
كيف يقيّم الأميركيون آفاق التوصل لحل نهائي للمفاوضات النووية مع إيران؟
وتعليقا على جولة المحادثات الإيرانية الأميركية غير المباشرة في الدوحة، أضاف جيفري لحلقة (2022/6/30) من برنامج "من واشنطن" أن الإدارة وقبلها إدارة باراك أوباما تحاول احتواء إيران التي قال إن عليها أن تتوقف عن استخدام وكلائها في التدخل وإطلاق صواريخ على السعودية والإمارات وإسرائيل.
وجرت المحادثات في 28 و29 يونيو/حزيران الجاري، بين كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري ومنسق شؤون المفاوضات الأوروبي إنريكي مورا، بالعاصمة القطرية الدوحة. ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي قوله إن جولة المحادثات النووية غير المباشرة مع إيران في الدوحة انتهت من دون إحراز أي تقدم.
وبحسب فاطمة الصمادي، الباحثة في مركز الجزيرة للدراسات والخبيرة في الشأن الإيراني، فإن أهم نقطة في محادثات الدوحة بشأن النووي الإيراني تتمثل في كونها حالت دون الإعلان عن فشل المفاوضات بين واشنطن وطهران بشكل نهائي أو وفاة الاتفاق النووي، وقالت إنه حتى قبل بدء المحادثات غير المباشرة بين الطرفين كان واضحا أنها لن تقود لحل كبير يؤدي إلى عودة مباشرة لإحياء الاتفاق النووي.
وبشأن تقييمها لأداء الطرفين في محادثات الدوحة، أشارت الباحثة إلى أن الجانب الإيراني يقول إنه التزم بالاتفاق النووي وإن الولايات المتحدة الأميركية هي التي انسحبت من هذا الاتفاق، وقد استغلت طهران هذا الانسحاب وقامت برفع مستوى تخصيب اليورانيوم، مما أثار قلقا لدى أميركا وإسرائيل والأوروبيين.
وتقوم إيران -بحسب ضيفة برنامج "من واشنطن"- ببناء خططها للوجود إقليميا وفق رؤيتها التي تقول إن الدور الأميركي يتراجع في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدة في نفس السياق أن قبولها بأن تعقد محادثات النووي في الدوحة هو رسالة منها لدول الجوار مفادها أنها تعطي أولوية لعلاقاتها مع هذا الجوار العربي.
طريق مسدود
أما الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، حسن منيمنة فأظهر تشاؤما حول مفاوضات النووي الإيراني، وقال إنها وصلت إلى طريق مسدود، لكن الأطراف المعنية لا تريد الإقرار بذلك، مؤكدا أن إدارة بايدن لن ترفع اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب لاعتبارات منها اعتبارات انتخابية، وأن الإيرانيين سيصرون على هذا المطلب.
وشدد منيمنة على أن الإيرانيين فشلوا في المفاوضات لأنهم يصرون على العودة إلى الوضع الذي كان قائما مع إدارة الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، وذلك من خلال الاستمرار في التفاوض لإحياء الاتفاق النووي الذي كان قد أبرم عام 2015 مع بقاء يدهم مطلقة في المنطقة.
وتحدث أيضا عن ضرورة أن تتشدد الإدارة الأميركية في تعاطيها مع الإيرانيين وأن تظهر أنها قادرة على الدفاع عن حلفائها وشركائها.
ومن جهة أخرى، لا يرى ضيف برنامج "من واشنطن" أي تبدل في الرؤية والإستراتيجية الأميركية إزاء منطقة الشرق الأوسط، وقال إن هدفها اليوم هو تطويق روسيا وإبقاء الوضع مع إيران كما هو منعا لانحداره لمستوى المواجهة.
وعلى صعيد آخر، اتفق الضيفان على أن إيران مستفيدة من الأزمة الأوكرانية الحالية.