من واشنطن

لماذا لم يف بايدن بوعده بإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية؟

تساءلت حلقة (2022/6/16) من برنامج “من واشنطن” عن السبب الذي منع الرئيس الأميركي جو بايدن من الوفاء بوعده بإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية؟

وردا على هذا السؤال، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية أن الرئيس الديمقراطي بايدن لا زال يعمل على تحقيق وعده، مشددا على أنه لا يوجد سقف زمني لتحقيق هذا الوعد.

لكن المسؤول الأميركي أشار في الوقت ذاته إلى تقدم كبير أحرزته الإدارة الأميركية الحالية برئاسة بايدن، إذ تمكنت من إعادة بناء العلاقات مع السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بعد انقطاعها إثر قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإعلانه خطة السلام التي عُرفت لاحقا باسم "صفقة القرن".

لكن جيسين غرينبلاد (أحد معاوني ترامب وواضعي خطة صفقة القرن) رأى أن الرئيس بايدن أخطأ بإطلاقه وعدا بإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، وأكد أن هذا الأمر شأن أميركي وليس فلسطينيا.

ومن وجهة نظر غرينبلاد، فإن فتح قنصليتين في مدينة واحدة أمر مكلف ماديا بشكل كبير على الولايات المتحدة، مبينا أنه من غير المنطق أن تكون هناك قنصليتان أميركيتان في مدينة واحدة.

ونفى في الوقت ذاته ما يردده الإعلام الأميركي بأن خوف بايدن من انهيار الائتلاف الحكومي في إسرائيل هو السبب وراء عدم إيفائه بوعده، مشددا على أن حكومة إسرائيلية قوية سترفض فتح قنصلية أميركية في القدس الشرقية.

ورجح المسؤول الجمهوري أن تكون حسابات انتخابية أميركية داخلية هي التي تمنع بايدن من الوفاء بوعده، كما لام السلطة الفلسطينية على مبادرتها بقطع علاقاتها مع إدارة ترامب بعد إعلانه خطته للسلام، وقال إن الفلسطينيين رفضوا الصفقة من دون أن يطلعوا عليها، ولم يدركوا أنها كانت تضمن لهم إقامة دولتهم إلى جانب دولة إسرائيل.

لكن مارتن إنديك الديمقراطي وسفير بلاده السابق لدى إسرائيل والمبعوث للمفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، رأى أن الخوف على مصير الائتلاف الحكومي في إسرائيل هو السبب الأبرز الذي يمنع بايدن من الوفاء بوعده.

وحسب إنديك، فإن بايدن يرى أن عدم الوفاء بوعده بفتح القنصلية في القدس الشرقية أفضل بكثير من إعادة فتحها وعودة نتنياهو لرئاسة الحكومة.

وأشاد المسؤول الديمقراطي ببعض القرارات التي اتخذها بايدن، ومنها أنه أعاد الفريق السابق الذي كان يعمل بالقنصلية الأميركية في القدس الشرقية ليعمل بشكل مستقل عن السفارة الأميركية في إسرائيل، وهو القرار الذي اتخذه ترامب بعد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ونفى إنديك أن تكون حسابات انتخابية داخلية تعوق وفاء بايدن بوعده، مؤكدا أن بايدن قام بإرضاء الأميركيين اليهود بالإبقاء على خطوة ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهم يقدرون ذلك كثيرا له.