من واشنطن

الأزمة الأوكرانية.. ما خيارات الإدارة الأميركية في مواجهة موسكو؟

قال مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق جون بولتون إن أوكرانيا تدخل ضمن مصالح أميركا الحيوية، وإن أي تهديد لها سيكون بمثابة تهديد لأعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حتى وإن كانت أوكرانيا ليست عضوا فيه.

وقال بولتون إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -الذي سبق له أن غزا أوكرانيا وضم جزيرة القرم عام 2014- يقوم بتكرار نفس السياسة السابقة، وهو يحاول إثارة الانقسام في صفوف حلف شمال الأطلسي، مستغلا بذلك ما يراه ضعفا وأخطاء عند الأميركيين خلال انسحابهم من أفغانستان، وهو الانسحاب الذي وصفه بولتون بالخطأ الإستراتيجي.

وأضاف مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق -في حديثه لحلقة (2022/01/27) لبرنامج "من واشنطن"- أن أوكرانيا لا تشكل تهديدا للأمن القومي الروسي، وأن من حق شعب هذه الدولة أن يرفض الانضمام إلى روسيا أو يفرض عليهم من يحكمهم، ولهم كامل الحرية في الانضمام بالمقابل إلى الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي.

من جانبه، استبعد السفير الأميركي السابق لدى أوكرانيا جون هيربست أن يقوم الرئيس الروسي بوتين بغزو أوكرانيا، لكنه شدد على ضرورة أن يرسل بايدن أسلحة أكثر لمساعدة أوكرانيا. وقال إن واشنطن لديها مصلحة حيوية وكبيرة في ردع الكرملين عن غزو كييف، لأنه لو نجح بوتين في الهيمنة على أوكرانيا فسيستعمل نفس السبيل مع حلفاء أميركا في حلف شمال الأطلسي.

وأضاف أن بوتين يعطي الأسباب للجميع كي يخشوا ما سماها الأمبريالية الروسية، متهما إياه بالعدوان على جورجيا وأوكرانيا، وهما الدولتان اللتان قال الضيف إنهما يرغبان في الانضمام للناتو.

ومن وجهة نظر مسعود معلوف، سفير لبنان في بولندا وكندا وتشيلي سابقا، فإن الولايات المتحدة تربطها علاقة صداقة قوية مع أوكرانيا ومن مصلحتها أن يكون لها موطئ قدم بالقرب من روسيا حتى يعطيها ذلك قوة عالمية متزايدة، ولكن معلوف لا يرى أن أوكرانيا تشكل منطقة حيوية للأميركيين لدرجة أن يرسلوا جنودا ويدخلون في حرب مع الروس، وهو ما أشار إليه الرئيس بايدن نفسه.

ووفق ضيف برنامج "من واشنطن" فإن أوكرانيا أعلنت عن رغبتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، لكنها لم تستوف الشروط المطلوبة منها، وهو ما جعل روسيا تتحرك لمنع قبل انضمام جارتها للحلف الذي تقول إن توسعه شرقا يهدد مصالحها.

أما خالد صفوري رئيس مؤسسة "ذا ناشونال إنترست" (The National Interest) فقال إن الديمقراطيين هم أكثر عداء لروسيا ويرون أنها تدخلت في الانتخابات الرئاسية الأميركية، أما الجمهوريون فمنقسمون بشأن هذا الملف، لكن الشعب الأميركي لا يريد حربا مع روسيا.

وتتهم واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون موسكو بالإعداد لغزو أوكرانيا بعد حشد 100 ألف جندي بالقرب من حدود جارتها، في حين تنفي روسيا أي خطة للغزو، لكنها تطالب حلف شمال الأطلسي برفض عضوية أوكرانيا وهو طلب رفضه الغرب.