من واشنطن

هجمات "الحوثي" على الإمارات.. ما السبب وراءها؟ وهل ستغير حسابات أميركا في المنطقة؟

أثارت هجمات الحوثيين على الإمارات تساؤلات عدة بشأن مستقبل المصالح الأميركية في الشرق الأوسط والخليج، وطبيعة الالتزام الأميركي بمستقبل استقرارهم كحلفاء في المنطقة.

وفي هذا الصدد، شدد الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية صامويل وربيغ -في حديثه لبرنامج "من واشنطن" (20211/1/20)- على إدانة أميركا لهجمات الحوثيين على الإمارات، موضحا أن الملف اليمني من ضمن أولويات إدارة بايدن، وأن هناك جهودا مستمرة لإنهاء حرب اليمن.

وعن تأثير الهجمات في مسار مفاوضات فيينا، قال مراسل الجزيرة في أميركا محمد البقالي إن هجوم الحوثيين على الإمارات ينظر إليه غربيا على أنه يندرج ضمن ما يوصف بالأنشطة المزعزعة لإيران في المنطقة، ولكن هذا الأمر لا يندرج ضمن مفاوضات فيينا التي تركز حصرا على موضوع الملف النووي الإيراني.

كما أضاف أن الهجمات لم يكن لها تأثير مباشر في المفاوضات رغم انزعاج أميركا منها، مشيرا إلى أن نجاح المفاوضات أمر ممكن لأن الطرفين ليس لهما بديل في ظل عدم رغبتهما في الحرب، في حين يبقى الاعتقاد بفشلها قائما في ظل غياب الثقة واختلاف الأولويات بينهما.

وبخصوص الخلفية التي تسببت في هذه الهجمات، أوضح المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية نبيل خوري أن خلفية هجمات الحوثيين تتمثل في التصعيد العسكري على الأرض في اليمن، فدخول جيش العمالقة المدعوم إماراتيا إلى المعركة قلب الموازين حول مأرب ومنع الحوثيين من الإحاطة الكلية بالمدينة.

وأشار إلى أن هذا التصعيد العسكري عدّته جماعة "أنصار الله" عودة من قبل الإمارات إلى الحرب في اليمن، وذلك ما تسبب في هجمات المطار، مشيرا إلى أن ردة الفعل الإماراتية والسعودية تسببت في دمار 3 أحياء مدنية في صنعاء.

أما في ما يخص تأثير هذه الهجمات، فرأى الكاتب والمحلل السياسي محمد الدوسري أن هجوم الحوثيين على الإمارات لا يؤثر فقط على دول منطقة الخليج، بل يشمل أيضا مسار التجارة العالمية ومسار تجارة النفط في العالم.

ورأى أن هذه الهجمات ستدفع دول الخليج إلى البحث عن أنظمة دفاعية قوية سواء من الشرق أو الغرب لتقاوم مثل هذه الهجمات، ولن يردعها في ذلك أي جانب لأن الأمر يتعلق باعتبارات أمنية قومية مرتبطة بالدفاع عن عواصم الدول الخليجية.