من اليمين/ عبدالامير الركابي- عبدالعظيم محمد- فلك الدين كاكائي
المشهد العراقي

خيارات المعارضة العراقية

تناقش الحلقة خيارات المعارضة العراقية في المرحلة المقبلة، وهل تستطيع الاستمرار في مقاطعة الانتخابات بعد الدعم الدولي والإقليمي للحكومة العراقية المؤقتة؟ وهل سيكون تأجيل الانتخابات مخرجا من الأزمة الراهنة؟

– عقبات تأجيل الانتخابات العراقية
– مأزق الانتخابات العراقية

– تأجيل الانتخابات وضرورة الحوار الطائفي

– دور الحكومة العراقية المؤقتة في المصالحة الوطنية

undefined

عبد العظيم محمد: أهلا بكم مشاهدينا الكرام إلى هذه الحلقة الجديدة من المشهد العراقي التي نقدمها لكم على الهواء مباشرة من الدوحة، برز فجأة على الساحة العراقية مطلب تأجيل الانتخابات وكأنه الحل السحري للأزمة العراقية، العنوان الأبرز للمطالبين بالتأجيل هو تحسن الوضع الأمني الأمر الذي يمهد لإجراء انتخابات نزيهة يسبقها إحصاء سكاني وحوار وطني شامل يكفل عدم قيام أي طرف بمقاطعة الانتخابات، موقف الأحزاب والشخصيات السنية يبدوا مفهوما في مطلب التاجي لهذا وخصوصا بعد قرار هيئة علماء المسلمين بمقاطعة الانتخابات ولكن اللافت مشاركة الأحزاب الكردية الرئيسة في الدعوة لتأجيل الانتخابات على الرغم من أن الأوضاع في كردستان العراق لا يشوبها شائبة أمنية إلا فيما ندر، حتى الآن لم يتضح ما الذي دفع الحزبين الكرديين الرئيسين إلى هذا الموقف التفسير الذي قدم كان بأن شهر يناير غير مناسب.. غير مناسب مناخيا في كردستان والغريب كيف لم ينتبه القادة الأكراد لدى كتابة قانون إدارة الدولة المؤقت إلى أن طقس يناير يكون بارد في أربيل والسليمانية، من جهة أخرى تبدوا مطالبة بقية أطراف المعارضة قومية وعلمانية بتأجيل الانتخابات غريبة بعض الشيء فهذه القوى أقامت الدنيا ولم تقعدها ضد الحكومة المعينة من قبل ممثل الاحتلال الأميركي السفير بول بريمر والآن يناضلون لإطالة عمر هذه الحكومة ستة أشهر أخرى وعلى جبهة أخرى الحكومة المؤقتة المنتشية بالدعم الذي حصلت عليه في قمة شرم الشيخ أعلنت ووفقا لمطالب المؤتمر نفسه أنها ستبدأ حوار مع قوى المعارضة وجرى الإعلان عن خططا لسفر رئيس الوزراء المؤقت إياد علاوي إلى الأردن لبدأ هذا الحوار مع تيارات أو شخصيات اختارها من المعارضة، ما مدى جدية الحكومة في الحوار هذا؟ ولماذا تبحث الحكومة عن معارضين في الخارج للحوار معهم وهل ينقصها المعارضون في الداخل؟ المتشككون يؤكدون أن هذه الخطوة دعائية موجهة أساسا للاستهلاك الخارجي، أرحب في بداية هذه الحلقة بضيوفنا من بغداد رضا جواد تقي مسؤول العلاقات السياسية في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ومن أربيل فلك الدين ككائي رئيس تحرير صحيفة التآخي الناطقة باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني ومن بيروت عبد الأمير الركابي سكرتير المؤتمر التحضيري للمؤتمر التأسيسي العراقي المعارض في الخارج وفي.. قبل الحديث أو الحوار في موضوع حلقتنا نتابع التقرير التالي الذي أعده عماد الأطرش والذي يستعرضه فيه تداعيات مؤتمر شرم الشيخ ومواقف الأطراف السياسية من الدعوات لمقاطعة الانتخابات أو تأجيلها وتحليل الانقلاب في التحالفات السياسية الذي بدأ يتبلور قبل موعد الانتخابات العراقية.

عقبات تأجيل الانتخابات العراقية

[تقرير مسجل]

عماد الأطرش: عندما عدد وزير الخارجية الأميركي كولن باول في مؤتمر صحفي أهم نقاط البيان الختامي الذي توافق عليه المجتمعون في منتجع شرم الشيخ المصري ذكر ضرورة إجراء مصالحة وطنية في العراق وهي ربما المرة الأولى التي ترد فيها هذه العبارة في سياق كلام سياسي لمسؤول أميركي كبير وفي ذلك اعتراف أميركي أولي أن هناك مشكلات حقيقية بين عناصر النسيج العراقي المتعدد طائفيا والمتنوع عرقيا لكن هذا الاعتراف الأميركي يتجاهل عمدا حقيقة الأمر الذي يولد الخلافات بين العراقيين ألا وهو الاحتلال الأميركي للعراق ويدرك ممثلو الأحزاب والهيئات السياسية التي تنادت إلى الاجتماع في منزل عدنان الباتششي في بغداد يدركون أن تأجيل الانتخابات في العراق المقررة في نهاية الشهر الأول من السنة المقبلة دونه عقبات متعددة أبرزها دستورية فالمادة الثالثة من قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية تقول صراحة بعدم جواز تعديله إلا بأكثرية ثلاثة أرباع أعضاء الجمعية الوطنية وإجماع مجلس الرئاسة والعقبة الأخرى هي الموقف الصلب للمرجعيات الشيعية الأبرز بعدم قبول تأجيل الانتخابات ويبدوا لافتا أن يزور نائب رئيس الجمهورية العراقي إبراهيم الجعفري طهران في الوقت الذي تحدثت فيه الأنباء عن اجتماع رئيس الحكومة العراقية المؤقتة إياد علاوي في العاصمة الأردنية بشخصيات بعثية سابقة وإذا كانت مشاركة الحزب الإسلامي العراقي وتجمع الديمقراطيين المستقلين في المطالبة بتأجيل الانتخابات تشكل حصان طروادة للالتفاف على موقف هيئة علماء المسلمين المقاطع نهائيا للانتخابات فأن ما يثير التساؤل هو حقيقة الموقف الكردي خاصة أن الانتخابات العامة ستشكل لحظة الحسم بالنسبة للوضع القائم في كردستان العراق وما مشاركة الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني في الدعوة إلى إرجاء الانتخابات إلا إشارة إلى الرغبة بتمديد الوضع القائم على الأرض.

عبد العظيم محمد: أستاذ فلك الدين ككائي بداية ما الذي دعا الأحزاب الكردية إلى طلب تأجيل موعد الانتخابات وهي التي كانت قد وافقت مسبقا على هذا الموعد؟

"
الأحزاب الكردية طالبت بتأجيل موعد الانتخابات لأن يناير/كانون الثاني المقبل من الشهور الباردة الصعبة في كردستان، حيث يصعب على كثير من الناخبين الوصول إلى صناديق الاقتراع وثانيا عدم حل مشكلة كركوك
"
       فلك الدين ككائي

فلك الدين ككائي- رئيس تحرير صحيفة التآخي الناطقة باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني: في الحقيقة الأحزاب الكردية لم تطالب بتأجيل الانتخابات وحدها وإنما ضمن مجموعة من الأحزاب العراقية المؤتلفة معها، درست الوضع وتوصلت إلى هذه النتيجة ولا أخفي أن هناك ميل داخل الأحزاب الكردية لتأجيل الانتخابات لسببين، السبب الأول يتعلق بالمناخ شهر كانون الثاني من الشهور الباردة الصعبة في كردستان ومحتمل كثير من الناخبين يصعب عليهم الوصول إلى صناديق الاقتراع والنقطة الثانية هي عدم حل مشكلة كركوك والذي يدخل أيضا في إطار تحسين الوضع الأمني وكنا ننتظر أن تُحل هذه المشكلة قبل الانتخابات ويظهر أنها لم تحل حتى الآن هذا أيضا سبب آخر، السبب الثالث كما قلت أن الأحزاب الكردية ليست وحدها هي التي تقرر أو تطالب إنها ضمن مجموعة الأحزاب العراقية تأخذ ظروف العراق بنظر الاعتبار وخاصة الأحزاب المتحالفة، مثلا الحزب الإسلامي العراقي حزب رئيسي سُني يطالب بتأجيل الانتخابات ستة شهور على الأقل، هذا الحزب مشارك في مجلس الحكم، مشارك في الحكومة المؤقتة ومشارك في المجلس الوطني ومشارك في العملية السياسية ككل ولا يمكن إهمال مطلب مثل هذا الحزب الذي يعتبر من الأحزاب الرئيسية في الوسط السُني ولهذا..

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: كما قلت أستاذ ككائي كما قلت.. ويعني يبدو هناك من تحدث على أن موضوع كركوك هو السبب الرئيسي لتأجيل الانتخابات يعني هناك من يقول أن الأحزاب الكردية تريد أن استخدام هذا الموضوع كورقة ضغط على الحكومة للتعجيل بحسم موضوع كركوك.

فلك الدين ككائي: هو ليست ورقة هي.. هناك مادة في الدستور المؤقت مادة ثمانية وخمسين تنص على حل مشكلة كركوك وإزالة آثار التغيير السكاني، فيما يخص مسألة كركوك لم نطرحها كنقطة لتأجيل الانتخابات وإنما قلنا فقط تأجيل انتخابات مجلس محافظة كركوك.. فقط تأجيل انتخابات مجلس محافظة كركوك لم نطرح مشكلة كركوك كشرط لتأجيل الانتخابات العامة هاي النقطة يرجى أن تكون واضحة لكن هي فعلا مشكلة.. هي مشكلة صعبة جدا كيف يكون موقف بقية الأكراد فيما إذا لم يشترك أكراد كركوك لسببا ما، طبعا هي نقطة كما قلت نقطة تدخل ضمن إطار تحسين الوضع الأمني لأن في تصورنا إذا لم تحل مشكلة كركوك فتكون هناك دائما بؤرة لا سمح الله تفجر في المستقبل.

عبد العظيم محمد: أستاذ ككائي انسحاب القوى السُنية الفاعلة أو أغلبية السُنة أعلنوا انسحابهم من الانتخابات إذا أجريت في هذا الموعد، هل تخشون من أن تتركون لوحدكم مع الأحزاب الشيعية التي ممكن أن تصبحون في الانتخابات المقبلة إذا ما جرت كأقلية في البلد؟

فلك الدين ككائي: نحن قلقون على هذا بسبب آخر ليس بسبب تركنا وحدنا أو لا، نحن نعتبر أن الأطراف الثلاثة الأساسية في العراق وهي الطرف السُني الشيعي الكردي هي أطراف أساسية إضافة إلى القوميات الأخرى التركمانية والمسيحية إلى آخره، هذه الأطراف الثلاثة الأساسية يجب أن تشترك بشكل ما في تصورنا عدم اشتراك السُنة كطائفة يخل بالانتخابات وفي تصوري لن يكون انتخابات شرعية، يجب العمل بشيء ما من أجل المشاركة مثلا إذا لم يشترك الشعب الكردي ككل أيضا يعتبر إخلال كبير بالانتخابات أو الشيعة إذا لم يشتركوا الشيعة أيضا يعتبر إخلال كبير بالانتخابات ولا تعتبر الانتخابات شرعية فمن الضروري السعي لإشراك القطاعات الثلاث فنحن حريصون جدا على مشاركة الأخوة السُنة العرب في الانتخابات بالطبع..

محمد عبد العظيم [مقاطعاً]: أستاذ رضا جواد تقي من بغداد من الواضح إن المعارضة الأساسية لتأجيل موعد الانتخابات هي من قبل الأحزاب الشيعية، هل لأن موضوع الانتخابات.. يعني موعد الانتخابات قابل للأخذ والرد أم هو يعني موقف نهائي بالنسبة للأحزاب الشيعية؟

رضا جواد تقي- مسؤول العلاقات السياسية في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية: نحن في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق أصدرنا بيانا مع مجموعة من القوى السياسية العراقية المتنوعة من شيعة وبعض السُنة وقوميين ومن التركمان، أصدرنا بيانا نصر فيه على أن الانتخابات هو أمر مقدس يجب أن يكون في موعده كما هو مُثَبت كما ذكرت حضرتك في قانون إدارة الدولة الانتقالي الذي لا يمكن أن ينقد هذا القانون إلا من قبل جهة تشريعية وهي الجمعية المنتخبة القادمة وهناك بند في قانون إدارة الدولة الانتقالي ينص على أنه لا يمكن إلغاء أو تغيير أي بند من بنود قانون إدارة الدولة الانتقالي إلا من قِبَل جهة تشريعية ونعتقد نحن أن الانتخابات إذا أُجلت هو نقد وأعترض لقرار الأمم المتحدة رقم 1546 الذي ينص أيضا على أن الجدول الزمني الموجود في قانون إدارة الدولة العراقي والذي يحدد على تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة وتشكيل المجلس الوطني المؤقت الإنجازان اللذان تم إنجازهما سابقا ونحن أمام خطوة ثالثة وهي الانتخابات..

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: أستاذ رضا يعني في المقابل يعني انسحاب السُنة من الدخول إلى هذه الانتخابات، ألا تعتقد أنه سيجعل من هذه الانتخابات ناقصة وربما يعني كما قال الأستاذ كاكائي أنها ستكون انتخابات غير شرعية؟

رضا جواد تقي: أخي عبد العظيم أحب أن أطرح إليك أن حوالي أكثر من ستة وعشرين كيان سياسي عراقي من المناطق السُنية قد قدمت وطلبت تصديقا من المفوضية العليا للانتخابات، هذه الكيانات أكثر من ستة وعشرين صادقت عليها المفوضية وهي تعرف أن الانتخابات تجرى في موعدها المحدد في واحد وثلاثين يناير من عام 2005 وستشترك هذه الكيانات في الانتخابات، السُنة سيشتركون في الانتخابات وإذا كان عندهم سبب ومبرر لتأجيل الانتخابات وهي الأوضاع الأمنية فلقد شهدنا نحن في العراق أن الأوضاع الأمنية في هذه الأيام تتحسن تدريجيا بعد انتهاء الأحداث في الفلوجة واللطيفية وقبلها في سامراء وستنتهي في الموصل وإن العراقيين اليوم يشهدون أوضاعا أمنية جدا حسنة بالمقارنة بالأسبوع المنصرم.

مأزق الانتخابات العراقية

عبد العظيم محمد : أستاذ رضا جواد الأوضاع أو المسألة الأمنية لم تنتهي، الأوضاع الساخنة لم تنتهي مازالت يعني الفلوجة واللطيفية والمحمودية والموصل وبقية المناطق في غرب العراق مازالت تتعارض، أستاذ عبد الأمير الركابي أنتم كمعارضة موجودة خارج العراق كيف تنظرون إلى هذا الجدل الدائر حول موضوع الانتخابات؟

عبد الأمير الركابي- سكرتير المؤتمر التحضيري للمؤتمر التأسيسي العراقي: يعني واضح أنه يعني مسألة الانتخابات دخلت في مأزق وهذا كنا يعني حسب تصورنا أمر طبيعي وبديهي، الآن الغالبية العظمي من قوى المجتمع العراقي تقف إما ضد الانتخابات أو يعني تميل إلى تأجيل هذه الانتخابات وهذا أمر أصبح واضح لا يحتاج إلى الكثير من الطرح..

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: أستاذ عبد الأمير لا يمكن أن يقال أن الغالبية العظمى لأنه هناك أجماع شيعي من قبل الأحزاب الفاعلة على الأرض تريد وتصر على إجراء الانتخابات.

عبد الأمير الركابي: غير صحيح هذا الكلام.. هذا الكلام غير صحيح، القوة الرئيسية في تيار الصدر هي ضد الانتخابات لا تنسى ذلك وهنالك قطاعات كبيرة داخل أيضا هذه المناطق الوسطى والجنوبية من العراق هي ضد الانتخابات نحن على علم بذلك، إذاً الغالبية الساحقة ماعدا حزبين في البلاد يريدان أن تستمر الانتخابات، نحن بالنسبة لنا نعتقد ما يلي: منذ البداية.. منذ بداية الاحتلال نحن نقول أنه يعني هنالك نقص في مفهوم وفي تصور القوى السياسية العراقية لموضوع الدولة، الأميركيون دمروا الدولة العراقية ويجب الآن في ظل هذا الوضع أن يلتقي ممثلو السكان الأساسيون في مجلس تأسيسي عام ويتداولوا في شؤون العراق ويتوصلوا إلى توافق، نحن نعتقد أن التوافق قبل الدستور والدستور قبل الانتخابات هذه وجهة نظرنا وأي اتجاه آخر من قبيل إقامة مجلس حكم انتقالي، إقامة انتخابات بالقوة والإرهاب وبسحق المدن وبظل الاحتلال وبظل الأحكام العرفية، هذه كلها لن تؤدي إلى نتيجة وتزيد من تعميق المشكلة الداخلية في البلاد وتزيد من تعميق التصادم ما بين مكونات المجتمع الأساسية، هنالك حقيقة تتأكد كل يوم هي أن العراقيين بحاجة أولا إلى اجتماع في مجلس عام يضم كافة مكونات الشعب العراقي باستقلال تام عن الاحتلال وبعيدا عن سلطة الاحتلال يتوافقون فيما بينهم على شكل النظام الجديد وشكل الدولة الجديدة التي يريدون العيش ضمنها.

عبد العظيم محمد: أستاذ سنتحدث عن موضوع المصالحة الوطنية والمزمع الحديث.. يكثر هذه الأيام عن جولات ربما ستقوم بها الحكومة العراقية مع بعض أطياف المعارضة لكن أسأل الأستاذ فلك الدين كاكائي، كيف ستتصرفون إذا ما أصرت الحكومة على إجراء الانتخابات في موعدها؟ هل هناك احتمال يعني عن نية مقاطعة هذه الانتخابات إذا ما بقي الموعد في الثلاثين من يناير المُقبِل؟

فلك الدين كاكائي: كلا لسنا لنا نية مقاطعة شاملة نحن نطرح ملاحظات بالتعاون مع الأحزاب المؤتلفة، الأحزاب العراقية المؤتلفة معنا ولن نخرج عن الإجماع الوطني على الأقل عن إجماع التحالف الموجود معنا فليست لنا مبدأ المقاطعة وإنما.. وكنا من دعاة إجراء الانتخابات ولازلنا من دعاة إجراء الانتخابات حتى في موعدها فيما إذا اتفقت الأحزاب والقوى الرئيسية، أما.. هناك نقطتان هو مثلا صحيح أنه في الدستور المؤقت يوجد موعد للانتخاب لكن هو كل الدول الديمقراطية بها دساتير وكثيرا ما يجري تأجيل بعض الانتخابات في بعض الدول الديمقراطية رغم من وجودها في الدستور فتأجيل الانتخابات ثلاثة أشهر لا يتناقض مع الدستور مازال هو التأجيل بهدف إشراك أكبر عدد من العراقيين وبهدف إنجاح الانتخابات وهدفنا كأحزاب كردية هو إنجاح الانتخابات.. يعني انتخابات تكون نتائجها مقبولة من الجميع، ما فائدة انتخابات لم تكون نتائجها مقبولة من طرف أساسي؟ أفرض أجريت انتخابات طرف معين مثلا الطرف السُني لم يقبل بها أو الطرف الكردي لم يقبل بها أو الطرف الشيعي لم يقبل بها ففي هذه الحالة نقع في مأزق أكبر مما لو جرت الانتخابات هذه نقطة، النقطة الثانية نحن مع فكرة التوافق والحوار قبل الانتخابات والآن تجرى لقاءات المصالحة وطنية، هذه نقطة مهمة جدا يتعلق بمؤتمر شرم الشيخ الذي قرر إجراء اللقاءات وسؤالي هو هل المدة كافية شهرين أو أكثر هي كافية لإجراء مصالحة وطنية للتمهيد لانتخابات؟ كلا في قراءتنا للأوضاع أن..

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: أستاذ فلك الدين دعنا نتحول بهذا السؤال إلى الأستاذ رضا جواد تقي من بغداد يعني هذه ربما.. يعني إفساح المجال للحوارات والمصالحة الوطنية ربما تعطي يعني مجال أكثر وانتخابات ربما تكون ذات قاعدة أكبر في المستقبل إذا ما تأجلت الانتخابات.

"
الشيعة والسنة والأكراد متآخون ومتحابون كشرائح اجتماعية وكقوى سياسية، ولا نحتاج إلى المصالحة لأننا لسنا في مشكلة حتى نتصالح
"
       رضا جواد تقي

رضا جواد تقي: نعم نحن مع إجراء الحوارات بين شرائح المجتمع العراقي ولكن دعني أقول شيء إن في العراق ليست هناك مشكلة وحرب بين القوميات والطوائف الشيعة والسنة العرب والأكراد متآخون ومتحابون كشرائح اجتماعية وكقوى سياسية، القوى السياسية العراقية قبل سقوط نظام صدام حسين كانت مؤتلفة ومتفاهمة ومنسجمة وأنجزت إنجازات سياسية كبيرة في.. على صعيد المشاركة في إسقاط الديكتاتورية ورفض المشروع الأميركي الذي كان يريد تنصيب حاكم عسكري في العراق ثم شكلوا مجلس الحكم وشكلوا حكومة عراقية مؤقتة وشكلوا مجلس وطني، لا نحتاج إلى المصالحة لأننا لسنا في مشكلة حتى نتصالح فيما بيننا نحن متحابون أخوة نريد أن نبني العراق الجديد وأريد أن أقول شيء في هذه المناسبة إننا في المجلس الأعلى وكذلك المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد السيستاني وشرائح اجتماعية كثيرة طالبت بإجراء الانتخابات بعد سقوط صدام وقبل تشكيل مجلس الحكم ولكن جوبهنا باعتراضات كثيرة وأول المعترضين كانت الأمم المتحدة التي تذرعت بأن هناك إشكالات فنية ولا يتوفر أمور لوجيستية وفنية، الأمم المتحدة قادرة على أن تساعدنا في إجراء الانتخابات واليوم هناك ذريعة أمنية وغدا ستكون ذريعة أخرى، الانتخابات يعني الديمقراطية والديمقراطية خيار العراقيين يريدون أن يضعوا العراق على سكة الديمقراطية التي نحلم بها ولا يمكن أن نجري انتخابات كاملة وشاملة ومثالية في ظل ظرف كما قال أخي الركابي العراق قد دمرته الديكتاتورية ودمره الاحتلال، نحتاج أن نخطو خطوة باتجاه الديمقراطية وإن تكن خطوة غير مثالية وغير متكاملة جدا ولكن عدم إجراء الانتخابات يعني.. إننا بصراحة نقول لا نحترم رأي الشعب ولا نحترم رأي العراقيين..

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: أستاذ عبد الأمير الركابي سمعت هذا الكلام يعني نحن كما قال الأستاذ رضا جواد التقي بحاجة إلى هذه الخطوة من بناء الديمقراطية، ليست هناك أي حرب أو خلافات حقيقة طائفية أو ليست هناك معارضة حقيقية للعملية السياسية التي ستنتهي بإخراج المحتل.

عبد الأمير الركابي: يا أخي إحنا في العراق تجربة الدولة العراقية تجربة سيئة وتجربة دموية وتجربة.. الآن نحن أمام فرصة تاريخية لنعيد بناء الدولة على أسس التوافق الوطني، هذا لا يعني لا نقول إن هنالك حرب بين المكونات الأساسية للمجتمع العراقي ولكن ما حدث في عام عشرين في إقامة الدولة أقام دولة عرجاء والآن يراد أيضا أن تقام دولة عرجاء، طيب لماذا لا تكون الخطوة نحو الديمقراطية هي عقد مؤتمر عام؟ هذا هاي خطوة هاي أكبر الخطوات الديمقراطية وهذه أكبر التأسيسات نحو الديمقراطية، عندما يحصل توافق وطني عام بين المكونات الأساسية للمجتمع العراقي ويجلس العراقيون ويقررون شكل النظام الذي يريدونه هذا أكبر أساس لتحقيق الشرعية ما هي الديمقراطية؟ الديمقراطية تستنجوا إلى الشرعية وهذا ما يسمى بالمجلس التأسيسي العام الذي قالت به كل خبرات البشر الحديثة، في كل الدول الحديثة حدث ذلك عندما تنهار الدولة نعود إلى ممثلي السكان لكي يجلسون ولكي يقررون شكل الدولة الجديدة التي يريدونها بغض النظر عن أية مؤثرات خارجية وخصوصا في ظل الاحتلال، هذه هي الخطوة الأساسية نحو الديمقراطية يجلس العراقيون فيما بينهم ويقررون ماذا يريدون، نحن لا نقول إن هنالك حرب ولكننا نريد أن نضمن بأن تاريخ الدولة العراقية المضطرب لا يتكرر مستقبلا، نريد أن نبني منذ الآن دولة جديدة قائمة على التوافق الفعلي ما بين مكونات المجتمع العراقي وهذا هو الأساس لإقامة دولة راسخة وديمقراطية وليست دولة نضطر لكي نقيم الانتخابات فيها أن نهجم على الفلوجة وعلى سامراء وعلى اللطيفية وعلى فلان، وعلى فلان لا داعي لأن يمر موضوع الانتخابات عبر هذه.. طريق الدماء هذا، هنالك طريق آخر نحن نعتقد أنه الأسلم والأوفر لإقامة ديمقراطية في العراق.

عبد العظيم محمد: أستاذ عبد الأمير الركابي سنفتح ملف الحوار العراقي الذي تريد الحكومة القيام به لكن نأخذ هذا الفاصل القصير.

[فاصل إعلاني]

تأجيل الانتخابات وضرورة الحوار الطائفي

عبد العظيم محمد: مرحبا بكم مشاهدينا الكرام مرة أخرى في المشهد العراقي، أستاذ رضا جواد تقي من بغداد يعني الجدل حول موضوع وموعد الانتخابات هل من الممكن أن يتشكل هناك حوار عربي سُني وكردي مقابل الموقف الشيعي المصر على إجراء الانتخابات؟

رضا جواد تقي: نحن شرعنا بمجرد أن سمعنا أن اجتماعا قد حصل في منزل الدكتور عدنان الباتششي، شرعنا بإقامة اتصالات مع القوى السياسية العراقية التي تعاونا معها لمدة أكثر من عقد.. عقدين لنتفاهم ولنتحاور ولنزيل العقبات، نريد أن نقول شيئا إن الانتخابات تواجهها وتكتنفها نواقص ومشاكل ومعوقات وعقبات المطلوب التعاون لإزالة هذه العقبات والمشاكل لا نؤجل أمرا كبيرا ومقدسا يعتمد عليه مصير العراق مستقبلا وكما قلت نريد أن نخطو خطوة نحو بناء العراق ديمقراطيا أن نؤجل هذا الأمر المهم لوجود مشاكل وعقبات، سبحان الله أي حدث كبير نريد أن نصنعه لا تواجهه عقبات ومشاكل حتى الظروف المناخية التي ذكرها أخي فلك الدين كاكائي لربما إذا أجلنا الانتخابات بعد ستة أشهر سيشتكي أهالي البصرة من أن الظروف المناخية في الشهر السابع لا تساعدهم على خوض الانتخابات عندما تصل درجة الحرارة إلى خمسين درجة مئوية مثلا، أقول إن هناك عقبات ومشاكل يجب أن نتعاون جميعا لإزالة العقبات أمنية وسياسية ومشكلة كركوك وما إلى ذلك من مشاكل وسنستمر بالحوار مع إخواننا سُنة، شيعة، قوميين، شيوعيين من مختلف الاتجاهات السياسية والقومية والعرقية لنتعاون ونزيل العقبات ونخطو هذه الخطوة المهمة التي تتوقف عليها.. يتوقف عليها مستقبل العراق حقيقة ومصيره.

عبد العظيم محمد: أستاذ أنس كنت سألتك عن موضوع موعد الانتخابات الآن هذا الموعد أصبح.. يعني الموقف الكردي والسُني ضد موعد الانتخابات المقررة وهناك موقف شيعي إجماع شيعي على تأييد موعد هذا الموعد في الثلاثين من يناير، ألا يمكن أن يحدث شرخ كبير جراء هذا الإصرار من قبل الأحزاب الشيعية على إجراء هذا الموعد مع القوى السياسية العراقية الأخرى؟

رضا جواد تقي: لا نتوقع حدوث شرخ كبير، أخوتنا الأكراد قابلين للتفاهم والحوار وهم ليسوا متشددين ومتزمتين على قولهم هم أهل حوار ونقاش وعندهم آراء وآراؤهم محترمة وما يقولوه قابل للنقاش ويمكن التفاهم حوله معهم وإخواننا السُنة.. حتى من الذين اجتمعوا في منزل الدكتور الباتششي، الحزب الشيوعي العراقي وهو الحزب يضم بين سُنة وشيعة مسلمين ومسيحيين ومختلف الطوائف لم يوقعوا على البيان ولكنهم اشتركوا في الحوار وكذلك حركة الوفاق الوطني التي يقودها الدكتور إياد علاوي كذلك لم توقع على هذا البيان، هناك من الشيعة ومن السُنة ومن الأكراد الغائبين.. يريدون إجراء انتخابات في وقتها وليس هناك شرط..

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: أستاذ رضا إذا ما كان هناك قرار، إذا ما كان هناك قرار بتأجيل الانتخابات كيف سيكون موقفكم أو خصوصا أن السيد عبد العزيز الحكيم قال يوم أمس أن رد الفعل سيكون مختلف إذا ما تأجلت الانتخابات؟

"
سنواصل الحوار والضغط والإقناع والتشاور والتفاهم مع كل الأطراف بغية إقناعهم للمشاركة في هذه الانتخابات
"
      رضا جواد تقي

رضا جواد تقي: سنواصل الحوار والضغط والإقناع والتشاور والتفاهم مع كل الأطراف بغية إقناعهم للمشاركة في هذه الانتخابات وليس لنا خيار إلا هذه الخيارات التي سنصر عليها ولا نستخدم خيار آخر إلا الحوار والتفاهم والإقناع.

عبد العظيم محمد: أستاذ فلك الدين من أربيل، الآن هناك كما سألت أستاذ رضا جواد تقي من بغداد هناك بناء.. هناك ربما نية لبناء تحالف عربي سُني مع.. سُني كردي مقابل التحالف الشيعي، هل هو يعني بقصد بناء هذا التحالف هل هناك نية حقيقية لبناء مثل هذا التحالف؟

فلك الدين كاكائي: لا يوجد.. لا توجد مثل هذه التحالفات ولسنا مع خلق محاور شيعي كردي ضد سُنة أو كردي سُني ضد شيعة أو شيعي سُني ضد كردي هذا ليس مطروح والمشكلة الانتخابات في الحقيقة موعدها ليست مشكلة شيعية ولا كردي ولا سُنية، هي تتعلق بظروف البلاد نحن نحترم رأي الشيعة مثلما نحترم رأي السُنة وأتصور أن.. الأطراف الأخرى تحترم رأي الكرد، المشكلة الأساسية هي هناك شعور بأن أفضل الظروف لإنجاح الانتخابات هي تأجيلها بضعة أشهر وبضعة أشهر لا.. ليست فقط ستة أشهر، في الحقيقة في تصورنا وهاي ملاحظة الأخ من بغداد ملاحظة مهمة، في تصورنا أن أفضل وقت موعد للانتخابات سيكون الخريف في كل عام، خلينا نحدد الخريف في كل عام لأن الانتخابات تتكرر كل فترة فهي.. الشتاء في الحقيقة قارص وشديد في النسبة للكرد والصيف حار في معظم مناطق البلاد والربيع بذروة المرحلة الدراسية والحملة الانتخابية تؤثر على المرحلة الدراسية فأول شيء هو جعل موضوع الانتخابات.. عفوا أنا الآن أجي..

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: أستاذ يعني في إطار هذا الموضوع موضوع تأجيل الانتخابات.. يعني أريد أن أسألك، تفضل.

فلك الدين كاكائي: نعم تأجيل الانتخابات.. فهي أفضل موعد هو إجراء الانتخاب قبل افتتاح المدارس بعدة أيام وهاي يكون أسباب فنية إدارية كثيرة لها المشكلة هذا، هذا أفضل شيء بالنسبة للعراق يحدد إجراء الانتخابات في أول الخريف أو نهاية.. وسط الخريف قبل افتتاح المدارس بعدة أيام، هذا بالنسبة للموعد بالنسبة إلنا هاي اقتراحنا لأسباب هذا السبب، أما سبب تأجيل الانتخابات نحن لم نطرح مسألة تأجيلنا بشكل مطلق طرحناها كملاحظات طبعا أخوتنا السُنة لهم موقف واضح يجب أخذه بنظر الاعتبار وبنعمل الحوار معهم والنقاش والسماح.. إعطاء الفرصة هاي مهمة جدا لأن الحكومة العراقية المؤقتة تأخذ فرصة كافية لإجراء الحوار مع الطرف الآخر، طبعا هي ليس فقط الحكومة وإنما الأحزاب العراقية الشيعية الكردية العلمانية يجب أن تدخل الحوار مع الأخوة السُنة.

عبد العظيم محمد: في إطار موعد الانتخابات أستاذ كاكائي يعني موضوع طلب تأجيل الانتخابات..

فلك الدين كاكائي [مقاطعاً]: في نحن..

عبد العظيم محمد [متابعاً]: هناك من يقول أن رغبة الأحزاب الكردية إلى هذا التأجيل هو رغبتها في إبقاء الوضع في كردستان على ما هو عليه خصوصا بعد أنه هناك.. ليس هناك توافق حول موضوع الخروج بحكومة واحدة أو موقف واحد أو تمازج بين الحزبين الكرديين في كردستان.

فلك الدين كاكائي: نعم للمعلومة نحن مبدئيا نحن مع.. نحن مبدئيا إلى الآن إلى اللحظة مع إجراء الانتخابات في موعدها المقرر في كانون الثاني هذا هو رأينا يعني لم..لا يختل لكن طرحنا الملاحظات للتأجيل ولأن رأينا سعة المعارضين أو الذين يرفضون الاشتراك في الانتخابات يجب إعطاء فرصة لاشتراكهم، أما نحن لم نرفض.. لم نطلب بشكل مطلق تأجيل الانتخابات هاي نقطة مهمة جدا، بالنسبة إلى طبعا كان يجب هناك نضع فرق بين موقفين متميزين، الموقف الأول وهو موقف من يطالب بتأجيل الانتخابات لإجراء انتخابات أنجح لبضعة أشهر وبين من يرفض الانتخابات أصلا، نحن لم نرفض الانتخابات مبدأ الانتخابات مبدئنا هو..

دور الحكومة العراقية المؤقتة في المصالحة الوطنية

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: أستاذ كاكائي أوضحت عن موقفك، أريد أن أتحول إلى أستاذ عبد الأمير في بيروت كيف تنظرون إلى إعلان الحكومة نيتها فتح حوار مع قوى المعارضة العراقية في الخارج وهل أنتم معنيون بمثل هذا الحوار؟

"
لا يوجد أساس للحوار بين الحكومة والمعارضة العراقية في الخارج، ونحن مع الحوار بين مكونات المجتمع العراقي باستقلالية تامة خارج أي حضور أو تأثير للاحتلال الأميركي
"
    عبد الأمير الركابي

عبد الأمير الركابي: لا إطلاقا لسنا معنيين على الإطلاق، أولا لا يوجد أي أساس لمثل هذا الحوار هذا كلام غريب أنا سمعته في الصحافة ولكن على أي أساس ما هي أسس مثل هذا الحوار؟ لا أعرف ما هي ليست لدي أي فكرة أعتقد أن إحنا.. يعني لدينا رؤية حول مسألة الحوار بين مكونات المجتمع العراقي خارج سطوة الاحتلال والحكومة هي قريبة من الاحتلال ومعينة من قبل الاحتلال لا أعرف مع من يتفاوض الآن هو يتفاوض مع الأميركيين أو يتحاور مع الأميركيين فإحنا لسنا بهذا الوارد، ليست لدينا رغبة في هذا الشيء ونحن ضد أي حوار من هذا النوع نحن مع حوار بين مكونات المجتمع العراقي باستقلالية تامة خارج أي حضور أو تأثير للاحتلال الأميركي.

عبد العظيم محمد: أستاذ عبد الأمير حتى الآن لم يصدر موقف موحد لم يكن هناك حوار أو مؤتمر يجمع المعارضة العراقية، يعني كيف ستجرون حوار مع القوى السياسية المؤيدة للعملية السياسية الجارية أذن؟

عبد الأمير الركابي: نعم نحن لدينا مشكلات حقيقية في الصف الوطني المناهض للاحتلال، هنالك مشكلات لم نستطع تجاوزها حتى هذه اللحظة ولكننا نسعى إلى تجاوزها، قمنا بخطوات كثيرة في هذا الاتجاه عقدنا مؤتمرات عديدة داخل بغداد وخارج العراق ونعمل الآن على الأرض أيضا من أجل تجاوز هذه المشكلة.. عفوا بس أنا يعني قبل أن أنهي الجواب على هذا السؤال أن.. يعني فيه عندي ملاحظة على حضرتك، أنت تقول أولا تقول تحالف عربي كردي ولا أعرف ماذا تقصد بعربي كردي، أنت تقصد يعني منطقة شمال غرب بغداد من البصرة..

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: أنا قلت سُني عربي كردي.

عبد الأمير الركابي [متابعاً]: من البصرة موجودين العرب إلى الموصل، العرب موجودين من البصرة إلى الموصل فلا تقول مرة ثانية عربي كردي هذا أمر..

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: أنا قلت سُني كردي..

عبد الأمير الركابي [متابعاً]: غلط .. غلط سُني كردي موضوع آخر وإن كان هذا التعبير ما أعرف من وين يعني، اثنين أنت تقول أن هنالك إجماع شيعي على قبول الانتخابات وهذا غير صحيح لا توجد كتلة شيعية موافقة على الانتخابات إلا إذا اعتبرت تيار الصدر تيار هامشي وهو ليس بتيار هامشي وهو ضد الانتخابات ويرفض الانتخابات.

عبد العظيم محمد: تيار سيد مقتدى الصدر لم يعلن مقاطعة الانتخابات هو علق فقط موضوع..

عبد الأمير الركابي [مقاطعاً]: هو مقاطع للانتخابات.

عبد العظيم محمد [متابعاً]: مشاركته في الانتخابات.

عبد الأمير الركابي: وهو مقاطع للانتخابات.

عبد العظيم محمد: أستاذ رضا جواد تقي أود أن أسألك عن نفس الموضوع، الحوار الذي تعتزم الحكومة العراقية أجرائه مع القوى المعارضة هل هو سيقتصر على حوار بين الحكومة وقوى المعارضة أم ستشترك فيه القوى السياسية الأخرى بما فيها أنتم مع القوى المعارضة الأخرى؟

رضا جواد تقي: نحن لا نحتاج إلى حوار بيننا وبين الحكومة نحن ساهمنا في تشكيل هذه الحكومة وجزء منها ونتواصل معها ونساندها ونحن جاهزون أن ندخل نحن والحكومة في الحوار مع أي طرف يريد التحاور لبناء العراق الجديد، الحوار أصل مهم وهو أصل حضاري ونحن نؤمن به ونعمل من أجله ونريده إلا الحوار مع المجرمين والقتلة والإرهابيين ومن تلطخت أيديهم بدماء أبناء شعبنا هؤلاء ليس الحوار معهم غير ممكن وغير معقول..

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: أستاذ يعني كأنك تضع.. أن كل من خارج العملية السياسية هو من المجرمين والقتلة أما من المعارضين هناك..

رضا جواد التقي [مقاطعاً]: ابدآ .. ابدآ .. ابدآ غير صحيح الحكومة العراقية بالنسبة للحكومة قد فتحت أبوابها من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء، فتحت الأبواب والقلوب لكل عراقي حتى من قبل بعض المسؤولين في النظام السابق فتحت الحوار معهم وناقشتهم وجاءت بهم إلى السلطة وجاءت بهم حتى إلى مراكز حساسة في السلطة ونحن اعترضنا على بعض هذه الأمور، الحكومة تتفاوض مع الجميع حتى مع بعض رجال السلطة السابقين..

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: أنتم أستاذ سؤالي..

رضا جواد تقي [متابعاً]: وتحاور الجميع في الخارج والداخل.

عبد العظيم محمد: أنتم في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية هل ستشاركون في مثل هذا الحوار؟

رضا جواد تقي: نحن سنشارك في مثل هذه الحوارات ولدينا حوارات مع كل الأطراف العراقية سُنية وشيعية وكردية حتى الذين يرفضون الانتخابات جملة وتفصيلا عندهم معنا موقفا مخالفا، نحن في حوار واتصال وتنسيق معهم ولا داعي أذكرك الأسماء.

عبد العظيم محمد: من هي القوى التي يمكن أن تجرون معها الحوار التي يمكن أن تلتقون معها من قوى المعارضة؟

رضا جواد تقي: نحن نلتقي مع كل قوى المعارضة أخي عبد العظيم حتى الذين اجتمعوا قبل يومين وطالبوا تأجيل الانتخابات لنا حوارات معهم واتصالات يومية بل في حدود الساعة وأكثر من هذا حتى القوى التي تقاطع الانتخابات كليا ولا تريد تأجيلها كذلك عندنا حوارات معهم، هذا العراق هو لكل العراقيين ونحن نتشاور ونتحاور مع الجميع لكي نجد صيغة مشتركة وقاسم مشترك حتى نتقدم بهذا العراق ونجد حلا لبعض المشكلات التي تواجهنا.

عبد العظيم محمد: الأستاذ فلك الدين كاكائي في إطار الحديث عن المصالحة الشاملة التي يتحدث عنها لاستقطاب قوى المعارضة، هل هذا ينطبق على علاقة الحزبين الكرديين الرئيسين مع الجماعات الإسلامية الخارج الحكومة في كردستان؟

فلك الدين كاكائي: نعم هدفنا في الحقيقة هو إشراك أوسع الناس حتى الذين حملوا السلاح فيما إذا تخلو عن العنف، نبذوا العنف وأبدوا استعداد المشاركة في العملية السياسية نحن مستعدين للتعاون معهم، أرجو أن أضيف ملاحظة مهمة هنا هدفنا من إشراك أوسع الناس لا نتصور أن كل الناس يشتركون حتى الأكراد ربما بعضهم لا يشتركون هذا حرية الاقتراع، حرية التصويت ففيما إذا.. فيما إذا الوسط الشيعي الأكثرية يشتركون في الانتخابات والوسط الكردي الأكثرية اشتركوا والوسط السُني الأكثرية مقبولة اشتركوا هاي في هذه المرحلة تعتبر الانتخابات ناجحة حتى لو اشترك 70% بشرط أنه لا يكون هناك طرف واحد قاطع الانتخابات كلية مثلا الطرف السني أو الطرف الكردي أو طرف شيعي ففيما إذا اشترك 70% من هذه القطاعات الثلاثة باشتراكهم يعتبر انتخاب ناجح ونتائجها مقبولة..

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: أستاذ عبد الأمير الركابي.

فلك الدين كاكائي [متابعاً]: هدفنا هو..

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: لم يبقى كثير من الوقت.. يعني ما الذي تتوقعه خلال الشهرين القادمين بالنسبة للحوارات بين المعارضة والحكومة وبالنسبة للعملية الانتخابية، أستاذ عبد الأمير هل أعيد السؤال.. كنت سألتك ما الذي تتوقعه خلال الشهرين القادمين بالنسبة للحوارات الحكومة والقوى المعارضة وكذلك بالنسبة للعملية الانتخابية؟

عبد الأمير الركابي: أنا أعتقد أنه لا حوار لن يقوم حوار ما بين الحكومة وقوى المعارضة جدية وأظن أن هذا أمر غير وارد في الوقت الحاضر ولا في الأفق القريب لأن أصلا الحكومة أعلنت أنها سوف يعني تقيم الانتخابات في موعدها فعلى ماذا يجري الحوار، اثنين الحكومة ليست على استعداد ولا قواها ولا القوى المحيطة فيها ليست على استعداد لإجراء حوار مستقل عن الاحتلال وهذا شرط لدى قوى المعارضة للاحتلال.

عبد العظيم محمد: برأيك لماذا اختارت القوى المعارضة في الخارج وتركت الداخل؟

عبد الأمير الركابي: أولا نحن لسنا في الخارج إطلاقا نحن موجودون في الداخل، نحن الآن نقوم بلحم الوجود في الداخل..

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: أقصد الحكومة اختارت شخصيات خارج العراق وتركت من في الداخل.

عبد الأمير الركابي: والله لا أعرف ولكن أعتقد أن السبب هو إعلامي بحت وأعتقد هو يعني محاولة الإيحاء بأن هنالك حوار لأنه ليس هنالك حوار جدي وليست هنالك أجندة حقيقية لعرض هذا الحوار أو لطرحه ولو كان هنالك شيء من هذا القبيل الأحرى بهم أن يذهبوا إلى المعارضة التي تهجد على مقربة منهم فأنا لا أعتقد أن هنالك حوار ولا نية حوار حقيقية وجدية على الإطلاق وبكل الأحوال نحن لسنا معنيين بهذه العملية لا من قريب ولا من بعيد..

عبد العظيم محمد [مقاطعاً]: أستاذ عبد الأمير شكرا جزيلا لك انتهى وقت البرنامج.

عبد الأمير الركابي [متابعاً]: من وجهة أخرى فيما يتعلق بموضوع الانتخابات.. عفوا.

عبد العظيم محمد: في نهاية الحلقة أشكر ضيوفي من بغداد رضا جواد تقي مسؤول العلاقات السياسية في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ومن أربيل الكاتب الصحفي فلك الدين كاكائي رئيس تحرير صحيفة التآخي الناطقة باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني ومن بيروت المعارض في الخارج، نلتقي وإياكم في الأسبوع المقبل أتمنى لكم أطيب الأوقات والسلام عليكم.

المصدر : الجزيرة