تحت المجهر

قتل الشهود

الإعلاميون بين التهديدات العراقية والأميركية، قرار عراقي بمنع مراسل الجزيرة من متابعة عمله، ضغوط على الصحفيين لتزوير الوقائع، قصف مقر الجزيرة في بغداد واستشهاد مراسلها، الشهيد طارق وذكريات أسرته.

مقدم الحلقة:

ماجد عبد الهادي

ضيوف الحلقة:

خالد الرمحي: مصور وكالة رويترز
جابر عبيد: مراسل قناة أبو ظبي
نبيل خوري: متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية
ماهر عبد الله: مراسل الجزيرة
ديمة طهبوب: زوجة الشهيد طارق أيوب
وآخرون

تاريخ الحلقة:

08/04/2004

– الإعلاميون بين التهديدات العراقية والأميركية
– قرار عراقي بمنع مراسل الجزيرة من متابعة عمله
– ضغوط على الصحفيين لتزوير الوقائع
– قصف مقر الجزيرة في بغداد واستشهاد مراسلها
– تعمد القوات الأميركية قتل الإعلاميين

– الشهيد طارق أيوب وذكريات تملأ وجدان أسرته


undefinedماجد عبد الهادي: من على هذا السطح الذي كان جهاته الأربع مفتوحة أمام الموت من بين أكياس رمل رُصَّت في هذه الزاوية على عجل توهما بأنها قد ترد شظايا القصف عن أرواحنا من هنا تماما نقلت الجزيرة إلى العالم النبأ الأول عن بدء الحرب على العراق، ثوانٍ قليلة فقط بعد اختراق الصاروخ الأول سماء بغداد وفيما كان الناس يهرعون إلى الملاجئ هُرع المراسلون والمصورون ومهندسو البث إلى السطح ليعبروا منه إلى ملايين البيوت بل ملايين القلوب التي كانت تتلهف لمعرفة مصير أرض السواد. كانت مهلة الإنذار الذي وجهه الرئيس الأميركي جورج بوش إلى الرئيس العراقي السابق صدام حسين كي يغادر العراق قد انتهت في الرابعة فجرا من يوم العشرين من آذار مارس عام 2003، آنذاك خلت شوارع بغداد إلا من بعض مجموعات مسلحة تتبع الجيش والحرس الجمهوري وميليشيات حزب البعث. ما أن أشارت عقارب الساعة إلى الخامسة وخمس وثلاثين دقيقة حتى وقع الذي التزم الناس بيوتهم خشية من وقوعه وانتظره مئات الصحفيين بمزيج من الخوف والرهبة والفضول، لقد بدأ الأميركيون والبريطانيون حربهم على العراق بإطلاق رشقة صواريخ من طراز كروز وتوماهوك على ما أسموه هدف الفرصة في العاصمة بغداد. الدوي المفزع الذي مزق سكون الفجر حينها بدا كافيا لتمزيق القلوب وجعل الركب تستقها العن كذلك غير أنه لم يحول دون قيام مئات الصحفيين بالمهمة التي اختاروا البقاء في العراق طوعا من أجل القيام بها.

الإعلاميون بين التهديدات العراقية والأميركية

خالد الرمحي : كانت الحرب كل الناس تتوقع إنها تكون كثير خطيرة وهي كانت خطيرة فعلا رؤيتي أنا الناس اللي كانت شاعرة بالخوف عشان أكون صادق كلها غادرت قبلها بأربعة وعشرين ساعة أو باثني عشر ساعة من موعد الضربة.

ماجد عبد الهادي: كانت الجزيرة إحدى قناتين ثانيهما أبو ظبي تحظيان بإمكانية البث من مكتبيهما المتجاورين في منطقة الكرخ غربي نهر دجلة، بينما فرض النظام العراقي السابق على كل القنوات التليفزيونية العربية والأجنبية الأخرى التزام البث من مكاتب أُجِّرَت لها داخل مقر وزارة الإعلام وهو ما فوت على مراسليها الذين كانوا في غرفهم الفندقية لدى اندلاع الحرب فرصة نقل بدايتها على الهواء مباشرة.

جابر عبيد: يمكن إحنا كنا محظوظين أكثر من الباقين إحنا كان مكتبنا حتى يعني في مكان هو صحيح منذ أن بدأنا العمل في الوقت هو هذا المكان اللي انطلقنا منه لكن كنا محظوظين بالسماح لنا بالبقاء فيه، كنا يمكن في موقع أفضل من الآخرين من ناحية الصورة وكنا أيضا في موقع أقرب من الآخرين من ناحية المحتوى حتى.

ماجد عبد الهادي: ولكن ما كادت الحرب تندلع حتى أصبح كل الصحفيين في الهم شرقه فقد فاجأ وزير الإعلام السابق محمد سعيد الصحاف موظفي القناتين عندما جاء إليهم في حوالي السابعة ممتشقا سلاحه ليشتمهم ويتهمهم بالجبن والتخاذل لأنهم لم يبثوا أخبار بدء الحرب من مقر وزارته ثم سرعان ما اقتادهم جميعا ومعهم معدات التصوير والبث ليجبرهم على العمل من حيث يعمل باقي زملاءهم.

أبو محمد– شاهد عيان: جاء الصحاف بسيارة جيمس والته والحماية والته والسائق وياه نزل متعصب من السيارة بيده بندقية وياه الحماية مسلحين نزل رأسا من السيارة وين مكتب الجزيرة بعتوا بلدكم بالدولار ما تستحون تعطون معلومات من وين تجيبوا هالمعلومات دخل جوا متعصب علينا يلعن والديكم واليوم ننصب لكم مشانق وبعد ما تنتهي الحروب تشوفو.

ماجد عبد الهادي: تيقن معظم الصحفيين من أن الصحاف يريد اتخاذهم دروعا بشرية لوزارته في مواجهة الغارات المتوقعة عليها وقد تزايد إحساسهم بالخطر أكثر فأكثر مع تنقل مراسلي وسائل الإعلام الأميركية أنباء مفادها أن مصادر مسؤولة في بلادهم قد حذرتهم من مغبة مواصلة العمل من مقر وزارة الإعلام ومن الإقامة في فندق الرشيد.

نبيل خوري: في اجتماعات وزارة الدفاع مع الصحافة يعني أعطوا تنبيه تحذير للصحافة كلها بأنهم لا يستطيع وزارة الدفاع لا تستطيع أن تضمن سلامة أي شخص وأن تواجد الصحفيين على الجبهة خلال الحرب موضوع خطر ولا يتحمل مسؤوليته أحد، يعني أن يخاطر المرء بنفسه ويضع نفسه بين نارين يتحمل مسؤولية نفسه.

آيدن وايت- رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين: في هذه الحرب كان هناك ما يقارب الثلاثة آلاف صحفي وموظف إعلام إلى جانب آلاف الجنود ومئات آلاف المدنيين الآخرين المعنيين بالحرب كان يجب على موظفي الصحافة أن يكونوا هناك لتزويد العالم بالمعلومات ونحن نرى أن من المهم جدا أن تدرك الدول أن من واجبها الاعتراف بهم كمدنيين.

ماجد عبد الهادي: بعد أيام قليلة من بدء الحرب تعرض مبنى وزارة الإعلام العراقية لقصف جوي أصاب جزءا من طابقه العلوي واضطر الصحاف على أثره إلى الموافقة على انتقال مراسلي وكالات الأنباء وشبكات التلفزة إلى فندق فلسطين الواقع في منطقة الرصافة على الضفة الشرقية لنهر دجلة فضلا عن سماحه بعودة مراسلي قناتين الجزيرة وأبو ظبي إلى مكاتبهم في منطقة الكرخ.

جابر عبيد: كانت ظروف ضغط غير طبيعية أماكن محددة لتنقلاتنا إذا تنقلنا بدون إذن مسبق وتنسيق مسبق تُصادر كاميراتنا نسجن نُسْتجوب وفي بعض الأحيان وصل الأمر بالتهديد بالتصفية الجسدية أو بالإبعاد وطبعا بين هذا وبين ذاك إحنا طبعا يمكن تناولنا وجبة دسمة من الشتائم.

ماجد عبد الهادي: ما استعار أوار الحرب وتراجع القوات العراقية في بعض مناطق الجنوب والشمال جاء الصحاف مرة أخرى إلى مكتب الجزيرة ليهدد بترحيل مراسليها العاملين في بغداد خلال أربع وعشرين ساعة إن لم تضع إدارتها حدا فوريا للتغطية التي يقوموا بها كل من مراسلها في المنطقة الكردية حينئذ وضاح خنفر ومراسلها الذي رافق القوات الأميركية في الجنوب عمرو الكحكي.

ماهر عبد الله: يمكن أكثر مكتب وقع زيارته مكتب الجزيرة ولم تكن هذه الزيارات زيارات مجاملات فقط في بعض الأحيان كان يقع تلويح بإعدام من يدافع عن الخط الأميركي.

ماجد عبد الهادي: بلغت الضغوط العراقية الرسمية على الجزيرة ذروة جديدة في بداية الأسبوع الثالث للحرب.

قرار عراقي بمنع مراسل الجزيرة من متابعة عمله
[شريط مسجل]


أبلغت وزارة الإعلام العراقية مكتب الجزيرة في بغداد قرارا يقضي بمنع مراسل الجزيرة ديار العمري من ممارسة العمل الصحفين، كما يقضي القرار أيضا بضرورة مغادرة موفد الجزيرة تيسير علوني العراق في أسرع وقت ممكن ولم تعطِ وزارة الإعلام العراقية مبررا لقرارها

أبلغت وزارة الإعلام العراقية مكتب الجزيرة في بغداد قرارا يقضي بمنع مراسل الجزيرة هناك ديار العمري من ممارسة العمل الصحفي كما يقضي القرار أيضا بضرورة مغادرة موفد الجزيرة تيسير علوني العراق في أسرع وقت ممكن ولم تعطِ وزارة الإعلام العراقية مبررا لقرارها وإذ تأسف قناة الجزيرة لهذا الموقف المفاجئ وغير المُبرر من قِبَل وزارة الإعلام العراقية تعلن أنها قررت وحتى إشعار آخر تجميد عمل كل مراسليها في العراق مع الاحتفاظ ببث الصور الحية والمسجلة الواردة من مكاتب الجزيرة في كل من بغداد والبصرة والموصل.

ماجد عبد الهادي: قرار إبعاد علوني ووقف العمري عن العمل تزامن أيضا مع إقدام وزارة الإعلام العراقية على احتجاز معدات التصوير الخاصة بالزميل طارق أيوب مراسل الجزيرة الذي وصل بغداد في بداية الأسبوع الثالث للحرب قادما من منطقة الرويشد بغية الحصول على إذن رسمي لتصوير حافلة قال العراقيون إنها تعرضت لقصف جوي أميركي في منطقة الرتبة قرب الحدود الأردنية وهي تقل دعاة سلام أجانب.

ماهر عبد الله: وزارة الإعلام رفضت إدخاله إلى البلد كصحفي وأعطوه فرصة أظن كانت 12ساعة كانت فترة بسيطة وكان مطلوب منه يغادر البلد.

ماجد عبد الهادي: وقد غادر طارق فعلا ثم عاد في اليوم التالي على أثر تراجع وزارة الإعلام العراقية عن قرارها بحقه وبحق تيسير وديار، في ساعة مبكرة من فجر اليوم التاسع عشر للحرب تمكنت وحدات عسكرية أميركية من تحقيق اختراق مفاجئ للتحصينات العراقية المحيطة بالعاصمة والوصول إلى مقر وزارة الإعلام القريب من قصور الرئاسة حيث اشتبكت مع قوات الحرس الجمهوري هناك قبل أن تنسحب وعندما نقلت الجزيرة الخبر شأنها شأن الكثير من وسائل الإعلام بلغ انفعال الصحاف أوجه.

محمد سعيد الصحاف– وزير الإعلام العراقي السابق: قالولكم أنه في فندق الرشيد ووزارة الإعلام هناك القتال جاري وأنا سمعت مراسل الجزيرة وكأنه يؤيد ذلك، مع الأسف وأنا ألوم الجزيرة مرة أخرى إنها تُسوق للأميركان قبل أن تتأكد أرجوكم دققوا وأرجوكم لا تلعبون هذا الدور ابحثوا عن الحقيقة.

ماجد عبد الهادي: فور انتهاء مؤتمره الصحفي الذي شاءت الأقدار أن يكون الأخير استدعى الصحاف مراسل الجزيرة الذي يتحدث إليكم الآن وشتمه كما هدده بتقطيع يديه على مرئ العشرات من مراسلي وكالات الأنباء وشبكات التلفزة العربية والعالمية.

ضغوط على الصحفيين لتزوير الوقائع

[فاصل إعلاني]


النظام العراقي السابق أراد إخفاء انهياره واندحار قواته بينما أراد الأميركيون من وسائل الإعلام أن تصورهم على أنهم محررون نبلاء لا يُهزمون ولا يسفكون دم المدنيين إلا بطريق الخطأ

ماجد عبد الهادي: لم يستطع أي من طرفي الحرب أن يفهم أو يتفهم دور الصحفيين كشهود على ما حدث كان كل طرف يحاول دفعهم وإن بصورة غير مباشرة نحو تزوير الوقائع بما يخدم موقفه ويجردهم بالطبع من شرف الانتماء إلى المهنة، فالنظام العراقي السابق أراد إخفاء انهياره واندحار قواته بينما أراد الأميركيون والبريطانيون من وسائل الإعلام أن تصورهم على أنهم محررون نبلاء لا يُهزمون لا يقعون في الأسر ولا يسفكون دم المدنيين الأبرياء إلا بطريق الخطأ. من بين ما أدت أليه آلاف الصواريخ التي كانت تنهمر على مختلف أنحاء العراق كل يوم من أيام الحرب أُتيح للصحفيين أن يغطوا الأضرار البشرية والمادية التي لحقت بالأحياء السكنية والوزارات وقصور الرئاسة بينما حالت القيود الصارمة التي فرضها النظام السابق دون الإطلاع على ما أصاب مؤسسته العسكرية من خسائر فادحة وقد كان من شأن بث صور تليفزيونية لمئات الضحايا المدنيين الذين قتلوا نتيجة سقوط صواريخ على مناطق مأهولة ولا سيما في بغداد والبصرة أن أثار حفيظة المسؤولين الأميركيون والبريطانيين فسارع بعضهم إلى انتقاد دور قناة الجزيرة وما خصصته من برامج لمتابعة تطورات الحرب.

نبيل خوري: كان هنالك يعني استباقا للحرب طبعا انتقادات كثيرة ومستمرة من قبل الجزيرة للسياسة الخارجية الأميركية وبرامج حوار بنظرنا لم تكن متوازنة لم تكن وجهة النظر الأخرى تُقدم تقول الجزيرة الرأي والرأي الآخر برأينا كان رأي تقريب واحد وليس الرأي الآخر.

ماجد عبد الهادي: نبرة الانتقادات الأميركية والبريطانية الموجهة إلى الجزيرة استُؤنفت لدى بثها لقاءات تليفزيونية مع قادة عسكريين عراقيين في مواقعهم القتالية بعدما كانت القيادة العسكرية الأميركية قد ادعت أنهم استسلموا لقواتها ثم اتخذت لهجة واشنطن ولندن حدا لافتا حين انفردت الجزيرة ببث صور جنودهم القتلى والأسرى لدى الجيش العراقي في مدينة الناصرية.

[شريط مسجل]

دونالد رمسفيلد– وزير الدفاع الأميركي: لقد بثت الجزيرة صورا لمن أسمتهم بأسرى حرب أميركيين لا أدري إن كانوا كذلك أم لا هناك أيضا بعض الصحفيين المفقودين الذين لم يكونوا ضمن نطاق عملياتنا أو في رفقة قواتنا لقد كانوا يعملون لحسابهم الخاص، إن عرض صور أسرى حرب بطريقة مهينة لهم هو عمل مناهض لاتفاقية جنيف هذا كل ما أعلمه.

برايان بوريدج– قائد القوات البريطانية في الخليج: إن قرار الجزيرة بث مثل هذه الصور غير مقبول ونحن نطالبهم بالامتناع عن مثل هذا الأمر في المستقبل.

ماجد عبد الهادي: خلف الموقف الأميركي البريطاني من الجزيرة مخاوف جدية لدى مراسليها وأعاد إلى أذهانهم قصة قصف مكتبها في كابل عام 2001 كما دفع إدارتها في الدوحة إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية حياة موظفيها في العراق، فقامت على سبيل المثال بإرسال رسائل إلى وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون تحتوي خرائط ومعلومات تفصيلية عن موقع مكتب بغداد.

نبيل خوري: تبادل المعلومات يعني موقع المكاتب الإعلام فندق فلسطين كان للتنسيق ولتفادي وقوع أخطاء ولكن بنفس الوقت كان بصريح العبارة رأي وزارة الدفاع بأننا لا نستطيع أن نضمن سلامة أحد يعني أنا كنت في زيارة للجزيرة وتحدثت مع عدد كبير من الصحفيين ولا أعتقد أنني قلت لأحد لا تخف وكل شيء مضمون لا أحد يقدر في حرب ماذا يحصل؟

ماجد عبد الهادي: المهم أن المحظور وقع فعلا رغم المراسلات والاتصالات وتقديم المعلومات والخرائط.

قصف مقر الجزيرة في بغداد واستشهاد مراسلها

[شريط مسجل]

أفاد مراسل الجزيرة في بغداد أن طائرة أميركية أطلقت صباح اليوم صاروخا على مكتب قناة الجزيرة في بغداد وأفاد مراسلونا أن القصف أسفر عن إصابة أحد المصورين بجروح في حين أن مراسل آخر للجزيرة لا يزال في عداد المفقودين.


عينان ولسان وقلم هي كل الأسلحة التي كانت في حوزة طارق عندما انهالت القذائف على مكمنه البسيط

ماجد عبد الهادي: عينان ولسان وقلم هي كل الأسلحة التي كانت في حوزة طارق عندما انهالت القذائف على مكمنه البسيط، في تلك الليلة حدثكم وهو رسول الحقيقة الذي عمّدها بدمه عن حزن يُخيم على عاصمة الرشيد وقال في رسالته الأخيرة شيئا هل تذكرون؟ عن الهدوء الذي يسبق العاصفة ثم كان موته فسقوط بغداد.

طارق أيوب: الآن أرى بعض الأضواء في السماء لست أدري هل هي بداية موجة جديدة من الانفجارات أو ماذا بالضبط ولكن.

تيسير علوني: لما شفنا الوضع بهذه الطريقة اتفقنا إنه ما أحد يطلع على السطح لأنه ما في جدوى يعني الخطر صار شديد جدا يعني ما عاد ينفع لا اللباس الواقي من الرصاص ولا الخوذة ولا شيء من هذا النوع فاتفقنا على أساس طبعا كان دوري أنا أغطي أنظر للشاشات الموجودة أمامي الكاميرات فوق السطح وأعلق على ما يجري وعلى ما أراه عبر الكاميرا.

ماهر عبد الله: رغم القيود اللي كانت مفروضة على الصحفيين ممنوع نصور أي مؤسسات رسمية أو حكومية فمن شدة القصف يبدو إن الكاميرا اهتزت فكانت تظهر صورة وزارة الإعلام والتعليق جاري من تحت على اعتبار إنه القصف كان رهيب حول المكتب في ذلك الوقت.

تيسير علوني: في فاصل من الفواصل انتبهت إنه من سبب الاهتزاز إحنا الكاميرات انحرفت فناديت المصور شَوَّفته الانحراف قلت له تطلع زحف على السطح تمد يدك تعدل الكاميرا وتعمل لها الـ (Break) وتظبطها وتنزل لكن زحف رجاء.

ماهر عبد الله: مجرد ما سمع تيسير بيقول غير الكادر قبل ما يطلع الـ (Cameraman) طارق جرى إلى السطح وطارق اشتغل مصور من قبل فالصنعة ليست غريبة عليه واللي كان مطلوب على كل حال مش معقد يعني أن تدير الكاميرا من وزارة الإعلام إلى.. فجرى بسرعة غريبة تبعه مساعد مصور زهير اللي أصيب معه.

زهير ناظم- مصور الجزيرة: فمن طلعنا طلعنا أني والله يرحمه طارق أيوب على العمود بنحول الكاميرا بنغير إتجاهها فحصلت اشتباكات كلها قوية ظهرت خلف المكتب يعني مو طبيعية زين فقال خلينا نبقى نصور الله يرحمه قال خلينا نبقى نصور فبقيت أنا أصور هو باقي نايم هنا على بين الكاسر هو متمدد زين وبعدين أنا بقيت على الكاميرا هنا في المكان هذا بالضبط زين بقيت أصور آخذ هاي اللقطات الخلفية وكلها والاشتباكات القوية فهو قام بين الكاسر هنا اجه وقف بها السور هاي خلف الحيط وهم بيراقب وياي وضع ايه هم فكان إجي عامل وشوية محتمي بالحائط بالحيطة محتمي بها وإذا أخذ اللقطات فجأة يعني بين ما كنت آخذ اللقطات الخلفية يعني ما انتبهت إلا على صوت صاروخ يعني مو يعني صوت صاروخ يعني مش قوي يعني بحيث كنت أوجه وجهي للكاميرا وانتبهت عليه بس ما يعني بس صحت لطارق.. طارق صاروخ يعني انفجار قوي.

جابر عبيد: أتذكر تماما صوت الانفجار أنا جريت وخليت الكاميرا شفت شظايا الصاروخ قدام المكتب فأيقنت إن القصف طال المكتب على طول تحركت حتى وأنا أثناء حركتي كنت أصور إلى أن وصلت باب المكتب لما وصلت باب المكتب أول شخص قابلني خروجا كان ماهر بعدين تيسير علوني وبعدين كرت السبحة بالنسبة لباقي موظفي الجزيرة تيسير قال لي إنه لسه فيه واحد اسمه طارق موجود في المكتب أنا ناديت عليه ومش قادر أنده عليه.

[شريط مسجل]

نحن قمنا بتصوير مكتب الجزيرة وهو مكتب مدمر بالكامل باقي أفراد الطاقم سقط لمجرد الاطمئنان باقي أفراد الطاقم الجزيرة بخير ولكن كما قلت لك المكتب مدمر وهناك مراسل للجزيرة مصاب إصابة بالغة أنا أعرف إن أسمه طارق نأمل بإذن الله أن نتمكن بعد أن يهدأ القصف قليلا أن نتمكن من استرجاعه.

جابر عبيد: المبنى مؤلف من ثلاث طوابق درت لغاية ما وصلت السطح المكان اللي كانوا ناصبين عليه الكاميرا وكان فيه كانوا عاملين زي الخيمة الصغيرة بس مغطين جانب واحد أنا استدرت وأول منظر وقع عليه نظري بعد ما استدرت كان رحمة الله عليه الشهيد طارق هذه كانت المرة الأولى والمرة الأخيرة اللي شفت فيها طارق كان ممدد أمانة أنا شفت جثث وضحايا وحروب بس منظر طارق وجه طارق كان تعبيره مختلفة تماما.. كأنه ما كان ميت.

ماجد عبد الهادي: في مقابل مشهد الموت الذي غطى شاشات التلفزة العالمية قدم الأميركيين تعازيهم ووعدوا بإجراء تحقيق.

فنسنت بروكس- متحدث باسم القوات الأميركية: نحن نأسف لمقتل هؤلاء الصحفيين ونرسل بتعازينا لذويهم إنه أمر غير مقبول ونحن نعلم أننا لا نستهدف الصحفيين.

ماجد عبد الهادي: عَمَّ الذهول أوساط الصحفيين بمختلف جنسياتهم نتيجة ضرب مكتب الجزيرة واستشهاد طارق.

روبرت فيسك- صحفي بريطاني: السؤال الأول هو لماذا قصفوا مكتب الجزيرة في كابل؟ والجواب هو لإغلاقه ولوقفه عن التغطية والبث، هل كانت محض صدفة أن يُضرب مكتب الجزيرة مرة أخرى في بغداد؟ هذه الصدفة أكبر من أن يستوعبها عقلي أنا أعتقد بأن الأميركيين أرادوا قطع بث الجزيرة من هناك والسخرية أن صدام أراد وقف عملهم أيضا.

تعمد القوات الأميركية قتل الإعلاميين

ماجد عبد الهادي: قبل أن يُفارق الشعور بالصدمة أياً من الصحفيين الذين كانوا يغطون الحرب في بغداد تعرض مكتب الجزيرة ومعه أيضا مكتب قناة أبو ظبي لقصف مدفعي جديد.

جابر عبيد: كان الوقت صباحا دبابتين أميركيتين كانت على الجسر وإحنا كنا ننقل الصورة طبعا إحنا كنا منهمكين قبلها فيما جرى لمكتب وفجأة لقينا ها الدبابتين على الجسر فيبدو أن فيه تعليمات عسكرية صدرت لقائد الدبابة طبعا إنه يحاول يوقف التصوير هذا بأي طريقة ممكنة الإحداثيات أعطيت له وأتذكر أول زخة رصاص إحنا كان عندنا كمرتين أول كاميرا نزلت طبعا كانت أول زخة نزلت في الـ (Stand) ونزلت هوت الكاميرا على الأرض ظلت الكاميرا الثانية وما كان هو عارف إن فيه كاميرا ثانية الظاهر إلى أن أتت الأوامر من جديد بأن الصورة لسه قائمة معناتها فيه كاميرا وبالفعل الرشة الثانية لما جت على الجدار فما قدر يتوصل للكاميرا وحتى لما اخترقت خزان الماء ما قدر يوصل للكاميرا كان قراره طبعا إنه يطلق قذيفة.

شاكر حامد- مراسل قناة أبو ظبي: لدينا مصور أسمه جو لبناني الجنسية كان مع القوات الأميركية أنت تعرف أن مبنانا وحتى مبنى الجزيرة كنا قد وضعنا عليه لافتات (TV) وترى عن بعد حوالي ألف متر فسمع نداء عبر اللاسلكي من الدبابات التي تقف عند جسر الجمهورية من أن هناك كاميرات في مبنى كٌتب عليه أبو ظبي (TV) فقال له أضرب المصور جو كان في إحدى المدرعات قال (This our group) قال لا أضرب.

خالد الرمحي: فيه زميلنا تاراس الله يرحمه برده هو اللي أخذ اللقطات اللي ضربت مكتب الجزيرة وكنا طالعين فيها (Live) في هاديك اللحظة بس إحنا ما قدرنا نِقَدِّر إنه هل هو مكتب الجزيرة أو مكاتب ثانية أو المنطقة لأنه كانت المسافة الهوائية تقريبا 4 كيلومتر هوائي تقريبا يعني بس حكينا إنه احتمال كبير خلينا نحكي 90% إنه هذا مكتب الجزيرة بس ما فينا نؤكد.

ماجد عبد الهادي: لم يعرف تاراس بورتسوك أن تصوير القصف على مكتبي الجزيرة وأبو ظبي سيكون آخر إنجاز في حياته التي انتهت بعد أقل من ثلاث ساعات بفعل قذيفة مماثلة أصابت جدار الشرفة حيث كان يعمل في الطابق الخامس عشر من فندق فلسطين وقتلت معه الصحفي الأسباني خوسيه كوسو كما أدت إلى إصابة صحفيين آخرين في وكالة رويترز بجروح.

[شريط مسجل]

ماهر عبد الله: الغيوم لا تسمح للضوء لقليل الضوء لبصيص الضوء الذي نراه لعلك تسمع هذا الانفجار الشديد كسر كثير من الحجارة انهالت فوق رؤوسنا لا ندري أين وقع هذا الانفجار إنه في أعلى الفندق أننا نرى الدخان في أعلى الفندق هذا الذي نسميه المنطقة الآمنة.

خالد الرمحي: مشفناش في الدنيا إلا الدنيا كلها بتعتم مرة واحدة الضرب كان قوي كثير أنا أول رد فعل كان عندي قلت كثير غريب الباب المخرج تبع السويت اللي إحنا فيه اللي حاليا موجودين فيه فتحت الباب وطلعت لبره وبعدين رجعت وبعدين صرت أنادي على أصحابي اللي موجودين هون اللي بتذكر أسمائهم سمعت واحدة بتنادي بتقول اسعفونا اسعفونا وتذكرت إنه فيه زميلتنا سامية موجودة وفالح موجودين في البلكونة كانوا كثير غرقانين بالدم على وجوههم وعلى أجسامهم وسحبناهم لمستشفى الراهبات بعديها بيجوز تقريبا بعشر دقائق أو سبع دقائق وإحنا في مستشفى الراهبات جابوا السواقين والناس جابوا خوسيه الأسباني إلى المستشفى بس خوسيه كان كثير وضعه سيئ وكانت إصاباته في أكثر من محل بعد دقيقتين تقريبا واللي هم جماعتنا برده بيصرخوا علي من بره وبيقولوا يا خالد إلحقنا تاراس مات.

ماجد عبد الهادي: بررت الولايات تصرف جنودها بالقول إنهم كانوا في حينه يردون على إطلاق النار نحوهم من فندق فلسطين لكن هذه الرواية تراجعت لاحقا لتحل محلها رواية أخرى.

نبيل خوري: كان هنالك طلقة واحدة فقط من دبابة أميركية باتجاه الطوابق العليا من الفندق وذلك لأن كان هنالك ما يعرف بـ (Spoter) يعني شخص من الطرف العدو يراقب وينسق نيران ضد التحالف.

روبرت فيسك: الجنرال بوفنت بلاونت من فرقة المشاه 101 قال إن رجاله كانوا يردون على إطلاق النار نحوهم عندما قصفوا فندق فلسطين وهذا كذب الجنرال بلاونت كان يكذب أنا كنت في طريقي بين فندق فلسطين والدبابة التي أطلقت القذيفة ولو أن أي نار كانت تُطلق من الفندق لما تجرأت أن أكون هناك.

جون سيمبسون- مراسل الـ بي بي سي: تكلمت مع قائد الدبابة التي أطلقت نيرانها على فندق فلسطين فيما يخص مقتل مُصَوِّرَي رويترز والقناة الإسبانية وأتضح لي أنه لم يكن يعرف بتاتا بوجود صحفيين في الفندق.

ماجد عبد الهادي: وكان جون سيمبسون نفسه قد أصيب أيضا بجروح يوم السادس من نيسان/ أبريل كما قتل أحد أعضاء فريقه نتيجة قصف جوي أميركي في شمال العراق.

جون سيمبسون: أعتقد أن ثمانية عشر شخصا قتلوا أغلبهم مات حرقا أمام أعيننا أحد القتلى كان مترجمي كان يقف قريبا مني فأصابته شظية كبيرة في الرجلين وأصبت أنا بأربعة عشرة شظية وفقدت السمع في أذني اليسرى.

آيدن وايت: المأساة الكبرى أنه بعد عام من الواقعة مازلنا بانتظار أجوبة واضحة عن أسباب الهجوم على فندق فلسطين وعن أسباب موت زملائنا.

الشهيد طارق أيوب وذكريات تملئ وجدان أسرته

ماجد عبد الهادي: بعيدا عن الجدل حول مسؤولية قصف المواقع الصحفية وما إذا كان متعمدا أو لا أقام مئات الصحفيين في فندق فلسطين مراسم تشييع حزينة لجثامين زملائهم إيذاناً بنقل كل منهم إلى بلاده.

سمير الإمام- أحد أقرباء الشهيد طارق أيوب: والدة الشهيد وزوجته اللي أنا بعتبرها مثل بنتي يعني أنا مربيها مثل بنتي كانوا بيستحلفوا الله إنه أشوف إمكانية لإحضار جثمان الشهيد فما كان أمامي غير إني أتصرف وأخذ قرار.

ماجد عبد الهادي: وغامر سمير الإمام بالسفر إلى بغداد وحيدا في سيارته الخاصة عصر الثامن من نيسان/ أبريل ووصلها صبيحة اليوم التالي بعد رحلة محفوفة بشتى أنواع الخطر ليحمل الجثمان ويعود به إلى عمّان في رحلة أخرى لا تقل خطورة.

سمير الإمام: توجهنا في طريق العودة وكان برفقتي ماجد عبد الهادي فأثناء خروجنا من الكرخ.. من الرصافة إلى الكرخ واجهنا الغوغائيين في بغداد أثناء عمليات اللي شفتوها على التليفزيون وبالطريق طريق موحشة واجهتنا القوات الأميركية قريب من الرطبة طبعا تفتيشات والتحقيقات اللي لحواجز الطيارة هذه والحمد لله وأثناء يعني.. كملنا طريقنا وصرنا إلى الحدود.

ديمة طهبوب: حسيت إنه الناس مش فقط بتشيع طارق يعني بتشيع ما يمثله طارق بتشيع للأسف بغداد بطريقة معينة لأنه هو تلا اليوم اللي بعده كان سقوط بغداد وكانت الأوضاع يعني بتأخذ وضعها للانحدار فكانت الناس مش عم بتشيع فقط طارق أيوب وإن كانت يعني من فضل الله سبحانه وتعالى أحبته كشخص وكانت بتشيع طارق وما يمثله طارق ولعلها كانت بتشيع يعني بقايا نجد في العراق.

ماجد عبد الهادي: دُفِن طارق في قبر مجاور لقبر أبنته نادية التي توفيت قبله بنحو عام وهي لما تبلغ سنتها الأولى.

ديمة طهبوب: كنا يعني في وقت سابق أنا وأختي في زيارة ابنتي كنا متعودين إننا بنزورها كل شهر فكنا في زيارة لها فكان هذا القبر يعني محفور والغريب يعني استغربنا جدا إلى الأمر أنا وأختي لأنه القبر كان محفور بالرغم أنه المقبرة الأصلية مكتظة ويعني مكنش فيه أحد مدفون فيه فيعني حتى هذا الوقف يعني كان شكل القبر مخيف يعني جدا فلما استشهد طارق يعني خطر في بالي بما أنه القبر أمام قبر بنتي خطر في بالي إنه يعني طلبت من حماي إنه يحاول إنه يشوفه هذا القبر اللي كان مفتوح هل دفن فيه أحد أو لا لأنه كان محفور الأصل لإنسان آخر ولكن حال كان في عاصفة ثلجية في ذلك الوقت في عمان فحال إنه هذا الشخص إنه يصل إلى هذا القبر فلعل سبحان الله يعني تحققت أمنية طارق بأن يدفن جنب بنته وتحققت يعني برضه يعني لعل أمنية لي بأن يكون جزء من طارق معي وهو فاطمة وجزء من طارق مني وهو نادية فكأنه الصلة لا تنقطع لا في الدنيا ولا في الآخرة.

والدته الشهيد طارق أيوب: الله يرضى عليك يا طارق يا أبني الله يخفف ترابك عليك الله يجعلك ملائكتك رضية هنية عنك الله يجعلك مع الصديقين والصالحين الله يجعلك في جناين النعيم.

ماجد عبد الهادي: لا أحد منا رأى وجه القاتل أو نظر في عينية لحظة ارتكاب الجريمة أما هو فربما تفرس في وجوه الصحفيين مليا على شاشات التلفزة قبل أن يُصوب مدفعه نحو مقراتهم، ولكن هل خطر في باله حينها أن هؤلاء أعني طارق وتاراس وخوسيه ثم مازن دعنا وسواه لهم بيوت تنتظرهم وأحبة سيبكون غيابهم وكيف تثنى له أن ينام بعدما رأى صور فاطمة تبحث عن أبيها في قصاصات الصحف.

ديمة طهبوب: وكيف ما بتذكر من طارق يعني بعبارات بسيطة بقدر أحكي لك خلال ها الثلاث سنوات يعني أنا كانت قليلة ولكن أنا يعني بعتبرها نعمة من ربنا إنه أنا ارتبطت بشخص مثل طارق لأنه اللي بيعرف طارق يعني ببساطة ممكن أقول لك إنه كان أوفى الأزواج أحن الأباء أبر الأبناء من أخلص الناس اللي شفتهم بيعملوا يعني في عملهم كان بِشرا في حياته يعني بدك تقول حرا في مماته صلة لنا حتى في مماته بالناس اللي تجمعت حولنا وأحبتنا.

ماجد عبد الهادي: وحيث تستذكر كيف التقت طارق أول مرة فإن ديمة طهبوب تعيد سبب اللقاء إلى مهنته التي قُدِّر لها في زمن لاحق أن تكون سبب موته.
ديمة طهبوب: لعله مهنة الصحافة كانت نعمة في بداية الأمر علي ومن ثم يعني في نهاية ها هلا أصبحت نوعا من النقمة كنت أنا خارجة ضمن حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن هون لمناصرة النائبة التركية مروة كابوقجي لأنه البرلمان التركي منعها من ارتداء الحجاب وبالتالي يعني فقدت عضويتها نوعا ما في البرلمان فكان طارق من الصحافيين اللي أيضا خرجوا لتغطية ها المسيرة لقناة الجزيرة وأيضا جريدة الـ (Jordan Times) اللي كان يعمل فيها ويعني للقدر الإلهي كانت مجموعة من الأسئلة فقط حتى ما كان فيه تعارف يعني وأنا مكنتش بعرفه يعني ولا بعد هيك يعني كان في بالي أي شيء ومن ثم يعني بالطريقة الرسمية تقدم إلى الأهل وحصل الزواج.

ماجد عبد الهادي: وما زال والد طارق يحرص على التذكير بأن أبنه الذي ولد في الكويت عام 1968 واستشهد في العراق عام 2003 قد ظل متعلقا بوطنه الأم فلسطين على مدى سنين عمره الذي عاش فترة منه في الهند حيث أكمل دراسته الجامعية وفترة أخرى في الأردن حيث استقر وعمل وبنى أسرته الصغيرة.

والد الشهيد طارق أيوب: كيف بيجري الدم في الجسد كان حب فلسطين لطارق لأنه لما راح على فلسطين كان عمره تسع سنوات طبعا مهما كان الإنسان في حياة الغربة أسمها مهجر والمهاجر لازم يرجع حلم كل مهاجر لازم يرجع مهما كان حتى الطيور بيسموها الطيور المهاجرة فكيف إحنا أبناء فلسطين حتى كان يظل يردد عن فلسطين أخي جاوز الظالمون المدى إلى ينتهي أخي إن جرى في ثراها دمي وأبطقت فوق عصاها اليدا هذه كانت على لسانه.

ماجد عبد الهادي: أما والدته فإن أول ما تتذكره كلما ذُكر طارق هو اليوم الذي قرر فيه السفر إلى بغداد.

والدته الشهيد طارق يعقوب: مسكته بيده قلت له ما بديش تروح على العراق يا طارق قالي لي يعني وعلى أحسن منها اللي بيستشهدوا بيروحوا على العراق ياما حطيت هذه قدامة قلت له بلاش ترحمني أرحم هاي.

ديمة طهبوب: للأسف الحرب أحيانا قد تكون يعني فرصة للصحفي للأسف يعني بطريقة أو بأخرى فبالذات لما أخذها يعني أنا كان أول.. كان عنده فرصة أخرى أنه يذهب إلى حروب ويغطي في أفغانستان وغيره صحت له فرص ولكن كان أول مرة مثلا أنا من نفسي كنت متشجعة أنه يطلع حتى كان عندي إيمان بقدرته كصحفي وبالذات في المجال السياسي فكان عندي يعني بالعكس شجعته إيمانا بالله طبعا إنه يعني قدر البني آدم راح يطوله أينما كان لكن شجعته في هاي المرة إنه يذهب إلى بغداد.

والدته الشهيد طارق يعقوب: دخلت التليفزيون ما بقيت أقدر هسا أقعد قدامه أقول هسا بتجيبوا لي مائة على شاشة التليفزيون ومن يوم ما راح شهيد ما شفت شاشة التليفزيون.

ديمة طهبوب: ما زلنا بنعيش يعني خبر استشهاده يعني مجددا في حياتنا والصورة ما زالت تتكرر يعني لأنه أنا يعني فيه عندي حِمل إنه فاطمة ما رأت أبوها فبالتالي يعني لازم أنقل كل إيشي حتى على مستوى يعني الصور اللي عندنا في البيت، الآن أنا فاطمة عندما تسألني وين بابا الجواب جدا سهل بقول لها والله بابا إن شاء الله في الجنة فهي يعني لا بتعرف الجنة يعني بتقول في الزنة ولكن عندما تكبر فاطمة عندها سيصار الجواب لذلك أنا يعني في.. بس سأستعين في كل الناس كل الناس اللي أحبت طارق كل الناس اللي عملت مع طارق كل الناس اللي بتسعى للعدالة في هذا العالم إنه يعطوني جواب لفاطمة في ذلك الوقت.

ابنة الشهيد طارق أيوب: فاطمة أيوب، الجزيرة عمان.