تحت المجهر

التشويش.. من وراءه؟ ولماذا؟

سلطت حلقة 20/5/2015 من البرنامج الضوء على موضوع التشويش على الشبكات والفضائيات المختلفة عربيا وعالميا، ومنها شبكة الجزيرة الإعلامية والقناة البريطانية بي بي سي.

يستخدم التشويش كأداة لمنع بث القنوات الفضائية، وهو من أدوات القمع التي تلجأ إليها الحكومات والأفراد في محاولة لإسكات الصوت الآخر. وقد تعرضت شبكة الجزيرة الإعلامية لعمليات تشويش، ولكنها تمكنت من كشف مصدرها، وكان بعضها من سوريا وإيران ومصر.

ويقول رئيس المحامين العرب في بريطانيا صباح المختار إن التشويش من الوسائل الحديثة التي لا يعرف حدوثها عامة الناس باستثناء الفنيين والمختصين في المجال، كما أنه يصعّب تحديد الجهة التي تقوم به.

رئيس شبكة الصحافة الأخلاقية إيديان وايت يؤكد من جهته أن بعض الحكومات ترفض الإقرار بأن زمن الحكم المطلق والتحكم المركزي في الاتصالات وفي الأفراد وفي حرية الكلمة قد ولّى.

وأشار المختار إلى أن الولايات المتحدة الأميركية قامت في السابق بالتشويش على المحطات التي تبث أشياء تراها معادية لها، فكانت تشوش على خطابات الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وخاصة خلال فترتي 1957 و1967، كما مارست سوريا والأردن عمليات التشويش.

وينقسم التشويش، بحسب مدير قسم ترددات الراديو وهندسة البث الفضائي في شبكة الجزيرة الإعلامية إبراهيم نصار، إلى نوعين: تشويش متعمد ويكون لأسباب سياسية أو تجارية، وتشويش غير متعمد ويكون لخطأ أو لسبب تقني مثل تعطل في المحطة الأرضية.

إعلان

وهناك نوعان من التشويش من حيث الإرسال: الأول يشوش على المحطة بكاملها في كل مكان تصل إليه من خلال التشويش على الإرسال الصاعد، والثاني تشويش أرضي محدود على الإرسال الهابط من القمر الصناعي على منطقة بعينها، وقد واجهت شبكة الجزيرة النوعين من التشويش المتعمد.

ويقول نصار إن عملية التشويش قد تستغرق ثواني وقد تستمر لساعات عدة بشكل مستمر أو متقطع، وتستخدم الجهة التي تقوم بالعملية أساليب تجعل من الصعوبة الوصول إليها، ويؤكد أنه في معظم الأحيان يتم التشويش على الإشارة الصاعدة، بحيث تصل إلى الأقمار الصناعية ضعيفة لا يمكن استخدامها، وأحيانا أخرى يتم التشويش على الإشارة الهابطة، وهذه تأثيرها يكون محدودا في منطقة التشويش.

 الجزيرة تعرضت للتشويش (الجزيرة)
 الجزيرة تعرضت للتشويش (الجزيرة)

التشويش على جزيرة
الصحفي البريطاني ألستر سلون يقول إن 90% من عمليات التشويش التي تمت على مدى الثلاثين سنة الماضية كانت وراءها إيران وسوريا، وهو ما أكده نصار الذي أوضح أن شبكة الجزيرة تعرضت للتشويش من قبل الدولتين. ومن سوريا كان التشويش كارثة، حيث شمل منصات شبكة الجزيرة الإعلامية والرياضية، ووصف ما حدث بـ"تشويش ضخم متوازن" يشمل ثماني أو عشرا من باقات البث في وقت واحد.

وأضاف أن الجزيرة عانت من "نمط استخباراتي احترافي" ومن أفراد وحكومات، وأشار إلى أن الجزيرة تملك دلائل على التشويش الذي تعرضت له من طرف سوريا.

وبحسب نصار، فقد تعرضت شبكة الجزيرة لأول حادثة تشويش خلال تغطية كأس العالم 2010 واستهدفت القناة الرياضية، موضحا أنه منذ انطلاق الربيع العربي والتشويش مستمر ويتفاوت بحسب طبيعة المحتوى.

من جهته، يقول رئيس إدارة التوزيع في قسم الأخبار العالمية بقناة "بي بي سي" نايجل فراي إن شبكته واجهت أيضا عمليات تشويش ضار على بعض خدمات بث الأقمار الصناعية على مدى سنوات، والتي كانت تستهدف برامج بعينها.

وبشأن طرق مكافحة التشويش، يؤكد نصار أن ما يقومون به حاليا هو تصعيب العملية على الجهات التي تقوم به.

المصدر : الجزيرة