هواجس المرأة العراقية
مقدم الحلقة: | محمد كريشان |
ضيوف الحلقة: | د. فوزية العطية: أستاذة في علم الاجتماع – جامعة بغداد نبأ البراك: أستاذة في كلية التربية ابن الهيثم – جامعة بغداد عواطف أسود: خبيرة حاسبات مصرفية ومالية |
تاريخ الحلقة: | 31/05/2003 |
– واقع المرأة العراقية في مرحلة ما بعد الحرب
– موقع ملف المرأة العراقية من الأجندة السياسية الجديدة
– المرأة العراقية بين عقلية الماضي وتخوفات المستقبل
– مدى تضرر المرأة العراقية من القوانين المجحفة الخاصة بالمرأة
محمد كريشان: مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله، أهلاً بكم في موعدنا اليومي من العاصمة العراقية بغداد في برنامجنا (العراق ما بعد الحرب).
حلقتنا اليوم نخصصها لموضوع المرأة العراقية، والظروف التي تعيشها في هذه المرحلة، والهواجس التي قد تكون تفكر فيها في هذه المرحلة في ضوء تداعيات الحرب، وكذلك في ضوء الإعداد السياسي الجاري حالياً للمرحلة المقبلة.
ضيوفنا في هذه الحلقة، أو بالأحرى ضيفاتنا في هذه الحلقة هم السيدات: السيدة نبأ البراك (الأستاذة بكلية التربية ابن الهيثم جامعة بغداد)، السيدة عواطف أسود وهي (خبيرة حاسبات، وكذلك مصرفية ومالية)، ومعنا أيضاً الدكتورة فوزية العطية (أستاذة علم الاجتماع في جامعة بغداد).
اليوم بمبادرة من تجمُّع الديمقراطيين المستقلين العراقيين عُقدت ندوة حول دور المرأة في عراق ما بعد الحرب، وقد أكدت المشاركات في هذه الندوة على ضرورة حماية الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية للمرأة العراقية، وإلغاء كافة القوانين المجحفة التي صدرت في حق المرأة، وإبعاد النساء البعثيات اللواتي كن يتبوأن مقاعد قيادية في الاتحاد النسائي العراقي، وإنشاء تجمُّع نسوي بديل غير سياسي يكون جزءاً من المجتمع المدني، كما طالبت بعض المشاركات بضرورة عقد مؤتمر وطني شامل لكل الأحزاب للنظر بشكل جدي في مشاكل المرأة العراقية وإيجاد حلول لها.
واقع المرأة العراقية في مرحلة ما بعد الحرب
إذن هذه الندوة تعتبر جزء من نشاط نشهده العاصمة العراقية بغداد.
دكتورة فوزية العطية، في هذه الندوة عبرت بعض المشاركات عن مخاوف تشعر بها المرأة في هذه المرحلة قد تكون تتجاوز مخاوف فئات أخرى في المجتمع، ما هي أبرز هذه المخاوف؟
د. فوزية العطية: الحقيقة بما أن المرأة في المجتمع العربي عموماً وفي المجتمع العراقي بشكل خاص حتى في الظروف الاعتيادية هي تشعر بنوع من عدم الاستقرار، لأن المجتمع يفرض عليها نوع من الحماية، وعندما حصلت الحرب تشعر وكأن.. وكأنها فقدت هذه الحماية، وذلك يعود لأن المحتل لم يوفر – كما تفرض القوانين الدولية – الحماية للمواطن العراقي بشكل عام وللمرأة بشكل خاص، ولذلك كما لاحظت أن حتى الحضور.. حضور النساء كان محدود، وإن كانت هذه الندوة تخص المرأة، وتحاول هذه الندوة أن تناقش وتحاور مع العديد من النساء بغض النظر عن خلفياتهن الدينية والعِرقية والسياسية، مشكلات كانت تعاني منها المرأة في فترة ما قبل الحرب، وتحاول أن تصل نتيجة لهذا الحوار، لهذا النقاش إلى قرارات والى التوصل إلى كيفية تحقيق ما تحتاجه المرأة في المجتمع كعضو مساهم.
محمد كريشان [مقاطعاً]: ولكن.. ولكن عفواً دكتورة يعني عندما نتحدث عن مخاوف خاصة بالمرأة، ما هي هذه المخاوف التي تجعلها في وضع متميز عن بقية المواطنين، هل لها مخاوف متعلقة بوضعها تحديداً كامرأة؟
د. فوزية العطية: عملية الخطف، عملية السلب، هنالك نساء خطفن.. فتيات خطفن من المدارس، أطفال من الإناث بشكل خاص خطفن من المدارس، وهنالك تسليب السيارات التي تُقاد من قِبَل المرأة.
محمد كريشان: إذن أصبحت السيدات يتجنبن الخروج بشكل…
د. فوزية العطية: بالضبط.
محمد كريشان: نعم.
د. فوزية العطية: بالضبط هنالك نوع من التحفظ على خروج المرأة، وهذا مما كان من المعوق الأساسي في اليوم.. الذي لاحظناه صباح هذا اليوم من تواجد المرأة بشكل كبير في هذا التجمع.
محمد كريشان: نعم، سيدة نبأ البراك، يعني تأكيداً لكلام الدكتورة، اليوم تحدثت مع بعض النساء ربما اليوم يعتبر أول خروج لهن إلى الشارع، بعضهن جئن إلى هذه الندوة لأول مرة يخرجن من البيوت، يعني هل المرحلة السابقة بعد أكثر من ست أسابيع من الحرب كانت عموماً المرأة حبيسة البيت إجمالاً؟
نبأ البراك: بالضبط.. بالضبط الأيام الأولى من الحرب لأ كان الأمان أكثر سائد من الأيام اللاحقة، يعني كان أنا كنت أطلع أسوق وأتنقل، وأنا من النساء اللي احتجبت عن الخروج بالرغم من إنه يفترض أن أروح أداوم في كليتي، دعوات للدوام دعوات للطلبة الطالبات أن يروحون يداومون، المرأة صارت لا تستطيع أن تخرج إلى الشارع من غير مرافق كأن يكون زوج أو أخ أو أي إنسان آخر ممكن أن يرافقها لتأدية المهمة.
محمد كريشان: يوصلها إلى العمل، وينتظرها أو.. أو..
نبأ البراك: ينتظرها، الأم تنتظر والأخت تنتظر، وإذا نروح هسه إلى المدارس أو إلى الكليات نشوف نسبة حضور الفتيات جداً قليل، لأن معاناة الأهل يعني هَم فوق الهموم إن شلون يوصلون بناتهم إلى المدارس أو إلى الوظائف، تهديد.. تهديد بالقتل تهديد بالسلب، تهديد من كل جانب، كلام يمكن جارح الواحد يسمع، فتجنباً لكل هذا المرأة احتجبت وراء الجدران، وسكنت البيت.
محمد كريشان: سيدة عواطف، في.. في مثل هذه الأجواء تلعب الإشاعة دور كبير، إلى أي مدى ربما الموضوع ضُخِّم، حديث متناقل بين الناس جعل المرأة تنكمش وتشعر بأنها مهددة أكثر من غيرها؟
عواطف أسود: لأ، هي الإشاعات إلها دور كلش كبير، ولكن الأمان غير متوفر في الشارع، لذلك -مثل ما اتفضلت زميلتي- الأب يلازم ابنته للذهاب إلى المدرسة أو للذهاب إلى الجامعة، ومن هذا المنطلق لوجود الشباب العاطلين عن العمل والموجودين في الشارع، فلو استخدمنا أو شُغِّل هؤلاء الشباب في بناء العراق الجديد سوف يقل نسبة العاطلين عن العمل الموجودين بالشارع، وبذلك تقل نسبة الجريمة الموجودة.
محمد كريشان: نعم، دكتورة فوزية، المرأة ربما من أكثر الشرائح الاجتماعية التي عانت سواء في سنوات الحصار، وخلال الحرب، والآن في مرحلة ما بعد الحرب، هل تعتقد بأن معاناتها الحالية تختلف أو هي أكثر قوة وعبئاً من معاناتها في السنوات الماضية؟
د. فوزية العطية: الحقيقة المرأة العراقية بشكل خاص كانت من القوة بحيث كانت قادرة على مواجهة التحديات، عندما يواجه المجتمع تحديات نجد أن المرأة تحاول أن تكون هي في المقدمة، ولذلك نجد أن المرأة في مختلف مراحل التطور الحضاري والاجتماعي بالمجتمع العراقي حتى في ظل الحكم الديكتاتوري الذي امتد طيلة 35 عاماً، وفي الحقيقة كانت المرأة تعاني، إلا أنها كانت قادرة على مواجهة هذا التحدي، وفي الوقت الحاضر نجد أن شريحة كبيرة من النساء استبشرت بعملية الانقطاع التي قد تحصل في هذا المجتمع، عملية الانقطاع الاجتماعي الحضاري، نظراً لأن التغيُّر المتوقع سوف لا يكون تغيُّر بطيء، تغير تلقائي، وإنما كانت هنالك حرب، وهذه الحرب قضت على نظام برمته، وبشكل سريع، وسنواجه في مرحلة ما بعد الحرب مجتمع جديد، نطمح كنساء أن يكون وضع المرأة بشكل أفضل، لأننا نتوقع أن تحصل حالة انقطاع ما بين المرحلة السابقة التي كانت فيها تراكمات عديدة وترسبات في الحقيقة، وإن كانت قد أُزيلت في عقد السبعينيات، إلا أنها نتيجة لدخول العراق حربين.. حرب الخليج الأولى وحرب الخليج الثانية، ومعاناة المجتمع بشكل عام والمرأة بصورة خاصة من الحصار الذي امتد طيلة 12 عام تطمح المرأة في الوقت الحاضر أن تتخلص من كل تلك التراكمات، وتجد نفسها في مجتمع جديد، وتحاول أن تشارك في عملية التخطيط والتنفيذ في مختلف مجالات الحياة، في مختلف المؤسسات الاجتماعية في هذا المجتمع، وبشكل خاص تحاول أن تساهم بصورة فعالة بشكل ذاتي بالمساهمة بالتشريع القانوني، وبتشريع قانون الأحوال الشخصية الذي أصبح في العقدين الأخيرين مجحف بشكل غير اعتيادي للمرأة العراقية حيث أنها حُرمت من العديد من المكاسب التي حققتها في العقود التي سبقت العقدين الأخيرين.
محمد كريشان: ولكن هل.. هل تعتقدين دكتورة.. هل تعتقدين دكتورة الآن في خضم هذه الأجواء الحالية الآن في العراق كل الملفات مفتوحة، الملف السياسي، والاقتصادي، والأمني، وغيره يعني ربما.. ربما المرأة قد لا تجد الفرصة الآن ليقع.. تقع معالجة صحيحة وجريئة لملفها، لأن التراكمات عديدة، ولأن ربما قد تكون الأولويات السياسية والأمنية أكثر ضغطاً، نسأل السيدة عواطف.
عواطف أسود: يجب أن يكون للمرأة دوراً في الوقت الحالي، يجب أن يبرز دور المرأة، لأن المرأة عانت طيلة هذه السنين، وظلت تكافح وتدبر، وتربي، ودخلت في كافة مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية، كانت بديلاً عن الرجل، كانت بديلاً عن الابن، لأن الابن يعني موجود في الجبهة، الرجل موجود في التزامات أخرى، الأبناء الآخرين سافروا بخارج العراق، فلذلك بقت المرأة تكافح، فيجب قبل أن يتم تأسيس حكومة انتقالية ولو الملفات مثل ما اتفضلت كلها مفتوحة، يجب أن يُفتح ملف المرأة، ويتم دراسته بعناية لإيصال صوتها في كافة مجالات الحياة المختلفة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وأخذ رأيها بنظر الاعتبار باتخاذ القرار في كافة هذه المجالات.
محمد كريشان: ولكن سيدة عواطف هل تعتقدين بأن هناك من النساء العراقيات من يستطعن فرض هذا الموضوع على أجندة السياسيين، وهم مشغولون بمسائل عديدة كثيرة؟
عواطف الأسود: أتصور- إن شاء الله.. إن شاء الله- بتجمعاتنا وبلقاءاتنا وبالقرارات التي سنخرج بها، نطمح أن نصل ويصل صوت العراقيات بصورة عامة، لكي ندخل في كافة مجالات الحياة المختلفة إن شاء الله.
موقع ملف المرأة العراقية من الأجندة السياسية الجديدة
محمد كريشان: سيدة نبأ، اليوم إحدى المشاركات تدخلت، وقالت بأن كل ما تقولونه الآن هو سابق لأوانه، يعني حتى داخل الصف النسائي – بين قوسين – هناك من يعتقد بأن هناك أولويات أخرى أكثر ضغطاً على المجتمع العراقي، ما رأيك؟
نبأ البراك: صحيح، وضع البلد الآن مُمزق، مثل ما تفضلت كثير من الملفات يجب أن تُفتح ويعاد النظر بها، إحنا اتكلمنا عن أشياء آنية، واتكلمنا عن أشياء طموح مستقبلي، الأشياء الآنية اللي هي اتكلمنا عن الأمن المفقود في البلد لآثاره على الأسرة العراقية، ومن ضمنها المرأة.. المرأة، إحنا مطالبين أن نطلع للعمل، ما نقدر نطلع للعمل يا أخي، يجب أن ينظروا بهذه الحالة يجب أن -في أسرع وقت – تُحل مشكلة الأمن، الأمن يعني فرض الدوام اللي دعوا إله قوات التحالف، في نظري آني أكو أولويات قبل الدوام، يعني أوفر أمان، أوفر كهرباء، أوفر اتصالات الطلاب والطالبات ما بيروحوا للدوام.. ليس مضربين عن الدوام، يريدون يداومون يريدون يكملون السنة، لكن الظروف ما مهيئة لأن.. يوصلون إلى هذا الموقع اللي يدرسون به، فأكو أولويات اللي تهم المرأة وتهم الأسرة، إحنا ما.. ما نتكلم عن المرأة بمعزل عن أسرتها المرأة هي ركن مهم من أركان الأسرة، والبنت جزء من الأم وجزء من الأسرة، فالأمان اللي مفقود عن الأب، الأب مين يطلع ما مطمئن إنه راح يرجع البيت أو ما يرجع، فإحنا نطالب بالأمن، نطالب بتوفير الكهرباء، نطالب بتوفير المواصلات اتصالات ثم طموحاتنا المناهج.. لازم المناهج التعليمية من الأولويات يجب أن يُنظر بها، لأن الدوام راح يبتدي بعد أربعة أشهر على السنين.. السنة المقبلة، نظام التعليم يجب أن ينظر به، الطلاب خصوصاً في المرحلة الابتدائية الآن نفسيا مهزوزين من شخص كان بدرجة عليا في المجتمع ينظروا له نظرة مقدسة، وفجأة انهار هذا الشخص أمام عينهم، المدرسات يمزقون ما كُتِبَ في الكتب أمام الطالب نفسياً يجب أن يُعالج هذا الطالب، المدرِّسة يجب أن تأخذ دورات كيف تتعامل مع الطالب ما بعد صدام حسين، شلون أشيل الصورة اللي كانت موجودة عنده واللي اتشوهت، وتتشال بشكل تدريجي، بحيث الطالب يتقبل إنه ممكن أن يصير تغيرات، ممكن أن يكون خطأ ويجب أن يصحح بالحياة، حياة مو دائما صح تكون، أكو جوانب خطأ وتُصحح، فأكو أولويات ومن ضمن الجدول اللي نطمح أن يكون، هو أن تدخل المرأة وتوصل صوتها وأكو مطاليب تطلبها القبول بالجامعات راح يحصل قريباً في الشهر التاسع أو العاشر، التفاوت في درجات القبول بين البنات والذكور بين الإناث والذكور، يجب أن ينظر بها، لِمَ ها التفرقة هذه؟
المرأة العراقية بين عقلية الماضي وتخوفات المستقبل
محمد كريشان: هذه.. هذه من المسائل التي أشُيرت.. أشُير إليها اليوم، نسأل الدكتورة فوزية، هذا ما اعتُبر تمييز ربما بين البنات والبنين في الجامعات والقبول، وجد أيضاً اليوم من يسعى.. من يسعى لتبريره أو لإعطاءه مفهوم، يعني دكتورة لو تشرحين – عفواً – لو تشرحين لنا أكثر هذه النقطة؟
د. فوزية العطية: في الحقيقة كما ذكرت في السبعينيات لم يكن هنالك تمييز بين النساء.. ضد النساء في دخول الجامعات، لكن بعد تورط العراق بحربين وبعد تعرضه لهذا الحصار، أصبحت المرأة تدرس لتحصل على الشهادة، وتجلس في البيت ربة بيت زوجة، منجبة للأطفال، ولا تعمل، لماذا؟ لأن ليس هنالك ما يُعطى للمرأة مما يشجع هذه المرأة في أن تترك المنزل وتذهب إلى العمل، ليس هنالك مردود مادي أو معنوي للمرأة العاملة الحاملة للشهادة، ولذلك عندما كانت تحصل على معدل عالي، تدخل كلية الطب، تدخل كلية الهندسة إلا أنها مطالبة في كلية الطب من خلال نظام (Rotation) ومن خلال نظام القرى والأرياف أن تذهب للريف لتعمل هناك، وفي الحقيقة تغيرت صورة المرأة في المجتمع، تغيرت نظرة الرجل للمرأة، تغيرت نظرة المجتمع للمرأة، تغيرت نظرة المرأة لذاتها، هذه كلها أدت إلى ظهور مخاوف، إلى تراكمات مخاوف، وأثرت في شخصية المرأة وفي شخصية الرجل مما أصبح عامل يعيق عملية انتقال المرأة من منزل أهلها إلى قرية أو إلى ريف لممارسة العمل، فأصبحت تحتل مقعد في الدراسة، وقد يحرم طالب ذكر إلا أنها عندما تحصل على هذه الشهادة تجلس في البيت، ويبقى الطالب الذي حُرم من هذا المقعد دون فائدة وفي هذا خسارة للمجتمع وللمرأة، وإن كان باعتقادي أن الظروف التي مرت بها المجتمع، المرأة كانت تجلس في المنزل إلا أن.. إلا أن الذكر أيضاً كان عندما يحصل على شهادة عالية نظراً لعدم المردود المادي والمعنوي الملائم لسنوات الدراسة، نجد أن أيضاً الشاب يترك العمل في بعض الأحيان، حتى وإن كان طبيباً أو مهندساً، ويتفرغ إلى العمل التجاري في داخل البلد أو يهاجر يغادر البلد إلى أقطار أخرى عربية أو أجنبية، وفي بعض الأحيان تجد خريج كلية الطب أو خريج كلية الهندسة يعمل حمَّال عتَّال، يعمل غاسل صحون في مطعم ما.. في بلد آخر..
محمد كريشان [مقاطعاً]: هل.. هل.. هل عانت أيضاً الطالبات من نفس الإشكالية أم العقلية في المجتمع تجعل من مثل هذه الاحتمالات صعبة في.. في التطبيق؟
د. فوزية العطية: هي الحقيقة العراق تعرض إلى ظروف غير طبيعية على الإطلاق، تقوقع هذا المجتمع، عُزل هذا المجتمع وبشكل خاص المرأة، انقطع الاتصال ما بين المجتمع العراقي وما بين المجتمعات الأخرى، حُرم العراق من استخدام التكنولوجيا بشكلها الصحيح، حُرم من مشاهدة الفضائيات، حُرم من السفر وبخاصة المرأة، كان هنالك نظام التحجير، لا يمكن للمرأة أن تغادر القُطر إلا بمصاحبة محرم رجل، ليحميها وقد يكون هذا المحرم ابنها، وحتى حُرمت من مطالعة مجلة أو جريدة، عندما يغادر رجل أو حتى امرأة إلى الخارج ويدخل العراق بصحبة.. وبصحبته مجلة أو جريدة تُصادر منه، فصودرت حريات المرأة بشكل خاص وبطبيعة الحال المكونات النفسية للإنسان سواء كان رجل أو.. أو امرأة، هو حصيلة التفاعل ما بين الإنسان والظروف المحيطة به، فعانى المجتمع العراقي وعانت المرأة من ظروف صعبة جداً، وعملية التنشئة الاجتماعية أيضاً أصبحت توجه المرأة منحى معيناً، وهذا مما أثر بصورة سلبية على المرأة، أثر على العائلة أثر على الرجل، أثر على المجتمع تقدمت المجتمعات حتى الأقطار العربية، الأقطار الخليجية إلا أننا نجد أن المجتمع العراقي أخذ في الحقيقة يتراجع للوراء، المجتمع.. التقدم والتطور عادة يكون إلى الأمام، الحال في العراق كان نقيض ذلك، هنالك تراجع بسبب الحربين الداميتين، بسبب الحصار، بسبب التعسف، بسبب تعدد الزوجات الذي أدى إلى تفكيك الأسرة، بسبب تأنيث الأسرة، غياب الرجل بسبب الحرب أو الهجرة، أُنثت الأسرة وانتقلت في الحقيقة المفاهيم القبلية والريفية إلى داخل المدينة، ظهرت هنالك ظاهرة التريف في المدن، حتى في العاصمة بغداد، وأصبحت العقلية السائدة في العاصمة وفي بقية المدن الأخرى هي عقلية ريفية ونلاحظ لحد الآن آثار ذلك هنالك من يطالب بإعادة القبلية والعشائرية، وفي الحقيقة إذا ما أُعيد نفوذ ومشاركة رؤساء القبائل والعشائر في السلطة في المجتمع العراقي، هذا سيؤدي إلى تقهقر سريع إلى الوراء بالمجتمع برمته وطبعاً الخاسر الأول يعني المرأة تخضع كلما تعرض المجتمع إلى معاناة كلما كانت معاناة المرأة بصورة مضاعفة بشكل أكبر، وبالحقيقة إذا ما ساهم رجال العشائر.. رؤساء العشائر والقبائل، سنجد أن المرأة قد فقدت حقوقها كافة، وكذلك إذا ما بقينا بنفس العقلية السابقة، عقلية التفتيت والتشتيت، إذا ما قسمنا المجتمع على أساس عِرقي، على أساس ديني، على أساس طائفي، على أساس مذهبي، ستكون هنالك نتائج سلبية على عموم المجتمع وستتحمل المرأة العبء الأكبر من هذه السلبيات، لذلك أحذر.. أحذر وأحذر، يجب أن نواجه هذه التحديات ليس هنالك تقدم أو تطور تلقائي، وإنما هنالك تخطيط، هنالك تنظيم، هنالك توجيه، ولابد لصاحب الحال للمرأة ذاتها أن تأخذ المبادرة، وتقتحم هذه المجالات لكي تتبوأ المكانة الملائمة لها.
محمد كريشان: شكراً جزيلاً للدكتورة فوزية العطية (أستاذة علم الاجتماع في جامعة بغداد) التي ستغادرنا في هذا الفاصل، شكراً جزيلاً دكتورة.
[فاصل إعلاني]
محمد كريشان: نرحب بعد هذا الفاصل بانضمام السيدة ميسون الدملوجي وهي (عضوة مؤسسة في تجمع الديمقراطيين المستقلين) الذي يتزعمه السيد عدنان الباجه جي والذي بمبادرة منه عُقدت ندوة اليوم، أهلاً وسهلا سيدة دملوجي.
ميسون الدملوجي: أهلاً وسهلاً.
محمد كريشان: حضرتك انتظرت 22 سنة حتى تعودي إلى.
ميسون الدملوجي: نعم.
محمد كريشان: إلى العراق وانتظرتِ 22 دقيقة حتى تلتحقي بالبرنامج، أهلاً.. أهلاً وسهلاً بكِ.
ميسون الدملوجي:.. شكراً.
محمد كريشان: سيدة دملوجي حتى نظل على ارتباط بموضوع المرأة وبموضوع الندوة أيضاً، لماذا شعرتم في التجمع بضرورة عقد مثل هذه الندوة؟ هل لديكم تصور لضرورة تحريك قطاع واسع من النساء الآن في هذه المرحلة، رغم سيطرة الهموم السياسية؟
ميسون الدملوجي: والله العراق بعد هذه العقود الثلاث اللي مر بيها أدى إلى -عفواً- إلى انحطاط في كل مستويات الحياة، ومن ضمنها المرأة، المرأة العراقية كان إلها دور في الدولة العراقية في تسيير الأمور، وعلى غفلة بدأ دورها ينحسر، بدأ دورها ينحسر مع انحسار الطبقة المثقفة الوسطى، اللي هي العماد.. العمود الفقري اللي يعني تعتمد عليه أي.. يعتمد عليه أي مجتمع من أجل التطور، اليوم المرأة حقوقها مغبونة، وهذا يعني ما حدث فجأة، هو حدث على تراكمات العقود الاثنين الأخيرة اللي زميلاتي تحدثوا عنها فيما سبق.
المرأة وضعها خاص، طبعاً المجتمع كله وخصوصاً المرأة نحن بحاجة إلى إعادة ترتيب أوضاعها، إلى تنظيمها، إلى النهوض بيها.
محمد كريشان: نعم، دكتورة فوزية قبل قليل أشارت إلى مخاوف حقيقية من عودة العشائرية، واعتبرت بأن هذا ربما يؤدي إلى تقهقر معين في وضع المرأة العراقية، بعض الجهات الأخرى ربما تكون لديها تخوفات من تيارات دينية أو.. أو غير ذلك، هل هذا هو ما يجعل المرأة الآن مدعوَّة للتحرك الآن قبل أن تتشكل الصورة وتهدأ؟ وبالتالي يصبح التغيير أكثر صعوبة؟
ميسون الدملوجي: والله شوف يعني إحنا تطلعاتنا هي أكثر من.. من هذه الأفكار الضيقة اللي يحاولون يسيطرون علينا من خلالها، إحنا اليوم دخلنا بالقرن الواحد وعشرين، وأملنا أن ندخل بفعالية في هذا القرن، ونحن قادرون على ذلك، يعني هذه الأفكار سواء كانت قبلية.. على فكرة إحنا ما عندنا شيء ضد القبلية ولا ضد الدين خلي يكون معلوم، لكن سيطرة الأفكار الرجعية على المجتمع في هذه العقود الأخيرة راح تعيق تطور المجتمع بأكمله ومن جملته المرأة.
محمد كريشان: نعم، سيدة عواطف هل هذه المخاوف في محلها الآن؟
عواطف أسود: لأ.
محمد كريشان: ولكن يعني قد يرى البعض بأن إذا ما أخذت هذه التيارات الحظوة، جزء من أجندتها الاجتماعية والسياسية لها تصور معين لوضع المرأة.
عواطف أسود: نعم يجب احترامها..
محمد كريشان: قد لا يلتقي بالضرورة مع فئات عديدة وخاصة من النخبة المثقفة..
عواطف أسود: يجب احترام حرية الفكر عند المرأة في كافة المجالات، وألا نغفل دور المرأة في هذه المجالات، المفروض في حالة بناء العراق الجديد أن الجميع يتكاتف وأن الجميع يتآزر لإزالة هذه المخاوف حتى نستطيع أن نخطي خطوة جديدة إلى الأمام.
محمد كريشان: سيدة نبأ.
نبأ البراك: نعم؟
محمد كريشان: هل لديكِ تخوفات في هذا.. على هذا الصعيد؟
نبأ البراك: لأ إن شاء الله ما أكو ها تخوفات هذه، يعني هي مجرد لكون هناك انفلات أمني، كل فئة ترفع شعار، هناك من يدعو المرأة إلى العودة إلى البيت..
محمد كريشان: الكل يتحدث الآن إذن..
نبأ البراك: الكل يتحدث، وهناك شعارات كثيرة مرفوعة، هناك من أفتى أو قال اقتلوا المرأة إذا رأيتوها في الشارع تمشي من غير الزي الإسلامي، هاي حرية شخصية.
عواطف أسود: وبالعكس أيضاً..
نبأ البراك: المرأة اللي ترغب أن ترتدي الحجاب الإسلامي فهي حرة، والتي لا ترغب هي حرة، وكل إنسان مسؤول عن تصرفاته وأعماله، فأن تعود المرأة بعد قرون من العمل إلى البيت وتترك فراغ، إحنا السنين الأخيرة البلد مؤسساتها أدارتها النساء، لأن حضرتك تعرف أن الرجل كان دوره مغيب نتيجة الهجرة، نتيجة الحروب اللي سحقت خيرة الشباب، المرأة أدارت هذه المؤسسات، فمن الصعب الآن أن تعود إلى البيت وتعمل كآلة تفريخ وحضانة، وتترك الجانب العملي في حياتها، المرأة درست، تثقفت لأجل أن تعطي، والعطاء ممكن أن يكون في بيتها وخارج بيتها، المرأة لما تكون مثقفة وعاملة إلها تأثير أعتقد أكثر انفتاح في بيتها من المرأة التي لا تعمل، يعني اللي لا تعمل ليس لها احتكاك مع المجتمع، مع الآراء المختلفة، تتبلور شخصية المرأة عندما تعمل، وهذا ينعكس على أسرتها، على تربيتها لأولادها، فالعودة إلى البيت شيء أعتقد غير منطقي وغير مقبول، فهذه المخاوف أعتقد مجرد كلام، لأن المجال مفتوح للكلام الآن، كلٌّ يعزف على نايه.
ميسون الدملوجي: أقدر بس أضيف فاد شيء الخطر أن المرأة تطلع فتاوي بقتلها إذا أسفرت كذا، الخطر إن.. إنه اليوم ليس هناك من يدافع عنها، هي تشعر بخوف حتى الأخت نبأ قبل أيام لما طلعت الفتوى ترددت مع نفسها هي أستاذة جامعية راح أروح للجامعة، هل سأضطر إلى وضع الحجاب؟ وأنا غير مقتنعة به، لو كانت مقتنعة شيء آخر، تفادياً لـ.. لخطر يعني ليس هناك من يدافع عنها.
محمد كريشان: عبد السلام أبو مالك سأل بعض المشاركات في ندوة اليوم، سألهن عن دور.. الدور المستقبلي للمرأة العراقية وبعض القوانين في مدونة الأحوال الشخصية هنا في العراق، ومدى تطابقها أو عدم تطابقها مع الشريعة الإسلامية طالما نتحدث عن هذا المجال.
لطفية الدليمي (روائية عراقية): في هذه الشهرين اللي مرت على وجود قوات الاحتلال في البلد، غُيِّب وجود المرأة تماماً عن الشارع وعن الأماكن العامة وعن أي شيء، بسبب الأحداث، بسبب اختلال الأمن، بسبب حالة التشوش السائدة في البلد، أنا أعتقد هذه فترة مؤقتة وستزول، وستعود المرأة إلى أداء دورها المؤثر والفاعل في صناعة حاضر ومستقبل البلد بالشراكة مع الرجل، بدون هذا الفصل بين الجنسين، شراكة.. هناك شراكة وهناك تكامل، لا يقوم مجتمع على جناح واحد، ولا على عمود واحد، على العمودين، الرجال والنساء هم صانعو الحياة.
هدى النعيمي (جامعة بغداد): الحياة لا تستقيم كما تعلمون إلا امرأة ورجل، أنا أريد تكافؤ فرص مع الآخر، أريد الآخر يفهمني وأفهم الآخر، أريد أن يكون إلي صوت وأن أتجاوز هذا التسيد الذكوري لجهة إصدار قوانين ولجهة أوضاع اجتماعية، لابد من أن يصار إلى تغييرها في المستقبل، لا سيما ونحن نساء العراق الآن نتطلع إلى مستقبل واعد، مستقبل مشرق، نتجاوز فيه الإخفاقات السابقة وكل الضغوطات والآلام التي عاشتها المرأة العراقية.
بان الدملوجي (مهندسة استشارية): لو كان فكر الأحزاب والتعددية الحزبية راح يصير في العراق فعلاً، يفترض الأحزاب هي من.. منها وبيها، تفرض مثلاً مقاعد نيابية معينة إلى المرأة، كائن بمفهوم التعيين، 20% من الكراسي للنساء، فمجبورين الأحزاب بهيك حالة أن يقدموا القائمة النوابية مالتها أو النائب بالدائرة الانتخابية، عدد من النساء، وهو مجبر أن يدفعها لقدام، وإن كانت هي ¾ مؤهلة إلى الموقع.
المرأة واخدة حقوقها لو افتهمنا الإسلام صدق، ولو افتهمها الشريعة والفقه صدق، بس مو خلال معاني أريد أفسر الإسلام أفسره حسب أهوائي، وشويه بل.. إضافة كلمة واحدة تغير المعنى بأكمله، وبالنتيجة اسمه إسلام واسمه مو إسلام.
سعدية حسون (صيدلانية): يعني إحنا كبلد مسلم القوانين التشريعية يعني تكون هي تضمن حقوق المرأة، بالعكس يعني إحنا ما نريد إنه نبتعد عن الشريعة، ندخل في متاهات، وإحنا في غنى عنها، وجربنا يعني العالم كله جرب القوانين الغير سماوية من.. ما صار المرأة فشلت يعني بالعكس المرأة في ألمانيا، في الدول الغربية، بعد ما نما المجتمع، بعد ما قام من.. يعني قام إلى.. إلى السلطة، المرأة خدت دورها، فبدأت تشوف إنه عائلتها مفككة، فبدت ترجع إلى العائلة.. فالمفروض إنهم يعني تكون قوانينَّا ضمن الحدود التشريعية الإلهية يعني أنا ما أؤمن أبداً بأنه تكون قوانين غربية أو قوانين، نحن أدرى بمجتمعنا.
مدى تضرر المرأة العراقية من القوانين المجحفة الخاصة بالمرأة
محمد كريشان: سيدة ميسون هل تعتبرين بأن فعلاً هناك بعض القوانين المجحفة في مدونة الأحوال الشخصية العراقية، وبأن المطلوب الآن مراجعتها أو على الأقل الشروع في المطالبة بمراجعتها؟
ميسون الدملوجي: هو الحقيقة حدث تراجع في قوانين الأحوال الشخصية بالعراق من الستينات، إحنا نحب نستند إلى القوانين العالمية في قضية حقوق المرأة اللي هي مقر بها عالمياً والعراق موقع عليها مثل البيان العالمي لحقوق الإنسان ومواثيق ضد.. التمييز ضد المرأة وغيرها، المرأة من حقها ما دام أثبتت نفسها بجدارة بأنها كفوءة إلى العمل والإنتاج فمن حقها أن تتساوى بالقانون أمام الرجل.
محمد كريشان: نعم، سيدة عواطف عُدلت اليوم في الندوة بعض الأشياء التي ربما تحتاج إلى.. إلى مراجعة، لو تعطينا فكرة عنها.
عواطف أسود: فيما يتعلق بتعدد الزوجات، مبدأ تعدد الزوجات بالسابق كان يعني يؤخذ رأي المرأة بنظر الاعتبار في حالة أن يختار الزوج زوجة ثانية، ولكن بسبب الظروف اللي مر بها العراق، وبسبب الحروب فصار الزوج يتزوج أكثر من امرأة وهذا يعني يعتبر..
محمد كريشان: بغض النظر عن الموافقة أو عدم الموافقة.
عواطف أسود: بغض النظر عن الموافقة، وهذا من الأمور المهمة التي يجب أن يتم إعادة التشريع بها وأخذها بنظر الاعتبار.
محمد كريشان: نعم، سيدة نبأ أنتِ شرحتِ أكثر في.. اليوم ما هي الأشياء التي تحتاج إلى مراجعة؟ لو تعددينها بسرعة.
نبأ البراك: حقيقة وهي تمس المرأة وتمس الرجل يعني.
محمد كريشان: المحرم أشرنا إليه قبل قليل مثلاً.
عواطف أسود: أيه، صحيح.
نبأ البراك: بالنسبة إلى قانون الجنسية، المرأة العراقية إذا كانت متزوجة إلى شخص غير عراقي وأنجبت منه أولاد، الأولاد لا يحق لهم التمتع بجنسية والدتهم، يأخذون جنسية الأب، في حال ما ترملت هذه المرأة أو طلقت ويجب أن تعود إلى أهلها أولادها لا يمنحون حق المواطنة في العراق.
محمد كريشان: يعني تكون هي مواطنة ويكون أولادها مقيمين أجانب في البلد.
نبأ البراك: مقيمين تنتهي الإقامة ويجب أن يغادروا، المرأة التي تتزوج قبل السنين اللي فاتت وحتى إلى أشهر قريبة، المرأة المتزوجة من أردني أو فلسطيني يطالبوها بإسقاط الجنسية العراقية عنها، وإذا نفس الحالة تكررت طلقت أو تم.. العفو ترملت..
محمد كريشان: ترملت..
نبأ البراك: أين تذهب؟ انفصلت عن زوجها وهي فاقدة إلى جنسيتها أين تذهب؟ فقانون الجنسية يجب أن يُعاد النظر به، نقطة أخرى أنا أحب أن أشير إليها وهذا طموح مستقبلي يجب أن ينظر بالحالة الاقتصادية للمرأة، ليست كل امرأة هي امرأة عاملة، هناك كثير من النساء لا يعملن، واعتماد الإعالة يكون على الزوج أو على الابن أو الأخ وهذه إجحاف بحق المرأة، يعني بلدنا غني، بالإمكان الرعاية الاجتماعية أن تخصص راتب لكل امرأة ليس لها مقعد وظيفي في الدولة، إسناد إلها، قوة إلها تكون، تشعر بإنسانيتها إنه عندها طاقة.. الاقتصاد ضروري للإنسان سواء امرأة أو رجل فعندها طاقة أن تكون كإنسان تتحرك بحرية لتهدي وتشتري وتصرف على راحتها، فهذا أيضاً مطلب مهم أعتقد يمكن في الوقت الحاضر يكون لأ مبكر، بس على المستقبل نطمح أن يتحقق.
عواطف أسود: عفواً في بعض دول العالم يعني المتطورة المرأة أو الرجل من يصلون إلى سن معين تبدأ الدولة تنطيهم رواتب محددة لمساعدتهم على تمشية أمور الحياة اليومية، فيعني يا ريت إحنا بلد خير وبلد نفط وبلد غني أن تؤخذ مثل هذه الأمور بنظر الاعتبار مستقبلاً.
محمد كريشان: سيدة ميسون اليوم كانت لديك بعض التحفظات عن الصورة المنقولة في وسائل الإعلام العربية والدولية عن وضع المرأة وأظهرتِ نوع من الاستياء من ظهور المرأة دائماً في شاشات التليفزيون، المرأة العراقية تحديداً و.. وهي في وضع البائعة المهملة على الرصيف أو.. أو أن..
ميسون الدملوجي: المقهورة المسلوبة الإرادة..
محمد كريشان: نعم، وهذا جزء من الواقع، ولكنه ليس كل الواقع يعني.
ميسون الدملوجي: هذا.. ليس.. ليس كل الواقع، لا بالضبط العراق به شريحة اللي تكلمت عنها فيما سبق الطبقة الوسطى، الموظفات، العاملات اللي.. اللي في أحيان كثيرة هي اللي تصرف على عائلتها، وهي اللي تربي أولادها، لأنه الأزواج ما موجودين بسبب الحروب اللي تفضلوا بها زميلاتي فيما سبق، بس أحب أرجع على بعض النقاط إذا تسمح لي التي ذُكرت.
محمد كريشان: تفضلي.
ميسون الدملوجي: قانون الجنسية العراقية يجب أن يبدل رأساً على عقب بالكامل.
نبأ البراك: بالكامل.. بالكامل..
ميسون الدملوجي: هو سبب المشاكل اللي حلت بالعراق وهو سبب.. أحد أسباب الحرب الإيرانية وتهجير أنه فيه نوعين أكثر..
محمد كريشان: التابعة الإيرانية والتابعة..
عواطف أسود: أيه.. التبعية.
ميسون الدملوجي: التبعية (…) وإلى آخره، وأدت إلى مشاكل طائفية قسمت البلد بالإضافة إلى ذلك اليوم هناك ما لا يقل عن أربع ملايين عراقي خارج العراق ومعظمهم عندهم جنسيات أخرى، لازم العراق يقر بتعدد الجنسية مثل سوريا ومثل لبنان ومثل مصر مثلاً والأردن، الدول المحيطة بنا، زين، إلا إذا العراق مستعد أن يتخلى عن أربع ملايين من شعبه وهذا شيء مستحيل، فيعني قانون الجنسية يجب مو بس بشأن المرأة أصلاً يجب أن يقلب رأساً على عقب.
أما قضية تعدد الزوجات اللي تفضلت بها الأخت عواطف الحقيقة القانون العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية لم يأخذ بالشريعة كاملة مثلاً قطع اليد موجودة بالشريعة، لكن ما حد يذكرها إذا.. إذا انذكرت يمكن نصف الشعب العراقي، يعني آسفه مو.. شو اسمه؟ الرجال خصوصاً راح تقطع يدهم، فتعدد الزوجات هو نعتبرها نفس الشيء يعني تمام هو موجود بالشريعة الإسلامية بس مو بالضرورة يطبق..
عواطف أسود:… بموافقة الزوجة..
ميسون الدملوجي: مو بالضرورة يطبق مثل غيره من الشرائع الموجودة.
محمد كريشان: نعم أول.. أول جمعية نسائية في.. في العراق كانت في بداية العشرينات.
ميسون الدملوجي: أي نعم.
محمد كريشان: الآن أنتم تدعون إلى تأسيس تجمع نسوي جديد يكون غير سياسي، هل لديكم أو لديكن آمال عريضة على هذا التجمع في إمكانية فرض مثل هذه المطالب على أجندة السياسيين.
ميسون الدملوجي: والله بالتأكيد إحنا أملنا أن نخلق مو بس قضية المرأة، لكن مجتمع مدني، مؤسسات مهنية اللي هي يعني بالنتيجة ما تطلب أن تستولي على السلطة، وإنما هي قوى.. قوات دفع على السلطة على توجهات التخطيط للبلد ومستقبله وإلى آخره، مهنية، فنية، أكاديمية ومنها.. جملتها، وأساس.. وركيزة إلها هي الجمعيات النسائية.
محمد كريشان: نعم، سيدة عواطف اليوم وقع حديث.. في.. في كل المحافل يقع الحديث عن ضرورة إقصاء البعثيين، اليوم سمعنا ضرورة إقصاء البعثيات، هذه يعني وعدم التعاطي مع أي امرأة كانت في اتحاد، يعني هل كل البعثيات أو من عملن في هذا القطاع يجب استبعادهن بالكامل؟
عواطف أسود: الحقيقة يعني حل الاتحاد العام لنساء العراق، هو المطلب حل الاتحاد العام لنساء العراق.
محمد كريشان: وعملياً محلول يعني.
عواطف أسود: هو عملياً محلول من الحل يعني حزب البعث العربي الاشتراكي، ولكن ليست كل بعثية سيئة، يجب أن نحاسب كل إنسان على ما عمله، وكل إنسانة على ما عملته، طبعاً يعني مثلت المرأة الاتحاد العام لنساء العراق (لطيل) هاي السنين، ولكن لم تحقق أي شيء للمرأة، فيجب أن نعطي دور لشريحة كبرى من المجتمع لكافة المنظمات النسوية لتتضامن وتتضافر وتختار من هو المناسب والملائم ليمثلها بشكل يكون يعني يعطي النزاهة وأن تكون هذه المرأة وتوضع في مكانها المناسب والملائم.
محمد كريشان: السيدة نبأ حول هذه المسألة.
نبأ البراك: أنا أؤيد ما تحدثت به الأخت عواطف، إحنا ما نريد نعيد دور الاتحاد العام لنساء العراق، كانت مؤسسة ضخمة، ميزانيتها كبيرة، حضرت مؤتمرات كثيرة، مثلت العراق في مستوى دولي كبير، بس كان لتمجيد السلطة.. لتمجيد السلطة الحاكمة، ما إيجى شيء..
محمد كريشان: تمجيد شخص بالأحرى يعني..
نبأ البراك: أو شخص، ما إيجى شيء على.. لمصلحة المرأة، وكان اتحاد النساء يقر ما يدعو إله الشخص المبجل، دعا إلى الحجاب تحجبن كل النساء سواء كن رافضين إلى الفكرة أو قابلين بها، دعا إلى زيادة النسل بدأوا يزيدون النسل من غير إقناع، إحنا اللي بنريده أن المرأة تكون مقتنعة بما تطلب ومقتنعة بما تحصل عليه واللي تطمح له تنوله لأجل مصلحتها، لأجل أسرتها، لأجل بلدها.
محمد كريشان: نعم، سيدة ميسون في نهاية البرنامج باختصار لديكم أمل عريض في إنشاء مثل هذا الاتحاد غير السياسي في الظروف الحالية؟
ميسون الدملوجي: نعم، اليوم الحقيقة ردة الفعل، يعني اليوم كان مثل عملية جس نبض، واستغربنا للحماس اللي أبدوه النساء أصلاً، بس شو اسمه؟ يعني السؤال اللي رأساً طُرِح علينا متى سنجتمع؟ يعني بالعكس الحقيقة فاد بادرة تبشر بخير، وإن شاء الله نقدر نعمل ونسهم في المستقبل الجميل اللي نطمحه لهذا البلد.
محمد كريشان: شكراً.. شكراً لكل المشاركات، شكراً للسيدة نبأ البراك.
نبأ البراك: شكراً لك.
محمد كريشان: وهي (أستاذة بكلية التربية ابن الهيثم في جامعة بغداد)، شكراً للسيدة عواطف أسود (وهي خبيرة حاسبات ومصرِفية ومالية)، وللسيدة ميسون الدملوجي (العضوة المؤسسة في تجمع الديمقراطيين المستقلين)، ونشكر أيضاً الدكتورة فوزية العطية التي شاركتنا الجزء الأول من هذا البرنامج وهي (أستاذة علم الاجتماع في جامعة بغداد).. إذن هذا الحديث كان عن شجون المرأة العراقية وهو حديث واضح بأنه ليس للنساء فقط، تحية طيبة من كامل فريق البرنامج ومن المخرج سلام الأمير، في أمان الله.