من واشنطن

جون كيربي للجزيرة: بوتين يستمر في قرع طبول الحرب النووية وواشنطن ستدافع عن كل شبر من أراضي الناتو

أكد منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي -في حديث خاص للجزيرة- أن واشنطن ستدافع عن كل شبر من أراضي حلف شمال الأطلسي في حال اتسع نطاق الحرب الروسية على أوكرانيا.

وأعرب المسؤول الأميركي عن قلق بلاده بشأن التصعيد الجاري في حرب روسيا على أوكرانيا، وهي حرب غير مبررة ولا أحد يريد استمرارها لأنها سيئة للأوكرانيين والأوروبيين وحتى للشعب الروسي، منوّها إلى أن الحرب يمكن أن تنتهي اليوم لو فعل بوتين الصواب وسحب قواته من أوكرانيا.

وفي حديث خاص لقناة الجزيرة ضمن حلقة (2022/10/13) من برنامج "من واشنطن"، كشف كيربي أن واشنطن ستواصل التشاور مع شركائها الأوكرانيين من أجل تزويدهم بالقدرات وبالأسلحة التي تمكّنهم من الدفاع عن أنفسهم وخاصة المزيد من أسلحة الدفاع الجوي، وذلك في ظل تصعيد الروس لهجماتهم الصاروخية على المناطق الأوكرانية.

ومع تأكيده أن الحل التفاوضي هو السبيل لإنهاء الحرب وأن الرئيس الأوكراني هو الذي يحدد الوقت والفرصة للتفاوض وتعيين معيار النجاح، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يظهر نية في إنهاء الحرب بدليل أنه يستدعي المزيد من قوات الاحتياط ويحاول الاستيلاء على أجزاء من أوكرانيا ويظهر رغبة وحشية لجعل الشعب الأوكراني يعاني أكثر.

وأضاف أن بوتين يستمر في قرع طبول الحرب النووية ويهدد باستخدام الأسلحة النووية، وهو أمر خطير ويجب أخذه على محمل الجد، و"نحن نعرف مَن هو (أي بوتين) وما القوات التي تحت سيطرته"، وكشف أن بلاده ترصد القوات النووية الروسية، ولكنها لا ترى أي مؤشر على أن بوتين يستعد لمثل هذا القرار.

إعلان

ومن جهة أخرى، وصف كيربي بلاده بأنها قوة عالمية تأخذ مسؤولياتها على محمل الجد، ولديها حضور في مناطق عديدة من العالم، وفي الشرق الأوسط حضور صغير في سوريا وحضور استشاري في العراق لملاحقة تنظيم الدولة الإسلامية، وما زال لديها الأسطول الخامس في البحرين، ولكن الولايات المتحدة -وفق المسؤول الأميركي- لا يمكنها أن تفعل كل شيء بمفردها بل لديها شركاء.

وبشأن قرار "أوبك بلس" بخفض إنتاج النفط، أكد ضيف برنامج "من واشنطن" أن إستراتيجية الأمن القومي الأميركي يجب أن تأخذ كل المصالح والعلاقات الأميركية على محمل الجد، ووصف المملكة العربية السعودية بأنها حليف إستراتيجي لبلاده، ولا يوجد حديث عن إلغاء العلاقة بين البلدين بأي شكل من الأشكال، ولكن هناك حديث عن مراجعتها وإعادة مراجعتها لضمان تحقيق المصالح الإستراتيجية لواشنطن، ورجح أن تكون هناك تغييرات في العلاقات الأميركية السعودية، مع وجود شبكة من العلاقات مع شركاء يمكن أن تعتمد عليهم واشنطن ويعتمدون عليها في الشرق الأوسط.

وعن تقييمها لتعاطي إدارة بايدن مع الأزمة الأوكرانية في ظل ما تشهده من تصعيد، أكدت الناطقة باسم الخارجية الأميركية سابقا، مورغان أورتيغوس أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كان توجهه مباشرا مع بوتين وسياسة الردع التي انتهجها معه منعته من غزو أوكرانيا حينها، بينما إدارة بايدن لم تتخذ قبل الحرب الأوكرانية أي إجراء يردع بوتين بل سعت إلى استرضائه ظنا منها أن ذلك سيمنعه من غزو كييف، مذكّرة بأن معظم الذين يديرون سياسة بايدن الخارجية هم أنفسهم من كانوا يديرون السياسة الخارجية للرئيس الأسبق باراك أوباما في ولايته الثانية عندما غزا الروس شبه جزيرة القرم.

أما المحلل السياسي، خالد صفوري فأشار إلى أن معظم الأميركيين يتفقون في نظرتهم إلى شخص بوتين باعتباره مجرم حرب، وهناك اختلاف ضئيل بينهم حول أسلوب معالجة المشكل الأوكراني. ووصف الإدارة الحالية بأنها ضعيفة ومتخبطة وتفتقر للخبرة، وقال إن الولايات المتحدة دولة كبيرة ولديها 750 قاعدة عسكرية في أكثر من 80 دولة، ما يجعلها قادرة على إدارة الأزمات العسكرية في العالم.

إعلان

تونس مسألة ثانوية

ومن جهته، قدم الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي في حديثه لبرنامج "من واشنطن" تقييما لتعاطي الإدارة الأميركية مع الملف التونسي وبقية الملفات العربية والأفريقية، حيث أوضح أن تونس بالنسبة لهذه الإدارة هي مسألة ثانوية جدا في ظل مشاغلها بالغة الخطورة، وأنه من المؤسف أنها لا تريد أن تعترف حتى الآن بأن ما وقع في تونس هو انقلاب.

وأضاف المرزوقي أن الولايات المتحدة يفترض أن تدعم الديمقراطية الناشئة في تونس ولا تساعد الأنظمة الدكتاتورية والاستبدادية ودعاها إلى مراجعة موقفها بشأن تونس.

وبدوره، تحدث مسعود معلوف، سفير لبنان في كندا وبولندا وتشيلي سابقا عن موقف إدارة بايدن من قضية لبنان في ظل انشغاله شبه التام بالملف الأوكراني، وقال إن اهتمام هذه الإدارة بمسألة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل هو من وجهة نظر اللبنانيين جزء من الموضوع الأوكراني لأن الرئيس بايدن وإدارته بحاجة إلى مزيد من النفط من أي مصدر كان لإرساله إلى أوروبا للتعويض عن الخسارة التي تسبب فيها وقف تدفق النفط الروسي.