ضحايا وأبطال

سلام… من طفلة سورية لاجئة إلى شاهدة على معاناة جيل معلق بلا هوية ولا أوراق

في خيمة متواضعة على الأراضي اللبنانية، تعيش الطفلة السورية سلام المسفري حسين وعائلتها المكونة من 7 أشخاص قصة لجوء بدأت عام 2011، عندما كانت طفلة في السادسة من عمرها.

وروت سلام لكاميرا برنامج "ضحايا وأبطال" على منصة "الجزيرة 360" قصتها التي تمثل نموذجا لمعاناة متكررة يعيشها آلاف اللاجئين السوريين في لبنان.

بانر ضحايا وأبطال

وبعد مرور 12 عاما لهروبها من الحرب، تجد سلام نفسها وأسرتها في دوامة من التحديات القانونية والاجتماعية، في بلد لا يعترف بهم كلاجئين بل كنازحين.

وتعد سلام واحدة من بين أكثر من مليوني سوري لجؤوا إلى لبنان هربا من الحرب التي أودت بحياة ما لا يقل عن 300 ألف مدني، وأجبرت 12 مليون سوري على مغادرة ديارهم، وفقا لتقديرات مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

وتتجلى معاناة سلام وأسرتها بشكل أساسي في غياب الأوراق الثبوتية، حيث تقول للبرنامج "ما عندي هوية، ما عندي أوراق، ما عندي شيء يثبت أني أنا سورية".

وهذا الوضع يحرمها وأسرتها وأخيها الصغير الذي ولد على الأراضي السورية من الحقوق الأساسية، مثل الحصول على الرعاية الصحية والتعليم في المدارس الرسمية.

تحديات متعددة

واستنادا على دراسة صادرة عن المجلس النرويجي للاجئين عام 2017، يظهر أن 92% من اللاجئين السوريين في لبنان غير قادرين على استكمال أي إجراء قانوني أو إداري لتسجيل أولادهم وزوجاتهم، ورغم بعض التسهيلات التي قدمتها الدولة اللبنانية، لا تزال العقبات قائمة.

إعلان

وقالت منسقة المناصرة في جمعية "رود الحقوق" برنا حبيب لبرنامج ضحايا وأبطال إن العائلات السورية تواجه تحديات متعددة في تسجيل المواليد، أبرزها المهلة القانونية المحددة بسنة واحدة من تاريخ الولادة، والتي يصعب الالتزام بها نظرا للظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.

وأضافت أن تكاليف المستشفيات والقابلات القانونيات العالية تشكل عائقا إضافيا، مما يدفع البعض للجوء إلى قابلات غير قانونيات.

وأشارت إلى أن الصعوبات التي يواجهها اللاجئون في الحصول على المستندات السورية والتصديقات اللازمة من السفارة السورية والجهات المعنية، إضافة إلى التكاليف المرتفعة لهذه الإجراءات، تزيد الوضع تعقيدا وتجعل العديد من العائلات السورية عالقة في دوامة بيروقراطية معقدة.

المصدر : الجزيرة