في العمق

مصير التحالف ضد تنظيم الدولة وانعكاساته على المنطقة

ناقشت الحلقة تطورات الحرب التي يخوضها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وانعكاساتها على الأرض في المنطقة وتحديدا في المشرق العربي.

تستمر الضربات الجوية التي يخوضها التحالف الدولي على تنظيم الدولة الإسلامية، لكن في الوقت نفسه يستمر تقدم التنظيم على الأرض في مناطق عدة بالعراق وسوريا.

حلقة الاثنين (13/10/2014) ناقشت تطورات الحرب التي يخوضها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، وانعكاساتها على الأرض في المنطقة وتحديدا في المشرق العربي، ومآلات هذه الحرب وانعكاساتها على دول المنطقة وأكثر الأطراف استفادة منها.

يرى الباحث في العلاقات الدولية الدكتور مروان قبلان أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ذهب باتجاه تشكيل هذا التحالف مضطرا، لأن مبدأه الذي جاء به للرئاسة كان مخالفا، حيث وعد بسحب القوات الأميركية من العراق، لكنه لم يستطع تجاهل وجود مصالح أمنية وإستراتيجية للولايات المتحدة.

وأضاف أن تنظيم الدولة الإسلامية أسقط الأوهام بشأن مبدأ أوباما في العراق، الذي كان قائما على تعزيز قدرات وتدريب الجيش العراقي، خاصة بعد انسحاب هذا الجيش (العراقي) أمام التنظيم، وسقوط الموصل بأيديهم والاستيلاء على الأسلحة الأميركية.

ويؤكد قبلان أنه لا توجد رغبة حقيقية لدى إدارة أوباما للعودة للمنطقة بمشاكلها، لكنه يتبع منطق "تدخل ولا تتدخل" عبر التركيز على الضربات الجوية ورفض أي تدخل بري لجنود أميركيين في هذه الحرب.

إعلان

وأوضح أن منطق الإدارة الأميركية أنه طالما أن خطر التنظيم لم يصل إلى مرحلة تشكيل تهديد حقيقي للمصالح الأميركية، فإن الجنود الأميركيين غير مجبرين على التعامل معه.

واستغرب من إعلان تشكيل تحالف يضم هذا الكم من الدول الكبرى لمواجهة تنظيم مصادر قوته في نهاية المطاف محدودة، كما تعجب من إعلانها حربا دولية، موضحا أن الحرب لا تعلن إلا ضد دول وليس تنظيمات أعدادها وتسليحها محدود.

ويشير قبلان إلى وجود مصالح لعدد من دول المنطقة لم تدخل في هذا التحالف، أكثر منها من دول تنضوي تحت التحالف، وأوضح أن هناك مصالح إيرانية حقيقية من الحرب ضد تنظيم الدولة، لأنه يشكل خطرا كبيرا على المصالح الإيرانية في عموم المنطقة، وبالتالي تتلاقى الإستراتيجية الأميركية مع إيران، رغم وجود مخاوف إيرانية من أن تتطور الأجندة الأميركية لما بعد القضاء على تنظيم الدولة.

واختتم بأن المنطقة العربية منقسمة حاليا لساحات صراع، بين ثلاثة أطراف فاعلين، هم تركيا وإيران والسعودية، وكل منها لديها تعارض مصالح مع الأخرى.

إستراتيجية المصالح
من جانبه، يرى الدكتور سامي الفرج مدير مركز الكويت للدراسات الإستراتيجية إن إدارة أوباما ليست مختلفة عن إدارة من سبقوه في البيت الأبيض، والمصالح الإستراتيجية هي ما يحرك الإدارات الأميركية المتعاقبة.

وبشأن هذه المصالح يرى الفرج أن دول الخليج العربي ترى أنه من مصلحتها القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية وهزيمته خارج أراضيها قبل أن يمتد إليها، أما تركيا فهي عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومن ثم ليس عليها التوغل أكثر من اللازم.

وأشار إلى أن الأتراك يرددون دائما أنهم يريدون احتواء التنظيم، ولديهم أهداف تتعلق بالأمن القومي التركي وتتقاطع مع مشكلة الأكراد.

وأضاف "لدينا اختلال في ميزان القوى في المنطقة، خاصة بسبب خروج مصر ولو مؤقتا من المسرح السياسي لتواجه أزماتها الداخلية، لذلك برزت قوى أخرى كإيران وتركيا والسعودية".

إعلان

وحسب الفرج فإنه يميل إلى تقدير الاحتمال الأسوأ في هذه الحرب، وهو الاستمرار في قتال تنظيم الدولة لسنوات قادمة، وهو ما يعني استنزافا لقدرات الدول العربية الغنية.

المصدر : الجزيرة