العراق ما بعد الحرب

قطاع النفط في العراق

أزمة الوقود في الشارع العراقي، وضع قطاع النفط في العراق ما بعد الحرب، مدى التدخل الأميركي في القطاع النفطي بالعراق.

مقدم الحلقة:

محمد كريشان

ضيوف الحلقة:


دثار الخشاب: المدير العام لمصفى الدُورة
محمود حميد أحمد: المدير العام السابق بوزارة النفط العراقية
د.مجدي صبحي: خبير بقضايا الطاقة في مركز الأهرام

تاريخ الحلقة:

18/05/2003

– أزمة الوقود في الشارع العراقي
– وضع قطاع النفط في العراق ما بعد الحرب

– مدى التدخل الأميركي في القطاع النفطي بالعراق


undefinedمحمد كريشان: مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله، أهلاً بكم مرة أخرى في حلقة.. حلقة جديدة من (العراق ما بعد الحرب) تأتيكم كالعادة يومياً من العاصمة العراقية بغداد.

النفط هذه الكلمة السر أو الكلمة المفتاح التي يُعيد إليها كثيرون أسباب الحرب على العراق، بل وأسباب المأساة العراقية برمتها بدت اليوم جديرة بهذا الوصف، فقد عانينا الكثير في إعداد هذه الحلقة في العثور على ضيوف يكونون في نفس الوقت مختصين في هذا المجال، وفي نفس الوقت يتحملون المسؤولية في هذا القطاع في هذه المرحلة في العراق.

البعض اعتذر عن حلقة اليوم راجياً أن يتم الموضوع في حلقة قادمة، البعض اعتذر عن الحديث مرة واحدة، البعض رفض حتى مجرد اللقاء بنا والحديث معنا، مثل مدير التسويق في وزارة النفط، مع أن قطاع التسويق وقطاع التوزيع تحديداً هو الأكثر عُرضة للانتقاد الآن في الشارع العراقي، البعض أيضاً تحجج بنقص المعلومات في هذه المرحلة ارتباطاً بالطبع بالمعلومات من الجانب الأميركي والنوايا الأميركية في هذا المجال.

على كل نرحب بضيوفنا في هذه الحلقة نشكر بالذات السيد دثار الخشاب وهو (مدير شركة مصافي الوسط – مصفى الدُورة) وقد جاءنا من موقع العمل ببدلته، نشكره تماماً، وسيعود مباشرة إلى موقع العمل بعد الحلقة لأنه تقريباً لا يذهب إلى بيته بالمرة ومُرابط في المصفى، شكراً للسيد الخشاب، معنا أيضاً سيد محمود حميد أحمد العاني وهو (مدير عام سابق بوزارة النفط)، ومعنا عبر الأقمار الاصطناعية من القاهرة الدكتور مجدي صبحي وهو (خبير قضايا الطاقة بمركز الدراسات الاستراتيجية بصحيفة "الأهرام" المصرية).

وفي البداية نتابع هذا التقرير لعبد السلام أبو مالك حول موضوع النفط سواءً كقطاع استراتيجي أو كهَم في الشارع العراقي.


أزمة الوقود في الشارع العراقي

تقرير/عبد السلام أبو مالك: وزارة النفط العراقية قلعة حصينة وسط بغداد تحظى بحراسة خاصة، والاقتراب منها حتى للتصوير ممنوع، غير بعيد عن مقر الوزارة وفي كل شوارع العاصمة تمتد أمام أعينك صفوف طويلة من السيارات، أصحابها يقضون ساعات طوالاً في انتظار دورهم لتعبئة سياراتهم بالوقود، أزمة الوقود الخانقة تزداد سوءاً كل يوم والناس يتساءلون عن سر الأزمة في بلد منتج ومصدر للنفط.

مواطن عراقي: الأوضاع مفتعلة، يعني ما أعرفها إلى متى راح تستمر هاي بعلم الغيب يعني الله أعلم بها، ولا ليش أزمة البنزين وإحنا بلد غني؟ شغلة محيرة، ليش أزمة الغاز؟ ليش أزمة كهرباء؟ ليش لحد الآن الكهرباء ما موجودة صار 40 أو 45 يوم؟ ليش فقط أعادوها بس وزارة النفط اللي سيطروا عليها وأعادوا بس الموظفين على وزارة النفط؟

عبد السلام أبو مالك: أكثر من ثلاثة ملايين لتر مكعب من الوقود توزع يومياً في بغداد، ومع ذلك لا تزال الأوضاع على حالها، البحث عن أسباب الأزمة قادنا إلى مصفى الدُورة أقدم المصافي العراقية، وواحد من بين ثلاثة مصافي عملاقة هي مصفى البصرة في الجنوب ومصفى البيجي في الشمال.

الإنتاج في مصفى الدورة توقف قبل يومين من دخول القوات الأميركية إلى بغداد، وأُعيد تشغيل المصفى بعد ذلك بنحو أسبوعين.

صلاح عجينة (مهندس تشغيل): عند معاودته للإنتاج في 13/4 بطاقة 20%، وثم رفعت الطاقة إلى 42%، وحالياً يعمل بطاقة 65%، إن الطاقات اللي عمل بها المصفى هي حسب توفر النفط الخام من المصادر الشمالية فقط لحد هذا التاريخ، ولحد الآن المصافي الجنوبي.. من المصادر الجنوبية ما وصلنا أي نفط.

عبد السلام أبو مالك: خزانات الوقود المحملة بالبنزين بنوعيه المحسن والعادي تنطلق من هنا يومياً لتفرغ حمولتها في محطات التعبئة بالعاصمة، لكن الوحدة الرئيسية لتحسين البنزين معطلة، وهي تخضع حالياً للصيانة.

ثائر ناصر (مشغل بمصفى الدورة): السبب الرئيسي لعدم تشغيلها هو النفط الخام، النفط الخام كُلِّش قليل، يجينا من كركوك ومن البصرة، من البصرة متوقف، وهذا.. هو هذا السبب الرئيسي يعني لقلة الوقود ببغداد يعني، هذا شغلة هذه الوحدة يعني وإيجي النفط الخام وقلة العطلات -إن شاء الله- يعني أكثر من الـ60% لازم تخلص.

عبد السلام أبو مالك: تحديث البنية التحتية للمنشآت النفطية العراقية من أجل رفع إنتاجها، واستمرار تدفق النفط العراقي للأسواق الخارجية، وإعادة إعمار ما دُمرِّ أثناء الحرب أهداف تعمل الإدارة المدنية الأميركية حالياً على تحقيقها في أقرب وقت بعد رفع الحصار المفروض على البلاد منذ اثني عشر عاماً.

الدراسات التي أعدت حول إعادة إعمار العراق أظهرت أن حجم الاستثمارات المطلوبة لكي يعود إنتاج النفط إلى ما كان عليه قبل عام 91 أي ثلاثة ملايين ونصف مليون برميل نفط يومياً تتراوح بين ثلاثة وخمسة مليارات دولار، لكن السؤال المطروح هو: متى سيتم الشروع في إعادة الإعمار؟

عبد السلام أبو مالك – (الجزيرة)- لبرنامج (العراق ما بعد الحرب)- بغداد.


وضع قطاع النفط في العراق ما بعد الحرب

محمد كريشان: سيد دثار الخشاب، مرة أخرى شكراً لقدومك، مصفى الدُورة من.. تقريباً أول مصفاة للنفط استعادت العمل في العراق، كيف يمكن أن نَصِف وضع قطاع النفط الآن في العراق؟

دثار الخشاب: حقيقة وضع قطاع النفط في العراق هو وضع متوقع بعد الخروج من هذه الحرب الشرسة، وإحنا في وزارة النفط كادر وزارة النفط بكافة مستوياتها سواءً الكادر القيادي والكادر الهندسي والفني يعمل لا يألو جهداً في العمل على إعادة إدارة المنشآت النفطية والشركات النفطية بأقصى طاقاتها بغض النظر أو بالرغم من الظروف الصعبة اللي تحيط العمل في المواقع النفطية وخاصة في المواقع النفطية في الشمال والجنوب حيث لا تتوفر الأمن بشكل مطلق في بعض المكانات.. بعض الأماكن، من الصعوبة الوصول إلى بعض المحطات وبعض المواقع.. محطات الضخ وبعض الآبار في الشمال كذلك في كركوك، وهذه إحدى النقاط اللي أدت إلى عدم وصول كميات كافية من النفط إلى المصافي العراقية وبالذات إلى مصفى بيجي والدُورة لغرض البدء بتشغيله بالطاقات المناسبة والطاقات القصوى، حقيقة إلى حد اليوم إحنا إلى حد إمبارح كنا نعمل بطاقة 47 ألف برميل باليوم في مصفاة الدُورة، بالرغم من أنه الطاقة القصوى يومياً 10 ألف برميل، إمبارح فقط.. البارحة فقط بدأ يصلنا كميات أخرى من كركوك، استطعنا الصعود بالإنتاج إلى 75 ألف برميل باليوم، وهذه يشكل فاد قفزة نوعية بهذا الاتجاه..

محمد كريشان: عادة كم الرقم يعني في.. في.. في الأيام العادية؟

دثار الخشاب: في الأيام الاعتيادية إحنا نعمل بطاقة تصفية 110 ألف برميل باليوم، حالياً نعمل، اليوم نعمل بطاقة 75 ألف برميل باليوم، وهذه بحد ذاتها قفزة عن إمبارح كبيرة من 47 ألف إلى 75 ألف، هذا يعني إنه المنطقة الشمالية وفي كركوك بالذات الآبار بدأت تعود تدريجياً إلى ضخ النفط إلينا عن طريق الأنابيب الموصلة إلى بيجي وإلى الدُورة، وأيضاً من معلوماتنا أيضاً أنه الطاقة الكاملة للتصفية هذا اليوم هي 230 ألف برميل باليوم كطاقة تصفية في المصافي الكبيرة التي ذُكرت في التقرير اللي هي بيجي ومصفى الدُورة والبصرة، اليوم نقوم بتصفية 230 ألف برميل من الطاقة القصوى لهذه المصافي الثلاثة واللي هي قدرها 550 ألف برميل باليوم، هذا يعني بمجمل الكلام إنه نحن نجري أو نسير بالاتجاه الصحيح لتغطية النقص في الوقود، أنواع الوقود في الشارع العراقي ولتخفيف الآلام التي يعاني منها المواطن العراقي حالياً من.. في الحصول على البنزين والغاز السائل، إضافة إلى ذلك تقوم وزارة النفط.. وقامت وزارة النفط حالياً بتوقيع عقود عديدة لتوفير البنزين والغاز السائل من الدول المجاورة لغرض تعزيز إمكانية توفير الوقود للمواطنين في هذه الفترة الحرجة التي…

محمد كريشان [مقاطعاً]: يعني عفواً يعني، هذه النقطة بالذات سنعود إليها بتفصيل أكثر، ولكن أشرت إلى موضوع الأمن المفقود في هذا المجال، ولكن البعض استنتج من حرص القوات الأميركية على السيطرة على وزارة النفط في الأيام الأولى بعد سقوط بغداد على أن تُظهر واشنطن حرصها الشديد على هذا القطاع، ألم تحرص على توفير الأمن في بقية المنشآت النفطية خاصة المصافي الثلاث؟

دثار الخشاب: من السهولة بالنسبة للقوات الأميركية توفير الحماية لبناية وزارة النفط أو مقر ديوان وزارة النفط بسهولة، ولكن من الصعوبة جداً أن توفر نفس الحماية لآبار ممتدة على مئات الكيلو مترات المربعة سواءً كانت في كركوك أو في البصرة، تجري محاولات شديدة أو.. أو قوية من قِبل الجانب الأميركي لتوفير الأمن، نحن نعترف بذلك، يعني هم لديهم جهود كبيرة لتوفير الأمن في مناطق عديدة بين كركوك والبصرة وحتى في بعض المحطات البترول لتنظيم العمل وتنظيم التوزيع، وحتى في بعض المواقع المستودعات الضخمة يجري العمل على ذلك، ولكن الرقعة الجغرافية في العراق كبيرة، وإن المنشآت النفطية في العراق ضخمة ومتشعبة يحتاج إلى.. إلى أعداد كبيرة جداً من القوات لغرض تأمين الحماية اللازمة لها.

محمد كريشان: نعم، سيد محمود.

محمود حميد أحمد: نعم.

محمد كريشان: باعتبارك مدير عام سابق بوزارة النفط وبالطبع واكبت -إن صح التعبير- العصر الذهبي للنفط في.. في العراق، الآن كيف تتابع الوضع النفطي؟

محمود حميد أحمد: حقيقة بعدما أصاب المنشآت النفطية من دمار وتخريب في.. خاصة بالحقول الشمالية، لأنه هي السبب الرئيسي في عدم إيصال النفط بالمعدلات المطلوبة إلى مصافي الدُورة ومصافي الشمال، كثير من المحطات.. محطات كبس الغاز، محطات عزل الغاز، محطات الضخ، أنابيب إيصال النفط إلى الدُورة وإلى مصافي الشمال، كثير منها تعرضت للتخريب والدمار، فلذلك يعني السبب الرئيسي في عدم إيصال النفط بالطاقة المطلوبة هو الدمار اللي صار بالمحطات، محطات عزل الغاز وكبس الغاز.

نفط الشمال حسب معلوماتي أنا بالحقيقة حالياً خارج الوظيفة، فمعلوماتي كلها شخصية، كادر نفط الشمال يعني يبذل جهود جداً حثيثة، بس عندهم يعني ضمن الإمكانيات مالتهم، عندهم مشاكل مثل ما قال الأخ دثار مشاكل أمنية، محطات كبس الغاز، محطات عزل الغاز، يعني تنتشر على مساحات مئات الكيلو مترات بعيدة عن بعضها، لذلك يعني وللآن أعتقد هم عملوا إنجاز جيد في توفير النفط بالطاقة المطلوبة إلى المصافي.

باعتقادي أن المشكلة حالياً في طريقها إلى الحل، ملاحظتي اليوم والبارحة على محطات بيع البنزين أن الخطوط الانتظار الطويلة اتقلصت للنص، لذلك أعتقد يعني المبادرات الجيدة اللي قامت بها وزارة النفط أنتجت، وقلَّلت من زخم الأزمة.

طبعاً هناك مشكلة، مشكلة توفير الغاز السائل هي مشكلة أخرى اللي تَهِمْ المواطن، لأنه الغاز السائل يستعمل في الطبخ، ويستعمل في استعمالات كثيرة شبه صناعية، هاي مشكلة يمكن الأخ دثار يقدر يقول لنا عليها أكثر، بس آني حسب معرفتي.. اشتغلت مدة طويلة في نفط الشمال، الغاز السائل يعني هو جزء من الغاز المصاحب اللي ينتج مع النفط، فالعمليات النفطية توقفت، يعني من بدء العمليات العسكرية، العمليات النفطية، الأنشطة النفطية، تصدير النفط، إنتاج النفط في الشمال، في الجنوب توقف، لذلك ما.. ما.. بعد ما فيه إنتاج غاز مصاحب، بنفس الوقت يعني إنتاج غاز سائل توقف، وبنفس الوقت المشاكل الأخرى وهي توقف محطات كبس الغاز سبب رئيسي بعد يعني غاز سائل حقيقة ما.. ما.. ما توفر، بس أتوقع خلال مدة قصيرة أنا توقعاتي الشخصية، أي ما في كلامي ما يمثل وزارة النفط ولا رأيي يمثل رأي وزارة النفط.. فأعتقد خلال..

محمد كريشان: نسأل.. نسأل.. نعم.. نسأل..

محمود حميد أحمد: خلال فترة قصيرة الأمور نحو التحسن.

محمد كريشان: نسأل الدكتور مجدي صبحي (خبير قضايا الطاقة بمركز الدراسات الاستراتيجية.. الاستراتيجية لصحيفة "الأهرام" المصرية)، دكتور مجدي بعد تقريباً خمسة أسابيع من توقف المعارك في العراق، كيف يمكن أن نرصد زاوية التعاطي مع موضوع النفط في العراق؟

د.مجدي صبحي: الحقيقة الواضح حتى الآن هو الغموض، يعني الوضوح هو في طرف الغموض كنَّا قد سمعنا في بدايات الحرب، وبعد استيلاء القوات الأنجلوأميركية على حقول الجنوب، أن الإنتاج أمامه فترة طويلة حتى يمكن استعادته قُدِّرت بثلاثة إلى أربعة أشهر، عند دخول القوات الأميركية إلى بغداد في الحقيقة تقلصت هذه الفترة جداً، وقِيل إنه هناك عدة أسابيع فقط ربما لا تزيد عن ثلاث أسابيع حتى تعود العراق إلى إنتاج ما يمكن أن يصل إلى 1.5 مليون برميل، بالأمس أو أول أمس فقط سمعنا مرة أخرى أن هذا قد يتأجل إلى نهاية يونيو القادم، وبالتالي أنا أعتقد أن الغموض بشأن الوضع الحقيقي لقطاع إنتاج النفط في العراق بشأن كميات الإنتاج التي يمكن إنتاجها في الفترة القصيرة وعلى المدى المتوسط والطويل هو يلفه الغموض وربما في رأيي يكون غموضاً متعمداً.

محمد كريشان: يعني متعمد هل.. هل من تفسير أكثر لهذه النقطة؟

د.مجدي صبحي: أنا أعتقد إنه الولايات المتحدة الأميركية برغم الحرص على إنتاج كميات كبيرة من نفط العراق لأسباب كثيرة ربما يكون على رأسها هو محاولة محاربة منظمة أوبك وخفض الأسعار، تحاول الآن دراسة الوضع عن كثب، وتحديد التاريخ الدقيق الذي يمكن الدخول به بنفط العراق إلى الأسواق وبأي كميات، حتى يمكن أن يكون لذلك تأثير، بالأمس فقط كانت هناك تصريحات واضحة من مصادر مسؤولة أميركية عن أنه الولايات المتحدة الأميركية قد تشجع العراق على إنتاج ما تستطيع.. كل ما تستطيع إنتاجه من نفط، حتى إذا لم ينسجم ذلك مع حصة العراق داخل منظمة الأوبك، وربما لا تشجع العراق على العودة لمنظمة الأوبك أصلاً لإنتاج ما تستطيع إنتاجه، وطبعاً ذلك تحت يافطة إعادة الإعمار في العراق.

محمد كريشان: نعم، سيد خشَّاب بالطبع هناك فرق بين من يعمل في الحقل في البلد ومن يراقب الظاهرة من الخارج، هل من تعليق على ما تفضل به الدكتور مجدي؟

دثار الخشاب: حقيقة بالنسبة لإنتاج النفط الخام، أنا أعتقد وحسب معلوماتي، أن هناك مشاكل فنية حقيقية في الجنوب، وهناك مشاكل أمنية أيضاً، وهناك مشاكل فنية وأمنية أيضاً في الشمال، تقديرات وزارة النفط لإنتاج النفط الخام إلى.. إلى بداية الشهر القادم لا يتجاوز في أحسن الأحوال المليون من كلا الجهتين، هذه التقديرات، لأنه إحنا كجهة مستخدمة للنفط الخام كمصافي أنا أتوقع أن نصعد إلى إنتاج حوالي 90% من طاقة التصفية في العراق في نهاية هذا الشهر أو بداية الشهر القادم إلى حدود 90% من الطاقة القصوى للمصافي، اللي 550 ألف برميل، نتوقع أن نصلها في نهاية هذا الشهر أو بداية الشهر القادم، هذا يعني أنه ما تبقى من المتوقع إنتاجه حوالي نصف مليون، فبرأيي أن هذا النص مليون هو فاد كمية ضئيلة لا.. يعني لا.. لا تؤثر على السوق العالمي حتى في حالة تصديره، وهناك مشاكل فنية نحن على علم بها في نفط الجنوب، يجب توفيرها قبل أن يبدأ الإنتاج الحقيقي.

محمد كريشان: عندما نتحدث عن مشاكل سيد خشَّاب، حل هذه.. هذه المشاكل هل يعود للجانب العراقي بالدرجة الأولى، أم الجانب الأميركي هو الأقدر على تجاوزها؟

دثار الخشاب: الكادر النفطي العراقي من الكوادر المتقدمة في المنطقة، وهو قادر على حل كل المشاكل الفنية، هذا إذا كانت مشاكل فنية، أما ما يتعلق بالمشاكل الفنية من جلب المواد أو شراء مواد إلى آخره، فهذا الموضوع داخل في نطاق موضوع رفع العقوبات، يعني إحنا لا نستطيع أن نشتري شيئاً ولا نستطيع أن نورد شيئاً من الخارج حالياً، فممكن بهذه الحالة الجانب الأميركي يتدخل من هذا الجانب، توفير مواد حرجة تحتاجها مثلاً نفط الجنوب أو نفط الشمال، خاصة من المواد التي دُمِّرت أو أُتْلِفت خلال حملات السرقة والنهب.

محمد كريشان: يعني عملياً الآن.. عملياً الآن هناك حاجة لبعض القطع ولبعض المواد، ولكن العراق لا يمكن استيرادها بناءً على العقوبات التي مازالت سارية المفعول.

دثار الخشاب: من.. إحنا من السابق نحتاج إلى موارد احتياطية وبعض القطع، الآن زادت الحاجة أكثر.

محمد كريشان: زادت أكثر.

دثار الخشاب: يعني زادت الحاجة، إذن يحتاج إلى ميكانيكية جديدة وآلية جديدة لغرض جلب هذه المواد بسرعة، وبهذا يستطيع الجانب العراقي أو الكادر النفطي العراقي أن يحقق الخطة التي وُضِعَت من قِبل وزارة النفط.

[فاصل إعلاني]

محمد كريشان: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام من جديد في (العراق ما بعد الحرب) ونخصص هذه الحلقة لموضوع قطاع النفط سواءً كإنتاج، كتوزيع، كعقود، وكمادة أيضاً مستهلكة في الشارع العراقي وتلقى الآن الكثير من الانتقاد بسبب افتقادها في محطات البنزين الخاصة بالسيارات وبالنسبة حتى للغاز للبيوت.

سيد محمود كان لديك تعقيب، تفضل.

محمود حميد أحمد: بالحقيقة بدي أعقب أؤيد ما قاله الأخ دثار بخصوص الكادر العراقي والإمكانيات الفنية للكادر العراقي، وآني أحب أن أؤكد أن الكادر العراقي النفطي كان في الشمال أو في الجنوب أو في المصافي كادر متمكن وقادر على الضلوع بكافة الواجبات من تطوير حقول إلى إكمال الآبار إلى.. بس المشكلة اللي.. اللي تجابهنا هسه واللي جابهتنا قبل هي الحصار سابقاً، الآن عدم توفر آلية لشراء كثير من المواد اللي أيضاً إما تُلِفَت أو دُمِّرت أو نُهِبَت، فالمشكلة هي ليس يعني مشكلة عدم توفر كوادر أو عدم توفر يعني خبرة فنية.. الخبرة الفنية متوفرة، الكادر الفني متوفر، الإمكانية متوفرة، بس تحتاج إلى مساعدات يمكن في توفير قطع الغيار والمعدات والمواد والوقت، الطاقة الإنتاجية للآبار في الشمال والجنوب -حسب معلوماتي- كانت بتزيد كثير عن مليونين ونصف برميل في أحسن الأحوال قبل الحرب، وأعتقد الطاقة الإنتاجية للآبار لازالت موجودة هناك كثير من الآبار تحتاج إلى شغل، تحتاج إلى استصلاح، تحتاج إلى إكمال، لذلك أي زيادة بالإنتاج، الطاقة الإنتاجية عن الحد هذا اللي هو مليونين ونص برميل يحتاج إلى عمل أشهر، لأنه السنين السابقة حقيقة وزارة النفط ما قدرت تحفر عدد كبير من الآبار، ما قدرت تطور كثير من الآبار، ما قدرت تستصلح كثير من الآبار، لأنه كان هناك معوقات كثيرة معروفة للكل..

محمد كريشان: نعم..

محمود حميد أحمد: فاللي بنتأمله أنه وزارة النفط بكوادرها تقدر أن تنهض بـ.. بس بالنسبة توفَّر النفط إلى المصافي أعتقد هيكون متوفر بالطاقات المطلوبة.


مدى التدخل الأميركي في القطاع النفطي بالعراق

محمد كريشان: نعم، دكتور صبحي في القاهرة، كان هناك كثير من الشكوك تخص العقود التي سبق للحكومة العراقية السابقة أن وقعتها مع دول مثل روسيا، أو فرنسا، أو الصين، أو غيرها، هل تعتقد بأن هذه العقود سقطت بالكامل، أم ربما واشنطن ستعيد مراجعتها في ضوء حسابات سياسية قد لا تكون متضحة الآن بشكل كامل؟

د. مجدي صبحي: أنا أعتقد ما ذكرته حضرتك من.. من قليل هو الأدق، بمعنى إنه الولايات المتحدة الأميركية ستميل إلى إعادة النظر في هذه العقود، بناءً على موقف الأطراف الأخرى من موضوع التواجد الأميركي داخل العراق، ومن عملية إعادة الإعمار في العراق، ومن إنتاج النفط العراقي، بمعنى أنه كلما تجاوبت هذه الدولة أو تلك أكثر مع الولايات المتحدة الأميركية ربما تجد لها موطئ قدم من جديد في الحقول النفطية العراقية.

نحن نعرف أن المصالح الفرنسية -في الحقيقة- كانت الأكبر فيما يخص نفط العراق، تليها إلى حدٍ ما بعض العقود الروسية، لكن أنا أعتقد إنه -على كل الأحوال- الولايات المتحدة الأميركية تميل الآن إلى إعادة دراسة كافة هذه العقود، وربما لا تتيح نفس العقود مرة أخرى للشركات الروسية أو الفرنسية التي سبق وأن تعاقدت مع العراق.

محمد كريشان: مع أهمية النقاط الفنية التي أثارها السيد الخشَّاب فيما يتعلق بالإنتاج والمشاكل الأمنية وغيرها، هل يمكن أن.. أن نقول بأن قد لا تبدو الولايات المتحدة مستعجلة كثيراً لحل هذه الإشكالات سواءً الفنية أو الأمنية حتى يكون حلها منسجماً ومتوازياً مع اتضاح الصورة السياسية، وبالتالي يصبح قرار النفط مرتبط بحسابات واشنطن السياسية في المستقبل؟

د. مجدي صبحي: أنا أعتقد ذلك، لأن الولايات المتحدة الأميركية تميل الآن إلى ترتيب التعامل في العراق، وترتيب التعامل بالذات بشأن النفط العراقي، بمعنى أنه نحن نعرف أن الضغوط الأميركية الآن تتركز حول فكرة رفع العقوبات عن العراق بما يتيح حرية تصدير العراق لأيَّة.. لأيَّة كميات يستطيع إنتاجها من النفط، ويستطيع تصديرها للخارج، أعتقد أن هذا ترتيب منطقي في البداية لا بد من فتح المجال أمام التصدير حتى يمكن التصدير بأي كميات يرغب فيها العراق، أيضا رفع العقوبات يتيح استيراد العديد من المواد التي تفضل السادة الضيوف بذكرها بالذات في قطاع النفط حتى يتسنى رفع طاقة الإنتاج في العراق لاحقاً، لكن أعتقد في كل الأحوال أنه كما ذُكر مستوى 2.5 مليون برميل كانت طاقة إنتاجية قائمة، ( ديك تشيني) نائب الرئيس الأميركي صرَّح بنفسه في يوم دخول القوات الأميركية إلى بغداد بأنه سيتم استعادة إنتاج ثلاثة ملايين برميل يومياً مع نهاية هذا العام، أي بعد نحو سبع أشهر من الآن، وأنا أعتقد أن هذا يسير إذا ما استطاعت الولايات المتحدة الأميركية توفير الترتيبات التي يمكن في ظلها استيراد كافة ما تحتاجه للعراق، خاصة في الحقيقة أنه لا يعوز العراق الآن الأموال اللازمة لدفع مقابل حتى هذه المواد لوجود أموال سابقة طبقاً لبرنامج "النفط مقابل الغذاء" لدى الأمم المتحدة يمكن السحب منها لإعادة تأهيل القطاع النفطي العراقي.

محمد كريشان: نعم، سيد خشَّاب، الآن هل هناك اتضاح في الصورة بالنسبة لمصير شركة النفط الوطنية العراقية، وهي التي كانت مسؤولة على حقول النفط وعلى القطاع برمته؟ هل هناك تعديل في صلاحياتها؟ هل هناك إمكانية لإعادة هيكلتها؟ هل لديكم فكرة؟

دثار الخشاب: لم.. هذا الموضوع لم يُطرق حالياً، وزارة النفط حالياً في طور إعادة التنظيم، وتجري الأهداف الرئيسية للمرحلة الحالية لوزارة النفط هو إعادة الإنتاج إلى ما كان عليه وبأسرع وقت، وخاصةً فيما.. فيما يتعلق بالإنتاج المحلي وكفاية السوق المحلي من المنتجات سريعة الحاجة كالبنزين، والنفط الأبيض، وزيت الغاز، وغاز.. الغاز السائل، هذه الأمور أنا أعتقد سينظر لها أو سيتم دراستها لاحقاً، وخاصة وأنه واجبات شركة النفط الوطنية قد قُسِّمت أصلاً على .. وُزِّعت على شركة نفط الشمال وعلى شركة نفط الجنوب، والعمل بالنسبة لهذه الشركتين قائم منذ عدة سنوات وبكفاءة عالية، وهذا تابع إلى قرار قادم أو إلى دراسة قادمة لربما يخبيها.. يأتي رأي جديد بها، هذا للمستقبل يعني.

محمد كريشان: نعم، إذن من.. من هذا المنظور من الصعب الآن أن.. أن نجزم من سيوقع أية صفقات نفط في المستقبل بالنسبة للعراق، هل هي الحكومة الانتقالية؟ هل هي الولايات المتحدة؟ الصورة أيضاً غير واضحة في هذا المجال.

دثار الخشاب: والله بالنسبة لوزارة النفط الجهة المخوَّلة سابقاً وحالياً لتوقيع كافة العقود للنفط الخام هي شركة تسويق النفط، شركة..

محمود حميد أحمد[مقاطعاً]: ممكن أعقَّب هنا أستاذ محمد، بالنسبة للسياسة النفطية واللي كانت متبعة في وزارة النفط سابقاً بخصوص استثمار الحقول وتطويرها، حقيقة ما كان هناك وضوح بالنسبة حتى إلى وزارة النفط، ما هو الطريق -خلينا نقول- القانوني اللي يمكن أن تسلكه، هل هناك.. هل تسير وزارة النفط على طريقة مشاركة الإنتاج، على طريقة عقود تطوير حقول، على طريقة -أيش اسمها- تطوير حقول بـ.. عن طريق الكلفة، يعني مشاركة بالكلفة أو (After sale service)، يعني كان.. ما كان هناك حقيقة وضوح بالنسبة، آني كنت في الإدارة ما كان هناك وضوح بالنسبة للسياسة النفطية المطلوبة، أتوقع الآن راح يكون هناك وضوح أكثر، وراح يكون هناك حرية أكثر يمكن إلى وزارة النفط أن تتصرف بالطريقة اللي تخدم الصناعة النفطية وتطورها أسرع، يعني للمعلومات الحقول اللي طُوِّرت بالعراق للإنتاج منذ التأميم ولحد الآن يعني قليلة جداً، هناك اكتشافات نفطية كبيرة جداً في العراق، بس تطوير حقول حقيقة قليلة جداً، لازلنا ننتج تقريبا من نفس الحقول القديمة، اللي هي رميلة الجنوبية، رميلة الشمالية، الزبير، كركوك، باحسن، جمور، الحقول اللي طورت .. خلينا نقول بالمجهود الوطني يعني ليست.. ليست كثيرة، فيعني اللي.. اللي نتأمله أنه السياسة الجديدة اللي عم تكون منفتحة أكثر، منفتحة أكثر حتى ممكن أن.. أن تيجي الشركات العالمية الجيدة تُطوِّر هاي الحقول، وتزيد الطاقة الإنتاجية، الطاقة الإنتاجية حالياً بحدود مليونين ونص برميل ممكن زيادتها، بس هذا عمل كبير، ممكن زيادتها إلى 6، 6 ونص، إحنا عندنا احتياطى كبير، إحنا ثاني دولة للاحتياطي بالعالم، وأول دولة باحتياطي النفط الثقيل والمتوسط بالعالم، فإحنا عندنا احتياطي كبير ممكن تطويره، وممكن إنتاجه، بس آني لا أؤيد.. لا أؤيد فكرة إغراق السوق.

محمد كريشان: نعم.. نعم، المواطن العراقي قد لا يكون مهموما بهذه التحليلات النفطية بقدر تركُّز اهتمامه الآن في موضوع قلة البنزين، وهذه الطوابير الطويلة والطويلة والطويلة جداً، البعض يكون في سيارته طوال الليل حتى يستطيع أن يحصل على البنزين في الصباح الباكر، والناس تتذمر من هذه المفارقة أن تكون دولة نفطية في حجم العراق تقف بها الطوابير أحياناً لكيلو مترين و ثلاث كيلو مترات في انتظار محطات البنزين أو البحث عن البنزين في السوق السوداء، والأسعار من نار، نتابع بعض هذه المداخلات.

***

زبيد لطيف زبيدي (مدير محطة التعبئة): والله هي الأزمة أنتو تعرفون بلدنا تعرض للحرب، فهاي طبيعية بالحروب، الوقود قلَّت، ما موجود، مصافينا مو شغالة، فقط عملنا بالخزين الموجود، عندنا مستودعاتنا، والخزين مو كافي، إضافة إلى وقت المبيعات، يعني سابقاً عندنا محطات كثيرة في بغداد توزع وقود للمواطن، قسم من عندها لغاية 24 ساعة اليوم بحاله، وقسم لغاية 12 بالليل وتفتح بالـ 7 الصبح، حالياً إحنا محكومين بوقت، تدري كل قائد منطقة اله.. إله وقت يحدده لنا.

عبد السلام أبو مالك: أميركي.

زبيد لطيف زبيدي: أميركي نعم، مثل هسه آني محددني من الساعة السابعة إلى الثالثة ظهرا، فهذا تدري الوقت أبيع قليل، أنا البنزين حالياً متوفر لأنه اللي عرفنا إجا مساعدات وكذا من أعتقد السعودية والكويت حسب ما سمعنا، فدا تجيني وقود، بس أنا أريد وقت، الوقت هسه ما دا نقدر، لأنه الأمان ما متوفر، فما أقدر أن أتأخر لساعات متأخرة بالمحطة، في حين إنه هاي المحطة كانت 24 ساعة تعمل، يعني أبيع ما بين أربع صهاريج إلى خمسة، اللي هي قيمتها 144 ألف لتر، حالياً ما دا أتجاوز الـ80 ألف، ننتظر الوقت محدد بي، فالوقت مهم جداً.

مواطن عراقي: الحقيقة أزمة مفتعلة، البنزين موجود بكمية متوفرة، وسبق أن أعلنوا المسؤولين عن محطات الوقود متوفر، القوات الأميركية هي اللي دا تختلق هذه بغلق منافذ الوقود الموجودة في العراق، وبتخصيص محطتين أو ثلاثة للضخ، ومن ما دا يزيل هذا الازدحام، لا أقل ولا أكثر.

مواطن عراقي: بس الأسباب أعتقد مختلقيه همَّ نفسهم الأميركان بالنسبة لأزمة البنزين، ولا ليش أزمة بنزين؟ يعني وإحنا أصلاً بلد غني بالنفط، فهي يعني أصلاً فاد شيء مختلق، يعني (تلية) الشعب، الكهرباء لحد.. لحد الآن كهربا يعني سخيفة خلينا نقول بها العبارة، بنزين ما متوفر، غاز ما متوفر، الأمان ما متوفر، فقط اللي يوفروه همَّ حماية على النفط..

محمد كريشان: سيد خشاب، متى يمكن أن يجد المواطن العراقي نهاية لهذه المسألة؟

دثار الخشاب: العراقي.. المواطن العراقي مواطن صبور، و..

محمد كريشان[مقاطعاً]: أحياناً أكثر من اللازم ربما.

دثار الخشاب: صبور جداً، وعندما يعرف الحقيقة يعطي الحق لهذا أو لذاك، إحنا يعني كوزارة نفط نؤكد، ونتعهد بأن المواطن العراقي في قلوبنا، إن المواطن العراقي هو مَن؟ هو أخي وأبي وعائلتنا جميعاً، أنا كمدير عام مصافي في العراق يؤلمني كثيراً أن أجد إخوتي بهذه الحال يقفون هذه الساعات الطوال في هذا الحر الشديد ليحصلوا على البنزين، ولكن إحنا سردنا لهم بعض الحقائق، والإخوان أعتقد عدة من الإخوان كرروا قضية الأمن.

محمد كريشان: نعم.

دثار الخشاب: نعم، الثغرة الرئيسية في موضوع.. في كل موضوع الآن يجري في العراق هو الأمن، في بعض المناطق محطات الكهرباء.. نتكلم على الكهرباء ولو ما مو اختصاصنا، محطات ثانوية داخل بغداد، من الصعوبة المهندس يصل إلها بغرض تصليحها أو لغرض التأكد من أنه هي تعمل أو لا تعمل حتى يعطيها التيار، لكي تعبر التيار إلى قطاع من المدينة، نفس الحالة هي بالقطاع النفطي، فيه أكو مناطق في.. حتى في بغداد غير آمنة الوصول إلها، ذكروا الإخوان ساعات العمل، ذكروا الإخوان أيضاً وجود كميات من الوقود ولكن لا تتوفر ساعات لغرض توفير الوقود للآخرين، بغداد – بشكل عام- تستهلك 5.5 مليون لتر يومياً في الحالات الاعتيادية 5.5 مليون لتر من البنزين، يجري ضخ 3 ملايين و700 ألف لتر الآن يوميا ومنذ فترة، لو نظرنا إلى الوقت حركة السيارات في بغداد، إذا هي تتوقف من الساعة السابعة مساءً إلى الساعة السابعة صباحاً، فحتماً نتوقع أنه انخفاض بالاستهلاك، إذا..

محمد كريشان [مقاطعاً]: المفروض تكون النسبة موافقة؟

دثار الخشاب: بالضبط يعني المفروض استهلاك بغداد الآن لا يتجاوز 3، 3.5 مليون من التوقع، فماذا يحدث؟ يعني أين تذهب الـ3 ملايين و700 ألف لتر باليوم، أخذ بعض..

محمد كريشان[مقاطعاً]: هناك جانب الاحتكارات ربما..

دثار الخشاب: أخذ بعض الناس يعني لظروف خاصة ولظروف معيشية، لا نستطيع أن ننكرها، يستخدم البنزين كواسطة للاتجار، وهذا واضح من الطوابير، وربما لوحظ أيضاً وجود عدد كبير من الناس معاها جركانات يقوموا ببيع البنزين.

محمد كريشان[مقاطعاً]: يعني البعض يقول يعني يمكن أن يقضي يوم كامل، ويأخذ السيارة ملآنة ثم يبيعه بالسوق السوداء، يكون في حصيلته أفضل من أن يعمل كامل اليوم على.. على سيارة التاكسي يعني؟

دثار الخشاب: نعم.. نعم أستاذ محمد هذا ما أنا ذكرته، أنه أصبحت الآن.. البنزين أصبح مادة للاتجار، والسبب هو الشحة موجودة، ولكن.. يعني تحليلاتنا أنه يفترض الـ3 ملايين و 700 ألف لتر باليوم تغطي.. تغطي بغداد، هذا لا يعني بأنه الخلل فقط في الناس اللي بدءوا يتاجروا.. عمل ما موجود، كل المعامل متوقفة، يعني في منطقة بغداد يوجد مصفى.. مصفى الدُورة وبعض محطات الكهرباء تعمل، بقية.. مئات الآلاف من المواطنين لا يوجد لديهم معامل، يذهبوا أين؟ إلى.. إلى وزاراتهم المحروقة أم إلى معاملهم المحروقة والمنهوبة؟ فإذن حركة .. حركة البشر والسيارات في.. في بغداد انخفضت كثيراً، كان يفترض أن يقابلها انخفاض في الاستهلاك، ولكن أكو أيدي أخرى تعمل على تهريب البنزين في مناطق أخرى، يعني نحن نعرف، لدينا هذه المعلومات نحاول أن نعالجها، وزارة النفط لغرض معالجة هذا الموضوع بشكل جذري وقعت عقود مع تركيا، ومع الأردن، مع السعودية، مع الكويت لاستيراد البنزين والغاز السائل، وإن شاء الله وبجهود إخوتكم.. إخوتكم من العراق من الكادر النفطي سنقضي على هذه الظاهرة، هي مسألة أيام، يعني يعود النفط الخام تحرك الشمال ووصول كميات من النفط الخام سيصعد إنتاج.. يصعد الإنتاج في مصفى الدُورة يصعد الإنتاج في بيجي، ويصعد الإنتاج أيضاً بحدود معقولة في البصرة، نحن الآن نعمل على إنتاج ما.. ما يعادل 5.5 مليون لتر حالياً، إنتاجنا 5.5 مليون لتر، صحيح استهلاكنا العراق كعراق 16 مليون لتر يومياً، ولكن أيضاً تأتينا وأصحح الأخ اللي قال مساعدات هي ليست مساعدات، نحن نقوم بشرائها بثمن.

محمد كريشان: نعم، شكراً جزيلاً لكل ضيوفنا، شكراً للسيد دثار الخشاب (مدير عام شركة مصافي الوسط مصفى الدُورة)، وأكرر مرة أخرى بأنه جاءنا ببدلته.. بدلة العمل، وسيعود إلى العمل الآن، والسيد خشاب من الذين دافعوا هو وشباب العاملين عن سلامة المحطة في أيام الأزمة، شكراً لك سيد خشاب، نشكر أيضاً السيد محمود حميد أحمد العاني (مدير عام سابق بوزارة النفط)، ونشكر.. نشكر في النهاية الدكتور مجدي صبحي ( خبير قضايا الطاقة بمركز الدراسات الاستراتيجية لصحيفة "الأهرام" المصرية).

في نهاية هذه الحلقة تحية من كامل فريق البرنامج. وفي أمان الله.