المشهد العراقي

أسباب تفجر الوضع بالعراق

تناولت حلقة الأربعاء 18/6/2014 من برنامج “المشهد العراقي” آخر التطورات السياسية والعسكرية على الساحة العراقية، وبحثت الأسباب التي أدت إلى انفجار الأوضاع وسبل حل الأزمة.

حمّل المجمع الفقهي العراقي حكومة بغداد مسؤولية الأوضاع الحالية في البلاد، مؤكدا أن "الظلم" كان سببا في ما آلت إليه الأمور، حيث بلغ عدد القتلى خلال شهر مايو/أيار الماضي ثمانمائة شخص.

وكشفت حلقة الأربعاء 18/6/2014 من برنامج "المشهد العراقي" أن المسلحين يسيطرون على الأنبار والفلوجة والكرمة والصبلاوية وكبيسة وقضاء القائم على الحدود السورية والموصل وربيعة وتلعفر وقرى تصل إلى الحدود السورية، كما سيطروا على تكريت وبيجي التي تمثل كبرى مصافي النفط.

ومن محور آخر، سيطر المسلحون أيضا على كركوك والحويجة، ومن شمال شرق بغداد سيطروا على مدن في محافظة ديالى وأحكموا قبضتهم على منطقة العظيم التي تبعد 120 كيلومترا عن بغداد، مما يشير إلى أن المسلحين يتقدمون من أربعة محاور في اتجاه بغداد.

أحمد سعيد:
عقيدة الحكومة ظلت إقصائية دوما

حصاد التهميش
المتحدث الرسمي باسم الحراك الشعبي في ديالى أحمد سعيد رأى أن السبب المهم الذي أدى إلى اندلاع القتال بالعراق، هو انتهاج الحكومات سياسة التهميش والقتل والتهجير، مما أجبر السنة على الخروج في سلوك حضاري استمر عاما كاملا، لم يجد أذنا مصغية، لأن عقيدة الحكومة ظلت إقصائية دوما.

وشدد على أن موافقة الحراك على الثورة جاء بشروط الالتزام بسلمية الثورة والحفاظ على حياة وحقوق المواطنين، وحذر من استمرار السيناريو السوري، الذي قد يدفع المسلحين إلى دخول بغداد وإسقاط حكم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أو اللجوء إلى حل آخر وهو تقسيم البلاد إلى أقاليم.

أما الكاتب والمحلل السياسي العراقي وليد الزبيدي، فرأى أن استمرار ارتباط الحكومات المتعاقبة على العراق بقرار خارجي دوما بدءاً بالحكومة الأميركية وانتهاء بالحكومة الإيرانية جعل الحل مستحيلا، لأن هذه الدول تهتم بتنفيذ أجندتها في البلاد، ولا تراعي مصالح ورغبات العراقيين، مما دفع الشعب للرد بحمل السلاح الذي أسال الدماء.

حسام الدين علي: استمرار الوضع الحالي يجعل مستقبل العراق مهددا بخطر الانقسام لأقاليم

شعارات طائفية
وعلى الصعيد الآخر، أوضح عضو ائتلاف دولة القانون جاسم الموسوي أن الاعتصامات التي تم تنظيمها كانت تحمل شعارات طائفية مقيتة، رغم عدم حرمان طائفة السنة من حقوقهم الدينية، مبديا تعجبه حول مقدرة "داعش" على تحقيق مطالب السنة.

ونفى الموسوي وجود إقصاء أو تهميش لطائفة السنة، ودعاهم لعدم توحيد خنادقهم مع "داعش"، وإنما الجلوس إلى طاولة الحوار حتى يطرحوا مظالمهم ويتم التفاوض حولها.

وحول موقف إقليم كردستان من الأزمة، أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة صلاح الدين حسام الدين علي إلى أن إقليم كردستان يحاول الوقوف من الجميع على نفس المسافة، ونبه إلى أن استمرار الوضع الحالي يجعل مستقبل العراق مهددا بخطر الانقسام لأقاليم إن لم يتم إشراك جميع المكونات في بناء الدولة الجديدة، خصوصا بعد الإقصاء المتعمد الذي تعرضت له الطائفة السنية.