
"من واشنطن" يناقش إمكانية انقلاب ترامب على نتيناهو كما فعل مع زيلينسكي
ورغم استبعاد كثيرين سحب الولايات المتحدة المقعد من تحت إسرائيل، فإن المشادة غير المسبوقة التي حدثت بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دفعت البعض للتحذير من مزاجية ساكن البيت الأبيض الجديد.
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد سارع بعد المشادة بين ترامب وزيلينسكي بنشر كلمة أعرب فيها عن امتنانه لترامب الذي قال إنه أفضل صديق لإسرائيل داخل البيت الأبيض.
وقد علَّق موقع جويش إنسايدر، على هذه الكلمة بقوله إنها جاءت مباشرة بعد انتقاد ترامب لزيلينسكي بسبب عدم إبداء الامتنان الكافي له.
لكن المحلل العسكري ناحوم برنيع كتب مقالا في يديعوت أحرونوت قال فيه إن ترامب يقود تحالفا من البلطجية يضم الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ.
ووفقا لبرنيع، فإن نتنياهو يستفيد من هذا التحالف. ومع ذلك، حذر الكاتب من "تعرض إسرائيل لخيانة بسبب الطابع المتقلب لمزاج ترامب".
لا مستحيل مع ترامب
وردا على هذه المخاوف، قال الصحفي الإسرائيلي آرييل كهانة إن الرئيس الذي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل لن يفعل مع نتنياهو ما فعله مع زيلينسكي. وقال إن ترامب "يعرف أنه سيدفع ثمنا سياسيا باهظا لو فعل هذا الأمر".
ورغم استبعاده إمكانية تكرار مشهد زيلينسكي مع نتنياهو، يقول الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي إن وقوع مشهد مماثل ليس مستحيلا، وإن ترامب ربما يستدعي رئيس الوزراء الإسرائيلي للبيت الأبيض لإعطائه درسا شديد اللهجة عن كيفية وقف الحرب في قطاع غزة وإنهاء الاحتلال.
وقد تحدث ليفي عن العديد من جوانب التشابه بين ترامب ونتنياهو اللذين قال إنهما شعوبيان ولا يحترمان حقوق الإنسان ولا الأقليات كما يزعمان، هذا بالإضافة إلى "المجموعة الكبيرة من الصهاينة المحيطة بالرئيس الأميركي والتي تحاول تقديم خدمات لتل أبيب".
وإلى جانب ذلك، يعتقد ليفي أن ترامب ينظر لنتنياهو كما ينظر لبوتين وليس كما ينظر لزيلينسكي، لأنه "يحترم القوي الذي يحتل أرض الآخرين ولا يحترم الضعيف الذي احتلت أرضه".
ويعقتد ليفي أن إسرئيل "لن تكون في خطر طالما أنها تحظى بدعم أميركا لكنها ستتحول إلى دولة منبوذة تتجاوز كافة القوانين وتحاول فعل كل شيء بالقوة".
أهداف مشتركة
لذلك، يقول توماس بيكرينغ -السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل والأردن والأمم المتحدة– إن سلوك تل أبيب وقتلها المتواصل للفلسطينيين يخلق موجة شديدة من المعارضة لها داخل الولايات المتحدة.
ويستبعد بيكرينغ وقوع صدام بين ترامب ونتنياهو لأنهما يحاولان تحقيق الأهداف نفسها، ولأن الأخير يفهم العقلية الأميركية جيدا ويحاول الاستفادة من نفوذه لخلق حصانة سياسية تحول دون محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم الحرب.
ومع ذلك، فإن الرأي العام الأميركي يتطور بشكل واضح ضد سياسة إسرائيل التي تستهدف قتل وتهجير الفلسطينيين، بدليل أن ترامب أصدر قرارا تنفيذيا لمعاقبة الطلاب المعارضين لتل أبيب، كما يقول سفير لبنان السابق في بولندا وكندا وتشيلي، مسعود معلوف.
كما أن تفاوض الأميركيين المباشر مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يعني أن ترامب سيدير ظهره لنتنياهو إن تمكن من إطلاق سراح الأسرى الأميركيين، برأي معلوف.