقضية فلسطين، وتاريخ فلسطين وسياسات الدول نحو القضية، هذا إنجاز بحد ذاته لو المؤسسة لم تنجز شيء غير المكتبة لكان هذا كافياً.

محمود سويد: عندي شعور يومياً عندما يعني أتي إلى العمل في هذا المبنى، وأنا أعمل في هذا المبنى منذ 31 سنة، أشعر وكأننا نبدأ هذا اليوم بالذات، وأننا.. وأن أمامنا الكثير من العمل لكي نؤسس.. نؤسس للمواجهة الحقيقة والفعلية لهذا المشروع الصهيوني، لأننا نشعر بأن كل ما يحيط بنا لا يزال دون مرحلة البداية، من هنا شعورنا بأنه كل يوم وكأننا.. وكأن علينا نبني الكثير ومن.. ومن البداية لمواجهة هذا المشروع يعني الذي كما.. كما تقولين منذ اتنين وخمسين سنة، وهو يعني يتحدى الوجود العربي والتاريخ العربي والحضارة العربية، ودون أن ننجح في.. في المواجهة.

[أغنية للفنانة ريم الكيلاني]

كوثر البشراوي: حاولنا مشاهدينا الكرام إلقاء بعض الضوء على مؤسسة الدراسات الفلسطينية التي تعتبر خزانة الوعي الفلسطيني المرتكزة على منهج البحث العلمي وإن كان بعض أعضاء المؤسسة قد فقد حلم العودة إلى الأراضي المغتصبة، فإن آمالهم في أن تعود جهودهم وأبحاثهم بالفائدة على أصحاب القرار الفلسطيني، قائماً على الدوام.

في الختام أشكركم أيها الأصدقاء على حسن الاهتمام والمتابعة، وحتى موعدنا اللاحق نترككم في أمان الله ورعايته، إلى اللقاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.