العراق ما بعد الحرب

البعثات الطبية والإنسانية العربية في العراق

مجهودات البعثات العربية في العراق على المستوى الإغاثي، تكييف المساعدات الإغاثية في العراق على ضوء تعدد الحاجيات، كيفية تعامل البعثات الإغاثية مع مشكلة ارتفاع أسعار الدواء، البعثات العربية ومواجهة تقصير المنظمات الدولية للإغاثة في العراق.

مقدم الحلقة:

محمد كريشان

ضيوف الحلقة:

العقيد/ عبد الله حسن أبو جسوم: رئيس البعثة القطرية لإغاثة الشعب العراقي
د. سعود الهاشمي: طبيب وخبير في مجال الإغاثة الإنسانية
د. رياض عبد الستار فاضل: عميد كلية الطب العراقية – جامعة النهرين

تاريخ الحلقة:

12/05/2003

– مجهودات البعثات العربية في العراق على المستوى الإغاثي
– تكييف المساعدات الإغاثية في العراق على ضوء تعدد الحاجيات

– مدى التنسيق في عمل البعثات العربية في العراق

– كيفية تعامل البعثات الإغاثية مع مشكلة ارتفاع أسعار الدواء

– البعثات العربية ومواجهة تقصير المنظمات الدولية للإغاثة في العراق


undefinedمحمد كريشان: مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله، أهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (العراق ما بعد الحرب). تأتيكم من العاصمة العراقية بغداد.

عدد لا بأس به من البعثات الطبية والإنسانية العربية تعمل هذه الأيام في العراق، بعضها منذ أيام الحرب، وحتى قبل الحرب، وبعضها ربما لم يأتِ إلا بعد الحرب التي حصلت مؤخراً.

هذه البعثات تسعى لتخفيف الكارثة الإنسانية والصحية في العراق، ونريد في هذه الحلقة أن نلقي نظرة عن طبيعة عمل هذه اللجان، ومدى قدرتها على التخفيف فعلاً من الأوضاع الصعبة في العراق.

ضيوفنا في هذه الحلقة هم معنا هنا في الأستوديو. العقيد الركن عبد الله حسن أحمد أبو جسوم (رئيس وفد حملة إغاثة الشعب العراقي القطرية) وعندنا.. ومعنا من الدوحة عبر الأقمار الاصطناعية سعود بن حسن الهاشمي (المدير الإقليمي لمنظمة مساعدة المحتاجين) ومقرها لندن وقد عملت لفترة في العراق، وزار العراق ويعرف بعض المعطيات الصحية، ومعنا الدكتور رياض عبد الستار فاضل (عميد الكلية الطبية العراقية) بجامعة النهرين في بغداد.

إذن هؤلاء هم ضيوفنا، كان بودنا أن يكون معنا ضيف من البعثة الإماراتية، الحقيقة هناك مستشفى الشيخ زايد هنا في بغداد، ويقوم بعمل جبار، وزرناهم، ولمسنا ما يقومون به من مجهودات تذكر فتشكر، كان بودنا أن يكون أحدهم معنا ولكنهم للأسف اعتذروا عن الحضور، الأسباب لا نعرفها على وجه الدقة، نتابع في بداية هذه الحلقة هذا التقرير الذي أعده معد الحلقة عبد السلام أبو مالك.

تقرير/ عبد السلام أبو مالك: عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية دخلت العراق خلال الشهر الماضي عبر الطرق الممتدة بين العراق وكلٍ من تركيا وسوريا وإيران والكويت والأردن، المساعدات المقدمة من منظمات إغاثة دولية كمنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) وبرنامج الغذاء العالمي، ومن بعض الدول العربية الخليجية تشمل مواد غذائية ومستلزمات طبية، وتم توزيع هذه المساعدات على مراكز الرعاية الصحية وبعض المستشفيات في العاصمة بغداد.

ارتفاع حالات الإصابة بالجفاف لدى الأطفال، أو الإصابة بطلق ناري أو غيره بسبب الأوضاع غير المستقرة في العاصمة بغداد، تدفع العديد من المواطنين إلى التجمع أمام مدخل المستشفى الميداني السعودي أملاً في علاج أفضل، ويستقبل المستشفى يومياً منذ إنشائه قبل ثلاثة أسابيع ما بين ألف وألف ومائتين حالة، وعدد العمليات التي أجريت فيه حتى الآن زاد عن 160 عملية.

د. ناصر شهري (مركز الخدمات الإنسانية السعودي في العراق): تصلنا حالات متعددة من وصولنا إلى الآن وأكثرها يعني حالات أطفال تتعلق بالجفاف والإسهال والتقيؤ، وهنالك حالات يعني طبعاً نباشرها من آثار الحروب فيها طلق ناري، وفيها يعني جراحات متعددة نباشرها ومع الجراحين نجهز الحالة للجراح، حتى ينتهي منها، ثم نباشرها بعد انتهاء الجراحة، حتى تخرج بالسلام، ولله الحمد.

عبد السلام أبو مالك: وتستدعي بعض الحالات الخطرة كحالة هذا الرجل الذي أصيب بحروق بالغة في انفجار بمنشأةٍ للبارود تستدعي نقلها إلى الخارج لمتابعة العلاج، ويقول المسؤولون في المستشفى إن عملية الإخلاء الطبي تتم مرتين في الأسبوع لعلاج مثل هذه الحالات في المستشفيات السعودية.

أما مستشفيات بغداد، فهي تستقبل يومياً حالات عديدة تتطلب عناية خاصة، كحالة هذا الطفل الذي فقد عينه وبترت يده عندما كان يعبث بقنبلة عنقودية، أو هذا الرجل الذي أصيب قبل 40 يوماً بشظايا قصف صاروخي أتلفت بعض فقرات عموده الفقري، فأصابته بالشلل، ومثلها حالات عديدة في الكثير من مستشفيات العراق.

أوضاع المستشفيات في العراق متدهورة، وربما تكون مرشحة لمزيد من التدهور، وحاجة الناس إلى المساعدات الطبية أكبر بكثير مما وصلهم حتى الآن.

عبد السلام أبو مالك -الجزيرة- لبرنامج (العراق ما بعد الحرب)- بغداد.


مجهودات البعثات العربية في العراق على المستوى الإغاثي

محمد كريشان: البعثات العربية التي تعمل حالياً في العراق هناك بعثة كويتية في البصرة، هناك بعثات سعودية وإماراتية وقطرية تعمل ربما بالأخص في العاصمة بغداد، وهناك بعثة أردنية في الفلوجة، وهناك أيضاً حديث عن ربما بعثات بحرينية، ولكن قد تكتسي طابعاً خاصاً أكثر منها طابع رسمي منظم، حضرة العقيد الركن أبو جسوم ما الذي قدمتموه لحد الآن للعراقيين؟

عبد الله حسن أبو جسوم: والله إحنا قدمنا كل ما كان في وسعنا بتوجيهات من حضرة صاحب السمو أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة -حفظه الله ورعاه- وولي عهده الأمير الشيخ جاسم بن حمد، أمرنا بإرسال يعني مواد إغاثة عاجلة بالسرعة الممكنة، وإحنا وصلنا بتاريخ 15/4 إلى بغداد، وجبنا معنا الأدوية، ومستلزمات طبية، وتخص المرضى والمصابين من غيارات و…

محمد كريشان [مقاطعاً]: يعني ما.. ما أتيتم به إلى بغداد هل كان نتيجة دراسات للحاجيات الحقيقية للعراقيين؟

عبد الله حسن أبو جسوم: والله إحنا جئنا وجلسنا مع مدير المستشفى، ومدير مستشفى الشهيد عدنان وجلسنا معاه، وقلنا له شو الاحتياجات، وأعطانا له المواد اللي جبناها، أعطينا فيها، يعني لسه قلنا إحنا جايبين كذا 70 طن ما يقارب الـ 70 طن، قال.. شوفوها وطلبوا مننا بعض المواد والأدوية الثانية، فإحنا أرسلناه إلى الدوحة، وإن شاء الله هم بعد بيرسلونها -إن شاء الله- في القريب العاجل.

محمد كريشان: نعم، دكتور فاضل، هل تعتقد بأن هذه البعثات العربية التي تعمل الآن، تعمل في ضوء معطيات محددة لطبيعة الحاجيات، أم أنها جاءت وتعاين على الأرض ما هي الحاجيات؟

د. رياض عبد الستار فاضل: والله -حقيقة- كل جهد مبذول من أي من هذه الجهات الإنسانية والإخوان الأشقاء العرب اللي قدموا إلنا.. قدموا لنا مساعدات، جهد مبارك مشكورين عليه، والله يؤجرهم -إن شاء الله- عليه، لأن كل دا يجي في مكانه.. في موضعه، بس إحنا دائماً نقول إنه لو كان هناك حوار وتبادل لآراء بخصوص ما نحتاجه في كل مستشفى وفي كل مرفق من المرافق الصحية، قبل ما تقدم المساعدات يكون تصل للشخص المحتاج، وتأتي إلى المكان المحتاج بصورة أفضل.

محمد كريشان: ولكن دكتور فاضل.. هذا غياب التنسيق هذا كان.. حتى قبل اندلاع الحرب أم ربما بسبب الفوضى التي أعقبتها؟

د. رياض عبد الستار فاضل: قبل اندلاع الحرب حقيقة ما كان أكو ذاك الشيء اللي نقدر نقيس عليه، كان شي بسيط، ما كان شيء واسع، وكانت المستشفيات تقدم خدماتها بصورة جيدة، بس المشكلة اللي حصل.. اللي حصلت هي بعد الدمار اللي أصابها بالحرب، والتخريب اللي صار في بعض المستشفيات، الاحتياج كان دا يتغير، يعني احتياج اليوم يختلف عن احتياجنا قبل حوالي 20 يوم، ولذلك الإخوان لما قدموا من القوات المسلحة القطرية -الله يبارك فيهم- جم في وقت.. في يوم.. في بعد ما انتهت الحرب بأيام، وجوا بظروف أنا بوقتها من سمعتها جداً عصيبة، وصلوا إلى القُطر، بعد مسيرة مضنية بالطيارة، لما جابوا ما معاهم كان في ذاك الوقت اللي تصورونا نحتاجه وإجه مكانه، أجوا استقروا حالياً ودا يسألونا.. زارونا، ما هي احتياجاتكم؟ دا ننطيهم القوائم ودا يلبوها تباعاً، وهذا اللي صار مع العديد من الهيئات اللي جاتنا.

محمد كريشان [مقاطعاً]: يعني أغلبها جاءت في البداية بحاجيات -لنقل- عامة، ثم كيفتها في ضوء الوقائع و..

د. رياض عبد الستار فاضل [مقاطعاً]: بعض.. حقيقة بعض الإخوان اختاروا أن يجيبون معداتهم الكاملة كالمستشفى السعودي اللي تعرفها، ومستشفى زايد اللي في بغداد صارت، جابوا معدات لإنشاء مستشفى متنقل، ولخدمات عامة، بس إحنا حقيقة الكثير من مستشفياتنا القائمة الموجودة هي مستشفيات وضعها متدهور، وكل مستشفى به احتياج، يعني قبل أيام زاروني أحد الإخوان من لجنة الإغاثة القطرية المشتركة، لما حقيقة أرشدتهم إلى وجود احتياج إلى مولدة كهربائية لغرض تشغيل ثلاجات الدم، وثلاجات الفاكسين في إحدى المستشفيات، هذا كان شيء بسيط اشتُريت المولدة من بغداد، بس المستشفى لا يوجد لديها رصيد، ما أكو عندها مادة تشتري به، ولا عندها الطاقة الكهربائية اللي تبقي، وهذا مفعوله أفيد من الدول اللي قد يأتي منها أطنان، بس ما يستخدم، ما أكو إله حاجة.

محمد كريشان: نعم، دكتور سعود الهاشمي في الدوحة، في ضوء تجربتكم في العراق، وفي ضوء ما استمعتم إليه الآن، هل تعتقد بأن ما يصل العراق ينسجم مع الحاجة العراقية الماسة للدواء، وللمعدات والتجهيزات وغيرها من المعدات الطبية؟

د. سعود الهاشمي: بسم الله الرحمن الرحيم، شكراً أخي محمد، الحقيقة أنا أبدأ من حيث انتهى منه الزميل عميد الكلية، العراقيون أساتذتنا وهم من أبرع المدارس الطبية العربية، أعتقد أننا.. أنني أؤكد على ما قاله الزميل، وهو أنه ينبغي أن نعتمد على الطاقات البشرية العراقية والموارد الموجودة بالفعل، وينبغي -وبأسرع وقت ممكن- القيام بجولة تنسيقية سريعة، العراق يعاني من مشاكل ما قبل الحرب، وهي مشاكل الحصار هناك غياب لدواء.. أدوية.. عدة أدوية مثل دواء (اللوكيميا)، (الليمفوما) أمراض الدم، وسرطان الدم، وسرطان الغدد الليمفاوية، هناك غياب لبعض البنى التحتية -كما ذكر- من الكهرباء والماء، وبعض التجهيزات الهامة، العراق هم أساتذتنا مرة أخرى يحتاجوا إلى تنسيق سريع معهم مباشرة حتى نحدد ما يسمى بالـ (Health need assessment) الاحتياطات الصحية وتقويمها، ولكن في المقابل ينبغي ولهذه يعني هذا درس ينبغي أن نعيه من المشاكل السابقة في أمتنا الإسلامية، ينبغي أنه معاشر الجمعيات الإغاثية أن نعقد مؤتمر سريع جداً للتنسيق، بعضنا يركز على المشاكل الحادة، كأمراض الإسهال، كمشاكل المياه، كمشاكل البنى التحتية، غياب الكهرباء، غياب الغذاء النظيف، التعقيم، مشاكل الهواء، مشاكل حفظ الأدوية في مستودعات تحتاج إلى تبريد، والبعض الآخر قد يركز على المشاكل المزمنة، أنا كنت أرى في بغداد الناس يعانون من غياب الأدوية مثل السكر والضغط والقولون وأمراض القرحة، أيضاً هناك مشاكل نفسية، رأيت بعض الحالات النفسية إحدى.. أحد هذه الحالات حاول القيام بالانتحار بسبب يعني الضغط النفسي الذي يعيشه الإنسان العراقي الحر الأبي، فكل هذا يحتاج كله إلى تنسيق، إضافة.. هنا لا يفوتني إلى قضايا خطيرة جداً أخي محمد أيها السادة الكرام، وهي قضية مثلاً الـ (depleted Uranium) اللي هو اليورانيوم المنضب، وهذا الحقيقة يقال إن هناك 500.. 500 طن موجودة في المنطقة 50 كيلو من هذا اليورانيوم يسبب نصف مليون حالة من السرطان، هذا تحتاج إلى باحثين في عدد.. في عدد من الاتجاهات، حتى نحدد هذه المشاكل وننسق لحلها.

محمد كريشان: ولكن.. ولكن عفواً دكتور عندما تدعو إلى مؤتمر، والأوضاع الحالية الآن قد تُعالج من خلال أن يأتي فريق من الأطباء ومن الصيادلة لمعرفة الحاجيات في ضوء الوقائع الآن، ربما يكون هذا أسرع من حيث تلبية الحاجيات لأنه إذا دخلنا في متاهات المؤتمرات لتحديد الحاجيات الحقيقة، قد يتأخر وصول الإمدادات العاجلة؟

د. سعود الهاشمي: أحسنت أخي محمد أنا قصدت بمؤتمر Working Group مجموعة عمل تجتمع في بغداد، نحن نعرف الاحتياجات العامة بسرعة، لكن كما ذكرت مشكلة اليورانيوم مثلاً، هذه مشكلة معقدة لابد من دراستها، مشكلة تلوث المياه سمعنا في تقارير مؤخراً من منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف أن الأسماك تموت في الأنهار، أن هناك بعض النباتات تأثرت، هذه تحتاج إلى دراسة كيميائيين، بيئيين، أطباء، صيادلة، مجموعة عمل على إثرها تنسق الاحتياجات وتحددها، تنسق توزيع الأدوار بين الدول الشقيقة المختلفة، والاعتماد يكون على الموارد البشرية العراقية، لأنه شعب العراق شعب متقدم في الناحية العلمية على كثيرٍ من دولنا العربية العزيزة علينا جميعاً.


تكييف المساعدات الإغاثية في العراق على ضوء تعدد الحاجيات

محمد كريشان: نعم، حضرة العقيد هل تكيفون مساعداتكم في ضوء تعدد الحاجيات؟ أنتم الآن في بغداد.

عبد الله حسن أبو جسوم: نعم، والله أستاذ محمد إحنا جينا.. إحنا أول ما جينا جبنا المساعدات جلسنا مع الإخوان، فيه دكاترة عراقيين في فندق فلسطين، أساس نتفاهم كيف نوزع المساعدات؟ فبعضهم شو صار ما بينهم شد، (….) انسحبوا بعضهم من الاجتماع.

محمد كريشان: الأطباء.. عفواً اجتمعتم بهم بشكل شخصي أو كانوا ممثلون.

عبد الله حسن أبو جسوم: لا.. كانوا.. كانوا.. ما أدري هم جالسين وجابوا لنا الأميركان وجلسنا معاً قوات التحالف، فهم (…) 4 منهم انسحبوا لأن منهم أطباء دكاترة عندهم عيادات أهلية خاصة بهم، فلا.. قالوا تجي المساعدات من هين، لا تجي المساعدات هون، لكن إحنا قولنا. حصلنا قولنا لأ نبغي إحنا مستشفى آمن ويعني ومستشفى من المستشفيات الشغالة في بغداد، فهم قالوا لنا بعدين فيه مستشفى الشهيد عدنان خير الله، فأخذنا أنفسنا ورحنا مستشفى الشهيد عدنان خير الله، وجبنا وكان شغال كان موجود يعني، كان في الصباح.

محمد كريشان: يعني أنتم الآن مركزكم هو مستشفى الشهيد عدنان؟

عبد الله حسن أبو جسوم: نعم مستشفى الشهيد.

محمد كريشان: ما الذي تفعلونه بالضبط هناك؟

عبد الله حسن أبو جسوم: والله إحنا جبنا المساعدات وحطيناها وجلسنا.

محمد كريشان: يعني ما هي المساعدات هذي؟

عبد الله حسن أبو جسوم: المساعدات يوجد أدوية؟

محمد كريشان: أدوية.

عبد الله حسن أبو جسوم: مستلزمات طبية، وأدوات صحية كلها..

محمد كريشان: تجهيزات لأ.. تجهيزات كآلات، أشعة أو غيرها.

عبد الله حسن أبو جسوم: لا.. لا.. هذه ما جبنا هاي، وجلسنا مع إدارة المستشفى، قلنا لهم شو احتياجاتكم يا جماعة من التي هذي اللي أنتم دايرينها يعني، إيش عاوزينها، عطو لنا قوائم بهذا، وإحنا أرسلناها الدوحة وإن شاء الله بتيجي إن شاء الله عما قريب.

محمد كريشان: إذن في.. في.. في ضوء تقدم العمل تتضح الحاجة بشكل أدق.

عبد الله حسن أبو جسوم: أكثر يمكن أدق وأحسن إن شاء الله، والحين المستشفى ما شاء الله عليه يعني شغال من أحسن ما يمكن يعني.

محمد كريشان: نعم.. دكتور رياض، قطر مثلاً اختارت أن تأتي إلى مستشفى عراقي موجود، وتعمل من خلاله، الإخوة في الإمارات اختاروا أن يكون لهم مستشفى خاص بهم، مستشفى الشيخ زايد، وكانت لنا زيارة الحقيقة له، ويعمل بشكل منظم، وحتى كل مريض يأتي يسجل اسمه في كمبيوتر وعنوانه وطبيعة الإصابة، وما هو الحل، ويعمل معهم كادر طبي عراقي، وأيضاً كادر طبي من الإمارات، هل ترى أن هذين التجربتين مطلوبتان؟

د. رياض عبد الستار فاضل: حقيقة إحنا إذا بنحكي عن احتياج البلد، احتياج البلد هو إلى مستشفيات شغالة، بتسألني حالياً كيف وضع المستشفيات؟ ماكو مستشفيين نفس الوضع، مستشفى عن أخرى تختلف، مستشفى الشيخ زايد هي مستشفى سابقاً كانت مستشفى شغالة، بس الحرب دمرتها، التخريب دمره، فجوي الإخوان من الإمارات، أخذوا المستشفى، صلحوا الخربان، جابوا معداتهم، وبدءوا يشتغلون بالتعاون مع الإخوان العراقيين، هذا المستشفى الشيخ زايد اللي كان قبل هو مستشفى شغال، فيه مستشفى..

محمد كريشان [مقاطعاً]: ماذا كان يسمى من قبل؟

د. رياض عبد الستار فاضل: كان المستشفى الأولمبي.

محمد كريشان: المستشفى الأولمبي نعم.

د. رياض عبد الستار فاضل: وقبلها الحيدري، هذا مستشفى شغال، مستشفى صغير شغال، بطاقة ممتازة حالياً بيقدم خدمات جليلة.

محمد كريشان: وهناك ضغط عليه، لأنه فعلاً طوابير عديدة، وحتى الدخول يتم يشكل منظم.

د. رياض عبد الستار فاضل: صحيح صحيح، مستشفى الشهيد عدنان، مستشفى قائم، ما وقف أثناء الحرب بالعمل، الإخوان اختاروا مستشفى الشهيد عدنان، مستشفى الشهيد عدنان هم دا يزودوه بما يحتاجه من مستلزمات، مستشفى شغال بيقدم خدماته بما يستطيع وبمساعدة الإخوان، فإذن هذي شيء صحيح، مستشفيات أخرى اللي هي الاحتياج بها أكو شيء احتياج لكل مستشفى خاص وأكو احتياج عام، من الاحتياجات العامة للمستشفيات مثلاً الأوكسجين، الأوكسجين بينفذ، إحنا حالياً بمساعدة الهلال الأحمر.. كان الصليب الأحمر أتصور، أخذت معامل أوكسجين اللي بتسوي الأوكسجين، وبدأت هي توزع الأوكسجين على المستشفيات، بس هذا قد لا يفي بالحاجة، فيه احتياج لمعامل أوكسجين صغيرة، فليست بالضرورة إنه صندوق كبير لأدوية دواء معين يفيد، بس لاحتياج مستشفى الأفضل هو الاتصال بالمستشفيات والمراكز الصحية والنزول موضوع.. والأطباء نرحب طبعاً بكل أخ وشقيق وزميل من أي الدول العربية، بس حقيقةً ما عندنا نقص بها الموضوع، موضوع الأطباء.. قد يكن للتمريض نعم، في التمريض عندنا مشكلة كبيرة، عندنا مشكلة كبيرة قد نحتاج لكادر التمريضي، بس كادر الأطباء عندما يكفي للقيام بالواجب المحتاجين له حالياً، للاحتياج الحالي، نحتاج مستلزمات، نحتاج أجهزة، نحتاج مواد نبيذة، الكثير من المواد النبيذة، يعني المغذيات، أجهزة الإعطاء، أجهزة غسل الكلية، الأدوية.. الأدوية هسه بمرور الزمن دا هيتبدل الاحتياج مستشفى، يعني فيه مستشفى هنا مستشفى الكاظمية التعليمي الاحتياج تغير قبل عشرين يوم، لما كانت المستشفى بعد هسه وهي طالعه من الحرب، معظم المرضى كان جرحى حرب، حالياً معظم المرضى هم حالات الاعتيادية، أطفال إسهال، كبار أمراض قلب، فاحتياجي الآن هو احتياج أدوية قلب، أمراض الأورام، الأمراض المزمنة، حالياً الاحتياج يختلف عن قبل أسبوعين، أنا اليوم..

محمد كريشان [مقاطعاً]: حتى.. حتى الحالات الطارئة مثلاً في البصرة، ظهور للكوليرا فصار مطلوب تلقيح، نعم.

د. رياض عبد الستار فاضل: ليش، بالضبط.. بالضبط، اللقاحات.. لقاحات لدى الأطفال من الحرب لليوم توقفت.

محمد كريشان: يعني كل أطفال العراق الآن.

د. رياض عبد الستار فاضل: بدون لقاحات.

محمد كريشان: بدون لقاحات.

د. رياض عبد الستار فاضل: ليش؟ لأنه اللقاح يفسد إذا ماكو تبريد، وتعرف أنت الطاقة الكهربائية بالعراق شلون وضعها، فأول شيء يفسد اللقاح بعد ما.. ما يفيد اللقاح، زين من نجيب اللقاح ماكوا فايدة نجيب اللقاح وتجي البعثة جايبة معها لقاح، اللقاح راح يفسد بأول يوم ما توصل بغداد، إذن لازم يجيبوه.

محمد كريشان: ولكن هذا الحل واضح يعني، (الجينراتور) Generator هذا المولد الكهربائي.

د. رياض عبد الستار فاضل: نعم أستاذ.. أستاذ محمد بس هذا.. هذا قصدي، يحتاج مداولة واتصال قد يكون مسبق، ما بها شيء استلم مكالمة من شأن زميلي اللي قاعد في السعودية أو في الإمارات أو في قطر، ويقول لي أيش تحتاج قبل ما أجي؟ أول لما أقول له أقول أنا أحتاج الفاكسين الفلاني بس جيب وياك ثلاجة من كذا نوع، وجيب وياك مولد من كذا نوع، أقول له أحتاج (فيكسيتر).

اللي هو مثبت ما انكسر عظام اللي حالياً ما موجود، إحنا كثير من الحالات هي وجود كسور، لما جو الجماعة من أحد الإخوان من قطر لجنة الإغاثة المشتركة طلبت موضوع مثبتات، فراح بره يومين جاب لي إياها، أني ادا أنفع مرضى حالياً، فهي أفضل من إنه تكون (…) كبيرة وما معروفة شنو، وبالمة معروفة قد تصل إلى بغداد ولا تستخدم كلها، قد يجيب لي حاجة واحدة أفيد بها.. موضوع نقل المرضى إلى الخارج.


مدى التنسيق في عمل البعثات العربية في العراق

محمد كريشان: هذا.. هذا نقطة سنعود إليها بعد قليل، نسأل الدكتور سعود في الدوحة عن هذا الموضوع التنسيق يعني مثلاً أنتم في حالتكم جئتم إلى العراق مرات عديدة هل نسقتم؟ وهل شعرتم بأن التنسيق هو الذي يجعل العمل مُرضي أكثر من غيره؟

د. سعود الهاشمي: أخي الحقيقة التنسيق أنا كما قدمت سابقاً قد أختلف قليلاً مع أخي الدكتور رياض أن التنسيق يحتاج إلى دراسة ميدانية، هذه يقوم بها إنسان له خبرة في مجال المسح الميداني، الذي يعرف الاحتياجات بشكل عامة، حتى لو أردنا أن نأتي بلقاح وأقول لواحد جيب لي لقاح، التكلفة على المدى البعيد تكلف أكثر مما لو كان تجهيز أماكن لاستقبال اللقاح هناك وإعداد ما يسمى بسلسلة التبريد، سلسلة التبريد هي (الكولتش) هي نقل اللقاح من البلد المورد إلى أن يصل إلى المستهدف وهو الطفل الذي نريد أن نطعمه بدون أن تفسد.. يفسد هذا التطعيم بسبب ارتفاع درجة الحرارة، هذا مثال لاحتياج تنسيق بعيد المدى، تنسيق من الميدان، وهذا يحتاج إلى لجان تنزل إلى الميدان، تدرسه بشكل عام، تدرس احتياجاته، تدرس مشاكله ومشاكل البنى التحتية ثم بعد ذلك تحدد، نحن أخي في جمعية تعين المحتاجين كان لنا تنسيق مع الحكومة السابقة وعرفنا بعض الاحتياجات، وأردنا أن ندخل قبل الحرب، لكن خطاب بوش الذي فاجأنا في.. بشكل وضع حد الحرب، جعلنا نرتبك وتأخر دخولنا إلى نهاية أيام الحرب، وكان عندنا فكرة عامة من خلال الاتصال بمستشفى.. بالمستشفيات المختلفة في الكرخ، واليرموك والكرامة وغيرها، دخلنا باحتياجات عاجلة، في تلك الأيام كان الحاجة الماسة إلى الأدوية الطارئة كأدوية الطوارئ والحروق وأدوية الأخماج الالتهابات (…) وبعض أدوية لعلاج الكسور وغيرها، لو كان.. واجهنا الحقيقة مشكلة أننا ما وجدنا حماية أمنية، لكن على حال استطعنا أن ندخل، ودخلنا بسيارات GMC بسبب التبريد أنه لم يكن موجودة برادات يمكن أن تدخلنا تحت حماية أو مع غياب الحماية، لم يكن البرادات ممكن لها أن تدخل معنا، فدخلنا بسيارات GMC إعلامية، وأوصلنا الأدوية بشكل سريع، ثم خرجنا مرة أخرى، ونرسل بشكل يعني متتابع الاحتياجات التي يحتاجها إخواننا، لكن هذا أقول بصراحة هذا جانب محدود من العمل الإغاثي، ينبغي هذه دعوة من خلال (الجزيرة) وهي منبر إعلامي كبير، أدعو إخواني أن نجتمع في مجموعة عمل ونتجاوز حتى يا أخي المنظمات الدولية، وأنا قابلت من مسؤولي الصليب الأحمر الرجل الثاني في الصليب الأحمر، وقابلت Spoke person كان امرأة، وكان تعاونهم جداً الحقيقة محدود بل لم يكن لهم تعاون، ولدي تصريح تليفزيوني أعلن في أكثر من قناة من عدد من مدراء المستشفيات أن الصليب الأحمر لم يقدم ولا شيء سوى الماء إلى يوم 16 أبريل، ولا شيء سوى عبوات ماء، فينبغي أن ننطلق نحن في مجموعة عمل، ننسق الاحتياجات بشكل شمولي، وندخل بشكل منظم، تحت قيادة الكوادر البشرية العراقية التي هي كوادر ناجحة.

محمد كريشان: نعم.

[فاصل إعلاني]

محمد كريشان: نتابع بعض المرضى العراقيين الذين ربما من خلال تصريحاتهم نأخذ فكرة -ولو موجزة- عن طبيعة الهموم الصحية العاجلة الآن في الشعب العراقي.

مواطن عراقي: مدرس، الآن بنتي هي مصابة بلوكيميا بالدم، والعلاج كنت آخذ من هنا عن علاج يعني أكو أبر وكذا لكنه الحبوب الآن غير متوفرة وسعرها أيضاً يعني مرتفع، لأنه لو 25 حباية وهي إلها يومياً واحدة، 25 حباية بمبلغ 45 ألف دينار، أنا راتبي في الشهر هو يعني ما يتجاوز 20 أو 15 دينار، فأنا بها الحالة هذي يعني أمام حالة أنه أنا أنتظر بنتي يعني، أنتظر الاحتضار إلها يعني هي في حالة احتضار، ما إلها إلا غير إلا توفير الدوا هذا اللي.. أو العلاج اللي اللازم إلها، أو معونتكم بإخراجها.

مواطنة عراقية: هذا طفلي مريض بالكلى هو، وقاعد يعطوا له علاجات تخفف، ما يعني ما تطيب هي، بس هو شنو عنده شغلة، شوية على الحليب (الكيكوز) بدا يعني يتحسن شوية يزيد وزنه، ساعة قضيت الحي بالكيكوز بـ 4 آلاف، راتب زوجي 3 آلاف آني يحتاج لهو 10 قواط بالشهر 40 ألف، زين.. منين.. أنا ما أقدر أشتريها فاضطريت أعطيه يعطوا له بالحصة هذا وأنا، هنا بالرخيص ودا يعطونا يوزعوه بالحصة، بدا ينزل.. ينزل إلى الآن مثلاً من 11 كيلو إلى 7 كيلوات، وبدت حالته تتدهور لأن يتقيأ وكأنما ما يدي أنطيه، هو الأكل منعوه من عند الأطباء لأنه على تغسل الكلى (…)، بيصير شو يعني مالته.


كيفية تعامل البعثات الإغاثية مع مشكلة ارتفاع أسعار الدواء

محمد كريشان: هذه مجرد عينات من المواطنين العراقيين الذين ربما في هذه الحالة يشتكون أكثر من غيرهم من ارتفاع سعر الدواء في ضوء محدودية دخل المواطن العراقي في الوضع الحالي، حضرة العقيد هذا.. هذه الشكوى من ارتفاع أسعار الدواء، يعني بالنسبة إليكم مثلاً كبعثة قطرية، هل تعطون أولوية لتوفير الدواء خاصة الغالي منه في مستشفى الشهيد عدنان؟

عبد الله حسن أبو جسوم: والله بالنسبة لهاي الدواء ومشكلة المرأة اللي طلعت في التليفزيون، فأنا بأقول لك شيء، إحنا جبنا أدوية يعني والأدوية مش نوع.. نوعين، ملايين الأنواع من الأدوية، فإحنا بعد.. حصلنا وإحنا ننزل الأدوية في مستشفى الشهيد عدنان، جاءوا لنا بعض الناس يقولون إحنا نبغي نوع من هذا الدواء، موجود عندكم؟ قولنا و الله ها النوع ما جبناه، لكن عطونا نأخذ اسمه ونوعيته وهذي، ونرسل قبل.. قبل يجيبون الشباب من اللجنة المشتركة ييجوا لنا على بغداد، فقلنا لهم يا جماعة فيه عدة أدوية وإحنا محتاجينها، لأنه فيه مرضى محتاجين لها ضروري يعني، ما شاء الله عليهم من يوم جم جابوا الأدوية معاهم وإحنا عطناهم الأدوية هذه.

محمد كريشان: نعم.. دكتور رياض يعني هذه الأدوية التي قد تأتيك يعني لنكن صريحين يعني، هل كل ما تقوم به البعثات العربية مشكورةً لا يمثل إلا قطرة في محيط؟

د. رياض عبد الستار فاضل: صح، الاحتياج كبير ومستشفياتنا كبيرة، والبعثات العربية الله يجزيهم خير ما بيقصرون، بس حتى أجهزتهم الاستيرادية ولأجهزتهم التمويلية هم أكو طاقة، يعني أنا..

محمد كريشان [مقاطعاً]: لا نستطيع أن نحملهم أيضاً أكثر.

د. رياض عبد الستار فاضل: أنا أقدر نقدر .. لا نقدر.. ما نقدر نحملهم أكثر من طاقتهم، وأحياناً الاحتياج مالتنا هو لأدوية ولمستلزمات باهظة الثمن قد تكون حتى أكثر من ميزانيتهم، فلذلك إحنا قدر تعلق الأمر بينا ولما تسألني شنو هو احتياجك؟ أنا أعطيك الاحتياج كما هو، بس أتفهم لما من 20 مادة تيجيني 10 مواد، أتفهم صعوبة الحصول عليها، بعض هذه الأدوية حتى في بلدانهم قد تكون محدودة الكمية، فلما تستورد من مصدرها الأساسي، وتيجي إلى العراق، وتصل العراق قد تأخذ وقت، وإحنا لا تنس إحنا يعني بعدنا يعني أيام.. أسابيع بعد نهاية الحرب بعد وصول الإخوان من البعثات العربية للمساعدة، إحنا دا نحاول قوائمنا والاحتياجات نرتب لها أولويات، يعني أو الأولوية حالياً هي لأدوية الأطفال، لأدوية الحالات الطارئة الجراحية والمستلزمات الطارئة وللأمراض الحادة، للحالات الحادة يعني عجز الكلية أو.. أو عجز القلب، الأمراض.. الأدوية اللي ممكن علاجها في الطوارئ، أما الأمراض المزمنة هذه حالياً مو أولوية، بس الأدوية..

محمد كريشان [مقاطعاً]: يعني.. يعني مثلاً.. يعني مثلاً مرض السرطان الذي تابعنا مثلاً سعر الدواء هو ضعف.. ضعف راتبه أصلاً المواطن.

د. رياض عبد الستار فاضل: صحيح.

محمد كريشان: ومن الصعب أن.. أن يعترف الأب بأنه يتابع حالة احتضار ابنته، يعني في هذه الحالة هل هؤلاء ليست لديهم الأولوية من مرض السرطان وغيره؟ ليست..

د. رياض عبد الستار فاضل: أبداً.. أبداً، ما كو مرض.. ما كو مرض ما به أولوية.

محمد كريشان: الآن يعني في ضوء.

د. رياض عبد الستار فاضل: حالياً إحنا كأطباء نعرف صعوبة الحصول على دواء وجلبه إلى بغداد، إحنا.. أنا أفتهم أنه كذا دواء ممكن أجيبه بيوم، بس كذا.. كذا دواء راح يستغرق أسبوعين يا الله يجي، أنا مو بدي أقول إحنا ما نوفر أدوية الأورام أو اللوكيميا، بالعكس هذه منقذة للحياة، بس أتفهم لما يتأخر جلبها إلى بغداد أسبوعين، بينما أكو أدوية اللي ممكن الإخوان يزودوا لنا إياها في 24 ساعة، فإحنا عندنا خيار كبير من الأدوية أكثر واحد يقررها ويقدر (…) الأول هو الشخص اللي يعاني اللي هو الطبيب الأخصائي اللي قاعد بمستشفى معين، يعني أنا من أسأل عن أدوية الأورام، أسأل الطبيب اللي في.. في ردهة الأورام ما هي أولوياتك؟ ما هي الأدوية اللي تريدها؟

يعني نقطة أخرى أنا أجيب دواء يفيد 20 مريض أحسن ما أجيب دواء يفيد مريض واحد، وأجيب دواء يفيد 20 مرض أحسن ما أجيب دواء يفيد مرض واحد.


البعثات العربية ومواجهة تقصير المنظمات الدولية للإغاثة في العراق

محمد كريشان: دكتور سعود قبل قليل أشار إلى المنظمات الدولية واعتبر أنها مقصرة، أولاً: أريد أن أعرف يعني مدى دقة هذا التشخيص في ضوء ما تعرفه، ثانياً: هل هناك إمكانية للتعاون بين هذه المنظمات الدولية من (اليونيسيف)، من الصليب الأحمر، من (Medicines sans frontiers) مع البعثات العربية، هل هذا يؤدي إلى نجاعة أقوى؟

د. رياض عبد الستار فاضل: طبعاً، الحقيقة إحنا الإخوان اللي وصلوا من البلدان العربية وصلوا بدون سابق إنذار، ووصلوا بدون أن يسألونا جوي قالوا: إحنا موجودين إحنا عندكم، وجابوا معاهم المساعدات وبدأوا يشتغلون، كثير من المنظمات الإنسانية، أنا ما أريد أخش بمتاهة الأسماء، كثير من المنظمات الإنسانية تزورنا وتقع على حالنا وتاخد قوائم، بس لا نرى منهم شيء بصراحة، يعني هذا الحكي قبل الحرب.

محمد كريشان: وما زال مستمراً؟

د. رياض عبد الستار فاضل: وما زال الحال مستمر تيجينا إحنا من فلان جهة، من فلان بلد نريد نقدم لكم مساعدة ما هي احتياجاتكم؟ القوائم معدة شوفوها، افتروا في المستشفى، والنتيجة إحنا نطلع بصفر اليدين، احتياجاتنا تغيرت حتى عن قبل الحرب احتياجاتنا تغيرت، وقلت لك هسه اليوم قائمتي أنا اللي محضرها مخالفة للقائمة اللي جيت أقدمها قبل 20 يوم، لأن بعضها سديت احتياجي، وبعضها أصبحت احتياجات جديدة نشأت لي، وقد تكون حالياً هسه إحنا الجو دا يتغير، قد لا تكون أدوية، قد يكون مجرد التبريد الموجود للمريض، قد يكون الأوكسجين اللي يحتاجه المريض، يعني أكو أشياء هندسية في المستشفيات ضرورة إصلاحها أصبح هسه مهم جداً، أجهزة التعقيم، أجهزة التبريد، هذه قبل أسبوعين ما كنا نحس بها، بس استجدت، بعض المواد النبيلة بدت تنفذ فلازم.

محمد كريشان: دكتور سعود في الدوحة، أغلب العاملين في هذه اللجان هم من دول خليجية إذا ما استثنينا بالطبع الأردن، يعني ما تفسيرك لهذا الواقع؟ وهل تعتبر بأن هناك تقصيراً من دول عربية أخرى أو حتى دول الجوار كإيران أو تركيا أو غيرها في القيام ببعض الأمر في هذا المجال؟

د. سعود الهاشمي: أخي الحقيقة كان هناك دول مشاركة ينبغي أن لا نغفلها، ماليزيا على سبيل المثال كانت أولى الدول المسلمة التي دخلت على الإطلاق، وقُصفت زميلتنا الدكتورة جميلة سواءً كان هذا بالخطأ كما يقولون أو لأي سبب آخر، وأرجو أن تكون بخير، بلغني أخبار أن إصابتها بالغة، لكنها على قيد الحياة، ومات طبيب آخر الدكتور بابا، ومات أيضاً سائق أو مصاحب لها في هذه الحملة الإغاثية الماليزية، دخل الإخوة في الأردن، دخل بعض الفئات أعتقد من إندونيسيا أو غيرها لست متأكداً من هذه، لكن سمعت عنها، لكن أنا أعود أخي محمد إلى قضية أخي وزميلي الدكتور رياض عندما قال لا أريد أن أسمي، أنا سأسمي صراحة، أنا أقول اليونيسيف تعلن.. تعلن في إحصاءاتها المتأخرة أن هذه الإحصاء إحصاء الذي تخرجه للعالم على الإنفاق الصحي العابث، تقول أن 40 مليار دولار ينفق على الجولف، مليار دولار، مليار، و200 مليار دولار تنفق على التدخين، و400 مليار دولار تنفق على الكحوليات و800 مليار دولار تنفق على التسليح، وإذا قلنا التسليح نحن نعرف الدول التي تصنع أدوات التسليح والدمار، ثم عندما يريدون أن يأتوا بالحرية يعني لم نجد من.. ولا عشر من معشار هذه الأرقام تذهب إلى إخواننا في العراق، في المقابل نفس المنظمة اليونيسيف تقول أن 34 مليار دولار يعلم جميع أطفال العالم التعليم الأساسي، و36 مليار دولار يطعِّم ويلقح جميع أطفال العالم التلقيحات التي تقضي على الأمراض والأخماج الشائعة، فإذا نظرنا إلى هذه الإحصائية التي هي تنادي بها اليونيسيف وتجمع وأرجو من الأخ المخرج أن يعني يأتي بالكاميرا هنا على هذا.. على هذا (Web site) هذا الـ Web site أيها الإخوة الكرام الـ web site للصليب الأحمر، هم يجمعون التبرعات في أوروبا وأميركا والشعب الأميركي شعب ساذج في الجملة يدفع التبرعات، ثم عندما نأتي إلى الميدان في البوسنة، في إفريقيا، في الصومال، في بنجلاديش، في بورما لنا خبرات سابقة نجد الصليب الأحمر متأخر في هذا، فلذلك أنا أطلب أخي محمد من هذا المنبر، أطالب إخواني الأطباء في العالم الإسلامي أن يأخذوا دورهم وأن يتجاوزوا الإدارات البيروقراطية الرسمية ويشكلوا نقابة عالمية أخي لخدمة إخوانهم في أثناء وجود أي كارثة.

محمد كريشان: نعم، بعض الحالات دكتور سعود ربما تستدعي نقل المرضى إلى الخارج، هل تعتقد بأن هذه وسيلة ناجعة لمعالجة الوضع رغم أنها تبدو محدودية وربما انتقائية، والبعض ربما يخضع فيها حتى لنوع من الدعاية السياسية؟

د. سعود الهاشمي: أعتقد هذا أسلوب جيد أخي، لأنه الرعاية الصحية تقسم ثلاث مستويات، المستوى الأول: الرعاية الصحية الأولية، والمستوى الثاني (Secondary Care) الثانوية، الثالث اللي هو يعتبر مراكز متخصصة جداً في الحالات الصعبة، إذا وجدت طائرة إخلاء متمكنة ومتكاملة التجهيزات هذا حل سريع وعاجل ولا إشكال عليه، لكن هذا لا يشكل إلا واحد في الألف من الحالات التي نواجهها، حالات اللوكيما التي يموتون بالعشرات الآن في العراق، حالات الإسهال، علاج الإسهال بالمناسبة أيها الإخوة الكرام اسمعوا هذه الإحصائية الغريبة عليكم، علاج الإسهال محلول الـ OIS لا يشكل إلا قرشين أو يعني سنتات، هذا مفقود الآن، لماذا لا نشحن كميات ونقيم المستودعات المبردة، ثم نوزع هذا الدواء من خلال تنسيق جماعي كما قدمت؟ أما قضية نقل حالة من كل 200 أو 300 حالة من خلال طائرة حوامات متنقلة هذا علاج مقبول ومعترف به عالمياً، وهناك أناس مدربون عليه.

محمد كريشان: نعم، حضرة العقيد هل سعيتم إلى نقل بعض المرضى إلى قطر مثلاً؟

عبد الله حسن أبو جسوم: والله إحنا عندنا صلاحية بنقل مرضى، لكن المشكلة الأجواء مسكرة لحد الحين والمطار ما فتح ولا.. إحنا عندنا صلاحية بنقل..

محمد كريشان [مقاطعاً]: يعني كتنسيق عسكري بين قطر والولايات المتحدة لا تستطيعون حل هذه المشكلة؟

عبد الله حسن أبو جسوم: والله لازم تكون فيه طيارة مدنية أحسن من الطائرات العسكرية الظاهر (…..) غير مجهزة لنقل المرضى، فأنا من رأيي لما -إن شاء الله- تفتح الأجواء، إن شاء الله هناك فيه يعني صلاحية بنقل 30 مريض على الأقل.

محمد كريشان: يعني لديكم قائمة بالذين يحتاجون؟

عبد الله حسن أبو جسوم: إحنا ما.. إحنا لحد الحين، بس فيه إصابات موجودة بالمستشفى محتاجة يعني لنقلها إلى الدوحة إلى شاء الله.

محمد كريشان: يعني ما هي.. ما هي الحالات التي يفترض أن تنقل إلى الدوحة؟

عبد الله حسن أبو جسوم: والله إحنا قبل كل شيء قلنا.. نشكل لجنة ما بيننا إحنا وما بين الأطباء العراقيين الموجودين في مستشفى عدنان خير الله، ونشوف الحالة ونقررها إن شاء الله و..

محمد كريشان: يعني هل.. هل الكلمة في هذه.. الكلمة الفصل في هذه الحالات تكون عادة للأطباء العراقيين؟

عبد الله حسن أبو جسوم: مش.. العراقيين والأطباء اللي موجودين معانا في الوفد.

محمد كريشان: في.. في الوفد.. نعم.

عبد الله حسن أبو جسوم: أي نعم، بس إن شاء الله تفتح الأجواء إن شاء الله ويصير خير.

محمد كريشان: نعم، دكتور هذه المسألة نقل بعض المرضى إلى الخارج كيف تراها؟

د. رياض عبد الستار فاضل: أنا أتفق تماماً مع زميلي سعود، حقيقة من هو اللي اختاره؟ اللي يحتاج هو المريض اللي قد يروح.. قد يذهب إلى مركز طبي متطور يقدم (…..) اللي ذكرها هو المرحلة الثالثة من الخدمات الطبية، ليس المرحلة الأولى وليس المرحلة الثانية اللي راح يصل للمرحلة الثالثة في ظروفنا الحالية كثير، بس الأستاذ تكلم عن موضوع لجنة مشتركة للاختيار، الله يساعد اللجنة، الاختيار مو سهل، أنا أعتقد الاختيار حالياً هو يعني قد يدخل بالباب اللي تفضلت به حضرتك اللي هو الدعاية السياسية أكثر مما هو الرعاية الطبية المقصودة، يمكن أن..

محمد كريشان [مقاطعاً]: يعني عندما يؤتى بطفل معين وتحضر الكاميرات، وتم نقله يعني الحقيقة لا نريد أن نسمي حالات معينة، ولكن يفترض.. يفترض أن.. أن يكون التعامل أسمى في هذه المسائل.

د. رياض عبد الستار فاضل: هذا.. أنا.. أنا.. بالضبط.. بالضبط، إذا.. إذا أكو الآن تسألني من مرضاك الموجودين مين راح تختار؟ أنا أعطيك قائمة، ما أعطيك واحد، هل السبب لأنه أنا ما أقدر أقدم.. ما أقدم أقدم له الخدمة بسبب عدم كفاءة الأطباء؟ لأ، بسبب عدم كفاءة الأجهزة والمستلزمات، زين، هل الأجهزة والمستلزمات هذه ناقصة لشخص واحد، لمريض واحد؟ مو لمريض واحد، لكثير من المرضى، هذه تيجي تباعاً، وأنا أفضل إنه الهدف مالتنا هو تحسين مستوى الخدمات، والتقليل من ها المرضى اللي يحتاجون إلى أن يروحون إلى الخارج للعلاج، أفضل من أنه أنا أخد شخص واحد وأروح أعالجه بره، وأقول عالجنا الشخص الفلاني والفلاني.

محمد كريشان: هل لديكم كأطباء عراقيين بعض الآمال ولو كانت محدودة عن أن قوات الاحتلال الأميركي قادرة على أن تحسِّن الوضع الصحي في البلاد؟

د. رياض عبد الستار فاضل: إحنا دائماً نقول: اللي راح يبني البلد العراقي، وهذه دعوة من خلال البرنامج إلى كل طبيب عراقي سواءً داخل القُطر أو خارجه، إلى أن يقدم ما يقدر له، ما يقدر له في مستشفاه، في وضعه الحالي، في مستشفاه الصغير، في مستشفاه الكبير، إذا هو كان بالخارج العراق هسه يحتاجهم، ما يحتاجهم بعد 6 شهور، ما يحتاجهم بعد سنة، إحنا يجب العراقيين هم اللي يبنوا البلد، والعرب يساعدوهم هذا.. هذا فضل، بس الواجب علينا إحنا العراقيين اللي نبني النظام الصحي، إحنا مو قاصرين، الحمد لله والشكر عندنا كفاءات كبيرة، وعندنا إمكانيات، وعندنا تجارب سابقة، فالمفروض بينا أن.. أن.. أن نبني، وأن نطلب المساعدة من الإخوان العرب، والقوات الأجنبية إذا تقدر تقدم لنا أي مساعدة.

محمد كريشان: نعم، في نهاية هذه الحلقة نشكر ضيوفنا الكرام هنا في الأستوديو العقيد الركن عبد الله حسن أحمد أبو جسوم (رئيس وفد حملة إغاثة الشعب العراقي القطرية)، نشكر أيضاً من الدوحة كان معنا الدكتور سعود بن حسن الهاشمي (وهو خبير في مجال الإغاثة الطبية والإنسانية وكانت له تجربة هنا في العراق)، كما نشكر أيضاً الدكتور رياض عبد الستار فاضل (عميد الكلية الطبية العراقية بجامعة النهرين في العاصمة العراقية بغداد).

في نهاية هذه الحلقة تحية طيبة من كامل الفريق الفني في العاصمة العراقية بغداد والعاصمة القطرية الدوحة، تحية طيبة وفي أمان الله.