العراق ما بعد الحرب

وضع ذوي الاحتياجات الخاصة في العراق

دار عانيا ومعهد هبة الله ومدى تأثره بتداعيات الحرب، التأثر النفسي لذوي الاحتياجات الخاصة في ظل ظروف الحرب، الصعوبات التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة وكيفية التغلب عليها، التمويل المالي لمعاهد رعاية الأطفال والمعاقين، تعامل المجتمع العراقي وتعاطفه مع المعاقين بعد الحرب.

مقدم الحلقة:

محمد كريشان

ضيوف الحلقة:

ألحان سميث: دار بيت عانيا لذوي الاحتياجات الخاصة
ساهرة عبد اللطيف: معهد هبة الله
دلال مصطفى: منظمة أطفال العالم وحقوق الإنسان

تاريخ الحلقة:

28/05/2003

– دار عانيا وتأثره بتداعيات الحرب
– معهد هبة الله ومدى تأثره بتداعيات الحرب
– التأثر النفسي لذوي الاحتياجات الخاصة في ظل ظروف الحرب
– الصعوبات التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة وكيفية التغلب عليها
– التمويل المالي لمعاهد رعاية الأطفال والمعاقين
– تعامل المجتمع العراقي وتعاطفه مع المعاقين بعد الحرب


undefinedمحمد كريشان: مشاهدينا الكرام، السلام عليكم وأهلاً بكم في موعدنا اليومي من بغداد.

في كل مجتمع هناك شريحة معينة تحتاج دائماً لاهتمام خاص ورعاية خاصة، فما بالك عندما تكون هذه الشريحة في العراق بعد سنوات من الحصار وبعد حرب وبعد الظروف التي أعقبت هذه الحرب. هذه الشريحة هي شريحة المعاقين أو ما يسمى الآن أكثر في اللغة المتداولة شريحة أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة، إذن حلقتنا اليوم نخصصها بالذات إلى هذا الموضوع ما هو وضعهم الحالي؟ ما هي الأضرار التي قد تكون لحقت بهم أو بمؤسساتهم وما هي آفاق تجاوز هذا الوضع في سياق اجتماعي عام تعيشه الآن العراق؟

ضيوفنا في هذه الحلقة هم السيدات: ألحان سميث نهاب، وهي (مشرفة على دار بيت عانيا لذوي الاحتياجات الخاصة)، ضيفتنا الثانية هي السيدة ساهرة عبد اللطيف، وهي (من معهد هبة الله وهو معهد يختص بحَمَلَة أعراض داون) وضيفتنا الثالثة هي السيدة دلال مصطفى، وهي (من منظمة أطفال العالم وحقوق الإنسان وهي منظمة فرنسية غير حكومية وهي بالذات منسقة القسم الاجتماعي في هذه المنظمة)، ومعد الحلقة عبد السلام أبو مالك زار بعض دُوُر ذوي الاحتياجات الخاصة في العراق وأعد لنا التقرير التالي.

تقرير/ عبد السلام أبو مالك: دار الحنان لشديدي العوق إحدى المؤسسات الاجتماعية الموجودة في بغداد، هنا يقضي أكثر من 100 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة حياتهم اليومية في عالم خاص بهم بمعزل عما يدور حولهم في العالم الخارجي، القاسم المشترك بينهم جميعاً هو فقدان الرعاية الأسرية بسبب انفصال الأبوين أو وفاة أحدهما أو هما معاً، وأحياناً بسبب تخلِّي بعض الآباء عن أبنائهم، وتتراوح أعمار المستفيدين من الخدمات في هذه الدار بين 5 سنوات و16 عاماً، أما حالات العوق لديهم فتتمثل في الإصابة بعجز أو شلل في الأطراف أو تخلف عقلي، ومن هنا حاجتهم الماسة إلى كادر متخصص للتعامل معهم.

كريمة داود خضير (مديرة دار الحنان لشديدي العوق): تعاني الدار حالياً في الوقت الحاضر من نقص في الكادر الخدمي القائم على رعاية المعوقين والاهتمام بهم، وتوجيههم يعني بشكل خاص المربيات، اللي يمتلكون الخبرة والمعلومات التي تقوم على خدمة المعوق في كيفية التعامل مع المعوق ورعايته والاهتمام به.

عبد السلام أبو مالك: لكن أسوأ ما يعاني منه هؤلاء هو انقطاع الأهل عن زيارتهم وهو أمر يعاني منه أيضاً بعض المعوقين من كبار السن في دار أخرى، وإن كان حظهم من الرعاية أفضل نظراً لقلة عددهم. وإذا كانت بعض دور رعاية المعوقين قد حظيت بمساعدات غذائية وغيرها من التجهيزات من بعض المنظمات الدولية كصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونسيف) ومنظمة أطفال العالم الفرنسية، وبعض منظمات الهلال الأحمر في دول الخليج العربي، فإن دُوُراً أخرى لا تزال تعاني من آثار السلب والنهب التي لحقت بها، والتي طالت حتى الطابعات القديمة والخاصة بطباعة كتب المكفوفين.

مسؤول في معهد المكفوفين : معهد المكفوفين تعرض إلى تخريب الحقيقة تخريب هائل، يعني دمار شامل كأنما، فالوسائل اللي كانت متاحة عندنا وسائل خاصة بالمكفوفين، هذه الوسائل حالياً ما.. يعني ما موجودة اللي انكسر واللي تعرض للسرقة، في الحقيقة هسه المعهد يعني خالي من كل الأدوات اللي يستفيد من عندها الطالب المكفوف والمعلم المكفوف.

عبد السلام أبو مالك: ورغم كل العراقيل التي تحول دون انتظام الطلبة المكفوفين في دراستهم فإنهم لا يزالون يُعلِّقون آمالاً كبارً على تحسن الأمور في المستقبل المنظور.

عبد السلام أبو مالك – (الجزيرة) – برنامج (العراق ما بعد الحرب) – بغداد.

دار عانيا وتأثره بتداعيات الحرب

محمد كريشان: سيدة ألحان سميث نهاب أنتِ تشرف على دار بيت عانيا وهي دار تضم آنسات وسيدات من ذوي الاحتياجات الخاصة، لو تعطينا فكرة في البداية عن دار بيت عانيا، ثم عن الأضرار التي قد تكون لحقت بكم في الحرب والأوضاع التي أعقبتها.

ألحان سميث: دار بيت عانيا هو يضم البنات المريضات المنبوذات، يعني نقدر نسميهم هي الشريحة المنسية من عمر 18 سنة فما فوق، ما يستلم هذا الدار وما يستقبل إلا المنبوذ المهمش، بس أنا أصلح لك..

محمد كريشان [مقاطعاً]: يعني منبوذ عفواً يعني لديه إعاقة وسببت له تهميشاً كاملاً في المجتمع تقريباً.

ألحان سميث: في المجتمع أكيد آه من قِبل أهله أو من قبل المجتمع بصورة عامة، بس أصلح لك المشرفة، أنا ما مشرفة، ولكنه أنا متطوعة في خدمة هادول الناس يعني أكيد لأنه مش..

محمد كريشان: بتحبين أيضاً كلمة خادمة لهذا..

ألحان سميث: أكيد فعلاً، إنه إحنا فعلاً خدم لها الناس هادولي، هذا البيت هو معتمد اعتماد كامل على العناية الإلهية اللي هي بتتحقق عن طريق أبناء الخيرين من الشعب يعني الكريم، وأما بالنسبة للأضرار اللي تتعرض له فهو يعني حال.. حاله.. حال أي بيت عراقي أكيد انقطاع الكهرباء و المي وشحة الوقود هذه كلها أثرت يعني بينا، يعني لو فعلاً.. يعني عشنا أيام طويلة إنه إحنا نطبخ على الفحم، يعني ما كان أكو وقود، مي ما كان أكو، هاي كان كُلِّش كانت مسألة كبيرة بيت متروس معوقين وكهرباء ماكو ومازلنا نعاني من هاي المسألة يعني، وتعرضنا نهاية الحرب إلى قصف يعني، بس الحمد لله ايجوا السلامات يعني.. بس إنه البنات تتأذى نفسيا، لأنه وهم نايمين وقعت جامات كثير عليهم، فأكيد كان هناك رعب يعني لهذه الحالة.

محمد كريشان: يعني هو.. هو الرعب تقريباً يعني ساد الجميع، ولكن هل المعوقات يشعرون برعب أكثر نتيجة وضعهم النفسي والـ..؟

ألحان سميث: أكيد.. أكيد طبعاً، لأنه تعرف الصاحي ممكن ممكن يركض، ممكن ينقل من مكان لمكان، لكن المعوق ما ممكن ينقل يعني، يبقى على رحمة الموجودين ها.. ممكن يديرونه يحولونه أو يعني..


معهد هبة الله ومدى تأثره بتداعيات الحرب

محمد كريشان: نعم، سيدة ساهرة عبد اللطيف، يعني لو تعطينا فكرة عن معهد هبة الله وكيف عشتم ظروف الحرب والفترة التي أعقبتها.

ساهرة عبد اللطيف: معهد هبة الله هو معهد متخصص بتعليم الأطفال حملة أعراض داون أو متلازمة داون، ما يدعون المنغول سابقاً، والمعهد أيضاً يلم أطفال من عمر 4 سنوات إلى عمر 24 سنة، هم المعهد بصراحة تعليمي وليس إيوائي كما هو دار عانيا.

محمد كريشان: معهد خاص.

ساهرة عبد اللطيف: معهد خاص ومعهد تمويل ذاتي من قِبل زوجي وأنا في بيتنا، طبعاً المعهد بنيت لهم في الحديقة، ولأن بنتي هي أول من ابتدأنا الموضوع من عندها، يعني هي كانت البداية هي ابنتي منغولية رزقت بها بسنة الـ83 وحرصت على أن أعلمها وأجعلها طفلة مفيدة لنفسها يعني ومفيدة بالمجتمع وبدت من هنا البداية والآن عندي أنا بحدود 120 طفل من عمر 4 سنوات إلى عمر 24 سنة.

محمد كريشان: ولديهم نظام تعليمي خاص ومشرفين.

ساهرة عبد اللطيف: نظام تعليمي كامل، عندي 23 مُدرِّسة، وأنا اللي أشرف على تدريب المدرسات أيضاً، وأُشرف على كل الدار وهو في بيتي يعني، فترة الحرب صراحة، يعني ما أكو دوام قبل الحرب بيوم إحنا انقطعنا، فبالنسبة للأطفال يعني كل من رجع إلى بيته مكانه عندي، بس هو المعهد يعني تعرض إلى أضرار يعني إحنا صرنا في طريق دخول بغداد، بيتنا قريب على منطقة دخول بغداد فتعرض إلى يعني رمي قليل وإلى جزء من الحرق بسيط، بعد يعني فترة دخول بغداد مو أثناء الحرب.

محمد كريشان: يعني أضرار طفيفة يعني.

ساهرة عبد اللطيف: أضرار طفيفة – الحمد لله – بالبناء وليس في.. داخل المعهد.

محمد كريشان: الآن استأنفتوا الـ..؟

ساهرة عبد اللطيف: استأنفنا منذ 3/5 بدينا الدوام، بس بصراحة الدوام غير كامل كما كان سابقاً، قلت لك كان عندي أكثر من 120، حالياً اللي يداومون بحدود 30، 35 طفل، وهذا..

محمد كريشان: يعني تقريباً الربع تقريباً.

ساهرة عبد اللطيف: تقريباً الربع، وطبعاً هاي كل هذه للظروف اللي لحقت الحرب، يعني من البنزين خاصة اللي هو هسه أنا أعتبره هو يعني أساس الحياة في البلد، يعني هو بلا بنزين ما تقدر تيجي للدوام، خاصة أنه بيوتهم بعيدة عن المعهد، يعني في أطراف بغداد، في كل مناطق بغداد.

محمد كريشان: نعم، سيدة دلال، أنت من منظمة أطفال العالم وحقوق الإنسان وهي فرنسية وغير حكومية، أنتم غير مختصين في مجال الإعاقة، ولكن هذا يعتبر جزء من نشاطكم الإنساني.

دلال مصطفى: بصراحة خدماتنا منذ تواجدنا في.. في العراق من عام 1997 تطال يعني جميع شرائح المجتمع ابتداء من المعاقين عقلياً والمعاقين جسدياً والصم والبكم و.. وحتى.. حتى الأيتام، وحتى أطفال الشارع، نحن نعتني بجميع.. جميع الأطفال.. يعني جميع الأطفال بجميع شرائحهم..

محمد كريشان: يعني لغاية عمر 18.

دلال مصطفى: لغاية عمر 18 سنة حسب الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل تعتبر كل طفل هو طفل ما دام لم يبلغ سن الـ 18، عملنا طبعاً مع وزارة الأعمال والشؤون الاجتماعية على تأهيل وتأثيث وتجهيز جميع المراكز التابعة لوزارة العمل التي تعتني بدور الأيتام كما.. كما سبق والمعاقين عقلياً وحتى أطفال الشارع، إلى جانب التأهيل والتجهيز والترميم كنا نزود جميع المعاهد في جميع أنحاء العراق بجميع المستلزمات الضرورية لتحسين حياتهم كماً ونوعاً، كنا نزودهم طبعاً بالأغذية الطازجة ونزودهم أيضاً بالمواد.. مستلزمات أولويات الصحة والعدد والأدوات الطبية وجميع المستلزمات الأخرى القرطاسية والملابس وغيرها، حتى خدماتنا طالت أيضاً مراكز الإصلاحيات لأن هم صح أطفال يعني عمر 9 إلى 15 سنة، صح.. صح هم حكمهم بشكل أو بآخر لكن هم أطفال، هم ضحايا.. ضحايا وضع.. ضحايا.. ضحايا وضع اقتصادي، ضحايا مجتمع، عملنا طبعاً في.. في نفس الوقت على توفير وسائط النقل لجميع المعاهد في شراء باصات وفي متابعة عملية صيانتها بصورة شهرية وأيضاً في تنظيم دورات تدريبية للكوادر التي.. التي تعمل مع الأطفال المعاقين عقلياً، طبعاً لأنه الحصار أَ ثَّر على جميع شرائح المجتمع حتى على الكوادر، ليش؟ لأنهم ما.. ما.. ما بيقدروا يواكبوا يعني تحديث المعارف، يعني حتى الكتب صارت يعني فعلاً مفقودة، عملنا طبعاً على تدريب 173 شخص من ثلاث يعني فئات من المدراء، من الباحثين والباحثات الاجتماعيات ومن أيضاً المعلمين والمعلمات و.. يعني وتركَّز تدريبنا حول كيفية استخدام الوسائل التربوية لتعليم الطفل من خلال الوسيلة، من خلال اللعب، يمكن ست ساهرة كمان ممكن تتكلم على هذا الموضوع، لأنه كانت إحدى المستفيدات من.. من دوراتنا، وتبعتها أيضاً توزيع كمية من الوسائل التربوية، سبق وتعلموا شلون يعني كيفية استخدامها و.. وبعدين كنا نذهب إلى.. إلى.. إلى المعاهد حتى نشوف كيف كان تأثيرها إيجابياً فعلاً على عملية سير المعاهد.

محمد كريشان: نعم، سيدة ألحان، أنتم بيت كما تعرفون أنفسكم دار لكل امرأة أقعدها المرض وتواجه العزلة و.. والهامشية، و.. واضح من خلال زيارتنا لكم و.. أنكم يعني أساساً بيت أسسه مسيحيون، ويشرف عليه مسيحيون، ولكن الميزة هو أن أول بند في الحالات التي يستقبلها هناك إشارة رشيقة بأنه لا تمييز في الوضع الاجتماعي أو الديني، كيف تستطيعون التوفيق بين هذا التوجه وهذه.. هذا الإشراف، وفي نفس الوقت هذا القدرة على مساواة الجميع؟

ألحان سميث: يعني تعرف لأنه هو الإنسان هو إنسان، يعني بغض النظر عن ديانته وعن أي شيء (بينه) يعني، أما إنه الإسلام شو ممكن يمارسون شرائعهم الدينية عندنا فهم يصلون صلاتهم، ورمضان هو أول يوم رمضان هو شيء مميز، لأنه كل المسيحيون والإسلام يجتمعون على مائدة إفطار واحدة، نقتسم معاهم هذا الفطور المسيحيين هم يمارسون كل شرائعهم الموجودة بالدين المسيحي، والإسلام يشتركون معانا، يعني لما تدخل هناك تحس إنه الله واحد يعني، لكن يحضن كل الناس، يعني الحرب اللي فرحته بيه إنه لما كان يصير قصف الخوف اللي يستدعيهم حتى يستدعون رب العالمين والشفعاء فكان تنذكر شفعاء الإسلام.. شفعاء المسيحيين في وقت واحد وأصوات متعالية كون إنه يعني يبقى الله هو الحافظ لكل الناس يعني أكيد بيحبهم.

محمد كريشان: نعم، ست ألحان متى تأسس هذا البيت؟ وهل ازداد عدد المقيمات فيه بسبب الأوضاع الصحية والإنسانية الأخيرة في العراق؟

ألحان سميث: تأسس يعني ككادر أو Group لأنه كان هو يزور البيوت ويدور على الناس التعبانين تأسس بالـ 94، بس افتتاح دار بيت عانيا وضرورة وجودة كان سنة 2000، 1/5/2000 هو انفتح الدار، افتتحنا الدار بـ 3 نزيلات يعني، وكان يزيد العدد إلى أن يصل 13، 14 نزيلة، لأن هو هذا بس إمكانية الدار أكثر ما نقدر نستقبل يعني، وبعدين يقل، يعني ها اليوم هي بتسعة، يا إما الوفيات أو إنه الأهالي ممكن تحس على قيمة ابنه وممكن يرجعون يستقبلونه عندهم بالبيت ويقوموا على أساس مكرم يعني.

محمد كريشان: هو إمكانية عودته.. عودته للبيت ممكنة..

ألحان سميث: ممكن، أكيد كثير نفرح، أو ممكن هو بحد ذاته النزيل إذا كان صحته يعني نوعاً ما زينة ممكن إن هو ياخد شغل بالمجتمع، يعني يرجع يعيش من جديد يعني بهذا المجتمع اللي نبذه قبل فترة، لكن ممكن يعيد مكانته بينه يعني، هو هذا الشغل ما إنه إحنا نعيد ها التكوين هذا اللي انعقد سبب الهامشية اللي تلقاها الأخ.


التأثر النفسي لذوي الاحتياجات الخاصة في ظل ظروف الحرب

محمد كريشان: نعم، أشرت قبل قليل إلى الآثار الصعبة عل النزيلات بسبب الحرب والقصف، لو تعطينا فكرة أكثر خاصة بأن ربما بعض الحالات قد تزداد تعقيداً حتى من الناحية النفسية وغيرها بسبب هذا الخوف الذي عاشوه لفترة طويلة.

ألحان سميث: يعني أكيد تعرف الإنسان خصوصاً الأخوات اللي إحنا نستقبلهم، يعني لما (هيِّم) أصلاً تركوا من قِبل أهاليهم، ok؟ يعني ما إنه هذا الآخر اللي ممكن يحتفظ بهم حتى أثناء الحرب يعني، وهنا سؤال كان كثير كبير، وبعدين إنه ها الخوف المسيطر هو كلايتنا كبشر طبيعيين أسوياء إحنا كنا كلايتنا خايفين يعني مو لما يصير القصف ما تعرف أيش وقت تموت يعني، موتهم كان مشكلة، لأنه ما يعرفون شو راح يندفنون يعني، دفننا وين راح يكون، وأهاليهم ماكو لأنه كلهم.. كل واحد سافر تركوا بغداد الأهالي، يعني ما ظلوا عايشين هون، فطريقة الاتصال انقطعت.

محمد كريشان: يعني داخل.. داخل العراق ولو هناك حتى من هاجر.

ألحان سميث: أكو.. أكو طلعوا سوريا يعني بره البلد، والاتصالات انقطعت بيناتنا وبين الأهالي، يعني.. يعني ما ظل عائلة واحدة هي كانت تزور النزيلة يعني الموجودة، بس البقية كلهم فقدوا ها.. ها الاتصال هذا أكيد إحنا نقدر المسألة هذا بسبب الظروف اللي صارت يعني، فها الخوف.. ها الانقطاع اللي عاشونه سابقاً يخافون ها اليوم لتتعاد الكرَّة من جديد، وإنه حتى الناس (اللي ظلوا) يحبوهم هي ممكن يتخلون عنهم، لكن أكيد أنا أثق إنه الله هو دائماً اللي يتصرف في كل الأشياء، واللي فعلاً يحط الحنان والمحبة في قلوب الآخرين حتى الكل تتعاطف يعني من أجل قضية معينة، الحمد لله.

محمد كريشان: ونعم بالله، سيدة ساهرة، أنتم مثلما ذكرت تركتم المعهد قبل بداية الحرب، ولكن أجواء الخوف التي كانت سائدة قبل انطلاق الحرب كيف أثّرت على التلاميذ خاصة أن الفئة من.. من 4 سنوات لـ 24 سنة يعني لديكم عدد كبير من الأطفال في سن السادسة والسابعة والثامنة كيف عشتم هذه المرحلة؟

ساهرة عبد اللطيف: بصراحة إحنا لم.. لم نترك المعهد، لأنه المعهد في بيتي، بس الأطفال

محمد كريشان: لا أقصد الدوام.. الدوام.

ساهرة عبد اللطيف: الأطفال هم.. الدوام توقف عن.. الأطفال توقفوا عن الدوام، في البداية هم الكل كانوا خائفين، هم يعني حملة أعراض داون هم ذوي.. الاحتياجات الخاصة، والاسم في الوقت الطبيعي هو محتاج إلى أشياء تختلف عن الشخص الطبيعي، كيف بفترة الحرب، فأكيد راح تتضاعف، الخوف كان فاد عنصر جداً كبير، لأن أنا عشت الحالين بنتي أحد هؤلاء الأطفال، فكانت تتجسد فيها الخوف بصورة غير طبيعية، لأنه ما ممكن أن تفهمها أنه هذا الضرب بعيد، هذا مجرد صوت، فكانت بتخاف، وبعدين إضافة إلى هذا إنه ظلام دامس.

محمد كريشان: كم عمرها عفواً بنتك الآن؟

ساهرة عبد اللطيف: بنتي حالياً عمرها 19 سنة.

محمد كريشان: ما شاء الله.

ساهرة عبد اللطيف: الله يخليك، والظلام أيضاً ساعد على مضاعفة الخوف، يعني إذا تسمع أنت فاد صوت عالي والضوء موجود ممكن يكون تأثيره قليل، أما أنه ظلام دامس وما تعرف بأي وقت يعني تسمع صوت.. وإحنا قلت لك قريبين على دخول بغداد، فكان الخوف جداً يعني تأثيره سيئ بالنسبة، والعوائل اللي دا تزورني حالياً بتحكي لي عن الحوادث والخوف والأطفال، كيف كانوا قسم من عندهم ينهارون، لأنه ما ممكن أن يتصوروا كيف ما راح يموتون من هذا الصوت العالي اللي دا يسمعونه، فكان تأثيرهم..، إضافة إلى أنه حَمَلة أعراض داون عندهم بعض المشاكل الخاصة الصحية، فهذا أيضاً يعني ظلت حايرين بها فترة الحرب، بعضهم عندهم فتحات في القلب، بعضهم عندهم غدة، فكلها هذه يعني تأثرت من ناحية الحرب.

[فاصل إعلاني]


الصعوبات التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة وكيفية التغلب عليها

محمد كريشان: نتابع هذا.. هذه اللقطات والتصريحات لمُدرِّسة مكفوفة تتحدث عن المشاكل اللي يعاني منها الطلبة والأساتذة المكفوفون وخاصة مشاكل النقل والطباعة والأجهزة القديمة.

هدى جاسم (مدرسة في معهد النور للمكفوفين): بالنسبة إلنا الشغلة الأساسية هو حضور الطلاب أو عدم حضورهم، هذا سببه شنو؟ سببه يعني وسائل النقل اللي كانت تنقل الطلاب من منازلهم للمعهد قديمة يعني سيارات تعبانة تعطل في الطريق، بس كانت موجودة، الآن السيارات ما موجودة نهائياً، الطالب ما دا يقدر يداوم، يعني إحنا طلابنا ما دا يداومون بالأسبوع مرتين، شنو السبب؟ عدم وجود السيارات، إضافة إلى ذلك النهب والسلب اللي يتعرض له المعهد خلال فترة وجود الأميركان هنانا، هذا أدى إلى أنه طلاب المحافظات ينقطعون عن الدوام للمعهد نهائياً، وإحنا هذا ما.. هذا أدى إلى يعني عدم استطاعتنا إكمال المسيرة التعليمية وياهم اللي بديناها، طيب إلى من نتجه؟ إجت المنظمات.. الكثير من المنظمات الإنسانية جت إلى المعهد، زارنا وفد أميركي للمعهد، لكن لحد الآن أي نتائج إيجابية تخدم المعهد وتخدم الطالب المكفوف ما لقينا وما شوفنا، طيب إلى متى إحنا.. نبقى عايشين بها الوضع؟ يعني شنو الفرق قبل الحرب عن ما بعد الحرب؟ بالعكس على الأقل كان الطالب يستطيع إنه يجي للمعهد يجيبه أهله، يؤجر له خط، هسه الوضع المادي للطالب أهل.. ذوي الطالب ما.. ما يستطيع الأب يجي يومياً يجيب ألف ونص تاكسي رايح ألف ونص تاكسي جاي، لذلك يعني نريد حل جذري يخدم الطالب قبل كل شيء، نريد تغيير وتطوير للمعهد كله، المعهد منذ 13 سنة ما دخل له أي جهاز حديث، تصور أنت لحد الآن أنه يعني أرويك [أريك] الآلة اللي يكتب بها الطالب بدائية، طيب الطابعة اللي.. هسه أكو مناهج جديدة راح تنزل على السنة القادمة، أنا شلون أقدر أدرس للطالب إذا ما تتوفر لي طابعات وأجهزة كمبيوتر حديثة حتى أقدر أطبع له للطالب المادة اللي راح يدرسها؟ إلى متى راح نبقى إحنا متأخرين؟ وإلى متى راح يبقى العراق في حالة تخلُّف؟

بتول صادق توفيق ( مديرة معهد النور للمكفوفين): إحنا معهدنا يعاني من قلة الوسائل التعليمية، من قلة الكتب المنهجية، وأول ما يعني إحنا نعاني من عنده هي النقل، وسائل النقل، يعني إذا ما عندنا وسائل نقل تجيب الطلاب للمعهد، المعهد ما يشتغل أو يعني ما نسوي لا دروس، لا أي شيء، وبعدين عندنا القسم الداخلي أيضاً المهم مرحلة ثانية يعني من الأهمية، لأن قسم الطلاب بالقسم الداخلي هم ما اللي تعرض للسلب والنهب وما عندنا إمكانية إن هم يباتون بالقسم الداخلي، لهذا السبب، يعني هاي نقطتين مهمين.

محمد كريشان: أهلاً بكم من جديد مازلتم معنا في هذه الحلقة إذن ونخصصها لموضوع ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع العراقي في وضع بالغ الحساسية والدقة أمنياً واقتصادياً وكل الجوانب، سيدة دلال مصطفى، ما هي الأعباء أو البرامج التي فُرضت عليكم أو اضطررتم الآن إلى بحثها في ضوء هذه الأوضاع الصعبة التي يعيشها سواء ذوي الاحتياجات الخاصة أو الآخرين ممن تشملهم اهتماماتكم؟

دلال مصطفى: ok، قبل ما أتطرق للتكلم عن البرامج الجديدة أو الإضافية لمشاريعنا المستقبلية ابتداءً من الوقت الحالي بسبب الظروف الراهنة، بس بأحب أشير إلى نقطة ما دام إحنا عم نتكلم لذوي الظروف.. ذوي الاحتياجات الخاصة، إحنا حالياً بصدد القيام ببرنامج مع منظمة اليونتشي هي منظمة الأمم المتحدة للتنسيق.. المساعدات الإنسانية لتأهيل وإعادة تشغيل 5 مراكز تأهيلية تدريبية للمعاقين سواء كانوا اللي عندهم تخلف أو المعاقين جسدياً..

محمد كريشان: يعني تأهيل..

دلال مصطفى: طبعاً تأهيلهم مهنياً يعني فيه عندنا معهدين ببغداد، وفيه عندنا معهد بكركوك، ومعهد بالموصل، ومعهد بالبصرة، تزويد هاي المعاهد باحتياجاتها بالمواد، بالمعدات وبالـ raw materials المواد الأولية حتى يتم تكملة تأهيل أو إعادة تأهيل هذا المعاق عقلياً حتى يتدرب على الاعتماد أو الاستقلال الذاتي في المستقبل، يعني تدريبه على..

محمد كريشان [مقاطعاً]: يعني التجهيزات الفنية وغيرها يعني أساساً.

دلال مصطفى: نعم.. نعم، وتدريبهم طبعاً، حتى يتأهل ويعتمد على نفسه في المستقبل ما يبقى عالة على.. على أهله، لأن هو لازم يكون عضو.. عضو نافع بالمجتمع، هذا البرنامج هو مع.. كما أشرت مع منظمة اليونتشي.

محمد كريشان: يعني تدريبهم مثلاً على أي.. مثلاً؟

دلال مصطفى: على.. على مهنة الكهرباء، مهنة.. مهنة الحدادة، مهنة النجارة، مهنة الخياطة، دَوْر أطفال العالم فقط تجهيز المعدات اللازمة وتزويدها بالمواد الأولية.

محمد كريشان: هذه.. هذه البرامج تأتي بعد دراسة معينة تقومون بها، أم بناءً على حالات وملفات تقدم لكم من قِبَل هذه الجهات؟

دلال مصطفى: طبعاً إحنا بنقوم بتقييم طبعاً خبراؤنا بيقوموا بتقييم الحاجات الضرورية، هذا المشروع كان سبق ويعني وقُدِّم قبل الحرب، لكن ما قدرنا.. ما قدرنا يعني القيام بتنفيذه، وتم إنه تأجيله إلى بعد ما استقرت الأمور وبعد الحرب، حالياً يعني فترة وجيزة راح.. راح إن شاء الله نباشر به، وأما..

محمد كريشان: نعم، وكم يستغرق تقريباً ؟

دلال مصطفى: تقريباً عدة أشهر فاد 4، 5 أشهر، أما طبعا فيه ظاهرة اللي هي أكيد كلكم ملاحظينها اللي هي أطفال الشارع اللي هم حالياً زايدين بعدد كبير جداً وإذا بدي أتكلم عن ظاهرة أطفال.. أطفال الشارع هي ظاهرة حديثة العهد في بغداد، طبعاً ظهرت في نهاية التسعينات، لأنه مثلما كلنا بنعرف العراق، العراق بلد غني، العراق بلد البترول أو الذهب الأسود، ما كان فيه بشيء اسمه أطفال الشارع، لكن كنتائج الحروب وكنتائج الحصار اللي فُرض على.. على العراق ظهرت وتفشت وتكاثرت في.. في.. فيما بعد الحرب، خاصة إذا سمحت لي بس أتطرق إلى موضوع اللي هو فيه أول مركز إحنا أنشأناه كمنظمة أطفال العالم بالتعاون مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومنظمة (اليونيسيف) المركز الإيوائي الأول الذي يعتني ويقدم الرعاية لأطفال الشارع هو مركز دار الرحمة، دار الرحمة أثناء الحرب فتحت الأبواب وتشرد.. وتشردوا الأطفال بالشوارع وطبعاً وزاد الطين بلة أنه فقدوا اللي هم أساساً فاقدين الأمان فاقدين الاستقرار، عندهم معاناة نفسية مضاعفة عن.. عن أي.. أي.. أي شريحة أخرى من المجتمع، لأنهم كمان منبوذين يعني إذا تكلمت شوية عن.. عن الأيتام، الأيتام يجدون كل من يساعدهم، يعني حتى المجتمع العراقي، الجميع يقدمون لهم المساعدة، لكن أطفال.. أطفال الشارع..

محمد كريشان: عندكم لديكم أعداد تقريبية؟

دلال مصطفى: طبعاً إحنا بدار الرحمة كان فيه عندنا قبل ما تفتح الأبواب تقريباً 155 حدث من..

محمد كريشان: يعني عفواً أطفال الشوارع في بغداد هل لديكم عدد..

دلال مصطفى: كـ Statistics.

محمد كريشان: Statistics يعني.

دلال مصطفى: كإحصائيات بصراحة إحنا في صدد..

محمد كريشان: غير متوفرة.

دلال مصطفى: في صدد إعدادها، فيه عندنا فريق.. فريق من الباحثيين الاجتماعيين بالتعاون مع وزارة.. مع.. مع –العفو- منظمة اليونيسيف وبالتنسيق أيضاً مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية مع الممثلين اللي تم تسميتهم يعني لاحقاً أو في.. في.. في الآونة الأخيرة، فيه عندنا يعني إعداد لاستراتيجية عمل واسعة لمساعدة أطفال الشارع ابتداء من الشارع وانتهاء بإعادة دمجهم بعوائلهم أو العائلة البديلة أو.. أو العائلة الممتدة، أو يعني ممكن إعادة دمجهم عن طريق العمل.. يعني إيجاد فاد صورة حل إلهم، فيه عندنا طبعاً – إذا سمحت لي بس أضيف- مشروع يعني جاري الإعداد إله (Mobile unit) فاد كرفان متحرك يقدم الخدمات في الشارع إلى هذه الشريحة مع فريق من باحثين اجتماعيين يقدموا لهم المأكل والاستحمام والملبس والنصائح حتى الألعاب، دي مجرد خطوة لنهيئهم إلى الخطوة، اللاحقة اللي هي إقامة إلهم فاد ملجأ بصفة مؤقتة إلى إيجاد الحلول إلهم.


التمويل المالي لمعاهد رعاية الأطفال والمعاقين

محمد كريشان: نعم سيدة ألحان، ماذا عن الموارد المالية؟ ليس سراً أنه اليوم عندما زرناكم مثلاً كان هناك بعض من أتوكم لتقديم لوائح بأسماء لمحتاجين، يعني أنتم في هذه الحالة لا تكتفون برعاية المقيمات لديكم وإنما لديكم أيضاً أنشطة أخرى، ماذا عن التمويل خاصة في وضع اقتصادي صعب يعيشه العراق؟

ألحان سميث: يعني قبل الحرب كان شوية الموضوع متحرك أكثر، أولاد الشعب كانوا يسدون الدار، وفعلاً كان اللي يفيض عن الدار كنا نوزعه مثل ما شوفت لهاي اللوائح اللي وصلتنا، بعد الحرب الوضع الاقتصادي هو غير مستقر، وبالتالي إنه أبناء الشعب في اليوم ما يقدرون يأخذون خطوة نحو الدار يعني إلا القليلين من عندهم يعني، بس يبقى عمل الرحمة هو لازم يتم يعني ها، فلهذا نتمنى إنه يستقر الوضع الاقتصادي للبلد حتى فعلاً نقدر نرجع لنشاطنا مثل ما كنا يعني حتى المواد التموينية، لأن تعرف اليوم.. ها اليوم ما حد يعرف مواد تموينية شو راح تصير يعني بعدين مو، في حين كان اللي يزيد عن العوائل كان هو الدار يستلمه، وبالتالي اللي يفيض عن الدار يستلمه الفقراء اللي من عندهم يعني موجودين بضواحي بغداد أو دواخل بغداد نفسها يعني، فكثير مناطق هي مدقعة بالفقر يعني، يعني..

محمد كريشان: يعني هل.. هل هناك دور مثلاً للكنائس في تقديم هذه المساعدات سواء كنائس في العراق أو كنائس خارج العراق؟

ألحان سميث: أكيد يعني هو مو الكنيسة، ما هي الكنيسة هي من أبناء الشعب، وأكو إسلام يساعدونا وأكو مسيحيين يساعدونا يعني، بس يعني إذا تريد تسأل مثلاً إذا أكو فاد شيء منظم أو ها الشكل مبرمج يعني، لا ما كو ها الشكل، يعني هي دائماً العناية الإلهية هي معتمدة على مثل ما يقول بديننا بصلاتنا يقول: أعطنا خبزنا كفافنا اليوم يعني ok اليوم أكو وممكن يفيض إنك تنطي للآخر، وغداً هو الله راح يتكفل بغدٍ يعني.

محمد كريشان: نعم، بالنسبة مثلاً للبيت، السيدة ساهرة مثلاً البيت هي ملك، بالنسبة لوضعية بيت عانيا يعني.

ألحان سميث: إحنا أول سنة فتحناه هو كان إيجار شخص من أولاد البلد هو تبرع بالإيجار مالته، وقبل ما تنتهي فترة الإيجار جو جماعة هذا البيت اللي زرتنا حضرتك فيه، أعطونا البيت 3 سنين ببلاش، فإحنا قضينا سنتين، وهسه فايتين بالسنة الثالثة، لكن أكيد كل كلتنا ثقة بالله، أكيد الله راح يعد مكان لها الناس خاطر ها الفئة هذه يعني المتروكة أكيد.

محمد كريشان: نعم، السيدة ساهرة، الأمور المالية ماذا خاصة أنكم معهد خاص ولديكم التزامات معينة، يعني ربما إذا تراجعت أقساط دفع المتعلمين يصبح المعهد كله في خطر يعني.

ساهرة عبد اللطيف: أكيد، إحنا الحقيقة -أستاذ محمد- في البداية كان المعهد مجاناً لمدة ثلاث سنوات كنا نشرف عليه بأتمِّ شيء من زوجي، وبعدين لما كثروا الأطفال أصبحوا ما ممكن تغطيتهم لأنه كلما يزداد عدد الأطفال تزداد المعلمات بالكادر التدريسي.

محمد كريشان: نعم عفواً زوجك ماذا يعمل يعني؟

ساهرة عبد اللطيف: زوجي حالياً متقاعد، بس الحمد لله والشكر لله يعني مكفينا.

محمد كريشان: الحمد لله.

ساهرة عبد اللطيف: بس حالياً إحنا لأ، يعني عن سنة 93 بداية الـ 96 كان مجاناً، من 96 لحد الآن كانت الأقساط يعني هسة أعلى قسط هو 3 دولارات إذا تريد نقيسها بالدولار، وبعدين دولارين، ودولار واحد.

محمد كريشان: شهري يعني.

ساهرة عبد اللطيف: شهري، هو يمكن السبب الرئيسي اللي حالياً (روع) الطلاب يداومون هو عدم توفر حتى الدولار والدولارين والثلاث دولارات عند الأهالي، لأنه مو بس اللي راح يدفعوا للمعهد، أكو سيارات، إحنا ما عندنا سيارات خاصة، يعني مؤجرين هم سيارات يجيبوهم للمعهد فأبو السيارة يريد أيضاً أجرة، المعهد رغم أنه قسطه يعني رمزي جداً إذا ما قيس بأي معهد آخر، يعني إحنا بصراحة معهدنا إنساني قبل ما يكون مادي، وكل ما في المعهد هي من تمويل ذاتي. فإن شاء الله يعني تتحسن الأوضاع المالية وبتستقر، يستلمون الآباء رواتبهم وإن شاء الله يرجع المعهد كما كان وأحسن.

محمد كريشان: هناك ربما فئات من المؤسسات التي كانت تابعة لوزارة المالية وقد تكون تضررت أكثر من غيرها مثلاً، كان هناك مثلاً الجمعية التعاونية للصم والبكم، كان مثلاً تابعة لوزارة المالية، هل تشعرون بأن المؤسسات التي هي رسمية وتابعة للدولة تضررت أكثر بكثير من مؤسستكم كقطاع خاص أو كـ.. من أصحاب المتبرعين؟

ساهرة عبد اللطيف: والله أعتقد.. أعتقد نعم، لأنهم معظم المواد سُرِقت، إحنا الحمد لله كل اللي عندنا بقي يعني ما راح نقدر يتطلب من عندنا مواد أخرى أن نعوضها، بس معظم المكانات يعني حالياً حتى أثاث مو موجود، فأكيد تأثرت إضافة إن.. أنه الموظفين نفسهم لحد الآن قسم منهم ما أخذ راتب فهذا أيضاً أثر عليهم، فما أعتقد إن المعاهد يعني مازالت لحد الآن لم تستقر كما كانت في البداية.

محمد كريشان: يعني إشارة السيدة دلال قبل قليل لبعض البرامج المشتركة مع منظمة أطفال العالم وحقوق الإنسان، هل تساعدكم في توفير خدمات أفضل؟ وهل هي الجهة الوحيدة التي تتعاملون معها؟

ساهرة عبد اللطيف: لأ إحنا بصراحة موافقة عملنا من وزارة العمل ومنظمة أطفال العالم زارتنا كمعهد من المعاهد الأهلية، ما كان إحنا من خلال منظمة أطفال العالم من ضمن برنامجهم بسنوات منذ تأسيسها، بس بالسنتين الأخيرة الست دلال تعرفت على معهدنا، وأنا كنت من ضمن المديرات اللي بالدورات وأعطي محاضرات للمدرسات، يعني بالجانبين كنت أعطي محاضرات كتعليمية، وبنفس الوقت لما يكون دورة إدارة أكون ضمن المستفيدين من دورة الإدارة، فعلاقتنا بالمنظمة جيدة، وكانت هي تشرف على المعاهد الحكومية أكثر مما عندنا، بس أيضاً قدمت إلنا بعض الهدايا و..

دلال مصطفى: والوسائل التربوية..

ساهرة عبد اللطيف: والوسائل التربوية، أسوة بالمعاهد الأخرى.

محمد كريشان: نعم، سيد دلال بالنسبة لمنظمة أطفال العالم وحقوق الإنسان، وهنا يمكن أن نتابع عنوانها الإلكتروني على الشاشة لمن يريد أن.. أن يتصل ويربط علاقات، هل أنتم فقط تقدمون برامج وتجهيزات مثلما أشرت، أم ربما تقدمون أيضاً تمويل في بعض الحالات؟

دلال مصطفى: لا والله، فقط برامج..

محمد كريشان: فقط.

دلال مصطفى: برامج وتوزيعات يعني في المعاهد فقط: لأنه إحنا أساساً نعتمد على تمويل المنظمات، يعني إحنا تمويلنا الأساسي من المكتب الإنساني للمجموعة الأوروبية ومن بعض المنظمات الأخرى، وفيه عندنا.. تمويل يعني شخصي، ومن وزارة الخارجية الفرنسية، ومن عدة يعني أماكن متفرقة.

محمد كريشان: إذن أساساً…

دلال مصطفى: أما إحنا يعني أساساً فقط مواد عينية ولكن مش مادية يعني.

محمد كريشان: نعم، سيدة ألحان.. إذا أردنا أن نلقي بعض المقترحات أو بعض الأشياء بالنسبة للمستقبل، يعني مثلاً بالنسبة لبيت عانيا، ما هي الأشياء التي تنقصكم ومرتبطة بشحة الوارد المالية وربما إذا توفرت سواءً من ناس خيرين في هذا البلد وهم كثر، أو من منظمات دولية أو غيرها ربما يصبح الوضع في المركز أفضل.

ألحان سميث: يعني أكيد أهم شيء عن يفكر به إنه اليوم هو الاستقرار ما.. يعني إنه وجود سنة واحدة بقينا بالمكان هو كثير شيء لهم، فأكيد نطمح أو خلينا نقول إنه نحلم أنه يكون أكو فاد مُجمَّع ممكن أن يضم المريضات وبنفس الوقت ممكن يضم ها الفئات الفقيرة اللي إحنا نرعاها يعني، OK، فلهذا ممكن إنه يتعاونون الناس بيناتهم حتى فعلاً ممكن يعيشون جو سلام ومحبة ويفرحون بالحب المتدفق بين المريض وبين الإنسان الفقير.

محمد كريشان: نعم، مثلاً اليوم عند الزيارة تابعنا إنه يعني هناك صالون ويتابعون بعض المسرحيات في التليفزيون ومسرحيات فيديو وغيرها، ما هي الأنشطة الموجودة في.. في بيت عانيا وهل تعتقدين بأن أجواء العراق الآن تحتاج ربما عناية من نوع مختلف عن إعاقة من أي.. يعني ممكن نفس النزيلات لو كن في وضع.. في.. في.. في بلد عربي آخر ربما لا يحتجن إلى نفس النوعية من البرامج ونفس النوعية من الترفيه؟

ألحان سميث: أنا ما أعرف غير بلد عربي، لكن ممكن أحكي عن بلدي يعني، يعني تعرف أبسط شيء هو محتاجينه مثلاً مكان ترفيه خاص بالمعوقين هو ماكو يعني، هذا شيء يفتقده البلد، يعني مثلاً مستوصف معد أنه مثلاً طبيب مال أسنان بدون سلالم أو أكو كثير من الأطباء محتاجة هي هذه السلالم وهذا كثير.. كثير صعب، يعني لأنك تشيل المريض لازم لفوق وتنتظر الدور وبعدين ترجعه يعني هاي الأشياء اللي هي ما متوفرة وبنطمح أكيد، بس إذا كنشاط..

محمد كريشان [مقاطعاً]: لكن عفواً في.. في هذه الحالة ربما هناك أطباء يزورونكم دون الحاجة إلى.. إلى الذهاب أم ليس؟

ألحان سميث: أكيد، بس في بعض الأحيان يعني.

محمد كريشان: صعب.

ألحان سميث: كثير مهم.. كثير مهم إنه يروحون، يعني ولو أنه توصلنا بالآخر، حتى أطباء الأسنان جابوا الأغراض مالتهم ودخلوا للدار يعني قاموا يبلشون بالأسنان مالة (…)، بس يعني هاي كان هذا هو صعوبة يعني لو ما تفهموا هادول الأطباء الحالة الموجودة والصعوبة ما كان يقدمون على ها الشكل الخطوة، أكيد أكو أطباء كتير كتير حلوين ومشكورين أكيد على مساعدتهم لنا، لأن هذا يوفر إنه نشيل المريض ونودِّية (….)، أما نشاطاتهم فهي يعني مثل شافوهم يمكنني إنه هي عقلياً يعني ما عندهم أي مشكلة، هي كل مشكلتهم…. جسد..

محمد كريشان: لو تحدثنا مع بعضهن يعني بعضهم مثقفات وكن في مراكز مهمة يعني.

ألحان سميث: فأكيد يعني كان عندهم مراكزهم ومسؤولياتهم بالبلد، فأكو منهم من عندها حب للترجمة فممكن تترجم الكتب بس أكيد مثلاً قول يعني كراريس صغيرة يعني على قدر المستطاع، أكو من يعجبه روايات، أكو من يعجبه الشعر، أكو من يعجبه مثل ما شوفت الأفلام، فكل واحد حسب هوايته يعني وبحسب ما إحنا نقدر نوفر لهم يعني، لأنه هم.. هذا يتطلب طاقة كثير كبيرة وأنت شوفت البيت والطاقات كثير بسيطة يعني.


تعامل المجتمع العراقي وتعاطفه مع المعاقين بعد الحرب

محمد كريشان: نعم، هل تعتقدين سيدة ألحان بأن ربما هذه الفئة من الناس ذوي الاحتياجات الخاصة خاصة شديدي الإعاقة مثل.. بالنسبة لبيت عانيا ظلموا في هذه المرحلة، لأنه أصبحت هناك مآسي عديدة في المجتمع، وبالتالي هذه الحالات لم تعد ربما تحرك الضمائر كما يمكن أن يحدث بشكل عادي؟ هناك إعاقات من الحروب، هناك شهداء، هناك أيتام، هناك أطفال الشوارع مثلما أشارت السيدة دلال، وبالتالي القدرة على تعبئة المجتمع لدعم هؤلاء ضعفت قليلاً يعني.

ألحان سميث: بصدق يعني أنا عانيا مفتوح صار له لـ 3 سنين دخل بالرابعة لكن أنا.. ما شوفت إنه الشعب ما متعاطف، بالعكس، يعني هو يتعاطف مع كل حاجة يعني، طفل الشارع هو له حاجته.. والأخ.. أو الأخت المعاقة هي لها حاجتها فكان تعاطفهم مستمر يعني، لأنه الشعب العراقي هو كثير كثير طيب يعني وما يقدر يمسك نفسه يعني أمام المشاكل أو أمام الناس المحتاجينه فعلاً.. هو شعب صادق أكيد.

محمد كريشان: سيدة ساهرة، هل.. هل لمستِ أي شيء في هذا الاتجاه؟

ساهرة عبد اللطيف: بصراحة إحنا نختلف عن بيت عانيا نحن تقريباً.

محمد كريشان: نعم بالضبط، خاصة أنكم غير.. غير مقيمين فهذا على الأقل يخفف قليلاً..

ساهرة عبد اللطيف: نعم، غير مقيمين، بس هم، يني أنا اللي أتمناه لهم يعني مستقبلا تغيير هواي أمور، لأن أنا سبق أن شايفتها في دولة أخرى، حملت أعراض (داون) أطفال شريحة بين الطفل الطبيعي وبين الطفل المعوق يعني شديد العوق، ممكن أن توجهه تعليمياً، ممكن أن يدخل مدرسة طبيعية إذا سمح له القانون، ممكن أن يتعلم حتى الحاسب، إحنا حالياً إذا تشوف الست دلال يعني بدي ابني لهم 3 طوابق أخرى في حديقة الدار وراح يكون عندي تأهيل يعني وأتمنى ست دلال تأخذ هاي الفقرة في بالها لأنه تأهيل حملة أعراض داون ضروري جداً، فناوية يعني أعلمهم حاسبات، لأنه أخذوا هذا (الكورس) وكُلِّش عجبهم، وأيضاً الرياضة عندي سرداب كامل سويته للرياضة، فأتمنى القانون يسمح لهم بالمشاركة بهواي أشياء داخل البلد، أتمنى لهم العلاج مجاناً، النقل المجاني إحنا ما عندنا سيارات، وهاي تتحمل على أهلهم إضافة موارد أخرى، أتمنى لهم رواتب تصرف إلى حملة أعراض داون، لأنه هم (…) أكثر، (….) أكثر من بقية الطفل الطبيعي، فاللي دفتره يخلص بأسبوع غير ما أن الطفل يكمل مثلاً بشهر، فأتمنى إلهم أشياء هواي بالمستقبل -إن شاء الله- يلتفت إلهم.

محمد كريشان: يعني هل لمستِ مثلاً بأن ربما بعض المدرسين والمدرسات لديهم استعداد أكثر للتضحية ولو أن كل فئة اجتماعية لديها ظروفها الاقتصادية الصعبة، عندهم استعداد للتضحية أكثر فيما يتعلق بتحمل الأعباء الحالية.

ساهرة عبد اللطيف: نعم.. نعم أنا حالياً، أكيد، لأن حالياً عندي المدرسات يداومون بصراحة بربع الراتب، لأنه.. يعني رواتبهم مو قليلة بالنسبة، والأطفال ما مداومين كلهم، فحتى قالوا يعني ما نريد ها الشهر الراتب، إحنا بس أنا اللي يتوفر لي وزعته عليهم كاملاً، فهم عندهم استعداد للتضحية وبحبهم للأطفال وشافوا إن هم بذرة بدت بأيدهم وبدءوا يكبرون، يعني حتى قسم صار بصف رابع ابتدائي حالياً، فما يبدون يعفون هاي البذرة، يعني يبدون يخدموها أكثر بعد، وإحنا مثل ما قالت ست ألحان يعني شعب طيب.. شعب طيب.

محمد كريشان: نعم، هل مثلاً الآن تسعون مثلاً للقيام بجولات لحث التلاميذ على العودة رغم صعوبة التنقل وموضوع البنزين وغيره؟

ساهرة عبد اللطيف: بصراحة حاولنا يعني في بعض.. في بعض المناطق بغداد مازالت أكو تليفونات، فاتصلنا بعدة أطفال وبدءوا يزيدون، يعني حالياً كل يوم سبت يبدون 3، 4 ينضاف على العدد السابق.

محمد كريشان: نعم، السيدة دلال في.. في نهاية البرنامج يعني ما هي الأشياء التي ربما تعتقدون في المنظمة بأنها لها أهمية أكثر من غيرها، أنتم تعملون في مجالات عديدة، إذا أردنا أن.. أن نحدد الأولويات ما هي الأشياء التي تراها ضاغطة الآن قد يكونوا المعاقين وقد يكون غيرهم يعني؟

دلال مصطفى: هو بصراحة المفروض يعني تلبية الحاجات الأساسية القصوى سواء كان للمعاقين أو.. أو للشرائح الأخرى خاصة للدُّور الإيوائية، لأن هم أكثر.. أكثر تضرر، لذلك حتى لو كانوا أطفال الشارع، الحاجات الأساسية القصوى اللي هي أساساً لقمة العيش يعني الأغذية الطازجة، المواد الأساسية لسير العمل في.. في الدار نفسها، العدد والأدوات الطبية اللي أكثر المعاهد يعني سرقت، لأنه، إحنا يمكن إذا.. إذا يسمح لي البرنامج بس أتطرق إلى.. إلى فقرة إنه إحنا مع منظمة اليونيسيف أقمنا تقييم حاجات الضرورية لجميع الدُّور الرعائية الإيوائية في العراق في الشمال إلى الجنوب، يعني طبعاً فيه في بغداد…

محمد كريشان: جرد كامل.

دلال مصطفى: جرد كامل، صار فيه طبعاً، تم.. تم تقييم جميع الاحتياجات فيه منهم طبعاً معاهد سرقت كلياً، وهذا الشيء يحز.. يحز في قبلنا لأنهم هم شريحة مغلوب.. مغلوب على.. على.. على أمرها، وشريحة ضعيفة، وهو أساساً الطفل ما.. ما.. مش شاعر.. مش شاعر بالأمان أو وبالاستقرار أمام أعينه يُسرق الفراش اللي هو نايم عنه.. عليه، أو.. أو أمام عينه يسرق أبسط.. أبسط الأشياء، بس بنفس الوقت ممكن.. ممكن أتطرق إلى.. إلى.. إلى.. إلى موضوع آخر أنه تكاتف.. تكاتف الشعب العراقي وخاصة الكوادر التي.. التي تعمل في.. في.. في هذه المعاهد، وهاي شيء لمسناه ورأيناه يعني بأم أعيننا أنه بعض المعاهد اللي هم كوادرها ما عندهم رواتب، هم.. يعني كلنا بنعرف أنه راتب الموظف أساساً هو راتب يعني كُلِّش زهيد، كانوا من.. من.. من بعضهم يلمون فاد شيء جداً بسيط أثناء الحرب ومتواجدين هم حتى يخدمون الشريحة اللي هم دا يخدموهم خاصة في المعاقين عقلياً في.. في.. في كربلاء وغيرها وغيرها، حتى.. حتى ..حتى في بغداد، يلمون حتى يشترون (ديتول)، أو يلمون حتى يشترون أي أشياء أخرى أنا آسفة أخدت من وقتك.

محمد كريشان: نعم، لأ.. شكراً جزيلاً، شكراً لضيفاتنا في هذه الحلقة، السيدة ألحان سميث نهاب المشرفة أو ما هو التعبير الذي تفضلينه مشرفة.

ألحان سميث: الخادمة.

محمد كريشان: الخادمة.. (خادمة بيت عانيا لذوي الاحتياجات الخاصة) وخادم القوم سيدهم. سيدة ساهرة عبد اللطيف (مديرة أو المسؤول عن معهد هبة الله)، والسيدة دلال مصطفى (من منظمة أطفال العالم وحقوق الإنسان -منسقة القسم الاجتماعي).

في الإعداد كان معكم –ككل حلقة- عبد السلام أبو مالك وطارق اليعقوبي في الإعداد. الفريق الفني: زياد طارق، رياض محمد، ثائر مجيد، وحيدر الياسري، بقيادة المخرج سلام الأمير، تحية طيبة، وفي أمان الله.