في العمق

تجنيد الطوائف المسيحية في الجيش الإسرائيلي

تبذل إسرائيل جهودها لشرذمة الفلسطينيين على أساس طائفي، إذ أقر الكنيست قبل أيام مشروع قانون يمنح فيه المسيحيين أفضلية على المسلمين بمجالات العمل والدراسة وتبديل هويتهم من عربي إلى مسيحي.

تبذل إسرائيل جهودها لشرذمة الفلسطينيين على أساس طائفي، إذ أقر الكنيست قبل أيام مشروع قانون يمنح فيه المسيحيين أفضلية على المسلمين في مجالات العمل والدراسة وتبديل هويتهم من عربي إلى مسيحي.

وعاين برنامج "في العمق" في حلقة بثت مساء 17/3/2014 التطورات التي تجري إثر مخططات إسرائيل تجاه عرب الـ48 أو عرب الداخل بغية تمزيق الهوية الوطنية ومرجعيتها العربية.

وقال عضو الكنيست عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي باسل غطاس إن المؤسسة الإسرائيلية مركّبة ومعقدة وترى ما يجري في المنطقة بالعراق وسوريا ومصر، وتدفع بالقول إن المسيحيين في إسرائيل "يعيشون في نعيم بالمقارنة مع الدول العربية بما يسمح بإدماجهم وبيع هويتهم".

أضاف غطاس أن المسيحيين جزء عضوي من الأمة العربية ولهم ما لهم في تاريخ العرب من مقاومة الحروب الصليبية حتى مقاومة أشكال الاستعمار الحديث.

صراع قوي
الأمر ذاته أكده المؤرخ الفلسطيني جوني منصور حين قال إن المؤسسة العسكرية تحاول فرض التجنيد ولكنْ هناك وعي بالتمسك بالثوابت القومية، مضيفا "نحن أمام صراع قوي لجذب الشباب ولكنه سيدحر لأن المسيحيين جزء من الشعب العربي الفلسطيني وليسوا حالة طارئة ولا ضيوفا".

واستعرض منصور تاريخ محاولات شرذمة الهوية الفلسطينية، فقال إن وعد بلفور في عام 1917 يعترف في الأساس باليهود كشعب صاحب قومية مقابل عدم الاعتراف بالسكان الأصليين كشعب بل التعامل معهم بوصفهم طوائف غير يهودية.

وأشار إلى أن هذه السياسة استمرت في إسرائيل بعد عام 1948 وتحديدا عام 1965 حين فرضت التنجيد على الطائفة الدرزية، مع مساع لإقامة وحدات عسكرية عرفت باسم وحدات الأقليات التي ذكر أنها لم تنجح إلا في ضم أفراد يعدون على أصابع اليد الواحدة.

ونبه باسل غطاس في فلسطين إلى وجود هجرة مقلقة للعرب المسيحيين الذين هبطت نسبتهم إلى أقل 2% بعد أن كانت في الستينيات 8%.

وعزا هذه الهجرة في مثلث القدس وبيت لحم ورام الله إلى الاحتلال وحالة القمع التي يعيشها الفلسطينيون، موجها دعوة لكل مسيحي مهاجر للتمسك بتراب الوطن أو البقاء داخل إسرائيل، وأن من استطاع للعودة سبيلا فليعد، لأن البقاء أكبر رد على الاحتلال الصهيوني، حسب تعبيره.

رموز نضالية
وذكّر غطاس بالعديد من الرموز النضالية الفلسطينية المسيحية التي حملت على عاتقها مشروعا عربيا قوميا ووطنيا لا يستند إلى طائفة.

وأشار إلى وجود ظاهرة التمرد بين الشباب العرب الدروز عبر رفضهم الخدمة العسكرية رغم الأحكام بالسجن التي يتعرضون لها.

وتحدث جوني منصور عما يجري على الأرض من محاولات لجر المسيحيين نحو المشروع الإسرائيلي، فقال إن هذا المشروع يقوم على تفضيل المسيحيين عن غيرهم من أجل سلخهم عن باقي المكونات العربية.

وأضاف أن الشعب الفلسطيني على درجة عالية من الوعي بمصيره، ويعلم أنه حتى لو تهوّد فلن يكون له نصيب في مقابر اليهود، حسب تعبيره.

وحذر منصور من أن إسرائيل ستجند عددا قليلا ممن سماهم أصحاب النفوس الرخيصة لكنهم لن يكونوا عينة تمثل المسيحيين، كما قال.