تحت المجهر

الصومال القصة المنسية- ج2

سلط الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي “الصومال القصة المنسية” ضمن سلسلة “تحت المجهر” الضوء على صومال ما بعد سقوط نظام محمد سياد بري وتشرذم البلاد ومحاولة الصوماليين إعادة الروح لوطنهم.

في الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي "الصومال القصة المنسية" الذي بثته الجزيرة الأربعاء (2016/10/19) ضمن سلسلة "تحت المجهر" سلط الضوء على صومال ما بعد سقوط نظام محمد سياد بري عام 1991.

حيث أصبحت البلاد بلا حكومة وإنما أمراء حرب يتقاسمون النفوذ، وكان على الأمم المتحدة أن تمد يد العون لإغاثة الفقراء. أما العالم العربي الذي ينتمي إليه الصومال فقد ساعد بدوره الصومال، ولكن -بحسب البروفيسور عبدي اسماعيل سمتر- بلا رؤية وطنية.

وأضاف أن "جامعة الدول العربية هي مثل الاتحاد الأفريقي العاجز لكن الفارق أن لدى العرب موارد".

عمل الصوماليون على تدبير شؤونهم في غياب مؤسسات الدولة. وفي الصومال ذي الساحل الأطول في أفريقيا أسس صيادو السمك اتحادا لهم وتغير اسمه إلى تعاونية الصيادين الكبرى.

من هم القراصنة؟
ما لبث العالم أن تعرف إلى القراصنة الصوماليين، بل القرصنة بشكلها الصومالي دخلت سينما هوليوود. ولكن كيف بدأ الأمر وما وجاهة تنميط الصوماليين هكذا؟

يقول رئيس شركة بونتس مارين في جمهورية أرض الصومال محمد يوسف إن بعض الشباب في قرية ساحلية ساءهم الصيد غير الشرعي الذي تقوم به سفن أجنبية فاعتلوا إحدى السفن للاحتجاج، وساومهم أصحاب السفينة على مبلغ مقابل أن ينصرفوا.

هكذا بدأ الأمر، حتى أصبح مهنة طويلة الأمد يتكسب منها القراصنة في البحر الأحمر والمحيط الهندي. لكن أحد مسؤولي الصيد قال إن العالم بدأ يجيّش عساكره البحريين لمحاربة القرصنة في بداية الأمر، لكن الحقيقة أن السفن الحربية أصبحت أخيرا تحمي سفن الصيد غير الشرعية.

يختصر عبدي اسماعيل سمتر القول إن القراصنة الحقيقيين ليسوا الصوماليين وإنما الإيطاليون والبلجيكيون والهنود والتنزانيون والمصريون وغيرهم الذين ينهبون ثروات بحر الصومال مجانا ويربحون نصف مليار دولار.

أرض الصومال
جالت الكاميرا في مناطق جمهورية أرض الصومال التي يسودها هدوء نسبي مقارنة بباقي مناطق الصومال التي تشهد بين الحين والآخر هجمات تشنها حركة شباب المجاهدين الناشطة في جنوب ووسط الصومال.

تجدر الإشارة إلى أن "أرض الصومال" إقليم في شمال الصومال، اتحد بعد استقلاله مع الجنوب، ثم خاض حربا على الحكومة العسكرية تذمرا من هيمنة الجنوب فأعلن الاستقلال، لكنه لم يحظ باعتراف المجتمع الدولي.

تعتمد الجمهورية على نفسها كما يردد أهلها. وتحدث بعضهم في الفيلم عن المساعدات التي تذهب إلى مقديشو ولا يصلهم إلا النزر القليل.

يمثل ميناء بربرة  العصب الرئيسي لاقتصاد "أرض الصومال" وتصدر منه الأغنام والإبل والألبان والجلود. أما ما لا يمكن إغفاله فهو أن بربرة نقطة استراتيجية بالغة الأهمية تربط أفريقيا بالشرق الأوسط، وتمر من مضيق باب المندب الذي تطل عليه سفن الشرق والغرب.

تطرق الفيلم إلى العشائرية، وهي ليست مكونا جديدا في الصومال، لكنها استثمرت زمن الاستعمار البريطاني على طريقة "فرق تسد"، وسجل تاريخ الصومال أن عشيرتين أسقطتا سياد بري. أما اليوم فيحاول الصوماليون تعزيز الوازع الوطني من أجل صومال أراد العالم أن يجعله قصة منسية.