ضيف وقضية

التعليم الجامعي الخاص في البلاد العربية ,

ما رأي د. سعيد سلمان في التعليم الجامعي الخاص؟ وما الفرق بينه وبين التعليم الحكومي؟ هل الهدف الأساسي للتعليم الجامعي الخاص هو الربح فقط؟ ما موقف الدولة من الشهادات التي يحصل عليها خريجو الجامعة الخاصة؟
مقدم الحلقة – محمد كريشان
ضيف الحلقة – سعيد سلمان، رئيس جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا ورئيس رابطة المؤسسات العربية الخاصة للتعليم العالي
تاريخ الحلقة 13/01/1999

undefined
undefined

محمد كريشان:

دكتور سعيد سلمان، أهلاً وسهلاً.

د. سعيد سلمان:

أهلاً وسهلاً بيك.

محمد كريشان:

دكتور كنتم من أوائل الذين دافعوا، وناضلوا من أجل التعليم الجامعي الخاص في منطقة الخليج وحتى على الصعيد العربي إلى أن وصلتم الآن إلى ترأس رابطة المؤسسات العربية الخاصة للتعليم الجامعي، سؤالنا هو، ما هو سر هذا الدفاع المرير عن التعليم الخاص، رغم ما يثار حوله دائماً من تساؤلات تشكك في مصداقيته أحياناً؟…..

د. سعيد سلمان:

بسم الله الرحمن الرحيم، أولاً: أنت قلت: دافعتم وناضلتم من أجل التعليم العالي الخاص، في الواقع هو الدفاع لم يكن من أجل التعليم العالي الخاص، هو من أجل هوية التعليم خاص، وعام لأنني أنا أنظر إلى أن التعليم الخاص هو خرج من أحشاء التعليم العام بجميع ميادينه ومختلف أطروحات أهله.

والتعليم الخاص ما خرج من فراغ، وإنما هو جاء نتيجة تغيرات عالمية، لا نقول الخصخصة وسقوط سد برلين وانتهاء النظم الشمولية وكذا، ولكن جاء انبثاقاً لأن النظم الشمولية دمغت التعليم الحكومي بانعدام ما يسمى بالـ Motivation ما يسمى بـالحوافز أو التحفيز أو الدوافع وأصبحت مخرجات هذا النوع من التعليم لا تلبي الميادين التي مرتبطة به.

محمد كريشان:

ولكن ألم يكن بالإمكان -مثلاً- السعي إلى تحسين مردود التعليم الجامعي الحكومي أو الرسمي أو الذي تشرف عليه الدولة، يعني هل الاتجاه نحو التعليم الجامعي الخاص يعني نفض اليد بالكامل من التعليم الحكومي؟

د. سعيد سلمان:

أبداً ولذلك أنت لو تقرأ أدبيات من يوم أن بدأنا في مؤسسة تعتبر هي الرائدة، أنا أتكلم طبعاً أكثر شيء عن العلم والتكنولوجيا والإدارة وغيرها، ولذلك أنا أقول أنه من يوم أن بدأنا في فكرة التعليم العالي الخاص طرحنا ثلاث بدائل، الجامعة الحكومية على نمط state university النموذج الأمريكي، والذي هو يعتبر مماثلاً للتعليم العالي الخاص ولا يختلف عنه إلا في شيء واحد، يختلف عنه في التمويل، في الموارد فقط، ولكن الإدارة، والتوجيه، والتسيير، وطريقة البحث، وطريقة التدريب وطريقة المعايير في نيل النوعية يتشابه معه.


ولذلك أنا كتبت مقال في الشرق الأوسط أول ما بدأت عجمان، التي هي تعتبر التجربة الأولى في الـ network أو الشبكة للجامعات التي نحن توجهنا إليها فقلت أن هناك جامعة حكومية، لأن في بعض العلوم لا يمكن أن تخضع لمعايير التعليم الخاص، التعليم الخاص فيه العلوم والتقنية والـ Managerial اللي هي الإدارة وغيرها.


لكن في العلوم الإنسانية أنا أفضل أن تتولاها الجامعات الحكومية مع بعض التخصصات التطبيقية لا بأس من ذلك، فالطرح كان أعيده لحضرتك جامعة حكومية على نمط الـState university والـ Customized، والمقصود بالـ Customized يعني تكيف بروح البلد التي تعيش هي لأن (هارفارد) لو جبتها من أمريكا وجئت بها إلى العالم العربي، فإنها ستفشل.

النموذج الثاني هو جامعة مختلطة، مختلطة ليس بين الذكور والإناث ولكن بين الحكومة وبين القطاع الخاص بمعنى أن هذه الجامعة هي أشبه بجامعة خاصة، ولها الاستقلالية وطبيعة التعليم العالي الخاص في الدول اللي تحترم نفسها، وليس فيها قهر، ولا فيها يعني مطارق السلطة هي لها الاستقلالية والحرم الجامعي له استقلالية.

هذه الجامعة أشبه بالجامعة الخاصة، ولكن تدار على سبيل يعني ملكيتها لملكية .. لشركة، تساهم الدولة فيها بنصيب ويساهم القطاع الخاص فيها بنصيب، ثم الجامعة الخاصة التي هي نموذج عجمان نموذج كثير من الجامعات الأردنية اللي هي تقريباً 12 ترخيص عندهم وقس عليها فثلاث أنواع إذن لابد من أن تغطي المساحة، الحكومة تقوم بدورها في جانب، والقطاع الخاص يقوم بجانب، والشراكة بين هذا وذاك يغطي جانباً آخر، بالإضافة إلى مراكز البحوث بالإضافة إلى مراكز التدريب بالإضافة إلى..

ولكن يجب أن تبتعد عن التسلط، والمعايير تكون معايير واقعية، وما جاء التعليم الخاص إلا ليكمل شيئاً بدأ به التعليم الحكومي، وما الذين يعملون في التعليم الخاص إلا هم شريحة من مخرجات التعليم الحكومي، ثم بعد ذلك التعليم الخاص يجب ألا ينظر إليه على أنه دكاكين، وأنه ستكون هناك جامعات فقط للربح، لأن التعليم الخاص لن يربح، إلا إذا كان الأداء والتوعية على المستوى.

هو منتج على خير ما يرام والحكم عليه بعد أربع، خمس، ست سنوات حكم سابق لأوانه، رغم أن كثير من الجامعات التي لم يمضي عليها خمس سنوات وخرجت الدفعة الأولى مستواها في بعض التخصصات وليس جميعها أكثر من أفضل من التعليم الحكومي.

محمد كريشان:

ولكن -دكتور- إذا أردنا أن نبتعد عن الجامعات الدكاكين كما ذكرت.

د. سعيد سلمان:

نعم.

محمد كريشان:

ولكن بالنسبة لأي مستثمر وبالنسبة لأي رجل أعمال يريد أن يدفع مبلغ معين في استثمار التعليم -إن صح التعبير- أو حتى صناعة التعليم هذا التعبير…

د. سعيد سلمان [مقاطعاً]:


Learning industry ، يستخدم التعبير.

محمد كريشان:

هذا التعبير، ما هو الحافز له، يعني هل هو فقط الحرص على المستوى التعليمي والفكري في البلد يعني هناك أيضاً حافز مالي؟

د. سعيد سلمان:

أكيد.

محمد كريشان:

ما معنى أن تكون الجامعة مربحة كاستثمار مالي؟ ما هي المعايير؟

د. سعيد سلمان:

كنت مع رجل حقيقة حاد في نظرته إلى التعليم الخاص، ولكن قال: إذا استلم التعليم "كل ميسر لما خلق له" رجل من أهل التعليم، وأدى أداءً جيداً، وأنا أثق فيه، لو ربح مليار أقول له حلال عليك، لو جاء شخص عامل التعليم كما يعامل الـ real estate أو الـ shares أو غيره، لأن التعليم يريد استثمار وأن تغمض عينك عن الأرباح في السنوات الأولى، وتؤدي الأداء الجيد، أكاديمياً، وبحثياً، وتدريباً، وخبرة، ثم ممارسة إذا كنت بتؤدي هذا الأداء الجيد، وبتؤديه بشكل نوعي وتلبي متطلبات السوق، وتفوق غيرك في ضوء منافسة شريفة وبمعايير دقيقة.

ونحن الآن الأيام هذه هاجسنا هو إيش؟ هو المعايير إذا حصل هذا الشيء فنقول: أن الذي استثمر في التعليم العالي الخاص حلال عليه، لكن ذلك أولئك الذين من أول ما تبدأ المؤسسات الجامعية، ويريد أن يربح، ويريد أن يطرحها أسهم في البورصة ويريد أن يحولها، يهمل الجانب العلمي، ويركز على الجانب الربحي، فهؤلاء نقول لهم اخرجوا من الساحة، واتركوا القوس لباريها.

فيه نقطة مهمة جداً أننا دائماً نجد شريحة المستثمرين، وشريحة التربويين ونحن نقسم أعمالنا حسب فايلات، الاستراتيجي يبقى استراتيجي، والأكاديمي يبقى الأكاديمي، ولا يتدخل المالي في عمله، والمستثمر يقوم بالاستثمار، يعني استثمار كيف؟ أنه يقيم استثمارات تغطي فواتير هذه المؤسسة التعليمية مثلاً Fund raising .



مثلاًresearch Funding اللي هي البحوث الممولة، يفتح لها أبواب ويأتي لها بأناس مستثمرين في الـ .. على هامش العملية التعليمية إذا استطاع أن يوجد الـprosperity ويوجد syllabus سليم والـ syllabus له mirror أو مرآه في وين؟ في خارج الجامعة، ويصنع التوعية داخل الجامعة، ويصنع الإدارة والأداة والممارسة خارج الجامعة كما نفعل نحن -وأنا أتكلم- فإنه سيصل ويزكي ما يفعل، يزكي -نقول- ما يفعل، كيف يزكي ما يفعل؟

يعني أداؤه الجيد الذي يُخرِّج نوعية جيدة والنوعية مقبولة في التنمية، مقبولة في سوق العمل، مقبولة عند الناس وقتها نستطيع أن نقول أن التعليم الخاص صنو للتعليم العام فيه نقطة مهمة جداً، نركز على المعايير في التعليم الخاص.

طيب، والملايين من المستويات المتدنية في التعليم الحكومي، وهذا ما أثير في مؤتمر المغرب حول التقييم والمعايير، وما أثير في القاهرة، وما أثير في كل منتدى، ما معنى أركز على التعليم الخاص وأحاكمه، رغم أن التعليم الخاص أداءه في كثير من الأحيان أفضل من التعليم الحكومي؟! ماذا أقول عن جامعة كل فصل فيها 1500 إلى 3000 طالب، أين النوعية هنا؟

إذن نحن حريصون أيضاً على التعليم الحكومي، كما نحن حريصون على التعليم الخاص الذي نسميه الإيه؟ الوافد الجديد الـ New Comer بالإنجليزي، نعم.

محمد كريشان:

يعني -دكتور- أنتم توليتم في فترة من الفترات منصب وزير…

د.سعيد سلمان [مقاطعاً]:

التربية والتعليم..

محمد كريشان [مستأنفاً]:

التربية والتعليم ثم دخلتم هذا المجال، مجال الاستثمار في التعليم هل ترسخت لديكم قناعة من خلال المنصبين بأن ربما من الصعب أن ينجح التعليم الجامعي الحكومي، الشرط من أنه من الأفضل أن نبقي المواد ذات العلاقة بين بالعلوم الإنسانية؟

د. سعيد سلمان:

ببعض العلوم الإنسانية، الحكومة لا ينتهي دورها، ولكن الحكومة لا تحول التعليم إلى مركزي، لأن اليوم فيه جامعات حكومية يُنفَق عليها أموال ومردودها أقل بكثير من جامعات نموذج لانعدام الهدف.

محمد كريشان:

يعني عندما نتحدث عن المردود الجامعة مثلاً في أحد بحوثكم أشرتم إلى أنه ربما بعض الجامعات الخليجية ميزانيتها ربما تسمح بفتح عشر جامعات .. عشر جامعات خاصة.

د. سعيد سلمان:

عشر جامعات قصور، وفيها قصور.

محمد كريشان:

يعني ربما هناك مفارقة كبيرة يعني، يعني هل التعليم الجامعي الخاص أحرص على هذه المعادلة بين الإنفاق وبين المردود العلمي؟

د. سعيد سلمان:

بطبيعة الحال أنا لو اللوحة هذه عندي اليوم نحن نأخذ بما نسميه بالنظام الانتقائي نستخدم كلمة لاتينية تستخدم في الفرنسي والإنجليزي eclectic أو eclectic والانتقاء يتم أنني أنا حريص على الجامعة التقليدية The classic class room، ولكن أعززها بإيه؟ بسوق العمل، سوق العمل لديه الكثير لينضج لي كثير من الطلاب ومن الأساتذة.


ولذلك إحنا عندنا لوحة هي شعار من يوم ما بدينا كسر الحاجز بين إيه؟ الحاجز النكد ما بين الـ class وبين إيه؟ وبين سوق العمل ولذلك نحن عندنا نشاط داخل مثل ما قلت لك الـ Quality التعليم نوعية التعليم، وعندنا نشاط خارجي، من يوم أن بدأت عجمان إلى الآن نحن تقريباً نظمنا بما لا يقل عن 15 مؤتمر وندوة بتكلفة قدرها 13 إلى 14 مليون، لم تنفق عجمان إلا نصف مليون، إذن النقي سوق العمل مع نوعية التعليم الذي يعد داخل الجامعة…

محمد كريشان [مقاطعاً]:

البقية من أين .. بقية الـ..

د. سعيد سلمان:

البقية إما من الحكومة إما من Sponsor إما من جهات تقدم إيه؟ assets مثل شركات الإعلام، لأننا إحنا نربط المعلومات والتعليم جعلناهما صنوان، هذان المحوران، تفاعلهم في حد ذاته يؤمِّن لي خيرات، يؤمن لي كسر الـ rigidity اللي هي جفاف الأكاديميات. نحن لأنا رافعين شعار علاقة الفكر بالتطبيق هي كل القضية من يوم ما قام البشر إلى اليوم أن الذي ينظر يبقي في برج عاجي والذي يمارس بدون أفق، وبدون نظرية، وبدون أساس أكاديمي سليم، يبقي في حدود mediocrity اللي هي إيش نسميها.

محمد كريشان:

الرداءة.

د. سعيد سلمان:

الرداءة والوسطية التي لا تنتج إبداعاً، لكن عندما يقترن الاثنان وبناء على نظرية سليمة وممارسة دقيقة، وتخريج جيل ليس طلاباً أقصد، وإنما جيل من أولئك الذين يقومون ببذر مثل هذه الأفكار. فلذلك نحن نقول في الأخير أن التعليم الخاص إذا اعتمد على نوعية في داخل الجامعة، وعلى نوعية .. داخل نوعية تعليمية، ونوعية إدارية في خارج الجامعة، ومورست التخصصات في الخارج والطلاب تدربوا من السنة الثانية واعتمدت لهم إيه؟ الساعات التي يتدربون عليها، من أن إحنا الطلاب عندنا كانوا يتعينون في مؤسسات وهم على مقاعد الدراسة.

ولذلك إن إحنا آمنا .. يعني خرجنا مستوى بالحد الأدنى من إيه؟ من الإنفاق ما قلت خرجنا عن التقليدية لأ، أخذنا السمت الأكاديمي وأخذنا من التقليدية التقاليد، ولكن ذهبنا إلى الاتجاه اللي فيه modernization بالإضافة إلى البعد الثالث المعاصر وهو virtual university، virtual class اللي هي الكمبيوتر والمالتي ميدا (multimedia) وغيرها، كلما زدت الجرعة في هذا كلما خفضت الـ .. خفضت التكاليف في وين؟ في المصاريف التقليدية، كلما التحمت مع سوق العمل، كلما خففت المصاريف في الجامعة التقليدية.


إذن أنا أستفيد من مزايا الجامعة التقليدية، سوق عمل زائد إيه virtual university، في المكتبات أعتمد على المكتبة Conventional التقليدية وأعتمد في نفس الوقت على المكتبة إيه؟ الحديثة تحت شعار أستخدم فيه اللغة الإنجليزية Learning and information resources كلما يتعلق بـالشبكات وما يتعلق بـinformation technology كله وسيط للتعليم، ولكن هل أعطي شهادة بناءاً عليه كنظام الجامعات المفتوحة، لا .. لا أعطي شهادة بناء عليه وإنما ماذا أفعل أعطي –أقصد- degree اللي هي إيه؟

محمد كريشان [مقاطعاً]:

شهادة تخرج.

د. سعيد سلمان [مستأنفاً]:

يعني الشهادة المتكاملة اللي لازم .. لابد من حرارة العلم، ومن أن يلتقي الأستاذ والطالب وغيره لابد من تدريس سوق العمل، لابد من التدريب عبر virtual إذا اكتمل الثلاثة أعطيك degree لكن إذا ما أكتمل سارت جامعة مفتوحة وتعليم عن بعد أعطيه Certificate ما تسمي اللي هي شهادة بين التدريب وFurther Education أو Continuous education وبين متطلب الشروط الثلاثة. هذا حديث يطول طبعاً لا نريد أن ندخل فيه الآن.

محمد كريشان:

نعم. دكتور، ذكرت موضوع الخريجين والشهادات، يعني التعليم الجامعي الخاص أثار في فترة من الفترات ولا يزال موضوع الاعتراف القانوني، والاعتراف بالشهادات وإلى أي مدى هذه الشهادة لهذا المتخرج من جامعة كذا شهادة يعتد بها. يعني هل هذا الجدل يضرب في الصميم أداء الجامعات الخاصة أم ربما هو جدل يعكس جهل بأداء بعض المؤسسات التعليمية الخاصة على الأقل؟

د. سعيد سلمان:

كل الاعتبارات واردة، الواقع أنه هو الجامعات التي تدور في فلك دول تقليدية أخذت بنفس المعايير التي في الدول اللي سميت بالدول التقدمية والتعليم بعد الحرب العالمية في أوروبا وفي عالمنا .. كان تعليماً شمولياً ولذلك وإحنا .. إلا أمريكا فقط وبعض الدول أعتقد الاسكندنافية أو شيء من هذا القبيل، طبعاً هنا للإنصاف الجامعات الحكومية، والأداء الحكومي في مثلاً الاتحاد السوفيتي وغيره كان مربوط بنظام شمولي، ولكن كانت هناك أعمال رائعة لا ننكر، ولكن لما نأتي إلى نوعية التعليم في ضوء معايير تطلب النوعية نقول أن الحرية في التعليم أمر لابد منه.

إذن التعليم الخاص لم يكن له غطاءً قانونياً بل التعليم الحكومي أكثر من هذا، لم يكن له معايير يعني 50 عاماً الدولة اهتمت بالسياسة، اهتمت بالاقتصاد، اهتمت بكل شيء ولكن يعتمد كله على مزرعة وين؟ الخارج. تشوف الإمارات الآن فيها الشوارع الجميلة وها العمارات وها الغيره، كل المردود وين جاي كله جاي من الخارج أغلبه، إن هو..

إذن لابد من أن تنشأ مؤسسة تعليم عالي خاص ويملأ الفراغ، الحقيقة منذ خمسة عشر عاماً الريادة للأردن ونحن نأتي في التعليم Science and technology العلوم والتكنولوجيا أنه بدأ يملأ الفراغ القانوني، ولكنه يملأ على استحياء لأن هناك فراغ مزمن، وهذا يعتبر شيئاً جديداً، وللأسف أنه عندما وضعت المعايير للتعليم العالي الخاص -يا صديقي- وضعت هذه المعايير تضاهي المعايير التي وضعت الخاصة أو العامة للحكومة. إذن هنا نقول الفراغ القانوني…

محمد كريشان [مقاطعاً]:

كأننا لم نفعل شيئاً يعني..

د. سعيد سلمان [مستأنفاً]:

كأننا لم نفعل شيء، لكن نحن الآن منذ أن بدأنا إنشاء الرابطة إلى اليوم قطعنا شوط في قضية المعايير. الاستقلال كأنه لم يكن، لأن الاستقلال كان يفترض أن يعطي التعليم والاهتمام به الذي ارتقى به من ارتقى، وانخفض شأنه من انخفض شأنه، إذا كان نشرت مقال في أيام حرب الخليج، قلت فيه: من انتصر في حرب الخليج هل هي المؤسسات العسكرية؟ أو منتجي السلاح؟ وغيرها إنه انتهى التي انتصرت سلماً وحرباً والشعرة بين السلم والحرب واردة هو مراكز البحوث والجامعات وغيرها.

أعود هنا إلى النقطة التي سألت عنها بالتحديد الاعتراف كماً ونوعاً وشروطاً وغيره مجهول حتى في أذهان كثير ممن يحمل BHT كيف مجهول في BHT يفترضون إنه بمجرد ما يعطي ترخيص لمؤسسة معناه أنه اعترف بالشهادة اعترف بالبرامج، اعترف بالمفردات، ولكن الذي يفهم في هذا الفن -أنا أعتبره ART– والمعايير .. فيه معايير تقليدية وفيه معايير محدثه بيتكلم عن -تكلمت عن جزئية منها- وهي الـ virtual.



هذا هو الجديد الذي لن يأخذه المقيم بعين الاعتبار فأنا إذن أعطيه ترخيص، ثم بعد ذلك أراقب البرامج، ثم لا أعترف بالشهادة إلا بعد تخرج أول دفعه هذا للجامعات التي تأخذ فقط بالـ Tutoring of teaching لكن هناك شهادات للتدريب أيضاً يجب أن يوضع لها معايير، البحوث يجب أن يوضع لها معايير، الخبرات اللي مارسناها نحن وقطعنا شوط فيها يجب أن يؤخذ لها معايير…

محمد كريشان [مقاطعاً]:

من يضع هذه المعايير؟

د. سعيد سلمان:

الذي يضع هذه، يفترض أن الدولة تضع المعايير ولكن…

محمد كريشان [مقاطعاً]:

إذا كانت الدولة أصلاً غير موفقة في تعليمها الحكومي.

د. سعيد سلمان:

جميل، تلتقي معها زخم من الحركة، وهذا ما بدأناه نحن مع اتحاد الجامعات، رابطة مؤسسات التعليم العالي، وهي المبادرة خرجت من هنا، بدأت بسبعة عشر جامعة والآن 76 جامعة وتبدأ .. نحن قسمناها، المجتمع الرسمي والمجتمع المدني والمجتمع المعلوماتي.

عرفت -عزيزي- كلها هذه المؤسسات يجب أن تكون في حركة ديناميكية مثل ما عملنا نحن في موضوع الإكليكتيك في إنشاء كلية صلالة، أن جامعة عمرها 160 سنة من بريطانيا، لأن أنا رأيي نأخذ الخبرات اللي جاية من الغرب ونهضمها ولا نأخذها ونبلعها أو نلعقها بسمومها، وإنما نقوم بإيش؟ بإفراز النحلة بعد أن إيه؟ أن نأتي، لأن دائماً مثل ما ضربت هارفاد لو جبتها ماراح تنجح، أي جامعة أو أي فكر جئت به من الغرب، لأن الجامعة ليست بما فيها من تجهيز، ومختبرات وأساتذة، الجامعة أبعد من ذلك بما فيها من إيه؟

محمد كريشان:

طريقة العمل.

د. سعيد سلمان:

نحولها من بيئة .. بيئة تعليمية وبيئة عملية مثل ما طرحناها إيه؟ علاقة الجامعة بالدبلوماسية والسياسة، علاقة الجامعة بالاقتصاد، علاقة الجامعة بالتراث، علاقة الجامعة بالمعلومات بالـ virtuality اللي تكلمنا عنها، اللوحة اللي بتشوفوها، علاقة الجامعة إيه؟ بعملية مدخلات التعليم ومخرجاته.


كل هذه القضايا هي قضية معقدة وليست سهلة، ولكن الحمد لله، نحن في قضية الشروط قطعنا شوط، وقطعنا فيه شيء مهم جداً يرتبط بسؤالك، وهو تخريج نوع جديد مما يسمى بالإنجليزي الـ referee المقيم .. المقيم زمان كان يقيم الجامعة في داخلها ولا يهتم بالبيئة ولا بسوق العمل ولا بغيرها، وأنا قلت لك إن الطالب عندنا يتعين وهو على مقعد الدراسة، ولا يهتم بعملية virtual classroom أو virtual university اللي هي الكمبيوتر و multimedia و information وغيرها.


لذلك جونا ناس مقيمين أساتذة أجلاء وأفاضل ولكنهم لا ينتمون إلى وين؟ إلى هذا العصر، إذن الآن لابد من أن (Hammer) المطرقة تطرق في الاتجاه إيه؟ لإزالة الخبث وإبقاء الذهب الإبريز بحيث إنه يأتي نوع من المقيمين يتناسبون مع إيه؟ مع هذا العصر.

محمد كريشان:

جامعة (صلالة) التي ذكرتموها وهذه فكرة التوءمة مع جامعات…

د. سعيد سلمان [مقاطعاً]:

ليست توءمة.

محمد كريشان:

أو الاستفادة أو للربط لو توضح.

د. سعيد سلمان:

أنا بأوضح لك.

محمد كريشان:

يعني ما معنى أن تكون جامعة صلالة أو جامعة عجمان مرتبطة بجامعة (West Minster) أو بأي جامعة أخرى أين أوجه الربط؟

د. سعيد سلمان:

أيوه .. أوجه الربط سؤال وجيه، نحن لم نطرقها من هذا، نحن بدأنا بشيء سميناه eclectic النظام الانتقائي. النظام الانتقائي أفقياً يتواصل من أعماق التاريخ حتى اليوم ناخذ أحسن ما فيه من مزايا النظم التعليمية القديمة ومعاصرة.


نحن نطبق نظام الساعات المعتمدة ودعني أشبه لك هو أشبه بتاج هذا التاج (نظام الساعات المعتمدة) هو الوعاء، ولكن غيَّرنا فيه بعض درره ومكوناته، وطعمناه بنظم أخرى ما يعرف بنظم الـ seniority، سينيورتي له 15 نظام، حتى في الاتحاد الأوروبي يطبقون هذا النظام، ولكن كل دولة لها منطلق، نظام assessment هو جزء من .. يعني بين الاثنين.


وعلى هذا الأساس نحن طبقنا عجمان في ضوء هذا الانتقاء، أبو ظبي نفس الشيء، العين طبعاً عندنا ستة آلاف طالب وطالبة الآن، لكن كل فرع له…تهب منه رياح مختلفة عن الرياح اللي من الـ Campus اللي قبله، كلية (مسقط) مع (برث) Net work university اللي هي شبكة الجامعات في (اسكتلندا) ثم بعد ذلك جينا على جامعة عمرها 160 عاماً اللي هيWest Minister والتي أنشأتها (فيكتوريا) تمثل العصر الفيكتوري، لكن ما وقفت لأن polytechnic استمرت في التطور.

وبالمناسبة (الميجي) لعام 1838م أرسل وفداً إلى وين؟ إلى ويستمنسنز لاستقاء التطور من بريطانيا في ذاك الوقت هاي معلومة يمكن حتى رئيس ويستمنستر الحقيقة ما كان يعرفها أنا أحطته بيها وأنا في أروقة اليونسكو لسنوات طويلة، اللي صار بيننا وبينهم إيه؟ إن جبنا النظامين وأفرز مشروعاً مشتركاً، ليس القيمة في إنشاء كلية، ولكن القيمة هي أن (أمشاج نبتليه) استخلصنا إيش؟ المزايا من نظام الساعات، تجربتنا في إسبانيا التي سبقت مع النظام الإسباني ثم بعد ذلك في ثلاث أربع شهور لأن وضوح الرؤيا مع توفر الأدوات أنشأت هذه الكلية.

محمد كريشان:

ربما تراكم الخبرة أيضاً بعد..

د. سعيد سلمان:

وتراكم الخبرة، ولذلك إحنا عندنا عشرة ملفات في هذا الإكليكتيك وطرحناه كفكر وتطبيق في الأردن ثم الأخير في وين؟ في المغرب عبر قضية الموازين والمعايير والتقييم، ثم ننتقل بعد ذلك إلى ويستمنستر ونجمع أطراف النظم ونجعلها هدية الـ Third millinum اللي هي إيش، العقد الثالث أو اللي هي…

محمد كريشان [مقاطعاً]:

القرن القادم، القرن الحادي والعشرين، نعم..

د. سعيد سلمان [مستأنفاً]:

القرن الحادي والعشرين صح أم لا؟ في هذا الجانب، لأنه صار إكليكتيك في الاقتصاد، وصار إكليكتيك وين؟ في السياسة بعد سقوط الشيوعية، ثم الناس ذهبت تبحث عن النعيم في الرأسمالية، لكن الرأسمالي أخذ من الاشتراكي والاشتراكي أخذ من الرأسمالي (بلير) رجع اللي هو الاشتراكي إلى وين؟ إلى الرأسمالية و(كلينتون) طبق الـ Healthcare وهو يمثل بلد الـ aggressive approach يعني للرأسمالية، ثم الأحزاب الشيوعية تركت، ثم عادت بعد أن قامت بالانتقاء لكي تحسن أدائها ألا يكون هذا أولى في التعليم والمعلومات.

محمد كريشان:

دكتور في فترة من الفترات كانت -مثلاً- الجامعات الأجنبية أساساً مثلاً الجامعة الأمريكية في بيروت، الجامعة الأمريكية في مصر، وهذه جامعات أنشأت أجيال لها تكوين محترم وأسماء لامعة، يعني ربما يسأل المرء إنه ما المانع من أن تستمر مثل هذه التجارب وتكون لنا فروع لجامعات أجنبية ذات سمعة كبيرة عوض أن نخوض هذه التجارب مع كل المحاذير ومع كل المكابدة فيها؟

د. سعيد سلمان:

أنا كتبت في البحث اللي عندك أن عهد AUB ، وعهد AUC أما آن له أن يتنحى ويترك الساحة لما يسمى drain brain أو Brain drain اللي هو نزيف الأدمغة التي طفشها القهر -نقدر نقول- والتسلط وغيرها. أما آن الأوان الآن أن المؤسسات العلمية تعتمد على هؤلاء؟!


نحن عندنا في مؤسساتنا كلهم عرب وليسوا عباقرة، ولكن النظام أو الـ system استطاع أن يوجد لُحمة بين هؤلاء الناس لكي نُخرِّج وبدون هدر مستوى شهد به الآخرون. إذن أعود مرة ثانية: عهد الـ AUB والـ AUC انتهى، الآن لابد من أن نزرع نحن في ديارنا، زرع غيرنا فأكلوا وأكلنا.

أما آن لنا أن نسهم مع الكبار بأن نزرع فنأكل ويأكل غيرنا، لأن بدون هذا لن نستطيع أن نصل إلى وين؟ إلى المستوى الذي يكون لنا مكاناً بين الأمم، نقول عندنا الانترنت، لماذا ننشئ شبكات نحن (جورج جيو) اللي هو وزير الإعلام اللي في سنغافورة، قال: "إن الشبكة شبكتان، شبكة ثقافية وشبكة فيزيائية، الذي بيده الشبكة الفيزيائية ومتمكن يقوم بضخ ما لديه من إيه، من عناصر هويته وفكره وثقافته فيلبسني ثوباً لم تهيأ قامتي له.

أما آن الأوان أني أنا أنتج هذا الإبداع، براءات الاختراع، الملكية الفكرية، كل هذا أنتجه في أرضي عبر البحث وعبر التعليم وعبر غيره فأقوم بتصدير هويتي الثقافية أو شبكتي الثقافية؟ فعصر الـ AUB وعصر الـ AUC وعصر الجامعات الأجنبية، التي خرجت بشهادة الجميع نوعية جيدة، ولكن الآن نحن نستطيع أن نخرج بفارق وهو أن نكيف المخرجات التي تأتي من عندهم، نعملها مدخلات ثم نكيفها ثم نخرج شيئاً من إيه؟ عند أنفسنا.

محمد كريشان:

هنا العنصر البشري والكادر المشرف على هذه الجامعات، يعني ربما يمكن توفير معايير جيدة في البرامج، في غيره، ولكن على ماذا تعتمدون فيما يتعلق بالكادر التدريسي؟ يعني ربما كل هذه الأشياء تنهار إذا لم يكن هناك كادر تدريسي جيد.

د. سعيد سلمان:

كلامك مفهوم، هو الكادر التدريسي الذي تعتمد عليه كادر عربي في 90% على أقل تقدير وهذا الكادر -كما قلت- وأنا عندي مبدأ أقول كادر بإمكانيات قد تكون فوق الـ50% بشوية في نظام منضبط وفي رؤية وفي استراتيجية وفي إدارة جيدة يستطيع أن يعطي عطاءً كبيراً وتأتي بعباقرة في جو كله Crisis كله يعني Crisse مثلما يقولوا بالفرنسي كله مشاكل وأزمات إدارية، يتحول هؤلاء إلى تنابلة من تنابلة السلطان.


إذن عندنا نحن الآن ماشيين في رؤية، ندعو الآخرين من رجال أعمال، ورجال تعليم إلى مراقبة هذه الرؤية، لا نقول أنها الرؤية الوحيدة، الآخرون عندهم رؤى أخرى وعندهم استراتيجيات أخرى وعندهم فلسفة تعليمية أخرى، لكن يريدوا .. الجديد في الأمر أن أطروحاتنا التي بدأت تطرح فكراً قبل سنوات وتصبح Tangible، يعني ملموسة على الأرض فكر وتطبيق نريد من الآخرين أن يتجهوا إلينا لنستطيع أن نلاقح هذه الأفكار حتى يولد الوليد، وخصوصاً في نظام (الإكليكتيك) الذي حدثتكم عنه.


ومن (الإكليكتيك) ولدت فكرة الجامعة كنظام مفتوح فيها التقليدي، وفيها سوق العمل، وفيها آخر ما أنتجته من فواكه -أسميها أنا فواكه- الإبداع للعصر، هذا كله نستطيع أننا نحن نطرحه على الآخرين ونستطيع أن نتصل ونوجد marriage اللي هو تزاوج بين هذا الفكر والفكر الذي عندنا وأنا متفائل، ونحن عندنا مؤتمر في (ويستمنسستر).


والسؤال: لماذا لا تعملونه في البلاد العربية؟ أقول لك: لأ، المحطة لابد أن تكون لمحطة عند الـ Gaint عند Le Grand اللي هم الكبار، لأن هم بصراحة هم اللي أنتجوا التكنولوجيا حتى اليابان وغيرها، أسواقها وتكيفها كله في وين؟ في أوروبا، حتى أمريكا راح نأتي بها إلى هذا ثم نأخذ ما هو موجود في العالم.

محمد كريشان:

جسور ممتدة.

د. سعيد سلمان:

الجسور الممتدة للنظام الانتقائي الذي نريده لأول مرة أن ندخل به للقرن الحادي والعشرين.

محمد كريشان:

هل هذا التصور هو التصور السائد في رابطة المؤسسات الجامعية العربية الخاصة التي ترأسونها، يعني هل هذا التصور هو تصور محل إجماع داخل الرابطة؟ أم ربما لكل دولة تجربتها وتصورها؟

د. سعيد سلمان:

نعم، ندعو الخط الموازي في التعليم وهو المعلومات، الـ info والمعلومات مع الإيه، مع الإعلام أن يتناغم معنا بحيث يدعو الآخرين لدراسة ما تقوم به الرابطة. الرابطة نسقت مع الاتحاد الأوروبي مع الجامعة بمنظماتها مع .. الآن الجامعة المفتوحة هذه نريدها جامعة الجامعات التي تكون بمثابة العربة التي تقود .. آه بمثابة القاطرة الـ Locomotive التي تقود العربات خلفها في قضايا -الحقيقة- لا يتسع المجال الآن لطرحها.


ولكن أيضاً هذه تعتبر جامعة كادر university cadre الأخوة في المغرب العربي يفهمون هذا الترم اللي هي Frame university نستطيع أن نقوم بالاهتمام بالمعايير، لأن المشكلة -وأنا أستغرب- استقلال وليس باستقلال، من خمسين عاماً وهي أقرب بادرة للاستقلال.

إلى يومنا هذا ليس هناك معايير، إذا ما صارت معايير في التعليم، إذا ما صارت معايير في وين؟ في الفكر، فإن السياسة تبقي بدون معايير، الاقتصاد بدون معايير، تقول لي: فكر عربي، أقول لك: أين هو الفكر العربي، هو الفكر الغربي بعد أن انقطع الوريد للفكر العربي، مكيف بمرمولات موضوعة على وين؟ على حجر، لا أقل ولا أكثر.

ولذلك في قضايا أساسية، وأتمني لو أن أحد الزعماء دعا إلى مؤتمر قمة لمناقشة مثل هذه القضايا بهذا العمق الفكري الذي نتوخاه، منطلق من التربية ومن أطروحات المعلومات، المحوران اللذان نحن نعطيهما الأولوية في توجهنا.

محمد كريشان:

دعوتم ذات مرة إلى قمة لا تخصص فقط إلا لهذا.

د. سعيد سلمان:

لا تخصص فقط إلا لهذا (الإكليكتيك) لا تخصص إلا لرابطة التعليم مع المعلومات، لا تخصص إلا للبحث عن الاستراتيجيات في التعليم، لا تخصص إلا في موضوع "أين الفكر العربي" بين تطرف أصولي لو فرضنا وبين تطرف ليبرالي لا ينتمي إلى هذه الأرض، الوسطية .. أو كما قال أرسطو: "أين هو الوسيط الذهبي الذي نحن نريده؟" وهذا على فكرة هذه هي قيمة تنعكس على السياسة، تنعكس على الاقتصاد، الجات نحن حايرين إزاءها الآن ماذا نفعل؟

هو أيضاً لها أثر تعليمي ولذلك أنا وقعت اتفاق مع Westminster مع اللي هي الأكاديمية الدبلوماسية على اعتبار virtual diplomacy أنها نريد أن نمد الجسور حتى نستطيع أننا نستفيد من التعاون العربي الأوروبي، التعاون العربي الأمريكي، التعاون الـ multinational في خدمة مثل هذا transtuar اللي هو إيه الانتقال واهتمام بـ (إكليكتيك) التعليم.

محمد كريشان:

والجامعة العربية الأوروبية ضمن هذا التصور.

د. سعيد سلمان:

الجامعة العربية الأوروبية نشدها، نحن الحقيقة معولين أمل كبير على الجامعة المفتوحة التي يطرحها (الأمير طلال) والذي نحن نريد أن نجعلها الجامعة المفتوحة والجامعة كنظام مفتوح يؤخذ فيها بالتقليدي المطور ويؤخذ فيها باهتمامات سوق العمل، ويؤخذ فيها بـ virtual اللي هو يسمي…

محمد كريشان [مقاطعاً]:

أين ستكون هذه الجامعة؟ما هو اختصاصها؟

د. سعيد سلمان:

الجامعة اختصاصاتها كثيرة وطويلة لا يمكن .. لا يتسع وقت البرنامج عليها

محمد كريشان:

في العلوم والتكنولوجيا.

د. سعيد سلمان:

ولكن ليست العلوم والتكنولوجيا، في جميع العلوم، هي تكون الجامعة التي تستطيع أن تكون الإطار، فكرة الجامعة Satellite سميناها الـ university cadre اللي هي الجامعة الإطار التي تستطيع بما لأصحابها من إمكانيات في سوق العمل بما لهم في الـ virtual اللي هي multimedia والـ information technology بما لديهم أيضاً من علاقات تستطيع أن تكون stimulator الـ animator يعني الـ Animatore بالفرنسي المنشط لكل القابليات أو الخمول اللي موجود في الجامعات التقليدية الحالية، لا نريدها جامعة تضاف إلى وين؟ إلى الجامعات.

نريدها جامعة تكون بمثابة رافعة لراية المعايير والتقييم على المستوى الذي يتناسب مع هذا العصر ليبني بيتاً-كما يقول الشاعر-لا عماد له-لكن إن شاء الله سيكون بيتاً مبنياً على عمدٍ سليمة وقوية، نعم.

محمد كريشان:

ولكن .. يعني دكتور كلما ازداد التعليم الجامعي الخاص قدرة على مزيد من التطور كلما لاحظ الآخرون أن التعليم الجامعي الحكومي يحتاج إلى وقفة تأمل وإعادة صياغة، يعني هل يخشى بأن نجاحاتكم ستكون على ركام الإخفاق التعليم الجامعي الحكومي، يعني أنا لدي سؤال يعني، هل هذا التعليم الجامعي الذي تدعون إليه هو تعليم في النهاية، تعليم نخبوي لأبناء ميسوري الحال، لأنه ربما لا يستطيع أي مرء أن يدخل جامعة خاصة ربما أقساطها المالية مرتفعة وأبناء الشعب الكريم مضطرون إلى الذهاب الجامعات الحكومية التي…

د. سعيد سلمان [مقاطعاً]:

سؤال قيم ووجيه في الواقع أنا قلت لك هوية التعليم في البداية واحدة، والحكومة لابد أن تظل قائمة على وين؟على التعليم، ولكن في نفس الوقت تظل قائمة إنما المعايير التي يجب أن توضع للتعليم الحكومي يجب أن تكون (tough) يجب أن تكون قاسية أكثر من التعليم الخاص.


المفهوم الذي طرحناه حتى في التعليم الخاص، ثلاث أنواع من الجامعات هي قوامها أن الجامعة لا تكون فقط شركة لجني الأرباح، يكون لها مقابل إنجليزي Two legal states مثل du estate legal اللي هي .. شو نقول عنها باللغة العربية؟ لها مركزين قانونين، المركز الأول لمن يريد أن يربح فليتفضل، ولكن يربح بحقه وإلى جانبها Foundation ، Foundation بمعنى إيه؟


الوقف الذي لابد أن يؤمن أقساط ويؤمن مثل ما نقول -نحن نقول- ناس يدرسون بدون أن يدفعوا أموال فإذن هي نفس الجامعة فيها مسطحين Two platform واحد لمن يريد أن يربح والثاني للذي يريد أن يعمل خير، لكن كلهم يدرسون على مقعد واحد هذا تسدده الـ Foundation والثاني يسدد من قبل الأقساط ثم بعد ذلك التعليم الخاص بمجرد ما أطل برأسه على قدر 10 سنوات، 15 سنة أوجد حافزاً ومنافسة عند التعليم الحكومي و…

محمد كريشان[مقاطعاً]:

في تطور أداؤه.

د. سعيد سلمان:

تطور أداؤه وأصبحت فيه منافسة لكن أرجع وأقول الدولة عليها أن تكون مهتمة بالتعليم الحكومي والتعليم الخاص ولا يجب أن يبقي ركام، لذلك جامعة الأمير طلال هذه هي الجامعة المفتوحة من فضائلها أنها طارحة الآن إعادة تأهيل وتدريب الذين تخرجوا، ناس عندهم معارف ولكن ليس لديهم skills اللي هي مهارات، وناس عندهم مهارات وليس لديهم إيه .. وأمريكا يمكن فيها هذه الظاهرة كبيرة جداً…

محمد كريشان [مقاطعاً]:

ربما أيضاً الخريج ربما بعد التخرج لا يسعى إلى مواكبة ما..

د. سعيد سلمان:

أيوه أنت أبديت ولذلك إحنا عندنا دورات أشكال وأنواع في داخل المؤسسة لكي تؤهله ليحصل على العمل ويملأ بطنه أولاً، ثم يحصل على مهارات، ثم بعد ذلك الأفق الواسع أمر مفترض لابد منه، وعلى هذا الأساس كل الذي أريد أن يفهمه الناس أن الجامعات الحالية تنفق أموالاً كثيرة وفيها أساتذة أعداداً كثيرة .. كبيرة، ولكن التنظيم الداخلي محتاج إلى وين؟ إلى إعادة نظر.

محمد كريشان:

وهل هناك تجاوب من قبل المؤسسات الاقتصادية، ذكرتم أكثر من مرة موضوع الملاءمة بين التكوين وبين سوق العمل، هل لمستم بعض التجاوب من مؤسسات اقتصادية ومالية حتى تنسق أعمالها مع الجامعة…

د. سعيد سلمان [مقاطعاً]:

عندما بدأنا قبل عشر سنوات كنا كاليتيم على مائدة اللئيم واليوم، نحن الناس تجرى وراءنا لتتعرف على التجربة، وعلى هذا الأساس أنا أقول "ومدمن الطرق بالأبواب أن يلج" هنا كلمة لابد مفترضة، لابد من أن نحن نصمم ونواصل الطريق، وصممنا وواصلنا ونجحنا، ولكن هل هو النجاح الذي يشفي غليل الطموح الذي يريد أن يحققه، أملاً لأمته ورضا شخصي لذاته؟

أقول لك لأ .. مازال الطريق طويل، طريقنا ليس طريق قطاع خاص وإنما طريق هوية تعليم خاص وعام نرجو أن يتداعى إلينا ويتنادى الآخرون بدعم هذه التجربة وأعتقد لا نقول الكمال عندنا ولا نقول أننا طرحنا البديل الأمثل، ولكن نحن طرحنا الخطوات الأولى نحو الـ خمسة آلاف ميل، فأرجو أن يركب الراكضون معنا أو يهرولوا أو يمشوا كل على قدره يا موسى حتى نصل إلى الهدف، لا أقولها بحماس، لأن عندي الآن كروت على الأرض فكر وإيش؟ وتطبيق.

فأنا عبر الجزيرة التي عودتنا دائماً بأن تنقل الصوت الحر، القرار السياسي، الناس، النخبة، لأن بلاوي الأمم في التخلف، والتقدم دائماً من النخب، لابد أن تنطلق لكي تحقق هذا الأمل الذي بين حنايانا ولا شك أن كل واحد من إعلامي إلى غير إعلامي في المجتمع المدني الرسمي عنده بين حناياه هذا، ولكن يتساءل كيف؟ أقول له إن إذا الأيدي تشابكت في هذا الميدان الذي سيرفع مكانه الأمة سنصل، وإن إحنا قطعنا شوط واللي يريد يتعرف على تفاصيل لا يتسع لها عبر البرنامج بأتي إلينا فسنقوم بتعريفه بتفاصيل، تشفي صدور قوم مؤمنين في الاتجاه الصحيح، نعم.

محمد كريشان:

دكتور سعيد سلمان، شكراً جزيلاً.

د. سعيد سلمان:

شكراً، الله يبارك فيك.