الصراع على منصب رئيس الحكومة العراقية
المشهد العراقي

التيار الصدري.. الحكومة العراقية الجديدة

تتناول الحلقة الصراع الدائر على منصب رئيس الحكومة العراقية الجديدة، وكيف سيحسم أقطاب الائتلاف الموحد خلافاتهم؟ وإلى أي حد يقدم الصراع الراهن فكرة مستقبلية عما سيجري داخل الجمعية الوطنية؟

– التيار الصدري ومرحلة ما بعد الانتخابات

– التوتر السني الشيعي من العراق إلى لبنان

– قائمة الائتلاف الموحد وصراع المناصب

– الحكومة الجديدة وتغييب علاوي

– الحكومة العراقية والدور الكردي

 

undefined

 

عبد العظيم محمد: أهلا بكم مشاهدينا الكرام إلى هذه الحلقة الجديدة من المشهد العراقي والتي نبثها لكم على الهواء مباشرة من الدوحة، لماذا خفت صوت تيار مقتدى الصدر الذي شغل العراقيين العام الماضي بعد معارك النجف وكربلاء؟ أنصار التيار الصدري كانوا يعيبون على الحوزة الدينية الشيعية في النجف بأنها الحوزة الصامتة ويصفون تيارهم بأنه الحوزة الناطقة ولكن الأدوار انقلبت فالحوزة الدينية قفزت إلى مقدمة العمل السياسي قبل الانتخابات العراقية ولعب المرجع الشيعي السيد علي السيستاني الدور الأهم في تشكيل ودعم لائحة الائتلاف العراقي الموحد التي قلبت الطاولة على الجميع، هل هذا الصمت مرشح للاستمرار؟ كيف يرى التيار الصدري دوره في المرحلة الساخنة المقبلة؟ تشكيل الحكومة وكتابة الدستور والإمساك بجمر الوحدة الوطنية الذي يزداد لهيبا كل يوم، ما موقف السيد مقتدى الصدر من مسألة الوجود العسكري الأجنبي في العراق وعلاقته مع القوى السياسية الأخرى؟ وكيف سينعكس الاحتقان المتصاعد في المنطقة على الساحة العراقية؟ سنلقي بكل هذه القضايا على عاتق السيد مقتدى الصدر للإجابة عنها وهو سينضم إلينا بعد قليل من النجف الأشرف التي شهدت أحياء ذكرى عاشوراء.. التي مرت دموية للعام الثاني على التوالي ومن النجف سننتقل إلى بغداد لفتح الحوار حول المنافسة الشائكة التي تدور الآن على منصب رئيس الحكومة العراقية الانتقالية، هذه المنافسة التي أصبحت تدور وهذا ما يبدو حتى الآن على الأقل داخل البيت الواحد أي بالتحديد شخصيات قائمة الائتلاف العراقي الموحد، كيف ستُحسم هذه المنافسة وهل انتهت فعلا حظوظ علاوي بتمديد ولايته خصوصا أن التحالفات ما تزال مفتوحة على كل الاحتمالات؟ أرحب في بداية هذه الحلقة بالسيد مقتدى الصدر الذي أنضم إلينا من النجف الأشرف وسنتابع معا التقرير التالي لعُدي الكاتب الذي يصور لنا أبرز الشخصيات المتنافسة على منصب رئيس الحكومة العراقية ودور القوى السياسية التي بقيت خارج اللعبة السياسية.

 

التيار الصدري ومرحلة ما بعد الانتخابات

 

[تقرير مسجل]

عُدي الكاتب: بعد إعلان نتائج الانتخابات العامة في العراق والتي بيَّنت فوز الائتلاف العراقي الموحد بنصف مقاعد الجمعية الوطنية داخل العراق، مرحلة محمومة لعقد التحالفات بين الكتل السياسية والتي ستحدد لعبة الكراسي حتى بين أعضاء اللائحة الواحدة لعل أبرزها اختيار مرشح لرئاسة الحكومة الانتقالية المقبلة، لائحة الائتلاف العراقي الموحد التي تدعمها المرجعية الشيعية تضم في صفوفها أحزاب دينية لها وزنها في الشارع العراقي وشخصيات مستقلة لا تقل شأنا وعلى هذا الأساس تأمل في أن يحصل أحد مرشحيها على رئاسة الوزراء والذي انحصر بين مرشحين رئيسيين، الأول هو الدكتور إبراهيم الجعفري رئيس حزب الدعوى الإسلامية ذو التاريخ الحافل بمقارعة عهد البعث، خاصية أخرى لحزب الدعوى فهو تقريبا حزب المعارضة الأساسي الذي لم يشارك في التنسيق مع الولايات المتحدة في الفترة التي سبقت الحرب على العراق، إضافة إلى ذلك يتمتع الجعفري بثقافة سياسية وعلاقات طيبة مع أوساط المعارضة قد يتمكن من خلالها استقطاب رموز من القيادات السُنية للمشاركة في عملية كتابة الدستور، ثاني المرشحين هو الدكتور أحمد الجلبي رئيس حزب المؤتمر الوطني العراقي وأحد أبرز من ساهموا في استصدار قانون تحرير العراق من قِبل الكونغرس الأميركي، الجلبي كان يعتبر فتى واشنطن المدلل وخصوصا لدى صقور البنتاغون حتى العام الماضي عندما شهدت علاقته بواشنطن انتكاسة كبيرة بعد أن اتهمته وكالة المخابرات المركزية بتسريب معلومات استخبارية عن القوات الأميركية في العراق إلى طهران لكن يقال الآن أنه نجح في إعادة الدفء إلى صلته مع مراكز القرار في واشنطن، أية الله العظمى السيد علي السيستاني أكد على لسان ممثليه في كربلاء أنه لا يدعم أي شخصية على حساب أخرى وأنه أتخذ موقف الحياد بشأن من سيتولى منصب رئيس الوزراء تاركا الأمر على عاتق الجمعية الوطنية، أما رئيس الحكومة الحالي أياد علاوي فيتوقع أن يستمر في المراهنة على تحالفه القديم مع الأكراد وقد بدأ باللعب على وتر التخويف من القائمة الشيعية، هذه المهمة التي تركها في السابق لوزرائه وأعلن أنه يخشى من احتمال أن تضع إيران يدها على الشؤون العراقية، التيار الصدري الذي كان من أبرز مظاهر الساحة العراقية العام الماضي خفت صوته خلال المرحلة التي تلت معارك النجف وأوضح موقفه من الانتخابات حيث أعلن اتخاذ موقف الحياد في الانتخابات.. فهو لم يشارك في وجود ما يسميه المحتل ولم يدعو للمقاطعة احتراما للمرجعية الشيعية التي دعمت إجرائها بقوة وعلى الرغم من مشاركة بعض أعضاء التيار بشكل شخصي في أحدى اللوائح وحصولها على بضعة مقاعد في الجمعية الوطنية، خطوة ربما تكون مقدمة لمشاركة أوسع في الانتخابات المقبلة.

عبد العظيم محمد: بعد المتابعة للتقرير الذي سلط الضوء على موقف التيار الصدري في جزء منه أريد أن أبدأ معك سيد مقتدى الصدر من النجف، العراق الآن دخل منعطفا جديدا بعد الانتخابات التي جرت الشهر الماضي برأيكم كيف ستكون ملامح المرحلة المقبلة؟

"
الانتخابات إذا كانت مقدمة لخروج المحتل من العراق ستكون فاتحة خير على الشعب العراقي، أما إذا لم تكن مقدمة لخروج المحتل فلن تكون ذات أثر فعال لا على الشعب أو البلد
"
          مقتدى الصدر

مقتدى الصدر– زعيم التيار الصدري: بالنسبة لموضوع الانتخابات عموما إذا كان مقدمة لخروج المحتل من البلد ومن العراق كان هذا فاتحة خير إن شاء الله على الشعب العراقي، أما إذا لم يكن مقدمة لخروج المحتل من البلد فلا يكون ذا أثر فعال لا على الشعب ولا على البلد ولا على أي طرف آخر من الأطراف الموجودة في العراق عموما، فعليه يمكن أن نرجع إلى نفس الجواب ونفس السؤال السالف الذي كان يكَرر إننا نقول إذا كان المحتل موجودا في البلد فمصير العراق مجهول ولعله إلى أسوأ يوما بعد يوما، أما مع عدم وجود المحتل نعم سيتكاتف الشعب العراقي ويتوحد نحو عراق مستقل مستقرا آمنا إن شاء الله.

عبد العظيم محمد: سيد مقتدى يوم أمس جرت هجمات دموية كبيرة على حسينيات شيعية ومساجد ومواكب كانت متجهة إلى كربلاء، هل تعتقدون أن التعايش السُني الشيعي اللي يمر الآن بفترة عصيبة تنذر بأخطار أكبر ربما في الأيام المقبلة كما يعتقد البعض؟

مقتدى الصدر: بالنسبة للتفجيرات الأخيرة وما قبلها هي سلسلة اعتداءات على الشعب العراقي عموما سواء استهدفت التيار أو لم تستهدف التيار، التيار جزء من شعب وكل مجموعة موجودة وكل طائفة وكل دين وكل فرد من أفراد الشعب العراقي هو يمثل العراق بذاته، فأي اعتداء على أي واحد من هذه الجهات يكون اعتداء على الشعب العراقي ككل لكن بالنسبة للاعتداءات الأخيرة أنا أقول أن هذا باب من الأبواب التي يدخل لها المحتل ضد الشعب العراقي لإيقاع الفتنة بين الأطراف الموجودة في العراق، سواء فتنة أو صح التعبير إسلامية أو عراقية عامة يعني بين المسلمين أنفسهم أو أعم من ذلك، فأنا أدعو كل الأطراف للتحلي بالصبر من هذه الناحية وعدم الانجرار خلف مخططات الغرب التي تهدف إلى عدم استقرار هذا البلد لكي تكون حجة في استمرار بقائه في العراق ولذلك أنا أنصح دائما أنه.. خصوصا ما تسمونه بالتيار أنه كن مظلوما ولا تكن ظالما فلا تعتدي على الغير ولا تكن بابا من أبواب الحروب الأهلية فتكون نقطة سوداء في تاريخ الشعب العراقي وبلد يكون متوحدا متكاتفا على طول الزمان وطول الوقت لو صح التعبير، ثم أني من هنا أنصح ألا تمتد يد مسلما على مسلم آخر سواء كان شيعيا أم كان سُنيا على هذه التعبيرات والمصطلحات الحديثة التي جاء بها الغرب من خلف الحدود لو صح التعبير.. فالعراق عراق واحد والمسلمين كلهم واحد لو صح التعبير لا فرق بين سُني ولا شيعي فلا أقبل أن تمتد يد شيعي على سُني ولا السُني على شيعي أبدا مهما كانت الظروف فدم المسلم على المسلم حرام.

عبد العظيم محمد: سيد مقتدى يعني كيف يرى التيار الصدري دوره في مرحلة ما بعد الانتخابات.. بمعنى هل ستشاركون مثلا في كتابة الدستور؟

مقتدى الصدر: بالنسبة للسياسات التي جاء بها المحتل.. مطلقا، أنا قلت وأقول مرة أخرى أنه لا دخل لي.. ما دام المحتل موجودا في العراق فأنا لا أتدخل بأي موضوع من هذه المواضيع سواء المناصب أو الدستور أو غيرها.. لأن المحتل سوف يتدخل بها بصورة أو بأخرى ولا يجعل للقوى الدينية والقوى السياسية الصالحة الموجودة في الشعب العراقي، لا يجعل لها فرصة لأن تكون أو تضع دستورا أو تسن دستورا يفيد الشعب العراقي بل لعله يفيد مصالحها من حيث نعلم أو من حيث لا نعلم وهذا يعم جميع السياسات الموجودة وهو لذلك أنا أنأى بنفسي عن مثل هذه الأمور.

عبد العظيم محمد: سيد مقتدى موقفكم من الانتخابات أو المشاركة الانتخابات كان ملتبسا بعض الشيء، البعض قال أنكم شاركتم في الانتخابات من خلال لائحة الكوادر والنُخب الوطنية والتي تضم شخصيات من التيار أو كمستقلين في لائحة الائتلاف العراقي الموحد.. يعني في حين أن موقفكم كان هو عدم المشاركة في الانتخابات، ما حقيقة موقفكم أو موقف التيار الصدري؟

مقتدى الصدر: بالنسبة للمشاركة بالانتخابات وما يشاع ضد هذا التيار أنه شارك بالانتخابات، إحنا قَوِلنا قول واحد أنه لا سياسة مع وجود المحتل وخصوصا السياسات التي يأتي بها المحتل إن صح التعبير، فإن الانتخابات مهما تكون مع وجود المحتل تكون ناقصة الشرعية وكذا إذا كانت قد بعض الأطراف قد نأت عن الانتخابات وقد تكون انتخابات أكيدة ناقصة الشرعية وسوف يتدخل المحتل بها بصورة أو بأخرى لذلك إحنا لم نتدخل بها وليس لدينا أي دخل بهذه الانتخابات لا من بعيد ولا من قريب، سواء ذلك بالمشاركة.. فإذا كان قد شارك أحد من التيار هذا لا يدل على أنه أنا اللي مكلفة بالتدخل بهذا الموضوع لا، التيار كما تسمونه واسع الأطراف لو صح التعبير وأنا لا أجبر أحدا لا على التدخل بالانتخابات ولا على عدم التدخل بالانتخابات وأنا هذا قلته، لا أريد أن أشق عصا المسلمين ولا أردت أعين المحتل من حيث أعلم ومن حيث لا أعلم.

 

التوتر السني الشيعي من العراق إلى لبنان

 

عبد العظيم محمد: السيد مقتدى قائمة الائتلاف العراقي الموحد حصدت نصف مقاعد الجمعية الوطنية، ما طبيعة علاقتكم مع أحزاب ورموز هذه اللائحة؟

مقتدى الصدر: بالنسبة للقوائم الموجودة والتي اشتركت بالانتخابات.. أنا بالنسبة لي كلها سواسية سواء كانت الأغلبية أم كانت الأقلية بل أني من هذه.. أدعم الأقليات حيث أنها تحتاج إلى دعم لو صح التعبير حتى لا تكن مظلومة إن صح التعبير أيضا، بل ننهض بها ونأخذ بيدها كي يكون لها دور فاعل في هذا العراق وفي بناء مستقبل العراق لو صح التعبير.. لكي تكون يدا واحدة ومع الأغلبية سواء في ذلك قائمة الائتلاف أم غيرها لا فرق من هذه الناحية.. فنقول أنه يجب إعطاء الفرص للجميع بالاشتراك ببناء العراق، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أنا أوجه كلامي خصوصا إلى هذه القائمة الأولى الفائزة لو صح التعبير بهذه الانتخابات وأقول عليها المطالبة بخروج المحتل فهذا الحدث الأول الذي كان سببا للانتخاب لو صح التعبير لأن الانتخابات قامت أو طالبت بها القوى الدينية والسياسية لكي تكون بابا لخروج المحتل فها هي قد حدثت فهل ستكون من باب خروج المحتل، باب لخروج المحتل إذا كان كذلك فعليهم بالمطالبة بخروج المحتل أو جدولة احتلاله أن كان لابد.

عبد العظيم محمد: بالحديث عن خروج المحتل وجدولة خروجه أنتم طالبتم بوضع جدول زمني لخروج القوات الأجنبية من العراق، هل بحثتم هذا الموقف مع قوى أو أطراف عراقية أخرى وهل تعتقدون أن الحكومة المقبلة ستتبنى هذا الموقف؟

مقتدى الصدر: أنا من هذه الناحية أي طرف من أطراف أو أي فرد من أفراد الشعب العراقي أو أي مذهب أو أي ديانة أو أي شخص كان يريد خروج المحتل من العراق فأنا مستعد للتعاون معه وأن أجعل يدي بيده ونتكاتف بأن نكون يدا واحدة ونكون أقوى من هذه الناحية لكي نتمكن من أن نضغط على بعض الأطراف لو صح التعبير الداخلية والخارجية لكي تطالب بخروج المحتل فيكون عراق مستقلا موحدا إن شاء الله.

عبد العظيم محمد: بمعنى آخر يعني هناك أطراف عراقية لديها نفس تصوراتكم عن ضرورة وضع جدول زمني لخروج القوات الأجنبية، هل أنتم معنيون بالتنسيق مع هذه الأطراف لتشكيل جبهة سياسية وموقف موحد؟

مقتدى الصدر: هو سؤال لا بأس به لكنه.. هذا مقدمة وليس نتيجة، إحنا المهم نريد خروج المحتل من العراق، نريد عراق مستقل آمن بأنه ما دام العراق محتلا فلا يمكن استقرار الوضع فيه إطلاقا فعليه نريد خروج المحتل من العراق لكن بأي صورة بما تقول من جبهة موحدة وبغير جبهة موحدة أو بالتكاتف مع باقي المعارضة أو باقي المقاومة لو صح التعبير أو أي شيء سميه، أنا ما عندنا.. هدفنا واحد وهو الخروج الآن يعني الهدف الآني هو خروج المحتل من العراق بأي صورة من الصور هو هدفنا يبقى واحد وهو خروج المحتل.

عبد العظيم محمد: سيد مقتدى في إطار آخر بعد نتائج الانتخابات أصبح حتى رئيس الحكومة العراقية المؤقتة دكتور أياد علاوي يحذر من أن العراق سيدور في الفلك الإيراني، كيف تصفون الدور الإيراني في العراق؟

"
حقيقة الدور الأميركي في العراق هو دور تخريبي وتفكيكي للشعب العراقي
"
             مقتدى الصدر

مقتدى الصدر: أنا حقيقة أعجب من هذا السؤال لو كان السؤال ما هو حقيقة الدور الأميركي في العراق كان أولى أو أفضل إذا صح التعبير.. إنه دور تخريبي ودور تفكيكي للشعب العراقي، عموما ليس هذا الكلام محله، محله عشان نكون في هذا المقام أقول أن الجمهورية الإيرانية.. الجمهورية الإسلامية جارة للعراق وكانت أحد الشكاوي الموجهة ضد صدام أنه علاقاته ويا الجيران سيئة فإحنا ما نريد نكرر هذه العلاقة بل نريد تكوين علاقات حسنة مع هذه الجمهورية ومع غيرها سواء تركيا، الأردن، سوريا، السعودية، الكويت، تحسين العلاقات بأي صورة كانت بشرط ألا يتعاونوا مع الاحتلال وبشرط ألا يكونوا.. ألا يتدخلوا بالشؤون الداخلية للشعب العراقي فللعراق استقلاليته وللعراق شعبه القادر على ثبات.. على المطالبة بحكومته واستقراره إذا صح التعبير.

عبد العظيم محمد: سيد مقتدى سؤال أخير وفي إطار أوسع هناك الآن حالة من الهيجان في لبنان وخصوصا بعد اغتيال رفيق الحريري، هناك من يعتقد أنها ضربة للسُنة مما يزيد عوامل التوتر بين السُنة والشيعة على امتداد العالم الإسلامي، هل تحملون قلقا معينا مما يحدث الآن على الساحة اللبنانية؟

مقتدى الصدر: لا بأس بهذا السؤال جزاك الله خير وجزى المحسنين فإنه سؤال والأسئلة يجب أن تكون على الصعيد الداخلي وعلى الصعيد الخارجي فهذا على الصعيد الخارجي لو صح التعبير، أنا أدعو الشعبين السوري واللبناني المسلمين وغيرهما.. العربيين لو صح التعبير للتكاتف والتآزر فمتى كانت سوريا حبيبي محتلة للبنان؟ أميركا مو محتلة للعراق تطلع سوريا محتلة للبنان، كيف قلبوا لك الأمور؟ عموما سوريا كأخ للشعب اللبناني ومتوحدة معه على جميع الأصعدة فلابد من عدم الانجرار خلف مخططات الأميركية والإسرائيلية لزعزعة الأمن في لبنان وفي سوريا بل على الصعيد العالمي وليس على صعيد الشرق الأوسط فقط، تزعزع الآن في كل المناطق وهذا يكون باب لدخول إسرائيل إلى لبنان، لدخول إسرائيل إلى سوريا وليس فقط أميركا فإن إسرائيل لها مطامع في إيران وفي سوريا وفي باقي الدول على حد سواء، فلابد من تكاتف جميع الأطراف الموجودة في سوريا وفي لبنان وحتى في العراق وحتى في إيران لكي ينسد هذا الباب ولا يأتي ويدخل المحتل إلى بلدان عربية وإسلامية أخرى.

عبد العظيم محمد: السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري شكرا على هذا الوقت الذي أعطيتنا إياه ومشاهدينا الكرام نُكمل وإياكم باقي فقرات المشهد العراقي لكن بعد أن نأخذ هذا الفاصل القصير، ابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

 

قائمة الائتلاف الموحد وصراع المناصب

 

عبد العظيم محمد: مرحبا بكم مشاهدينا الكرام مرة أخرى في المشهد العراقي، في الجزء الثاني في هذه الحلقة الذي نناقش فيه الجدل السياسي والتجاذبات حول هوية رئيس الحكومة العراقية الجديد، في هذا الملف ينضم إلينا الآن من بغداد الدكتور مضر شوكت القيادي في حزب المؤتمر الوطني العراقي وعضو الجمعية الوطنية الانتقالية ومن القاهرة معي الدكتور عبد الكريم العلوجي الباحث والكاتب الصحفي، دكتور مضر شوكت نتحول معك إلى ملف آخر وهو ملف ساخن أيضا هو ملف اختيار مرشح لقائمة الائتلاف لمنصب رئيس الوزراء، المعلومات الواردة من مصادر الائتلاف العراقي الموحد تقول أن اختيار المرشح انحصر بين الدكتور الجلبي والدكتور الجعفري، إلى أين وصل هذا التنافس؟

"
في الوقت الحاضر الأرقام تشير إلى أن الدكتور أحمد الجلبي قد حاز على نسبة كبيرة التي تمثل الأغلبية في قائمة الائتلاف التي رشحته إلى منصب المرشح الأول لقائمة الائتلاف لرئاسة وزراء العراق
"
             مضر شوكت

مضر شوكت- قيادي في المؤتمر الوطني العراقي: نعم هذين الاسمين في الوقت الحاضر هم المتداولين بين الأطراف ولكن لم ينسحب كليا الدكتور عادل عبد المهدي وهناك شخصيات مستقلة يمكن أن تدخل هذا السباق، في الوقت الحاضر الأرقام تشير إلى أن الدكتور أحمد الجلبي قد حاز على اصطفاف نسبة كبيرة.. التي تمثل الأغلبية في قائمة الائتلاف وقد رشحته هذه الفئة أو هذه المجموعة إلى منصب المرشح الأول لقائمة الائتلاف لرئاسة وزراء العراق، المناقشات لا زالت حثيثة جادة تبغي من خلالها وحدة العراق أولا ولكن ومصلحة العراق ولكن في نفس الوقت وحدة الائتلاف، لم نتوصل إلى النتيجة النهائية.

عبد العظيم محمد: دكتور أنت تقول أنه هو يحظى بدعم أكثر نسبة في قائمة الائتلاف في حين أحد أعضاء قائمة الائتلاف قبل أيام قال أن الدكتور الجعفري هو مرشح القائمة وصاحب الحظ الأوفر، هل هذه التصريحات هي يعني بالونات اختبار من قبل مؤيدي كل طرف؟

مضر شوكت: أنا لا أعرف ماذا يبني الأساتذة الذين تكلموا حول هذا الموضوع لكن لدي الأرقام ولدي الشخصيات ولدي الأحزاب ولدي الفئات التي قد اجتمعت لتقرر هذا الموضوع وبالعكس إن كل هؤلاء الناس يريدون من الدكتور أحمد الجلبي بقوة أن يكون رئيس وزراء العراق للمستقبل.. يعني في المرحلة القادمة وفي المرحلة الانتقالية القادمة، أحمد الجلبي نفسه حسب علمي وأنا قريب منه جدا أو أقرب الناس إليه لا يريد أو لا يصر على أن يكون رئيس وزراء ولكن جماعته أو الذين قد اصطفوا خلفه يريدون منه أن يكون رئيس الوزراء ولن يرضوا بأي شخص آخر إلا الدكتور أحمد الجلبي.

عبد العظيم محمد: دكتور وأنت تتحدث عن نسبة كبيرة من داخل القائمة مؤيدين للدكتور الجلبي هناك أحاديث.. معلومات صدرت تقول أن الدكتور الجلبي يصر على إجراء انتخاب داخل القائمة في حين أن الدكتور الجعفري لا يريد هذا الانتخاب، هل هذه المعلومات صحيحة؟

مضر شوكت: أنا لا لأعرف إن كان الدكتور أحمد الجلبي يصر على موضوع الانتخاب داخل القائمة، أنا أتصور أن هناك أطراف كثيرة تؤمن أنه لو حصل انتخاب داخل القائمة يفوز الدكتور أحمد الجلبي بأكثرية الأصوات، أما بالنسبة إلى مجموعة الدكتور إبراهيم الجعفري فإني أتصور أنهم إذا دخلوا لعبة الأرقام في موضوع الانتخابات.. الاقتراع داخل قائمة الائتلاف فلن تكون لهم الغلبة.

عبد العظيم محمد: أريد أن أتحول إلى الدكتور عبد الكريم العلوجي من القاهرة، دكتور برأيك هل انحصر الخلاف نهائيا حول منصب رئيس الوزراء أو انحصر الصراع بين الدكتور الجلبي والدكتور الجعفري؟

عبد الكريم العلوجي- كاتب وباحث عراقي- القاهرة: هناك.. هو طبيعي هناك صراع في هذه القائمة الائتلافية، إن هذه القائمة لم تكن على المستوى الفكري ولا على المستوى السياسي بل جاءت على المستوى الديني فقط، هذه القائمة التف حولها جميع الفئات الدينية وتم مباركتها من السيد علي السيستاني وفعلا بعد الانتخابات بدأت هذه القائمة تتفكك وذلك صراع حقيقي بين تيار الجلبي وتيار السيد إبراهيم الجعفري ولكن أنا أعتقد أن التيار الجلبي هو الفائز بحكم علاقة الجلبي ببعض القوى السياسية العراقية وبالخارج قد تؤهله على الفوز بهذه الانتخابات ولكن السيد إبراهيم الجعفري هو شخصية فعلا.. يعني نوع من المهادنة ونوع من.. يعني تحمل شعار وطني أو قومي أو عربي ولكن هنالك تيارات داخل هذه القائمة، كذلك لابد أن يحسم هذا الموقف السيد علي السيستاني وأنا أعتقد أنه السيد علي السيستاني هو اللي هيحسم هذا الموقف لأنه كما هو أشرف ودعم الانتخابات ودعم هذه القائمة لابد أن يحسم هذا الصراع الموجود الآن بين قائمة الائتلاف..

عبد العظيم محمد: دكتور إذا سمحت لي آخر التصريحات من مكتب السيد السيستاني وعلى لسان أحمد الصافي، قال أنه السيد السيستاني سيقف موقف الحياد تجاه هذا الخلاف وهناك من يفسر هذا الموقف الحياد هو تأييد للدكتور الجلبي، برأيك هل هذا الموقف صحيح أو هذا التفسير صحيح؟

عبد الكريم العلوجي: والله أنا لا أعتقد لأنه مثل.. والله تفسير مثل كل التفاسير ويعني غير حقيقية وغير واقعية كما حدث في الانتخابات عندما دعم السيد السيستاني القائمة وبعدين خرج بعض التصريحات والأقوال تقول أن السيستاني لا يدعم القائمة ولكن الحقيقة إنه جميع المراجع الدينية التابعة للسيد علي السيستاني تم دعم هذه القائمة بكل إمكانياتها، بل اصبح تكليف.. يعني أنه أصبح المواطن عندما تسأل انتخبت مَن يقولك والله انتخبت القائمة وأنا مُكلف بانتخاب هذه القائمة وأعتقد أن كل هذه مناورات يعني للأسف الشديد غير واقعية، أنا واثق أنه السيد السيستاني سيحسم هذه القضية لصالح إبراهيم الجعفري.

 

الحكومة الجديدة وتغييب علاوي

 

عبد العظيم محمد: دكتور هل يعني الكلام عن الصراع منحصر بين الجعفري والجلبي؟ هل هو يعني خروج دكتور أياد علاوي من قائمة المنافسة؟

عبد الكريم العلوجي: الدكتور علاوي ليس له أي فرصة بهذه المنافسة لأنه حتى لو جمعنا أنه القائمة الكردستانية مع قائمة علاوي أعتقد الأعداد بنسبة قليلة جدا ولكن القائمة الحقيقية التي فازت هي قائمة الإتلاف 140 صوت وهناك يمكن بعض المستقلين أو حتى يمكن تيارات أخرى قائمة تنتمي إلى هذا، لا هنالك.. أعتقد علاوي خرج من الصراع منذ إعلان نتيجة الانتخابات.. بقت هنالك نوع من المساومات أو نوع من التفاهمات بين هذه القوائم لكن هناك قائمة الائتلاف الوطني.. العراقي هي التي ستشكل الحكومة وسيبدأ الصراع حتى عند تشكيل حكومة، مَن يأخذ المراكز الرئيسية ومَن يكون في هذه الحكومة و.. وإلى أخره، هنالك صراع للأسف الشديد والشيء الثاني وهو المهم إنه هذه الحكومة ما هي؟ هل حكومة دينية؟ هل حكومة سياسية؟ هل حكومة تمثل الشعب العراقي؟ هل هي حكومة تمثل الأحزاب؟ هل الحكومة تمثل هذه القائمة؟ هنالك صراع غريب، الشيء الثاني وهو المهم أن هذه القوائم هي قوائم.. يعني قائمة دينية وقائمة عرقية وقائمة طائفية، هل تمثل فعلا الشعب العراقي؟ وهل تمثل الطائفة التي تنتمي إليها هذه القائمة؟ لابد من إعادة النظر بهذا الوقت.. وعلى أي قائمة وعلى أي جهة أو على الحكومة يجب أن تضع أمامها شرطين أساسيين وهما وضع جدول زمني لرحيل القوات الأميركية في العراق وإعادة الأمن للعراق..

عبد العظيم محمد: دكتور أريد أن أتحول بهذا الكلام إلى الدكتور مضر شوكت في بغداد، بداية هل خرج الدكتور إياد علاوي من المنافسة حول هذا المنصب وهل هذه الاتهامات أو الشكوك التي توجه إلى لائحتكم أو الكلام عن صراع سينشب داخل اللائحة هل هذا الكلام صحيح؟

مضر شوكت: أولا بالنسبة إلى الدكتور إياد علاوي رئيس الوزراء الحالي، أنا أتصور أن قائمة الائتلاف سترشح رئيس الوزراء العراق للمرحلة الانتقالية المقبلة من أعضائها، الأعضاء الذين موجودين في قائمة الائتلاف، أما بالنسبة للاتهامات التي أطلقها ضيفكم الكريم فلا أدري من أين ابدأ أو إلى أين أنتهي، أنا أتصور أن ضيفكم الكريم يجهل كثير من المعلومات وجاء إلى الأستوديو معبأ بأفكار وتُهمّ أنا أتصور.. لا أستطيع أنا الحقيقة أنا أرد عليها بالشكل الذي يليق أن يرد بها، أولا إن قائمة الائتلاف ليس فيها أي نزاع هناك حوار ديمقراطي وحتى إذا جرت انتخابات ستكون هناك انتخابات ديمقراطية وأتمنى أن يكون هناك توافق بين كافة الأطراف، قائمة الائتلاف قائمة وطنية متآلفة فيها كثير من الشخصيات الوطنية، فيها الأحزاب الوطنية التي لها تاريخ وباع في مكافحة النظام السابق والاستبداد والعبودية من قِبل نظام صدام الذي انتهى وولى، فيها أيضا شخصيات لها تاريخ.. تاريخ قديم كبير من خلال عوائلها التي قد بنت العراق بابوجا طابوجا مثل ما يقولون العراقيين، بالنسبة إلى موضوع أنه قائمة الائتلاف هي قائمة فيها مزيج كثير من.. نعم هو هذا سبب قوتها، هي قائمة وطنية وليست قائمة طائفية أو قائمة لها صبغة مذهبية أو دينية، العكس صحيح هناك.. نعم كثير من أطياف الشعب العراقي فيها والغالبية من أطياف الشعب العراقي موجودين في هذه القائمة ولكن في نفس الوقت أنظر ماذا يجري في نقاش.. في اجتماعات القائمة نفسها، القائمة نفسها تريد أن تلم الشعب العراقي، تريد أن تأتي بأطراف وأطياف لم تشترك في الانتخابات لم يكن لها الحظ في الفوز في الانتخابات، بالنهاية أنا أريد أن أطمئن ضيفكم الكريم ومشاهديكم الكرام أن هذه الحكومة هي ليست حكومة نهاية، هي حكومة لمدة تسعة أشهر أو عشرة أشهر لصياغة الدستور والدستور سيكون بالتوافق وليس بالتصويت وبعدها ستُجرى انتخابات وسيشترك فيها كل الشعب العراقي ولو أنه في الواقع..

عبد العظيم محمد: دكتور للخروج من هذا الإطار.. من هذا الإطار يعني بعد صمت طويل الدكتور إياد علاوي أعرب عن مخاوفه تجاه لائحتكم وأعلن أنها ستجر البلاد إلى الانضمام في فلك السياسة الإيرانية، يعني ما مغزى هذه التصريحات؟ وبرأيك لماذا صدرت في هذا الوقت بالذات؟

مضر شوكت: أنا لا.. لم أسمع ماذا قال الدكتور إياد علاوي ولكني أرد بهذا الشكل، هذا إهانة إن قد قيل هذا الشيء من قِبل أي شخص إلى الأربع ملايين وأكثر من العراقيين الذين انتخبوا هذه القائمة فهذه القائمة قد فازت بأكثر من أربع ملايين صوت، هل تريد أن تقول لي بأن أكثر من أربع ملايين صوت قد صوَّت لقائمة غير وطنية أو قائمة تابعة إلى إيران أو غيرها؟ هذا أنا أتصور اتهام مجحف بحق الشعب العراقي الذي عُرف بعزة نفسه بكرامته بكبريائه، إنهم قد صوتوا إلى قائمة وطنية.

عبد العظيم محمد: دكتور هناك.. إعلاميا هناك خلاف بين الدكتور الجلبي والإدارة الأميركية وبعض دول الجوار العراقي، برأيك هل هذا الخلاف سيؤثر على فرص.. فرص وصول الدكتور الجلبي إلى رئاسة الحكومة المقبلة؟

مضر شوكت: أنا أريد أن أؤكد أن الولايات المتحدة لن يكون لها دخل في تقرير الحكومة المقبلة، سيكون هناك تشاور بعد تشكيل الحكومة في إعادة تنظيم العلاقة بين الحكومة العراقية المُنتخبة وقوات الائتلاف التي هي موجودة حاليا في العراق، إننا من خلال منهاجنا في المؤتمر الوطني العراقي ومن خلال قائمة الائتلاف نريد أن ننهي الاحتلال ببرمجة نزوح أو خروج قوات الائتلاف من العراق وقبلها يجب أن تُنظَم العلاقة بين الحكومة العراقية المقبلة.. الانتقالية المقبلة وقوات الائتلاف بحيث أن تُسلم الملفات الأمنية إلى الحكومة العراقية، أن يُرَّحل المستشارون من الوزارات العراقية، أن يعاد.. إن.. قد نحتاج قسم من هؤلاء المستشارون أن نعين.. أن يعينون من قِبل الحكومة العراقية ويأخذون رواتبهم من قِبل الحكومة العراقية، أن يكون ملف الخارجية العراقي بيد الحكومة العراقية المؤقتة وأن تكون رموز السيادة محفوظة منها القصر الجمهوري والمنطقة الخضراء.

عبد العظيم محمد: أرجو أن أتحول إلى الدكتور العلوجي، دكتور هناك من يرى أن وصول الدكتور الجلبي إلى رئاسة الحكومة هو رسالة طمأنة من اللائحة الشيعية للدول المحيطة بالعراق وحتى الإدارة الأميركية بأن الحكومة المقبلة لن تكون حكومة شيعية وحتى الأطراف الدينية في اللائحة تؤيد ربما مثل هذا الكلام.

"
 القوى السياسية التي جاءت مع الاحتلال  أصبحت في السلطة التي تدعمها القوات الأميركية
"
       عبد الكريم العلوجي

عبد الكريم العلوجي: أولا نحن نتمنى تكون فعلا كما ذكرت أنه حكومة غير شيعية وغير حكومة دينية ولكن الدكتور أعطانا صورة وردية على ما يجرى أنه.. بالعكس إحنا أولا بنبحث أو بنراقب ما يجري في العراق والحقيقة إحنا يعني للأسف أنه هذا المشهد العراقي مشهد حزين ومشهد مؤسف، إنه هذا العراق بدأ يقسم على شكل عرقي وعلى شكل طائفي، بقت هذه القوى السياسية ومَن فاز بالانتخابات؟ القوى السياسية التي جاءت مع هذا الاحتلال، أين القوي العراقية الأخرى؟ هذه القوى السياسية التي جاءت مع الاحتلال هي التي الآن أصبحت في السلطة، هذه السلطة تدعمها القوات الأميركية وتدعمها كل القوى الأخرى الأجنبية لذلك أنا أقول عندما يأتي الجلبي أو إبراهيم الجعفري، هذه القوى كلها مرتبطة بالاحتلال والاحتلال باقي في العراق والاحتلال له برنامج سياسي للعراق، الاحتلال لم يأتي من أجل أن يعطي فعلا الحرية والديمقراطية ويشكل حكومة ديمقراطية الاحتلال جاء من أجل.

الحكومة العراقية والدور الكردي

عبد العظيم محمد: دكتور أريد أن أتحول معك إلى نقطة أخرى وأحب أن أعلق على أنه أنت تقول أن المشهد العراقي هو مشهد محزن، آمل أن لا تقصد به هو برنامجنا وإنما هو الساحة العراقية، دكتور الموقف الكردي..

عبد الكريم العلوجي: لا العفو الساحة العراقية.

عبد العظيم محمد: نعم.. نعم أفهم الموقف الكردي الموحد يطالب..

عبد الكريم العلوجي: أسف بس..

عبد العظيم محمد: الآن فلنتحول إلى الموقف الكردي، الموقف الكردي سواء على لسان القادة الأكراد يطالب بأمور مهمة، من هذه الأمور هو إدخال كركوك إلى إقليم كردستان والمناصب السيادية، هل تعتقد أن هذه.. الحديث عن هذه الموضوعات في الجمعية الوطنية ستكون باب للصراع داخل الجمعية أم أن الأطراف الأخرى أو الكتل الأخرى ستقدم تنازلات داخل الجمعية؟

عبد الكريم العلوجي: الحقيقة القائمة الكردية الآن تبتز القوائم العراقية الفائزة، القائمة العراقية بحاجة إلى الصوت الكردي وأصبح الأكراد يبتزون القوائم ببعض المطالب، هنالك ثلاثة خطوط حمر، امبارح طالباني قدم أربع شروط من أجل التنازل على بعض المناصب السيادية، من ضمنها أنه ضم كركوك حصة من أموال الدولة، دين الدولة الرسمي لا يكون الإسلام، يعني في قضايا أنه الأكراد هما يبتزون وهذا شئ طبيعي.. من حقهم الآن وهم القوة الوحيدة بالعراق لعدم وجود سلطة مركزية وعدم وجود دولة فعلا حقيقية قادرة على استتباب الأمن وقادرة على تثبيت الأمور، لا توجد لحد الآن.. نحن منذ ما يقرب من السنتين ماذا حصل بالعراق؟ هل هناك دولة؟ هل هناك حكومة؟ هل هناك قانون؟ هل هناك سيطرة على الأمن؟ هنالك فوضى عارمة في العراق لذلك الأكراد هم القوة الوحيدة الآن القادرة.

عبد العظيم محمد: دكتور أريد أن أتحول بهذا الكلام وبهذا السؤال إلى الدكتور مضر شوكت، الدكتور العلوجي قال أن الأكراد يبتزون الآن القوى العراقية الأخرى خصوصا بعد أن حصلوا على المرتبة الثانية داخل الجمعية الوطنية والأكراد قدموا مطالب قالوا أنه لا يمكن التنازل عنها وهي من هذه المطالب هو انضمام كركوك إلى إقليم كردستان ومنصب سيادي في الحكومة المقبلة، يعني كيف ستتعاملون مع هذا الأمر داخل الجمعية الوطنية وفي إطار الحكومة المقبلة وفي كتابة الدستور أيضا؟

مضر شوكت: شوف أنا أنطلق من موضوع القضية الكردية من منطلق يختلف كليا عن ضيفكم الكريم، أنا لا أتكلم مع الجبهة الكردستانية أو القائمة الكردستانية من منطلق الشوفينية ولا من منطلق التسلط، الكرد هم عراقيون.. هم كانوا في العراق قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة، لهم كافة حقوق أي فرد عراقي في العراق، من حقهم أن يتفاوضوا بالشكل الذي يريدونه.. بالشكل الذي يضمن حقوق شعبهم الذي يمثلونه في كردستان وبالتالي من حق العراقيون العرب أن يتفاوضوا من خلال حقوق الشعب العربي في العراق ومن.. أيضا من مصلحة العراق بالتالي سنتوصل إلى حلول متوسطة تفيد الكل، لن يكون هناك صراع، لن يكون هناك أكيد صراع مسلح، سيكون هناك تفاوض ديمقراطي وهذه هي أصول اللعبة الديمقراطية التفاوض.

عبد العظيم محمد: دكتور لم يبقي الكثير من الوقت أريد أن أسألك سؤال أخير، في حالة فوز الدكتور الجعفري بالترشيح أو بمنصب رئيس الحكومة كيف سيكون موقف القوى العلمانية في اللائحة؟ هل من الممكن أن تغير تحالفها ربما تكون لائحة الدكتور علاوي هي البديل؟

مضر شوكت: الائتلاف العراقي الموحد سيبقى موحدا، سيتكلم بلسان واحد، سيبقى كتلة، سيؤيد الشخصية الذي يؤيدها أعضاء الكتلة.. كتلة الائتلاف العراقي الموحد، سندعم الدكتور إبراهيم أو الدكتور أحمد أو أي شخصية أخرى الائتلاف سيرشحها.

عبد العظيم محمد: أريد أن أختم مع الدكتور العلوجي، دكتور بشكل عام والعملية السياسية وما نتج عنها ما الذي ستقدمه للصورة العراقية بشكل أوسع برأيك؟

عبد الكريم العلوجي: لابد على هذه الحكومة أول شيء تقوم به هو وضع جدول زمني لرحيل هذه القوات الأميركية من العراق، الشيء الثاني أنه يجب أن يكون مؤتمر وطني عراقي تحضره جميع القوى الوطنية من أجل وضع برنامج وطني يؤسس الدولة العراقية على أسس حديثة، كذلك لابد من إعادة الأمن والأعمار والحياة السياسية الديمقراطية للعراق، أما الموضوع الكردي.. نحن أولا.. أنا بالنسبة لي احترم الشعب الكردي كشعب مناضل وحركة تحرير وطنية ولكن القيادة السياسية الكردية قيادة للأسف الشديد غير واعية وغير مدركة لمتطلبات لا الشعب العراقي ولا للشعب الكردي وكثيرا ما قامت هذه القيادة السياسية من وضع الأكراد في مواقف محرجة، نحن الآن نطالب بجعل مفاوضات بين الأكراد وبين العراق.. هنالك الحكم الذاتي الموجود في..

عبد العظيم محمد: انتهى وقت البرنامج، في نهاية هذه الحلقة أشكر ضيوف المشهد العراقي من بغداد الدكتور مضر شوكت القيادي في حزب المؤتمر الوطني العراقي ومن القاهرة الدكتور عبد الكريم العلوجي الكاتب الصحفي كما أشكر السيد مقتدى الصدر الذي كان معنا في القسم الأول من هذا البرنامج، موعدنا معكم يتجدد الأحد المقبل هذا عبد العظيم محمد يحيكم من الدوحة والسلام عليكم.

المصدر : غير معروف