
مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي من العراق
– أبرز المخاوف ومواطن الخلل في الملف الأمني
– دور الطائفية وملامح الإصلاح في الأجهزة الأمنية
![]() |
![]() |
![]() |
عبد العظيم محمد: مرحبا بكم مشاهدينا الكرام في حلقة اليوم من المشهد العراقي. في هذه الحلقة سنحاول التعرف على رأي الشارع العراقي وثقته بأداء الأجهزة الأمنية العراقية وقدرتها على ضبط الأمن بعد انسحاب القوات الأميركية إلى قواعد عسكرية بعد يومين حسب الاتفاق بين بغداد وواشنطن، خصوصا بعد تصاعد نسب العنف بشكل ملحوظ في الأيام القليلة الماضية، فما هي التوقعات لمرحلة ما بعد الانسحاب؟ وما هي أبرز مخاوف العراقيين خلالها؟ للحديث في هذا الموضوع معي في الأستوديو الدكتور عبد الوهاب القصاب مستشار المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية، ومن أربيل الأستاذ إسماعيل زاير رئيس تحرير صحيفة الصباح الجديد العراقية. وقبل أن نتحدث في الموضوع نتابع هذا التقرير الذي أعده مضر جمعة.
[تقرير مسجل]
مضر جمعة: مع اقتراب موعد انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية في الثلاثين من الشهر الجاري بمقتضى الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن ارتفعت موجة التفجيرات وكانت تلك التفجيرات التي استهدفت الأسواق وأودت بحياة مئات المدنيين العنوان البارز هذه الأيام، ورغم أن كثيرين ومنهم رئيس الوزراء نوري المالكي والقيادات الأمنية العراقية والأميركية حذروا من موجة العنف هذه لم يستطع أحد منع وقوعها حتى الآن، ما يضع أكثر من علامة استفهام حول قدرة القوات العراقية على السيطرة على الوضع بعد الانسحاب الأميركي. لكن الحكومة العراقية ما فتئت تعلن أن قواتها على أتم استعداد لتسلم الملف الأمني من القوات الأميركية، القوات الأميركية من جهتها قالت إنها ستبقي على عدد ممن سمتهم مستشارين عسكريين لتقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية. ولاء القوات العراقية وتركيبتها لا زالت محل جدل وتخوف عند البعض خصوصا أن وزير الداخلية العراقية أشار إلى أن نصف دوريات الداخلية في عام 2006 متورطة في أعمال الخطف والقتل والتهجير، أما الاتهامات بانتهاك حقوق الإنسان من قبل الأجهزة الأمنية فقد وجهت لهم أيضا من قبل مسؤولين في أجهزة الدولة، إضافة إلى برلمانيين قالوا إن لديهم أدلة تثبت قيام الأجهزة الأمنية بتعذيب العراقيين. فهل تستطيع الحكومة تهدئة مخاوف المواطن العراقي خلال الفترة المقبلة؟ سيما وأنها لم تنجز مصالحة بين الفرقاء السياسيين أنفسهم فكيف يكون الحال عندما ينطبق ذلك أيضا على من هم خارج العملية السياسية حيث يرى البعض أن الأمن لا يتأتى من نشر قوات هنا وهناك بل بتوافق سياسي يشمل كل العراقيين.
[نهاية التقرير المسجل]
أبرز المخاوف ومواطن الخلل في الملف الأمني
عبد العظيم محمد: بعد أن تابعنا هذا التقرير الذي سلط الضوء على الوضع الذي يسبق انسحاب القوات الأميركية إلى خارج المدن العراقية، أستاذ إسماعيل أريد أن أسألك عن رأي المواطن العراقي، ما هي أبرز المخاوف لدى هذا المواطن العراقي خلال المرحلة المقبلة التي يستلم فيها العراقيون الملف الأمني؟
إسماعيل زاير: من زاوية أولى طبعا العراقيون يعني يشعرون بالارتياح والاغتباط برؤية القوات الأميركية وهي خارج المدن وفي مقرات بعيدة عن التجمعات السكانية حيث كانت هذه القوات يعني سببا مركبا لزعزعة الاستقرار اليومي للسكان لأسباب عديدة منها أولا تدخلها المميز بالقوة الفائقة وثانيا استهدافها من قبل المجموعات المناهضة للوضع الجديد. المخاوف اللي يشعر بها المواطن العراقي مخاوف من أن يؤدي هذا الانسحاب إلى يعني انكسار بالوضع الأمني وإلى عودة التسيب في الشارع العراقي وهو أمر طبعا يدعو إلى القلق خصوصا على خلفية التصعيدات الأخيرة فيما يتعلق بالعاصمة بغداد..
عبد العظيم محمد (مقاطعا): يعني هل يتشكك المواطن العراقي بقدرة الأجهزة الأمنية على ضبط الأمن مقارنة أو قياسا على الصعيد الأخير في العنف في الأيام القليلة الماضية؟
إسماعيل زاير: يعني إذا أخذنا بالاعتبار أن موجة العنف الأخيرة يعني موجة لم تبدأ إلا من فترة يعني من بضعة أسابيع يمكن القول إنها يعني المخاوف لها ما يبررها إنما هذا أيضا يعتمد على رد فعل السلطات والقوات الحكومية إذا كانت قادرة على تبديد هذه المخاوف، إنما ببساطة هنالك سبب مهم جدا لهذه المخاوف.
عبد العظيم محمد: نعم، دكتور عبد الوهاب أسمع رأيك، هل المواطن العراقي لديه ثقة بالأجهزة الأمنية؟ هل يعني استطاعت الأجهزة الأمنية أن تنفض عن نفسها عباءة الطائفية التي كانت سمة خلال المرحلة الماضية وبالتالي يعني يستطيع المواطن العراقي أن يثق بأدائها؟
عبد الوهاب القصاب: يعني أولا أنا أضم رأيي للأستاذ إسماعيل أن هذا اليوم هو يوم عظيم للعراقيين إذ أنجزت المقاومة العراقية حقيقة مهمة كبيرة من مهامها إذ أجبرت قوات الاحتلال على التخلي عن المشروع الإمبراطوري الأميركي الذي كان يريد أن يدير الشرق الأوسط الكبير من العراق من بغداد والدليل على ذلك المنطقة الخضراء والسفارة الكبيرة. إذا أتينا إلى لب السؤال، هنالك حقيقة مخاوف حقيقية من مدى انضباط القوات الأمنية العراقية ثم القوات المسلحة مهنيا لتأدية واجباتها ومهامها، والموضوع الثاني الذي يثير المخاوف أن هذه القوات الأمنية تحديدا في فترة رئاسة رئيس الوزراء السيد إبراهيم الجعفري قد فتحت أبوابها لمنتسبي المليشيات والمنظمات الطائفية كما أنت تعرف وجاء تصريح وزير الداخلية مؤخرا مدللا على أن أكثر من 50% من الأعمال التي.. وأنا أقول يعني 50% رقم متواضع حقيقة لأن كل أعمال التهجير والقتل التي نفذت على الهوية في بغداد كان منتسبوها والذين يقومون بها يرتدون الزي الرسمي العراقي ويقودون السيارات والعجلات التي عليها شعارات القوات الأمنية العراقية، ثم أن هنالك تشكيلات شكلت لديها أسماء مختلفة طيف كبير من أسماء الحيوانات، كانت تقوم بأعمال قتل على الهوية وحتى على الأسماء. المواطن العراقي في هذه الحالة له ما يبرر من الخشية والخوف على أن تنقلب حقيقة بعض المجاميع التي لا زالت على انتماءاتها السابقة..
عبد العظيم محمد (مقاطعا): حديث وزير الداخلية هذا الذي أشرت إليه أن نصف دوريات الشرطة العراقية في 2006 كانت ضالعة بالتهجير والقتل والخطف، هذا يدلل على أن الوزارة أو وزير الداخلية باعترافه هذا أنه عمل على تنظيف هذه الأجهزة الأمنية يعني الحكومة ووزارة الداخلية في طور تنظيف هذه الأجهزة من هذه المليشيات.
عبد الوهاب القصاب: نعم أنا قلت ما تبقى، يعني أنا قلت إنه لأنه أعلن هذا معناها أنه في سبيل أن ينظف لكن ما تبقى يعني ما تبقى ليس لأنهم أغفلوا إقصاء فلان وفلان وفلان بل أنا واثق من أن هناك ضغوطا كبيرة على وزير الداخلية لكي يتخلى عن بعض عمليات الإبعاد ولو كان قد نجح في إعادة موازنة.. وأنا أقول في هذه المرحلة المطلوب أن تكون القوات العراقية متوازنة مهنية وحرفية ذات مهنية وحرفية عالية، منضبطة ولديها قواعد اشتباك معترف بها دوليا، إذا كانت هذه الأسباب موجودة في القوات أكيد المواطن سيعيد ثقته لكن أنا أشعر بأن المعادلة لا تساعد.
عبد العظيم محمد: ووضع الأرض أيضا يتحكم في هذا الموضوع في أداء الأجهزة الأمنية. أستاذ إسماعيل موجة التفجيرات الأخيرة التي ضربت الشارع العراقي كل التصريحات وكل المؤشرات تشير إلى أن هذا عنف سياسي أكثر منه عنف طائفي أو عنف لمليشيات مسلحة وجماعات مسلحة، من مصلحة من أن يهتز الشارع العراقي وأن يضرب الشارع العراقي قبيل انسحاب القوات الأميركية من المدن؟
إسماعيل زاير: طبعا من الزاوية المنطقية من مصلحة الأطراف التي ليس لها رغبة في رؤية الانسحاب الأميركي من العراق، إنما في الواقع يجب أن نقول بوضوح وصراحة إن الوضع الأمني في العراق الآن لا يشبه على الإطلاق ما كان عليه عام 2006، وطبعا ينبغي الاعتراف بجرأة وشجاعة السيد وزير الداخلية وأيضا الإجراءات الوطيدة لحكومة الدكتور المالكي على هذا الصعيد، إنما لا زلنا نحن بحاجة إلى مزيد من هذه الإجراءات وخصوصا أننا في مفترق طرق، إذا انسحبت القوات الأميركية من المدن فيتعين على الحكومة العراقية الحالية برئاسة السيد..
عبد العظيم محمد (مقاطعا): من مصلحة من عدم خروج القوات الأميركية؟
إسماعيل زاير: أولا أطراف عديدة أطراف يعني تتضرر من تطوير البعد الديمقراطي والبعد الإنساني والبعد يعني السليم للعملية السياسية، وهنالك تحولات في الساحة السياسية حصلت خصوصا بعد انتخابات المجالس البلدية مؤخرا التي أشارت إلى تغيير على الخارطة السياسية ثم أشارت التطورات اللاحقة إلى استقطابات سياسية إيجابية إذا صح التعبير مما يفسح المجال للمزيد من التحسن بالوضع الأمني، الأطراف التي استفادت من العنف والاضطراب الأمني واستفادت من الخلل بوجود القوات الأميركية في العراق ليس لها مصلحة بهذا التطور وهي ليست مجموعة واحدة أو مجموعتان أو غير ذلك.
عبد العظيم محمد: نعم، دكتور أنت ما رأيك؟ من مصلحة من هذا العنف الأخير؟ وهل أنت مع من يذهب إلى أن هناك أطرافا سياسية هي التي تدفع باتجاه هذا العنف؟
عبد الوهاب القصاب: يعني دعنا نقسم العنف إذا ما تم الإشارة إليه إلى نوعين، عنف كان موجها ضد القوات الأميركية والذي كانت تقوم به قوات المقاومة العراقية بمختلف أطيافها، ناقصا القاعدة يعني أنا.. هذه القوات يعني قوات المقاومة العراقية الآن أصبحت أكثر حرية في التحرك ضد الأميركان دون أن يشتبه بأن يكون لفعلها انعكاس سلبي على المواطن العراقي البسيط الذي يسير في الشارع. والقسم الثاني هم أولئك الذين أفشلتهم الانتخابات الأخيرة، واضح جدا الامتعاض الذي بدا على الوجوه وعملية الهزيمة التي هزموا بها فعلا في الانتخابات نتيجة رفض المواطن العراقي والتغير العام في ساحتهم التي كانوا يفعلون بها..
عبد العظيم محمد (مقاطعا): يعني هو الصراع بين المالكي وخصومه السياسيين؟
عبد الوهاب القصاب: ممكن أن نقول إن الصراع بين أولئك الذين كانوا يرفعون شعار تقسيم العراق إلى فيدراليات ووسم هذه الفيدراليات بميسم طائفي وبين أولئك الذين قرروا التصويت للعراق، تغير المزاج العراقي في المنطقة في الساحة التي كان هؤلاء الناس يلعبون فيها كان واضحا تأثيره السلبي الكبير عليهم وأنا أشعر بأنهم ليسوا بعيدين أبدا عن عملية إقلاق الشارع السياسي العراقي.
عبد العظيم محمد: على العموم يعني هناك من يريد ربط هذه التفجيرات بقضية الطائفية. سأسأل عن هذا الموضوع لكن بعد أن نأخذ وقفة قصيرة، مشاهدي الكرام ابقوا معنا بعد هذا الفاصل القصير.
[فاصل إعلاني]
دور الطائفية وملامح الإصلاح في الأجهزة الأمنية
عبد العظيم محمد: مرحبا بكم مشاهدينا الكرام مرة أخرى معنا في حلقة اليوم من المشهد العراقي. لمعرفة رأي الشارع العراقي بقدرة الأجهزة الأمنية العراقية على استلام الملف الأمني من القوات الأميركية المنسحبة أخذنا رأي عينة من العراقيين ممن تباينت آراؤهم في الموضوع، نستمع إلى ما قالوه.
[شريط مسجل]
مشارك1: أخشى أن هناك بعض التفاصيل قد أعطت علامات أن القوات العراقية في الوقت الراهن قد تكون غير مؤهلة لحماية مقدرات وثروات العراق بسبب وجود التكتلات السياسية المختلفة مع بعضها البعض.
مشارك2: خلي ننظف القلوب نقدر كل شيء.. العراقيون أبطال كل شيء يقدرون يساووه.
مشارك3: إن العراقيين في كل الأزمنة وفي كل مكان كانوا يثبتون الجدارة والقوة على أنهم قادرون على حماية وطنهم وبلادهم وحدودهم.
مشارك4: إذا تخلص العراق من تدخلات دول الجوار أنا أعتقد أن القوات العراقية قادرة على دحر الإرهاب وقادرة على كل المسائل الأخرى.
مشارك5: القوات الأمنية الحمد لله والشكر يعني يوم عن يوم تثبت أنها على استعداد لاستلام الملف الأمني مال العاصمة والمحافظات البقية.
مشارك6: ما سمعناه من انتهاكات لحقوق الإنسان ومن تعذيب ومن اعتداء لا أخلاقي على السجناء والمعتقلين والموقوفين بلا ذنب وبلا سبب يخلينا نجزم أن هذه القوات إنما وجد القسم الأكبر منها لقمع الشعب العراقي ولكبت أصواته.
[نهاية الشريط المسجل]
عبد العظيم محمد: على العموم يعني تتباين آراء الشعب العراقي في قضية أداء الأجهزة الأمنية. أستاذ إسماعيل، الموجة الأخيرة كان واضحا أنها تستهدف.. تريد أرقاما من القتلى العراقيين تستهدف أسواقا، مناطق تبضع وتجمع للعراقيين، هل يراد للطائفية أن تعود للعراق؟ يراد شحذ الهمم الطائفية والخلافات الطائفية لإعادة خلط الأوراق في الساحة العراقية؟
إسماعيل زاير: والله يبدو الأمر هكذا خصوصا إذا انتبهنا إلى أن الغالبية المطلقة من هذه التفجيرات حصلت في مناطق فقيرة ومناطق يسكنها غالبية شيعية أو مناطق السكان مختلطين يعني ليس هنالك فيها أي أهداف عسكرية وليس هنالك فيها أي قوات أميركية وليس هنالك أي يعني أهداف مشروعة لأي كان يعني له منطق في استخدام السلاح إن وجد، إنما هذه في تقديرنا تشبه إلى حد كبير ما حصل في 22 شباط 2006 حيث نجحت مجموعات الإرهاب والقوى الظلامية في اقتراف الجريمة الكبرى في ضرب مرقد الإمامين العسكريين في سامراء بعد أن قامت بمجموعة كبيرة من العمليات التي لم تنجح في إثارة الفتنة في العراق، بضرب الشخصيات الشيعية بضرب الشخصيات السنية وما إلى ذلك، في نفس المجموعات..
عبد العظيم محمد (مقاطعا): عندما يعود النفس الطائفي وعندما يعود الخطاب الطائفي ما هي الضمانة على أن الأجهزة الأمنية ستحافظ على حياديتها على وطنيتها ولن تنحاز إلى أطراف طائفية؟
إسماعيل زاير: هنالك تحول ملموس، سيدي الكريم، فيما يتعلق بالتوازن العملي على الأرض فيما يتعلق بالمعادلة الطائفية إذا صح التعبير، فمنذ سنة ونصف سنتين يعني أصبحت مساهمة الأخوان في المنطقة الغربية مساهمة أكبر في الملف الأمني بعد أن وقفوا وقفة وطنية ممتازة وأثبتت أنهم فعلا عند الوطن وعند المبادئ الوطنية العراقية بمعرض وبمعزل عن أية يعني مساومات على بلادهم ووضعوا أيديهم في أيدي القوى الأخرى ونهض البلد مرة ثانية وهزم البرنامج الظلامي، إنما هذا لا يكفي الآن وواضح جدا أن هنالك بقايا من المنظمات التي لها مصلحة بضرب هذا التوازن العراقي الوطني الذي يشكل في الواقع وفي نهاية المطاف الضمانة الحقيقية لعراق ديمقراطي وعراق جديد بالمعنى العميق للكلمة.
عبد العظيم محمد: دكتور عبد الوهاب، شماعة القاعدة وبقايا النظام السابق تغطي على الفاعل الحقيقي كما يقول البعض، في كل مرة تظهر البيانات الحكومية الرسمية والأطراف السياسية تتحدث عن القاعدة والإرهاب وبقايا النظام السابق، كيف يمكن فضح الأطراف التي تقوم بمثل هذه الأعمال بوجود مثل هكذا شماعة؟ الحكومة لن تتوصل إلى الفاعل الحقيقي ما دامت تتحدث بهذا الخطاب.
عبد الوهاب القصاب: أنا أشعر أن الحكومة تعلم من هو الفاعل الحقيقي وأنا أشعر أيضا أن عملية التعكز على القاعدة بعد أن أعلنوا هم بأنهم أسروا أميرها وقوات الصحوة قد فعلت فعلها في تحديد كبير في حركتها، وبعد أن استمعنا في كل يوم إلى قوائم من عشرات ممن يُظن أنهم ينتمون إلى القاعدة قد ألقي القبض عليهم، أعتقد أنه ليس من المعقول أن تصنف مثل هذه التفجيرات الفظيعة وكأنها تفجيرات صدرت عن القاعدة، هذا واحد. الموضوع الثاني عملية اتهام البعثيين أيضا أصبحت شماعة يومية والبعثيون بقيادتهم قد أصدروا أكثر من بيان تبرؤوا فيه من هذه الأفعال، وأنا أعتقد أن الذي يصدر بيانا يتبرأ من هذه الأفعال ليس بالإمكان أن تقول بشكل نهائي إنه هو الذي ساهم، قوات المقاومة الأخرى يعني أنا بإمكاني أن أحضر لك مجلدا من بيانات الاستنكار التي صدرت عن هيئة علماء المسلمين وعن المجلس السياسي للمقاومة العراقية وعن الكتائب وعن بقية تشكلات المقاومة الأخرى. أنا أشعر أن الحكومة تعلم من هو الذي قام بهذه الأفعال وأنا أشعر أيضا بأن الحكومة محرجة جدا في أن تعلن من هو الذي قام بهذه الأفعال وعلينا أن ننظر بأن أيضا قد يكون لارتباك الوضع الأمني في قطر مجاور له دور كبير في عدم الاستقرار الأمني في العراق له دور كبير في الذي يجري حاليا.
عبد العظيم محمد: طيب دكتور إذا ما يعني عادت الطائفية مثلما يخشى البعض من خلال هذه التفجيرات وسمعنا الحديث في بعض خطب الجمعة والتصريحات على أنه تكفيريين والطائفية و.. و.. وغيرها من الحديث الذي كان سائدا في 2006، هل تستطيع الأجهزة الأمنية عندما تعود النعرة الطائفية أن تتخلص من ولاءاتها أن تتخلص من هذه الولاءات التي كانت تتهم بها في السابق؟
عبد الوهاب القصاب: يعني أنا أشير لك وسبق لي أن أشرت في برنامجك أيضا إلى هذه الحقيقة مرتين، المرة الأولى.. أو الحقيقة الأولى أن الذين يرفعون بوق الطائفية الآن ويتحدثون عن التكفيريين هم أشخاص معدودون على أصابع اليد وأنا أعتقد بأن هؤلاء يمكن أن يلاحقوا قانونيا لأن يدهم مغموسة بدم العراقيين، هذا من جهة. من جهة أخرى مزاج العراقيين يعني أصبح واضحا في انتخابات المحافظات، أنت تعلم بأن المحافظات التي يطلق عليها تجاوزا محافظات سنية قد تجاوزت خط الانتماء الطائفي -كما قلت مرة في برنامجك- وأعطوا أصواتهم للقوائم ذات الصفة العلمانية والليبرالية وما إلى ذلك من التوصيفات، أعطوا أصواتهم للدكتور العلاوي أعطوا أصواتهم للدكتور المطلق، واضح شيء واضح في الرمادي واضح في بغداد واضح في ديالى واضح في صلاح الدين وقائمة الموصل هي قائمة لا منحازة طائفيا. المشكلة أن هنالك حقيقة وإذا ما أردت أن تحاكم الموضوع حتى على ضوء الدستور الحالي أن هنالك تشكيلات سياسية حالية تتعارض وضعيتها مع وضعية الدستور هي تشكيلات مثيرة للكراهية تشكيلات طائفية وتشكيلات لا تحث على العيش المشترك بين العراقيين.
عبد العظيم محمد: على العموم يعني هناك نقطة أخيرة أريد ان أسأل عنها أستاذ إسماعيل زاير في أداء الأجهزة الأمنية، هناك أكثر من تصريح رسمي عراقي يحمل الأجهزة الأمنية العراقي مسؤولية انتهاكات لحقوق الإنسان يحملها مسؤولية مداهمة واعتقال بعض المدنيين العراقيين بصور غير قانونية غير شرعية، هل نتوقع خلال المرحلة المقبلة إذا ما استلم العراقيون الملف الأمني أن تزداد هذه الممارسات؟ هل تستطيع الأجهزة الأمنية العراقية أن تتخلص من هذه الاتهامات؟
إسماعيل زاير: ليس هنالك أي طريق سوى التخلص من هذه الممارسات وهذه الانتهاكات، وأمام الدكتور المالكي بعد هذه النجاحات وبعد هذا التقدم وبعد هذه الامتحانات والتحدي الكبير الذي ينتظره خلال يعني الفترة التي تفصلنا عن الانتخابات إلا التقدم إلى الأمام وتطمين الشعب العراقي من أن الحكومة العراقية الحالية سوف تقوم بكل ما يمكنها من أجل وقف هذه الانتهاكات، ليس هنالك بديل آخر، إذا لم ينجح السيد المالكي في هذا الأمر فسوف يكون أمامه امتحان انتخابي عسير وطبعا سوف يخسر البلد هذه الفرصة الثمينة، إنما ينبغي القول إن السنوات الثلاث الماضية الفاصلة بين 2009 و2006 اثبتت أن جميع مكونات الشعب العراقي سواء كانت الشيعية أو السنية أثبتت أنها ملتزمة بالبرنامج الوطني وملتزمة بمبادئها وملتزمة بالتعاون والحوار..
عبد العظيم محمد (مقاطعا): في قضية الاعتقالات أستاذ إسماعيل هناك حملة اعتقالات تقوم بها الأجهزة الأمنية مؤخرا تسبق الانسحاب الأميركي تحدث عنها أكثر من مسؤول من بينهم نائب رئيس الجمهورية على أن هذه الاعتقالات غير قانونية غير دستورية غير شرعية في بعض المناطق الساخنة يقال إنها لتهيئة الأجواء قبل الانسحاب الأميركي.
إسماعيل زاير: ربما هنالك بعض يعني الإجراءات التحفظية إنما في تقديرنا أن العملية الأمنية جناح من جناحين ينبغي أن تطير بهما المؤسسة العراقية والجناح الثاني الجناح السياسي الذي هو طبعا عنوانه الأساسي المصالحة الوطنية، ومن دون التقدم الملموس بنفس القدر على المستوى الأمني لا يمكن للعمليات الأخرى أن تنجز وتثمر ثمارها وتؤدي الواجب الذي ينتظره جميع العراقيين.
عبد العظيم محمد: على العموم يعني هذا ما سمح به الوقت، أشكرك جزيل الشكر أستاذ إسماعيل زاير رئيس تحرير صحيفة الصباح الجديد العراقية على هذه المشاركة معنا، كما أشكر الدكتور عبد الوهاب القصاب مستشار المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية على مشاركته أيضا معنا، في الختام أشكر لكم مشاهدي الكرام حسن المتابعة، إلى أن ألتقيكم إن شاء الله في حلقة جديدة أستودعكم الله والسلام عليكم.