العراق ما بعد الحرب - تجاوزات القوات الأميركية في بغداد
العراق ما بعد الحرب

تجاوزات القوات الأميركية في بغداد

العراق ما بعد الحرب.. كيف يتعايش العراقيون مع الواقع الجديد، وما هي موازين القوى وتأثيرها في إعادة بناء الدولة العراقية ومؤسساتها؟

مقدم الحلقة:

محمد كريشان

ضيوف الحلقة:

آمال دراويل/ زوجة الفريق حازم عبد الرزاق
زياد خلف الشبيب/ رجل أعمال

تاريخ الحلقة:

10/06/2003

undefined

محمد كريشان: مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا بكم مرة أخرى في موعدنا من بغداد في برنامج (العراق ما بعد الحرب).

حلقتنا اليوم هي حلقة شهادات، شهادات تتعلق بمداهمات حصلت لبيوت عراقيين من قِبَل القوات الأميركية، هذه الشهادات تروي مجموعة من التجاوزات ليس فقط في مسكليات الجنود والطريقة التي تمت بها المداهمات، وإنما أيضاً في تجاوزات من باب السرقة والاستحواذ على أموال ووثائق وحُلي وذهب وغيرها من الاتهامات، هذه الشهادات تحتاج بطبيعة الحال إلى ردود أميركية، ونحن منذ البداية نقول بأننا نرحب بأي توضيح من قِبَل القوات الأميركية، بأي رد على ما سنسمعه من شهادات، وسنورد هذه الشهادات بمجرد أو هذه الردود بالأحرى على هذه الشهادات بمجرد ما تصلنا من القوات الأميركية.

ضيوفنا في هذه الحلقة هم السيدة آمال دراويل، وهي (زوجة الفريق الركن حازم عبد الرزاق) أهلاً وسهلاً، وقد تعرض بيتها إلى مداهمة ستروي لنا تفاصيلها، ومعنا أيضاً السيد زياد خلف الشبيب وهو (رجل أعمال)، وتعرض بيته أيضاً إلى مداهمة من قِبَل القوات الأميركية.

إذن حلقتنا أكرر هي حلقة شهادات، ولنبدأ قبل أن نستعرض شهادات الأستوديو لنبدأ بهذه الشهادات لأناس أيضاً داهمت القوات الأميركية بيوتهم، وحصل فيها ما حصل من تجاوزات.

مواطنة عراقية: (..) جروا أي شيء.. جروه من جلبيته هيك طب يقع، يقول لهم خطير يا رجال مريض، داسوا عليه هيك برجليهم ويتفن.. يتفون عليه، أقول لهم أعطوه فرصة بس يحكي وياكم، ماكو، ما ينطوه فرصة، يقول لهم: أنطوني بس مي أشرب يقولوا له: No، ماكو مي، يسووا لما.. ما أنطوه، خلوا حلقه يابس وهو مريض عنده ضغط، عنده سكر، عنده عملية مسوي عمليه هو، هو ما يقدر يمشي، ما أنطوه فرصه وهذا.. ابني، شو (…) يقول لهم: اقتلوني أنا ما يخالف بس عوفوا أبويا، ماكو، شدي ابني، ونسيبي هنانا نايمين وبنتي، ما.. ما أعرف شيء أيش يصير.. قد إيش يسووا بيهم ما أدري، ما أعرف شابعينهم قتل، يسحلوهم سحل يطلعونهم، أيش ينزلوني، تريدون أغراضي (…) نزلوني جوه.

عبد السلام أبو مالك: شو أخذو بالضبط؟

مواطنة عراقية: أخذوا.. هذا الـ(…) كان مليان فلوس ملي، زين؟ تحويشة عمرنا.. تحويشة عمرنا، ذهب، ذهبي كله شالوه، بعدين طابين هيك الغرفة فاتحين..، مو بس إن مو.. مو مالتنا خطيرة، أكو ناس.. ، ناس إحنا منين راح نجيب لهم.. إحنا، منين راح هنجيب لهم إياه، إحنا درهم ما بقى عندنا بالبيت، درهم شنو ما بقي عندنا بالبيت، كل شيء متحوشين مش مخليين، زين، على أيش.. جايين على فلوس محتاجين هم ليجون يبيقون، إحنا شو نسوي ليهم إحنا؟ إحنا شعب قاعدين كل واحد محترم نفسه وعايش بذراعه، ما بايقين إحنا.. ما بايقين زين، يجون يطبون علينا نص الليل، هم لو بيهم خير ما يطبون نص الليل، لو بيهم خير ما يطبون على أعراض الناس نص الليل وهم نايمين، لو همَّ صدق بيدورون سلاح ويدورون هيك يطبون في عز النهار صح ولا لأ؟ ما يجونا وإحنا نايمين بالليل(..).

مواطن عراقي: طلعونا بَّره، شدوا إيدينا وهاي عافونا، أخذوا عمامي ثلاثتهم طبعاً هم مالهم شغلة مالهم داعي بأي شيء، خذوهم ثلاثتهم بعد ما ظلينا إحنا مشدودين صعدوا أعمامي ثلاثتهم، واحد سائق تاكسي، وواحد يشتغل بشركة، وواحد.. واحد يشتغل بشركة وواحد سائق تاكسي وواحد ضابط بالشرطة مقدم، زين.

عبد السلام أبو مالك: …. مرة ثانية.

مواطن عراقي: هاي.. هاي.. هذا هي.. هاي اللي شدوا بها أيدينا، هاي هنانا هاي بنفس اللحظة هنا بهذا المكان، هذا هنا ويا ما فتحنا الباب مدونا اثنين أني ووالدي، زين والدي به عملية مسوى عملية، وعنده ضغط وعنده سكر، ما أكو تفاهم (دُفر) بالبووت تكرم، (دُفر) تكرمون حتى قاموا يتفلون، يعني شون يتفلون؟ يعني هاه.. هادولا الأميركان همَّ دول يخلصونا هسه؟! همَّ دول يحررونا هسه، يجي.. هيك يسوي يعني هيك يسوي هذا يحررنا؟

مواطن عراقي: إحنا بس نريد شيء واحد نشكر مستر (بوش) على هاي الحرية اللي جاب لنا إياها، هاي الحرية اللي.. اللي إحنا قال يا.. الشعب هذا بدي أرفهه أريده، ها.. هذا الشيء يسمونه على الإرهاب هذا؟ هذا أي نوع من الإرهاب هذا؟ اللي يفوتون على النساء الساعة 2.30 بالليل، ويجردوهم من رجولتهم، ويأخذون فلوسهم، ويكسرون قاصاتهم، ويبهدلوهم، ويكسرون جام السيارات، أي نوع من الإرهاب هذا؟ وإحنا نشكره هسه وبعد نشكره على هذا الشيء اللي قدم لنا إياه!

محمد كريشان: إذن هذه شهادات لعراقيين داهمت القوات الأميركية بيوتهم، وتابعتم معنا ما حصل في هذه المداهمات من تجاوزات.

نتابع الآن شهادات أخرى في الأستوديو هنا قبل أن.. سننتقل خلال الحلقة أيضاً إلى شهادات أخرى، سيدة آمال دراويل، أنتِ زوجة الفريق الركن حازم عبد الرزاق.

آمال دراويل: نعم.

محمد كريشان: ما الذي حصل بالضبط ليلة المداهمة، متى جرى ذلك؟ وكيف حصل؟

آمال دراويل: ليلة 27/5 الساعة واحدة يعني كنت أكو وكانت موجودة ضو، وناس سهرانة على التليفزيون عادي، ويعني هدوء تام، بعد قليل يعني وقت معين بواحدة إلا عشر دقائق الضوء طفا خاصة الضوء على المنطقة على الشارع كله، واعتيادي إن يطفي الضوء الناس تروح تنام يعني تمشي ترقد يعني، ففجأة أنا.. أنا طلعت من (الكوجينة) [Cuisine] للمطبخ عملت نظرة أخيرة تعرف كأم يعني لازم تعمل نظرة أخيرة على البيت قبل أن تنام، فرحت عملت نظرة بالبيت ومقفول اطمأنيت عليه، الزوج والأولاد نايمين راحو ناموا، عندي بنتي نايمة تحت، وعندي يعني بنتي الصغيرة نايمة أيضاً في.. تحت يعني في الطابق الأول، فرحت من بعد ما يعني عملت شفت البيت اطمأنيت عليه، جيت أقرأ يعني مجلة أونسها وأقرأ مجلة، لأنه فيه عندي شأن يعني ضوء احتياطي، وفجأة.. فجأة بلا مقدمات البيت تسمع من.. بعيد مثل يعني ضوضاء.. ضوضاء قوية، ضوضاء يعني مداهمة، يعني الباب بتاع الشارع بتاع الجراج مكسور كسر الباب، وضوضاء يعني.. يعني شايف الأفلام الأجنبية الحربية من يدخلون على مداهمة..

محمد كريشان: الاقتحامات يعني.

آمال دراويل: اقتحامات فظيعة يعني بيصوتوا بكمية مهولة بتاع يعني جنود.. جنود كبار عراض كوماندوز يعني، ففجأة يعني كسر الباب يعني ما بأحس.

محمد كريشان: كسر باب الجراج.

آمال دراويل: كسر باب الجراج، وجاي دا يكسر يعني باب اللي شو اسمه الكوجينة، يعني.. قبيل باب الكوجينة مراحل، بنفس الوقت الجنود انتشر.. انتشرت بكل مكان في.. في السطح، طلعوا الجنود السطح، طلعوا لركن الجيران الناس عندهم على الحايط، طلعوا للسطح جيراننا في الحديقة.. دا موجودين في الحديقة، الجنود شافوهم وحطوا أضوية من شهادة الجيران حاطين أضوية فسفورية على كل باب جيران، على الجيران حاطين..حتى.. وحتى أي واحد يشوف جار حول.. يعني بعدين جيراني من طلعوا من بيتي جاءوا يحكوا لي يعني.. يعني يقولوا حاولنا نشوف حتى نشوف أي واحد يشوفنا يوجهوا علينا الليزر، يعني ناظور ليلي يوجهه عليك، فالناس تخاف يعني طيب.

محمد كريشان: إذن الاقتحام تم من باب..

آمال دراويل: من باب الجراج.

محمد كريشان: ومن فوق.

آمال دراويل: ومن فوق، فاتوا بالسطح بالبيت يعني حيث أني أول..

محمد كريشان: يعني عملية.. عملية إنزال يبدو بالهليكوبتر أيضاً.

آمال دراويل: بالضبط يعني إنزال واقتحام صاير يعني، إذن فصار بالبيت يعني تجمُّع، شي نازل لك من الدرَج وشي داخل من.. من الباب.

محمد كريشان: بين قوسين قبل أن نواصل الرواية، سيدة آمال، أنتِ تونسية.

آمال دراويل: نعم، أنا تونسية.

محمد كريشان: ومتزوجة من الفريق الركن حازم عبد الرزاق من.. من سنة؟

آمال دراويل: من سنة 77.

محمد كريشان: 77 وأنتِ مقيمة في العراق، ومتزوجة بالفريق الركن.

آمال دراويل: نعم.. نعم.

محمد كريشان: الآن احكي لنا تفاصيل لما دخلوا البيت ماذا فعلوا بالضبط؟

آمال دراويل: لما دخلوا البيت، طبعاً أول ما دخلوا البيت يعني كل.. يعني كل غرفة بها خمسة، يعني أنا من فتحت الباب، كنت راقدة(..) الطفلة يعني الصغيرة، فتحت الباب شفت يعني ثلاثة قدامي واقفين بالصياح والعياط وطريقة اللي يسميها يعني أنا.. بين قوسين جعجعة، فالطفلة أول ما شافتهم يعني إنسان قايم له ونشوف هاي يفتح الباب، يشوف شيء يعني بنتي وقعت يعني من طولها داخل..

محمد كريشان: بنتك الصغيرة؟

آمال دراويل: الصغيرة آخر طفلة، وبعدين أشوف الباب كان مفتوح، أني فتحت الباب كان الباب مفتوح، بعدين خلوني شفت يعني اللي صار، شوفت إنه أولادي يكتفوهم وحطوهم بالصالة..

محمد كريشان: نحن نتابع الآن مشاهد من البيت بيت السيدة آمال.

آمال دراويل: نعم.. نعم، فحطوا الأولاد كتفوهم هم ولدين يعني كتفوهم، وأنا وبنتي الكبيرة والصغيرة خلونا بنفس الغرفة يعني نقعد في الأرض، وبدأ كل غرفة يدخلون لها التفتيش، الأب رأساً شوفته بعيني هو ومن شافوه من.. يعني صاعدين له من السطح وصاعد له من.. من الدرج، ما قال أتيت أني كمان يعني ما فيه.. مش مشكلة بس لا تخرعون، لا تفزعون العائلة، أنا جاي، يعني..

محمد كريشان: يعني أنتِ عرفتِ أنهم هم جايين يأخذوا زوجك الفريق الركن حازم عبد الرزاق، فهمتي الصورة في البداية أم.. أم لا؟

آمال دراويل: لأ، فهمت الصورة بالبداية.

محمد كريشان: وهو أيضاً فهمها؟

آمال دراويل: وهو أيضاً فهمها، وكان إنسان يعني بسيط يعني، لأنه (لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا)، لأنه موجود هو يومياً موجود، لا استخبى، لا اختفى، لا هرب، موجود يعني..

محمد كريشان: نعم، لتوضيح الفريق الركن حازم عبد الرزاق كان قائد سلاح الصواريخ في حرب عام 91، ولكن في الحرب الأخيرة لم يكن على رأس عمله، لم يكن بمعنى عسكري محترف في الحرب، نعم، تفضلي.

آمال دراويل: نعم.. نعم، لم يشارك بالمعركة الأخيرة، لأنه ضابط يعني إداري بقى ضابط إداري.

محمد كريشان: سنعود للتفاصيل أكثر، ماذا جرى بالتحديد، وما الذي أخذوا من بيتك، وما الذي سألوك.

نأخذ أيضاً رواية أولية للسيد زياد خلف شبيب، على الأقل بالنسبة للسيدة آمال، واضح بالنسبة لها، وبالنسبة لزوجها الذي اعُتقل بالطبع ومازال إلى الآن رهن الاعتقال والسيدة آمال لا تدري أين هو بالضبط، لأنه منذ اعتقاله لا خبر ولا اتصال ولا تعرف بالضبط أين هو، بالنسبة لك سيد زياد، أنت رجل أعمال وتاجر، ما الذي حصل؟ وما هي الدواعي التي تستدعي مداهمة من هذا القبيل؟

زياد خلف الشبيب: والله بداية أستاذ محمد أولاً: إحنا لا عندنا عنصر قيادي، ولا عندنا شخص مثل ما يقول بحزب البعث درجة اللي.. اللي يقصدوها همَّ، ولا عندنا شخص مختفي، وهذا هم شافوه بعد أن دخلوا، جوَّ قوة يمكن لو هاي القوة أول يوم المعركة داخلة على بغداد كان سقط بغداد من أول يوم، لأنه الجيران إحنا بالنسبة طلعنا اللي شفنا الدبابات اللي هي قدام البيت، أما اللي ورا البيت وورا المنطقة إحنا نسمع الصوت من الساعة تنتين بالليل، صوت الدبابات والمدرعات تتحرك والطائرات، بس هذا شيء.

محمد كريشان: أيضاً.. أيضاً أنتم في الساعة 2 بالليل.

زياد خلف الشبيب: لأ، الدخول ما يتم إلا الساعة بعد الأربعة، أربعة ونص تقريبا ياللا دخلوا للبيت.

محمد كريشان: إذن الساعة اثنين هناك أصوات حول البيت.

زياد خلف الشبيب: حول البيت، ولكن إحنا تعودنا تعرف ظروف الضربة، إنه أكو أصوات دبابات وأكو أصوات، ما يعني نعم نعير لها أهمية، ولكن مو شيء ذات أهمية مثل ما يقول لكن أنا من صارت الدبابات قدام البيت، أمام البيت أنا يعني فتحت الباب حتى أطلع أشوف شنو الأصوات، عندنا أمام البيت حديقة شفت الدبابات بوسط الحديقة، طلعت قال لي ارجع لا حد يطلع الآن، رجعنا كليتنا للبيت جوه، بعد تقريبا ربع ساعة كانت القوة فقال بالـ speaker جميع الرجال الموجودين بالدار خروج والنساء، والرجال سيتم اعتقالهم مؤقتاً لحين تفتيش البيت وإخلاء سبيلهم، والنساء تخرج خارج البيت مع ترك الأبواب مفتوحة وإخراج الأطفال، اللي دا يطلع من طلع أول واحد والدي اللي هو عمره 83 سنة، ورجل مريض، رأساً خلو الكيس برأسه وشدوا إيديه لورا وصعدوه بالسيارة، طلع أخويا الكبير أهم رجل أعمال و…

محمد كريشان: يعني وثقوا الأيدين إلى الخلف.

زياد خلف الشبيب: إلى الخلف..

محمد كريشان: ووضعوا الرأس في كؤوس.. في أكياس.

زياد خلف الشبيب: أكياس..

محمد كريشان: أكياس بلاستيكية.

زياد خلف الشبيب: بلاستيكية وأخذوا الوالد..

محمد كريشان: يعني عفواً لما دخلوا لم يوضحوا لكم لا عما يبحثون ولا ماذا يريدون؟ ولا أي شيء؟

زياد خلف الشبيب: ولا أي شيء..

محمد كريشان: كانوا يتحدثو فقط بالانجليزية أم أيضاً بالعربي؟

زياد خلف الشبيب: بالعربية الـ speaker بالعربية الرجال تخرج خارج البيت لاعتقالهم مؤقتاً لحين إنهاء عملية التفتيش.

محمد كريشان: نعم.

زياد خلف الشبيب: فاللي دا يطلع رأسا هو بلَّش يحسب قال خمس دقايق أربع دقايق، ثلاثة، قال إذا لم انتهت الخمسة دقايق المهلة المحددة إلكم وما طلعتوا نضرب البيت، فالبغصب من طلعنا.. طلع أول واحد والدي قلت لك، أخذوه وخلوا الكيس براسه وربطوا أيديه لورا بهذا البلاستيك القفيص اللي هو سير بلاستيك وربطوه وصعدوه بالسيارة، دا أشوفه لأنه أنا طلعت آخر واحد بعدين أخويا الأصغر مني اللي هو إياد ونفس الشيء نفس العملية لبسوه الكيس برأسه وربطوا إيده لورا، وبعدين محمد وبعدين زيد اللي هو أكبر واحد أهم رجل أعمال وتاجر كبير، ما إلها أي حسابات عندهم.

محمد كريشان: كانوا يتعاملون معكم بعنف في..؟

زياد خلف الشبيب: بعنف هذا شيء لأنه هو اللي دا يطلع من السيارة، اللي دا يطلع من يوصل للسيارة دا يرفعه يرفع بأيده ويشمره بالسيارة وكأنه يشمر خروف يعني مو كأنه يذب خروف مو.. مو إنسان، فطلعت أنا آخر واحد قال لي: بقى أحد بالبيت، قلت له نعم، بقوا أطفال فوق نايمين، الساعة أربعة الصبح، فحكى ويا جماعته قالوا لهم توقفوا لا حد يفوت لأن أكو أطفال، يمكن قال لهم لا أحد يضرب أو كذا، المهم طلعت كل النساء أنا بقيت شفت النساء من طلعت، نفس الشيء خلو الكيس براسي وشدوا إيدي لورا، وأخذوني بالسيارة نفس طريقة الصعود، بحيث من صعدت للسيارة إيدي بلشت تجيب دم من الربط اللي رابطين إياه لإيدي، والتنفس كان جداً صعب لأنه الأكياس بلاستيكية، وبقينا ما يقارب ساعة إحنا بالسيارة لحين أن فتَّشوا البيت لحد هاي اللحظة، إحنا ما نعرف شنو اللي صار بالبيت، وأخذونا إلى مكان الاعتقال مو مثل ما وعدوا وقالوا إنه راح نطلق سراحكم بعد إنهاء التفتيش، أخذونا وصلنا إلى مكان ما أعرف وين يعني يبعد تقريباً، هم مشوا أكثر من ساعة بينا.

محمد كريشان: أنت.. أنت تم اعتقالك وظليت تقريباً.

زياد خلف الشبيب: كل العائلة.

محمد كريشان: كل العائلة.

زياد خلف الشبيب: يعني كل الرجال الموجودين بالعائلة.

محمد كريشان: ظليتوا رهن الاعتقال كم يوم؟

زياد خلف الشبيب: بقينا والدي ثاني يوم طلعوا به المستشفى لأنه..

محمد كريشان: حالته الصحية.

زياد خلف الشبيب: منعوا أن نقضي الحاجة، منعوا أن نشرب ميه، منعوا..، وهو مرمي على الأرض وما يعرف اللغة الإنجليزية فيحكي بالعربي ما يفتهمون عليه، نحكي إحنا مستعملين كلمة (Shut up) رأساً، اسكت.

محمد كريشان: كانوا يستعملوا أيضاً كلمات بذيئة؟

زياد خلف الشبيب: بذيئة كل كلماتهم بذيئة، يعني ماكو حد..

محمد كريشان: أنت تفهم اللغة الإنجليزية؟

زياد خلف الشبيب: نعم، فتركناهم ما أقدر نجادلهم على الوالد إلى أن أخذوه هم للتحقيق..

محمد كريشان: نعم، يعني إذا.. إذا بقينا في موضوع البيت..

زياد خلف الشبيب: البيت..

محمد كريشان: يعني الآن يعني حتى نعود بالتفصيل أكثر، بالنسبة للسيدة آمال وبالنسبة لك سيد زياد، الاقتحامات تمت في.. في عزِّ الليل، وبشكل فجئي ولا تعرفون..

زياد خلف الشبيب [مقاطعاً]: أستاذ محمد إحنا يعني بنقول بالوقت اللي كانت الحكومة السابقة، والعهد البائد -مثل ما يسمونه- أو النظام القديم كان أكو نظام نعرفه إنه أي بيت يدخلوا له، تعرف إحنا البيوت إلها حرمة، والبيوت بها عوائل وبها نساء، فكان أكو فاد نظام إنه مختار المنطقة يطلع ويا المفرزة، مفرزة الشرطة من تيجي للبيت حتى وإذا صار اقتحام أو مهما كانت جريمة الشخص يطوق البيت مو.. مو إشكال ويدخل المختار لإخراج النساء هاي بالنهار حتى وإن كان بالنهار مو بالليل، والليل هو وقت النوم، المختار يطلع النسوان من البيت، والمختار يسجل محضر..

محمد كريشان: بالأشياء..

زياد خلف الشبيب: بالأشياء اللي أخذوها ويوقع عليه المختار، وصاحب البيت والشخص اللي يتم ضبط الحاجيات من قِبَله.

محمد كريشان: وهذه المسائل التي لم تتم يعني ونريد هنا نسأل السيدة آمال، حتى ندخل في تفصيل، أخطر ما في عمليات المداهمات مثلما تابعنا من شهادات الذين استمعنا إليهم ورأيناهم، ومن شهادات السيد زياد والسيدة آمال والتي سنراها بالتفصيل، أن القوات الأميركية عندما دخلت إلى هذه البيوت لم تكتفِ بالمداهمة وبالتجاوزات في المسلكيات وإنما أخذت أشياء.

آمال دراويل: طبعاً.

محمد كريشان: وهنا نريد أن نفصل بشكل واضح ما الذي أخذوه من بيتك سيدة آمال؟

آمال دراويل: لأ أستاذ محمد بس من طبوا يعني دا يعني إحنا الولد مو.. الأولاد أنا كملت، الأولاد خلاهم مكان الأب رأساً حطوا الكيس وكتفوه وطلعوه، طيب بس أريد نقطة واحدة.

محمد كريشان: تفضلي.

آمال دراويل: ناس مثقفين، ضابط معروف عندكم واسترشدتم عليه فتعرفون البيت لا مدجج بسلاح، لا بالعائلة لا عنده أقارب دا يحموه أو شيء، يعني..

محمد كريشان: كانوا يحاولوا يبحثوا عن سلام في البيت؟

آمال دراويل: لأ.. لأ جايين للشخص معين طب الشخص المعين إذا أنتم يعني مثقفين وواعيين وحقوق الإنسان، يعني لو أصيح بالسماعة يا فلان أنت معتقل اطلع، طبعاً حيطلع، والشارع كله مسركل والسطوح مسركلة، ورا البيت مسركل، وين هيهرب؟

يعني وهو إذا ناوي يهرب ليش باقي لحد الآن يعني، دا ينتظركم يومياً نايم بالمرجوحة قاعد للفجر لصلاة الفجر هو ما عنده مشكلة يعني، طيب فإحنا..

محمد كريشان: كان متوقع إنه ممكن يأتون إلى أخذه؟

آمال دراويل: أكيد يعني لأنه عارف.. له عنده كتاب يعني، طيب بس الطريقة.. الطريقة إحنا مو ناس همج، يعني ناس مثقفين معروفة وحتى شارعنا.. شارع نظيف يعني معروف، ها.. لو بس بالسماعة ذايعين الاسم تعالَ يا فلان كان طلع لهم، (..) يعني بكل سرور، أنا مطلوب عندكم OK أنا جيت يعني، بس بها الطريقة الهمجية يعني اللي ما شفتها يعني حتى.. إلا بالأفلام يعني إحنا شافينها الطريقة هذي، بس بالأفلام.

محمد كريشان: سيده آمال، ما الذي أخذوه؟ أنتِ تونسية، هل قلتِ لهم بأنك أنتِ تونسية؟

آمال دراويل: نعم لما بدوا بالتفتيش يعني دخل عليَّ إحنا في غرفتنا إحنا، الأولاد اطمئنوا عليهم، شيء صعد فوق، وشيء بأي غرف.. كل الغرف، لما دخلنا إحنا دخلوا في هذي بغرفة اللي أنا فيها، أنا والبنات اثنين، يعني فتح الخزانات والجلاس نسميه بالتونسي يعني الكانتور بالعراقي، وبدأ يعني يشيل الأشياء اللي بيها كل هذه يشيلها ويرميها بالأرض، شيء يدور ما أعرف، يعني حتى الكوشه.. الكوشه قطعها، العبَّات قطعها يشوف فيها يعني واحد منهم مين دا يرمي الأشياء يعني حتى البنية يعني دا يضربنا يعني شويه جاي عليها لو جاي عليها كان صار بها فاد شيء..

محمد كريشان: يعني بكل عصبية يرمي..

آمال دراويل: بكل عصبية.. بكل عصبية.

محمد كريشان: هل قال لكم عن ماذا يبحث؟

مال دراويل: لأ.. لأ أنا حكيت معاه، بعدين أنا شفته أنا أريد.. فيه يعني باب من بتاع الخزانة مقفول من ليس فيه مفتاح، فقال لي أريد أين المفتاح؟ دا أقوم أدي له المفتاح لأ لقاه، فمن لقى المفتاح إلا شفته دا يأخذ جواز سفري، فانتبهت لأن صحيح هو الدنيا ظلمة يعني، بس هم عندهم نواظير.. نواظير، على فكرة إحنا قاعدين وفيه اثنين ملثم واحد ملثم شد علينا الرشاشة يعني كل واحد يشيل رشاشة بيده علينا، لحيث بحيث حتى لا نتكلم، بس أنا سمح لي بالكلام، دا أتكلم لأنه يعني كان فاهم يعني لازم.

محمد كريشان: كامرأة يعني..

آمال دراويل: كامرأة لا أستطيع أن أكتم مشاعري طبعاً، يعني خلاني شويه أتكلم حتى الطفلة.. حتى الطفلة.

محمد كريشان: كان معاهم واحد يتحدث بالعربية؟

آمال دراويل: طبعاً وأنا سأعطيك مثالاً على ذلك، الطفلة شافته مو البنية يعني بعد ما فاقت من الذهول التفتت فرأته يلعب بورق في المصحف، فيعني بكل براءة الأطفال عملت يا حرام يعني ليس على وضوء، ليس طاهر، القرآن (لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُونَ)، فيعني بنيتها قالت يا دا يلعب بالقرآن وهو ما طاهر، صدقني واحد (تؤ تؤ تؤ تؤ)، يعني ماذا تعني هذا؟ والبنية الأخرى من أرادت تجلس.. أرادت تجلس على (طابورية) خلينا نقول: فقال لها مو Sit down دا يقول لها Sit down من الذهول لم تفتهم ماذا يريد أن يقول.

محمد كريشان: نعم خلينا نكون يعني دقيقين أكثر، ما الذي أخذوه؟ يعني الآن فهمنا أنهم دخلوا بشكل عنيف، قلبوا البيت رأساً على عقب، أخذوا أشياء من البيت.

آمال دراويل: أخذوا أشياء…

محمد كريشان: ما هي هذه الأشياء؟ حتى تكون الصورة واضحة، وننتقل للسيد زياد أيضاً لأنه لديه ما يقول في هذا الموضوع.

آمال دراويل: أخذوا، نعم.. نعم لأنه….

[فاصل إعلاني]

محمد كريشان: سيدة آمال، ما الذي أخذوا من البيت بالضبط؟

آمال دراويل: أخذوا فلجتين يعني حقيبتن كبيرة فيها كل ما نملك، يعني فيها أوراقنا ومستداتنا، (Cards d’etate) باسبورات، وثائق رسمية وشخصية جداً يعني، وخمس يعني حقائب (سامسونايت) يعني بها كل أوراق ما تخص البيت، لأنه إحنا في حالة حرب ومجمعين كل أغراضنا في مكان واحد، وتحمل حتى نقود كل ما نملك من نقود كانت موجودة في.. في الحقايب يعني، لأنه تعرف في حالة في ظرف إحنا الناس تجمع أشياء ها لأنه..

محمد كريشان: تجمع سيولة في البيت.

آمال دراويل: تجمع سيولة في البيت لضرب.. لربما لضرب البنى وأي شي، فكاميرا فيديو في غرفة، يعني خسائر كبيرة بالبيت صارت حتى كاميرا فيديو مع البنت يعني محتفظة أخذوها يعني حتى اللي هويات بتاعت سيارة (…. Card) يعني حتى عقد زواج.. عقد زواجي، كان من ضمن ها الأوراق فُقد مني.. العفو أخذوها معهم يعني (..).

محمد كريشان: يعني عفواً يعني مثلاً لما أخذ الكاميرا فيديو، يعني ما.. ما تحركتوا أنتم، ما قلتم أنت شو علاقتك بالموضوع هذا؟ اتركها.

آمال دراويل: أستاذ محمد، هو ما يخلينا نتكلم.. ما يخلينا نتكلم معاه يعني ما يرجعلك، حتى لما سألته ليش أخذتوا زوجي؟ قال لي زوجك because جنرال، زين قلت له: وين.. شون كيف، أيش؟ وأمتى هيرجع؟ بهل الصيغة قال لي

IT’s not my decision، يعني ليس قراري.. ليس.. مش شغلي يعني.

محمد كريشان: لما كانوا ياخذوا الأمور هذي كانوا ياخذوها وهم ينظرون إلى بعضهم أم كانوا يقومون بذلك بشكل فردي؟ يعني مثلاً من أخذ الكاميرا كان وحده في الغرفة أخذها؟

آمال دراويل: طبعاً، كان وحده معاه شيء يعني هو وكل غرفة فيها شخصين تلاتة للتفتيش، ومعاهم ضابط بأيده لاسلكي، يعني حتى من يخلصون يقول.. قالوا له نزلوا من فوق قالوا له: yes sir يعني. طلعوا يعني.

محمد كريشان: والأموال التي أخذوها السيولة تقريباً؟

آمال دراويل: يعني مسجلة عندي يعني تقريباً 60، 70 يعني كل ما نملك يعني.

محمد كريشان: لأ أعطينا رقم حتى إذا.. إذا أراد الأميركان أن يردوا على هذا الاتهام عليهم أن يوضحوا بأنهم أخذوا المبلغ الفلاني أو الحلي الفلانية أخذوا.. أخذوا ما..

آمال دراويل: أخذوا كل ما أملك و(…) نقودي وأنا كنت أعود لي ولأولادي يعني..

محمد كريشان: كم تقريباً.. تقريباً؟

آمال دراويل: 70 مليون عراقي كل ما أملك يعني و..

محمد كريشان: 70 مليون عراقي يعني تقريباً الآن بحدود 60، 65 ألف دولار تقريباً.

آمال دراويل: و15 ألف دولار يعني لسفري كنت حاجزتها لسفري.

محمد كريشان: يعني 15 ألف دولار كسيولة أميركية، وتقريباً 60 ألف ما يعادل 60 ألف دولار من.. من الأموال، كل ما تملكين.

آمال دراويل: نعم.. نعم كل ما أملك يعني.. كل ما.. كل ما أملك يعني كلها سحبتها من البنك..

محمد كريشان: الجوازات.. الجوازات أخذوا جوازات أولادك؟

آمال دراويل: جوازات أولادي نعم.

محمد كريشان: لديك ولد لديه جوار سفر بريطاني.

آمال دراويل: جواز سفر بريطاني نعم.. نعم.

محمد كريشان: أخذوه أيضاً..

آمال دراويل: أخذوه أيضاً وقدَّم بذلك شكوى إلى السفارة البريطانية وأعطوه (Laisse passer) يعني.

محمد كريشان: نعم، سيد زياد ما الذي أخذوه من.. عفواً قبل سيد زياد نسمع شهادة بنت السيدة آمال .. سدرة المنتهى كانت لها أيضاً شهادتها كأحد أفراد البيت نتابعها معاً.

سدرة المنتهى: هو اللي صار إنه يوم 27 بعد ما قطعوا التيار الكهربائي بطريقة يعني مرعبة يعني صاروا يتقرب.. تسمع صوت دبابات بس إحنا توقعنا إن الصوت بعيد، وبعدين واحدة إلا عشرة كانت البيت مظلم تماماً يعني المنطقة كلها مقطوع عنها التيار الكهربائي، صرنا نسمع صياح و.. وأصوات.. أصوات يعني مرعبة وتحركات و.. فإحنا توقعنا يعني مثلاً حريق أو شيء، ولما طلعنا نشوف لقيناهم يعني حوالي أكثر من 50 جندي كبار عريضين بالباب وكانوا اقتحموا السطح عبر بالدرج يعني حطوا دروج على السطح وطلعوا دخلوا من فوق والباب.. هذه باب البيت أنا فتحته لأنه يعني إحنا ما متوقعين هيتعاملون معانا بشوية بطريقة عنيفة، بس لما دخلوا صاروا يصيحون ويتأكدون وكأنه يعني شايلة سلاح؟

You have a gun?

No, I don’t have gun.

Ok, sit down here. In the floor, don’t move. Silent.

بصياح، ok، صح قسم كانوا يتعاملون بطريقة شوية أحسن، بس نوعية لأ، كانوا يتعاملون بطريقة عنيفة وصياح، دخلوا.. وبعدين خلوني أنا بالكوجينة (Cuisine) بالمطبخ وهم دخلوا للبيت كنت أشوفهم يتحركون بسرعة بالبيت وياهم تليفونات وحكي، صاروا يدخلون على غرف النوم، أختي الصغيرة أغمي عليها يعني وماما كان يعني عندها مريضة بالقلب كانت مرتبكة، بابا أخذوه رأساً، أحمد ومحمود يعني قيدوهم وحطوهم على الأرض بدون.. ممنوع الحركة بشيء.. أشياء قوية إنه يعني كانت صعب إنه تنفك بعد ما طلعوا.

محمد كريشان: سيد زياد ما الذي أخذوه من.. من البيت تحديداً؟

زياد خلف الشبيب: أستاذ محمد، هم تم دخولهم بدون مرافقة أي شخص من.. لأنه إحنا الرجال معتقلين والنساء خارج البيت فبتعرف أنت بيت وبظروف حرب بكل مكان نخلي خوفاً من أنه، لأن إحنا خمس عوائل ببيت واحد لأن بيتنا كُلِّش كبير، فبكل مكان نخلي جزء من الفلوس وجزء من المصوغات الذهبية لنخاف، تعرف.

محمد كريشان: كانت موزعة.

زياد خلف الشبيب: موزعة أخاف ينضرب..

محمد كريشان: قسم من البيت..

زياد خلف الشبيب: جزء من البيت، جزء الأخ يعوض ومن خلوا كسروا بالأثاث وكسروا وأخذوا اللي أخذوه، بتعرف أكو فلوس بمكانات إحنا مثلاً يعني تاركيها بس من نريد نبحث نلقاها أو ذهب من نيجي نلقاه، فكل الغرف كسروها، وكل الغرف فتحوا الدواليب اللي بها وخزانات اللي هي..

محمد كريشان: يعني لما قاموا بذلك أنتم لم تكونوا في البيت.. كنتم في الخارج.

زياد خلف الشيب: ماكو أحد في بيتنا، كنا خارج البيت.

محمد كريشان: لما عدتوا أردتم التأكد مما..

زياد خلف الشبيب: إحنا رجعنا بعد 11 يوم..

محمد كريشان: لا بالنسبة للعوائل العائلة..

زياد خلف الشبيب: العائلة لما رجعوا لقوا إنه هم طلبوا المفاتيح مال القاصات اللي هي الخزائن.. الخزانات طلبوا مفاتيحها وطلبوا مفاتيح بعض الدواليب اللي عندنا.

محمد كريشان: يعني خزانات.. هذه الخزانات القوية الصلبة، طلبوا المفاتيح.

زياد خلف الشبيب: القوية الصلبة طلبوا المفاتيح عندنا خزانتين واحدة فوق وواحدة تحت.

محمد كريشان: وهذه فيها الأموال وفيها الحلي.

زياد خلف الشبيب: هاي فيها جزء من الأموال وجزء من الحلي.

محمد كريشان: وجزء.. أخذوه كلهم.

زياد خلف الشبيب: فتحوها، أخذوها كلها.

محمد كريشان: سواء اللي موجودة في القاصة أو اللي موجودة في أماكن أخرى..

زياد خلف الشبيب: سواء اللي موجود في القاصة واللي موجودة في الدواليب واللي موجودة في مكانات أخرى..

محمد كريشان: كم تقريباً.. كم أخذوا، السيدة آمال وضحت لنا تقريباً..

زياد خلف الشبيب: من الذهب ما يقارب كيلوين ذهب أو أكثر هذا اللي يعني إحنا نسميه يقول افتقدناه من غير اللي ناسيه.

من مكان واحد شايلين 23 ألف دولار وما يقارب ها القاصة اللي من جوه اللي عرفناه 17، 18 مليون اللي أخذوه نقد عراقي وبعد.

محمد كريشان: يعني.. يعني تقريباً 15 ألف دولار تقريباً يعني تقريباً.

زياد خلف الشبيب: تقريباً وأكو فلوس بمكانات أخرى ما حسبناها ما افتقدناها لأنه الظرف اللي إحنا كنا به هم الواحد يفتقد، فمن فتحوا..

محمد كريشان: وهادول لما أخذوهم لم يكن أحد في البيت ليشهد أنه أخذوه.

زياد خلف الشبيب: ما هو حتى اللي أخذوا منه.. الشخص اللي أخذوا منه..

محمد كريشان: يعني بالنسبة للسيدة آمال على الأقل أخذوا الحقائب أمامها، أنتم أخذوها بدون حضور أي شخص.

زياد خلف الشبيب: حتى.. حتى أختي صغيرة اللي أخذوا منها المفاتيح رجعوا وأخرجوها خارج البيت وطبوا يفتحون هم..

محمد كريشان: أخذوا المفاتيح وطلعوها بره.

زياد خلف الشبيب: وهم طبوا يفتحون وراحت مكسرة وبراحتهم ونفس حتى لعب الأطفال مثل ما قالت الست آمال فتحوها وحتى أكو خزانات صغيرة للأطفال هاي هم كاسريها، هم أخذين اللي بها اللي هي لا تعني شيء حتى هاي فاتحينها، قلت لك أستاذ محمد في بداية البرنامج إنه الدخول المفروض أن يكون حتى وإذا كان بالقوة.. بالرغم من إنه إحنا ما عندنا شخص قيادي وما عندنا عنصر قيادة..

محمد كريشان: نعم، بالضبط أنت وضحت هذه الفكرة، أيضاً دعنا سيد زياد نسمع شهادة مواطن عراقي أيضاً اقتحموا بيته.. بيته وأخذوا منه أشياء تتعلق بالحلي، إذن شهادة أخرى نتابعها معاً.

مواطن عراقي: ما ذهب يعني ذهب مال الزواج، يعني أنا تزوجت بالـ 77 في ذاك الوقت، وعلى طول بتدري يعني مرة الواحد يشتري لها دهب وهاي وبكل.. بكل فترة تكون معايا اشتري لها دهب، الدهب عندنا في حدود الكيلو دهب يعني في حدود الكيلو دهب الطقم مال الزواج الأوَّلي مال.. الزواج مال 77 الطقم كامل، بالإضافة إلى سوارات، بالإضافة إلى يعني شو اسمها هاي يعني مال نساء بحلي وكله دهب 21 خالص في حدود الكيلو دهب، إضافة إلى (إذا ما أكثر كيلو) كلها سرقواها على الإطلاق، منذ صعدنا بعد ما كانوا موثقين إيدينا ومخلين الشاسة بروسنا وأنا عندي عملية وعندي ضغط وعندي سكر وأخذوا أخوتي الثلاثة، هم دا جايين يفتشون أم.. أم يريدون يفتشون على الأسلحة أم على شخص معين يجوا ويقول لي انطيني هويتك، انطيني اسمك، انطيني إذا.. وهم سلطة وعندهم أسلحة بالإضافة إلى هذا إن إحنا ما عندنا أي سلاح ثقيل وعندنا أسلحة رشاشة ترجع لمنطقة تقريباً ريفية.. شبه ريفية، فعندنا سلاحنا ندافع به عن نفسنا، وبعد القرار مال تسليم السلاح (ما انتهى) يعني لأنه أذاعوا في الإذاعة التليفزيون وبالراديو إنه إلى يوم 14/6 إلا كان رحنا سلمنا السلاح مالنا، ما عندنا أي سلاح ثقيل ما عدا البندقية الكلاشينكوف هاي اللي سلاح قديم ومسدسات شخصية.

محمد كريشان: سيد زياد، أعيدت لكم أجزاء من هذه الأموال؟

زياد خلف الشبيب: أعادوا لنا من الأموال ما يقارب خمسة إلى ست ملايين عراقي و3 آلاف دولار كان شايلها أحد الجنود الأميركان بجيبه قال هاي 3 آلاف دولار أخذناها من البيت، طبعاً..

محمد كريشان: عفواً، أعادوا.. أعادوا لكم في نهاية الـ 11 يوم من الاعتقال؟

زياد خلف الشبيب: بعد أن طلعنا من هذه الـ 11 يوم بعد تحديداً..

محمد كريشان: وأنتم.. وانتم طالعين سلموكم؟

زياد خلف الشبيب: بعد التحذيرات.. لأ ثاني يوم.

محمد كريشان: ثاني يوم.

زياد خلف الشبيب: بعد التحذيرات.

محمد كريشان: جاءوكم البيت أم نادوكم؟

زياد خلف الشبيب: لا.. لا رحنا لهناك وسلموها لوالدي قالوا له ولا تتكرر هاي الحالة مرة تانية، وشنو الحالة وشنو التحقيق، بدون تحقيق بدون كل شيء 11 يوم..

محمد كريشان [مقاطعاً]: يعني سلموا لكم.. يعني عفواً سلموا لكم هذا الجزء..

زياد خلف الشبيب: 3 آلاف دولار جزء بسيط من المبلغ اللي أخذوه..

محمد كريشان: عندما عدتم…

زياد خلف الشبيب: والذهب كل شيء ما رجعوه لنا والدليل إنه أخذوا ذهب بنتي الصغيرة ركضت ورا الجند الأميركي قالت للمترجمة.. قالت لها: خالوا أخذ السوار مالي، فالمترجمة مدت أيدها في جيبه وطلعتها من عنده وأنطتها لبنتي ورجعت بنتي بنفس المكان لبستها بأيديها، ولما رجعون الكارتون الفلوس اللي به خمس ملايين تقريباً لقينا قطع من الذهب موجودة به.

محمد كريشان: وما.. وما برروا لكم يعني ليش أخذوهم هذا وشو بدهم فيه؟

زياد خلف الشبيب: من.. من راح أبويا راجعهم بعد قال لهم: أكو نقص في الفلوس، قال له: إذا رجعت مرة ثانية إحنا راح نتخذ غير إجراءات وياك وقطع ما راجعهم مرة ثانية.

محمد كريشان: نعم، سيدة آمال أنت أُعيدت لك بعد الوثائق أو الأموال؟

آمال دراويل: لم تُعد لي شيئاً لحد الآن ولا أعرف مصير زوجي أين هو ولجأت للإعلام لكي يعني لأني لن ولم أصل للأستاذ (بول بريمر) الحاكم العسكري لأقدم له شكوتي عن فقدان كل ما.. ما أملك من بيتي وحتى زوجي لم أعرف عنه شيئاً.. ما أعرف يعني أريد بس أطمئن عليه، أعرف هو موجود، حي، يعني بس أطمئن.. نطمئن يعني بس، والأشياء شون ترجع لي، كيف أتصرف اللي…

محمد كريشان: راجعتي بعض الجهات.. راجعتي بعض الجهات مثلاً؟

آمال دراويل: راجعت.. يعني قدمت شكوى للصليب الأحمر، وقدمت شكوى للسفارة البريطانية كون ابني بريطاني يعني له جواز سفر بريطاني، ولم.. لحد الآن لم يصلني أي جواب من أي مكان يعني أو من أي جهة يعني، ولهذا لجأت للإعلام يعني إن شاء الله يعني يسمعون شكوتي إن شاء الله.

محمد كريشان: نعم، على كل.. نعم، على كل بالنسبة للسيدة آمال هي زوجة الفريق الركن حازم عبد الرزاق، الفريق الركن كان قائد لسلاح الصواريخ في حرب عام 91، وكلنا يذكر الصواريخ التي انطلقت ضد إسرائيل وبالتالي قد.. قد يكون ما جرى هو نوع.. قد -وأُلح على كلمة قد- قد يكون ما جرى هو نوع من تصفية حساب قديم مع السيد حازم عبد الرزاق، ولكن هذا لا يبرر بأي شكل من الأشكال ما جرى لعائلته، لأنه في النهاية رجل عسكري يتحمل مسؤولياته، ولكن على الجهات الأميركية أن تتعامل معه بكل روح عسكرية ولا ذنب لعائلته إطلاقاً في كل ما جرى.

السيد زياد خلف أيضاً تاجر وكانت هناك شكوك من أن الرئيس صدام حسين أو قُصي أو عُدي كان في البيت، ولكن اتضح أن لا صحة لهذه الأشياء.

أؤكد مرة أخرى في نهاية هذه الحلقة بأن ما ذكرناه من تجاوزات وخاصة.. وخاصة لا نتحدث عن التجاوزات الأمنية وإنما خاصة موضوع سرقة الوثائق، سرقة الأموال، سرقة الذهب، هذه تهم خطيرة توجَّه للقوات الأميركية، ولكننا نحن مستعدون سواءً في هذا البرنامج أو في غيره لأن نُورِد الردود الأميركية على هذه الشهادات ونستمع إلى رواية أخرى توضح ما جرى بشكل صريح.

تحية طيبة من كامل الفريق الفني بقيادة المخرج سلام الأمير، وفي أمان الله.