في العمق

العبادي يشكل حكومته على نهج المالكي

أجمع ضيوف حلقة برنامج “في العمق” على أن رئيس الوزراء العراقي حيدر البغدادي شكل حكومته على نهج سلفه نوري المالكي، مؤكدين أنها قامت على المحاصصة الطائفية.

قال الأكاديمي والباحث العراقي في جامعة لندن سعد ناجي جواد إن تشكيل حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي لا يختلف عن الحكومة السابقة التي ترأسها نوري المالكي، مشيرا إلى أن العبادي اتبع نفس منهج سلفه في الاحتفاظ بوزارتي الدفاع والداخلية لنفسه إلى حين تسمية وزيرين.

وأضاف جواد في حلقة الاثنين (8/9/2014) من برنامج "في العمق" أن "السياسيين العراقيين الجدد لديهم عقدة التمسك بالمناصب والارتقاء لمناصب أرفع، وأن فهمهم للمنصب الوزاري يقتصر على النفوذ لا تقديم الخدمات".

وأكد أن العبادي وعد بوزارة كفاءات، لكنه أتى بحكومة محاصصة طائفية، وكلف وزراء عليهم شبهات فساد. ورغم زيادة عدد الوزراء السنة، قال جواد "لم نكن نطلب زيادة تمثيل أو نقصان، أردنا أن يأتي بحكومة قوية".

وردا على سؤال حول قدرة العبادي على تشكيل حكومة وفق إرادته الحرة، قال الأكاديمي العراقي "لو امتلك الشجاعة كان يستطيع أن يقول أمام مجلس النواب فرضت عليّ أسماء معينة وأنا أرى من هم أكفأ".

أما الباحث والأكاديمي العراقي عبد الحميد العاني فأكد -في مداخلة بالأقمار الصناعية من إسطنبول- أن حكومة العبادي تسير على نفس منهج سابقتها، وأضاف أنها "تعجز عن حماية نفسها، فكيف لها أن تواجه تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي العراقية".

كفاح محمود:
ضغوط أميركية وإيرانية مورست على كل أطراف العملية السياسية للتعجيل بتشكيل الحكومة من أجل الانتقال إلى ملف مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية

فرصة جديدة
من جانبه نفى المحلل السياسي غسان العطية -في مداخلة بالأقمار الاصطناعية من لندن- وجود خلاف جذري بين حكومتي المالكي والعبادي، لكنه أشار إلى أن الأخيرة "تملك فرصة بحكم تهديد تنظيم الدولة الإسلامية".

واستبعد العطية حدوث تغيير في الحياة السياسية بسبب الحالة الطائفية التي تعيشها البلاد، لكنه أكد إمكانية ظهور بعض الإيجابيات وخلق حياة سياسية سليمة إذا نفذت الحكومة وعودها.

وفي ما يتعلق بوضع السنة في الحكومة، أشار إلى وجود "بعض الرتوش التي رفعت عدد الوزراء السنة"، لكنه أشار إلى أن هؤلاء الوزراء لا يحظون بثقة أبناء المحافظات المنتفضة.

في سياق متصل، قال المحلل السياسي كفاح محمود -في مداخلة بالأقمار الصناعية من أربيل- إن الأكراد شاركوا في الحكومة بعد حصولهم على ضمانات من العبادي بتحقيق طلبات لهم خلال ثلاثة أشهر.

وأكد وجود ضغوط أميركية وإيرانية على كل أطراف العملية السياسية للتعجيل بتشكيل الحكومة من أجل الانتقال إلى ملف مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.

غسان العطية:
العراق يحتاج إلى وفاق إقليمي عربي بعد أن تحول إلى ملعب للنزاعات الإقليمية

أميركا وإيران
وفي ما يتعلق بالمواقف الدولية من تشكيل الحكومة، قال جواد إن الولايات المتحدة كانت تريد تشكيل الحكومة بسرعة وبأي ثمن، وإن إيران تعلم أن أميركا والغرب أصروا على عدم دعم العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية بدون تشكيل حكومة.

وقال إن حكومة بدون وزيري دفاع وداخلية ستبقى غير قادرة على المواجهة، مؤكدا عدم وجود جيش عراقي في الوقت الراهن و"إنما مليشيات شكلت في ظروف معينة بعد الغزو العراقي".

في السياق قال العطية إن العراق يحتاج إلى وفاق إقليمي عربي بعد أن تحول إلى "ملعب للنزاعات الإقليمية".

أما العاني فأكد أن التجارب السابقة تؤكد أن أبناء المحافظات المنتفضة سيدفعون ثمن التحالف الدولي الذي يتشكل لاستهداف تنظيم الدولة الإسلامية.

وعن السياسة الخارجية المتوقعة للعبادي، توقع جواد أنه "لن يكون مندفعا مثل المالكي الذي كان حادا تجاه دول الجوار ولا سيما أن إيران تحرص على علاقات جيدة مع السعودية وتركيا".