تركيا.. صراع الدولة والحركة
مع الأزمة التي تعيشها تركيا بسبب قضايا فساد، برزت ملامح حرب خفية بين الحليفين السابقين رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان والداعية الإسلامي فتح الله غولن الذي يتمتع بنفوذ في أوساط القضاء.
وبحث برنامج "في العمق" في حلقة 6/1/2014 أسباب وتداعيات تفجر الخلاف بينهما الآن.
أحمد أكوندوز: |
تشكل حركة غولن منظومة مترامية الأطراف داخل وخارج وتركيا من أوروبا حتى آسيا الوسطى، تستثمر في المدارس التي يلتحق بها أكثر من مليوني طالب، وفي البنوك ووسائل الإعلام من تلفزيون وإذاعة وصحافة، وهذه الأخيرة تشمل صحيفة "زمان" الأكثر توزيعا في تركيا.
غير أن هذه الحركة عرفت أعلى ازدهار لها إبان تولي حزب العدالة والتنمية حكم تركيا.
ما الذي جرى حتى تنقلب الأمور؟ يقال إن مشروع السلام مع الأكراد والانفتاح على إيران وسفينة الحرية لكسر الحصار على غزة أسباب للقطيعة بينهما.
أياد خارجية
ولكن يقال أيضا إن ثمة أيادي خارجية تعبث في الشأن الداخلي من قوى في ألمانيا وأميركا على وجه الخصوص.
استضاف البرنامج رئيس الجامعة الإسلامية في روتردام أحمد أكوندوز الذي انتقد ما سماه "انخناق" حركة غولن في السياسة، مشيرا إلى أن هذه الحركة كان ينبغي أن تبقى معنية في الشأن التعليمي والاجتماعي بعيدا عن السياسة.
واعتبر أكوندوز أن تاريخ الحركة ساعدها في انتشار مؤسساتها التعليمية التي "أنقذت آلاف الشباب المسلمين".
علاقة مع الجيش
الباحث الإسلامي محمد زاهد غل كشف أن غولن كان منذ سبعينيات القرن الماضي على صلة وثيقة بالجيش، وأنه دعم الانقلاب عام 1979 وغيره، وأنه كان يتحالف مع القوي سواء أكان يسارا أم يمينا.
محمد زاهد غل: استطلاعات الرأي تشير الى تصدر حزب العدالة والتنمية بأشواط، وأن عدد جماهيره تضاعف |
وأفاد غل بأن حزب العدالة والتنمية الذي بدأ بإمكانيات متواضعة وأصبح الآن من أكبر الأحزاب، أفسح المجال واسعا أمام حركة غولن لكونه حليفا سيزيد التحالف معه من رسوخ التجربة الديمقراطية في بلد عرف العديد من الانقلابات العسكرية.
وأشار غل إلى أجنحة في أميركا تلعب دورا في الشأن الداخلي، وذكر أن أردوغان حين هدد بطرد بعض السفراء كان المقصود السفير الأميركي الذي يتدخل بشكل مباشر.
ومع كل هذا يقول غل إن استطلاعات الرأي تشير إلى تصدر حزب العدالة والتنمية بأشواط، وأن عدد جماهيره تضاعف.