في العمق

التجسس الأميركي على العالم

طرحت حلقة يوم 4/11/2013 من برنامج “في العمق” جملة من الأسئلة حول التجسس الأميركي على العالم، خصوصا بعد تقديم فصل جديد مما كشفه المحلل الأمني السابق إدوارد سنودن عن تجسس أميركي واسع على مواطني الدول الحليفة، وحتى على رؤساء هذه الدول.

طرحت حلقة يوم 4/11/2013 من برنامج "في العمق" جملة من الأسئلة حول التجسس الأميركي على العالم، خصوصا بعد تقديم فصل جديد مما كشفه المحلل الأمني السابق إدوارد سنودن عن تجسس أميركي واسع على مواطني الدول الحليفة، وحتى على رؤساء هذه الدول.

كيف تمت عملية التجسس الأميركي على أوروبا؟ ولماذا تجسست واشنطن على حلفائها؟ وهل سيؤثر ذلك على العلاقة بينهما؟ وما وضع العرب في هذا التجسس؟

وفي ذلك يقول المختص في أنظمة المعلومات محمد التكريتي إن ثمة طريقين تحصل بهما وكالة الأمن القومي الأميركي على المعلومات: أولهما تحت غطاء قانوني، أي بأمر قضائي في حالة اشتباه معينة، والثاني غير قانوني وهذا يعطي الوكالة حرية مطلقة للوصول إلى ما تريده من معلومات سواء كانت مكتوبة أو شفوية (اتصالات).

وأضاف التكريتي أنه تقنيا تعد أميركا هي الراعي للإنترنت، وأنه بعدما كُشف من عمليات واسعة للتجسس أثير سؤال "لماذا تسيطر أميركا على الخادمات (السيرفرات) الرئيسية للشبكة؟ مما "سيدفع دولا مثل ألمانيا والبرازيل والهند لعزل شبكاتها عن أميركا".

بدوره قال المحلل السابق في وكالة المخابرات الأميركية راي ماكغومرين إن سنودن "رجل ذو مبادئ، وإن ما شاهده هو تدمير للتعديل الدستوري الذي يقدم حماية لنا".

وأضاف أن بلاده تستطيع فعل التجسس بهذا الشكل الواسع على الأفراد "بفضل التقنية التي لدينا، وليس لدينا رقابة وإشراف عاقل، ولم يكن هناك من يقول لهم: قفوا لا تفعلوا ذلك".

ملايين الاتصالات
وقال مدير مؤسسة الأبحاث الإستراتيجية في باريس كاميي غران إن ما فاجأ الأوروبيين هو ملايين الاتصالات التي وثقتها أميركا وهي لدول حليفة.

واعتبر غران أن ثمة مستويين للتعامل مع الوضع: أولهما أن يقول الأوروبيون إن ذلك غير مقبول، والثاني أن التعاون الاستخباري يجب أن يعاد ترتيب أسسه.

مروان بشارة:
ما قامت به أميركا فعل إمبراطوري، وإسرائيل هي التي كتبت وطورت الغالبية الساحقة من هذه البرامج التي تتجسس بها أميركا

وحيث إن العلاقات الدولية غالبا "بلا أخلاق" فإن أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر عدنان هياجنة يرى أن مصلحة الولايات المتحدة تجعلها تنفق نحو 11 مليار دولار على الاستخبارات، وأن ما تتابعه أميركا مصدره أفراد في العالم، حيث معظم الخطر يأتي منهم وليس من الحكومات.

أما لماذا لم تمتعض الدول العربية على غرار أوروبا وقد كشفت الوثائق أنها مخترقة بشكل واسع؟ فقال إن هناك تعاونا أمنيا كبيرا بين الدول يفسر هذا.
 
من جانبه رأى الكاتب والمحلل السياسي مروان بشارة أن ما قامت به أميركا "فعل إمبراطوري يتعدى الدول والسيادة".

وأضاف أن واشنطن إذا اعتذرت مبكرا فستمر الأزمة الراهنة، لكن مع ذلك يضيف أن ما جرى لن يؤثر مثلا على معاهدة الاستثمار والتجارة بين أوروبا وأميركا.

وأكد بشارة أن إسرائيل هي "التي كتبت وطورت الغالبية الساحقة من هذه البرامج التي تتجسس بها أميركا".