من واشنطن

اتفاقيات أبراهام.. هل تخدم حل الدولتين؟ وماذا تريد إدارة بايدن؟

سلطت حلقة برنامج “من واشنطن” الضوء على موضوع حل الدولتين واتفاقيات أبراهام، التي وقعتها إسرائيل مع دول عربية برعاية أميركية، وإذا ما كانت واشنطن تسعى لقيام دولة فلسطينية مستقلة أم لتوسيع الاتفاقيات.

من جهته، يرى السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، مارتن أنديك، أن اتفاقيات أبراهام غير منفصلة عن الملف الفلسطيني، فلو تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فسيكون من الصعب على الدول العربية المنضوية تحت تلك الاتفاقيات ألا تتأثر علاقاتها مع إسرائيل، مشيرا إلى ما حدث بعد توقيع اتفاق أوسلو، إذ قطعت الدول العربية المطبعة علاقاتها مع الاحتلال عندما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية.

وبينما تحدث عن وجود قلق في العالم العربي بشأن القضية الفلسطينية، قال أنديك إن اتفاقيات أبراهام قد يكون لها دور إيجابي كما هي الحال مع مصر والأردن، الدولتين اللتين تصران على دعم الفلسطينيين، ولفت إلى ترحيب الدول العربية -ومن أبرزها المملكة العربية السعودية- بخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي أعلن فيه دعمه حل الدولتين.

ومن جانبه، أوضح جيسون غرينبلات -المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط في عهد دونالد ترامب- أن اتفاقيات أبراهام مهمة للسلام والأمن في المنطقة، وذكر أن المجتمع الفلسطيني يمكن أن ينتفع اقتصاديا من هذه الاتفاقيات من دون التخلي عن مطالبه.

وقلّل غرينبلات -في حديثه لحلقة (2022/9/29) من برنامج "من واشنطن"- من أهمية حل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقال إنه لم يستخدم هذه الكلمة قط في إدارة البيت الأبيض؛ لأن لها معاني مختلفة لكل الأطراف، ولأنها لن تؤدي إلى شيء، حسب قوله.

ورفض المبعوث الأميركي السابق مسألة دمج الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مع اتفاقيات أبراهام، وقال إن الفلسطينيين يمكن أن يكون لهم شأن إذا انضموا إلى هذه الاتفاقيات.

القاعدة الجديدة للسياسة الأميركية مستقبلا

وبشأن سجالات الأميركيين حول الملف الفلسطيني، رأى أستاذ التاريخ في جامعة ميشيغان، هاني بواردي، أنه لا يوجد فرق جوهري بين الديمقراطيين والجمهوريين إزاء الملف، مؤكدا عدم وجود تغيير في النهج السياسي الأميركي بهذا الخصوص، وأن اتفاقيات أبراهام ستكون مستقبلا هي القاعدة الجديدة لسياسة الولايات المتحدة الأميركية، بدليل أن الأميركيين يستقطبون صداقات دول عربية لها ثروات هائلة من دون التطرق للقضية الفلسطينية.

أما كبير الباحثين في معهد غولد للإستراتيجيات الدولية، مات برودسكي، فقال إن إدارة الرئيس جو بايدن تعيد تأسيس ما قامت به إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما بشأن الملف الفلسطيني، وإن إدارة بايدن لا ترى أي فرصة الآن لصنع السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتفضل تأجيل الملف إلى ما بعد انتخابات التجديد المقبلة نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وذلك حتى لا يتحول إلى كابوس بالنسبة لها.

وحول الأوراق التي بيد إدارة بايدن لاحتواء الوضع الأمني المتردي في الضفة الغربية، تحدث الضيف الأميركي عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من حيث إنها قد تسيطر على الضفة الغربية -كما فعلت في غزة- بعد أن تنتهي حقبة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.