في العمق - مجتمع الإنترنت بين الترفيه والسياسة - صورة عامة
في العمق

عصر الشبكات الاجتماعية

تتناول الحلقة الشبكات الاجتماعية ومحركات البحث ومجتمعات الويكي على الإنترنت. كيف تعمل وما هي خلفياتها التقنية والسياسية والاقتصادية؟

– أسباب انتشار الشبكات الاجتماعية وأنواعها ووظائفها
– المخاطر الناجمة عن الشبكات والبعد السياسي لاستعمالها

– المخاطر الأمنية ودور الشبكات في التحكم بالمعلومات

– التأثير الثقافي والاجتماعي وأهمية البحث عن بدائل عربية

علي الظفيري
علي الظفيري
محمد التكريتي
محمد التكريتي

 ماكسيميليان فورت
 ماكسيميليان فورت

علي الظفيري: أيها السادة ما كان للإنسان أن يكون افتراضيا كما هو الحال في مجتمع الإنترنت، هنا يولد الفرد المتفاعل في بيئة اجتماعية دون أن يعيش فيها، وما حاجته لذلك في عصر الشبكات الاجتماعية؟ آلاف الأصدقاء من كل حدب وصوب دون جهد أو ثمن، هذا عصر إنتاج الهوية وتصميمها كيفما اتفق وبعيدا عن أعين الجميع، إن عالم الـ facebook وtwitter وغيرهما جميل أيها الإخوة، يعيبه فقط أن كل ما تقوم به وتنتجه وتكتبه عن نفسك وغيرك في لحظة صفاء لم يعد ملكا لك، للموقع حق التصرف المطلق بهذه المعلومات ومنحها لجهات أخرى وهي بكل تأكيد لن تكون جهات خيرية، أما محركات البحث وموسوعات الويكي فيقول الخبراء إنها الاختراق الأكبر في إنتاج المعرفة الإنسانية فهي اللحظة التي تمتلك فيها جهة معينة القدرة على تصميم خارطة المعرفة في العالم دون أن تجيب لك عن أسئلة مثل كيف تم ذلك ولماذا، إنها المعرفة بمقاييس من يصنعها. في العمق أيها الإخوة يبحث الليلة في عالم الشبكات الاجتماعية ومحركات البحث ومجتمعات الويكي، فأهلا ومرحبا بكم. معنا للغوص في عمق هذه القضية محمد التكريتي الخبير في شؤون التقنية تقنية المعلومات، وعبر الأقمار الاصطناعية من مونتريال في كندا ماكسيمليان فورت أستاذ علم الاجتماع في جامعة كونكورديا في مونتريال في كندا، مرحبا بكما ضيفينا الكرمين هنا الأستاذ محمد والبروفسور فورت أيضا في كندا. قبل أن نخوض في نقاش الليلة مشاهدينا الكرام نشاهد فيما يلي كيفية تطور عالم الإنترنت منذ بدايته حتى اليوم، في العام 1972 تم إنشاء أول موقع للإيميل على الإنترنت تلاحقت بعد ذلك عملية تطور الإنترنت لتطرح شركة ماكافي أول نظام ضد الفيروسات في عام 1989 ظهر في تلك الفترة نابستر وهو البرنامج الذي أشعل حرب حقوق الملكية بالنسبة للأغاني لنصل إلى عام 2004 حيث ظهر الـ facebook لحقه موقع الـ youtube الشهير في عام 2005 و Iton في عام 2007. أين يقف العرب من الإنترنت؟ إحصائيات عامة تحدد موقع العالم العربي في هذا العالم تشير إلى أن نسبة المستخدمين العرب للإنترنت حوالي خمسين مليون مستخدم ما يعادل 3% من عدد المستخدمين في العالم، إذاً 3% تقريبا من مستخدمي الإنترنت من العرب، كما تظهر الإحصاءات أن نسبة الزيادة في عدد المستخدمين العرب خلال الفترة من عام 2000 إلى عام 2009 أكثر من 1800% حيث حققوا النسبة الأعلى في النمو. إذاً نتحدث عن عالم عربي نامي متفاعل بشكل كبير مع الإنترنت، وهذا ربما مدعاة حديثنا عن الشبكات الإجتماعية اليوم وعن محركات البحث وعن مجتمعات الويكي كيف تعمل وما هي خلفياتها التقنية والسياسية والاقتصادية وغير ذلك. مرحبا بضيوفنا مجددا.

إعلان

أسباب انتشار الشبكات الاجتماعية وأنواعها ووظائفها


علي الظفيري: أستاذ محمد، الشبكات الاجتماعية ظهرت في 2004 أم لها امتداد تاريخي قبل ذلك؟


محمد التكريتي: بالحقيقة الشبكات الاجتماعية عمرها أقدم من عمر الويب ومواقع الإنترنت.


علي الظفيري: غريب! كنا نتوقع أنها حديثة يعني.


محمد التكريتي:  لا، عمرها ما يقارب الثلاثين سنة لأنها بدأت مع بدايات دخول شبكة الإنترنت، كانت محدودة النطاق كان هناك خدمات مثل يوزنت وكانت هي عبارة عن طريقة لتشارك المعلومات بسيطة جدا، نصوص على مجموعات نقاش ثم تطورت طبعا مع تطور الإنترنت وخدماته، مرت بمراحل متعددة أخذت تنتشر تتوسع تتنوع في محتوياتها في مستخدميها حتى وصلت اليوم إلى ما وصلت إليه ونستطيع أن نعتبرها يعني سواء الشبكات الاجتماعية أو محركات البحث هي في صدارة الإنترنت الآن.


علي الظفيري: طيب الشبكات الاجتماعية ما هي أنواعها؟ طبعا المعروف منها الـ facebook، twitter، likedin، ما هي أنواعها هل هي نوع واحد تقنية واحدة تقدم للجميع يعني تقوم على أساس واحد؟


محمد التكريتي: الشبكات الاجتماعية في مفهومها البسيط هي طريقة للتشارك على الإنترنت بين مجموعة من المستخدمين يشكل كل منهم مجتمعه الافتراضي الخاص به ويقوم عن طريقه بمشاركة معلومات عنه، صور، أخبار خاصة شخصية، تبادل معلومات علمية اجتماعية إلى آخره وفي معظم الاستخدامات تكون استخدامات عامة جدا، ليست تخصصية، كما ذكرت الـ facebook، twitter له استخدامات عامة.


علي الظفيري: التعارف وما إلى ذلك.


محمد التكريتي: التعارف، نشاط اجتماعي، تبادل الصداقة، تبادل معلومات شخصية، ولكن هناك شبكات اجتماعية متخصصة بعضها يتوجه نحو شريحة المحترفين والمتخصصين مثل likedin الذي ذكرته، بعضها له تخصص نحو مواضيع علمية معينة، شبكات اجتماعية للأطباء للمهندسين إلى آخره، فهناك فرق ما بين العام والخاص، الخاص يتوجه نحو شريحة محددة من المستخدمين.


علي الظفيري: بروفيسور فورت في كندا ما هو السر الذي يقف وراء هذه النهضة الكبيرة وانتشار الشبكات الاجتماعية بشكل جعل منها تتصدر الواجهة خلال سنوات قليلة جدا؟


ماكسيميليان فورت: يبدو أن هناك عددا من العوامل مسؤولة عن هذا الانتشار السريع أحدها يتعلق بالانتشار المتدرج للوصول إلى الإنترنت بحد ذاتها وخاصة فيما سميته الدول المتقدمة، ثانيا العوائق والعقبات لخلق أجواء على الإنترنت تلاشت كثيرا، على سبيل المثال لم يعد المرء بحاجة إلى امتلاك معرفة لقضية معرفة بالتشفير لتقديم مواد على الإنترنت، الآن أي شخص تقريبا يمكن أن يخلق موقعا على الإنترنت وأن يوجد له موقعا على شبكة اجتماعية دون أن يعرف هذه اللغة المعقدة، فهو بنفس الدرجة من السهولة كما ترسل بريدا إلكترونيا وفي بعض الحالات يمكنك أن تستخدم البريد الإلكتروني لكي تبعث معلومات على شبكة اجتماعية أو أن تخلق blug أو مدونة، إذاً فانتشار الوصول إلى الإنترنت واستخدامه الاستخدام السهل أمران مهمان حاسمان.


علي الظفيري: الرواية بروفسور فورت تقول إن شبابا صغار السن طلابا جامعيين استطاعوا لحاجات خاصة محدودة إنشاء مثل هذه الشبكات وخلال سنة أو سنتين أو ثلاثة حدثت ثورة وفورة في عالم الشبكات الاجتماعية، هذه الرواية الآن الموجودة أنت تتفق مع هذه الرواية التي تفسر ثورة الشبكات الاجتماعية في العالم؟

إعلان


ماكسيميليان فورت: بالنسبة لي هؤلاء الطلبة وأين لعبوا دورا مهما في تطوير بعض هذه الشبكات الاجتماعية الأبرز هو facebook من بينها وهو ولد في هارفرد، يمكن أن نجد أمثالا أخرى ليس بنفس الدرجة من التميز لشبكات أخرى خلقت لأناس من بعض الجماعات لأغراض جامعية، إذاً فالكبريات التي نعرفها خلقت عن طريق شركات مثل youtube، وgoogle  وخدماتها المتنوعة وtwitter أيضا.


علي الظفيري: أستاذ محمد ما هي الوظائف التي تؤديها مثل هذه الشبكات الاجتماعية؟


محمد التكريتي:  هي بتعتمد على طريقة استخدام الأشخاص الذين يستخدمونها، هناك من يستخدمها لأغراض الترفيه لأغراض التسلية لأغراض تمضية الوقت وهذا يبدو أنه الأكثر والأغلب فيما يحصل الآن، هناك من يستخدمها بطريقة جدية يستخدمها لتحقيق هدف سواء هدف علمي أو ثقافي أو سياسي وهناك بالتأكيد من يستخدمها لهدف سيء، هناك من يستخدمها للسرقة النصب والاحتيال، هناك من يستخدمها..


علي الظفيري: للدعاية ربما.


محمد التكريتي:  للإشاعات لنشر الإشاعات والأكاذيب للإضرار بجهة معينة، هناك من يستخدمها للتجسس وتجنيد العملاء، هناك من يستخدمها لأغراض الأعمال والتجارة والدعاية كما تفضلت.


علي الظفيري: قيل إن إسرائيل استخدمتها في حرب غزة وقيل إن دولا كثيرة الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا استخدمتها في تجنيد عملاء الاستخبارات، ما الذي يسهل مثل هذا الأمر؟


محمد التكريتي:  نعم وأظن أنه سيكون من الغريب جدا ألا يحاولوا أن يستخدموها، يعني أنت بيدك أداة تستطيع أن تدخل إلى عمق المجتمع، تستطيع أن تدخل إلى كل إنسان في بيته وتخاطبه مباشرة وتختبر إذا ما كان هو قابلا للتجنيد أو غير قابل للتجنيد، تستطيع أن تعرف توجهاته من قبل أن تخترقه، فبالتالي نعم هي أداة تستخدم لهذه الأغراض ومن المستبعد أو من المستغرب ألا تحاول أنظمة الاستخبارات في العالم تجنيدها.

المخاطر الناجمة عن الشبكات والبعد السياسي لاستعمالها


علي الظفيري: نتحدث الآن عن الإشكاليات عن المخاطر التي تنشأ من التعامل مع مثل هذه الشبكات الاجتماعية، قبل ذلك نتابع كيف عبر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن قلقه من الـ facebook تحديدا خلال لقاء له مع طلاب مدرسة ويكفيلد في فيرجينيا.

[شريط مسجل]


مشارك: عندما أكبر أريد أن أجلس مكانك، هل هناك من نصيحة تقدمها لي؟

باراك أوباما/ الرئيس الأميركي: أريد منكم أن تكونوا حذرين فيما تنشرونه على facebook، في عصر الـ youtube هذا ما تفعله اليوم فإنه سيعرف في مرحلة لاحقة من حياتك، عندما تكون يافعا ترتكب أفعالا طائشة، سمعت عن شباب نشروا معلوماتهم على facebook وعندما تقدموا لطلب وظائف تم البحث عن معلوماتهم هناك، هذه نصيحة سياسية أقدمها لك.

[نهاية الشريط المسجل]

علي الظفيري: يعني حتى أوباما يحذر من وضع بعض المواد، هذا يجرنا للحديث عن الخصوصية، أسأل البروفسور فورت في مونتريال في كندا، بروفسور ما هي المخاطر الناشئة أو الناتجة عن استخدام الشبكات الاجتماعية ووضع معلوماتنا الخاصة أو حتى المعلومات الأخرى في مثل هذه المواقع؟


ماكسيميليان فورت: المخاطر يمكن أن تكن كبيرة وهائلة بالاعتماد على الموقع نفسه الذي نتحدث عنه، على سبيل المثال facebook هو موقع يشجعك على أن تنقل وتضع معلومات عن حياتك بوضع صورك واسمك الحقيقي وشبكتك من الأصدقاء والنشاطات التي تشارك بها في وقت فراغك ولكي تتحدث بصوتك العالي عن كل ما تؤمن به، هذه سمة facebook، الشبكات الأخرى بدلا من ذلك تسمح بدرجة من السرية، إذاً فأنت لا تعرف حقا من الذي يضع أي معلومات ولأي غرض وفي هذه الحالة الخطر مختلف، الخطر هنا يعتبر للمستخدم أو لقارئ هذه المعلومات بعدم قدرته أن يتميز بأي قدر من التأكد ما هي مصداقية المعلومات التي يقرؤها على سبيل المثال في twitter وهذه مشكلة مشهورة وهي سيئة السمعة وقد ظهرت في حالة twitter وخاصة ما يسمى بـ twitter revolution أو ثورة twitter في إيران، وكان هذا محط بحث بأي شيء يمكن أن نأخذه في twitter كممثل حقيقي ذي مصداقية لما يحدث في إيران وفي شوارع إيران، كانت هذه قضية ما زالت يتم البحث فيها ومناظرات كبيرة بشأنها.

إعلان


علي الظفيري: طيب إن سمحت بروفسور فورت كتبت مقالا شهيرا عن ثورة twitter الأسطورية في إيران وأن كل المعلومات التي كانت تخرج من إيران كانت معظمها عن طريق هذا الموقع ومعظمها أيضا عن طريق أشخاص غير موجودين في إيران ونذكر جميعا أن الخارجية الأميركية طلبت تأجيل عملية صيانة موقع twitter نظرا لأهمية استخدامه في تلك الثورة أو المظاهرات التي استخدمت التي كانت في  الشارع الإيراني عقب نتائج الانتخابات، حدثنا الآن عن مصداقية مثل هذه المعلومات وعلاقتها بجهات سياسية مثل الولايات المتحدة الأميركية؟


ماكسيميليان فورت: إنه سؤال وجيه جدا، الأمر الأول هو أنك محق بالإشارة إلى أن وزارة الخارجية قامت بدور فيما يسمى بثورة twitter في إيران منذ يونيو العام الماضي دور الولايات المتحدة في استخدام إعلام من الإنترنت لدعم المعارضة في دول مختلفة وخاصة في إيران تطور أكثر فأكثر، في الحقيقة تشريعات تم وضعها في الولايات المتحدة وقدمت للكونغرس تدعو إلى خمسين مليون دولار أميركي تقدم لمساعدة الحركات التي تقوم بالمعارضة وتستخدم مواقع إعلامية على الإنترنت، للولايات المتحدة استخدام شيء كـ twitter اعتبر أمرا مهما، أولا شعروا بأن twitter  كان يقدم سبيلا للمعلومات المتأتية من إيران وهذا الأمر تم الحديث بشأنه، والمجال الثاني الذي يجعل من twitter أمرا مهما لوزارة الخارجية هو أنه كطريقة لعرض الرأي الأميركي والأفكار الأميركية وإسقاطها وخاصة الأفكار والآراء التي تعكس آراء الحكومة الأميركية إلى أراض كثيرة وخاصة تلك التي تم تحديدها بأنها تعتبر مشكة وأنها أراض تحكمها حكومات تعارض الولايات المتحدة. وهذا يأخذنا إلى مفهوم ما يسمى القوة اللينة وعرض الهيمنة الأميركية من خلال وسائل صور ورموز وكلمات.


علي الظفيري: طيب سامحني بروفسور على المقاطعة أريد أن أدخل إلى جزئية، هذا الموضوع مستمر معنا، ولكن أقول لك إنه بكل أسف كثير من الإعلاميين في العالم العربي مصابون بوهم اسمه الإعلام الجديد وأن هذا هو الإعلام القادم وعن هذه النظرة التي يمكن القول عن أنها نظرة سطحية جدا لمواقع لا يوجد لدينا أي قدرة على التأكد من مصداقية مضامينها، الخصوصية أستاذ محمد في مواقع الشبكات الاجتماعية تشكل هاجسا، هذه المعلومات التي أضعها من يستخدمها؟ ما هو العقد والاتفاق بيني وبين مثل هذه الشبكات في التصرف بمثل هذه المعلومات؟ ما هي جوانب الخلل في الخصوصية تحديدا الـ privacy في قضية الشبكات الاجتماعية؟


محمد التكريتي:  نعم لو سمحت لي قبل أن أجيب على هذا السؤال أن أعقب تعقيبا بسيطا على ما قاله الدكتور فورت بالنسبة لدور وزارة الخارجية الأميركية، أنا في رأيي أنها ليست وزارة الخارجية الأميركية لوحدها، في موضوع إيران بالذات افتخرت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن الموظف الذي اتصل بمؤسس twitter هو اسمه جيرالد كوهين وهو يهودي ومناصر لإسرائيل وهو الذي خرج بفكرة إقناع twitter بأن يمنع توقيف الموقع مؤقتا للصيانة في أيام ما يسمى بالثورة.. والذي ضخم..


علي الظفيري: هذا التعزيز للاستخدام السياسي لمثل هذه الشبكات.


محمد التكريتي:  صحيح. بالنسبة للخصوصية، الخصوصية أنا أقول للجميع عليهم أن يفترضوا أنه ليس هناك أية خصوصية على أي نوع من أنواع الشبكات الاجتماعية ومواقع الإنترنت.


علي الظفيري: كيف؟

محمد التكريتي: أولا كثير من عقود الاستخدام تنص بشكل واضح وصريح ومن كبريات الشركات وأولها غوغل، غوغل تنص صراحة على أنه من حق غوغل أن تستخدم كل المعلومات التي تضعها سواء بريدك الإلكتروني أو معلوماتك الشخصية أن تعيد نشرها في أي مكان تريده.


علي الظفيري: هذا البند منشور في اتفاقية الاستخدام؟


محمد التكريتي: منشور وموجود نعم..


علي الظفيري: يعني حتى بل الرسائل الشخصية لك أو رسائلك لي لهم حق استخدامها؟


محمد التكريتي: من حقها أن تطبعها في كتاب وتبيعها من حقها أن تنشرها في الجرائد من حقها أن تفعل بها ما تشاء تبيعها لشركات الإعلان تفعل بها ما تشاء، معظم عقود الاستخدام من هذا النوع لكن حتى إذا كان عقد الاستخدام يحمي المستخدم نوعا ما هناك حكومات لها صلاحية أن تتجاوز عقود الاستخدام وتدخل على المعلومات وأولها الحكومة الأميركية.


علي الظفيري: تستطيع الحكومة الأميركية فقط أنا أقولها ليس للتوضيح للتأكيد فقط.

إعلان


محمد التكريتي: بالتأكيد، تستطيع بموجب الكثير من القوانين وخاصة التي تتعلق بالـ Patriot Act الذي صدر بعد سبتمبر 2001 أن تضع يدها على قواعد البيانات وأن تستخلص منها ما تشاء، ومن العجيب أن تلام الصين على أنها يقال إنها تتهم بأنها كانت تحاول أن تتجسس على البريد الإلكتروني لمستخدم غوغل في الصين وأميركا تعطي نفسها هذا الحق بطريقة قانونية ولا أحد يلومها عليه!


علي الظفيري: الصين دائما سيئة، أميركا جيدة.


محمد التكريتي: نعم.


علي الظفيري: يعني الآن نقول إن الحكومات فقط الحكومة الأميركية أم كل حكومات دول العالم تستطيع أن تطلع على كل تفاصيل هذه الأمور، البريد الشخصي والمعلومات في الشبكات الاجتماعية؟


محمد التكريتي: تقنيا تستطيع أن تطلع، بيعتمد على قوانين كل دولة، أنا لست مطلعا على كل قوانين الدول ولكن تقنيا تستطيع الدولة أن تراقب كل ما يدخل ويخرج من بيانات على شبكاتها.


علي الظفيري: تستطيع شبكات مثل الـ facebook وtwitter وبقية الشبكات الاجتماعية أن تستخدم المعلومات الخاصة بي أنا كمستخدم وتعطيها لجهة أخرى؟


محمد التكريتي: نعم، حسب اتفاقية الاستخدام طبعا، مرة أخرى عليك أن تقرأ اتفاقية الاستخدام، لا تضغط accept بسرعة وتعدي..


علي الظفيري (مقاطعا): إحنا دائما شغالين على الـ accept على القبول يعني.


محمد التكريتي: نعم، وهذا معناه أنك أنت تفرط بحقوقك. وبالمناسبة الحكومة الألمانية الآن في مشكلة كبيرة بينها وبين facebook وبينها وبين غوغل وإلى آخره في قضايا تتعلق بالخصوصية لأنهم يقولون لهم القوانين الألمانية تحمي الخصوصية بشكل أكبر بكثير من اتفاقياتكم وعليكم أن تغيروا اتفاقيات وممارسات استخدام الخصوصية وهناك دعوات لمقاطعة facebook  وغيره في ألمانيا من قبل هيئات مجتمع مدني تريد أن تحافظ على حقوق المستهلك.


علي الظفيري: طبعا وزيرة حماية المستهلك الألمانية إيلزا إغنور طبعا هاجمت بعنف قضية مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا facebook عزمه تخفيف إجراءات حمايات البيانات الشخصية وجمعه معلومات عن مستخدميه ونقلها مستقبلا إلى طرف ثالث، يحق لهذا الموقع أن ينقل معلوماتك الشخصية إلى طرف ثالث دون أن يخبرك بذلك وحتى هذه المعلومات التي تكتبها لا تستطيع أن تلغيها تماما. نستعرض ما هي المواقع الاجتماعية، facebook أولا أسسه الطالب الجامعي مارك زوكربير في 2004، شجع نجاح الموقع أولا على إطلاقه للجمهور في 2006، عدد المشتركين 250 مليون -طبعا هذا عدد متطور- يحتل الـ facebook المرتبة الثانية بين مواقع الإنترنت في العالم حسب موقع ألكسا، عدد المستخدمين في الوطن العربي حتى سبتمبر 2009 وصل إلى 12 مليون مستخدم عربي مستخدم للـ facebook. twitter  أنشأه جاك دورسي سنة 2006 يحتل اليوم المرتبة 11 في ترتيب ألكسا -ألكسا موقع تصنيف شهير عالمي يتجاوز عدد المسجلين فيه 25 مليون مستخدم- هناك قرابة 15 ألف مستخدم عربي، هناك توقعات بنمو المستخدمين 300% في المنطقة خلال الأشهر القادمة. الـ youtube موقع الفيديو الشهير أنشأه ثلاثة أصدقاء في 2005، يحتل المرتبة الثالثة عالميا حسب موقع ألكسا، في 2006 أعلن مؤسسوه أن موقعهم ترفع عليهم يوميا أكثر من 65 ألف فيديو ويمر به نحو مائة مليون مشاهد يوميا. Myspace  أنشئ في عام 2003 على يد كريس دولف وتوم أندرسون وطور هذا الموقع خلال 2007 و2008 طور شكله والعديد من الخدمات التي يوفرها. wikipedia انطلقت رسميا في يناير/ كانون الثاني عام 2001 بولاية فلوريدا عندما قرر رئيسا تحرير نيوميديا إنشاء صفحة مفتوحة لدعم الـ wikipedia أصبحت تلك الصفحة موسوعة تسمى wikipedia تقوم مؤسسة wikipedia بتمويل موقع wikipedia معتمدة على التبرعات بشكل أساسي، عدد المقالات الموجودة فيها وصل إلى أكثر من 13 مليون مقالة مكتوبة بنحو 266 لغة. بروفسور فورت في مونتريال في كندا، قضية التجسس واستخدام الحكومات الغربية تحديدا لهذا الأمر، الحكومات الغربية دائما ما تتحدث عن الشفافية تتحدث عن القوانين عن حريات الإنسان عن الحريات الخاصة عن حماية كل هذه الأمور، لماذا يحدث مثل هذا الانتهاك لكل هذه المعلومات الخاصة لملايين المستخدمين في العالم دون أن نلحظ أي صوت محتج في الغرب بشكل عام الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا على هذا الأمر؟


ماكسيميليان فورت: هناك معارضة نعم، إن كانت معارضة بحجم هائل من الناس هذا لا يمكنني أن أجزم به فهي ليست معارضة من أناس يمتلكون نفوذا كبيرا. ولكن فيما يتعلق بكيفية النجاة والإفلات بالتجسس على مواطنهم من خلال استخدام الشبكات الاجتماعية لاكتساب معلومات عن مواطنيهم هناك سببان أساسيان لهذا، الآول غرض تجاري لأنه عندما توقع على التخلي عن حقوقك بالموافقة على أحكام الشبكة الاجتماعية فإن أحد الأسباب الرئيسية لفعل ذلك للسماح للمعلومات التي توجدها أن ترسل لشركات أو لمصالح تجارية أو أن تستخدم لأغراض مسح واستفتاءات، والسبب الثاني هو الأمن القومي أو الوطني، وهنا في أميركا الشمالية كل شيء يبدو أنه مسموح عندما يتم تبريره كأمر يخدم الأمن القومي، إذاً فانت تتجسس على مواطنيك لمنع إمكانية أو أن تفكك تشكيل ما يسمى مجموعات إرهابية ولمنع التجنيد على سبيل المثال من القاعدة ومجموعات على شاكلتها، هذا هو التبرير المستخدم. والمتحدث ضيفك محق تماما بأنه ليس هناك شيء اسمه الخصوصية على الإنترنت، وعندما يتعلق الأمر باستخدم البريد الإلكتروني وخاصة أولئك الذين يستخدمون البريد الإلكتروني لغوغل فعندما تقرأ بريدك ترى على الجانب دعايات من شركات تجارية واضح أنها عندها ارتباط ببريدك الإلكتروني وهذا يعني أن بريدك الإلكتروني يستخدم للتقاطع مع هيئات وكينونات تجارية، هذان هما السببان الرئيسيان لكيفية الحصول على هذه المعلومات والبيانات في أميركا الشمالية ولماذا يحدث أيضا.


علي الظفيري: طيب أثرت دكتور فورت قضية الأمن الوطني أو القومي وهذا أمر سننقاشه، أثر مثل هذه الأمور على الأمن القومي والوطني لكل إقليم، نحن نتحدث أيضا عن العالم العربي، سنتحدث عن محركات البحث كيف تعمل، كيف تظهر النتائج لنا، ما الذي تضعه في المرتبة الأولى وفي المرتبة الثانية؟ الويكي هذه الموسوعات المهمة والتي أصبحت مصدر معرفتنا أيضا كيف يوضع فيها المحتوى، من يتحكم فيه وكيف يؤثر علينا؟ ولكن بعد الفاصل فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

المخاطر الأمنية ودور الشبكات في التحكم بالمعلومات


علي الظفيري: أهلا بكم من جديد مشاهدينا الكرام حلقتنا اليوم تبحث واقع الشبكات الاجتماعية ومحركات البحث في الإنترنت علينا جميعا، مع محمد التكريتي الخبير في تقنيات المعلومات وماكسيمليان فورت أستاذ علم الاجتماع في جامعة مونتريال في كندا. قبل أن نستأنف النقاش نلقي نظرة على بعض الإحصاءات بشأن واقع الإنترنت في الوطن العربي، عدد مستخدمي الإنترنت قرابة 58 مليون مستخدم، مستخدمو facebook تحديدا قرابة 12 مليون، عدد المدونات العربية نحو ستمائة ألف مدونة عربية. الجزائر بها أكبر عدد لمقاهي الإنترنت، 16 ألف مقهى، أكثر عدد لمستخدمي الإنترنت في مصر 15 مليون مستخدم، أقل عدد مستخدمين في موريتانيا ستين ألف مستخدم، أكثر الدول استخداما للـ facebook مصر، لبنان، الجزائر، أعلى نسبة لعدد مستخدمي الإنترنت مقارنة مع عدد السكان الإمارات نحو 50%من السكان، أكثر الدول تنصتا على مستخدمي قطاع الاتصالات هما لبنان ومصر، مصر أكثر الدول استخداما لموقع youtube وهذه إحصاءات عام 2009، المصدر هو الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان. أستاذ محمد التكريتي هل من المبالغة أن نقول إن هذه الأمور الشبكات والتعامل معها وموضوع الخصوصية وما إلى ذلك يمثل خطرا على الأمن القومي العربي الوطني أيضا لكل دولة على حدة؟


محمد التكريتي: بالعكس يجب أن يقال هذا وبصوت مرتفع ويجب أن ينتبه القادة وصناع الرأي إلى أهمية الشبكات الاجتماعية محركات البحث، ما يسمى بالمحتوى الذي ينتجه المستخدمون كل هذه لها أثر كبير في صياغة الرأي العام للمواطن العربي وللمواطن عموما في أي مكان في العالم، لأنه إذا أراد مستخدم الإنترنت أن يبحث عن أي معلومة أو يتعرف على موضوع أو يقرأ خبرا يتجه إلى الإنترنت، يشغل الـ Browser بيفوت على غوغل وبيبحث، وفي هذه الحالة في الغالب سيظهر له أحد ثلاثة أشياء إما يظهر مقالة الموضوع هذا في wikipedia، لو لاحظت وأنت تستخدم غوغل wikipedia عادة تكون من أعلى النتائج في البحث، فبالتالي wikipedia  تساهم في صياغة الرأي العام حول هذه المواضيع، أو تكون النتيجة من google news أخبار غوغل وبالتالي ما تقدمه لك غوغل من أخبار حول هذا الموضوع يساهم في تشكيل رأيك أو ما تقدمه لك غوغل الاحتمال الثالث من نتائج البحث.


علي الظفيري: طيب غوغل كيف تعتمد ترتيب النتائج؟


محمد التكريتي: غوغل لن تقول لك كيف تعتمد ترتيب النتائج.


علي الظفيري: لماذا لا تقول أو تفصح عن هذا الأمر؟


محمد التكريتي: هي تزعم بأن هذا له علاقة بالتنافسية التجارية ولكن كثيرا من الناس تتساءل حول مدى الشفافية، يعني غوغل تقول أنا عندي algorithm أو لوغرتمية وهي فيها براءة اختراع وتستخدمها في تصنيف المعلومات، ولكن لو سألت غوغل هل تتبعين هذه اللوغارتمية على طول الوقت؟ تقول لا، أحيانا نتدخل بالتغيير اليدوي في نتائج البحث، طيب بناء على إيش؟ والله بناء على كل حالة على حدة، طيب هل تستطيعين يا غوغل أن تعطيني لماذا هذا الـ link خرج من الترتيب أو دخل في الترتيب؟ يقولون لك لا لن نخبرك هذه المعلومة.


علي الظفيري: يعني ليس الأكثر زيارة أستاذ محمد؟


محمد التكريتي: هو القاعدة المفروض.


علي الظفيري: هذا الطبيعي.


محمد التكريتي: الطبيعي.


علي الظفيري: الاستثناء ماذا يحدث؟


محمد التكريتي: ما هو أولا يعني المفروض شيء ولكن لا تستطيع أنت تكشف عن محرك البحث وتتأكد من أن فعلا هو الأكثر زيارة هو الذي يظهر لأن هناك مجموعة من التداخل في العناصر التي تقرر في النهاية ما الذي يظهر أولا، وغوغل لا تفصح ولن تفصح عن هذا لأنها تعتبره سرا تجاريا وبالتالي هناك تساؤلات وشكوك حول لماذا. وهناك حادثة مثلا كان عندما تبحث الناس على غوغل على كلمة Jew يهودي يخرج موقع يتكلم بطريقة لا تعجب اليهود عن اليهودية يعتبرونه معاديا للسامية، فغوغل اعتذرت نصيا ولا تزال الصفحة التي اعتذرت فيها غوغل الآن على محرك البحث إذا بحثت عن Jew، ثالث أو رابع نتيجة في صفحة الاعتذار من غوغل، بينما لو بحثت عن مسلم ووتش على سبيل المثال، ابحث الآن عن مسلم ووتش أو عن إسلام ووتش ستجد من النتائج أول عشرة نتائج في حوالي خمسة نتائج تهاجم الإسلام ولم تسحبها غوغل، لماذا، هل لأن المسلمين لم يكونوا نشيطين في تنبيه غوغل على أن هذا يهاجم الإسلام عليك أن تسحبيه بينما اليهود أنشط منا في هذا الموضوع؟ ربما، وربما هناك عوامل أخرى ولكن الإشكالية في أنه ليست هناك شفافية تسمح لنا بأن ننظر ونقرر كيف تم سحب أو إدخال نتيجة من النتائج.


علي الظفيري: يعني خلينا بس حتى نوضحها أكثر، أنه لو بحثنا الآن عن القدس عن هذه المدينة المقدسة والمختلف عليها بين العرب وإسرائيل والغرب لهم موقف في هذا الأمر، لا تظهر النتائج إلا يعني عدد توجه مثل هذه النتائج ليس فقط عدد المستخدمين للموقع الذي يتحدث عن هذه النقطة، هذا ما يحدث؟


محمد التكريتي: هذا صحيح وهذا هون بيفتح لنا شوية على موضوع الـ wikipedia ربما ننتقل الآن إلى موضوع الـwikipedia..


علي الظفيري (مقاطعا): لا، أنا أريد أن نؤجل فقط النقاش، يعني حتى لو بحثنا عن إيران في ظل التوتر تكون عادة الأخبار التي تتحدث عن المشكلة في إيران، لا توجد أخبار تتحدث عن الجمال في إيران أو الطبيعة الساحرة في إيران.


محمد التكريتي: صحيح ستأتي من المنظور الغربي.


علي الظفيري: من المنظور الغربي. بروفسور فورت في مونتريال هل هذا الأمر مطروح للنقاش بشكل جدي، هل تعتقد أن محركات البحث لها تأثير كبير على تشكيل المعرفة الإنسانية من خلال توجيهها لأعداد كبيرة من المستخدمين إلى مواقع محددة بعينها كإجابة على تساؤلاتهم؟


ماكسيميليان فورت: نعم ما من شك بأن محركات البحث وخاصة تلك التي هي مثل غوغل سيكون لها تأثير كبير في تشكيل نوع المعرفة والبيانات التي يكون المستخدم العادي قادرا على الحصول عليها من الإنترنت، الأمر ليس يائسا بالكامل فهناك الكثير من البدائل لغوغل وهناك طرق أخرى كثيرة للبحث عن المعلومات ولكنني أتفق بأنه وبالتأكيد كما تفضل ضيفك الكريم بأن هناك قدرا كبيرا في الانحياز في تقديم النتائج بشأن بعض القضايا التي تثير الجدل. كيف لي أن أعبر؟ ليس الأمر يعتبر شيئا ذا معنى أو استخدام بعض مجموعات أو حركات أو ثقافات تجدها الولايات المتحدة محط شك، داخل الولايات المتحدة نفسها ولفترة طويلة النتيجة الأولى لنتائج البحث لغوغل لجورج دبليو بوش كانت شيئا لا يمكن أن أكرره على برنامجكم التلفزيوني فقد كانت لغة ازدرائية وموقعا ازدرائيا إلى أن أتى مؤخرا النتيجة رقم واحد لميشيل أوباما زوجة الرئيس أوباما إن نظرتم إلى صور غوغل فسيطرح عليك صورا لميشيل أوباما تم التلاعب بها لجعلها تبدو بصراحة كالقردة، وهذه ما زالت صورة موجودة لميشيل أوباما ومعروفة، إذاً بعض هذه الأشياء لا يتم التكهن بشأنها أو فهمها بوضوح لماذا موقع يحصل على هيمنة وبروز فوق المواقع الأخرى وخاصة إذا كان يثير الاعتراضات.


علي الظفيري: طبعا فقط أؤكد للمشاهدين الكرام أن حديث السيد التكريتي وأيضا البروفسور فورت عن أنه ليس كل ما يخرج في غوغل من نتائج يعني يتم التحكم فيه إنما في حالات ما، ولا يوجد شيء يؤكد على طريقة أو آلية ما توضح كيف تخرج هذه النتائج. الويكي، موقع الـ wikipedia من أشهر المواقع كلما بحثنا عن شيء ما، مدينة، دولة، شخصية ما تظهر لنا النتيجة في wikipedia. حدثتني عن تجربة خاصة بك أستاذ محمد في موقع wikipedia وأرجو أن تعرضها أمام المشاهدين فقط للتأكيد حول التحكم في مثل هذه المواقع ومحتواها.


محمد التكريتي:  الحقيقة الذي حصل أنه في بدايات تعرفي على wikipedia وكنت لا زلت طيب النية في تلك الأيام، كنت أظن أنه كما تزعم wikipedia أن هذا مجتمع تشاركي وأن الجميع في سواسية وأن الهدف هو عرض القضايا بأسلوب موضوعي، فدخلت أسأل عن بعض القضايا ذات الحساسية الثقافية على سبيل المثال قضية القدس، فدخلت إلى الـ entry اللي اسمها Jerusalem في wikipedia فوجدت مكتوب التالي: Jerusalem is the capital of Israel..


علي الظفيري: عاصمة إسرائيل.


محمد التكريتي:  بالضبط، القدس هي عاصمة إسرائيل. مع العلم بأن هذا خطأ في الحقيقة هو خطأ factual error خطأ في الحقيقة، وهو أيضا غير معترف به لا من أميركا ولا دوليا ولا من أي بلد في العالم لا تعترف بأن..


علي الظفيري: يعني كيف يحسم هذا الموقع قضية مثل هذه القضية؟


محمد التكريتي:  بالضبط، وكيف يسمح لأتباع دولة واحدة اللي هي إسرائيل بأن يقرروا بأن القدس عاصمتهم بينما هناك مئات الدول في العالم، فدخلت بحسن نية وقلت أنا أريد أن أعدل لأن المفروض في الويكي تستطيع أن تعدل..


علي الظفيري: تفاعلي.


محمد التكريتي:  تفاعلي بالضبط، وهو يسمى بالتأليف التشاركي، فدخلت لأقول بأن القدس هي عاصمة فلسطين فطبعا رفض تماما.


علي الظفيري: رفض هذا المقترح.


محمد التكريتي: رفض هذا المقترح.


علي الظفيري: مقترح وسط.


محمد التكريتي:  مقترح وسط قلنا القدس مدينة متنازع عليها، الفلسطينيون يريدونها عاصمة لهم والإسرائيليون يعلنونها عاصمة لهم، حتى هذا رفض، فلما أعدت تغييره بدأت تصلني تهديدات بأنك أنت إنسان تسعى إلى تخريب محتوى wikipedia..


علي الظفيري (مقاطعا): ممن تصل التهديدات؟


محمد التكريتي:  من إداري wikipedia، معروفون ومسجلة هذه التهديدات على الـwikipedia نفسها وأنك أنت إنسان تحاول فرض وجهة نظرك الشخصية، فأصبح الرأي العالمي حول مدينة القدس هو وجهة نظر شخصية بينما رأي الإسرائيليين فيها.. أنا لا أقول إن wikipedia  إسرائيلية ولكن أقول إن هناك أمورا تدار خاصة ذات حساسية ثقافية تدار بطريقة تخالف كل القوانين التي تتحدث عنها في الظاهر مثل هذه المواقع، وخلصت في النهاية بعد هذه التجربة التي استمرت على مدى شهور طويلة بين أخذ وجذب أن على wikipedia  سيبقى مكتوبا Jerusalem is the capital of Israel ولن يستطيع أحد أن يغيرها.

التأثير الثقافي والاجتماعي وأهمية البحث عن بدائل عربية


علي الظفيري: القدس عاصمة لإسرائيل رغم أن هذا الأمر مختلف عليه. بروفسور فورت أنت أشرت إلى أن أكبر مستخدمي twitter من إسرائيل، هذا الرقم طبعا منشور بشكل كبير، الآن محتوى.. ما هو تأثير أن تتحكم جهات بعينها على محتوى الإنترنت بشكل عام، خاصة أن هذه الجهات هي الأكثر تقدما تقنيا وعلميا وسياسيا وعسكريا وما إلى ذلك، يكون لديها القدرة الأكبر على التحكم في محتوى الإنترنت، ما تأثير هذا الأمر؟


ماكسيميليان فورت: هذا سؤال مثير للاهتمام بل هو سؤال صعب في الحقيقة، فهناك ما يبدو بوجود أسئلة سهلة من خلال تقديم إجابة عن السؤال ولكن إن نظرت على سبيل المثال إلى حالة إسرائيل وخاصة من خلال الحرب على غزة وحتى بعد ذلك، إسرائيل نوعا ما جهزت فرقا من الناس لكي يخرجوا على هذه المواقع الاجتماعية ويقدموا وجهة النظر الإسرائيلية التي تعكس وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية فقد خلقوا قنوات لهم على الـ youtube  على سبيل المثال والتي تظهر مشاهد فيديو لبعض المناطق في غزة تقصف افتراضيا، الناس الذين وراء هذا يعتقدون أن المشاهد سوف يشعر بالروع من هذه المشاهد ولكن بالإضافة إلى عدد آخر من الفرق يذهبون إلى twitter ويضمنوا أنهم يطعنوا بأية وجهة نظر معاكسة، أي وجهة نظر لا تتماشى مع وجهة النظر الإسرائيلية بأنها كانت ترد دفاعا عن النفس ضد هجمات إرهابية وأنه لن يكون هناك وجهة نظر أخرى مصرح بها ومسموح بها وشرعية وتحظى بالمصداقية، إذاً فالأمر يعتمد على مدى استعداد دولة ما على أن تستثمر مالها وبشرها ومعداتها لاختراق الشبكات الاجتماعية. الولايات المتحدة وإسرائيل اثنتان من أبرز الحكومات التي تتخذ الشبكات الاجتماعية جديا لأغراض سياسية، في حالة إسرائيل هذا كان مهندسا بشكل أفضل عما هو الوضع في الولايات المتحدة. ولكن أود أن أنبهكم لحاجة وأمر مهم للمشاهدين وهو النظر إلى عمل بعض المنظمات التي خلقت وأسست إما من وزارة الخارجية أو بمساعدة وزارة الخارجية كالتي تسمى تحالف حركات الشباب، وهذه منظمة تخلق حركات معارضة على الموقع على الإنترنت أولا ومن ثم يقومون بالعمل والتحرك في الشوارع فلقد كانوا مسؤولين عن استهداف هوغو تشافيز في فنزويلا واستهداف إيران ودول أخرى، وهي حركة مزيفة على الصعيد الشعبي وهي ما يسميها البعض بدلا من أن تكون حركة من الجمهور ومن الأصل بأنه تم تعديلها جينيا لخلق وهم بأن هناك حركات عارمة ولكن الأمر خطأ فهي مدعومة من الولايات المتحدة. غوغل وtwitter و youtube وشبكات أخرى تشارك في تطوير تحالف حركات الشباب، إذاً فهذا أمر ربما ينبغي أن ننظر فيه في المستقبل.


علي الظفيري: بروفسور تقول معلومات مهمة جدا وتؤكد لنا حتى لا يقال إن هذه الأصوات دائما أنها أصوات تنظر لكل شيء وفق نظرية المؤامرة في العالم العربي، هذه أصوات محترمة ومقدرة وأكاديمية في الغرب بروفسور فورت يؤكد مثل هذا المعلومات وأصوات كثيرة أيضا. هناك نقاط كثيرة لكن هناك الجانب الاجتماعي في هذا الأمر العلاقات الاجتماعية، سؤالنا مشاهدينا الكرام هل أثرت الشبكات الاجتماعية على العلاقات داخل المجتمعات العربية تحديدا؟ أستمع لرأي أستاذة علم الاجتماع الدكتور عصمت حوسو من الأردن.

[شريط مسجل]


عصمت حوسو/ أستاذة علم الاجتماع-الأردن: في القرن 21 كانت هناك الثورة المعرفية متمثلة بثورة الاتصالات والإنترنت وكافة الشبكات المرتبطة وهي أحد أشكالها، هي قصرت المسافات وقربت البعيد وسهلت عملية التواصل بين الأفراد في جميع بقاع الأرض، ليس بالضرورة أن تكون التكنولوجيا الحديثة ننظر لها دائما بعين سلبية، هل لها سلبيات؟ لا شك لكن هناك نقطة هامة جدا حتى نخرج من إطار الانتقاد الدائم يجب أن ننظر إليها بإيجابية ونتعامل معها بمهنية عالية ودرجة عالية من الرقابة بحيث نستفيد من إيجابياتها. مثل تلك الشبكات أدت إلى أن تعاد ترتيب العلاقات الاجتماعية بين أفراد العائلة الواحدة وأفراد الأسرة الواحدة وبين الأقارب في جميع بقاع الأرض وحتى التعارف وتبادل الثقافات، فبالتالي يعني ليس بالضرورة أن ننظر لها أنها باعدتنا فهي كما يقول علماء الاجتماع تحول المجتمع من شكل بسيط إلى مجتمع الحداثة أو المعقد -بين قوسين- كما قال دوركهايم ليس بالضرورة أن يقضي على عملية التضامن الاجتماعي، بالعكس يعني قد تبقى كما هي وقد تضعف أو يتغير شكلها، فتغير المجتمع من حالة إلى حالة يغير فقط أشكال التعاون وأشكال الارتباط وأشكال التضامن الاجتماعي فهي تغير شكلها، فمثلا بدل أن يكون التواصل وجها لوجه أصبح التواصل من خلال الشبكات العكبوتية، هذا ليس بالضرورة أن يكون سلبيا بشكل كبير، بحكم العمل المتواصل بحكم ارتفاع تكاليف المعيشة التي تضطر الفرد أن يعمل ليل نهار بحكم الأعباء المتزايدة على الإنسان العربي أدى إلى أن تكون هذه وسائل الاتصال وسيلة للتقارب بالعكس والحفاظ على العلاقات الاجتماعية بين الناس ولكن بشكل آخر.

[نهاية الشريط المسجل]

علي الظفيري: الدكتور عصمت تشير إلى الجانب الإيجابي، نعم ولكن هناك جوانب سلبية، كيف نواجهها أستاذ محمد التكريتي؟


محمد التكريتي:  نواجهها على مستوى الفرد والمجتع والحكومات، على مستوى الفرد لا بد من التوعية، توعية الآباء بأن أطفالهم يجب ألا يدخل الطفل على الـ facebook ولا على الـ twitter..


علي الظفيري: لا يدخل تماما؟


محمد التكريتي:  لا يدخل أبدا لأنه يجهل الأخطار ويجهل المحاذير وهناك قصص لناس قتلوا واغتصبوا بسبب دخولهم على الـ facebook، فيجب على الآباء ألا يسمحوا بدخول أبنائهم على مثل هذه الشبكات. الحكومات عليها أن توجد تشريعات، من واجب الحكومات أن تحمي مواطنيها من كل هذه السلبيات التي تكلمنا عنها، وفي الغرب هناك حكومات، ذكرنا ألمانيا، تركيا تقوم بجهود جبارة لحماية مواطنيها من هذه الأخطار، لا بد من وجود تشريعات لحماية المواطن العربي في الدول العربية. مسؤولية المجتمع الأعمال والشركات إلى آخره أن توجد البدائل، محرك بحث بديل، في الصين محرك البحث الأول ليس غوغل، في روسيا ليس غوغل، شبكات اجتماعية عربية تلتزم بالأخلاقيات والثقافة العربية.


علي الظفيري: نتمنى أحد يعني في الجانب العربي يتبنى طبعا أحد عربي حكومي أو تجاري حتى يتبنى مثل هذه الأفكار. بروفسور للأسف باقي لي أقل من دقيقة، ينجح الغرب برأيك -الغرب الذي يتجه اتجاها واحدا وليس الغرب المليء بالثقافة والحضارة والفن إلى آخره لكن الغرب المسيس- ينجح في استخدم مثل تقنية الإنترنت في التأثير على العالم برأيك؟


ماكسيميليان فورت: بنهاية الأمر وجهة نظري ببساطة كلا، فالاتصال ليس نفس الأمر كالتفاهم والمعلومات ليست نفس الشيء كالمعاني وفي بعض الحالات إن كانت الولايات المتحدة تحاول أن تغرق دولة ما بمنتجاتها الثقافية فهذا سيثير ضجة وثورة من البلد المتلقي وهذا غالبا ما يحدث، إذاً بنهاية الأمر لا أظن أنه سيكون هناك انتصار غربي من خلال الشبكات الاجتماعية.


علي الظفيري: البروفسور ماكسيميليان فورت أستاذ علم الاجتماع في جامعة كونكورديا في مونتريال بكندا شكرا جزيلا لك على تلبية الدعوة وقد بذل داود سليمان منتج البرنامج جهدا طويلا ربما للإعداد لمشاركتك من مونتريال، شكرا جزيلا لك، شكرا الأستاذ محمد التكريتي الخبير في تقنية المعلومات، الشكر أيضا لزميلنا علي مطر مترجم هذه الحلقة الذي بذل جهدا مضاعفا نظرا لوجوده لوحده، هذه تحيات داود سليمان منتج البرنامج، جابر العذبة مخرج في العمق، شكرا لكم مشاهدينا الكرام وانتبهوا في تعاملكم مع الإنترنت وإلى اللقاء.

المصدر: الجزيرة