إشراقات

الإعلام العربي إلى أين؟ -الحلقة الأولى

الإعلامي العربي هل هو مجبر على العزف ضمن أوركسترا عالمية واحدة حتى وإن كان المكتوب والمبثوث مجرد نشاز؟ ومع الفرص العديدة التي تتاح أمامه لكي يتنقل من قناة إلى أخرى هل يحظى بدور إصلاحي في المجتمعات العربية؟
مقدم الحلقة: كوثر البشراوي
ضيوف الحلقة: عدة ضيوف: –
تاريخ الحلقة: 04/01/2002

– موقع الإعلام العربي في ظل الفوضى التي يعيشها
– المرأة في الإعلام العربي
– إعلام القمار وسيطرته على الفضائيات العربية

undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined

كوثر البشراوي: أصدقاؤنا المشاهدين في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

من قناة (الجزيرة) أحييكم وأدعوكم إلى برنامجكم الجديد (إشراقات).

من رحلة الشتاء في لندن إلى رحلة الصيف هنا في الدوحة يستمر الرحيل المزمن بحثاً عن المضيء والمشرق في الساحة الثقافية العربية. ومع هذا الرحيل يحمل المرء نفس الحيرة ونفس التساؤلات ونفس الهاجس. لن أقول ماذا بعد السهرة المفتوحة ولن أقول ما هو المتوقع من برنامج إشراقات، أريد اليوم أن أطرح أسئلة أكثر من هذا وذاك.

الإعلامي العربي هل هو مجبر على العزف ضمن أوركسترا عالمية واحدة حتى وإن كان المكتوب والمبثوث مجرد نشاز؟

الإعلامي العربي في زحمة القنوات العربية ومع الفرص العديدة التي تتاح أمامه طبعاً لكي يتنقل من قناة إلى أخرى هل يحظى بدور رسولي توعوي إصلاحي في صلب المجتمعات العربية أم أنه مجرد كاتب عمومي، كما قال أحد زملائي في (الجزيرة) هو فقط أداة ينفذ ما يطلب منه. أسئلة وأسئلة محيرة فعلاً.

مع مطلع القرن الحادي والعشرين تحتل القنوات الفضائية العربية موقعاً صارخاً في الأقمار الاصطناعية إذ يفوق عددها أربعاً وثمانين محطة وهو رقم قياسي مرشح للزيادة إلى الضعف في السنوات القليلة القادمة أمام إغراءات المدن الإعلامية وتطور تكنولوجيا الإعلام وتبسيطها إضافة إلى تزايد أطماع القوى العالمية في المنطقة العربية ومستقبلها.

هذه القنوات جميعها تتوالى قذف ذهن المشاهد الذي تسمَّر أمام الشاشة مدهوشاً بما يأسر البصر والألباب دون أن يعطي الفرصة لقراءة متأنية لما يرى أو لتفكير عميق به.

سهل جداً على أي إعلامي أن يتنقل من قناة إلى أخرى وسهل جداً على أي إعلامي أن يطل على الجمهور العربي أينما كان فزماننا فعلاً هو زمن الريموت كنترول.

سهل جداً على أي إعلامي أن يكسب لقمة عيشه لكنه صعب جداً على أي إعلامي أن يفهم بالضبط ما يحدث في الساحة الإعلامية العربية اليوم.

سهل جداً أن يتجرأ أي إعلامي ويطرح أي موضوع، أي ملف، أي قضية وصعب جداً بل -لكي أكون معتدلة في هذا الرأي- نادرٌ جداً أن يفتح إعلامي ملف الإعلام ويبحث في الخلل في الإعلام نفسه، عن الخلل في جهاز الإعلام نفسه. لم يسلم أحد من لسان الإعلاميين وكأنهم المصلحون الوحيدون في هذه الأزمة، ولكن يتهرب دائماً هذا الإعلامي من النقد وتتهرب أجهزة الإعلام من النقد.

هذا هو موضوعنا أيها الإخوة الأعزاء ضمن الحلقة الأولى والحلقة الثانية أيضاً عن القنوات العربية المرئية إلى أين تتوجه؟ ما الخلل فيها؟ ما الخلل في صانعيها؟ وما هو المرجو منها في إطار هذه الفوضى التي نشهدها في الإعلام والتي تتأرجح بين ظاهرتين الإثارة الحسية أو الكابريهات المفتوحة وبين ظاهرة الإثارة الكلامية أو ما يسمى على لسان البعض بصراع الديكة. مرحباً بكم في إشراقات.

[مشهد من مسرحية]

موقع الإعلام العربي في ظل الفوضى التي يعيشها

كوثر البشراوي: أين نحن؟ أين موقعنا من هذا الإعلام؟

محمد السنعوسي (إعلامي كويتي – تليفزيون دولة الكويت): سؤالك سؤال ليس بالأمر السهل اختصاره، لأن الإجابة على سؤال مثل هذا النوع عليك أن تتهمي..

كوثر البشراوي: الجميع..

محمد السنعوسي: كل الحلقة الدائرة من متلقي، إلى إعلامي، إلى الإعلام وإلى نتاج المجتمع، وهكذا القائمة طويلة في من نتهم، نحن نعاني من مجتمع معزول ما عدا القنوات الفضائية هي التي تقوم في دور -بدون مبالغة- لعله دور توحيدي، لعله دور معلوماتي، لعله دور ثقافي وإثراء ثقافي يمكن يفوق عن جهد الجامعة العربية، إذا أتينا إلى المجتمع، فالمجتمع العربي ليس حقيقة ولا يجب أن نجامل بأنه مجتمع نعتبره متخلفاً في مجمله، البطالة وصلت إلى 75% كما يُقال، والإحصائيات الأخيرة تقول كذا، دور المرأة في مجتمعاتنا العربية والتخلف الذي تعيش فيه، الفقر والتحدي والجري حول لقمة العيش وليس إلى الدش لأستمع أو لهذه، وهكذا، فالمجتمع كذلك يعيش بأمية، ليس أمية القراءة والكتابة فقط، بل أمية التعامل مع العصر الحديث وهكذا.

كوثر البشراوي: مع السرعة يعني..

نبيل المالح (مخرج سوري): يعني هو السؤال تبعك كتير لطيف، يعني يكتب فيه 4 كتب ويقال بأربع جمل.

كوثر البشراوي: ويالله يسمعوه.. يقرأوا..

نبيل المالح: نعم، فبقناعتي بإنه حالة تصلح للتشخيص الطبي وضعنا العام العربي، يعني ما يُسمى بفصام الشخصية صاير واقعياً بس على مستوى الملايين، فيه عالم نراه ليس لنا علاقة فيه، وفيه عالم نعيشه ليس لمن يعبر عنه علاقة بما نعيش، فانخلق واقعين، فيه واقع إعلامي ليس له علاقة بالواقع المعاش للبشر نهائياً، فعملياً بتصير هي النكتة هي في المفارقة، الإعلام العربي يبدو وكأنه لم يعد في الإمكان أفضل مما كان، ويبدو وكأنه يعني ما الذي يريده العرب أفضل مما هم فيه؟

علي جابر (مدير عام قنوات المستقبل والزين- لبنان): طولوا بالكم يا جماعة، الإعلام ليس هو الإعلام اللي أنتو بتشوفوه عبر.. عبر الفضائيات العربية، الإعلام بمحل آخر ونحن كإعلاميين عرب وتليفزيونيين عرب عندنا المهمة إنه نجرب نشيل ننتشل الإعلام.. التليفزيون العربي من واقعه المأساوي هلا لحتى نقدر مش بس نخاطب عبر التليفزيون في مجتمعنا العربي، نخاطب العالم كمان.

بها المستوى عن الإعلام التليفزيوني العربي ما بنقدر نخاطب حد، لا مجتمعاتنا ولا مجتمعات غيرنا.

د. أحمد الربعي (سياسي كويتي): بحجة تنافس بين بعض الفضائيات العربية نتطرف، أما في قضايا الجنس أو في قضايا الأغاني الهابطة، أو في حوارات لا معنى لها والهدف منها الإثارة أكثر من أي شيء آخر، هذه هي مشكلة أولى.

المشكلة الثانية أن هناك تصفية حسابات غير مرئية بين عدد من الفضائيات والتليفزيونات العربية، أنا أريد أن اقتص من التليفزيون الفلاني اللي يمثل الدولة الفلانية، لأنه في اليوم الفلاني وضع برنامج أو لقطة المقصود فيها الإساءة لي، فإذن خلينا ننتظر اللحظة المناسبة لأسيء للطرف الآخر بهذه الطريقة، الحوار اللي حذرنا منه قبل قليل، حوار الديكة، صراع الديكة أيضاً أعتقد هذا منظر يعني سيئ جداً ومع الأسف بدلاً من أن يعني يقل بدأ ينتشر بشكل أكثر وبدأ الناس تتنافس عليه، والناس في مجتمعات مثل مجتمعاتنا تحب هذا النوع من.. من الشحن والشد و.. والخوف الذي تحول إلى ثقافة لجيل جديد. حتى الآن في رأيي الفضائيات العربية لا شخصية لها.

كوثر البشراوي: أحاول تلخيص نسبة الآراء الموجودة في الحلقة هذه والحلقة المقبلة حول الإعلام، أجد أنه هناك اتفاق حول ظاهرة اللاتوازن أو هذا الشطط في الإعلام، يعني هناك تطرف، يا إما تطرف بمفهوم اللحظة الحسية الآنية المنفتحة وهي أيضاً صدمة بالنسبة لمجتمع عربي لما تصبح بناته عرايا على التليفزيون، وصدمة أخرى وتطرف من نوع آخر اللي هو هذا الصراخ وهذا ما يُسمى بالنعيق ويعني صراع الديكة.

د. فيصل القاسم (إعلامي سوري- قناة الجزيرة): صح، O.K أنت تريدين أن تقولي أن الإعلام العربي ينقسم إلى قسمين، أو يلعب –بعبارة أخرى- على مكبوتين: المكبوت الاجتماعي بين قوسين (الجنسي)، والمكبوت السياسي، البعض يعني يروج لثقافة التعري وثقافة الهشِّك بشِّك.

كوثر البشراوي: وكلاهما ثقافة البهلوان.

د. فيصل القاسم: لا أختلف معكِ، والثقافة الأخرى هي الثقافة السياسية، أنا أريد أن أدخل في نقطة مهمة جداً هنا، لماذا أخذنا عن الغرب جل ثقافة الهشِّك بشِّك الإعلامية، نحن إذا نظرتِ الآن إلى الثقافة الجادة في التليفزيونات العربية مقارنة بالثقافة الهابطة تجدين أنها 5% إذا لم تكن أقل، أخذنا من الغرب أتفه ما في إعلامه، أخذنا ما في الغرب أتفه ما في ثقافته، وهي ثقافة الهشِّك بشِّك، الثقافة الشعبية الهابطة، الثقافة التي لا هم لها إلا.. إلا يعني إشباع الغرائز –إذا صح التعبير- والهبوط بالعقل البشري إلى.. إلى أدنى مستوياته، ثقافة تزييف الوعي، ثقافة إفراغ العقل العربي مما فيه، ثقافة..

كوثر البشراوي: ثقافة أيضاً القمار الآن.

د. فيصل القاسم: ثقافة.. وثقافة القمار، كل شيء، يعني لماذا.. لماذا كل هذا مسموح؟ يعني انظري الآن عشرات التليفزيونات العربية لا هم لها إلا أن.. عشرات التليفزيونات، مئات الصحف العربية، مئات المجلات العربية ذات الألوان الجميلة والمضمون الفاقع والفارغ والكذا..

كوثر البشراوي: والميزانيات الضخمة.

د. فيصل القاسم: والميزانيات الضخمة، كم من المليارات العربية تصرف على تزييف العقل العربي؟ كم من المليارات العربية تصرف على.. على تغييب العقل العربي؟ كل هذا أخذناه من الغرب، كل ذلك أخذناه من الغرب يعني..

كوثر البشراوي: من الفيديو كليب.

د. فيصل القاسم: من الفيديو كليب إلى برامج الترفيه، يعني أنا أريد أن أسأل كما هو الحال في الغرب نسبة البرامج الممتازة والجادة وإلى ما هنالك قليلة جداً، لهذا مثلاً تجدين مطربة هابطة ساقطة بنت ستين ألف.. كذا، تجد لها ألف فرصة على صدر هذه المجلة أو على هذه الشاشة أو تلك، والمثقف العربي أو المثقف الذي يريد أن يطرح رأياً سياسياً جاداً يعيش في غياهب السجون أو لا يسمح له بأن ينبس ببنت شفة، نحن أخذنا كل ذلك 70%، 80% من ثقافتنا التليفزيونية العربية الموجودة الآن من الغرب الهشِّك بشِّك، لماذا تستكثرون علينا أن نأخذ من الغرب 5%، من ثقافة الحوار، من الثقافة السياسية إلى ما هنالك يا كوثر البشراوي؟!

الحاج نايف كريم (رئيس مجلس إدارة قناة المنار- لبنان): هو في الغالب إعلام يحاول أن يمارس التقليد للإعلام الغربي، وهو تقليد برأيي فاشل لأنه يعني لا يمكن تستورد أفكار من الغرب تمثل ثقافة الغرب وقيم الغرب وأخلاقياته وبالتالي هي نتاج مجتمع الغرب ومحاولة إسقاطها على المجتمع العربي وفي الشارع العربي، لابد حتى يكون هناك نجاح في العمل الإعلامي العربي أن يكون هناك تجربة تنهض من.. ومن الواقع العربي، من ثقافة الإنسان العربي، من شخصية الإنسان العربي، من تراثه، من تاريخه، وتعبر عن تطلعاته والمستقبل الذي يطمح إليه ليكون شريك فعلي في إنتاج الصورة على مستوى العالم ويثري هذا الدفق الإعلامي العالمي بنموذجه الخاص بعيداً عن التقليد، أو بعيداً عن الأساليب التي لا تحاكي أسلوب الصورة، يعني نحن نعرف أن لغة التليفزيون اليوم هي لغة الصورة، لكن في كثير من وسائلنا الإعلامية المتلفزة مازالت تستخدم لغة المنبر، لغة الخطابة، لغة.. اللغة الإذاعية تستحضرها إلى التلفاز، أو لغات للسُّبل أو الوسائل الإعلامية التي كانت ما قبل لغة الصورة وتحاول أن تقدمها في.. من خلال المنبر التليفزيوني، وهذا جزء يعني من أسباب فشل بعض وسائل الإعلام العربي، أو معظم وسائل الإعلام العربي أنه ليس هناك إجادة فعلية حتى الآن للغة الصورة والإيحاءات التي يمكن أن يستفاد منها في لغة الصورة لإيصال رسالة معينة.

حسن. م. يوسف (كاتب وصحفي سوري): القضية يجب علينا أن نفكر بماذا نريد، مَنْ نحن؟ ولماذا هذه المحطات الفضائية؟ يبدو أن هناك ناس لا يريدون لنا أن نسأل أنفسنا مَنْ نحن؟ وماذا نريد؟ هناك ناس يريدون أن نزمن النوم، يريدون استخدام التليفزيون، شاشة التليفزيون كحبة منوم يأخذها المواطن وينام.

الناس لديهم ثقافة فعلاً.

كوثر البشراوي: بصرية.

حسن. م. يوسف: ثقافة بصرية وهم يحسنون قراءة الصورة جيداً، ولكن هناك تسلل في الصورة التي تقدَّم على الشاشات الفضائية، نحن نقدم كلاماً إيجابياً لمصلحة قضيتنا ونستخدم صورة معادية لقضيتنا، جاهلين أن صورة واحدة تعادل عشرة آلاف كلمة، أحياناً نأخذ من رويتر أو من (أسوشيتد برس) أو نأخذ من C.N.N نأخذ من هذه المحطات صور، ونحن نعتقد أننا قد.. عندما نعيد صياغة الخبر بما يوافق وجهة نظرنا نعتقد أننا بذلك قد تمكنا من أوقفنا تأثير الصورة، ولكن هذا خطأ، نحن نساهم في الخبر بنسبة محدودة جداً. بنسبة واحد بالألف، لأن كما قلت لك صورة واحدة تعادل عشرة آلاف كلمة، وهذا تسلل، الآن إذا سرتي في الشوارع العربية سوف تجدين شباب يلبسون قبعات بالعكس، إذا استوقفت واحد منهم وسألتيه: لماذا تلبس هذه القبعة بالعكس؟ قد.. إذا كان ذكياً قد يجيبك إنه هو يقلد الأبطال الأميركان الذين يراهم في التليفزيون، وقد يقدم لك أي إجابة أخرى، عملياً نحن نتعرض لحالة من الإعلام غير المتوازن، ما نقدمه على شاشتنا..

كوثر البشراوي: لا يشبه مجتمعنا.

حسن. م. يوسف: لا يشبه مجتمعنا، ولا يعبر عن ثقافة مجتمعنا بحيث أن شخصية مثل توم وجيري أشهر من عنترة بن شداد وأشهر من أي بطل أسطوري عربي وهذه إهانة لنا.

يعني نحن مع الأسف ننمي أجيالنا على ثقافة أخرى، والآن هناك ظاهرة جديدة هي ظاهرة الدبلجة، نحضر مسلسلات مصورة في بلدان أخرى ونعيد إنتاج الكلام، ونحن نقدم هذه الصور على.. هذه المسلسلات نقدمها في تليفزيوناتنا لكي نعزز الانفصام، هذا ينتج انفصام شخصية.

كوثر البشراوي: ألسنا جزء من هذه الإنسانية والقرية الكونية؟

حسن. م. يوسف: نعم.

كوثر البشراوي: ألسنا جزء من هذه الإنسانية والقرية الكونية التي نتلاعب بهما المصلحين بأننا..؟

حسن. م. يوسف: نحن جزء من الإنسانية حقاً، ولكننا أنا برأيي يجب أن نأخذ بنصيحة (طاغور) يقول: "أريد أن أفتح نوافذي على الجهات الأربع، على الرياح الأربع، ولكنني لا أسمح لأي منها أن يقتلعني من جذوري"، نحن شعب لنا خواصنا الحضارية والثقافية، لنا هويتنا، نحن.. أنا مع الانفتاح، أن نرى كل شيء، ولكن أن لا ننسى أنفسنا، أن نضيع وجوهنا، هذه كارثة، يعني ما.. ما يحدث هو إنه حصة، يعني صورة المواطن العربي على الشاشة غائبة، نحن لا نساعد أبناءنا على أن يحافظوا على حبهم لنا ولثقافتهم، على أن يعرفوا ديك الجن الحمصي أكثر مثلاً من.. من شخصية.. خذي أي شخص في الغرب.

كوثر البشراوي: سوبرمان.

حسن. م. يوسف: سوبرمان مثلاً، يعني أعتقد إنه سوبرمان هو أسطورة ضعيفة وغير مقنعة، وليس لها بُعد اجتماعي، بدليل إنه سوبرمان الممثل الذي كان يؤدي دور سوبرمان أصبح مشلولاً.

كوثر البشراوي: مشلولاً!

حسن. م. يوسف: الواقع نفسه، الحياة نفسها سخرت من هذه التوليفة الأميركية المزورة، في حين أن مثلاً عنترة بن شداد هو إنسان حقيقي، إنسان حقيقي صنع نفسه بالعمل وبقوة الذكاء البشري وفرض قيمه، وفرض إرادته على الظروف، وبالتالي نحن ننسى هذا الشخص ونقدم ظلال، أوهام.

[مشهد من مسلسل]

أمل العبد الله (إعلامية كويتية): بهذا الكم والسيل الرهيب من المحطات الفضائية التي يفتح الأطفال والأم التليفزيون ويجلسوا أمامه.

كوثر البشراوي: صبح وليل.

أمال العبد الله: ليتغذوا ويتعشوا ويشربوا شاي العصر و.. أما هذا التليفزيون، إذن هي الأسرة، يعني المفروض تبدأ تنتبه لهذا لأن هناك ناقوس خطر يدق على أبوابنا فلننتبه، وهذا طبعاً إحنا أخطأنا كعالم عربي لا نتدارك الأمر من بدايته، ولكن عندما تقع الكارثة نبتدئ بالصياح.

محمد كريشان (إعلامي تونسي- قناة الجزيرة): أنا لست من الذين يطلقون صيحات الفزع من أن الفضائيات والميوعة في الفضائيات والأغاني، أنا أعتقد بأن آن لنا أن نتعاطى مع الواقع بمختلف تلويناته، هناك النقاش السياسي، هناك الأخبار، هناك المنوعات، هناك الأفلام، هناك الكليبات، العالم متعدد والحياة متعددة، لا الأغاني كلها تصنع الحياة ولا الأخبار كلها تصنع الحياة، وأعتقد أن الحياة بتعدديتها تحتاج إلى تعددية في.. في الأذواق وتعددية في الاهتمامات وأعتقد أنه هذا أمر عادي ولست من أولئك الذين يصرخون من هذه الفضائيات الإخبارية لأنها متآمرة وتدس السم في العسل، ولست من أولئك الذين يصرخون خوفاً على ما يصفونه بالأخلاق الحميدة والذوق العام، أعتقد بأن الكل في النهاية..

كوثر البشراوي: جزء من حقيقة..

محمد كريشان: جزء من حقيقة وجزء من واقع علينا أن نتعاطى معه.

زاهي وهبي (إعلامي لبناني- تليفزيون المستقبل): هناك فهم خاطئ للمشاهد العربي من قِبَل صُنَّاع -لنستعمل بدل مدراء وبدل مقدمين صُنَّاع، يعني- المادة التليفزيونية يعتبرون أن المشاهد العربي هو مشاهد لا يفكر إلا بغرائزه وإلا بشهواته، وإلا بـ..

كوثر البشراوي: بالصراخ.

زاهي وهبي: يعني.. ولا يعني مع العلم أن المشاهد العربي يعني أنا عندي ثقة بالمشاهد العربي، وأعتقد أن المشاهد العربي ولو بالفطرة يعني حتى لو لم يكن مثقفاً ولو بالسليقة، ولو بالتواتر بما ورثه عن الآباء والأجداد والأسلاف و.. و.. و.. إلى آخره هو مشاهد ينحاز إلى المادة الجيدة، لكن أين هي هذه المادة حتى ينحاز إليها؟ من الطبيعي أن.. أن يلحق يعني أو أن يشاهد ما يقدم.. ما يقدم إليه، نحن لا نعطيه خيار المفاضلة.

كوثر البشراوي: صحيح.

زاهي وهبي: لا نعطيه حرية الاختيار، نحن نفرض عليه يعني نوعية واحدة من.. من البرامج.

د. فيصل القاسم: كل ما في الأمر أن العرب ركبوا موجة الستالايت، موجة الأقمار الصناعية، بعضهم اشترى أقماراً صناعية، البعض الآخر حجز أماكن له على الأقمار الصناعية، ونقل عفنه الإعلامي الأرضي إلى السماء أو إلى الفضاء ليس إلا.

كوثر البشراوي: دكتور هناك من يتهم بعض الاتجاهات الإسلامية بعرقلة مشروع الانفتاح وتكنولوجيا الانفتاح، رأس المال الانفتاح، فضائيات انفتاح شئنا ذلك أم أبينا، كيف تجيب على هذه التهمة؟

د. وليد الطبطبائي (نائب إسلامي كويتي): طبعاً إحنا كإسلاميين في الكويت وغير الكويت نحاول أن نقلل من التأثير السلبي لثورة الاتصالات والفضائيات وتأثيرها، نحاول إن يكون فيه إعلام جاد، ويعني إمكانياتنا محدودة لمقاومة هذا الشيء، لكن صوت الحق ينتصر في النهاية، الآن بدأ المحطات الجادة بدأ يصير لها سوق، يعني الآن مثلاً قناة مثل قناة (الجزيرة) يتابعها أكثر من 70 مليون في اليوم، وفيه محطات تتابع لأنها فيها إسفاف أيضاً فيه لها متابعين، وفيه محطات اللي بالنص متابعينها قليلين، بأعتقد إنه الثقافة الجادة لها سوقها وفي النهاية يعني المسألة الناس ما هم كلهم عبيد الشهوات وما عبيد لـ..، لكن أنا أقصد إحنا ممكن نحاول نوجه، نتصل بالمثقفين، نتصل بالمسؤولين، بالكلمة الحسنة نحاول نوجه، نوعي، هذا دورنا، طبعاً إحنا الآن موضوع مثلاً الفيديو كليب هذا مأساة، أنا طلبت هنا أن وزير الإعلام إنه يوقف موضوع الفيديو كليب، يعني هذا تجارة رخيصة، أيش علاقة الأغنية برقص الفتيات، اليوم يجيبوا مجموعة يشيلوها مما يحصل بالأسف في محطاتنا كباريهات على الهواء، صارت محطاتنا هي ثقافة الهشك بشك أو الوحدة ونص..

كوثر البشراوي: وجميل على رجل مثلك أبو لحية يحكي هشك بشك.

د. وليد الطبطبائي: والله أنا..

كوثر البشراوي: هذا قاموس العصر، على رأيك.

د. وليد الطبطبائي: والله قاموس العصر، للأسف محطاتنا صارت محطات كباريهات على الهواء.

المرأة في الإعلام العربي

كوثر البشراوي: بعد رأي الدكتور وليد الطبطبائي (ممثل الاتجاه السلفي في مجلس النواب الكويتي) الذي أشار إلى ظاهرة الهشك بشك والكباريهات المفتوحة نستمر مع ملف اليوم، طبعاً ملف الإعلام ونمر الآن إلى موضوع المرأة في الإعلام العربي، ونلحظ جميعاً أن المرأة مع كل أسف نسبة كبيرة تستخدم كسنارة، فعلاً كسنارة لجلب الجمهور ولجلب المعلن، ومن الضروري أن ألفت انتباهكم إلى أن العديد من الإعلاميات العربيات تتبرأ من هذه الظاهرة طبعاً هي ظاهرة مؤسفة ويأسف لها حتى الكثير من جمهورنا الكريم، لن أطيل أكثر في الحديث عن هذه الظاهرة التي تذكرنا بسوق النخاسين حيث نستخدم فقط مفاتن ومحاسن المرأة، لن أطيل في هذه الثرثرة وأترك الكلمة لضيوف برنامج (إشراقات).

كيف تفسر توجه الإعلاميين العرب غير اللبنانيين إلى بيروت لفقط إبراز جانب بسيط من لبنان وهو كباريهات من لبنان؟ هل هذا.. هل هذا يعني تقبلوه أنتم كلبنانيين، كصورة لبلد بأسره؟

الحاج نايف كريم: يعني مع الأسف يمكن قبل حوالي أربع أو خمس سنوات خروج بعض الفضائيات اللبنانية.

كوثر البشراوي: وغير لبنانية.

الحاج نايف كريم: إلى الخارج والصورة التي قدمتها على مدى 4 أو 5 سنوات عن لبنان ربما كرَّس هذا انطباعاً شريحة واسعة من الناس أنه وكأنه في لبنان ليس فيه إلا كابريهات كما عبرتِ، لأنه البعض كمان سبق أن عبر بأنه القنوات الفضائية اللبنانية، قبل أن تطل قناة المنار وكأنها يعني كازينوهات مفتوحة على الهواء مباشرة.

كوثر البشراوي: صحيح.

الحاج نايف كريم: مع الأسف هناك يعني أداء إعلامي ساهم بهذه الصورة السلبية، ثم أن يعني في لبنان تاريخياً كان معروف أنه يعني كبلد قبل أحداث الـ 75 أنه بلد يعني يشكل محطة العرب وفندق العرب وكباريه العرب وما شابه من.. من نماذج وأمثلة كانت تطلق، البعض يعني يحن تلك المرحلة السابقة ويحاول أن يعيد إنتاج لبنان على تلك الصورة الماضية، لكن نحن نقول أن الصورة السابقة للبنان راحت إلى غير رجعة، وهناك يعني صورة جديدة ينبغي أن تبنى عن لبنان تأخذ بعين الاعتبار، لا نريد لفريق أن يأخذ الصورة.. صورة، يعني أن يضفي صورته على كل الواقع اللبناني، في لبنان هناك صور متعددة، هناك تنوع، هناك تعدد، على الأقل من يريد أن يتطلع إلى الساحة اللبنانية ينبغي أن يتطلع إليها بهذا التعدد وهذا التنوع، ويرتكب جريمة بحق لبنان من يقدمه بصورة أحادية، من يقدمه على أنه كله ملتزم دينياً هذا مخطئ، ومن يقدمه على أنه كباريه وكازينو، مجرد كازينو أيضاً هذا مخطئ ويرتكب جريمة بحق لبنان، من الواضح أن في لبنان تنوع، واليوم يعني من خلال بعد إطلال قناة (المنار) أصبح واضح أكثر مدى التنوع الموجود على الساحة اللبنانية.

علي جابر: هو الإعلام العربي جزء من الإعلام العالمي، والإعلام العالمي هايدا النقاش موجود فيه دائماً إنه هل استعمال المرأة وجسد المرأة وكل الموضوع هيك المسائل المثيرة؟ هل استعمالها هو شغلة عاطلة أم مليحة؟ اللي أنا بأعتقده إنه الوسيلة الإعلامية هي تعتمد بشكل أساسي على الجماليات، والمرأة جزء من الجماليات يعني استعمالها إلى حدٍ ما بطريقة طبيعية وليست مبتذلة شغلة مليحة مش شاغلة عاطلة، هلاَّ مثل ما قلتِ أنتِ في العالم العربي شاطرين كتير بيتهموا يعني الاتهامات شاطرين فيها كتير.

كوثر البشراوي: والأدلة موجودة يا أستاذ حامد..

علي جابر: بس شاطرين كتير، مش عم بأحكي عن الأدلة إنه..

كوثر البشراوي: لا نبرر.. لا نغطي الشمس بغربال يعني مش منطق.

علي جابر: آه بس أنا اللي عم أقول لك إياه إنه يعني ليس كل ما يتهم به الإعلام هو مضبوط، يعني بالنهاية إذا بينت مرأة على الشاشة مش معناته إنه فيه استغلال للمرأة، مش بكل الأحوال، هناك بعض المناطق الأساسية المحدودة والبرامج المحدودة حيث تدخل المرأة كعامل إثارة لجلب المشاهد، وهايدي شغلة أنا بأقول لك يعني إذا تعممت وصارت هي.. هي الأساس غلط، ولكن كمان مش غلط إنه نمنع المرأة عن ظهور عن الشاشة ونخلي كلهم هادول الشباب الديناصورات اللي عم بتحكي عنهم يكونوا موجودين هن فقط ممنوع حد يحكي إلا هن.

كوثر البشراوي: ظاهرة السيدة المحجبة على الإعلام العربي قد تكون ظاهرة من ظواهر التطرف والرجعية وما إلى ذلك، كيف تدافعين عن نفسك أنتِ كمرأة متشبثة باحترامك لذاتك قبل ما يكون احترامك للجمهور؟

فاطمة بدير (إعلامية لبنانية- قناة المنار): يعني هم شاهدوا المرأة المحجبة اللي خرجت بصورتها العادية الطبيعية دون أي تكلف، دون أي تبرج، بالعكس خرجت لتعطي الجانب الآخر اللي حجبوه عن المرأة ومنعوه، يعني نحن نعرف إنه المرأة قدمت بالسنوات الأخيرة كسلعة للأسف يعني، وفيه كتير فتيات وسيدات ارتضين لأنفسهن هذا الدور اللي هو رجع بهن وبعالم المرأة، فاليوم من يعترض يعني على حجابي؟ من يعترض على..، هل يريدوا هم فعلاً يمكن في باب آخر إذا نظرنا من زاوية أخرى أن هناك قنوات تسعى وتعمل إلى أن تكون المرأة المحجبة هي محجبة بمعنى الكلمة، يعني لا تعرف شيئاً عن العالم الخارجي، محجبة.

كوثر البشراوي: محجبة عقلياً وذهنياً.

فاطمة بدير: محجبة عقلياً، محجبة ذهنياً، من.. من هذه الزاوية هم يسعون فعلاً إلى إعطاء صورة سيئة مشوشة، يعني ثقي فعلاً إنهم حين يرون امرأة مسلمة أولاً عربية محجبة، عندها نوع من الثقافة.

كوثر البشراوي: ومحترفة.

فاطمة بدير: وعندها نوع من الإطلاع وعندها سلاح تستطيع أن تواجه به هم يخافون.

كوثر البشراوي: تذمر من بعض الناس إنه قناة دينية، وهذا التطرف يعود اليوم من نافذة الإعلام، كيف تتصرف وتجيب؟

الحاج نايف كريم: أولاً نحن لسنا قناة دينية، يعني قناة المنار قناة متنوعة.

كوثر البشراوي: هُمَّ حجاب المرأة بالنسبة لهم مثال يعتبر رجعية وتخلف.

الحاج نايف كريم: لأن هذا نتيجة الفهم الخاطئ.. الفهم الخاطئ للدين والتدين بشكل.. بشكل عام، نحن حريصون أولاً، من الواضح أنه قناة المنار تقدم مختلف أنواع البرامج، يعني المنار من الرياضية إلى البرامج الفكاهية، ولكن الفكاهية المتزنة أيضاً، إلى السياسة والاقتصاد والدراما وما شابه، ولكن يعني نحن نعتقد أن النموذج الذي نُطل به عبر قناة المنار ينبغي أن يكون كما قلت نابع من ثقافة وتراث هذا المجتمع.

كوثر البشراوي: المجتمع.

الحاج نايف كريم: ويقدم صورة حضارية عن الناس والأشخاص الذين يتمسكون بهذه الثقافة وبهذا التراث، وبالتالي حجاب.. حجاب المرأة هو جزء من.. من عادات وتقاليد والتزام المرأة العربية على مدى العصور الماضية.

وإبرازها بهذه الطريقة نريد أن نقول من خلاله أن المرأة المحجبة تستطيع أن تكون امرأة حضارية وهي ملتزمة بحجابها وتستطيع أن تكون امرأة متفاعلة مع العصر ومع مقتضياته وضروراته انطلاقاً من التزامها ومن تدينها، وهذا لا يضيرها شيئاً أبداً، وهذا كمان في محاولة لنرد به على كل محاولات التشويه التي طالت المحجبات على مدى العالم العربي والإسلامي بشكل عام وأيضاً فيه رسالة لنقول لوسائل إعلامنا العربية الإسلامية التي مع الأسف ترفض توظيف المحجبات أن الإنسانة المحجبة لا تقل شأناً عمن سواها، فهي خريجة جامعة، وتحمل شهادات، وتعرف تجيد اللغات.

كوثر البشراوي: ومحترفة في الإعلام، احتراف..

الحاج نايف كريم: ومحترفة في العمل الإعلامي، وبالتالي هذا التمييز العنصري الذي يُمارس في وطننا العربي، في قناواتنا الفضائية ضد المرأة المحجبة ينبغي أن نتخلص منه إلى غير رجعة، وإذا كان البعض يدَّعي أن.. أن المحجبة يعني قد تكون إنسانة فاشلة، أعتقد أننا قدمنا له النموذج بأن المحجبة ليست إنسانة فاشلة، وممكن أن تكون ناجحة، لا بل أنجح بكثير من غير.. يعني من بعض غير المحجبات وتستطيع أن تجذب الجمهور بأسلوب رصين وهادئ اعتماداً على رصانتها، على شخصيتها، على.. على قيمتها كإنسان يمتلك عقل وفكر، وليست مجرد يعني أداة للإغراء والإغواء ولمحاولة الجذب بطريقة سيئة ومشوهة تسيء إلى المرأة وتسيء إلى الجمهور الذي يتطلع إلى هذه المرأة قبل أي شيء آخر.

كوثر البشراوي: ليلى سماتي أنا معجبة جداً ولا أخفي ذلك بهذا التقرير الذي عملتيه حول الغوص والتعامل مع الأسماك وأعماق البحار، وأعتقد أنك أول مرأة إعلامية تجرؤ على التصوير وتقديم تقرير من تحت الماء، أنت أيضاً ليلى أول إعلامية دخلتي مجال الرياضة، وهو مجال إلى غاية اليوم نعتقد أنه مجال رجالي بحت، المرأة والإعلام حسب رأيك، هل المرأة فعلاً مضطهدة ومستخدمة بطريقة بشعة في الإعلام، أم أنها تريد ذلك إن شاءت أن تكون الفكر فهي الفكر، إن شاءت أن تكون الميوعة وفقط الوجه فهي فقط الوجه، أم أن ظروف تحتم عليها هذا أو ذاك؟

ليلى سماتي (إعلامية جزائرية- قناة الجزيرة): أنا أظن الأخت كوثر أنه فعلاً في مجال الإعلام العربي الإعلام المرأة موجود من كل شيء يعني، مقدار إذا يسمح الكلام إن هو مطبخ عرفت تجدين كل شيء، ولكن الآن الظاهر إنه المرأة صورة وهي تجارة يعني –إن صح التعبير- عرفت صار تستعمل بصورة أكثر شيء، هذا مايمنعش إنه هناك استثناءات طبعاً، هناك بعض قنوات قدمت من خلالها المرأة العربية، المرأة الإعلامية قبل كل شيء أنها قدرت تفرض نفسها كصورة وكفكر عربي محترف إعلامياً والأمثلة عديدة.

علي جابر: الإثارة هينة مش بس بجسد المرأة فتنة ولا بشيء بالخطاب فيه إثارة، بالكذب فيه إثارة، بإثارة النعرات، يعني بتعرف المجتمع العربي هو مجتمع هيك extinctive.

كوثر البشراوي: غريزي.

علي جابر: يعني غريزي، سهل كتير تثيري ها الغرائز وتحصلي على..

كوثر البشراوي: الغضب.

علي جابر: وهايدي الشغلة بالضبط ونحن ما بنلجأ لها أبداً ولا بأي شكل من الأشكال، ولكن أنا من المؤمنين إنه (…) إذا إعلام عربي ذكي عبر هيك بناء رسالة إعلامية توافق بين الترفيه وبين التثقيف وبين الأخبار وبين (…) طبيعية مش تقيلة ها التقل هايدا اللي.. اللي يعني المجتمع المثقف البث التليفزيوني يتقل فيه ولا الابتذال اللي يُتهم فيه ثلاث أرباع التليفزيونات وخاصة التليفزيونات اللبنانية، أنا بأعتقد إنه الاتهامات هايدي اتهامات بمجملها باطلة، بحد الأدنى مضبوطة.

زاهي وهبي: وأحياناً لاشك يعني تراودنا أفكار بوليسية، أفكار مغامرتية أقول أن هل ما يروَّج له يعني هو.. هو جزء من المؤامرة على هذا العالم العربي وعلى هذه الشعوب العربية؟ يعني مَنْ قال لهم يعني أن.. أن هذه الأسر، أن.. أن آلاف ومئات آلاف وملايين الأسر العربية لا تريد إلا الابتذال ولا تريد إلا السخف ولا تريد إلا.. إلا هذه الثعبنة التي نراها يعني هذه الثعابين التي ترقص أمامنا ليلاً نهاراً.

حسن. م. يوسف: المدراء والمعلنين يتصورون أن بضاعتهم تروج عند طبقات معينة، ولهذا يركزون الخطاب باتجاه هذه الطبقة، ولهذا ترين أن قيم شرائح عربية معينة باتت تفرض نفسها على أقنية تبث من مجتمعات أخرى، بحيث أنكِ تجدين في نفس القناة برنامج فيه عُري شبه فاضح يقدم، إعلان محجب وهذا أيضاً يكرِّس الانفصام.

إعلام القمار وسيطرته على الفضائيات العربية

زاهي وهبي: وهناك استنساخ تليفزيوني رهيب في العالم العربي، كيف نستفيد من برنامج واحد يتكرر على كل المحطات بشكل أو بآخر يعني، يعني اتصل واربح، والربح السريع، والكسب السريع، وتحويل يعني كل.. كل الأشياء.

كوثر البشراوي: كل احباطات الأمة تحولت إلى فرصة حلم بمليون دولار.

زاهي وهبي: بمليون دولار أو بمائة دولار أحياناً أو بأقل من ذلك يعني، بسلاقة بيض أو بعصارة بندورة يعني لا أكثر ولا أقل، يعني تحويل الشعوب العربية إلى.. إلى مقامرين، إلى مجموعة من المقامرين على.. على.. على الهواء، كيف نستفيد؟ لا.. لا أعرف، لا أعرف ما الجدوى من كل.. من كل هذا.

كوثر البشراوي: الإعلام الحديث، إعلام القرن الحادي والعشرين صنع (أوتوبيا) أخرى، تلك الجنة الموعودة، إعلام الصفقة، أو إعلام اقتناص اللحظة أو الفرصة من خلال برنامج مسابقات يعني جماهير تعيش الإحباط والحرمان، ويبقى، وتبقى آمالها معلقة في إمكانية حدوث فرصة، قد يكون نجم يوماً ما، نجم كرة، وقد يتصل بتليفون ياخد مليون دولار، فألم يقتلوا في شعوبنا مفهوم الجهد، مفهوم التعب، مفهوم العمل، مفهوم العلم، يعني وين رايحين في هذا الواقع؟

د. خلدون النقيب (مفكر كويتي): هو يخلق هذه اليوتوبيا، يخلق هذه الجنة عن عمد، لأن أصبح من المستحيل من يجد ويجتهد إلا في مجال ضيق ومحدود جداً أن يستطيع أن يصل الإنسان إلى مستويات من النجاح إذا قيس النجاح بالمال، فلما كان من المستحيل أن يصل الإنسان بالطرق الاعتيادية إلى هذه الجنة الموعودة، العالم اللي ينشأ اللي يُزين له الآن سواءً كان في المجلات ذات الورق الثقيل سواءً كان في مناظر.. منظر النساء ذوات الجسد الجميل (Bella Figura)، في المسلسلات التليفزيونية وغيرها والإعلانات والرموز.. الرموز الرأسمالية والمني ماركت المشهورة، فإذا كان هذا من المستحيل الطريق الوحيد هو طريق الجريمة المنظمة، الفساد المالي والإداري، واليانصيب المليون دولار، المليون درهم؟ المليون من أي عملة أخرى اللي يمكن أن تخلق عالم جديد.

محمد السنعوسي (إعلامي كويتي- تليفزيون دولة الكويت): ليس من الإنصاف أن نتهم بشكل جازم بهذه الاتهامات للقوة الاقتصادية بالتحكم في وسائل الإعلام هذا.

كوثر البشراوي: تعتقد أنه سوق المال غير متهم فيما يحدث؟

محمد السنعوسي: ضروري، سوق المال أمر ضروري لتطور الفكر والفن والأدب وبالذات الإعلام، المال هو من يستطيع استخدامه بشكل أفضل، وفي نفس الوقت القوة الاقتصادية والحس الاقتصادي في استخدامه للإعلام أمر طبيعي وهو المطلوب، ضجة التخصيص والخصخصة في الإعلام هذه التي لا معنى لها في دول كدولنا لأنه لا تستطيعين سواء قبلت أو لم تقبلي بعدم دعم الدولة للثقافة بشكل عام، ولهذا، المال ضروري ومهم ويحتاج هذا المال إلى حُسن إدارة وإلى قدرة إبداعية كذلك لكيفية أن أستخدم هذا المال لأحصل على مال كذلك، هذا التنافس فيه كثيراً من الغث، وفيه كثيراً من الجيد، ولكن لما آجي إلى ناس (Pioneers) استطاعوا أن يضعوا أموال طائلة كبيرة ويفتحوا قنوات فضائية غيرت خريطة التوازن حتى الموجود والأسلوب الموروث الموجود هؤلاء يشكروا وكلهم.. كلهم خليجيين أو من السعودية بالذات، هؤلاء يشكروا على ما فعلوه سواءً على مستوى الصحافة، الكلمة المكتوبة الذي نقرأها في كل مكان هي الصحف هذه، أو سواءً على الستالايت.

حسن. م. يوسف: نحن لدينا حالة انزلاق، نحن لا نتقدم، بل ننزلق على الزمن، حقيقة ننزلق فيه حالة عطالة، فيه حالة عطالة.. عطالة.

محمد بكري (سينمائي ومسرحي فلسطيني): مفروغ منه إني أقول لك إنه الإعلام هي سلاح، والإعلام.. الإعلام هو سلاح والإعلام بيفيد والإعلام.. هذا شيء مفهوم وواضح لكل الناس، اليهود وإسرائيل قامت على الإعلام الكل بيعرف إنه إسرائيل قامت على الإعلام، لولا الإعلام الصهيوني ما قامت إسرائيل في هذه الطريقة، في هذه السرعة اللي قامت فيها، ولولا الإعلام الصهيوني لما كانت النكبة الكبيرة عند اليهود، بدي أحكي لك شغلة، فيه غناية [أغنية] مصرية جديدة يقول له: "أنا بأكره إسرائيل وبأحب حسني مبارك لأنه عقله كبير، بأكره إيهود باراك لأنه دمه تقيل، والدرة لما مات"، أكتر من 4 ملايين نسخة بيعت في مصر، نوال الزغبي مع احترامي لكل المغنيين والمطربين..

كوثر البشراوي: قضيتنا مش المغنيين حالياً.

محمد بكري: مش قضية، القضية إنه الاستهلاك الرخيص للأشياء يسهل على الكسل العربي استقباله، المحطات العربية تقريباً بشكل قاطع جامع ما بيدخلوا الأشياء اللي، يعني أنا بأستطيع أن أضحكك وبنفس الوقت أبكيكي، بنظري هذه التسلية الحقيقية، مش بس أضحكك وأنسيكي أنتي وين موجودة، الكوميديا الفاضية والرخيصة الموجودة في السوق العربي اليوم، ما بدي أذكر أسماء، وهلاَّ أعطيكِ مثل ثاني ومش بأقولها دعاية لنفسي، أنا أعمل فيلم عن النكبة اسمه "1948" ولا محطة عربية رضيت تبث هذا الفيلم مع إنه.. مع إنه بتضحكي في الفيلم رغم إنه بأحكي عن نكبة فلسطين، بينما أفلام عربية رخيصة وشغلات ترفيهية موجودة بكثرة ومش كثرة وبكثرة ومن يربح المليون كل يوم والتاني ناس بتروح تربح المليون، مع احترامي للملايين اللي بتحب تربح ملايين، تعني بس والله ما هي ها القضية تمسنا يعني فيه قضايا اللي هي أسخن هناك بكتير، وفيه ناس عم بتموت من الجوع، وفيه ناس عم بتموت بالرصاص، وفيه ناس عمال تسجن.

كوثر البشراوي: بالجهل.

محمد بكري: تسجن، فيه ناس عمال بتتقطع ما مكن توصيلها بعدين، وفيه ناس عم بتضيع، فيه جيل كامل عم بيضيع، يعني الحمد لله بأقول إنه صارت الانتفاضة الثانية مثلاً، الحمد لله إنه صارت الانتفاضة التانية في الـ 48 وفي الضفة اللي توعي الجيل الجديد اللي قرب ينسى مين هو يعني، شكراً يا إسرائيل اللي طختينا عشان نصحى مين إحنا.

كوثر البشراوي: الحديث ذو شجون، وللحديث بقية والبقية في الحلقة المقبلة إن شاء الله، طبعاً لم ننهي حديثنا عن ملف الإعلام العربي، وفي الحلقة المقبلة سنتحدث عن ظاهرة الإثارة السياسية التي توصف بصراع الديكة وتوصف أيضاً بثقافة الفتنة، كما نتطرق أيضاً إلى موضوع الإعلامي العربي من هو؟ ما الخلل فيه؟ وما هو المطلوب منه؟ أعتقد أن هذا الموضوع هو فعلاً موضوع مغري، لذلك أرجو أن تكونوا مرافقين لنا في الحلقة المقبلة بحول الله.

[في الحلقة المقبلة]

د. فيصل القاسم: أنا لا أختلف معكِ، هناك الكثير من النفاق فينا نحن العرب وفي الذين يتشدقون بالديمقراطية والحرية وإلى ما هنالك تجدين رئيساً أو مديراً أو كذا يتشدق بالديمقراطية أو كذا، وعندما تدخلين معه في أبسط الخلافات يتحول إلى فرعون بن فرعون.

حسن. م. حسن: نحن نتصارع على شاشات التليفزيون أو في.. في المحطات الرسمية نتبادل المجاملات والكذب، نكذب بعيون مفتوحة وبابتسامة عريضة.

الإعلامي العربي هل هو مجبر على العزف ضمن أوركسترا عالمية واحدة حتى وإن كان المكتوب والمبثوث مجرد نشاز؟ ومع الفرص العديدة التي تتاح أمامه لكي يتنقل من قناة إلى أخرى هل يحظى بدور إصلاحي في المجتمعات العربية؟