صورة عامة - المشهد العراقي -التأثير الخارجي الحكومة العراقية الجديدة - 4/4/2010
المشهد العراقي

دور الأطراف الخارجية وتأثيرها على الكتل السياسية

تركز الحلقة الحديث عن دور الأطراف الخارجية وتأثيرها على الكتل السياسية العراقية في مساعيها لبناء حكومة جديدة، حيث أثار اجتماع الائتلافين الشيعيين الائتلاف الوطني العراقي وائتلاف دولة القانون في إيران صخبا وغضبا عند الأطراف الأخرى التي تتهم إيران بالتدخل في العراق.

– الانقسام العراقي ودور الدول الإقليمية في تشكيل الحكومة
– ملامح حكومة الشراكة وأبعاد الخلاف حول رئاسة الوزراء

 

عبد العظيم محمد
عبد العظيم محمد
غسان العطية
غسان العطية
حسن البزاز
حسن البزاز

عبد العظيم محمد: مرحبا بكم مشاهدينا الكرام في حلقة اليوم من المشهد العراقي، في هذه الحلقة سنركز الحديث عن دور الأطراف الخارجية وتأثيرها على الكتل السياسية العراقية في مساعيها لبناء حكومة جديدة، حيث أثار اجتماع الائتلافين الشيعيين الائتلاف الوطني العراقي وائتلاف دولة القانون في العاصمة الإيرانية طهران صخبا وغضبا عند الأطراف الأخرى التي ما فتئت تتهم إيران بالتدخل في الشأن العراقي، من جانبها اتُهمت القائمة العراقية بتلقيها دعما ماليا وسياسيا من بعض الدول العربية بالإضافة إلى الرعاية الأميركية، فما حجم التاثير الذي يمكن أن تلعبه تلك الدول على شكل الحكومة القادمة؟ وهل من تحد بين الدول المتنافسة على التأثير في الشأن العراقي على رئاسة الحكومة العراقية الجديدة؟ لتسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع معنا من لندن الدكتور غسان العطية مدير المعهد العراقي للديمقراطية والتنمية، ومن عمان الدكتور حسن البزاز أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بغداد، وقبل أن نتحدث في الموضوع نتابع هذا التقرير الذي أعده صلاح حسن.

[تقرير مسجل]

صلاح حسن: تتدخل بعض الدول في شؤون العراق، لا شك في ذلك ولاعتبارات عدة منها أن هذا البلد يعيش وضعا استثنائيا فهو يمر في مخاض تشكيل حكومة جديدة كما أن مستقبله يؤثر بشكل مباشر على المنطقة. ساسة العراق انقسموا لفريقين تقريبا في رؤيتهم للتدخلات الخارجية، فريق شرقي الهوى وفريق ينافسه ويتهم إيران بالتحكم في مصير البلاد خصوصا بعد أن هرع قادة كبار لزيارة طهران في أيام حرجة وهي أيام الحوار لتشكيل الحكومة، وتحدث مراقبون عن أن إيران تحتضن حوارا بين كيانات سياسية تمارس من خلاله ضغوطا كبيرة للملمة الأحزاب الشيعية العراقية لتشكل كتلة كبرى تقود البلاد، إيران تنفي أي تدخل وتقول إن ما يجري على أراضيها هو حوار عراقي عراقي ويقتصر دورها على توفير الأجواء المناسبة للحوار. ومن إيران إلى دول الجوار كتركيا والسعودية والأردن وسوريا هي الأخرى في دائرة الاتهام ومن أشكال تدخلها كما يقول وزير خارجية العراق الدعم السياسي والمالي لفئات معينة داخل العراق، ويرى مراقبون أن هذه الدول حققت نجاحا باهرا من خلال قائمة العراقية التي ضمت علمانيين وإسلاميين في خلطة تتوافق مع آمال شريحة واسعة من العراقيين. هكذا يبدو أن مستقبل العراق وانتخاباته ما عادت شأنا داخليا بل أصبحت شأنا إقليميا يتابعه جيران العراق عن كثب ومن فوقهم أميركا التي يبدو أنها تنتظر ساعة الحسم لتفرض شيئا جديدا أو قد تقبل بما ستؤول إليه الأمور.

إعلان

[نهاية التقرير المسجل]

الانقسام العراقي ودور الدول الإقليمية في تشكيل الحكومة


عبد العظيم محمد: بعد أن ألقينا الضوء على طبيعة الدور الخارجي الذي يمكن أن يؤثر في الشأن العراقي، دكتور غسان إلى أي مدى يمكن أن تلعب الأطراف الخارجية والدول الإقليمية دورا في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة؟


غسان العطية: شكرا أخ عبد العظيم وتحية للأخ حسن البزاز. الواقع الآن اللي نشاهده بشكل موضوعي أن البيت العراقي المنقسم على نفسه أخذ كل طرف من هذه الأطراف يستعين بقوة خارجية إقليمية أو دولية للوقوف ضد الطرف الآخر بدءا أن شروط اللعبة الديمقراطية لم تتوفر في العراق من ناحية أساسية وهي ليس هناك قانون للأحزاب وهذا يعني عمليا أن ليس هناك رادع أو ضابط على تمويل هذه الأحزاب، وانتخابات 2005 كانت انتخابات يقودها رؤساء أو أمراء الحرب مليشيات، انتخابات 2010 انتخابات عمليا يقودها أمراء المال، المال والدعم السياسي الخارجي، فهناك دعم إيراني سياسي ومالي لأطراف عراقية وكما جاء في تقرير نشر في الواشنطن بوست من كاتب ذي علاقة مهمة، أغناتوس، بأن هناك من سنوات بحدود سبعة مليون دولار تدفع لأحزاب عراقية من إيران موالية لإيران وكذلك وجدوا أكثر من خمسة مليون دولار مزيف في البصرة لهذه الأغراض، هذا الدرس درس أن كيف إيران بـ 2005 استطاعت أن توحد الأحزاب الشيعية بالضغط وبالإغراء وحتى بالمال هذا النجاح اللي حققته بالـ 2005 يبدو الآن بعض الدول العربية لعبت ذات اللعبة فقامت في 2010 بتوحيد أبناء المحافظات اللي همشت بالذات الأنبار، صلاح الدين والموصل بوحدتهم ولذا وحدتهم -يجب ألا نكون سذجا- لولا الضغط العربي والمال العربي لما توحدوا وهذا..


عبد العظيم محمد (مقاطعا): دكتور يعني في 2005 وفي المرحلة السابقة كان الحديث عن التأثيرات الخارجية هو اتهامات يعني الكتل السياسية تنفي أي علاقة لها أو تأثير بالطرف الخارجي، الآن ذهاب الائتلاف الوطني العراقي وائتلاف دولة القانون بشكل علني وحديث تصريحات من داخل الائتلافات إلى طهران ومحاولة لتوحيد الائتلافين في طهران هل هو مقصود بأن يكون بشكل علني هل هو هدفه إرسال رسالة ما؟


غسان العطية: بدون شك الآن إيران.. بالمناسبة دول الجوار كلها بما فيها إيران ليس لهم مصلحة العراق ينزلق لحرب أهلية ثانية، هذه مهمة لأنه أصبح لهم مصالح بالعراق ولا يريدون يخسروها، اللي حصل أن اللقاء في طهران اللي ذهبت به أحزاب شيعية الهوى والأستاذ جلال الطالباني كان واضحا يعني الغطاء النوروز وغير نوروز ولكن الواضح هو للتقريب بين الأحزاب الشيعية، لكن الشيء المفاجئ أنه بالوقت من انتقد هذه اللقاءات وبالذات القائمة العراقية يظهر مندوبوها وحتى رئيسها يقول ويعتب على إيران لماذا لم توجه لنا الدعوة للحضور ويقوم وزير الخارجية الإيراني ويصرح إحنا سندعو الجميع للمشاركة، وبنفس الوقت الصراع بين الطرف الكردي وأبناء الموصل تقوم تركيا -وللعلم بتشجيع من أميركا- أن تدعوهم للتفاوض أن يلتقوا وبكل هذه العملية بالمقابل وهنا الطرف العربي وهنا أقولها الغلط اللي وقعوا به الأطراف العربية اللي دعمت القائمة العراقية، الأطراف العربية لم تفهم ناحية معينة، إن كرست قائمة معينة اعتبرت صح أو غلط بالنسبة للرأي العام أنها قائمة سنية بعثية فهذه تخدم إيران بأن تحفز جانب الجنوب بأن يلتف حول العناوين الطائفية. فالواقع الحالي اليوم نحن أكثر انقساما من السابق..

إعلان


عبد العظيم محمد (مقاطعا): ولكن هناك من يقول دكتور إن الأطراف العراقية لا زالت بحاجة إلى الطرف الخارجي وهو ما أريد أن أسأل عنه الدكتور حسن، دكتور حسن الأطراف العراقية لا زالت بحاجة إلى الطرف الخارجي لصنع القرار العراقي للتوحيد وإلا إنها ستبقى مختلفة ولن تتفق إذا لم يكن هناك طرف خارجي؟


حسن البزاز: لا، أخي عبد العظيم أنا بالطبع استكمالا لما تحدث به أخي الدكتور غسان، المسألة ليست كذلك، ليس حاجة العراق للتدخل الخارجي بقدر ما هو أمر مفروض على العراق بأن يكون هناك تدخل خارجي، ليس برغبة عراقية أن تتدخل دول الجوار والأطراف الخارجية، هي مفروضة والعراق فقد قدرته على أن يكون له صوته وأن يكون له قراره الذي يمكن أن يتخذه باستقلال عن هذه التأثيرات، تعرف العراق وضعه خاص ويجب أن نعترف أنه في وضع احتلال ووضع الاحتلال لا يعطي لأبناء ذلك البلد القدرة الكافية لأن يتخذوا القرار الذي يرغبون فيه ولهذا أمرهم ليس بيدهم، نحن في وضع كالمثل القائل "الذي يمتطي جواد جاره لا يصل إلى داره" ويبدو هذا الذي يحدث علينا ولنا في هذا الوقت، هناك تدخل واضح وصريح، أنا أقول ليس تدخلا بل إنما استئثار في التدخل واستئثار في القرار وليس فقط تدخلا، التدخل درجات مختلفة، الذي يحدث للعراق هو تدخل..


عبد العظيم محمد (مقاطعا): دكتور السؤال أيضا أن الأطراف العراقية نفسها لا زالت أو تعتقد أن لا سبيل لها للوصول إلى السلطة إلا من خلال الطرف الخارجي ولذلك -كما قال الدكتور غسان- إياد علاوي بعد أن انتقد ذهاب الائتلافين إلى إيران ومحاولة توحيد الائتلافين في طهران يعتب على إيران أنها لم ترسل إليه ويبعث بوفد إلى طهران الآن.


حسن البزاز: نعم يعني ليس فقط الكتل الشيعية إنما الرئيس طالباني أيضا حضر وكان هو الممهد لهذه اللقاءات في طهران هذا من جانب، من جانب آخر من حق.. أنا في نظري من حق أي سياسي وخصوصا في حالة مثل الحالة التي نعيشها وهي تشكيل الحكومة وخصوصا إذا ما أدرك أننا أصبحنا جزءا من قضية إقليمية بامتياز أصلا ولذلك يجب أن نعطي بعض المساحة لصانعي القرار بأن يتحركوا بأن يلتقوا بأن يتفاوضوا يعني هذا واجب يعني مسألة الثقة يجب أن تتوفر، مع هذا هناك حدود -لا نريد أن نستعمل مصطلحاتهم الحدود الحمراء والخضراء والصفراء- لكن هناك حدودا في التعامل، إذا لم يعط صاحب القرار مساحة معينة من حرية الحركة والتفاوض فربما يكون من الصعب الوصول إلى نتائج. العراق.. يجب أن نقتنع، العراقيون يتحملون جزءا كبيرا من هذه المسؤولية يعني نحن في أزمة والأزمة تلد الهمة، ليس هناك همة حقيقية للشعب العراقي بأن يدرك ولذلك فعلا انقسم العراقيون على توجهات مختلفة فمنهم من له الهوى الشرقي ومال إلى إيران بشكل غريب عجيب وإن إيران لم تتمكن من أن يكون لها هذا الدور المؤثر ولكن ليس المؤثر إنما المستأثر بكل ما يدور في العراق لو لم تكن هناك بيئة صالحة لمثل هذا التأثير ولو لم تكن هناك استجابة من بعض أبناء بلدنا العراق للتعاون وللإصغاء ولتنفيذ هذه المآرب، هذه أمور يجب أن ندركها، مصالحهم واضحة، لدول الجوار مصالح للدول الإقليمية مصالح لكن عندما تتحدى الحدود الطبيعية..


عبد العظيم محمد (مقاطعا): يعني أريد أن أسأل في نفس النقطة التي سألت عنها أسأل الدكتور غسان، دكتور غسان هل الأطراف العراقية والكتل العراقية الآن مقتنعة أنها لا تستطيع تشكيل حكومة أو قيادة الحكومة إلا من خلال الطرف الخارجي أو الدور الخارجي؟


غسان العطية: بدون شك هذا هو الواقع ويعرف بالذات طرف معين أن إيران وضعت خطا أحمر -على تعبيرهم- على شخص يعرف ذلك الشخص أن لا مجال لتشكيل حكومة وكذلك إن أرادت أطراف عربية الآن وستستطيع إن وضعت خطا أحمر كذلك، أعطيك المثل وخلي نكون.. المواطن يستحق من عندنا الصراحة، إن إيران قالت لا لعلاوي أن يكون بالحكم، رغم محاولة علاوي أن يتقرب من إيران أن يجاملها ليرفعوا الخط الأحمر فإيران قادرة أن تمنعه عن طريق أحزاب باسم الشيعة وغير ذلك، والآن أطراف عربية تحديدا الأردن السعودية وحتى الآن سوريا لا تريد المالكي فهي لا تقبل بالمالكي رئيسا وبالتالي يجب أن يخرج وستخلق كل المشاكل لعدم استمراره، هنا أبين النقطة وهنا أبين الفارق، إن كنا صحيح عراقيين هي فرصة أتيحت لنا، قائمة علاوي جابت نصيبا كبيرا من خاصة تمثيل المحافظات اللي همشت سابقا الموصل نينوى صلاح الدين وديالى، وبالمقابل قائمة السيد المالكي جابت تمثيلا لسبع محافظات من الجنوب، هذه فرصة كانت نادرة أن يلتقي المالكي مع علاوي باعتبارهم أغلبية عندهم بمجموع الكتلتين عندهم أكثر من 164 ممكن أن يشكلوا حكومة عراقية بها ركن أساسي الشراكة الحقيقية، لن نتحدث فقط شيعي سني، محافظات، محافظات الشمال مع محافظات الجنوب وتمثيل حقيقي، اثنين أن هذه التشكيلة ستؤسس لمصالحة وطنية حقيقية مصالحة وطنية ليس الأفضل وإنما شراكة حقيقية..

إعلان


عبد العظيم محمد (مقاطعا): دكتور يعني هذا الكلام نظري جميل جدا لكنه على أرض الواقع أصعب ما يكون أن يجتمع الطرفان لتشكيل الحكومة، سنكمل الحديث وأكثر نتحدث عن شكل الحكومة القادمة حكومة الشراكة التي يطمحون إلى تشكيلها ولكن بعد أن نأخذ وقفة قصيرة، مشاهدينا الكرام ابقوا معنا بعد هذا الفاصل القصير.

[فاصل إعلاني]

ملامح حكومة الشراكة وأبعاد الخلاف حول رئاسة الوزراء


عبد العظيم محمد: مرحبا بكم مشاهدينا الكرام مرة أخرى معنا في حلقة اليوم من المشهد العراقي. الشارع العراقي قال كلمته في الانتخابات الأخيرة ولكنه لم يكن حاسما بما فيه الكفاية لتمكين قائمة واحدة من تشكيل الحكومة الجديدة، مع ذلك استطلعنا رأي بعض العراقيين حول شكل الحكومة التي يطمحون إلى تشكيلها، نستمع إلى ما قاله بعض العراقيين في هذا الموضوع.

[شريط مسجل]


مشارك1: والله لازم تكون الحكومة وحدة وطنية يعني لازم يكون كل مكونات الشعب العراقي يشارك فيها وما يتهمش أي واحد لأن هم المعادلة تقريبا هي كل القوائم هي اللي فازت.

مشارك2: والله أتوقع الحكومة اللي جاية تكون حكومة توافقية نفس الحكومة القديمة.

مشارك3: يعني ما كلهم عراقيون وكلهم برامجهم وطنية وكلهم برامجهم حلوة، خلي يتحدوا بيناتهم أربعتهم ونخلص نحن العراقيين الشعب الفقير الشعب المسكين.

مشارك4: يعني نتمنى أن تكون حكومة وحدة وطنية تشمل كل الشعب العراقي من شماله إلى جنوبه يعني لأنه هذا هو واقع العراق هذا هو الطيف العراقي يعني، فما ممكن أنه يعني جهة معينة تقف على صفحة وجهة ثانية يعني هي اللي تستلم الحكم أو هذا، كل أطياف الشعب العراقي هم شراكة إن شاء الله بخيرات وقيادة هذا الشعب المظلوم.


مشارك5: البلد ما يتحمل أنه طائفية وكذا ونرجع للمربع الأول، نريد أنه يكون التوازن نريد تكون العيشة سليمة بين السياسيين حتى يكون البلد الأفضل.

[نهاية الشريط المسجل]

عبد العظيم محمد: المواطن العراقي -دكتور حسن- لا زال يأمل ويتمنى حكومة الشراكة الوطنية هل ستضع الحلول لهذه الخلافات الداخلية والخارجية؟


حسن البزاز: والله يا أخ عبد العظيم يجب أن نعترف أننا جدد على العمل الديمقراطي بل وإننا ربما دخلاء على العملية الديمقراطية ومع ذلك يجب ألا نقلل من شأننا أننا خطونا خطوات لا بأس بها في مجال الممارسة الديمقراطية رغم التزييف ورغم التدخل ورغم كل شيء أنا أعتقد أننا قطعنا شوطا لا بأس به ربما يهيئ لوضع أفضل. فيما يخص الشارع العراقي شارع يعبر بعفوية بمنتهى العفوية عن حقيقة وواقع العراق، واقع العراق واقع مر والمواطن يريد أمورا معينة في ذهنه المواطن يخاف من أن يحدث ما حدث في 2005 واستئثار جهة معينة أو جهات معينة وتغييب جهات أخرى وبالتالي لن نصل إلى حلول مرضية للمجتمع العراقي وخصوصا فيما يخص الاستقرار والأمن، أنا أعتقد أنه بمفهوم الشراكة وحكومة الشراكة هي ليس المقصود بها أن توزع المقاعد والوظائف والوزارات على الأطياف المختلفة بنسبة متفاوتة حسب أصواتهم، لا ليس هذا المفهوم، المفهوم أن تكون هناك حكومة وطنية والحكومة الوطنية لها مواصفات معينة، أن تكون نزيهة أن تكون كفوءة أن تكون مخلصة أن تكون مطبقة للقانون، متى ما وصلنا إلى ذلك لا نهتم أين تكون الكفة الراجحة والاختلاف بالعدد هنا وهناك ليس ذلك الهدف الأسمى، الهدف الحقيقي..


عبد العظيم محمد: إذا كانت المطلوب هو حكومة شراكة دكتور غسان كيف سيحسم الخلاف حول منصب رئاسة الوزراء؟


غسان العطية: هنا تعبير جديد دخل بالمفردات العراقية من حكومة وحدة وطنية أو حكومة توافقية إلى حكومة شراكة، ولاحظ ما هي اللعبة، حكومة الوحدة الوطنية أنه على أساس كيانات تتمثل وهذا ما يقوله السيد المالكي أن كل الكيانات يجب أن تأتي يعني لا يستثنى شيعي أو سني أو كذا، الحكيم يقول ماذا شراكة، شراكة من؟ شراكة الفائزين في الانتخابات أي الكتل اللي فازت، بمعنى أن الكتلة العراقية وكتلة المالكي اللي هم الأكبر يجب أن يرضوا بالآخرين كشركاء وبذلك تكتمل الحصة. اللي حصل نتيجة الاختلاف بين العراقية ودولة القانون وعدم قدرتهم أن يكونوا أكبر من هذه الصراعات الصغيرة عمليا أصبحوا هم أسرى كسب الموقف الكردي والصدريين والحكيم فبالتالي الآن هم بدل ما يقفوا ويشكلوا حكومة قوية وتقدر تؤدي دورها دون إلغاء يعني يشترك الأكراد يشترك الصدريون بها لكن يشتركوا بحجمهم الحقيقي وليس يصبحوا صناع الملوك كما هم الآن، من هنا اختيار رئيس الوزراء إلى نشأت كلمة شراكة أو كلمة كذا تعني بالنسبة للكرد وتعني بالنسبة للصدريين وللحكيم هو إلغاء لرئاسة علاوي أو رئاسة المالكي يعني يضرب الاثنين لصالح الآخرين، هذه التركيبة ستأتي بحكومة هشة ضعيفة غير قادرة أن تمشي الأمور بالعراق وبالتالي سنعود إلى حكومة المالكي مجددا على ضعفها وهشاشتها. السؤال اللي أريد أبينه وبهذا الوقت الضيق كفاية ندغدغ بعضنا البعض الشعب العظيم والشعب الكذا، دعني أقرأ هذين السطرين وبدون ما أطيل عليك "وفي هذا الصدد وقلبي ملآن أسى أنه في اعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي بعد بل توجد كتلات بشرية خالية من أي فكرة وطنية متشبعة بتقاليد وأباطيل دينية لا تجمع بينهم جامعة ساعون للسوء ميالون للفوضى مستعدون دائما للانتفاض على أي حكومة كانت" تعرف من قال هذا الكلام؟ رحمة الله عليه الملك فيصل الأول، تعرف متى قاله؟ في آذار 1932، الآن بعد ثمانين سنة نحن نعيش ذات الحالة وبهذه الحالة اللي رفعوا سيارة الملك فيصل الأول ملايين العراقيين هم نفسهم اللي رفعوا صورة عبد الكريم قاسم بالملايين ورفعوا صورة صدام بالملايين ورفعوا الملايين اللي بعد سقوط صدام، يا أخي كفاية..

إعلان


عبد العظيم محمد (مقاطعا): لكن الواقع الآن صعب الحديث عنه، هناك طائفية وطوائف في العراق وحتى الانتخابات أفرزت طوائف، أريد أن أسأل الدكتور حسن حكومة الشراكة هل ستعيدنا إلى حكومة الطوائف وتوزيع المناصب الطائفية؟


حسن البزاز: والله هذا ما نخشاه في واقع الحال يعني هو تلاعب بالألفاظ وإيجاد المصطلحات الجديدة، الشراكة نحن بالطبع إذا ما قامت على هذا الأساس ربما تعيدنا بعض الشيء لما كنا عليه في السابق، الذي نسعى له وليس حكومة شراكة قطعا يعني الشراكة هي تحصيل حاصل، ولكن ما معنى الشراكة؟ الشراكة أن تتوزع بنسب متساوية بنسب مختلفة، ليس هذا الذي نسعى إليه، إذا لم يكن هناك حقوق دستورية تمارس كأن يكون رئيس القائمة الأكبر هو الذي يشكل الوزارة وهناك وسائل أخرى للتعبير عن الرضا أو الرفض، هناك البرلمان هناك السلطة التشريعية الذي يحدد من يكون في هذه الوزارة ومن يكون في تلك الوزارة وتحدد المسار العام للدولة، إذا ما لجأنا للقانون وإلى التشريع الحقيقي والدستور الذي يجب أن يصحح، أول خطوة يتخذها البرلمان هي أن يصحح الدستور الذي أوقعنا في مشاكل ومنها تشكيل الحكومة الحالية اللي أصبحت مشكلة كبيرة في تفسير فقرة بسيطة جدا، لهذا أنا أقول إذا لم نذهب إلى ممارسة حقيقية للديمقراطية في كيفية تطبيق الدستور في استلام السلطة وتأسيس الحكومة واختيار الوزراء وممارستها بشكل صحيح فسوف لن نخرج من الدائرة التي نحن فيها وهذا إذا ما دخلنا في بقية..


عبد العظيم محمد (مقاطعا): قبل أن يتداركنا الوقت أريد أن أسأل في نقطة أساسية في موضوعنا لهذا اليوم، دكتور غسان إذا كانت إيران تدعم الائتلافين الشيعيين والدول العربية تدعم القائمة العربية أين هو الدور الأميركي وإلى أي طرف سيميل أو يضع نفسه؟


غسان العطية: عزيزي قبل أول أمس نشرت افتتاحية في واشنطن بوست الأميركية الذائعة قالت إن السياسيين العراقيين ذهبوا حجا إلى طهران ولم يذهب أحد منهم إلى واشنطن لا بل حتى لم يذهبوا إلى السفارة الأميركية في بغداد، وعندما سئل الأستاذ مسعود البرزاني يوم أمس في مقابلة تلفزيونية هل النفوذ الإيراني أكبر أم الأميركي؟ قال بكل صراحة ربما الإيراني هو الأكثر. إخوانا لا نظل نعلق الأمور على الأميركان، الأميركان يريدون تعديلا يسمونه الاستقرار، انتهت شعارات الديمقراطية والاستقرار، من يوفر الاستقرار بالعراق مستعدون يتعاونوا معه وهناك رغبة أميركية للانفتاح على سوريا وكسب سوريا وأميركا التي كانت ترفض أي دور عربي في العراق لهفت وراء العرب تعالوا ساعدونا وكان نتيجة الانتخابات الأخيرة..


عبد العظيم محمد (مقاطعا): باختصار دكتور اسم رئيس الوزراء سيحسم داخليا أم خارجيا؟


غسان العطية: لا، أنا أعتقد داخليا.


حسن البزاز: والله هي يعني هي تشكلية من الطرفين من الداخل والخارج، ليس هناك إمكانية أن يتخذ قرار من الخارج لوحده أو من الداخل لوحده..


غسان العطية: صح.


حسن البزاز: فسيكون هناك مزيج ورضا بين كل الأطراف الداخلية والخارجية.


عبد العظيم محمد: دكتور غسان نفس السؤال خارجي أم داخلي الحسم؟


غسان العطية: أتفق مع الدكتور حسن نعم هناك اثنان ولكن الواضح إصرارهم على أن تكون شراكة وما الموضوع أعتقد أنه سيكون هذا الشخص إذا جاء توافقيا فسوف لن يكون لا الدكتور علاوي ولا الأستاذ المالكي وإنما رئيس وزراء ضعيف لا يملك قدرة لأن الأطراف الأخرى ترتاح لرئيس الوزراء الضعيف..


عبد العظيم محمد (مقاطعا): ربما أيضا الوقت لا زال طويلا لحسم هذا الموضوع. أشكرك جزيل الشكر الدكتور غسان العطية مدير المعهد العراقي للديمقراطية والتنمية على هذه المشاركة معنا، كما أشكر الدكتور حسن البزاز أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بغداد على مشاركته أيضا معنا. في الختام أشكر لكم مشاهدينا الكرام حسن المتابعة وإلى أن ألتقيكم إن شاء الله في حلقة جديدة أستودعكم الله والسلام عليكم.

المصدر: الجزيرة