صورة عامة - المشهد العراقي 30/5/2010
المشهد العراقي

أبعاد مشروع سور بغداد

تناقش الحلقة أبعاد مشروع سور بغداد، الذي يتضمن بناء سياج خرساني لأهداف أمنية. ما هي الردود على هذا المشروع وانعكاساته على الواقع الاجتماعي والإنساني في البلاد؟

– أهداف المشروع وانعكاساته الاجتماعية والإنسانية
– جدوى المشروع وأبعاده السياسية والأمنية والطائفية

عبد العظيم محمد
عبد العظيم محمد
عمر هيجل
عمر هيجل
عباس الياسري
عباس الياسري

عبد العظيم محمد: مرحبا بكم مشاهدينا الكرام في حلقة اليوم من المشهد العراقي. في هذه الحلقة سنسلط الضوء حول نية ما يعرف بقيادة عمليات بغداد بالشروع بخطة أمنية جديدة تشمل العاصمة العراقية تتضمن بناء سياج خرساني وحفر خنادق حولها لعزل بغداد عن بقية المحافظات المحيطة بها لأهداف أمنية، فما هي ردود الفعل حول هذا المشروع وانعكاساته على الواقع الاجتماعي والإنساني في البلاد؟ وهل يخضع مثل هذا القرار لرؤية سياسية أم أنه محكوم بالواقع الأمني؟ هذا ما سنحاول التعرف عليه مع ضيفينا من بغداد الأستاذ عمر هيجل القيادي في جبهة التوافق العراقية والأستاذ عباس الياسري الباحث والكاتب الصحفي. وقبل أن نتحدث في الموضوع نتابع أولا هذا التقرير الذي أعده مضر جمعة.

[تقرير مسجل]

مضر جمعة: يعد تطويق الأماكن بالحواجز والتحكم في الحركة داخلها من أقدم الطرق التي تلجأ إليها القوات الأمنية في فرض السيطرة عليها، ورغم الإعلانات المتكررة للأجهزة الأمنية العراقية عن النجاحات التي تحققها في فرض الأمن إلا أن المواطن العراقي تفاجأ قبل أيام بعزم الحكومة على بناء سور حول بغداد بحجة منع المسلحين من الوصول إلى أهدافهم داخل المدينة، رغم أن التحقيقات أثبتت مرارا أن الهجمات تشن من داخل المدينة وأن تفخيخ السيارات يجري في مناطق قريبة من الأهداف المنتخبة. وبحسب المعلومات المتوافرة عن هذا السور فإنه عبارة عن سياج من الخراسنة المسلحة تحيط بالمدينة من جميع الجهات وسيستعاض عنه بالخنادق في المناطق الزراعية، ولن يتمكن العراقيون من دخول عاصمتهم إلا عبر ثمانية مداخل رئيسية ستكون فيها إجراءات التفتيش مشددة، وسيحوي السور على طول امتداده أجهزة مراقبة وتصوير بري وجوي ومنظومة اتصال حديثة، كما أن بوابات المداخل الثمانية ستحوي على محطات استراحة للذين سيبيتون ليلتهم عند هذه البوابات إذا لم يتمكنوا من دخول المدينة أثناء فترة التفتيش التي تمتد من الثالثة صباحا حتى منتصف الليل. ومن المتوقع أن يجري العمل في بناء السور منتصف العام المقبل مما يفسح المجال كما يقول مسؤولون أمنيون أمام رفع الحواجز ونقاط التفتيش الداخلية تدريجيا. ورغم نفي محافظة بغداد علاقتها بمشروع السور فإن عمليات بغداد التي تخضع لقيادة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي وصفت المشروع بأنه خطوة كبيرة على طريق تحسين الوضع الأمني في العاصمة، وثمة من يرى أن أهدافا سياسية ذات بعد طائفي قد تقف وراء عملية بناء السور ويربطون بينه وبين فشل الحكومات المتعاقبة إلى حد كبير في تغيير الواقع الديموغرافي لحزام بغداد رغم عمليات التفجير والاعتقالات التي يقولون إنها تستهدف سكان هذه المناطق.

[نهاية التقرير المسجل]

أهداف المشروع وانعكاساته الاجتماعية والإنسانية


عبد العظيم محمد: بعد هذه المعلومات التي قدمها التقرير حول مشروع قيادة عمليات بغداد، أستاذ عمر أبدأ بالسؤال معك، برغم كل التدابير والمشاريع الأمنية التي قامت بها الحكومة لا زالت التفجيرات مستمرة، ما رأيك بمشروع سور بغداد؟


عمر هيجل: بسم الله الرحمن الرحيم. شكرا لكم هذه الاستضافة الطيبة الكريمة. ابتداء نقول كانت جبهة التوافق وما زالت تدعم أي جهد يفضي إلى استقرار الأمن في بغداد وفي المحافظات وفي العراق عموما لذلك اشتركنا في العملية السياسية وتبنينا ملف الصحوات الذي كان له الدور الأبرز في فرض الأمن في بغداد وأقضيتها وكذلك في المحافظات، وبناء على ذلك نقول خطة بناء سور بغداد كانت خطة مقدمة قبل أكثر من سنتين وهذه الخطة جاءت أيام ما كان هناك عندنا انفلات أمني تقوم به القاعدة والمليشيات والعصابات الإجرامية بخطة منظمة بقضية التهجير والقتل والخطف على الهوية، أما اليوم وبعدما استطعنا أن نسيطر على الوضع الأمني واستقرت الأمور يعني لا نظن اليوم مقترح بناء سور بغداد اليوم له مسوغ لأن الهدف كان هدفا أمنيا بالتحديد واليوم قواتنا الأمنية استطاعت بفضل الله تعالى أن تصل إلى مرحلة متقدمة في الشهرين الأخرين إلى أن تقوم بعمليات نوعية ضربت فيها قيادات القاعدة العليا والقيادات الميدانية في بغداد وأقضيتها وكذلك في المحافظات، وبالتالي اليوم يوما بعد يوم تنتفي الحاجة لبناء سور بغداد يعني ولكن اليوم إذا كان هناك إصرار على المضي بهذه الخطة إذاً أهداف بناء سور بغداد تغيرت وربما تغيرت من واقع أمني مترد إلى واقع أمني اليوم جيد، وبالتالي أصبحت اليوم هناك أهداف جديدة لا بد لعمليات بغداد أن تقنع فيه البرلمان والحكومة وهيئة رئاسة الجمهورية، وهناك أهداف سياسية أهداف ديموغرافية..


عبد العظيم محمد (مقاطعا): على العموم هذا المشروع يستغرق الكثير من الوقت أستاذ عمر، أريد أن أتحول بالسؤال إلى الأستاذ عباس، أستاذ عباس أيضا يعني هل يؤشر هذا المشروع على فشل الحكومة في السيطرة على السيارات المفخخة والتفجيرات التي تقع في العاصمة العراقية، هل هو مؤشر لفشل أمني أم تنبؤ أيضا باضطراب أمني قد يحصل في المستقبل؟


عباس الياسري: لا، إطلاقا، هو ليس هناك من مؤشر على أن هذا السور هو رد فعل على فشل أمني واقع أو تحسبا لاضطرابات أو فوضى أمنية مستقبلية بل بالعكس الوضع الأمني ممكن بكل المقاييس أن يقاس أنه بشكل جيد في العراق. هذا المشروع مثلما تفضل الأستاذ هيجل هو مقدم من 2007، تأخر لأسباب عديدة منها مادية ومنها لوجستية ومنها مسؤولية الوزارات التي تتحمل بناء هذا السور، هذا مشروع ضخم بحاجة إلى اشتراك جهد وزارات عديدة منها البلديات ومحافظة بغداد والدفاع والداخلية ووزارة النقل وغيرها من الوزارات، لذلك تأخر كثيرا. أنا أعتقد أن بناء السور واجه وسيواجه مثلما واجهت المصدات الخرسانية أو الحواجز الكونكريتية حينما تم الإعلان عنها في البداية كانت هنالك أصوات كثيرة معارضة على أساس أنها تعزل بغداد عرقيا وطائفيا ولكن بعدما تبينت النتائج الإيجابية لهذه الحواجز الكونكريتية بعد مرور فترة أنا أعتقد الآن نفس الذين كانوا معارضين لها الآن يطالبون بإبقائها وعدم رفعها إلى أن يستتب الوضع الأمني..


عبد العظيم محمد (مقاطعا): والسؤال أستاذ إذا كان هناك تحسن أمني ونجحت مثل هذه المشاريع ما الداعي إلى مثل هذا المشروع الضخم؟


عباس الياسري: أنا أعتقد أن هذه التحسبات أن العمل مواجهة الإرهاب والهجمات المسلحة التي تضرب الآن العالم في كل مكان هي ليست في العراق وحده، العراق مع أن العراق وضعه استثنائي وممكن أن ينفذ أي خطة تحد من قتل أبناء الشعب العراقي، نحن نرى الآن إجراءات أمنية مشدة في مطارات العالم جميعا نرى إجراءات أمنية مشددة في دول عديدة من العالم ومنها متقدمة وتمتلك تكنولوجيا ولديها استقرار أمني كبير كالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها وهنالك حتى دول عربية لديها إجراءات أمنية مشددة رغم أنها لا تعاني مثلما يعاني العراق، أنا أعتقد فلنجعل قيمة المواطن العراقي أعلى من كل الحسابات الأخرى وألا يكون هنالك إسقاطات سياسية على هذا المشروع، أنا أعتقد ما ورد في التقرير عن بعض السياسيين أو المراقبين حينما..


عبد العظيم محمد (مقاطعا): نعم سنسأل عن القرار السياسي والإسقاط السياسي حول هذا المشروع لكن أريد أن أعود إلى الأستاذ عمر وأسأل، سياسة عزل المناطق والحواجز الكونكريتية مستخدمة في بغداد وبكثرة وهناك مناطق معزولة بالكامل مثل العامرية والخضراء وأحياء أخرى، هل نستطيع أن نقول إن الحكومة وجدت أن هذا الحل هو نافع وناجع في العاصمة العراقية فبدأت بتعميمه على عموم بغداد؟


عمر هيجل: يعني ابتداء نحن نؤكد على هذه القضية أن اليوم أحياء بغداد معزولة تماما بهذه الحواجز الكونكريتية فما الفائدة وما الجديد من بناء سور حول بغداد ترصد أموال كبيرة في الوقت الذي هذه الأموال الكبيرة نحن بحاجة أن نستخدمها في أمرين إما في إعادة البنية التحتية وخصوصا قطاع الكهرباء -واليوم الصيف بدأ يهاجم أهالي بغداد- والماء وغيرها من الخدمات أو نستخدم هذه الأموال كما عرض السيد وزير الدفاع حينما استضيف في البرلمان وناقشناه على التداعيات الأمنية قال أنا أعطوني ميزانية خاصة أدرب فيها القطاع الاستخباراتي، فاليوم يمكن أن نرصد هذه الأموال بعد انتفاء الحاجة من سور بغداد لأجل الاستخباراتية ويكون عندنا استثمار باتجاهين، باتجاه بناء القدرات الاستخباراتية بناء عاليا وتدريبا وكفاءة وتجهيز وتسليح بأجهزة يحتاجونها وبالنتيجة لن تذهب الأموال سدى كما نريد اليوم أن نقيم سور بغداد. بالإضافة إلى هذا يتكلم عن الدول العربية، أنا أقول اليوم الدول بدأت تزيل الحواجز ما بين الدولة وتلك وما بين المدينة والأخرى فاليوم نأتي بعد أن استقر الوضع الأمني بدل أن نفكر ببناء بغداد بصورة جميلة ونقدمها وهي عاصمة دار السلام وهي يعني بلاد النهرين أن نقدمها بصورة جميلة لا أن نقدم فيها وأن نضع في أذهان العراقيين، حينما تتكم عن سور بغداد تنصرف أذهانهم إلى الجدار العازل ما بين غزة وما بين المناطق الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948.


عبد العظيم محمد: هناك مشكلة أيضا في العراق هي مشكلة التعايش التي هي بحاجة إليها الآن المواطن العراقي وبحاجة الحكومة العراقية أن تعزز هذا التعايش أستاذ عباس ألا تعتقد أن بناء مثل هذا السور وعزل بغداد عن بقية المحافظات يعني يعيق مسألة هذا التعايش الاجتماعي والإنساني بين العراقيين؟


عباس الياسري: أنا أعتقد أن الموضوع يطرح وكأن بغداد سوف تعزل وتصبح دولة أخرى والذي يدخل إليها لا بد أن يدخل بتأشيرة أو فيزا كما تسمى وهذا الكلام، أعتقد لا بد أن يكون واضحا للمشاهد الكريم أن مدينة بغداد لديها ثمانية مداخل رئيسية رسمية يمكن تسميتها وهنالك العشرات من الطرق الميسمية والزراعية والترابية والتي ممكن ليس في الجانب الأمني فقط وإنما حتى في جانب التهريب وجانب المطلوبين للعدالة والاختراقات الأخرى غير الاختراقات الأمنية فأنا أعتقد هذه الأماكن هي تفتقر إلى أبراج المراقبة وتفتقر إلى كاميرات التصوير التي تصور هذه الأماكن، فنحن بدل أن تبقى بغداد مفتوحة بكل جوانبها على كل الأطراف أن تحدد بثمانية مداخل هذه المداخل هي منفتحة على جميع المحافظات والأخرى تعزز بسور أو بخندق أو بكاميرات وأبراج حماية للسيطرة على كل العمليات التي تجري ليس بالجانب الأمني فقط. أما أن بعض الدول العربية رفعت الحدود فلا أعتقد هذا يمكن حلم أستاذ عمر يشير إلى أن بعض الدول العربية بدأت ترفع القيود والحدود فيما بينها، أنا لم أسمع بهذه الشغلة رغم أن المواطن العربي ينتظر هذه الوحدة أكثر من نصف قرن. أما أن سور بغداد وأن تغيير ديموغرافية المناطق المحيطة في بغداد، أنا أعتقد أنه ومن خلال تجربة الدولة العراقية اللي امتدت أكثر من ثمانين عاما التي حاولت إقصاء وتهميش وقتل وتهجير كثيرا من القوميات وكثيرا من الطوائف ولكن بالنتيجة تحطمت الدولة العراقية ولم تتحطم أي قومية أو أي طائفة من الطوائف الموجودة، حاولت الدولة العراقية أن..


عبد العظيم محمد (مقاطعا): على العموم يعني مثل هذه الرؤية لم تأت من فراغ، هناك تصريح رسمي لمسؤول عراقي سابق حول هذه القضية، سنتطرق له ولكن بعد أن نأخذ وقفة قصيرة، مشاهدينا الكرام ابقوا معنا بعد هذا الفاصل القصير.

[فاصل إعلاني]

جدوى المشروع وأبعاده السياسية والأمنية والطائفية


عبد العظيم محمد: مرحبا بكم مشاهدينا الكرام مرة أخرى معنا في حلقة اليوم من المشهد العراقي. آثار هذا المشروع الجديد إن دخل حيز التنفيذ فإنها بالتأكيد ستطال المواطن العراقي قبل غيره، حاولنا التعرف على رأيه في مشروع بناء سور بغداد، نستمع إلى ما قاله بعض العراقيين؟

[شريط مسجل]


مشارك1: أنا أفتهم أن هذا السور خطأ بدليل أنه هم حاصروا كل أحياء بغداد وما نجحوا في هذا الموضوع، إذا حاصروا بغداد من الخارج شنو اللي رح يصير؟!

مشارك2: أنه نبقى بدون سور ويشيلوا المصبات أحسن، ودير السيارات عندنا زادن هواي وصارت عندنا مضايقة كلش هواي، فيعني ما يصير بغداد يعني خارج أطراف بغداد بالعكس رح تضيع.

مشارك3: أفيد المواطن أدور مين اللي محتاج شقة محتاج بيت، أشوف الشعب مين المواطن اللي ما هو متزوج ما عنده وظيفة، أفضل شيء أن أشوف المواطن أفضل من هذا الشيء.

مشارك4: هالشيء حلو يعني، يعني على مود الازدحام يخف شوية، العالم تشتغل شوية يشيلون السيطرات.

مشارك5: ترى المفخخات هي معاملها هنا، ما قاعد تيجي من هناك، هو قاعد يباع هنا هذا السماد الحيواني وإيش اسمه اللي سمعنا عليه آخر مرة السيفور ما سيفور وهذه، ده ينباع في المحلات والناس يساووا إيش اسمه ويساووا مفخخات، ما قعد تيجي المفخخة من المحمودية لو من ديالى لو من إيش اسمه لو من هنا، قاعد تيجي من الداخل.

[نهاية الشريط المسجل]

عبد العظيم محمد: أعود للأستاذ عمر، أستاذ عمر استمعنا إلى رأي بعض العراقيين وبعضهم يعتقد أن هذه ستضيف عبئا جديدا على المواطن في الشارع العراقي بناء حواجز كونكريتية، حصر بغداد بثمانية مداخل، إقفال الطرق الجانبية والفرعية في بغداد، هل تتفق مع هذا الرأي؟


عمر هيجل: اليوم بالتأكيد الحقيقة نتفق مع هذا الرأي وهذا كان هو المؤمل بعد الانتخابات أن نبدأ بحملة واسعة لرفع الحواجز الكونكريتية وتقليل السيطرات داخل بغداد، ونعتقد اليوم ما يحدث من تفجيرات في بغداد هو نتيجة الأزمة السياسية الخانقة التي كنا وما زلنا ننادي بأنه ينبغي على الكتل أن تعطي تنازلات إكراما للجمهور العراقي، طيب اليوم عزلنا العاصمة بغداد وحاوطناها بسور، ما هو مصير أقضية بغداد؟ هل نتركها للمجهول؟ هل نتركها للإرهاب؟ طيب ما هو مصير المحافظات؟ هل نصدر اليوم نقول نحمي بغداد فقط ونترك المحافظات فريسة للمفخخات والإرهاب والعصابات الإجرامية والمليشيات وغيرها؟ اليوم أقرب المحافظات إلينا محافظة بابل اليوم لا تقل استهدافا بالتفخيخ والسيارات والقتل والخطف عن مدينة بغداد، أنا أعتقد اليوم يعني ينبغي علينا أن نكون أكثر واقعية في التعامل مع الملف الأمني، اليوم قواتنا أجهزة المخابرات استطاعت أن تكشف القيادات الكبيرة، علينا أن ندعم هذه الأجهزة علينا أن ننسى خطة وضعت كجزء من حلحلة الوضع الأمني واستقراره وألا نمسك بهذه الخطة من أجل تحقيق أهداف لربما تكون لها غايات سياسية أو ديموغرافية أو غايات أخرى ينبغي أن نفصح عنها، اليوم أنا أقول الحكومة أكثر تماسكا البرلمان أكثر تماسكا الجديد، أقول اليوم هناك ثقة بين الكتل السياسية أصبحت واضحة فلا نعتقد بأنه ستتم عملية بناء سور بغداد وإنما سنحاول أن نحول هذه الميزانية إما للأجهزة الاستخباراتية أو لبناء البنية التحتية..


عبد العظيم محمد (مقاطعا): نعم، بخصوص الغايات الديموغرافية أريد أن أتحول إلى الأستاذ عباس، أستاذ عباس في تصريح في 2006 للأستاذ موفق الربيعي وهو كان وقتها وزيرا للأمن القومي العراقي قال إنه يجب رفع الكانتونات التي وضعها النظام السابق أو مناطق العزل التي تعزل الجنوب الشيعي ببغداد في مناطق اليوسفية والمدائن وغيرها، بمعنى أن هناك بعض السياسيين من يريد أن يعزل بغداد عن المحيط العشائري وفي معظم هذه العشائر أو 100% هذه العشائر هي عشائر عربية سنية.


عباس الياسري: أنا سيدي الفاضل أنا قلت في السؤال السابق إنه لا تستطيع أي جهة كانت لا حكومة ولا دولة ولا أي قوة كانت أن تلغي مكونا أو تهمش مكونا أو تعزل مكون شعب عن مكون آخر، هذه من المسلمات وقد لاحظنا على مدى السنوات السبع كم حاول البعض إثارة حرب طائفية عزل مناطق عن بعضها البعض بشكل طائفي ولكن لم تنجح ولن تنجح والحمد لله والذي الآن نتكلم عن مناطق بغداد أنا أعتقد أن أكثر من 80% الآن من مناطق بغداد هي مناطق مشتركة يتعايش فيها الجميع بشكل سلمي وبدون أي مشاكل، وحتى في عز الأزمة الطائفية والقتل على الهوية كانت هنالك مناطق في بغداد مشتركة لم ولن يهجر منها شخص ولم يقتل منها شخص والشواهد موجودة. أما عن تصريح السيد موفق الربيعي فأنا أعتقد هذا التصريح كالعادة غير موفق لموفق الربيعي لأن هذه الخطة هي خطة أمنية بحتة لا ترتبط بأي نية سياسية وأعتقد أن من أثار هذا الموضوع في الأشهر الأخيرة أيضا السيد وفيق السامرائي ولم يكن موفقا أيضا في تصريحه حينما أشار في إحدى مقالاته على أن المقصود هو التهجير أو التغيير الديموغرافي وأعتقد أنه حتى تصريح السيد وفيق السامرائي لم يكن تصريحا أو تحليلا أكاديميا علميا عسكريا بل كان تحليلا عاطفيا نتيجة إقصائه عن أحد مراكز السلطة..


عبد العظيم محمد (مقاطعا): على العموم حتى لا ندخل أستاذ عباس في حديث جانبي والسيد وفيق السامرائي لا يمثل أي طرف رسمي حتى يؤاخذ بكلامه، ربما عبر عن رأيه الشخصي. أتحول إلى الأستاذ عمر، أستاذ عمر بما أنك أنت أيضا مسؤول عشائري ولديك مسؤول عن تجمع عشائري وبغداد محاطة بالكامل بعشائر عراقية كبيرة ومعروفة، هل تعتقد أن هذه العشائر ربما يكون لها رأي في الموضوع؟


عمر هيجل: بالتأكيد نحن اليوم أبناء العشائر كانوا سببا رئيسيا من خلال برنامج الصحوات في فرض الأمن في بغداد وكذلك في المحافظات وكان لهم الدور الرائد في عودة العوائل المهجرة وما زالوا يعملون جنبا إلى جنب مع الحكومة العراقية في الحفاظ على أمنهم، واليوم الحقيقة نخشى ما نخشاه نحن العشائر وأبناء العشائر أن خطوة بناء السور يعني تكون خطوة على طريق تنفيذ مشروع جو بايدن السيء السيط، على العموم نحن اليوم متواصلون مع إخواننا في مجلس محافظة بغداد ونناقش الأمر معهم باستفاضة ولدينا اليوم كتلة سياسية كبيرة داخل البرلمان وعندنا علاقات جيدة مع الحكومة الحالية والحكومة القادمة بإذن الله تعالى وهيئة الرئاسة وسنكون سدا منيعا يحول دون قيام سور بغداد لأن الحاجة قد انتفت منه إلا إذا استطاع من يتبنى هذا المشروع أن يقدم أدلة دامغة ومقنعة لكل الكتل السياسية وللعشائر بشكل عام بأن هذا السور فيه منفعة، ولا نجد فيه هذه المنفعة لا اليوم ولا غدا ولا بعد غد.


عبد العظيم محمد: القرار أستاذ عمر في مثل هذا المشروع هل هو قرار سياسي أم أمني؟


عمر هيجل: نعتقد هذا الأمر اليوم القرار هو سياسي وليس قرارا أمنيا لأن الحالة الأمنية قد انتفت يعني اليوم وجود سور بغداد قد انتفت له الحاجة وأصبحت أجهزتنا قادرة على أن تلاحق وأن تهاجم وأن تصد وأن تقوم هي بمهاجة أوكار الإرهابيين، لا تنتظر أن تصل السيارات المفخخة إلى قلب بغداد أو إلى الأقضية أو إلى المحافظات.


عبد العظيم محمد: أستاذ عباس بحسب يعني المتحدث باسم مجلس محافظة بغداد قال إن هذا ميزانية المشروع مكلفة ومرهقة جدا لمحافظة بغداد بمعنى أنه لو نفذ سيكون على حساب الخدمات وعلى حساب المواطن العراقي وهذا سيجعل بغداد والمواطن في بغداد في دوامة الحصول على الخدمات والمعاناة المستمرة.


عباس الياسري: لا، أنا أعتقد أنه نعم المشروع مكلف مكلف ولكن الأهم من الخدمات والأهم من الكلفة المادية هو حياة المواطن العراقي وهي القيمة العليا لا بد أن تكون للجميع، لحد الآن نعم هناك إشكالات ما بين من يتحمل كلفة السور، أنا أعتقد أن الطريقة الأنجع هي ألا تتحمل جهة وإنما ترصد ميزانية خاصة من ميزانيات العراق بحيث لا تؤثر على أي قطاع من هذه القطاعات وأن يكون هنالك ميزانية خاصة لهذا السور وبنائه، أعتقد أن الجنبة السياسية أو الإسقاطات السياسية في هذا الموضوع مثلما تفضل الأستاذ عمر أعتقد غير واردة لأنه الآن نحن في حكومة منتهية الولاية وننتظر تشكيل حكومة جديدة فمن يفكر في هكذا مشروع من أجل إسقاطات سياسية كان المفروض أن يتخذوه في بداية تسلمهم السلطة وليس في نهايتها، أين المنفعة إذاً أن تنفذ الحكومة هذا المشروع ولديها مآرب سياسية وهي على وشك أن تغادر المبنى الرئاسي لتستلم حكومة أخرى؟ هذا جانب، الجانب الآخر يا إخوان هنالك إشكالية ليس هنالك من سور سني حول بغداد، هنالك عشائر عربية مشتركة في أغلب المناطق التي تحيط في بغداد، شمال بغداد وشرقها وغربها، ليس هنالك من منطقة شيعية خالصة أو سنية خالصة سواء داخل بغداد أو محيط بغداد وبالتالي هذا السور أنا أعتقد وفي الفترة الأخيرة أن العشائر العراقية بكل أطيافها أصبحت جزء من الحالة الأمنية وهي من ساهم بشكل كبير من خلال الصحوات ومن خلال دعم القوات الأمنية في تحسن الوضع الأمني وبالتالي أنا أعتقد العشائر سوف تكون جزء من هذا المشروع الأمني وسيكون لها رأي في هذا المشروع ولن تهمش ولم تهمش وسيسمع رأيها بالكامل، أما الضرب على وتر أن بغداد محاطة بسور سني أنا أعتقد أن هذا غير صحيح، نعم هنالك بعض المناطق التي أنشئت لحسابات محددة ولكنها غير مرتبطة بالحالة الطائفية في العراق أنشأها النظام السابق وإنما..


عبد العظيم محمد (مقاطعا): طيب نسمع رأي أخير للأستاذ عمر حول هذه النقطة، أستاذ عمر تحميل الموضوع وتفسيره تفسيرا طائفيا وتحميل أكثر من يعني تفسير الموضوع أكثر من اللازم.


عمر هيجل: أنا أولا أقول للأستاذ الحقيقة لا يقولني ما لم أقل، أنا أقول الهدف من بناء السور كان هو أمني، اليوم هناك أصوات يعني قليلة تنادي بإعادة بناء السور، ما هو الهدف؟ ينبغي أن يتضح الهدف عندنا، لأنه في نهاية الأمر نحن اليوم بحاجة إلى ميزانية كبيرة وأقول لأبناء الشعب العراقي ولحكومتنا وللقادة السياسيين برج خليفة اليوم كلف مليار ونصف، ألا ينبغي بنا اليوم بعد استقرار الوضع الأمني بأن نفكر بأن نحول هذه الأموال لبناء برج بغداد الذي لا يكلف أكثر من مليار..


عبد العظيم محمد (مقاطعا): على العموم ربما يترك الموضوع للحكومة التي ستتشكل كما قال الأستاذ عباس الياسري وهي تبت في الموضوع. للأسف هذا ما سمح به الوقت، أشكر جزيل الشكر الأستاذ عمر هيجل القيادي في جبهة التوافق على هذه المشاركة معنا، كما أشكر الأستاذ عباس الياسري الباحث والكاتب الصحفي على مشاركته أيضا معنا. في الختام أشكر لكم مشاهدينا الكرام حسن المتابعة وإلى أن ألتقيكم إن شاء الله في حلقة جديدة أستودعكم الله والسلام عليكم.