تطورات العراق بعد شهر من سقوط الموصل
فرض مرور شهر على سقوط الموصل (ثاني أكبر المدن العراقية) بيد المسلحين وانسحاب قوات الأمن منها، تساؤلات عن واقع ومستقل الأوضاع الميدانية والسياسية في البلاد.
حلقة الأربعاء (9/7/2014) من برنامج "المشهد العراقي" ناقشت هذه الأوضاع في ظل إعلان تنظيم الدولة الإسلامية "الخلافة الإسلامية" وتنصيب أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين، وذلك في ظل تعثر العملية السياسية بسبب تمسك رئيس الوزراء نوري المالكي بمنصبه رغم رفضه من قبل المكونات السياسية الأخرى.
وفي سياق مواز، قرر البرلمان تأجيل انعقاد جلساته إلى الشهر المقبل وذلك بعد فشل الكتل النيابية في التوصل إلى تفاهم بشأن الرئاسيات الثلاث (البرلمان والحكومة ورئاسة الجمهورية) خلال الجلسة الافتتاحية للبرلمان الجديد التي عقدت مطلع الشهر الجاري.
السنبل أكد وجود علاقات طيبة تربطهم بالعشائر العربية الشيعية، وأشار إلى وجود قطاع كبير منهم يرفض ممارسات الحكومة لكنه لا يستطيع التحرك بسبب الضغوط الإيرانية والحكومية |
دخول بغداد
الأمين العام لـ"مجلس عشائر الثورة العراقية" يحيى السنبل أكد استمرار التنسيق مع المجالس العسكرية للتخطيط لدخول العاصمة بغداد، مشيرا إلى أن المجلس يضم كل العشائر الموجودة بالمحافظات المنتفضة ضد العملية السياسية الجارية في البلاد.
وشدد السنبل على وجود علاقات طيبة تربطهم بالعشائر العربية الشيعية، بل أشار إلى وجود قطاع كبير منها يرفض ممارسات الحكومة لكنه لا يستطيع التحرك بسبب الضغوط الإيرانية والحكومية، مدللا على ذلك باستهداف المرجع الشيعي آية الله محمود الصرخي الحسني وأنصاره بمحافظة كربلاء.
ونفى أمين عشائر الثورة الدخول في مفاوضات مع تنظيم الدولة الإسلامية، قائلا "لم نجلس معهم لأننا لا نريد الدخول في سجالات قبل تحقيق أهداف الثورة على الأرض".
وفيما يتعلق بإمكانية الوصول لحل سياسي، أضاف السنبل أن الشعب العراقي "لم يجن من الكتل السياسية التي جاء بها الاحتلال إلا التهميش والاعتقال والإقصاء".
أهمية التنسيق
من جانبه، شدد الباحث بالشؤون الإستراتيجية عبد الوهاب القصاب على ضرورة التنسيق بين المجالس العسكرية التابعة للعشائر وتنظيم الدولة الإسلامية على صعيد التوقيتات والأهداف، وتبادل المعلومات ليتسنى لهم الحديث عن دخول بغداد.
وألمح القصاب إلى الدور المركزي الذي لعبه مقاتلو العشائر بمحافظة الأنبار وكذلك في حزام بغداد.
وأشاد بعدم نشوب صراعات أو خلافات بين مقاتلي العشائر وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرا إلى أن "حصة العراقيين من ثورتهم هي الأعلى" وأن الفصائل المختلفة لم ترفع راياتها المختلفة إلى الآن تجنبا للصدامات.
وأضاف القصاب "المعركة الحاسمة ستكون في بغداد، وعندها ستظهر نوايا كل الأطراف" معتبرا أنه إذا كان القسم الأكبر من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية عراقيين فسيكون من السهل الوصول إلى تفاهمات بينهم وبين الفصائل الأخرى.
أدوار خارجية
وفي السياق، كشف الكاتب والباحث السياسي وليد الزبيدي أن أميركا ودول جوار كثيرة تحاول الاتصال بعناوين كثيرة داخل البلاد لبداية مرحلة تشبه صحوات عام 2006 لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.
وطالب الزبيدي المجموعات المسلحة بالاتفاق على نظام حكم يلغي مساوئ الأنظمة الماضية.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة وإيران وضعتا ثقلهما في المالكي بعد تسويقه لنفسه على أنه يستطيع القضاء على "الإرهاب" لكنهم اكتشفوا كذبه بعد أحداث الموصل التي أظهرت أن العراقيين جميعهم خرجوا ضد الحكومة، وفق قوله.