صورة عامة - أصحاب البلاد 21/10/2010
تحت المجهر

أصحاب البلاد ج2

تستكمل الحلقة قصة عرب إسرائيل أو عرب 48 أو عرب داخل الخط الأخضر الذين كانوا وما زالوا جزءا من شعب فلسطين.

– قتل الهوية، قتل الإنسان.. مجزرة كفر قاسم
– حركة الأرض.. لا بديل عن الهوية الفلسطينية

– الإضراب الأول.. الأرض لنا ونحن أهل هذه البلاد

 

روان الضامن
روان الضامن
مرزوق حلبي
مرزوق حلبي
سلمان الناطور
سلمان الناطور
جمال زحالقة
جمال زحالقة
رامز جرايسي
رامز جرايسي
مهند مصطفى
مهند مصطفى

قتل الهوية، قتل الإنسان.. مجزرة كفر قاسم


سميرة خوري/ ناشطة سياسية- الناصرة: كان لي أخت وعايشة في الناصرة، طلعت هي من البلاد في 9 تموز سنة 1948 يعني أختي ما كان في أي تواصل معنا شخصيا، كانت صعبة جدا على أمي على أبي على خواتي.

سامي أبو شحادة/ باحث- يافا: الناس تشتت في كل مكان وإسرائيل قررت أن كل مكان ثاني في المنطقة هو دولة عدو بمعنى للناس اللي بقيت إذا تم تهجير عائلتك لمخيم الشاطئ في غزة وأنت أجريت اتصالا تطمئن إذا أخوك عايش إذا وضعه منيح كذا، أنت أجريت اتصالا مع دولة عدو فعمليا فرض عليهم الانقطاع عن العائلة وعن المجتمع وعن كل العالم العربي بشكل قسري لعشرات السنين.


جعفر فرح/ مدير مركز مساواة- حيفا: كان الإنسان عشان يقدر يسمع صوت أخوه أو أخته أو عائلته في لبنان في مخيمات اللاجئين في لبنان أو مخيمات اللاجئين في الأردن أو حتى في الضفة كان يستخدم الراديو مشان يبعث سلاماته لعيلته.

[مشهد من فيلم كفر قاسم، إخراج برهان علوية/1974]


مرزوق حلبي/ كاتب وباحث- دالية الكرمل: جاء هذا البرنامج الذي يعني تريد إسرائيل فيه أن تبدو وكأنها تهتم بمشاعر الناس وبحنينهم إلى أقربائهم وتهتم بالوصل بين الذين هنا والذين هناك ولكن المعنى المستتر هو الرغبة في القول إن هذا هو الوضع النهائي للصراع أو هذا هو الوضع النهائي، أنتم الآن هنا، هم هناك وستتواصلون عبر الإذاعة فقط.


الأديب سلمان الناطور/ باحث ومحلل- دالية الكرمل: في خلال عشرين سنة إسرائيل حاولت عندما فشلت في عبرنتنا حاولت أن تبقينا عربا ولكن عرب مدجنون يعني عرب بلهجتها هي وبخطابها وبلغتها.


مرزوق حلبي: ومورست هناك من خلال المجتمع المدني ومؤسسات المجتمع المدني اليهودية الهستدروت مثلا محاولات لإقناع العرب أيضا بالتخلص من اللغة العربية الفصحى والتحدث باللغة المحكية الدارجة الفلسطينية المحلية حتى يتسنى للدولة قطع أواصر العلاقة التاريخية واللغوية والثقافية بين الفلسطينيين المتبقين هنا وبين المحيط العربي والشتات الفلسطيني.


الشاعر حنا أبو حنا/ أديب وباحث- حيفا: انقطعت الصلة كليا الصلة الثقافية بالبلاد العربية انقطعت، المجلات الصحف الكتب لم تصل ولذلك كان علينا منذ البداية، كانت هناك جريدة الاتحاد 1951 أصدرنا مجلة الجديد كملحق للاتحاد وسنة 1953 صدرت كمجلة مستقلة ومن أحد العناوين حاجتنا إلى أدباء، المدن أفرغت ظل الجمهور القروي وظلت نسبة الأمية كبيرة فكيف نصل إلى هؤلاء الناس؟ رأينا أن نقيم المهرجانات الشعرية، جن جنونهم من القصائد التي تلقى في هذه المهرجانات وكتبوا في جريدة دافار مقالا وأكثر من مقال، بيريز -ما غيره- تحدث عن شعر الخناجر عند حنا أبو حنا وغير حنا أبو حنا.


مرزوق حلبي: بقيت رموز تعمل في الخفاء والسر وفي العلن على إبقاء هذه الجذوة مشتعلة وأعتقد أنهم نجحوا في إحداث تثوير حالة تثوير ما داخل المجتمع الفلسطيني رغم كل التهويل رغم كل الضبط وكأن يعني قانون الطبيعة، لا يمكن محو هوية أناس بالكامل.


روان الضامن: قرية كفر قاسم كانت ضحية مخطط أعده رئيس الوزراء ديفد بن غوريون ورئيس الأركان موشيه ديان منتهزين فرصة العدوان الثلاثي على مصر لتهجير الفلسطينيين من منطقة المثلث إلى الضفة الغربية. خمسون قبرا هنا تشهد على المجزرة، جميعهم قتلوا عشية العدوان الثلاثي عام 1956 فكتب توفيق زياد

ألا هل أتاك حديث الملاحم

وذبح الأناس ذبح البهائم

وقصة شعب تسمى حصاد الجماجم

ومسرحها قرية اسمها كفر قاسم

تاريخ واحد حفر على جميع قبور الشهداء ومتحف القرية يوثق صور بعضهم، رجال ونساء وأطفال تم اغتيالهم في ساعة واحدة بين الخامسة والسادسة مساء. نجا بعضهم بأعجوبة فكانوا شهود عيان على المجزرة، منهم محمود فريج الذي كان عمره 25 عاما.


محمود افريج/ شاهد عيان على مجزرة كفر قاسم: المعلم إجا في 28 أذكر يوم الاثنين إجا يوم الأحد المعلم قال بكره مش جايين على الشغل إحنا لا أنا ولا العمال اليهود بتجوا أنتوا بتنظفوا على ظهر المحجر وبتشتغلوا، ما قال إنه بده يصير حرب ولا إشي ما تجوش، قال بتجوا. جئنا إحنا في 29/10 يوم الاثنين اشتغلنا كالعادة خلصنا شغل بـ 29/10 دائما الساعة الخامسة قريبة على المغيب طبعا لسع مش غايبة الشمس، روحنا إحنا، لما صرنا هون أنا بقيت لقدام من العمال ظليت طالع أنا بدون ما أعرف اللي ورائي وين راحوا ظليت طالع على الشكة هذه على الشمال، على الشمال طلعت، الجماعة اللي معي الثلاثة طلعوا على اليمين.

عثمان سليم ابدير/ شاهد عيان على مجزرة كفر قاسم: أبوي أخذني على جنب مستشفى بلينسون كان في لواحد يهودي معلمه يشتغل أبوي عنده كان عنده شوية زيتون كم شجرة زيتون ورحنا نخرطهم يوميتها، وأنا ولد شاب كنت آخذ الزيتونات وأجيبهم وفي المغرب هو أخذ البسكليت مني وروح وأنا وصاحب لي كان معه بسكليت وطلعنا لحد سهل البلد، دشرنا البسكليت تاعه في السهل وطلعنا على الشارع الرئيس إجت سيارة لواحد اسمه عطا يعقوب طلعنا معه حوالي تقريبا 18، 19، 20 شخصا.


محمود فريج: لقيت بالضبط أنا لما صرت هون في جيب واقف، أول فتحوا النار على الثلاث وردوا علي رصاص هيك رد، الرصاص رماني على الأرض ساعتها عرفت أن الضرب كان ليقتل، في هذه اللحظة لما وقعت أنا قال له (كلمات عبرية)..


روان الضامن: شو يعني؟

محمود فريج: يعني أتضربوش كثير رصاص أعطوا لكل واحد طلقة في رأسه، يعني الكدور حيان عليه، البني آدم مش حيان عليه (كلمات عبرية). فلقيتهم..سمعت واحد جاي علي بيخبط وجاي يحط الطلقة في رأسي، شو بدي أقول له؟ طنيبك! ناصت، وقعت أنا في عداد الموتى، في هذه اللحظة جايين غنم من هناك مطرح الدار هذه وفي معهم واحد وابنه، ابنه يمكن عمره أبو سبع ثمان سنين، رد حاله على الراعي وابنه قتلهم وأنا نسيوني. الجماعة اللي هناك انصابوا اثنين، الغنم لما جايين وقع اللي معنا الثالث لما جايين الغنم مشى مع الغنم. أنا وقعت بالضبط هون وجماعتي وقعوا على براي بيني وبينهم الطريق صار اللي يجي يلاقوا يعني إحنا ضربونا هون يلاقوا الثانيين لهناك الثالث لهناك يعني يقعدوا ما يخلوش واحد يشوف الثاني، لما يجي واحد بحوجش أنهم يقوموا عليه ينادوا عليه يقولوا تعا لهون وين كنت، بس يميل عليهم يطخوه، أما لما يجوا جماعة كثار يلاقوهم.


عثمان سليم ابدير: بس يعني لما وصلنا هون شفنا الجنود واقفين هون وقف السيارة اللوري، قالوا لنا انزلوا نزلنا جميعنا على الشكة الشمال يعني هذه الشكة السيارة بوزها لجاي يعني وإحنا نزلنا للشكة الشمال، كان اللي جانبي واقف حياة عطا اليعقوب وأحمد الصوص، كان ثلاثة واقفين وأتذكر كانت قال.. يعني احصد، وبعدين ولعت. أنا كنت ولد صغير بينهم فلما اندبحوا كببوني جئت على بر كومة الباطون مربع باطون كل رصاص طار من وراء راسي من فوق رأسي يعني، ولد صغير.. هي حمت عني يعني.

محمود افريج: سيارة البنات بعدها إجت مرقت لما شافوا القتلى بدهم يهرب سبقوا له من الشكة هديك وقف وقف، وقف. ونزلوا البنات ومعهم أولاد وصفوهم صفوا لا تخافوش اطلعوا هوياتكم مشان يعطوا الأمان ورجعوا حصدوهم. سمعت صراخ البنات وسمعته يقول لهم أعطوا كل واحد طلقة في رأسه، بدؤوا يحطوا الطلقة في رأسه ويزيحوه لجنب. مشيت على ثلاث مش قادر أوقف ومرقت على أخوي واللي معه مرقت من بينهم حكيت معهم، أحمد، علي، رحمة الله عليهم.


عثمان سليم ابدير: لما كنت في المستشفى أسأل وين أبوب قالوا أنه مريض وبده شيء وبعدين في الآخر عرفوني أن أبي توفى في الحادث يعني توفى هون في المطرح هذا، أنا هو على جنب هناك كنت، البنات هون والأولاني فوق وبدؤوا ينزلون يعني لتحت، أكثر إشي قتلوا الناس هون في هذه الساحة. عيلتي أبوي استشهد وخالي أخو أمي وابن خالتي وعمتي.


روان الضامن: طالب الفلسطينيون بمعاقبة منفذي الجريمة، كانت الكتيبة المنفذة معروفة قادة وجنودا واستمرت جلسات المحاكمة العسكرية المغلقة عامين، والصحف الصهيونية تطمئن الجميع أن الحكم سيصدر عما أطلقوا عليه لقب حادث لا مجزرة، وانتظر أهالي كفر قاسم. وصدر الحكم الذي وصف بالعادل والمشرف، القتلة من أمثال الملازم غبرائيل دهان تمت ترقيته عام 1960 ليصبح مسؤول الحكم العسكري في الرملة أما قائد اللواء شدمي الذي أصدر الأمر بالقتل فحكم عليه بدفع غرامة قدرها قرش واحد.


مرزوق حلبي: حاولوا في مجزرة كفر قاسم أن يدفعوا الناس كما دفعوهم في مجازر أخرى وحالات سابقة أواخر الأربعينيات أن يهجروا وطنهم.


جمال زحالقة/ عضو كنيست- كفر قرع: وإسرائيل بالمناسبة تركت الحدود مفتوحة حتى..


روان الضامن: الحدود الشرقية نعم.


جمال زحالقة: الحدود الشرقية للضفة الغربية حتى يذهب الناس ويهاجروا.


رامز جرايسي/ رئيس بلدية الناصرة: إثارة الرعب ما بين من بقي على أرض وطنه من الشعب الفلسطيني داخل دولة إسرائيل وربما التأثير على مجموعة في الأساس في منطقة المثلث أن أيضا تهاجر وأن.. نتيجة الخوف والمجزرة.


جعفر فرح: وعلى الرغم من المجزرة وحجم المجزرة على الناس الناس بقيت في كفر قاسم والمثلث كله بقي.


روان الضامن: بعد عشر سنوات من الحكم العسكري وجد فلسطينيو الداخل أن لا بديل من التظاهر الجماهيري.


رامز جرايسي: كان أول أيار 1958 ومنع التظاهر في يوم العمال العالمي أول أيار، الحزب الشيوعي في مدينة الناصرة قرر التظاهر رغم منع المظاهرة عدم إعطا ترخيص للمظاهرة وحدثت مواجهات عنيفة مع الشرطة واعتقالات واسعة، كان القرار هو قرار سياسي أيضا لكسر حاجز الخوف ما بعد مجزرة كفر قاسم.


سميرة خوري: وقفت السلطات على المفارق تمنع اللي بيجوا وإشي لكن قلنا برضه إنه إحنا بدنا نعملها، إجا ناس من أم الفحم ومن كفر ياسيف تهربوا من البلد كلها على ساحة العين والساحة اللي منسميها أول أيار وبدها تبدأ المظاهرة، هجموا علشان يفرقوا فرقوا النسوان وفرقوا.. لكن كان في عراك بين النساء وبين الجيش أنه إحنا يعني مش متنازلين عن حقنا.


رامز جرايسي: في هذه السنة كانت هناك احتفالات العاشور عمليا يوم الاستقلال الإسرائيلي والاحتفالات المختلفة..


روان الضامن: عشر سنوات على النكبة.


رامز جرايسي: عشر سنوات على النكبة وإقامة احتفالات أيضا في بلدات عربية منها مدينة الناصرة والتي جرى.. شباب من المدينة قاموا بالتخريب على هذه الاحتفالات.


سميرة خوري: عملوا احتفالا وجابوا فايزة رشدي وجابوا مغنين ورقاصات و.. يعني لإيش؟ لأنه كان إشي معيب جدا أنه نقبل أن هذا الاحتفال المرير، طبعا شعبنا اللي صار متفتح وعارف أنه هو متضايق من كل الاحتلال وعشر سنين بيتألم من الحكم العسكري من منع التجول من البطالة من الأمور هذه كيف بده يقبل أنه يفرجي أنه هو مبسوط؟ هجموا الشباب والشابات وفي الحجارة أحبطوا الاجتماع.


روان الضامن: ولم تتوقف جرائم الجيش الإسرائيلي، عام 1961 قتل ثلاثة فتية من حيفا لم يتجاوزوا السابعة عشرة من العمر، جورج وجريس وريمون قتلهم جنود إسرائيليون ومثلوا بجثثهم، وبقي اغتيالهم جريمة غامضة لم يشهد عليها سوى جنازة غضب عارمة.

[فاصل إعلاني]

حركة الأرض.. لا بديل عن الهوية الفلسطينية


حنا أبو حنا: عندما كان عبد الناصر يلقي خطابا شوارع القرى إلى آخره فارغة من الناس والكل يستمع إلى خطاب عبد الناصر.

مصطفى كبها/ مؤرخ- أم القطف- المثلث: أنا أذكر كيف كان الناس يلتفون حول المذياع يستمعون إلى صوت العرب نشرة صوت العرب في الثانية والنصف كانت هذه يعني الحدث الإعلامي الأبرز في حياة العربي الفلسطيني في الداخل.


مرزوق حلبي: على الأقل عبر الإذاعة كان هذا النفس العربي القومي يصلنا، أعتقد أن هذه المفارقة التاريخية بين النكبة من ناحية وبين صعود الناصرية من ناحية أخرى كأنها غطت على النكبة وأعطتنا نفسا قويا أن نعيش أن نتأمل أن يكون لنا أمل كبير بأن الأمور ستتغير حتما.


روان الضامن: أوائل الستينات ورغم الحكم العسكري نشأت حركة قومية عربية فلسطينية اسمها حركة الأرض.


جعفر فرح: هذه الحركة عمليا كانت بداية تنظيم أول لأول مرة لمجموعة اللي هي مستقلة عن العلاقة مع المجتمع اليهودي يعني كانت محاولة وطنية فلسطينية أن تتنظم وتخوض المعركة السياسية في محاولة تنظيم المجتمع الفلسطيني أيضا على خلفيات قومية.

صبري جريس/ باحث وناشط سياسي – فسوطة- الجليل الغربي: في 1964 ضمن عملي في إطار الأرض قررنا أن نرسل مذكرة إلى الأمم المتحدة عن أوضاع العرب الموجودين هناك وقد قمنا فعلا بإعداد هذه المذكرة عن أوضاع العرب وترجمناها إلى الإنجليزية ثم توليت طباعتها وتجميعها وقمت بإرسال نسخ عنها من بضع عشرات من مكاتب البريد في إسرائيل حتى لا تقع في أيدي الرقابة أرسلت من كذا مكتب وفعلا وصلت المذكرة وأثارت ضجة كبيرة جدا.


روان الضامن: كان مرد الضجة أنها المرة الأولى التي يرفع فيها أصحاب البلاد شكواهم إلى الأمم المتحدة، جاء في المذكرة أن إسرائيل تطبق من 16 سنة الحكم العسكري على سكان البلاد الأصليين وأنها سنت قوانين ظالمة فصادرت أراضيهم ونسفت بيوتهم وحرمت القرى العربية من مياه الشرب والكهرباء والطرق المعبدة بينما وفرت هذه الخدمات في جميع المستوطنات اليهودية.


جعفر فرح: فحركة الأرض كانت الحركة اللي تحركت بشكل مستقل نبعت من قلب المجتمع الفلسطيني وحاولت أن تأتي في إطار جديد لتنظيم هذا المجتمع وخلق خطاب جديد تم قمعه مباشرة من قبل المخابرات والجهاز الأمني الإسرائيلي.

صبري جريس: لم يمنحونا رخصة لإصدار الصحيفة فأصدرناها على شكل نشرات فردية لمرة واحدة مرة كل أسبوعين ثم صودرت كل هذه النشرات وقدمنا إلى المحكمة وبعد ذلك حاولنا إقامة حزب فرفض الطلب ثم حاولنا إقامة شركة فقبل الطلب ولكن الشركة لم تستطع ممارسة العمل السياسي، وفي سنة 1965 حاولنا المشاركة في الانتخابات فأعلن عنا حركة غير قانونية وتم حلها ومصادرة كافة أملاكها وأبلغنا بصريح العبارة أنه لن يسمح لنا بهذا النشاط.


سلمان الناطور: وكانت كل الشخصيات السياسية المناضلة ضد السياسة الإسرائيلية كانت تفرض عليها إقامات إجبارية إن كان سياسيين أو إن كان أدباء يعني الأدباء مثلا كانوا توفيق زياد، محمود درويش، سميح القاسم، صليبة خميس كل هؤلاء اللي كانوا بالأساس المثقفين اللي كانوا كان مفروض عليهم إقامات إجبارية بحجج مختلفة..


روان الضامن: يعني ممنوع أن يغادورا مكان إقامتهم.


سلمان الناطور: وكان قائد المنطقة يحق له أن يصدر أمر إقامة عسكرية فيش عليها نقاش يعني ما حدا بيقدر يلغي هذا الأمر وهذا بيعني أن الشخص اللي مفروض عليه إقامة إجبارية لست أشهر بعدين قابلة للتمديد بيمددوها كل ستة أشهر ممنوع أن يخرج من بلده في ساعات النهار وممنوع أن يخرج من بيته في ساعات الليل.


روان الضامن: وكانوا أحيانا يأتون ليتثبتوا أن ذلك..


سلمان الناطور: أنا لما فرضت علي إقامة إجبارية كانت الساعة 12 بالليل 2 بالليل الصبح المساء كانت تيجي سيارة الشرطة تدق على الباب وتسألني إن كنت موجودا ولا مش موجود ويجب أن أثبت أنني موجود في البيت، طبعا من يخالف يعني إذا كان حدا ماكانش موجود يعني السجن ومشاكل بيطلعش منها طول حياته.


محمد بركة/ عضو كنيست- شفا عمرو: يعني كان في جملة أو مسبة شائعة (عرفيم بلوخلاخ) عربي قذر فعندما عاد هذا المواطن في أواسط الستينات وسمع محمود درويش يقول "سجل أنا عربي" هذا كان شكلا من أشكال رد الفعل، هذه قوة الكلام، قوة الكلام في صياغة في صيانة معنويات الإنسان.

جوني منصور/ مؤرخ- يافا: أذكر قصيدة "سجل أنا عربي" منذ طفولتي والآن أنت تتحدثين إلي وأنا يعني أرى الراحل محمود درويش يقف شابا قويا كلمته واضحة صوته جهوري ويلقي القصيدة في الجمهور على مختلف أجياله والكل منفعل ومتأثر من الطريقة التي كان يلقي بها هذه القصيدة.

صوت محمود درويش:

سجل أنا عربي

وأعمل مع رفاق الكدح في محجر

وأطفالي ثمانية

أسل لهم رغيف الخبز والأثواب والدفتر

من الصخر

ولا أتوسل الصدقات من بابك

ولا أصغر أمام بلاط أعتابك

فهل تغضب؟

سجل أنا عربي

أنا اسم بلا لقب

صبور في بلاد كل ما فيها

يعيش بثورة الغضب


روان الضامن: عام 1964 سجل محمود درويش "أنا عربي" وعام 1965 سطر سميح القاسم "لن أساوم" وأنشد توفيق زياد عام 1966 "أناديكم، أشد على أياديكم" فأطلق عليهم غسان كنفاني لقب شعراء المقاومة. آنذاك كان أصحاب البلاد على موعد مع إلغاء إسرائيل الحكم العسكري بعد 18 عاما.


أسعد غانم/ أكاديمي- حيفا: إن إسرائيل كانت تحضر للمواجهة مع الشعب الفلسطيني اللي هي أشمل في الضفة الغربية وقطاع غزة ولذلك كانت تعرف أن قواها يعني القوى اللي تستطيع أن تتحكم بالفلسطينيين الأشخاص المدربين على التعامل مع العرب الأشخاص المدربين على اللغة العربية على التعامل مع المبنى الاجتماعي للمجتمع العربي لم يكن بعدد كاف أن يكونوا بعدد كاف لذلك تم التحضير من أجل نقلهم من العمل داخل المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل إلى العمل في الضفة الغربية وقطاع غزة ولذلك يعني هنالك عندما نقول بأن حرب 1967 كان هنالك تحضير لها من الجانب الإسرائيلي قد يكون أحد جوانب التحضير هذا الجانب، لكن المسألة الأساسية هي أنه عندما أبطل الحكم العسكري لم يكن المقصود منه إبطال الحكم العسكري، كان هنالك حاجة إسرائيلية لأن يتم صبغ صورة علاقتها مع المواطن العربي وكأنها مواطنة مبنية على المواطنة رغم أن المضمون هو لم يكن مبنياً على المواطن وحتى الآن هو غير مبني على المواطنة إلا على علاقات القوة والجذب والشد والطرد ولذلك يعني هنالك يعني الـ 18 عاما لم تكن فقط هي سنوات الحكم العسكري بل هي كانت السنوات التي وضعت الأرضية لنظام التعامل مع المواطن العربي الذي لا زال يتحكم في وضع المواطنين العرب.


محمد بركة: كل هول القومية العربية و.. انهار في ستة أيام، هذا كان أمر اللي كان يجب أن نطور أجهزة مناعة جديدة فيومها توفيق زياد قال

أمس لم نطفو على حفنة ماء

ولذا لن نغرق الساعة في حفنة ماء

من أجل المحافظة على الرأس فوق الماء أن نبقى في حالة نتنفس أن نتنشق هواء.

الإضراب الأول.. الأرض لنا ونحن أهل هذه البلاد


روان الضامن: منذ النكبة منعت هذه البوابة بوابة مندلبوم في القدس فلسطينيي الداخل من التواصل مع أبناء شعبهم لكن نكسة 67 سمحت بلقاء أصحاب البلاد بأهلهم في الضفة الغربية لأول مرة بعد انقطاع دام عشرين عاما.


سلمان الناطور: بالـ 67 لأول مرة نزلت بالقدس القديمة وكان عمري 18 سنة كان بالنسبة لي أني شفت نسخة من جريدة الأهرام أو الجمهورية أو مجلة الآداب أو الأديب في ذلك الوقت كان بالنسبة لي يعني كأني أشعر أني احتضنت العالم العربي وهذه أنا موجود هناك يعني وكان الإحساس بأنه أنت تدخل إلى حي عربي بتدخل بالسوق بعدين بشارع صلاح الدين بهالمحلات وما بتسمعش حواليك إلا لغة عربية وبتشوف كل شيء مكتوب باللغة العربية والناس بتصيح بالسوق على بضاعة عربية، كل شيء يعني فأنا بالنسبة لي أحكي يعني كإحساس بالنسبة لي كأنه أنا دخلت إلى بوابة كبيرة دخلت إلى العالم العربي وكان هذا اللقاء الأولي مع العالم العربي اللي بعدين تطور شوي أكثر، طبعا صار لقاء بين كتاب ومثقفين فلسطينيين اللي زاروا بعدين حيفا وجاؤوا من نابلس ومن رام الله ومن القدس إلى حيفا وإحنا كمان في مرحلة كان بإمكاننا أنه نستطيع أن نصل على رام الله وعلى نابلس وجنين ونشوف شيئا عربيا غير مألوف بالنسبة لنا لأنه كله عربي لأنه هون العربي في هذه البلاد ما بقي في يافا وفي عكا وفي حيفا واللد والرملة هو عربي يهودي، الغزو اللي صار لتهويد المدن العربية كان بالنسبة لنا حيفا مش مدينة عربية هي مدينة عربية عرب ويهود ولما تروح على مدينة زيرمالله أو على القدس وتشوف أنت بس هناك في عرب أنت موجود بهذا الفضاء العربي يعني صار إحساس أنه نحن موجودون في هذا الفضاء الواسع العربي.


جعفر فرح: بعد احتلال الـ 67 وبعد الحصار للـ 67 ولغزة كان هناك كميات هائلة من العمال الفلسطينيين اللي فاتوا على داخل إسرائيل للعمل في إسرائيل وعمليا قسم كبير من العمال الفلسطينيين اللي كانوا من الـ 48 أجادوا اللغة العبرية فصاروا هم واسطة بين أصحاب العمل اليهود وبين العمال الفلسطينيين وأعطاهم مكانة جديدة فنحن مش بس بنتحدث على تغيير في العلاقة الثقافية بنتحدث أيضا على تغيير في العلاقة الطبقية صار في نوعية جديدة في فلسطينيين اللي هم لهم مكانة كمواطنين وفي الفلسطينيين اللي هم تحت الاحتلال وفي ناس اللي بيعرفوا عبراني وفي ناس اللي ما بيعرفوا عبراني وفي ناس اللي بيقدروا يتجولوا في الداخل وفي ناس اللي بيقدروا يتجولوا بس بمناطق محدودة فعمليا هذا أعطى أيضا مكانة يعني أعطى تواصلا ثقافيا ولكن أيضا أعطى مكانة اقتصادية مختلفة.


أسعد غانم: تم التأسيس لإخراج الفلسطينيين في إسرائيل من الحركة الوطنية الفلسطينية المنظمة بعكس هويتهم الفلسطينية بعد 1967، أنتم جزء من الشعب الفلسطيني وعيكم كفلسطينية -هذه هي الرسالة اللي أتت من قيادة منظمة التحرير- لكنكم لستم جزءا من المشروع الوطني الفلسطيني الذي خطط له ياسر عرفات وقيادة منظمة التحرير على أن يكون في الضفة الغربية وقطاع غزة ويشمل الفلسطينيين في الشتات، طبعا الآن الواقع هو غير شكل لكن الواقع اللي نتج من الاتصالات بين قيادة المواطنين العرب في إسرائيل أوائل السبعينيات والحركة الوطنية الفلسطينية في الخارج هو هذا التقسيم الوظيفي أو هذا التقسيم السياسي لأدوار الفلسطينيين بحالاتهم المختلفة.


المحامي واكيم واكيم/ جمعية المهجرين- معليا- الجليل: وبنتيجة أيضا الانتصارات التي حققتها إسرائيل والمؤسسة الإسرائيلية أصبحت تشعر بثقة بنفسها وقوة أيضا بما يكفيها لأن يعني تنسحب من عملية فرض الضغوطات القاتلة على من تبقى من الفلسطينيين.

صبري جريس: بدؤوا يعاملونهم أحسن مما كان عليه الوضع في السابق لأنهم جوبهوا بالمشاكل التي كانت تعترضهم في المناطق المحتلة، وبصراحة لم يكونوا على استعداد أيضا لمشاكل بين الداخل بين عرب إسرائيل في الداخل وبصراحة أكثر لم يكونوا معنيين بأن يحدث هناك نوع من الاضطهاد يمكن أن يؤدي إلى الالتحام أكثر بين عرب الخارج وعرب الداخل فلذلك ميزوا بين قوسين إلى حد ما لصالح العرب الموجودين في الداخل للحفاظ على هدوئهم وسكوتهم وهؤلاء استغلوا هذا الوضع ونشطوا سياسيا.


روان الضامن: شهدت بداية السبعينات نشوء تنظيمات سياسية للفلسطينيين داخل إسرائيل منها "أبناء البلد" و"اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العرب" و"اتحاد الطلبة الثانويين" و"اتحاد الطلبة الجامعيين" وشكلت هذه الهيئات عام 1975 مع الحزب الشيوعي والمستقلين لجنة الدفاع عن الأراضي التي دعت إلى مؤتمر شعبي في الناصرة حضره الآلاف استنكارا لاستمرار مصادرة الأراضي. كان رئيس الوزراء آنذاك إسحق رابين ووزير الدفاع شمعون بيريز.


شمعون بيريز/1976: فإن الدول العربية للأسف ما زالت ضمن تكتلات قليلة جدا في العالم لا تستطيع دعم أو تحمل أي شخص ليس عربيا مسلما، عبر السنوات الأخيرة الماضية فإن الدول العربية اضطهدت أقلية في العراق، إنهم الأكراد، والآن يحاولون وضع حد للتفاهم مع الديمقراطية المسيحية أو المجتمع المسيحي في لبنان.


روان الضامن: أشرف بيريز آنذاك على إعداد مشروع يرمي إلى تهويد مزيد من مناطق الجليل مع فرض ضرائب إضافية على العرب وقمع المعلمين الوطنيين، عرف المشروع لاحقا بوثيقة كينغ

رامز جرايسي: كنيغ كان متصرف لواء الشمال يعني المسؤول الأول من وزارة الداخلية على لواء الجليل الشمال وهذا كتب بالتعاون مع رؤساء سلطات محلية يهودية في المنطقة نتسيريت عليت، العفولة، المجيدل كتب وثيقة عرفت باسم وثيقة كنيغ هي توصيات تصوير وضع قائم قراءة وضع قائم بخصوص الأقلية العربية الفلسطينية وتوصيات للحكومة في كيفية التعامل مع العرب مثلا التسهيل عليهم للدراسة خارج البلاد والتضييق عليهم في العودة.


روان الضامن: ومع بداية عام 1976 لم يعد لدى أصحاب البلاد أية أراض إضافية للسكن أو الزراعة بعد مصادرات مستمرة وصلت إلى خمسة ملايين دونم من أراضيهم، ورغم كل احتجاجات لجنة الدفاع عن الأراضي أمرت إسرائيل بمصادرة 21 ألف دونم إضافي في الجليل فقرر أصحاب البلاد لأول مرة إعلان الإضراب العام.


رامز جرايسي: إعلان إضراب عام لم يكن بالقرار العادي، كان قرارا استثنائيا جدا وقويا جدا بدون قيادة حكيمة وقيادة قوية ما كان لينجز، السلطة اتخذت كل الإجراءات والضغوط والتهديدات التي يمكن أن تكون لمنع قيام الإضراب ولم تنجح بما في ذلك محاولة تجنيد اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية التي جمعتها بحضور توليدانو في مدينة شفا عمرو كان يراقب الاجتماع الذي جرى في بلدية شفا عمرو في محاولة لاستصدار قرار من اللجنة القطرية بإلغاء الإضراب.


روان الضامن: كان ذلك خمسة أيام قبل الإضراب.


رامز جرايسي: كان أسبوعا قبل الإضراب وفي حينه الموقف المشهود لتوفيق زياد في ذلك الاجتماع كان أن أصبح رئيسا لبلدية الناصرة ووقف وقال قرروا ما شئتم فإن الشعب قد قرر والإضراب سينفذ رغم أي قرار ممكن أن يكون.


سميرة خوري: الاجتماع اللي كان في شفا عمرو وقرروا فيه أنه لازم يكون في إضراب أبلغنا كل النساء اللي هن معنا وقلنا ديروا بالكم، اعتمادكم في القرى على النساء لأن الرجال ثلاثة أرباعهم أخذوهم للسجن.


رامز جرايسي: يوم الإضراب منذ الساعة الخامسة صباحا انتشرنا على محطات الباصات لثني العمال الذين تحت الضغوط ضغط عليهم ليتوجهوا إلى العمل حتى لا يتوجهوا إلى العمل.


محمد بركة: عن إضراب للمؤسسات عن إضراب للعمال عن إضراب للطلاب عن إضراب لكل مرافق الحياة.


روان الضامن: وهنا أن المؤسسات وحتى مثلا المدارس هي تتبع لوزارة المعارف الإسرائيلية.

محمد بركة: تتبع لوزارة المعارف نعم طبعا طبعا يعني هذا تحدي يعني القضية مش قضية أنه نقول لأولادنا يا الله روحوا عالبيت وإنما المعلمون هم أيضا تابعون لوزارة المعارف.


رامز جرايسي: كان هناك قرار أن يُقمع الإضراب مهما كلف الثمن وكان هناك كما يظهر أيضا قرار سياسي أن نعيد الجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل إلى حالة الخوف.

[مشاهد من إضراب يوم الأرض 30/3/1976]


محمد بركة: كان رفائيل إيتان قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي وهو أنزل قوات ودبابات إلى سخنين وهنالك بطولات نادرة يعني اليوم يمكن أن نتحدث عنها -يعني في مرحلة معينة كان ذلك مشكلة أن تتحدث عنها- عندما أسر الشباب دبابة إسرائيلية بأيديهم العزلاء.


سميرة خوري: أنا أقدر أقول إن النساء أبلت بلاء حسنا بشكل جيد جدا النساء قاومت، معارك يعني يهربوا الشباب يقاوموا البوليس والجيش وانقتل منهن انقتلت خديجة شواهنة.

جعفر فرح: دفعنا ثمنا غاليا، ستة شهداء وعشرات المصابين ومئات المعتقلين، كان الثمن ثمنا غاليا ولكن في نهاية المطاف تم استعادة الأراضي ويجب أن يشاهد المشاهد في العالم العربي المنطقة تسعة اللي صودرت ويرى الخضار ويرى الأرض التي تعطي ثمارا لأصحاب هذه الأراضي فعمليا الأرض الـ 21 ألف دونم هدول عبروا عن أول مرة وقفة جماعية للمجتمع الفلسطيني في داخل إسرائيل أمام جهاز المصادرة والتهميش للمجتمع الفلسطيني والبطش بالمجتمع الفلسطيني والنجاح يعني هذه كمان أهميته لأنه كان في هناك مواجهة، من الـ 48 للـ 76 كان في مواجهات مستمرة بس بالـ 76 عمليا نجحنا أن نتصدى لهذه المصادرة وتحول هذا اليوم إلى يوم -عمليا- كبرياء إلى يوم اللي فيه نحن نقول للإسرائيلي إنه إحنا مش مستعدين نقبل بمصادرة أملاكنا ومصادرة أراضينا وبيوتنا لبناء الدولة اليهودية، ونحن نقول أيضا للعالم العربي إنه حتى لو كنا بدون سلاح نستطيع أن نقف ونتصدى.

[مشاهد لمظاهرات في فلسطين والقاهرة  ودمشق وبغداد والأردن]


الشاعر توفيق زياد/ رئيس بلدية الناصرة- كفر كنا- 26/3/1977: في بلادنا وفي العالم أجمع في السنة الماضية وحدها كبرنا أكثر مما كبرنا خلال 28 سنة، هذا كان بفضل شهدائنا الأبرار بفضل محسن طه وإخوانه.


روان الضامن: ورغم قمع البوليس الإسرائيلي نظم أصحاب البلاد في الذكرى الأولى ليوم الأرض تجمعا قرروا فيه إقامة نصب تذكاري في المقبرة الإسلامية في سخنين ليبقى هذا النصب شاهدا على التحدي الفلسطيني ومخلدا أسماء شهداء يوم الأرض الستة.


مهند مصطفى/ باحث- أم الفحم: أنا أنتمي إلى الجيل الذي ولد بعد يوم الأرض إلا أنني أملك.. إلا أنني أشعر بالانتماء إلى هذه الأرض كما لو أنني ولدت قبل عام 48 كما لو أنني عشت النكبة الفلسطينية وكما لو أنني كنت أحد الناس الذين شاركوا في يوم الأرض.


جعفر فرح: وهذه كانت معركة مفصلية اللي بعدها إذا بتشوف على نتائج الانتخابات البرلمانية اللي كانت بعد 1976 بتشوفي أنه صار في تحول بعد 76 وصار في نقلة من أغلبية عربية تصوت للأحزاب الصهيونية نتيجة الخوف والرعب إلى أغلبية عربية تصوت للأحزاب الوطنية ومن هناك يعني كانت البداية مع الجبهة الديمقراطية واستمرت في سنوات الثمانين مع الحركة التقدمية إلى الحركة الإسلامية إلى التجمع الوطني الديمقراطي والحزب العربي الديمقراطي فعمليا صار في تحول الآن نتحدث أن الأغلبية الساحقة في الانتخابات الأخيرة صوتت للأحزاب التي تمثل مصالح المجتمع العربي الفلسطيني.


روان الضامن: هذا الجسر الفاصل بين الضفة الغربية والأردن عام 1977 سمح لأول مرة لأصحاب البلاد بعبوره من أجل أداء فريضة الحج، حرموا ثلاثين عاما من الخروج للحج حتى تم ترتيب الأمر مع الأردن ومصر والسعودية شريطة السفر فقط برا في حافلات خاصة لأكثر من ألفي كيلومتر.


رامز جرايسي: في سنة الثمانين بدأت فكرة إقامة مؤتمر الجماهير العربية وعملت اللجان الفرعية على بلورة وثيقة بيان يصدر عن المؤتمر يشكل رؤية لنا وقع عليها عشرات الآلاف في كل أنحاء البلاد، قبيل عقد المؤتمر كان بيغن وزير الأمن أصدر قرارا بمنع عقد المؤتمر استنادا إلى قوانين الطوارئ وحظر المؤتمر، طبعا الوثيقة صدرت أننا نقول إننا أقلية عدديا ولكن نحن وحدة قومية نحن جزء من الشعب العربي الفلسطيني.


روان الضامن: بلغ عدد أصحاب البلاد عام 1980 نصف مليون فلسطيني كتبوا في الوثيقة الصادرة باسمهم "لا يمكن أن ننكر حتى لو جوبهنا بالموت نفسه أصلنا العريق أننا جزء حي وواع ونشيط من الشعب العربي الفلسطيني وأننا نحن أهل هذه البلاد ولا وطن لنا غير هذا الوطن".