صورة عامة - المشهد العراقي - أزمة الوضع السياسي في العراق - 01/08/2010
المشهد العراقي

أسباب تأزم العملية السياسية وآفاق الحل

تستضيف الحلقة زعيم الائتلاف الوطني السيد عمار الحكيم ليتحدث عن أسباب الوضع المتأزم الذي وصلت إليه العملية السياسية، وهل يخفي التأجيل الأخير لجلسة مجلس النواب إلى أجل غير مسمى انسدادا حقيقيا لأفق الحل؟

– أبعاد الأزمة ومواقف الائتلاف الوطني
– الخيارات المطروحة وآفاق الحل

عبد العظيم محمد
عبد العظيم محمد
 

عمار الحكيم
عمار الحكيم

عبد العظيم محمد: مرحبا بكم مشاهدينا الكرام في حلقة اليوم من المشهد العراقي، في هذه الحلقة سنحاول التعرف على أسباب الوضع المتأزم الذي وصلت إليه العملية السياسية وهل يخفي التأجيل الأخير لجلسة مجلس النواب إلى أجل غير مسمى انسدادا حقيقيا لأفق الحل؟ ومن يتحمل مسؤولية تأزم الوضع؟ وهل يمتلك الائتلاف الوطني العراقي بدائل سياسية تضع أزمة تشكيل الحكومة على طريق الحل؟ وماذا بقي لديه من حلول؟ وهل سيكون التدخل الدولي عبر مجلس الأمن خيارا مطروحا بعد أن استنفذ السياسيون العراقيون كل التوقيتات الدستورية؟ وما مصير التحالف الوطني أم أن الظروف والخيارات السياسية تجاوزته؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سنطرحها على ضيفنا من بغداد السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي وزعيم الائتلاف الوطني، وقبل أن نتحدث إليه نتابع هذا التقرير الذي أعده مضر جمعة.

[تقرير مسجل]

مضر جمعة: لم يخرج البرلمانيون العراقيون بجديد عندما ألغوا جلسة البرلمان مرة ثانية، فعدم الاتفاق على الرئاسات الثلاث حتى الآن كان سيد الموقف. الكثير من السياسيين قالوا إن الأجندات الخارجية هي التي كانت وراء كل هذا التأخير، فالمشاريع التي تتصارع على أرض العراق كثيرة حسب رأيهم، فمنهم من قال إن الصراع هو إيراني أميركي لفرض رئيس وزراء يقود المرحلة المقبلة التي ستخلف الانسحاب الأميركي نهاية 2011 فالإيرانيون وبحسب تصريحات الكثير من البرلمانيين لا يريدون أن يخرج منصب رئيس الوزراء من دائرة التحالف الشيعي وهي إيران تسعى لفرض المرشح عن طريق الضغط على حلفائها في الائتلافين الشيعيين الائتلاف الوطني ودولة القانون من أجل التماسك وعدم الانفلات ليكون الكتلة الأكبر التي تسند إليها مهمة تشكيل الحكومة بحسب تفسير المحكمة الاتحادية، لكن تمسك نوري المالكي بالترشح للمنصب..

إعلان

[نهاية التقرير المسجل]

أبعاد الأزمة ومواقف الائتلاف الوطني

عبد العظيم محمد: مرحبا بكم مشاهدينا الكرام مرة أخرى معنا في المشهد العراقي التي نتحدث فيها إلى السيد عمار الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي والائتلاف الوطني العراقي. سيد عمار نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصدر في الائتلاف الوطني قالت إن إيران تضغط علكيم في المجلس الأعلى وفي التيار الصدري لأجل قبول نوري المالكي لرئاسة الوزراء مرة أخرى ما صحة هذا القول؟

عمار الحكيم: من الواضح أن العديد من دول المنطقة والدول الصديقة للعراق في العالم تنظر إلى هذه الأزمة قد تكون لها مقترحات، موقفنا هو أن نُسمع ونَسمع ونتشاور مع دول المنطقة الدور العربية الكريمة الدول الإسلامية المجاورة للعراق وكذلك التشاور مع الدول المؤثرة في القرار الدولي ولكن القرار سيبقى أولا وأخيرا هو قرار عراقي ولا يمكن أن يتأثر بأية أمور تتقاطع مع تقديراتنا للمصلحة الوطنية العراقية.

عبد العظيم محمد: سيد عمار هو السؤال هل إيران فعلا تضغط باتجاه قبول نوري المالكي لرئاسة الوزراء؟

عمار الحكيم: يعني من المعروف أن الولايات المتحدة تتحدث عن خيار لتقارب بين القائمة العراقية وقائمة دولة القانون ولعل الجمهورية الإسلامية في إيران أيضا شجعت للإسراع في تشكيل حكومة ولكن من الصعب القول إن هناك ضغوطا بالمعنى الذي تشيرون إليه.

عبد العظيم محمد: بالنسبة للائتلاف الوطني نحن كمتابعين نرى أن المجلس الأعلى يخوض حوارات منفصلة مع القوائم كالعراقية ودولة القانون والتيار الصدري أيضا يخوض حوارات منفصلة، هل هناك توافق في الرؤى وهناك مشتركات في التحاور بينكم وبين التيار الصدري مع القوائم الأخرى؟

عمار الحكيم: بكل تأكيد من المعروف أن هناك لجنة تفاوضية باسم الائتلاف الوطني العراقي من كافة الأطراف الأساسية في هذا الائتلاف هي التي تقوم بعملية التفاوض ونفرق بين الحوار والتفاوض، الحوارات والاتصالات تقوم بها كل الأطراف بعضها مع البعض الآخر ولكن على مستوى التفاوض الائتلاف الوطني له لجنة مشتركة يقوم بعملية التفاوض ويتخذ قراراته بالتوافق بين مكوناته وحينما نتحدث عن هذه الخيارات خيار التحالف مع العراقية والنظر في مرشحين بدائل من دولة القانون أو من التحالف الوطني وغير ذلك من الخيارات إنما نتخذها بشكل مشترك مع شركائنا في الائتلاف الوطني.

إعلان

عبد العظيم محمد: هل لدى الائتلاف الوطني مرشحون محددون لمنصب رئاسة الوزراء؟

عمار الحكيم: كما قلت هناك شخصيات كبيرة ومهمة في داخل الائتلاف الوطني ويمكن أن يكونوا في هذا الموقف ولكن الائتلاف الوطني لم يسم مرشحين محددين حتى هذه اللحظة بشكل رسمي لأننا نصر في الائتلاف الوطني أن نكون سببا في الحل وليس سببا في تعقيد الأزمة لذلك نتعامل بمرونة شديدة وتبقى هذه الخيارات مطروحة على الطاولة إذا ما توافرت فرصة وإلا فنحن منفتحون على كل الخيارات.

عبد العظيم محمد: أشرت في البداية سيد عمار إلى الطاولة المستديرة المبدأ الذي طرحتموه منذ البداية هو مبدأ الشراكة الوطنية، هل لا زلتم تدفعون تجاه هذا المبدأ والجلوس حول طاولة مستديرة واحدة، كل الكتل السياسية؟

عمار الحكيم: بكل تأكيد يعني نحن نعتقد أن نجاح هذه الحكومة مرهون بمسارين المسار الأول تشكيل الحكومة بطريقة الشراكة الحقيقية وتوزيع الأدوار بين جميع القوائم الفائزة والمسار الثاني هو التوحد على رؤية لما ينبغي أن تكون عليه البلاد من برنامج من أولويات من رؤية للملفات الساخنة وطريقة معالجتها، نحن اليوم أمام ملفات حساسة مطروحة أمام أي حكومة مقبلة للعراق، لا يمكن لطرف واحد أن يتخذ قرارا تجاهها، هذه المسائل تتطلب رؤية وطنية ولا يكون ذلك إلا من خلال الجلوس على الطاولة المستديرة.

عبد العظيم محمد: من الذي يعيق الجلوس على الطاولة المستديرة؟

عمار الحكيم: هناك قوائم مهمة في المشهد السياسي تعبر عن آرائها بوضوح وصراحة وترى أن عقد الطاولة المستديرة يرجح له أن يتم بعد الانتهاء من عملية تشكيل الحكومة فيما أننا كنا نعتقد أن الأربعة أو الخمسة أشهر الماضية كانت كافية لإنضاج كل الأفكار ولعله لو ركزنا على البرامج والخطط والأولويات لاستطعنا أن نلفت الأنظار إلى ما هو الأهم من التركيز على الذوات والشخصيات التي تحتل هذا الموقع أو ذاك مما ضيع فرصة على العراقيين وساهم في تعطيل العملية السياسية بمستوى يعني كما هو معروف لجميع المراقبين.

إعلان

عبد العظيم محمد: يعني هناك جلسة قريبة لمجلس الأمن حول العراق وممثل الأمين العام سيقدم تقريره وقال إن التقرير سيكون مفاجأة في تحليل الشأن العراقي وتوصياته، أنتم في المجلس الأعلى في الائتلاف الوطني هل تخشون أو تدفعون كما يدفع بعض السياسيين العراقيين تدخل دولي في العراق من خلال مجلس الأمن لحل أزمة تشكيل الحكومة؟

عمار الحكيم: نحن نفضل الحلول الوطنية العراقية، العراق بلد ذو سيادة وفيه قيادات راشدة وتتسم بالحكمة ولا بد لها أن تجلس وتعالج مشاكل البلاد وتحل أزماتها بنفسها، لسنا بحاجة للتدخلات الأجنبية، بالأمس كان لي لقاء مع ممثل الأمم المتحدة في العراق واستمعت إلى تطمينات واضحة في أن هذا التقرير سيكون تقريرا دوريا كل ثلاثة أشهر يقدمه إلى مجلس الأمن وليس فيه ما يمكن أن يرقى إلى حالة توصية بتدخل ما من الأمم المتحدة في الشأن العراقي.

عبد العظيم محمد: يعني هل المجلس الأعلى والائتلاف الوطني يعارض تدخل مجلس الأمن لحل الأزمة العراقية؟

عمار الحكيم: نحن نفضل الحلول الوطنية على التدخلات الأجنبية.

الخيارات المطروحة وآفاق الحل

عبد العظيم محمد: في حال كان هناك عقم في الحلول الوطنية ما المطلوب ما الذي سيحصل؟

عمار الحكيم: لم نصل إلى حالة العقم والخيارات مفتوحة تماما وسردنا في هذه الحلقة ثلاثة خيارات موضوعية.

عبد العظيم محمد: يعني تجاوزنا كل المهل الدستورية سيد عمار هناك أربعة أشهر ونصف والأمر مقبل على زيادة من الوقت.

عمار الحكيم: مع المعروف أن هذا التأخير إنما حصل للتمسك الذي تبديه بعض الأطراف بخياراتها وطموحاتنا وليس لقصور في الوصول إلى آليات لمعالجة هذه الأزمة، حالما تعامل الجميع بمرونة وتنازل الجميع عن طموحاته سنجد فرصة لتشكيل حكومة بأقرب وقت وهذا ما نتمنى أن يحصل من خلال المشاورات التي نجريها مع الأطراف وضمن الخيارات المتاحة.

عبد العظيم محمد: يعني هل أنت متفائل وهناك أفق واضح لتشكيل الحكومة؟

إعلان

عمار الحكيم: نحن عرب والمثل العربي يقول "اشتدي تنفرجي" شخصيا أشعر بتفاؤل كبير نعرف أنها ليست الأزمة الأولى في هذا البلد وفي تجربته السياسية الوليدة على مدار سبع سنوات واجهنا العديد من الأزمات وتحملنا بعض الضغوط وأخذت شيئا من الوقت ولكن دائما كانت النتيجة تعزز المسار السياسي والعملية السياسية القائمة في البلاد، كما قلت نحن اليوم نتعامل مع قوى سياسية راشدة وقيادات تتسم بالحكمة حالما تنازلت شيئا ما وتعاملت بمرونة سنجد القدرة على تشكل حكومة بأقرب وقت.

عبد العظيم محمد: يعني من خلال تصريحات المسؤولين والسياسيين العراقيين جميعهم الآن يقول إن الحوارات متوقفة، لا توجد أي مشتركات تجمع القوائم الفائزة في الانتخابات، نقطة اختيار رئيس الوزراء أزمة لا تلتقي عندها جميع الكتل السياسية، ما الذي يدعو إلى التفاؤل إذا كانت أصلا الحوارات متوقفة؟

عمار الحكيم: كما قلت ليست الحوارات متوقفة ما زال هناك خط مستمر بين دولة القانون والقائمة العراقية، حالما وصلوا إلى نتيجة حاسمة بالسلب أو الإيجاب ستنفتح آفاق جديدة، إن توصلوا إلى رؤية إيجابية فيكون هو النواة الأولى لتشكيل حكومة وإذا توصلوا إلى طريق متعثر ومسدود فستنفتح آفاق أخرى وخيارات وبدائل أخرى، الأفق واضح والخطوات المطلوب اتخاذها أيضا واضحة، كل ما يتطلب سرعة في حسم الخيارات والوصول إلى نتيجة لنرى تشكيل حكومة بأقرب وقت ممكن.

عبد العظيم محمد: بما أنه الآن العملية السياسية خارج إطار الدستور وتجاوزت الدستور والبرلمان متى تتوقع أن يحسم هذا الأمر، أمر تشكيل الحكومة؟

عمار الحكيم: بالفعل هناك خروقات دستورية واضحة كانت مثار عتاب من قبلنا أيضا، كنا نتمنى الالتزام بهذه الأسقف الدستورية، عقد مجلس النواب ولطالما دعونا لتفعيل مجلس النواب في بلد نظامه السياسي برلماني والبرلمان يمثل الأساس وكنا نتمنى لو يعقد هذا المجلس ولو برئاسة مؤقتة، ينتخب لها رئيس ليدير شؤون المجلس وحالما تتم الاتفاقات السياسية بين الأطراف يستقيل الرئيس وينتخب الرئيس ضمن التفاهمات والاتفاقات بين الأطراف لكن وجود برلمان فاعل يعقد اجتماعاته بشكل دوري يشرف على أداء الحكومة يمثل خطوة مهمة، قبول الحكومة الموقرة بأنها حكومة تصريف أعمال أعتقد أنه مثل خطوة مهمة إلى الأمام، نحن نتقدم بخطوات ولو بطيئة ولكن يساورنا الأمل بأن هذه المفاوضات والمشاورات بإمكانها أن توصل إلى نتيجة حالما توفرت حالة المرونة من الأطراف والتنازل عن مطالبها وأسقفها العالية.

إعلان

عبد العظيم محمد: على ذكر حكومة تصريف الأعمال الآن لدى العراقية مشروع لجمع تواقيع ولعقد جلسة استثنائية في البرلمان للتصويت على اعتبار الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال، هل ستشاركون في هذه الجلسة هل ستدعمونها؟

عمار الحكيم: من المعروف أنه كان مشروعا مشتركا بين الائتلاف الوطني والقائمة العراقية ولكن قبل أن يطلب عقد مثل هذا الاجتماع الحكومة في اجتماعها الأخير لمجلس الوزراء عبرت عن رؤيتها في أن هذه الحكومة هي حكومة تصريف أعمال واجتماع قيادات الكتل أيضا في بيانه أكد على هذا الموضوع فتحقق الغرض دون الحاجة لعقد الاجتماع ونتمنى أن تعقد اجتماعات البرلمان بأسرع وقت.

عبد العظيم محمد: سؤال أخير سيد عمار، بما أنكم وضعتم خطا أحمر على نوري المالكي لإعادة انتخابه، هل تقبلون بحكومة يقودها إياد علاوي؟

عمار الحكيم: كما قلت نحن مع أي مرشح من شأنه أن يحظى بالمقبولية الوطنية ويحقق حالة الانسجام بين الأطراف السياسية وعلى مثل هذه الخلفيات يمكن أن نقيم فرص الشخصيات الكريمة لتبوء هذه المواقع.

عبد العظيم محمد: أشكرك جزيل الشكر السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي وزعيم الائتلاف الوطني على هذه المشاركة معنا، كما أشكر لكم مشاهدينا الكرام حسن المتابعة وإلى أن ألتقيكم إن شاء الله في حلقة جديدة أستودعكم الله والسلام عليكم.

المصدر: الجزيرة