صورة عامة - تحت المجهر (الرقيب ) 30/9/2010
تحت المجهر

الرقيب

تسلط الحلقة على ملف الرقيب الموظف الذي لا يزال يحافظ على وظيفته، فقلمه أحمر متوثب للشطب، ومقصه رابض في كل درب، وعينه ترصد: الفلم، والصحيفة، ومدونة الإنترنت.

– الرقيب الصحفي
– الرقيب السينمائي

– رقيب الإنترنت

– الرقيب رئيسا للتحرير

– الرقيب عامل المطبعة

– الرقيب المحتسب

مجدي الدقاق
مجدي الدقاق
سعد هجرس
سعد هجرس
حسين فهمي مصطفى
حسين فهمي مصطفى
سيد خطاب
سيد خطاب
رأفت الميهي
رأفت الميهي


رفيق حبيب/ علم النفس الاجتماعي: كانت المنظومة الناصرية ترى أن السيطرة الكاملة هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق التقدم والتنمية وكان فهمها عن السيطرة الكاملة أنها وسيلة تحقيق الغاية من الثورة، وبالتالي بدأت منذ السنوات المبكرة تبني مؤسسة متكاملة للرقابة هذه المؤسسة المتكاملة وضعت في كل بعد من أبعاد أو مجال من مجالات أو أداة من الأدوات فأصبحت الدولة من خلال الرقابة تستطيع أن تهيمن وتسيطر على كل الأدوات، هنا بدأ الرقيب الموظف.

الرقيب الصحفي


مجدي الدقاق/ رئيس تحرير مجلة أكتوبر: طول عمر الصحافة المصرية هي حالة صراع وتحايل مع السلطة والسلطة حسب نوعها سواء كانت سلطة الدولة أو سلطة وزارة الداخلية التي كانت تراقب ما ينشر أو سلطة الرقيب فيما بعد.


سعد هجرس/ رئيس تحرير صحيفة العالم اليوم:  تاريخ الصحافة المصرية هو تاريخ التعايش والصراع مع الرقيب بكافة أشكاله.


مجدي الدقاق: دور الصحافة في المجتمع المصري تغير كثيرا عقب حركة الضباط في 1952، الجديد في الأمر أن الرقيب أصبح ظاهرا بعد 1952، عندنا تحدث النظام في مصر على أن هناك أعداء للشعب وأعداء للنظام الاشتراكي وأعداء للتحولات الاجتماعية، حتى التسمية لوزارة الإعلام المصرية كانت وزارة الإرشاد القومي.


حسين فهمي مصطفى/ رقيب صحفي سابق: بداية عملي في الرقابة في سنة 1958 كان رقابة صحيفة الغازيت ثم المساء والجمهورية ثم الأخبار وأخبار اليوم ثم الأهرام.


سعد هجرس: الحكم عين الرقيب ممثلا له وهذا الرقيب كان شخصا معلوما وله مكتب وله مهام وله صلاحيات.


حسين فهمي مصطفى: أنا كنت أتوجه إلى الصحيفة في حوالي السادسة مساء ويتم عرض المواد تباعا حتى يستكمل العدد صفحاته.


حسين عبد الرزاق/ كاتب صحفي: ويمنع أو يسمح سواء بقرار منه مباشرة إذا كان عنده تعليمات واضحة في هذا الموضوع أو بالعودة إلى وزارة الإعلام يأخذ منها القرار النهائي.


حسين فهمي مصطفى: الحذف يعني لا تكون له ضرورة إلا إذا كان يمس شيئا حساسا، حساس في الحكم أو في أشخاص الحكام أو في تقاليد المجتمع، يعني بنية المجتمع يعني.


رفيق حبيب: هذه العملية جعلت نوع من النضال أو الكفاح أو المراوغة أو الاجتهاد تحدث ما بين المبدع والرقيب، المبدع يحاول أن يخدع الرقيب والرقيب يحاول أن يكون على قدر المسؤولة ولا تمر منه أشياء.


مجدي الدقاق: لو جئت ببيت من الشعر أو بقصة عن الحيوانات ورآها تتحدث عن ملك الغابة أو عن الظلم أو عن أي شيء من الأشياء التي ممكن أن يشتم منها الرقيب على أنها تلميح على النظام القائم عن الحرية عن غيرها يوقف الطبع ويغير المقال.


حسين فهمي مصطفى: رواية الأستاذ جمال الغيطاني كانت مسلسلة وكان بعض المتزمتين يتحفظ على أجزاء منها على أساس ما يسمونه بالإسقاط يعني تتحدث عن شخصية تاريخية وأنت تقصد حاكم مصر في ذلك الوقت، وأنا حذفت سطرا وعدلت عبارة في الصياغة يعني يكون هذا مقبولا للكاتب ولا داعي لاحتجاجه أو تدخله أو اتصاله.


رفيق حبيب: بدأ هذا الموظف الصغير يتعامل مع أسماء كبيرة ربما قبل عدة سنوات كان يحلم فقط أن يراها في الطريق العام، فوجئ أنه يستطيع أن يحذف مما تكتب وأن يمنع مقالا لها وأن يسمح بمقال له، هنا حصل نوع من عدم التوازن الاجتماعي والنفسي بين الموظف والمبدع لأن المبدع له مكانة في المجتمع والموظف فوجئ بأنه أصبح فوق هذا المبدع رغم أنه ليس له هذه المكانة وليس له العلم والدراية.


حسين فهمي مصطفى: الرقيب مسؤول عن كل كلمة تصدر في الصحيفة وحتى الوفيات.


كمال مغيث/ خبير بالمركز القومي للبحوث التربوية: صفحة الوفيات ظلت بعيدة عن الرقابة لغاية ما مات شهدى عطية الشافعي تحت التعذيب في مارس سنة 1959 قالوا لأبيه تعال علشان تستلم جثته قال لازم أشوفه فلما رأى آثار التعذيب باينة عليه راح واستغل فرصة أنه ما فيش رقيب في صفحة الوفيات وكتب من أبو تمام البيتين الرائعين

"فتى مات بين الطعن والضرب  

ميتة تقوم مقام النصر لو فاته النصر

انتقل إلى رحمة الله شهدى عطية الشافعي".


حسين فهمي مصطفى: كان في شخصيات أو كتاب لا يخضعون للرقابة يعني مثلا في الأهرام كان الأستاذ محمد حسنين هيكل لا يخضع للرقابة، صوت أم كلثوم لا يخضع للرقابة.


سعد هجرس: وبرغم أن تجربة الرقيب الموظف أثرت بالسلب استطاعت الصحافة المصرية أن تتقدم خطوات إلى الأمام.


رفيق حبيب: إذاً لم تكن الرقابة من خلال مؤسسة الرقابة من خلال الموظف الرقيب مانعة بالكامل العملية الابداعية ولكنها كانت أحد العوائق الذي يمكن تجاوزه أحيانا ويصعب تجاوزه أحيانا.

الرقيب السينمائي


إبراهيم البطوط/ مخرج: الفيلم هو عبارة عن كبسولة كده صغيرة بتقدر لأول مرة في تاريخ الإنسانية بتقدر تحبس فيها الوقت إلى الأبد.


سيد خطاب/ مدير عام جهاز الرقابة على المصنفات الفنية: السينما صناعة ضخمة فيها أموال ضخمة وفيها جهد مبدعين متعددين وفيها حالة تجارة بتفرض عليها للأسف ما يسمى بالرقابة القبلية اللي هي في عملية السيناريو، على عكس المطبوعات.


رفيق حبيب: السينما بتقدم عملا يعرض على المجتمع كما يعرض على الدولة يمكن أن يؤثر على المجتمع كما يؤثر على الدولة وبالتالي الرقيب الموظف السينمائي عينه على النظام ولكن عينه أيضا على المجتمع وبالتالي قضيته هي قضية سياسية اجتماعية.


سيد خطاب: المراحل التاريخية اللي مرت بها الرقابة سواء بانتمائها الأساسي في الميلاد لوزارة الداخلية ثم انتمائها لوزارة التضامن الاجتماعي أو الشؤون الاجتماعية ثم انتقالها إلى وزارة الثقافة بتشعر بكم التراكم التاريخي اللي أصاب هذه المؤسسة في تكوينها الحقيقة وساهم في تكوين الرقيب بالضرورة، الرقيب محكوم بالقانون.


محمود علي/ ناقد فني:  هو موظف حكومي زيي زيك عادي، الفرق أنه بيحكم على عمل فني وبيتوقف حكمه صوابه أو خطؤه على مدى ثقافته ومدى استيعابه للسينما بشكل عام كفن.


رأفت الميهي/ مخرج: بيجي الموظف يتعين ومعه تحت باطه ويدوا له مجموعة من الممنوعات وإذا ما مشيش كويس بيحولوه للتحقيق، فيبقى ثاني مرة يستيقظ تبقى كل أحاسيسه علشان ما يغلطش ثاني.


محمود علي: لا أستطيع أنا أن ألوم الرقيب أو رئيس الرقيب لأن دول موظفين في جهاز أو في system  بتحكمه قواعد وقوانين، بقدر إتاحة الحرية في هذا الـ system أو هذا النظام بقدر ما يستطيع الرقيب أو رئيسه أن يجيز أشياء قد تبدو أنها مستحيلة.


رفيق حبيب: النظام الحاكم منذ بدايات ثورة يوليو حتى الآن هو يغير معاييره في هذا المجال، يسمح أحيانا ولا يسمح أحيانا، وبالتالي الرقيب الموظف في المجال السينمائي ممكن أن يكون مرتبكا أكثر لأنه لا يعرف السقوف التي يتعامل معها والتي تتحرك ما بين فترة وأخرى حسب التوجيهات السياسية.


محمود علي: في النهاية ما أقدرش أقول إنه ضد النظام، لأنه هو جزء من النظام.


ممدوح الليثي/ رئيس جهاز مدينة السينما: جريمة قتل بتقع فبيشوفوا السيدة دي قتلت إمتى فيجيبوا كل اللي كانوا عندها في الحفلة يسألوهم، بتاع المجمع الاستهلاكي قال لك كان بيخرب البضائع، طبيب أمراض النساء كان بيعمل إجهاضا، ناظر المدرسة كان بيسرق الامتحانات بيديها لأقربائه، كل واحد علشان يبرئ نفسه من جريمة القتل اضطر يعترف على نفسه بارتكاب جريمة أخرى تعتبر أكثر ضراوة في حق المجتمع من جريمة القتل.


محمود علي: فيلم "المذنبون" عرض حوالي 17 أسبوعا وعرض في مهرجان القاهرة وأخذ جوائز من المهرجان يعني من الأفلام المشهود لها جماهيريا وفنيا.


ممدوح الليثي: هو الفيلم ده تحول 16 رقيب محاكم تأديبية، في الوقت نفسه أنا أخذت عليه جائزة أحسن سيناريو وأخي إيهاب الليثي الله يرحمه أخذ جائزة أحسن إنتاج وسعيد مرزوق أخذ أحسن إخراج، الثلاث جوائز دول من وزارة الثقافة واللي حولت الرقابة النيابة الإدارية وزارة الثقافة.


سيد خطاب: تقدم أحد المواطنين في الخليج بشكوى يقول فيها إن الفيلم أساء لمصر والمصريين وأنه شعر بحرج شديد في وسط أبناء الخليج لما يقدمه من صورة سيئة للمجتمع المصري، الحقيقة كانت ضربة قاسية جدا على الرقباء وأصابتهم بإحساس مؤلم جدا تجاه علاقتهم بدورهم الأساسي.


محمود علي: أي مسؤول بقى كوزير ثقافة لما يلاقي في هجوم من السفارات ومن المصريين في الخارج ومن بعض الصحافة في مصر علشان وجع الدماغ يقول أوقف الفيلم مش أكثر، إنما الرقباء قاموا بمهمتهم تماما، القرار جاء من سلطة أعلى منهم، من سلطة الوزير.


عبد الستار فتحي/ مدير عام الرقابة على الأفلام والفيديو: كيف يتم تحويل رقيب للتحقيق لأنه أجاز أو رفض فيلما؟ هي دي المشكلة يعني هو رجل لم يفعل شيئا، الرجل فعل قانون الرقابة، عندنا قوانين رقابية معروفة وراسخة مفروضة من الرقابة، يجب ألا يحاسب أحد على رأيه ما دام في الإطار القانوني.


رفيق حبيب: الحديث المصري يميل لجلد الذات ونقد المصريين ونقد عيوب المصريين سواء داخل مصر أو خارج مصر بصورة ربما أكثر من اللازم لكن هناك من اخترع قضية أخرى وسماها سمعة مصر، الحقيقة إنها ليست سمعة مصر، هي سمعة النظام والنظام عندما يدافع عن نفسه حتى يجد مبررا كافيا للدفاع عن نفسه فجعل سمعته من سمعة مصر.


إبراهيم البطوط: فيلم "المذنبون" بيوضح لك وضوحا شديدا جدا أنه في رقابة وفي رقباء وفيلم يجاز ويعرض ولكن أيضا في رقيب على رقيب، ففي رقيب بيراقب رقيب بيراقب رقيب بيراقب رقيب بيراقب رقيب في الآخر بينتهي لشخوص أو لبني آدميين منعدمي الروح منعدمي الشخصية.


محمود علي: المشكلة اللي أحاطت بفيلم "المذنبون" إلى حد ما تركت أثرها على موظفي الرقابة.


رأفت الميهي: جاءت على دماغنا طبعا وأيامها ما فيش فيلم يعدي غير بخناقة، بخناقة ويبقى المسألة هم صعبانين عليك يعني أنت بتحطهم في corner وأنت صعبانين عليك، الناس بيتخصم من مرتباتهم ومهددين بالفصل.


علي أبو شادي/ الرئيس السابق لجهاز الرقابة على المصنفات الفنية: كانت في الرقابة فترة كل الأشياء خاضعة لفكرة الأحوط وعلى إيه؟ إن عملنا الصح تجازينا، ما بالك لو أخطأنا! لا، أصبح القرار الشجاع غير موجود.


رفيق حبيب: عندما خرج فيلم "المذنبون" ثم دفع الرقيب ثمنا لهذا الخروج أدرك الرقيب أنه عليه أن يكون أكثر حيطة وحذرا وأنه عندما يجد أمرا لا يعرف كيف يتصرف معه عليه أن يحيله إلى الرقيب الأصلي.


رفيق حبيب: عندما فوجئ الرقيب في فيلم "البريء" في الواقع فوجئ عدة مفاجآت وليس مفاجأة واحدة، هو فوجئ بفيلم لا يستطيع أن يحكم عليه، فوجئ أيضا بفيلم أنه أي تقرير يكتبه عن هذا الفيلم يمكن أن يكون هو في النهاية المجاز على هذا التقرير، إذا سمح به سيجازى إذا منعه سيجازى، فوجئ بفيلم يتكلم عن مؤسسة من مؤسسات الرقابة الأصلية التي تقف وراءه.


محمود علي: "البريء" مشكلته أنه كان بيتناول قضية شائكة جدا على مستوى الدولة والسياسة، البطل أحمد زكي بيجند كعسكري ويفاجأ بأن ابن العمدة زميله ولكن بيعذب، وهو بفطرته كريفي متصور أن وظيفته دي شيء كبير جدا لأنه بيدافع عن البلد فبيكتشف أنه ما بيدافعش عن حاجة، بيدافع عن جد مين، ما هو زميله بيدافع عن وطنه اعتقل وبيعذب، فبيشيل الرشاش بتاعه وبيطلقه على الجميع. هذه المشكلة قدام الرقابة القوات المسلحة قالت إن ده لابس خاكي وبالتالي يدل على أن ده جيش، البوليس كان له ملاحظات على مشهد وهم بيأكلوا من التراب بشكل مهين جدا وجروهم زحفا على الأرض ومشهد النهاية اللي هو مشهد اللي هو بيطلق النار على الجميع.


رفيق حبيب: هذه تجربة جديدة بالنسبة للرقيب، لا يستطيع أن يقول إلا لا أستطيع أن أحكم على هذا الفيلم، يجب أن يحال إلى الجهات الأكبر الجهات الأصلية يجب على الرقيب الأصلي أن يحكم على هذا الفيلم لأن هذا الفيلم عن الرقيب الأصلي.


علي أبو شادي: يعني هذه الهيئة الموقرة رئاسة الوزراء وزارات سيادية لازم يشوفوا الفيلم لأن الفيلم ضد النظام، المهم أنهم قرروا أن يغتالوا النهاية.


محمود علي: النهاية بدل ما يطلق النار بيوقفوا الكوادر ثابتة عليه والنهاية مفتوحة، هل أطلق النار على الجنود أم لم يطلق، سيبها مفتوحة.


عبد الستار فتحي: أتصور أن عاطف الطيب أول من أحبط لأن النهاية ممكن تتغير، فلما يجيء مع سيناريو كـ"البريء" ويبذل هذا الجهد ومع الممثل الموهوب بتبقى الأشياء الشكل أعتقد أنه كان أكثرنا إحباطا ومرارة ولكنه في النهاية عمل فيلما لم يكن.. كان عاطف الطيب ما كانش متصورا أنه عمل فيلما بهذا لجمال.


رأفت الميهي: لأنه حقيقي، أنت مش واخد بالك، كل شيء حقيقي يخوف، النهارده لو عملت فيلما عن الوضع الحالي ده بس حقيقي يخوف، حتقول إيه؟ حتقول الحقيقة، الحقيقة مؤلمة وده فيلم "البريء".


علي أبو شادي: الغريب أنه كان الفيلم النبوءة، بعد عدة أيام من هذا القرار كانت مظاهرات الأمن المركزي تدمر هذه المنطقة كلها اللي هي منطقة الهرم.


إبراهيم البطوط: النهاية الحقيقية حصلت بجد في الواقع بعدما الفيلم خلص وكأن كل عساكر الأمن المركزي سنة 1986 كانوا شخصيات جوه فيلم "البريء" وهم اللي حطوا النهاية الحقيقية وهم اللي طلعوا ولعوا في البلد وعملوا وبتاع وكذا، فالرقيب هنا كان شاطرا جدا أنه غير النهاية ولكن في الحقيقة ما غيرش حاجة، ده رفض أنه يشوف.

رقيب الإنترنت


جمال عيد/ مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: الرقيب على الإنترنت يعني يمكن يبقى مختلفا عن الرقيب المطبوعات أو الرقيب الفني أنه ممكن يبقى حد لابس جينز تي شيرت بنظارة مع آي بود ممكن اللاب توب بتاعه حديث جدا.


أحمد طاهر/ منسق حركة شباب 6 أبريل: من الواضح أنه بيكون شخص شاب زينا، بيكون خريج جامعة أو خريج هندسة أو خريج حاجة لها علاقة بالتكنولوجيا كثيرا، بيكون قريب من تفكيرنا قريب من طريقة كلامنا قريب من الخطاب اللي إحنا بنتخاطب به مع بعض.


رفيق حبيب: هو رقيب افتراضي في عالم افتراضي، يعني كل الأطراف في عالم الإنترنت لا ترى بعضها البعض، هذا يسمح لرقيب الإنترنت أن يكون أكثر قوة أو أكثر مواجهة أو لا يشعر بالحياء من الوظيفة التي يقوم بها، فهو يقوم بوظيفته بمهارة ولا يشعر بهذا الحياء.


جمال عيد: لكن في الحقيقة بداخله يعني حد من اثنين إما حد معاد جدا وكمية العداء دي بيخرجها في رفض ما يطرحه نشطاء الإنترنت ومدونوه أو أنه موظف لديه قدرات خاصة في التعامل والوصول والبحث عن الناس اللي بتشغل عقلها وإبلاغ الجهات المختلفة بهم.


وائل عباس/ مدون: الأدوار اللي بيقوم بها الرقيب على المدونات دلوقت هي زي أنه بيقوم بعمليات تخريب مثلا، مدونتي مثلا تعرضت للتخريب سنة 2005 وفضلت واقعة لمدة ثلاثة أيام وبعض الصفحات اللي عليها اختفت، محاولات أخرى هي أنه هو بيرد ردودا تعليقات على المنشور بالشتائم أو بالبذاءة أو محاولة التسفيه أو أنه هو يقلل منها، محاولات أخرى أنه هو ينشئ مدونات مضادة بتحاول أن تشوه سمعة هذا الشخص اللي بينشر خبرا أو معلومة.


رفيق حبيب: الموظف الرقيب ذو شخصية مختلفة، هو بيحاول أن يكون ماهرا فنيا وتكنولوجيا يحاول أن يكون مبدعا بأسلوب آخر لأنه يتعامل مع تكنولوجيا معقدة، بيحاول أن يكون قادرا على فهم هذه التكنولوجيا المعقدة وقادرا على إحداث أكبر قدر من الرقابة على أكبر قدر من الواقع، فهو ليس مثل الموظف الرقيب الآخر الذي كان موظفا روتينيا تأتي له المادة ويستخدم القلم الأحمر فقط.


جمال عيد: الرقيب الإلكتروني هو مسلح بترسانة من الأدوات التكنولوجية، لا شيء يستعصي عليه علشان كده هو يقدر يخترق الإيميل فيطلع يعني إيميل مؤمَّن، هو يقدر يعرقل صفحة من النزول على الإنترنت فيظهر البروكسي، التكنولوجيا لما بتظهر بتفيد الرقيب الإلكتروني وتفيد من هو ضد الرقيب الإلكتروني، وطول الوقت زي القط والفأر.


أحمد طاهر: في البداية لما عمال المحلة دعوا ليوم 6 أبريل 2008 والمدونون تلقفوا الفكرة وطوروها لإضراب عام في مصر وتم إنشاء الـ group الداعي لإضراب 6 أبريل ووضح جدا أنه كل يوم كان في آلاف من الشباب ينضمون إلى الـ group وينشرون الفكرة في محيط الأسرة والأهل والأصدقاء، كان في رقيب بيتتبع كل الشخصيات الداعية للإضراب، وإن حصل بعض الاعتقالات 6 أبريل 2008 توصل للشخصيات دي وتم التنكيل بهم أو حبسهم لفترة طويلة وكان من ضمنهم إسراء اللي تم إصدار لها أمر اعتقال مرة أخرى وأحمد نصار في الإسكندرية وعدد من المدونين في القاهرة، وأنا برضه بعدها بأيام تم القبض علي في القاهرة بعد بذلك كان في تتبع مستمر من الرقيب على الإنترنت من باقي الشخصيات الداعية له أو التي حاولت بعد كده تنظم حركة مولودة من نسل بتوع الإضراب، باستمرار كان في رقيب موجود على الإنترنت بيتتبع أي نشاط كان موجودا.

[فاصل إعلاني]

الرقيب رئيسا للتحرير


مجدي الدقاق: توفي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وجاء الرئيس السادات وتحدث عن الإصلاح الديمقراطي وهدم السجون وإلغاء الرقابة وإلغاء التسجيلات الصوتية، دخول حرب أكتوبر هذا الإنجاز العظيم وبان أن مصر دخلت مرحلة جديدة وخصوصا بعد أن سمح الرئيس السادات بقضية المنابر.


كارم يحي/ متخصص في شؤون الرقابة: لما رفع الرئيس السادات الرقابة الرسمية عن الصحافة في فبراير 1974 في الحقيقة هو اتخذ إجراء مهما ولكن ككثير من الإجراءات السياسية التي اتخذها الرئيس السادات لم يكن جادا فيها وكان يهدف إلى اتخاذ إجراءات ذات طابع إعلامي أو شكلي إنما من حيث المضمون كان يحدث شيء آخر.


رفيق حبيب: أراد النظام أن يلغي هذه الرقيب الموظف لأنه ظاهر وواضح وأنه يمثل عورة في صورة النظام أنه يراقب بهذا الشكل النوادي الإعلامية المنشورة، فأراد أن يستبدلها فابتكر النظام شخصية جديدة تختلف عن شخصية الرقيب الموظف.


سعد هجرس: الآن في الصحف القومية على سبيل المثال رئيس التحرير هو رقيب موظف، ده ممثل صاحب رأس المال ممثل الحكومة في حقيقة الأمر لأنه يتم اختياره، صحيح أنه في الشكل تختاره اللجنة العامة في مجلس الشورى ولكن في الآخر تختاره أجهزة الدولة.


رفيق حبيب: وهنا بدأ نمط جديد من الرقباء يظهر، هو أولا مبدع هو ثانيا من أهل المهنة هو ثالثا أضيفت له مهنة تتعارض مع مهنته الأصلية، هو مبدع ومن وظيفته أن ينتقد الأوضاع التي يراها حوله ولكنه في نفس الوقت رقيب من وظيفته أن يمنع نفسه قبل أن يمنع الآخرين من نقد هذه الأوضاع وبالتالي تكونت شخصية غريبة على المجال المهني نفسه غريبة على مجال الإعلام وغريبة على مجال الإبداع ومهن الكتابة والفكر.


مجدي الدقاق: كلنا جزء من هذا النظام حتى قوى المعارضة المصرية جزء من النظام، هنا فرق بين الرقابة وبين أين توجهي السياسي وبين السقف الوطني، أنا مجلة قومية أفتحها لكل القوى ولكل التيارات سعيا وراء إثراء الفكر يكتب عندي بعض المختلفين معي سياسيا، ولكن هناك أنا ضد التخلف ضد تقسيم المصريين ضد الدعوة للعودة للماضي ضد الخلافة ضد الحكم الديني أنا مع التنوير أنا مع السيادة الوطنية، أنا مع دي الثوابت، من يختلف معي عليه أن يذهب إلى جريدة الإخوان المسلمين ويكتب فيها.


رفيق حبيب: عندما أصبح رئيس التحرير هو الرقيب بدأت تنتشر مهنة الرقابة أنها أصبحت مهنة بمقابل والمقابل مجز للغاية لأنه مناصب ومراكز كبيرة، مع هذا التوسع بدأت بعض المؤسسات الصحفية تتحول إلى مؤسسة رقابة إعلامية تراقب المجتمع وما يحدث فيه وغيرها من المؤسسات لصالح النظام، وهنا بدأ التمدد عندما حاولت الصحافة أن تراقب السينما لصالح مؤسسة الرقابة الأصلية كما حدث في فيلم "ناجي العلي".


علي أبو شادي: موقف بعض السادة الصحفيين من "ناجي العلي" نتيجة لموقف "ناجي العلي" من النظام دي مسألة يعني فيها قمع كامل لحرية التعبير.


محمود علي: فيلم "ناجي العلي" في الحقيقة مشكلته ما كانتش مع الرقابة، الرقابة من مفهوم الرقابة الصريح، مشكلته جاءت بعد موافقة الرقابة بمعنى أن الفيلم أجيز وكان المفروض يعرض في المهرجان القومي بتاع السينما المصرية وفجأة قامت حملة من الصحافة لا مثيل لها ضد الفيلم وضد نور الشريف وضد محمود الجندي.


محمود الجندي/ فنان: اللي هاجم الفيلم كلنا عارفينه الأستاذ إبراهيم سعده، والأستاذ إبراهيم سعده صحفي له وزنه وله قدره، أنا استغربت لأنه كان في البداية جورنال "الأخبار" كان رئيس تحريره الأستاذ إبراهيم كان هو اللي بيقول أخبار هذا الفيلم، "بيروت تصحو على انفجارات ناجي العلي"، لكن بعدما تم تجهيز هذا الفيلم وكان مقررا له أن يعرض في افتتاح مهرجان القاهرة الدولي للسينما فوجئت برد فعل لم أتوقعه خالص وخاصة من جريدة "الأخبار" أن الأستاذ إبراهيم سعده بدأ يهاجم الفيلم ويهاجم كل العاملين فيه، بل إنه زاد عن كده أنه اتهمنا بالخيانة، اتهم الأول نور الشريف كان مشاركا في إنتاج الفيلم ثم مخرج الفيلم عاطف الطيب الله يرحمه، ثم مؤلف الفيلم بشير الديك ورابعهم الممثل المصري اللي هو معروف اللي عمل دور الشخصية المصرية السكير التائه وأن ده مش دور مصر في القضية العربية.


علي أبو شادي: دور عادي جدا، دور عادي جدا، ده شخص مصري حصل له هذا الهذيان وهذه اللحظات وهذا الإدمان حتى بسبب ظروف المكان نفسه وكل المصريين كانوا هناك كده كنموذج، وكل الناس اللي بتطلع في مواقف القاتل ولا الفاسد ولا.. دي بيسيء لنفسه يسيء للنموذج اللي زيه، ولكن هذا لم يكن القصد قاصد الإساءة لا لمصر ولا محمود الجندي كان قد قرر يسيء لبلده.


إبراهيم البطوط: يعني إيه المشكلة؟ سمعة مصر؟ من قال لك إن مصر دي واحدة ست؟! بعد إذنك يعني مين اللي حط الفكرة دي في دماغك، أنها أنثى ولها سمعة، من وين جبت الكلام ده؟!


محمود الجندي: استحالة أنه أنا بعد تاريخي ده كله أقبل دورا يسيء إلى سمعة مصر.

الرقيب عامل المطبعة


رفيق حبيب: عندما بدأت الرقابة تنتشر داخل المؤسسة الإعلامية من رئيس التحرير إلى كل أجزاء المؤسسة وانتشرت هذه الظاهرة أصبح هناك من يرى أن من حقه أن يكون رقيبا لمصلحة قيمه، فيجد عامل المطبعة أمامه كلاما لا يستطيع أن يجمعه لا يستطيع أن يرص هذه الحروف معا لأنه يرصها بيده، هو يشعر أن قيمه تمنعه من أن يفعل هذا، فهذا المجال الواسع من الرقابة العشوائية سمحت لهذا الرقيب أن يراقب من أجل مصلحة نفسه.


محمد شاتو/ صاحب مطبعة: إحنا ما بنحاولش قدر الإمكان أنه إحنا نستغل شغلتنا في الطباعة أنه هي تبقى نشر لفساد أو لحاجات تخل في الدين أو الأعراف.


خالد السرجاني/ مدير تحرير صحيفة الدستور: عمال المطابع في بعض الهيئات الحكومية بالذات اعترضوا على أنهم يصفوا بعض الجمل أو بعض الفقرات في روايات أو كتب كانت توضع في هذه الهيئات.


محمد شاتو: النظرة المبدئية لأي مطبوعة المفروض أنه أنت بتبص فيها هل بتتناسب مع القيم أو الأعراف ولا لا وعلى ضوء كده أنت بتحدد إذا كنت بتقبلها أنه أنت تقوم بعمل الحاجة دي أو ماتعملهاش أساسا.


خالد السرجاني: إنما الأدهى من كده أنه كان رؤساء الهيئات دي مشغلين العمال رقباء على رؤساء تحرير السلاسل، لأنه حصلت مشاكل وحصل في مجلس الشعب ناس قدمت استجوابات وكذه وكذا فهم كلفوا العمال لو لقيتم حاجة زي كده تعالوا إدونا خبرا، وبقوا يدون لهم مكافآت على هذه الاستهانة بحرية الإبداع!


محمد شاتو: أنا في سلطتي أنه أنا أرفض وأيضا كانت المغريات أنت النهارده بتتعامل مع ناس حتنشر ما بينهم حاجة غلط، ولنفترض جدا أنه هي حاجة تمس القيم أو الأعراف أو الدين لازم تتوقف فورا.

الرقيب المحتسب


إبراهيم البطوط: الرقباء مش بس متعددين في العدد ولكن أيضا في الهوية، رقيب صحفي ورقيب ديني ورقيب عسكري ورقيب شرطة ورقيب جزارين ورقيب أطباء وكل واحد من دول ممكن يطلع ويؤدي دوره حسب الظرف وحسب الفيلم وينام ثاني، فإحنا كلنا بنراقب بعض، أصبحنا كلنا بنراقب بعض، طيب ليه يا جماعة خير؟ إيه المشكلة؟ لا، بجد إيه المشكلة؟!


رفيق حبيب: بدأ شكل آخر من الرقابة يتوسع مرة أخرى وهو يتوسع في المساحات التي تقاعست فيها مؤسسة الرقابة الأصلية المؤسسة الحاكمة التي بدأت تهتم فقط بما يهدد أمنها وبدأت تتحاهل ما يهدد أمن المجتمع فأصبح هناك من يظهر من داخل المجتمع حفاظا على أمن المجتمع وأصبح الرقيب الرسمي  الرقيب الذي يعمل من أجل النظام الحاكم لا يرى المجتمع يرى فقط مصالحه ومصالح النخبة الحاكمة هنا ظهر الرقيب المحتسب ليكون تحديا خطيرا أمام النظام الحاكم لأنه ظهر في المساحات التي أخلاها.


يوسف البدري/ داعية إسلامي: أنا لي مكتب محاماة كلهم تلاميذي، هذا المكتب لا أرفع قضية إلا من خلاله، هذه إبداع ، ده حكم القضاء، هذا مؤلف وهذا مؤلف، هذه إبداع، كل ده.


سعد هجرس: الرقيب المحتسب ده شغلانة ثانية، ده رقيب قطاع خاص، يعني إذا أخذت تيار الخصخصة فكل شيء في الدولة بيتخصخص، أيضا خصخصت قضية الرقيب فظهر لك أنه إذا الدولة ما بتراقبش فيطلع لك رقيب قطاع خاص.


يوسف البدري: ده بقى حلمي سالم، القانون المصري يلزمنا بهذا وهذا هو الذي تم بسببه إلغاء جائزة حلمي سالم التشجيعية.


حلمي سالم/ شاعر: أنا نشرت قصيدة في مجلة "إبداع" من عشرة مقاطع قصيرة وأسميت القصيدة ككل "شرفة ليلى مراد".


يوسف بدري: جمعوا عدة مقطوعات وسموها "شرفة ليلى مراد" وغير فيها، مغير فيها من أجل أن توائم وتكون خفيفة على الناس.


حلمي سالم: القراءة المعوجة اللي بيعملها الشيخ يوسف البدري أو زملاؤه من الشيوخ أو أي قارئ تقليدي حرفي هو اللي بيسيء إلى النص.


يوسف البدري: "يا رب أخر هذا اليوم قدر ما تستطيع" يوم القيامة، بقى ربنا قدر ما يستطيع؟ هو ربنا بيعجزه شيء؟ يارجل! "إذا" إذا! إذا! أكان أعمى؟ ربنا أكان أعمى؟! أهه أهه، صور، صور.


رفيق حبيب: مع ظهور الرقيب المحتسب بدأت الظاهرة تتوسع، كلما توسعت الظاهرة ده بيعطي نوعا من الشجاعة الأدبية لرقباء محتسبين آخرين أن يظهروا على السطح ثم يوسعوا دائرة الاحتساب، بدلا من أن تكون في قضية واحدة تكون في عدة قضايا ثم تنتقل من قضية لأخرى ثم يرى المجتمع أنه قادر أن يمارس عملية الاحتساب من خلال هؤلاء الرقباء المتطوعين المحتسبين الذين يقومون بهذا العمل دون أن يتحمل المجتمع المسؤولية في ذلك، هذا التوسع أظهر الكاهن المحتسب وأصبح هناك المسلم المحتسب والقبطي المحتسب وهناك أيضا الشيخ المحتسب والكاهن المحتسب، عندما ظهر الكاهن المحتسب اكتملت الصورة اكتملت منظومة المجتمع الذي يدافع عن نفسه وعن قيمه في كل المجالات وليس في مجال واحد، تشجع الجميع.


عبد المسيح بسيط/ عضو المجمع المقدس: إذا المبدع والرقيب الناقد تغاضوا عن إساءة ما موجهة للمسيحية في الحالة دي لازم يقفوا ولو بالقانون. حادثة فيلم "بحب السيما" لم تتكرر لا قبلها ولا بعدها ومش حتتكرر ثاني.


محمود علي: "بحب السيما" موضوعه حساس جدا ولم تتطرق له السينما المصرية، شخصية المسيحي.


عبد الستار فتحي: آه فيلم "بحب السيما" أنا كنت رقيبا فيه قبل ما أبقى مديرا عاما، كثير من الأمور الخاصة يعني الفيلم ممكن يسيء إلى فئة معينة أو حتى للإخوة المسيحيين وأنا شايف أنه ما كانش في إساءة بالمعنى ده، ما إحنا قبل كده مشينا فيلم "الإرهابي" وكانت واردة، وكل فترة بتفرز ناس مش لها علاقة بالدين، القائمين على الدين يعني.


عبد المسيح بسيط: بعض النقاد غير المحايدين لما العمل يمس المسيحية يقول لك أنتم ليه بتقفوا ضد حرية الإبداع لكن لما يجي العمل يمس الإسلام ويتدخل الأزهر ما يقدرش حد يتكلم.


ممدوح الليثي: يعني الكنيسة بتتدخل وبتراجع والأزهر يتدخل ويراجع وكلما يخففوا وطأتهم هم الاثنان كلما ضربنا لهم تعظيم سلام.


علي أبو شادي: فيلم "بحب السيما" كان نموذجا لحالة الاحتقان الداخلية والمجاورة، المعنى أن كل الأطياف النهارده عندها حالة احتقان وبقى عندها حالة حساسية شديدة جدا وخاصة المسائل الدينية.


رفيق حبيب: فيلم "بحب السيما" كان نوعا من الصدمة أنه لم تدرك الجماعة القبطية أن مسألة استباحة المجتمع وصلت إلى هذا الحد وأن الكنيسة أيضا والجماعة القبطية أصبحت أيضا من ضمن الأمور المستباحة.


محمود علي: الفيلم من وجهة نظر طفل، كل ما نشاهده من رؤية طفل عنده سبع ثماني سنوات وليس من إنسان بالغ. لما محامي أو رجل دين أو قبطي يرفع قضية ضد فيلم ما هو ده من التدخل.


رفيق حبيب: بدأت هنا لحظة تغير تحدث داخل الجماعة القبطية وبدأت الجماعة القبطية تدافع عن نفسها تدافع عن أمنها تدافع عن الكنيسة تدافع عن أي عمل يمس المسيحية أو الكنيسة.


عبد المسيح بسيط: فيلم بيسيء للمسيحية إساءة بالغة، الآباء خافوا الناس تتصور أن اللي بيروحوا الكنيسة دول بقى بيشتموا بعض ويسب البعض الدين، وأن الشباب والأولاد والبنات بيطلعوا فوق سطح الكنيسة بيعملوا علاقات حب مع بعض، طيب لو عدا الفيلم ده وهو بيسيء للمسيحية حيتكرر غيره وغيره وغيره وحتبقى مباحة.


إبراهيم البطوط: ليه أي هيئة دينية أيا كانت قناعاتها وأيا كانت توجهاتها ليه هذه الهيئة قد كده خائفة من فيلم؟ إيه اللي بيخوف من الفيلم قوي كده؟ أنه يحصل إيه أن الناس تشوفه فيحصل إيه؟ تقتنع به أو ما تقتنعش به ما هو ده في حد ذاته شيء إيجابي أنه أنا أطرح عملا ما يثير حالة من النقاش عندي كمتلقي، أنا ليه معتبر أن المتلقي أهبل كده قاعد فاتح بقه وبنعبي فيه اللي إحنا عايزينه؟! ما الرجل ده له رأي برضه ولو ما لهوش رأي بقى نحن دورنا نخليه يبقى له رأي.


حسين عبد الرزاق: أنا أذكر أول ما اشتغلت، أحد رؤساء التحرير اللي اشتغلت معهم قال لي يا ابني أنا من يوم ما اشتغلت في الصحافة وكبرت وعرفت قبل ما أكتب أجيب الرقيب أحطه أتخيله أحطه على المكتب وأكتب لو كتبت دي هو كان حيبص لها إزاي وبتاع وأكتب وكده ما تعرضتش لأي مشاكل.


سعد هجرس: في خطوط حمراء إذا ما حدش حطها لك أنت حطيتها لأنه عارف لو أنت عديت هذا الخط الأحمر ستغلق الجريدة بدها أكبر مفتاح وحتتحمل أنت مسؤولية إغلاق بيوت مئات من البشر فهنا أنت مضطر لأن تراقب نفسك.


رأفت الميهي: أنا ما عنديش رقيب ذات، عاوز أقول لك حاجة، أنا عندي آلام ذاتية بأعبر عنها لكن ما عنديش رقيب ذاتي خالص لأنه أنا من الأول خالص عارف ومدي نفسي التحذير ده أنه أنت لا تمكن الرقيب الذاتي منك، لأنه حيمنعني من الإبداع.


إبراهيم البطوط: رغم أنه أنا بأقول لك جواي رقيب لكن كمان بأقول لك إنه أنا جواي ما فيش رقيب، ففي انفصام في الشخصية داخلي كده أنا بأعترف لك به، جزء بيعتقد أن جواه رقيب وجزء ثاني بيقول لك.. مش عليه رقيب، أنت حر اعمل اللي أنت عايزة، في صراع بين الاثنين دول جواك أنت كبني آدم وصراع ما بينتهيش يظل موجودا طول الوقت، يا ترى أتكلم في الحتة دي ولا لا؟ لا اتكلم، لا ما تكلمش، لا اعمل لا ما تعملش، طيب دي حتبان شكلها إزاي؟ حيطلع شكلها عامل ازاي؟ هل ده مناسب هل ده مش مناسب؟ دائما في حوار بين الشخصيتين دول الموجودين جواي أنا على الأقل، أتكلم عن نفسي.


رفيق حبيب: عندما أصبح المبدع نفسه رقيبا على نفسه أصبح يعطل عملية الإبداع ثم يتخلى عن الإبداع تدريجيا ثم يعمل بوصفه محترفا حرفيا، يكتب كحرفي وليس كمبدع.


محمود الجندي: الرقيب الداخلي لو سيطر على الفنان وعطله عن أداء مهمته كفنان يبقى خسره.


محمود علي: إذا سيطر الرقيب على المبدع سيطر عليه سيطرة كاملة فهو ميت.


وائل عباس: لو حسيت في لحظة أن الرقيب الذاتي حيسيطر علي يبقى أحسن لي أنه أنا ألم الكمبيوتر بتاعي ده وأشوف لي بلد ثانية أتكلم فيها براحتي.


رأفت المهي: يوم ما ينتصر الرقيب الذاتي علي أنا انتهيت، مت، أبقى مت خلاص، وجودي في عالم الإبداع مالوش معنى.


إبراهيم البطوط: لو جاءت اللحظة اللي فيها الرقيب الذاتي سيطر علي كصانع فيلم أنا هنا حأدرك أن دوري انتهى.


رفيق حبيب: عندما تهيمن الرقابة الذاتية على المجتمع يصبح بلا مبدعين ويصبح مجتمع بلا عقل يفكر له ويحلم له في المستقبل.


حسين فهمي مصطفى: أنا لم أكن أشعر بمخالفة ضميري إطلاقا.


علي أبو شادي: أنا كنت فخورا عندما كنت رئيسا للرقابة.


عبد الستار فتحي: ما حدش فخور أن يبقى رقيبا.


عبد المسيح بسيط: الرقيب من حقه أن يشوف العمل قبل ما يصدر ويمنعه لكن أنا بأشوفه بعد أن يكون انتشر على الملأ والكل قرأه فلازم أصحح الصورة اللي أنا شايف أنها مغلوطة.


يوسف البدري: يسمونني رقيبا محتسبا، أنا سعيد بهذا الاسم والله سعيد.