إشراقات

الإعلام العربي إلى أين؟ (الجزالثاني)

ما مدى حرية المدن الإعلامية الجديدة التي بدأت تنتشر في العالم العربي؟ وكيف يرى الإعلاميون أنفسهم؟ وما أسباب تدهور مستوى الإعلام العربي وانخراطه في الترويج للقضايا الهامشية والأغاني الهابطة وابتعاده عن قضايا الأمة الأساسية؟.
مقدم الحلقة: كوثر البشراوي
ضيوف الحلقة: عدة شخصيات
تاريخ الحلقة: 11/01/2002

– ظاهرة الإثارة السياسية في الإعلام العربي وماذا وراءها؟
– الحرية الإعلامية والتوجه للتكتلات الإعلامية
– الإعلامي العربي.. خلفياته.. عيوبه.. مستقبله

undefined
undefined
undefined
undefined
undefined

كوثر البشراوي: أصدقاءنا المشاهدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً بكم جميعاً في برنامجكم إشراقات.

في هذه الحلقة الثانية نستمر مع الجزء الثاني من الملف الذي بدأنا طرحه الأسبوع الماضي وهو ملف الإعلام العربي المرئي إلى أين يتوجه، سبق وأن طرحنا في الحلقة الماضية محاور مهمة، من أهم هذه المحاور موضوع رأس المال الذي يسند ويدعم طبعاً أي إنتاج إعلامي، كما تطرقنا إلى موضوع المرأة التي تستخدم أسوأ استخدام في هذا الجهاز الإعلامي، اليوم نتطرق إلى نقطة مهمة، وهي ظاهرة الإثارة السياسية التي توصف بصراع الديكة وتوصف أيضاً بثقافة الفتنة، كما نطرح السؤال الكبير الإعلامي العربي من هو؟ من أين هو قادم؟ ما هي عيوبه؟ وما هو متوقع منه؟

ظاهرة الإثارة السياسية في الإعلام العربي وماذا وراءها؟

[جزء من برنامج الاتجاه المعاكس]

رضا مالك: هذا كلام فارغ..

د. فيصل القاسم: يا سيد رضا مالك يا سيد رضا مالك أرجوك أنني.

[حوار متداخل غير مفهوم]

رضا مالك: أنا لا أتكلم مع المحرضين، لا أتكلم مع المحرضين.

يحيى أبو زكريا: هذا ضعف.. هذا ضعف.

د. فيصل القاسم: يا سيد رضا مالك.

رضا مالك: الذين يستعملون الأكاذب.

يحيى أبو زكريا: هذا سقوط.

رضا مالك: ويأتون وأنا أحتج.

يحيى أبو زكريا: هذا انهيار.

رضا مالك: على هذه.. على هذه اللي تسموها، أنا أحتج بقوة على ها الكلام .

د. فيصل القاسم: طب احتج، لا مانع أن تحتج يا سيد رضا مالك.

رضا مالك: على هذه الأكاذيب.

د. فيصل القاسم: لديك كل الحرية أن تحتج وترد.

رضا مالك: وأؤكد أن هذه الحصة أو هذه القناة بتاع، اللي تسمى يعني بالجزيرة إذا كان أصبحت يعني محل تهريج وأكاذيب.

د. فيصل القاسم: يا سيد رضا مالك.. يا سيد رضا مالك.

رضا مالك: فأنا أقول لكم من الآن السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..

د. فيصل القاسم: بدلاً.. بدلاً من أن توجه بدلاً من أن توجه الانتقاد إلى المحطة والبرنامج أرجوك أن ترد على الكلام..

رضا مالك: لا.. لا .. غير مقبول أبداً..

د. فيصل القاسم: أرجوك أن ترد على الكلام..

رضا مالك: لا.. لا.. أبداً.

يحيى أبو زكريا: هذا ضعف.. هذا ضعف واستسلام.

* * * *

الضيف 1: أنت الفاسد الأكبر وأنت الكاذب الأكبر..

الضيف 2: أنت الفاسد والكاذب وأنت اللص والمختلس.

د. فيصل القاسم: يا جماعة.. يا جماعة.

الضيف 2: وأنت الملاحق أساساً..

د. فيصل القاسم: يا جماعة يا جماعة.

الضيف 2: أنت المتهم الذي سعيت أن تحمى.

د. فيصل القاسم: طب يا جماعة.. يا جماعة طب يا سيد يا سيد يا سيد.

الضيف 2: وأنت المختلس والنصاب وأنت المتهم الذي حماك سيدك..

الضيف 1: شكراً..

الضيف 2: أنت النصاب والمتهم.

د. فيصل القاسم: طب يا جماعة.. يا سيد أنا أريد أن نعود إلى الموضوع.. لب الموضوع.

* * * *

د. أحمد الربعي (سياسي كويتي): الحوار غريب على المجتمع العربي أن يتحاور الناس أمام الجمهور وبرأيين متناقضين أيضاً أمر جديد علينا نحن ثقافة الرأي الواحد الذي يفرض بالقوة أو بالسوط أو بالسيف أو بأي.. الخطورة الآن أريد أن أحكي لك قصة هنا يمكن يعني تفيد الجمهور لتبين وجهة نظري، عندي صديق كان من أبرز الحريصين –ومازال- على المصارعة الحرة -كبير في السن قليلاً- يجلس أمام التليفزيون يتسمر والمتصارعين يضربون بعضهم البعض وأيوه واضرب، ويندمج معهم، الآن رأيته وهو يشاهد أحد البرامج على إحدى الفضائيات التي تحولت أيضاً إلى مصارعة وحلبة ديكة، وهو يقول: أيوه اضرب، فإن تحولت الفكرة من فكرة أن هناك شخصين أو رأيين يتحاوران من أجل الوصول إلى هدف أو من أجل الوصول إلى رأي إلى مصارعة حرة يحاول كل طرف أن يسجل النقطة أو الضربة القاضية ويساهم بعض مقدمي البرامج وبعض الفضائيات في.. يعني نشر ثقافة صراع الديكة، وأنا أخاف على هذا النوع من الحوار.

كوثر البشراوي: الديمقراطية..

د. أحمد الربعي: لا هذه أعتقد لا علاقة لها بالديمقراطية، أنا مرة في إحدى الفضائيات العربية، وإن شاء الله يسمعني الشخص المقدم وأنا أقول هذا الكلام، قبل أن ندخل إلى الأستديو كنت أنا وزميل ولدينا موضوعين مختلفين ويفترض أن نكون طرفين، فقال ماذا تشربون شاي أم قهوة؟ أو ينسون؟ قلت أنا والله أفضل ينسون، فقال: لا أرجوك الينسون يؤدي إلى الهدوء، وأنا أريدكم تدخلوا الاستديو وأنتم يعني مشدودين، يعني كأنه يريد أن يعد شخصين أو ثورين للصراع أو للهياج أو الحلبة مصارعة هأنا أخاف حقيقة، أخاف على أجيال جديدة من هذه الثقافة، أنا أخاف من أولادنا بالمستقبل وعندما يرون مثل هذه الثقافة أنهم في مدارسهم وفي بيوتهم يعتقدون أن مهمتنا أن نصرع بعضنا البعض مهمتنا أن نلقى الشخص ونعد واحد اثنين ثلاثة، ثم نرفع إيدينا منتصرين، لا.. الثقافة التي تريد أن تنتصر في الحضارة المعاصرة عليها أن تؤمن أن أي انتصار لطرف فيها على طرف آخر بهذه الطريقة هو هزيمة للجميع.. للطرفين.

كوثر البشراوي: أستاذ فيصل أنا فقط أريد أن أوضح شيء، لا يمكن أن نختلف معك في موضوع فتح الملفات بحثاً عن كلمة الحق، لكن يبقى السؤال ملح ماذا بعد؟ يعني نختلف.. نختلف، في الختام لا بد أن نلتقي باختلافنا في إطار مصلحة عامة والناس تخاف وتخشى على أنفسها وعلى جيل طالع من ثقافة الفتنة، ثقافة الحق ثقافة الاستمرار في هذا الكره.

د. فيصل القاسم (إعلامي سوري – قناة الجزيرة): البرامج الحوارية وصفت بأبشع الصفات منذ أن ظهرت وأنا أتحدث بشكل خاص عن تجربة شخصية مع (الاتجاه المعاكس)، وصفوها بأنها صراع ديكة، بأنها غوغائية، بأنها حلبة مصارعة بأنها كل..

كوثر البشراوي: لا، أهم شيء الفتنة..

د. فيصل القاسم: الفتنة، وهو.. الفتنة، إلى ما هنالك من هذا الكلام، وصفت بكل هذه الأوصاف يعني نحن نتحدث عن هذه البرامج كما لو كانت هي سبب مصائب وبلاوي العالم العربي، العالم العربي مملوء بالفتن، نحن مشكلتنا.. مشكلتنا نحن العرب أننا اختصاصيون بدفن (الأوساخ والدمامل) تحت البساط، تحت السجادة عندما يأتي برنامج حواري يثير مثل هذه الأمور يبدأ هو سبب بلاء، هو سبب عدم وجود وحدة عربية، هو المسمار الأخير في القومية العربية، هو كذا أو كذا إلى ما هنالك من الأمور.

حسن م. يوسف (كاتب وصفحي سوري): نحن بحاجة لحوار حقيقي، ولكن هذا الحوار يجب أن يكون حواراً مضبوطاً، كما في السياسة من لا يعترف بحق الآخر بالوجود والاختلاف ليس له حق إحداث حزب، كذلك في الحوار من لا يعترف.. من لا يحترم الآخر ويحترم وجهة نظره يجب ألا يظهر على الشاشة برأي، لأن هذه.. صراع الديكة الذي نراه مع الأسف يعني، أنا باعتقادي يقدم.. لا يغني حواراً، بل يقدم إثارة لا أريد أن أصفها بأنها رخيصة ولكنها إثارة تنتج صورة عن العرب كما لو أنهم لا يعرفون الحوار ولا يعرفون احترام الآخر، نحن نتصارع على شاشات تليفزيون أو في المحطات الرسمية نتبادل المجالات والكذب، نكذب بعيون مفتوحة وبابتسامة عريضة وهذا أمر فاقع ومزعج جداً.

محمد كريشان (إعلامي تونسي – قناة الجزيرة): أعتقد بأن الديكة منعوا سنوات من الصراع وإذا نسمح لهم في فترة أن يتصارعوا فليتصارعوا.

د. محمد الرميحي (مفكر كويتي): في بعض الأوقات الإنسان ينظر إلى هذا النوع من الصراع بشكل فكاهي أكثر مما هو بشكل جدي.

د. فيصل القاسم: هناك رسام كاريكاتير سوري صوَّر موضوع البرامج الحوارية تصويراً رائعاً جداً، رسم كاريكاتيراً فيه قفصين أو فيه قفصان، قفص.. قفص على يمين المذيع وقفص على يساره، والمذيع في المنتصف في كلا القفصين هناك ضيفان، فالمذيع ماذا عمل؟ فتح القفصين، ماذا حدث؟

الضيفان انقضا على بعضهما البعض، نحن نعيش.. نحن نعيش في حالة كبت، نحن نعيش في حالة كبت سياسي وثقافي واجتماعي وكل شيء، وفكري إلى ما هنالك أنا أعطيك مثالاً آخر، هناك شخص يضع يده على فَمَك.. على فَمَك منذ خمسين عاماً لا يسمح لك بأن تقولي شيئاً، فعندما يزيح يده عن فمك، ماذا ستقولين له؟

كوثر البشراوي: يا إما أصرخ يا ما عندي صوتي..

د. فيصل القاسم: ستصرخين وتسبين وتلعني..وتلعني الساعة التي عرفتيه فيها، ها من جهة، من جهة أخرى، إن طبيعة القضايا التي تعالجها البرامج الحوارية هي قضايا ملتهبة وحساسة ومدمولة تحت الرماد منذ عشرات السنين، أنا عندما آتيك بشخصين يا كوثر، عندما آتيك بشخصين يمثلان وجهي الصراع.. الصراع حول الصحراء الغربية، آه.. المغرب والبوليساريو، أنا أعطيك مثالاً بسيطاً، هذان الطرفان يتصارعان بالنار والحديد والنار والقنابل والصواريخ منذ خمسة وعشرين عاماً.. منذ خمسة وعشرين عاماً، ولا أحد يتحدث عن هذه القضايا، فجأة أتينا بهذين الشخصين ووضعناهما أمام الكاميرا، هل تريدين أو هل تتوقعين من هذين الشخصين أن يتناقشا بحضارة وبحب وكذا؟!

كوثر البشراوي: لا..

د. فيصل القاسم: هناك.. هناك، هناك صراعات.. هناك موضوعات مدمولة، مدفونة تحت الرماد وملتهبة، عندما تزيحي الرماد قليلاً..

كوثر البشراوي: هذا سي.. سي فيصل هذا كله.. كله مفهوم، وطبعاً علم.. علم الإعلام هو علم نفس أولاً..

د. فيصل القاسم: بالضبط.. صح.

كوثر البشراوي: دراسة المناخ، دراسة الوضع، ومن ثم الإنسان يتصرف، أنا ثم نقطة مجبرة أني أعود إليها، لما قلت أنه (الجزيرة) حالة خاصة، لأن القرار السياسي التقى بإرادة إعلامية..

د. فيصل القاسم: صحيح.

كوثر البشراوي: ok، لكن.. وهذا طبعاً في إطار تعريفك بالديمقراطية الموجودة هنا، الديمقراطية يا سيدي لا تنحصر في سياسي واحد أو خمسة وفي إعلامي واحد أو خمسة إعلاميين الديمقراطية مناخ، في قطر.. هل في قطر هل المجتمع القطري نفسه منفعل أم ممكن يفرز هذه الديمقراطية؟ لماذا صديقين يعني؟

د. فيصل القاسم: يا كوثر أنا لا أختلف.. أنا لا أختلف معك في هذا الطرح بالمرة.

كوثر البشراوي: وعلى قدر قس كل الخارج..

د. فيصل القاسم: وأنا أجبت على سؤالك عندما قلت أن الديمقراطية.. أن الحرية الإعلامية تسير يداً بيد مع الديمقراطية هي نتاج طبيعي للديمقراطية، وهذا النوع من.. وهذا النوع من الحرية الإعلامية أنا برأيي لا أساس له، لماذا؟ لأنه يظل معلقاً في الهواء ومن الممكن أن يسقط في أي لحظة على الأرض ويذهب في ستين ألف دهية إذن نحن بحاجة إلى مأسسة إعلامنا، مأسسة الحرية..

كوثر البشراوي: ليش ما قلتش..

د. فيصل القاسم: مأسسة الحرية الإعلامية مأسسة كل هذا، أنا لا أختلف معك.

[جزء من مسرحية]

كوثر البشراوي: ألم تطرح على نفسك سؤال: ماذا بعد الصراع؟ لماذا بعد الصراع لا نلتقي ولا نلتقي على مستوى القواسم المشتركة، بالاختلاف ننجح وبالاختلاف نلتقي؟

محمد كريشان: أعتقد أن مثلما ذكرت غياب سنوات من الحوار جعل الحوار في بدايته يكون صراع ديكة، أعتقد بأننا شيئاً فشيئاً سنستطيع أن نرسي تقاليد حوار الحوار كان غائباً والمبارزات السياسية كانت غائبة، بعد كل هذا العطش من سنوات عندما يلتقي طرفان سيكون صراع ديكة هذا الصراع قد يستمر خمس سنوات ست سنوات، سبع سنوات، ولكن في النهاية سنتعلم –رغم أنفنا، شئنا أم أبينا- آداب الحوار، وصراع الديكة لا يمكن أن يظل ممتعاً إلى مالا نهاية، هو ممتع كبداية، ولكن في النهاية سيأخذ الحجم الطبيعي ويصبح صراع ديكة متحضرين إن شئنا.

كوثر البشراوي: الآن فترة للصراخ، ثم سيأتي وقت للتوازن، الآن نشهد اختلال توازن، أنا سؤالي: ماذا بعد هذه الظاهرة؟ كيف يمكن أن نتحكم ونخطط لما بعد هذه الظاهرة؟

د. فيصل القاسم: O.K، كوثر سؤال وجيه، أنا أريد أن أسأل سؤالاً.. أنا أريد أن أسأل سؤالاً.. أنت ماذا تريدين بالضبط؟ هل تريدين أن تقلدي الغرب أن تصلي إلى مستوى.. المستوى الذي وصل إليه الغرب إعلامياً؟ أنا أريد أن أسأل لكي أجيب؟

كوثر البشراوي: لا، أنا أعتقد، أنا شخصياً ككوثر، وجهة نظري الإعلامية أن نصل إلى الاحتراف التقني التكنولوجي لكن متماشي مع الخارطة، متماشي معاي، متماشي مع.. لكي أكون إعلامية صح لا بد أن أكون صادقة مع نفسي ok رمزي لن يكون بريطانيا، لكن بريطانيا لازم آخذ منها سلاحها التقني، سلاحها الاحترافي، مفهوم ترتيب البرنامج..

د. فيصل القاسم: لماذا الاختلاف على الحضارة؟

كوثر البشراوي: الحضارة يا أخي ما قلنا تراكم مجتمع كامل مش تراكم إعلامي..

د. فيصل القاسم: طب بس سمعت فقط.. طب لماذا..

كوثر البشراوي: يعني يا أستاذ…

د. فيصل القاسم: طب لماذا كل شيء في بريطانيا حضاري إلا الطريقة التي يتنافس فيها أعضاء البرلمان.

كوثر البشراوي: يا سي فيصل الله يخليك أولاً نتجاوز بريطانيا، إحنا عايشين في بريطانيا ..

د. فيصل القاسم: الغرب.. الغرب.

كوثر البشراوي: وما زلت أنا أعيش في بريطانيا يعني كما قلت لك هذا التراكم الحضاري يبدأ من داخلنا، نحن نفتقد إلى هذا التراكم الحضاري، فأيضاً تحتاج إلى قرن بس توصل إلى النتيجة التي أنت ترنو إليها.

د. فيصل القاسم: طيب، لكن خطوة الألف ميل..

كوثر البشراوي: تبدأ بخطوة..

د. فيصل القاسم: أو وحدة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.

كوثر البشراوي: أنا سؤالي بسيط، ماذا بعد هذا..

د. فيصل القاسم: يجب.. ماذا بعد.. ماذا، أنا أعتقد أنا أعتقد أنه..

كوثر البشراوي: أن يكون إعلام عربي متحضر وليس إعلام بريطاني معرض.

د. فيصل القاسم: ok، يجب في نهاية المطاف.. أنا أقول في نهاية المطاف يجب أن يكون لنا.. يجب أن يكون لنا شخصيتنا الإعلامية المميزة.

كوثر البشراوي: صحيح.

د. فيصل القاسم: لكن في الوقت نفسه يجب أن لا نضع التجارب الإعلامية التي سبقتنا بمئات السنين جانباً، يجب أن نأخذ منها، يجب أن نرتكز عليها، ليس لدينا أي أرضية، لا في تاريخنا الإعلامي ولا في تاريخنا السياسي ولا في تاريخنا الثقافي والفكري، ليس.. يعني نحن منذ الخلفاء الراشدين حتى الآن نتحاور بالدم، أربعة من الخلفاء الراشدين –أنت تعلمين- ذهبوا ذبحاً… ذهبوا ذبحاً، قولي لي ما هي أرضيتنا الحضارية التي يمكن أن نبني عليها إعلاماً متحضراً؟ ليس أمامنا إلا النموذج الغربي حتى الآن شئتِ أم أبيتِ حتى بعد أن تطور الغرب وأصبح ديمقراطياً مازال يعمل بالطريقة نفسها، أنا أقول لك أن هناك الكثير من البرامج في العديد من التليفزيونات الغربية (المتحضرة) –بين قوسين، كي لا تزعلي.. آه هذه البرامج أكثر حد.. أكثر حدة، وأكثر صراخاً، وأكثر شو بيزنس من برنامج (الاتجاه المعاكس) كمثال، هناك (كروس فير) Cross Fire في الـ CNN، هناك برامج في التليفزيونات الأميركية فيها.. فيها من صراع الديكة أكثر بعشرين مرة.

كوثر البشراوي [مقاطعةً]: يا أخي، المجتمع.. من بعض المتاح ليه.

د. فيصل القاسم: في التليفزيون الألماني.. في التليفزيون الألماني، في التليفزيون.. لأ، أنا أقول لك أنت تسألني ماذا بعد؟ ماذا بعد؟ ماذا بعد، يعني أنت.. وكأنك تقولين لي اصرخوا هذه الفترة ونفسوا عن نفسكم وبعدين.

كوثر البشراوي: إذاً لدي سؤال مهم ماذا بعد أقول لك ليش، لابد على أي إعلامي أن يوصل كلمة الحق، لابد أن تفتح كل الملفات، يعني لا يعترض اثنان حول هذه.. هذا الشيء، لكن أنا.. أنا شخصياً لما أشوف (الاتجاه المعاكس) وأشوف اتنين يتخاصموا أو مختلفين في الرأي جميل، لكن أتوقع أنه آخر دقائق لا بد أن تنتهي بشكل مختلف، لابد من الاختلاف أن نصنع قواسم مشتركة، لابد من الاختلاف أن نلتقي بمشروع عربي موحد.

د. فيصل القاسم: وهذه هي.. وهذه هي الديكتاتورية بعينها.

كوثر البشراوي: لا.

د. فيصل القاسم: وكلامك هذا هو الذي أوصلنا.

كوثر البشراوي: لا بالعكس.

د. فيصل القاسم: إلى ما نحن فيه، أوصلنا إلى الديكتاتورية والاستبداد، وهذا.. وهذا هو تفصيل..

كوثر البشراوي [مقاطعاً]: يعني لا يمكن أن نتعايش بالاختلاف؟

د. فيصل القاسم [مستأنفاً]: لأ، وهو تأصيل، كلامك هذا هو تأصيل وتنظير للديكتاتورية والاستبداد والطغيان الذي تريدي أن تتخلصي منه، لماذا؟

كوثر البشراوي: يعني اثنين قاعدين ما يمكن يشتركوا في نفس الخارطة العربية.. والمشاريع العربية الموحدة..

فيصل القاسم: دقيقة.. دقيقة.. دقيقة شوي، دقيقة يا كوثر، كويس، أنا أقول لك شيئاً: عندما تبدأين بالحديث عن قواسم مشتركة، وتبدأين بالحديث عن يعني نقاط التقاء نحن في الإعلام لسنا.. لسنا مفوضين لأن نقدم وصفات سياسية، أنا بنهاية البرنامج بإمكاني أن أقدم لك وصفة سياسية، خليها نسميها نقاط التقاء أو قواسم مشتركة، لكن أنا متأكد تماماً هذه يسمونها في الإنجليزية Editorialize Don"t editorialize، معناتها لا تعطي وصفات، ألا تحط رأيها في الموضوع، Don"t editorialize ، هذه دائماً علمونا إياها.. بس دقيقة لأ، أنا فعلاً بس دقيقة لأ أنا.. بس خليني يا كوثر دقيقة، بس لأ أنا بدي.

كوثر البشراوي: لأ لا لا، اسمح لي بالسؤال التالي، لما أنت مخطئ مثلاً، هذا رجل إسلامي وهذا إنسان ماركسي، إحنا لا نبحث عن القواسم المشتركة في في.. في فكرهم، القواسم المشتركة للمصلحة العامة، لازم هذا يحط إيده مع هذا بكل اختلاف حتى وبدرجة 100%، هذا سؤالي، هذا.. هذا..

د. فيصل القاسم: طب.. طب بس بس.. كويس أنا فهمت سؤالك، فهمت سؤالك.

كوثر البشراوي: مش تقول لي.. المجتمع.

د. فيصل القاسم: لا لأ، أنا فهمت سؤالك، أنا أريد أن أعطيك مثالاً، أنا فهمت سؤالك أنا فهمت سؤالك، ألا تعتقدين أننا حققنا نصراً كبيراً عندما بدأنا نجمع بين الماركسي والإسلامي أو الأصولي.

كوثر البشراوي: أنا معاك.

د. فيصل القاسم: مجرد إنه التقى الماركسي والإسلامي، الماركسي والأصولي كانوا في الماضي يتحاورون بالرصاص.

كوثر البشراوي: صحيح.

د. فيصل القاسم: لأول مرة يتحاورون ويصرخون، يصرخون مش مشكلة، لكن على الأقل طريقة أكثر حضارية بكثير من أن يوجهوا البنادق باتجاه بعضهم البعض.

كوثر البشراوي: أنا معاك.

د. فيصل القاسم: آه، .. نحن سنصل، نحن ماذا نريد، نحن نريد أن نعمل بمبدأ الخلاف لا يفسد للود قضية، كما يفعل، ارجعي للغربيين.

كوثر البشراوي: لازم يقتنع الجميع إنه كلهم جزء من حقيقة عربية واحدة.

د. فيصل القاسم: بالضبط، تشاهدي مثلاً حزب العمال وحزب المحافظين في بريطانيا، أرجع لبريطانيا بس دقيقة، لأ، بس يا كوثر.

كوثر البشراوي: يا سي فيصل تعبتني ببريطانيا يا سي فيصل، الله يخليك.

د. فيصل القاسم: لأ، لا لا لأ، أنا أريد أن أعود إلى.. إلى شيء موجود، يتصارعون يتقاتلون، لكن في نهاية الجلسة يذهبون إلى البار ويشربون معاً.. يشربون معاً..

كوثر البشراوي [مقاطعةً]: إحنا مش طالبين من ضيوفنا إنه يشربون.

د. فيصل القاسم: لا.. لا.. لا.. لأ، لا يشربون، بس على الأقل إنه صار هناك طريقة حضارية، يتبادلون كافة الاتهامات، نحن الآن.. أنا أعطيك مثالاً.. أعطيك مثالاً أنا آتي بشخصين في حالة حرب، يتقاتلان ويتشاتمان وكذا، وعندما نخرج نشرب الشاي معاً، ويبدءان.. يعني يكفي إنه كسرنا.. يكفي إن كسرنا هذا الجليد الذي يفصل الشرائح السياسية والثقافية العربية، كان هناك قطعة كبيرة من الجليد تفصل، الآن على الأقل أذبناها.

كوثر البشراوي: أنا مع سؤالي.. ماذا بعد؟ هو على أرضية أنت مختلف وأنت مختلف وكل واحد عنده حق في أن يكون كما يريد، ولكن ليس له الحق في أن يدمر المصلحة العامة والشيء الكامل وصولاً للرؤية الواحدة.

د. فيصل القاسم: بس.. بس يا كوثر،.. إيه من أجل.. لا، مش ما حدا بيقولك رؤية واحدة، المشاهد ليس فيها.. المشاهد يتثقف، ويتدرب، ويتعلم، وبالمناسبة المشاهدون أكثر ذكاءً بكثير بعض الأحيان من.. من بعض الضيوف ومن.. وحتى من المذيع الجالس.

كوثر البشراوي: من الإعلاميين.

د. فيصل القاسم: من الإعلاميين آه.

كوثر البشراوي :صحيح.

د. فيصل القاسم: فنحن يجب ألا نستهبل.. نحن نقدم أفكار، نحن مهمتنا أن نقدم أفكار متصارعة، كل المجتمعات تتصارع، كل التيارات تتصارع في نهاية المطاف.. على الأقل عندما تتصارع لو كان هناك.. لو تصارع الناس في الجزائر مثلاً أعطيك مثالاً، لو تصارعوا بهذه الطريقة التي نحن نتصارع فيها لما وصلت الجزائر إلى هذا الحد، لو تصارعوا في العراق قبل أن يغزو الكويت لما كان وضع العراق على حاله الآن، ولا تسأليني ولا تضعي اللوم علي كما لو كنت أنا مسؤولاً عن هذا التخبط الإعلامي الموجود في العالم العربي.

كوثر البشراوي: لا.. لا.. لا..

د. فيصل القاسم: بس أنا أقول لك شيء، أقول لك شيء، يعني لندع الشعارات الكبيرة جانباً، لنقل إن ما نقوم به الآن هو عبارة عن تمرين في الديمقراطية، تمرين في الإعلام.

كوثر البشراوي: حلو، هذا اسميه إيجابي.

د. فيصل القاسم: تمرين في الإعلام، لا نريد أن نحمله أكثر ما يحتمل، طب هذا يكفي إنه كسرنا هذا الجدار.

كوثر البشراوي: على ألا يكون ثقافة يتربى عليها جيل طالع وهي ثقافة الصراع، على أن يأخذ منهجية فكرة طريقة التعبير.

د. فيصل القاسم: بس.. بس التاريخ يا كوثر، التاريخ كل التاريخ يقوم على فكرة الصراع، كل التاريخ الدلالكتيك (Dialectic) الماركسي على ماذا يقوم، فكرة الصراع، التاريخ من أوله إلى آخره يقوم على فكرة الصراع، السياسة ما هو؟ ما هي السياسة؟ السياسة هي الصراع، الدراما هي الصراع.

كوثر البشراوي: الصراع يصب إلى مصلحة.

د. فيصل القاسم: إلى مصلحة هذا.

كوثر البشراوي: مش يصب إلى فوضى.

د. فيصل القاسم: طب من قال لك إنه يصب في فوضى؟ أعطيني الأمثلة.. من؟

كوثر البشراوي: لما نشوف الناس إنه.. معذرة فيه ناس تنظر إلى التليفزيون، وعلى فكرة برنامج (الاتجاه المعاكس) فرخ برامج..

د. فيصل القاسم: كثيرة صح.

كوثر البشراوي: استنسخ الكثير من هذا النمط، الناس تعتقد أنه لا يمكن أن يلتقي عربيان إلا للاختلاف وتنتهي الحلقة، نحن نريد كإعلاميين ومن واجبنا أن نقول: لابد أن يختلف هذين الضيفين ولكن في إطار المصلحة العامة.

د. فيصل القاسم: طيب، كويس حلو جداً، حلو جداً، ممكن أسألك سؤال؟

كوثر البشراوي: تفضل.

د. فيصل القاسم: ممكن أسألك سؤال؟ ما هو هدف السياسة؟

كوثر البشراوي: أي سياسة؟ السياسة الإعلامية.

د. فيصل القاسم: سياسة، سياسة بشكل عام، السياسة.

كوثر البشراوي: هي المصلحة العامة.

د. فيصل القاسم: المصلحة العامة.. المصلحة العامة.

كوثر البشراوي: أي سياسة ما عندها مصلحة عامة ما هي السياسة.

د. فيصل القاسم: طب وماذا تقولين إذاً.

كوثر البشراوي: وإعلامي يخرب أمته مو إعلامي.

د. فيصل القاسم: طب وماذا تقولين في نتائج الانتخابات الأميركية الأخيرة، بدي أخدك بعيد عن بريطانيا مليتي منها، بس دقيقة يا كوثر، يا كوثر، ما هو نموذجك؟ ما هو نموذجك؟ هل تريدين الشورى على المبدأ الإسلامي؟

كوثر البشراوي: أنا ما عندي مشكلة لا مع شورى ولا غير شورى، أنا عندي مشكلة لابد أن أصنع رمز أو نموذج اسمه فيصل القاسم من سوريا، اسمه محمد كريشان من تونس، اسمه عماد الدين أديب من مصر، لابد أن يصنع الإعلاميون العرب إعلامهم العربي، لا نريد نسخ من الـ B.B.C يعني.

د. فيصل القاسم: طيب.. طيب، بس يا كوثر، يا كوثر، أنا بس بدي أسألك سؤال، أنا بدي أسألك سؤال.. أنا لا أريد نسخ من الـ B.B.C، وأنا ضد كذا، بس أنا أريد أن أسألك سؤالاً، أنا أريد أن أسأل سؤالاً، أسأل سؤالاً، نحن.. نحن في الإعلام سياسيون شئتِ أم أبيتِ.

كوثر البشراوي: كأنك في الاتجاه المعاكس على فكرة.

د. فيصل القاسم: لا، بالعكس أنا ممتع.. بالمناسبة أنا هذه طريقتي.

كوثر البشراوي: حرام عليك ما تورطني على..

د. فيصل القاسم: لا.. لا.. لا بالعكس، بس أنا بالعكس، يعني أنا بالعكس مستمتع جداً بالنقاش، أنا أريد أن أسأل سؤالاً عن موضوع السياسة، ما هي السياسة؟ السياسة هي فن إدارة المجتمعات.

كوثر البشراوي: تخطيط، ذكاء، جهاز، صح.

د. فيصل القاسم: وتخطيط وكذا، طب أنا بدي أسأل أنت.. أنت تريدين.. تريدين يعني أن نصل إلى صيغة معينة في الإعلام.

كوثر البشراوي: مش معينة، صيغة.. صيغة.

د. فيصل القاسم: صيغة كويسة، صيغة كويسة.

كوثر البشراوي: صيغة متزنة.

د. فيصل القاسم: طيب متزنة، ترفضين كل النماذج الغربية؟

كوثر البشراوي: مين يرفض النماذج الغربية؟

د. فيصل القاسم: طيب، لكن، طب أنا أريد أن أسأل سؤالاً، أنت تقولي .

كوثر البشراوي: لكن لماذا تفرض علي أن أكون غربية.

د. فيصل القاسم: لأ، ما أقول لك غربية، أنا لا أقول لك غربية، أنا بدي أقول لك شغلة، أنا.. أنا أريد أن أسأل سؤال آه، أنت تقولين إنه نحنا بنشجع ثقافة الاختلاف لمجرد الاختلاف ونخرج بلا..

كوثر البشراوي: وهذا مخيف.

د. فيصل القاسم: ومخيف.

كوثر البشراوي: وأنت توافق هذا الرأي.

د. فيصل القاسم: ok ok ok، ماشي، ماشي، ماشي، طب ألا تعتقدين أن العالم كله يسير بهذه الطريقة، أنا أريد أن أعطيك، بس خليني أعطيك مثال..

خليني أوصل فكرتيِ، الولايات المتحدة الانتخابات الأميركية الأخيرة، كم كان الفارق بين بوش الابن وآل جور.

كوثر البشراوي: 100 صوت.

د. فيصل القاسم: 100 صوت، إذاً هو فاز بالخمسين صوت، والخمسين صوت 9.49 وما بأعرف كم من أصوات الأميركيين يذهبون في 60 ألف داهية، وهكذا الأمر بالنسبة لبريطاني Winner tauesall، النموذج الديمقراطي الغربي، Winner takes all.

كوثر البشراوي: طيب لما تحكي لي حكاية هذا إيش الإفادة؟

د. فيصل القاسم: الإفادة منه، الإفادة منه إن..

كوثر البشراوي: يعني تحب أحكي عن لبنان.. أو تونس أو السعودية أو..

د. فيصل القاسم: لا لا لأ، لا لأ، لا لأ، أنا أقول لك شو…. أنا أقول لك شو.

كوثر البشراوي: يعني.. نتحدث من الدوحة.

د. فيصل القاسم: طيب أنا بدي أقول لك.

كوثر البشراوي: أعدني إلى الدوحة يا أخي ليش بتوديني على واشنطن.

د. فيصل القاسم: لأ، أنا.. أنا مرجعك على الدوحة يا كوثر. كل الكلام هذا أقوله لأصل إلى نتيجة معينة، نحن مشكلتنا أنه نقلد الغرب في كل شيء، نستورد من الغرب، نستورد من الغرب من الإبرة حتى الغطرة والعقال اللي بيلبسوها الخليجيين، لباس الخليج هذا مصنوع في السويد، ok، والفول.. الفول هذا جايبينه من الصين، والفلافل حتى أميركا صارت تسوي لنا إياه، ok نحن نقلد الغرب.

كوثر البشراوي: العدس جايبينه من بريطانيا، (…) أقول لك يعني.

د. فيصل القاسم: لأ، طيب، لا.. لا مش إنه جايب أحسن، طبعاً أنا أقول إن هذه ثقافة غير موجودة بثقافتنا ثقافة الاتجاه المعاكس، مش صحيح من، نحن نقلد الغرب في كل شيء، عندما يتعلق الأمر بالحرية والديمقراطية والحوار يصبح الغرب ابن ستين ألف.. (عبي الفراغات).

[مشاهد من مسرحية]

الحاج نايف كريم (رئيس مجلس إدارة قناة المنار – لبنان): هناك ندرة قليلة في القنوات التي تتبنى فعلاً قضاياتهم المواطن العربي والشارع العربي وتحاول أن تثيرها بإيجابية وجدية بعيداً عن تعميق المأزق الداخلي في الوطن العربي وإثارة المشاكل داخل الوطن العربي وداخل الشارع العربي، لدينا من المشاكل مع الخارج ما يكفينا.

الحرية الإعلامية والتوجه إلى التكتلات الإعلامية

كوثر البشراوي: نعم، حاج نايف، نحن نعرف إنه على الأقل من خلال تجربة العشر سنوات الأخيرة من خلال كثرة القنوات ومن خلال ختمتها في السنوات الأخيرة اللي أصبحت.. تتأرجح بين اللحظة الحسية الآنية وبين لعبته الديمقراطية، يعني هذا المنبر مفتوح لحرية التعبير وهو لا يعكس حقيقة ما يحدث في الشارع العربي أو ما يحدث في صلب مجتمعاتنا، بدأ الجمهور يتعب من شعارات الإعلام نفسه، يعني اتفضحت الأمور وهناك صرعة جديدة بدأت.. بدأت بعض القنوات تتوجه إليها وهي التكتلات الإعلامية، ما رأيك في هذا التوجه، لأنه تقولي لي أنت اتحاد التليفزيونات العربية مع احتراماتي عمرهم طويل وعريض ولا جدوى منهم ولا من الرواتب اللي ياخدوا فيها مؤسسة كاملة، اليوم نحن نبحث عن حلول حقيقية، هل التكتل الإعلامي مثل ما نسمع عنه مستقبلاً في دبي أو في مصر، هل باب حقيقي أم لعبة أخرى للتجارة؟

الحاج نايف كريم: يعني ما أسميته تكتلات هو.. يعني ما يحدث الآن على مستوى إنشاء مدن إعلامية حرة في بعض المدن العربية، مثل المدينة الإعلامية في دبي أو مصر والمشاريع المطروحة لمدن إعلامية حرة في لبنان وفي الأردن أيضاً.

أعتقد أنه يعني فيما يتعلق بالمدن الإعلامية تسنى لي أن أطلع على الأنظمة.. أنظمة القوانين التي ترعى إنشاء بعض المدن الإعلامية في عدد من الدول العربية، من خلال الممارسة أخشى أن تؤدي هذه المدن الإعلامية الحرة إلى أن تمكن الإعلام الغربي القوي من الدخول إلى مناطقنا بقوة أكبر، بحيث أنه تقوم.. ليست فقط مجرد مناطق لاستقبال البث الإعلامي الغربي وإنما مناطق للإنتاج وإعادة الإرسال مرة أخرى لهذا.. لهذه المواد الإعلامية التي يشكو منها أحياناً المواطن العربي، إعادة إرسالها من داخل بلده ليتسنى لشريحة أكبر من الناس رؤيتها، في المقابل أنا لا أرى أنه.. يعني حتى الآن أن هذه المدن الإعلامية الحرة هي حرة بالمعنى السياسي، بالمعنى السياسي هي ليست حرة، أخشى أن تكون هي حرة بالمعنى الفلتان الأخلاقي، لأنه على الأقل النماذج التي تمت حتى الآن في إعطاء تراخيص أو حجب تراخيص عن بعض القنوات التي تقدمت بطلبات لهذه المدن الإعلامية الحرة، وجدنا أنه من السهولة والبساطة أنه إذا كان هناك مشروع إعلامي عربي غير سياسي يمكن أن يحصل بسهولة على ترخيص داخل هذه المناطق الإعلامية الحرة، وإذا كان هناك مشروع عربي إعلامي سياسي فلما كان له داخل هذه القنوات أو هذه المدن الإعلامية التي يسمونها حرة، أما القنوات الأجنبية فإذا كانت سياسية أو غير سياسية فمكانها محجوز في هذه المدن وتستطيع أن تعمل كما تريد وكما تشاء أخشى إنه هذا النمط من.. من.. من العمل أن يؤدي إلى المزيد من التبعية في وطننا العربي وأن يؤدي إلى مزيد من تشويه صورة الإنسان العربي من خلال تمكين هذا الدفق الإعلامي المشوه من الوصول إلى شريحة إلى المزيد من شرائح المجتمع في الوطن العربي.

كوثر البشراوي: ما رأيك في فكرة التكتل الإعلامي؟

علي جابر (مدير عام قنوات المستقبل والزين – لبنان): أنا إلى أفتكر فكرة عظيمة، والمجتمع الإعلامي العربي قادم لهادي النقطة لا محالة، ما مكن تستمر الخسائر الاستثمارية العربية بها الشكل هايدا إلى ما لا نهاية، يجب أن.. يعني يصيبهم الوعي المجموعات الإعلامية العربية تتجمع مع بعضها لحتى تعمل مشاريع ناجحة إعلامية طبيعية تنجح وترد الاستثمار تبعها وتقدر تخطي المجتمع بشكل أفضل.

كوثر البشراوي: وما تدخل فيها حساسيات الشللية ومين يربح قبل، والشيخ مين على الأمير مين؟

علي جابر: هايدي المشكلة اللي هلا مانعة ها الموضوع هذا، مشكلة الـ (ego)، مشكلة الأنا، هي التي تمنع تكتلات، وهي التي هيك يعني تنزف الاستثمار العربي للإعلام.

كوثر البشراوي: تحت جدول الأموال.. مشروع دبي تعتقد مشروع ضخم؟

علي جابر: أي واحد؟

كوثر البشراوي: مدينة الإعلامية اللي هي.

علي جابر: أعتقد مشروع عظيم.

كوثر البشراوي: مشروع عظيم.

علي جابر: عظيم جداً، بأقول لك ليش أول شيء: مشروع دبي أهميته الأساسية إنه عم يعطي مجال للإعلام المهاجر إنه يرجع للوطن العربي، هذا واحد، شغلة أساسية عم يعطي فرصة للإعلامي الخسران إنه يرجع ويقعد بمنطقة تقدر تخفف له من خسائره، هايدي اثنين.

عم يعطيه حرية أساسية للوسائل الإعلام العربي أساسية حتى تقدر تشتغل.

الإعلامي العربي.. خلفياته.. عيوبه.. مستقبله

كوثر البشراوي: أصدقاءنا المشاهدين، أسهل شيء على أي إعلامي أن يتطرق إلى أي موضوع، وأن يفتح أي ملف، وأن يطال بلسانه وبجرأته أي شخص، كل ذلك تحت مظلة الديمقراطية وحرية التعبير والبحث عن الحقيقة، لكنه نادراً ما نجد إعلامي يتسع صدره للنقد وللتقييم، كلامي هذا ليس افتراء، ولا أعفي نفسي مما أقول، كل ما أقوله هو من باب المعرفة بالشيء لذلك أرجو أن يتسع صدر زملائي، وأن يتسع صدري أيضاً لما سنسمعه الآن حول الإعلامي العربي ما هي عيوبه وما هو المرجو منه.

زاهي وهبي (إعلامي لبناني – تليفزيون المستقبل): أولاً على مستوى صانعي البرامج، يعني من مقدمين ومحاورين و.. و.. إلى آخره، يعني لسوء الحظ إن الشاشات مليئة بالنماذج التي كنا نشير إليها قبل قليل يعني نماذج لا هم لها ولا يعني صلة بما يجري من حولها، ولا يعني انتماء ولا هوية ولا خصوصية ولا فهم لطبيعة الأوضاع وطبيعة المجتمعات وطبيعة البلدان التي يعيش فيها هؤلاء، إنما تشعرين أحياناً وكأنهم كائنات فضائية أتوا من كوكب آخر، يعني لا صلة لهم بهذا الكوكب.

د. محمد الرميحي: يعني من خبرتي أنا المتواضعة الإعلامي أولاً يحتاج إلى ثقافة معقولة جداً، بحيث إنه يستطيع أن يلم بالموضوعات اللي بيطرحها بشكل معقول، لديه منهجية، قادر على أن يقوم بالبحث والتقصي، لديه ضمير مهني، أو ما يسمى بأخلاقيات المهنة professional ethics، وهذه الأخلاقيات المهنة مهمة جداً في كل مهنة، أخلاقيات المهنة التي تعني أن الطبيب عندما يتخرج يحلف على القرآن بأنه لا يستخدم مهنته استخدام سيئ، السائق عندما نعطية إحنا رخصة للسياقة، تقوم بامتحانه، كثير من الإعلاميين بأني إلى هذا المجال دون ودون شهادة سياقة، وبالتالي يعني يقولوا ما يريدوه، يعني حتى الآن لم تتقن هذه المهنة، في المجتمعات الغربية فيه أيضاً، وأيضاً فيه قوانين رادعة للمهن هذه، إذاً يعني أفشى سراً لا يجب أن يفشى، إذاً تعدى باللفظ أو بالتركيب الفليم إلى آخره على شخصية ما، يعني فيه قواعد وقوانين بتضبط هذا العمل، وفيه أيضاً هيئات ينتمي إليها هؤلاء الناس من أجل الدفاع عن حقوقهم، ومن أجل وضع إطار لعملهم، ولكن هناك البعض الذي يستخدم يعني إما قلمه أو الصورة أو استخدام ذاته، يعني على طريقة أحب وأكره، أو على طريقة إنه أنا أريد أن أكون مشهوراً، وبالتالي أهاجم (س) أو (ص) من الناس، ولا أعتقد بأن هذا النوع من الناس يستطيعوا أن يبقوا يعني لفترة طويلة في هذا المجال، هناك أيضاً إعلامي في الإثارة، كما توجد صحف (التابلوه) مثلاً في بعض البلدان، يوجد إعلامي من هذا النوع في ناس يأتوا إلى المهنة من أجل الأضواء فقط لا أكثر ولا أقل، وبالتالي غير قادرين على يعني أن يقدموا شيء حقيقي للجمهور.

محمد مخلوف (مخرج سينمائي ليبي): هو في النهاية الإعلامي هو يعني عبد المأمور ماذا يستطيع أن يفعل؟

كوثر البشراوي: يعني أسهل شيء على الإعلامي إنه يفتح كل الملفات الممكنة واللا ممكنة، المسموح وغير مسموح بها، ولكن ماذا عن الإعلامي نفسه، ألا يشكل هذا الإعلامي نموذج صغير من الدكتاتور العربي؟ هل نسمح بالنقد تجاه الإعلامي بتقييمه يعني على كل المستويات؟

محمد كريشان: هو هذا يختلف من جهاز إعلامي لآخر زمن صحفي لآخر، الحقيقة نحن نفتقر في البلاد العربية عموماً إلى ذهنية الرأي والرأي الآخر، وإلى ذهنية احترام الآخر، وإلى ذهنية القبول بالنقد، نستوي في ذلك أحياناً السلطات والمعارضات والشعب، لم نترب على عقلية النقد، لم نتربَّ على أن الشيء قابل للرأي وعكسه، فأعتقد الإعلامي أيضاً جزء من هذه الظاهرة أحياناً نسمح بتداول المعلومة ونقاشها، ولكن عندما يصبح النقد موجه إلينا قد بندي بعض الحساسية ولكن أعتقد أنه مع الوقت شيئاً فشيئاً طالما ينتشر النقد، وطالما تنتشر عقلية الرأي والرأي الآخر أعتقد أن هذا ربما يأخذ بعض الوقت، ولكن علينا أن نكون نحن ربما أولى بقبول النقد من غيرنا.

كوثر البشراوي: نعم، في إطار حديثنا عن الإعلام، هناك من يبرئ هذا الإعلام من أي تهمة توجه للإعلام، يقال أنه هو مجرد عبد مأمور، ولكن إلى أي مدى هو برئ، وإلى مدى هو متهم؟

محمد كريشان: البراءة والاتهام هنا نسبية في المجال الإعلامي، هو عبد مأمور هذا لا شك في ذلك، في كل وسائل الإعلام الدولة ووسائل الإعلام التي تحتكر أو تزعم احتكار الحقيقة في كل وسائل الإعلام الرسمية العربية من المحيط إلى الخليج الصحفي هو أنا أسميه كاتب عمومي، هو إنسان يكتب ما يقال له، ويقول ما يقال له، هنا ينطفي دور الصحفي أصلاً، كلمة صحفي لا تنطبق عليه، هو مكلف بمهمة، مكلف بمهمة قراءة الخبر الفلاني وقول الكلام الفلاني، وهو عبارة عن زر يضغط عليه ليقول شيء ولا يقول شيء آخر.

كوثر البشراوي: في كل الحالات.

محمد كريشان: أعتقد في تسعين في المائة من وسائل الإعلام العربية الرسمية هذا هو الوضع، للأسف هناك بعض وسائل الإعلام التي تسمع بهامش محدود يضيق ويتسع حسب الظروف وحسب حسابات كل سلطة ولكن عموماً وسائل الإعلام الرسمية العربية، تقتل شيء اسمه الصحفي، هو من هذه الزاوية متهم وبرئ، متهم لأنه جزء من هذا.. من هذه الجوقة الإعلامية التي تريد أن تؤثر على الناس، ولكنه بريء في نفس الوقت، لأنه هو في النهاية للأسف أحد أدوات السلطة.

علي جابر: أنا بأفتكر العيب الأساسي.. مش العيب، النقص الأساسي الموجود في الإعلام العربي التليفزيوني هو عدم احترام الصنعة التليفزيونية وأسستها، جميع الإعلاميين.. مش الإعلاميين.. أكثر الإعلاميين اللي إجوا على التليفزيون العربي هم إجوا من الصحافة المكتوبة، وأسس الصحافة المكتوبة مختلفة جداً عن أسس الصحافة التليفزيونية ها الـ (Transition) هايدا أوقات بياخد وقت وأوقات ما بيتم، لأنه بعض.. الشباب الإعلاميين لا يرضون إنه يلتزموا بأسس المهنية التليفزيونية، بدهم يشتغلوا صحافة مكتوبة على التليفزيون، وهايدا خطأ.

حسن م. يوسف: يعني هو عبارة عن مظلة للاسترزاق يستخدمها مجموعة من.. ممن يعتاشون على التليفزيون.

كوثر البشراوي: من هم؟

حسن م. يوسف: هم مجموعة من قليلي الموهبة، ولكنهم يحسنون العلاقات العامة، وهم لا.. ليست لديهم أفكار، ولذلك يريدون أن يحدثوا الهيصة كي يغطوا على فراغهم الداخلي.

كوثر البشراوي: هل تشير هنا إلى الإعلامي نفسه صاحب..؟

حسن م. يوسف: أشير إلى الإداري.

كوثر البشراوي: الإداري.

حسن م. يوسف: الإعلامي نفسه لا حول له ولا قوة.

محمد السنعوسي (إعلامي كويتي – تليفزيون دولة الكويت): بس بدنا يقول شيء مهم عندما يعمل الإعلاميون لا يريدون أحد يعمل منهم هم المبدعون، هم الأفضل، هم الأحسن، خذي الصراع بين التربويين والإعلاميين هل ممكن أن نحلق برامج تعليمية بدون الاستفادة والاستعانة بالتربويين، مش ممكن، ولكن هذا المزيج بين التربوي والإعلامي صعب، وهكذا على الميادين الأخرى، ولذلك..

كوثر البشراوي [مقاطعةً]: أستاذ محمد، هل تعتقد أن الإعلامي كل الإعلاميين بدون استثناء كل واحد منه في داخله دكتاتور؟ أو لم يرفض النقد إذا كله غير هذا خطأ كنا نزعل يا أخي ونحبط واللي يبكي واللي يزعل، واللي يستقيل، واللي يعمل، واللي يستمر في عنجهيته، في نفس الوقت من خلال برنامجنا نتحدث عن الديمقراطية والانفتاح الثقافي والمشروعات التربوية.

محمد السنعوسي: هذا كلام سليم، أولاً هذه حقيقة، الإعلامي كمخرج نفترض، كل ما يعمل هو الأحسن والأفضل ولا يقبل، وأنتم لا تفهمون، أنا الفنان القادر على كذا كذا، وهكذا الإعلامي حقيقة وأنا أكررها ونقول نحن متخلفون، ومع هذا فالإعلاميون دائماً يعتقدون هم الأفضل والأحسن، وعندهم شيء من العنجهية، لأنهم فيها داخل الشهرة النجومية..

كوثر البشراوي: سلطة هي.. ويعني النفوذ يعني.

محمد السنعوسي: ونفوذ، ولكن نفوذ خائب في الوطن العربي، لأنه غير مبني على قوة حقيقية، أنت لا تستفيد لأن هؤلاء مادياً على سبيل المثل، هم الأسوأ، ويموتوا فقراء، يعني مش مبنية على.. على حقائق جميلة رائعة ولكنها كلها false كلها تخيلات، وهم على هذه النجومية.

محمد بكري (سينمائي ومسرحي فلسطيني): الخلل هو في خراب المذيع أو المعد اللي مطعوج طاعج يعني للمسؤول عنه، ونسمى من وين أتى من وين جاء.

زاهي وهبي: أظن أنه من الغباء أن يتصرف الإعلامي أو يتصرف مقدم أي برنامج أو أي محاور، يتصرف باعتباره نجماً، يعني من منطلق النجومية ومن منطلق الشهرة الآن، يعني هذه النجومية مجد باطل، والشهرة لابد في يوم من الأيام أن تنتهي، المهم يعني ماذا يفعل من خلال هذه الشهرة وماذا يقدم من خلال هذه النجومية؟ لسوء الحظ المشهد في الإعلام العربي، المشهد في الفضائيات العربية، يعني مشهد غير إيجابي أو غير مفرح.

د. فيصل القاسم: الإعلام يعلم، أما إعلامنا العربي وخاصة الرسمي منه فهو هدفه التضليل والتدجيل والتزييف والتجهيل، كل هذه الأمور تنطبق على الإعلام العربي، ليس..

كوثر البشراوي: ليس الإعلامي مدلس وكذاب..

د. فيصل القاسم: وكذاب ومنافق.. ومنافق ومستأجر ورخيص وإلى ما هنالك، يعني هل تستطيعين أن تقولي لي. إن هناك إعلامي.. هناك إعلامياً عربياً في الإعلام الرسمي حر يستطيع أن يفعل ما يشاء، أو يستطيع أن يفعل.

كوثر البشراوي: مش لما يكون فيه إعلام حر أصلاً… لا تعطي أحد.

د. فيصل القاسم: آه.. it is a good question. It"s a good questoin هذا هو السؤال. في نهاية المطاف الإعلامي شأنه شأن المثقف في الوطن العربي هو مأجور.

كوثر البشراوي: حاج، ما ندمت إن إنت دخلت الإعلام؟ من هذا الكرسي بالذات.

الحاج نايف كريم: أنا مسرور جداً إني دخلت الإعلام.. أنا مسرور جداً أنني عملت في الإعلام ودخلت في الإعلام، وإن كانت هذه يعني أعتقد أكثر مهمة متعبة في العالم.

كوثر البشراوي: ورطة جميلة يعني.

الحاج نايف كريم: هي ورطة لذيذة في الحقيقة، يعني العمل الإعلامي وخاصة العمل الإعلامي المرئي يعني يمكن الإنسان من أن يبقى دائماً يعني مواكب لكل ما هو جديد، أكان على مستوى السياسة أو على مستوى الاقتصادي أو على مستوى التكنولوجي. يعني في كل جوانب الحياة لكل مستجداتها، كل تطورتها، وأنت في العمل الإعلامي تشعر أنك دائماً في قلب الأحداث، يعني لست خلف الزمن يعني، أنت دائماً في.. في قلب اللحظة الأولى من الزمن -إن صح التعبير- ولكن مهمة متعبة جداً وتثير توتر الأعصاب بدرجة كبيرة جداً، وأعتقد إن الكثير ممن يعملون في هذه المهنة يعانون من مشكلة في توتر الأعصاب بشكل أو بآخر.

كوثر البشراوي: ما ندمت على إنك في الإعلام؟

علي جابر: لا والله ما بعرف أعمل شيء تاني.. ما بعرف أعمل شيء تاني أبداً.

كوثر البشراوي: هل ندمت على الإعلام على اختيارك للإعلام؟

فاطمة بدير (إعلامية لبنانية – قناة المنار): لا.. على الأقل بعد ما دخلت الألفية الثالثة لا.

كوثر البشراوي: مستعدة للصمود لكل الفواتير اللي ممكن يدفعها الإنسان من نقد من..

فاطمة بدير: يعني طبيعي كل إنسان يأخذ طريق معين عليه أن يسير فيه حتى النهاية وأن يتحمل تبعاته.

محمد كريشان: يعني أنا ربما من الذين يعني اختار الإعلام منذ تعليمه ثم في العمل، ولست نادماً على ذلك وأنا أحببت هذه المهنة وفي الحقيقة لا أجيد غيرها، وأنا سعيد بها يعني.

د. فيصل القاسم: أنا لا أندم بل العكس تماماً أعتقد أنني قدمت خدمة لو بسيطة جداً ألا وهي كسر جدار الصمت، أعود إليها أكثر من مرة، كسر الجليد.. كسر الجليد بين شرائح.. الشرائح الفكرية والثقافية والسياسية في مجتمعنا العربي، مجرد أن نكسر الجليد ونقرب الناس من بعضها ونجعلها نتحاور بدلاً، في الماضي كنا نضفي كل خلافتنا بالرصاص. -يا كوثر- وبالأربيجيه، وبكذا، فلنصفها، فلنصرخ على بعض، اسمحوا لنا أن نصرخ.. اسمحوا لنا أن نصرخ، نحن مكبوتون ومكتوم على أنفسنا منذ.. منذ أكثر من خمسين عاماً..منذ من العثمانيين، منذ.. من العثمانيين.. من العثمانيين كيف من خمسين عام، من زمان.

كوثر البشراوي: من الدولة الأموية.

د. فيصل القاسم: من الدولة الأموية ولا من الدولة الأموية وقبل الدولة الأموية والجاهلية، حتى، فيعني لا.. كل ذلك. اسمحوا لنا.. اسمحوا لنا أن يعني.. اسمحوا لنا أن نصرخ.. اسمحوا لنا أن نتنفس، حتى لو صرخنا.. حتى لو صرخنا، حتى يستكثرون علينا الصراخ، فلنصرخ. فلنصرخ.

كوثر البشراوي: تعرف الصراخ الكثير أيضاً ممكن يكتم الأنفاس؟

د. فيصل القاسم: دخلنا هلاَّ في موضوع في (فرويد) والـ.. علم النفس.

كوثر البشراوي: وصلنا أصدقاءنا المشاهدين إلى ختام هذه الحلقة، قبل توديعكم أود أن أقول إن الكثير مما سجلناه حول موضوع الإعلام العربي المرئي لم نتمكن من بثه نظراً إلى المساحة الزمنية المخصصة لهذا البرنامج، ولكنني أنوي –بمشيئة الله، في إحدى الحلقات القادمة، أن أقدم لكم ما سجلناه حول موضوع البرامج الثقافية في الإعلام العربي وستسمعون من التهم الكثير مثل ثقل طنية مقدمي ومعدي هذه البرامج، وأيضاً جمود المثقف العربي، على كل حال، رأيت إنه من الأنسب أن أبدأ هذا المغامرة مع قناة (الجزيرة) بلحظة صدق مع الذات، حتى أسمح لنفسي بعد ذلك بالبحث عن لحظة صدق مع الآخرين.

شكراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.