المشهد العراقي

تفاؤل باختيار رئيس مجلس النواب العراقي

ناقشت حلقة الأربعاء (16/7/2014) من برنامج المشهد العراقي، الموقف السياسي في البلاد بعد نجاح مجلس النواب في انتخاب رئيسه ونائبين له، ومساهمة ذلك في اختيار الرئيسين المتبقيين (الحكومة ورئاسة الجمهورية).
ثمن ضيفا برنامج "المشهد العراقي" انتخاب سليم الجبوري رئيسا لمجلس النواب العراقي وانتخاب حيدر العبادي، وآرام الشيخ محمد نائبين له.

ففي حلقة الأربعاء (16/7/2014) قال الباحث السياسي عبد السلام برواري إن رئاسة مجلس النواب كان حاجزا مهما تم اجتيازه بنجاح، مشيرا إلى أن جلسة الثلاثاء وما جرى خلالها توحي بأن الرئاستين المتبقيتين في طريقهما للتسمية.

وأضاف أنه خلال الأسبوع المقبل قد تضح الرؤية على صعيد اختيار رئيس الجمهورية، وأكد أن منصب الرئاسة محسوم للأكراد وأن الأحزاب الكردية وكلت رئيس إقليم كردستان العراق بتقديم المرشح المناسب.

وطالب برواري الرئيس الكردي القادم بالسير على خطى سلفه جلال الطالباني الذي قدم نموذجا في كيفية أن يكون رئيسا لكل العراقيين.

عقبة الحكومة
بليغ أبو كلل المتحدث باسم ائتلاف المواطن التابع لرئيس المجلس الإسلامي الأعلى في العراق عمار الحكيم، وصف اختيار رئيس لمجلس النواب بالخطوة الأهم، لكنه وصف تسمية رئيس الحكومة "بالعقبة الكبيرة".

وردا على وجود تشتت داخل التحالف الوطني (الشيعي) قبل تسمية رئيس الحكومة في ظل إصرار رئيس الوزراء نوري المالكي على الاستمرار في منصبه، قال أبو كلل إن قضية التغيير في الحكومة بشكل كامل أمر ضروري لإنهاء الأزمات المتفاقمة في البلاد.

ملتقى المعارضة
وفي هذا السياق ناقشت الحلقة مسودة البيان الختامي للملتقى التمهيدي لما سمي بالقوى الإسلامية والوطنية في المحافظات العراقية الثائرة، وذلك بعد يومين من الاجتماعات في العاصمة الأردنية عمان.

وقد شدد البيان على وحدة العراق ورفض كل دعوات التقسيم تحت أي ذريعة أو مسمى، ومساندة ثورة الشعب التي انطلقت في المحافظات الثائرة وحققت إنجازات باهرة.

وأوضح البيان رفض المشاركين تشكيل الصحوات أو أي قوة تحت أي مسمى لمقاتلة الثوار، وطالب المجتمع الدولي بوقف دعم حكومة المالكي وتحمل مسؤولياته في حماية المعتقلين وحماية المدنيين الذين يتعرضون للقصف اليومي، كما دعا دول العالم إلى تقديم المساعدات للنازحين.

وتعهد المشاركون في مؤتمر عمان بعقد لقاء وطني عام قريبا يجمع كل المكونات العراقية لصياغة مستقبل جديد للبلاد.

الكاتب والباحث في الشأن العراقي جاسم الشمري أكد أن الملتقى جاء نتيجة لتفاقم الأوضاع الشاذة في العراق على كافة الأصعدة، مشيرا إلى أن انتفاضة ست محافظات عراقية بأكملها هو ما دعا للتعجيل بانعقاد الملتقى.

وقال الشمري إن العراق بعد 10 يونيو/حزيران الماضي -وهو تاريخ سيطرة المسلحين على الموصل ثاني أكبر المدن العراقية- يختلف عن العراق قبل هذا التاريخ.

واستعبد إمكانية الحوار مع الحكومة من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة الراهنة بالبلاد، مشيرا إلى وجود محاولات سابقة للحوار والمصالحة جرت في القاهرة تحت إشراف الجامعة العربية خلال أعوام مضت، لكن الحكومة تنصلت منها، مؤكدا أن الحكومة العراقية أجرمت في حق الوطن والمواطنين.

الوضع الأمني
واستعرضت الفقرة الأخيرة من الحلقة تطورات الوضع الأمني في البلاد لاسيما في تكريت (مركز محافظة صلاح الدين) التي شهدت أحداث كر وفر بين القوات الحكومية والمسلحين انتهت بطرد القوات الحكومية.

بدوره أقر الخبير العسكري والإستراتيجي نوري غافل الدليمي بوجود تضارب في المعلومات المتعلقة بالأوضاع الميدانية في البلاد، وأرجع ذلك إلى انقطاع الاتصالات في أنحاء كبيرة بالبلاد.

وفيما يتعلق بتكريت، قال الدليمي إن القوات الحكومية مدعومة بمليشيات مسلحة حاولت دخول المدينة واسترجاعها من قبضة المسلحين لرمزيتها المكتسبة لكونها مسقط رأس الرئيس الراحل صدام حسين، لكنه أكد فشل المهمة وتمكن المسلحين من صد القوات الحكومية.

وردا على سؤال بشأن كيفية تغلب المسلحين على القوات الحكومية النظامية التي تعد أكبر من حيث العدد والتعداد، قال الخبير العسكري إن "صاحب الروح المعنوية والعقيدة هو من ينتصر وليس من يملك العدد الأكبر (..) المنتفضون معنوياتهم مرتفعة لأنهم يقاتلون بهدف إعادة حقوقهم المغتصبة منذ 11 عاما".