من واشنطن

أزمة عابرة أم صدع في الثقة؟.. كيف تؤثر أزمة فرنسا وأميركا على منطقة الشرق الأوسط؟

تجري في نيويورك الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تزامنت مع أزمة في العلاقات الأميركية الفرنسية. وتساءل برنامج “من واشنطن” عن تأثير الأزمة بين البلدين على المصالح في منطقة الشرق الأوسط.

وبهذا الصدد، قال المؤرخ والأكاديمي أندرو بيسيفيتش إن العلاقات الأميركية مع الدول الآسيوية أكثر أهمية لواشنطن من العلاقات الأوروبية، ولذلك فإن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مستعدة لقبول فترة من الزمن تغضب فيها الدول الأوروبية في سبيل زيادة القدرات العسكرية للحلفاء في منطقة المحيط الهادي.

وبشأن الأزمة اللبنانية، قال مدير مكتب الجزيرة في بيروت مازن إبراهيم إنه عندما كان هناك تناغم فرنسي أميركي، كان هناك شبه تفويض أميركي لباريس لإدارة ملف تشكيل الحكومة اللبنانية، مما ساهم في تشكيلها، ولكن في حال تصدع هذه العلاقة فإن هذا قد ينعكس على الوضع في لبنان، خصوصا في ظل وجود لاعبين متعددين على الساحة اللبنانية.

أما فيما يخص الأزمة السياسية في تونس، قال مدير مكتب الجزيرة في تونس لطفي حجي إن هذا الخلاف جاء في أوج الأزمة الدستورية التونسية، ولذلك فاهتمامات التونسيين منصبة على المخرج الدستوري للأزمة، خاصة بعد إعلان قرارات جديدة اعتبرتها المعارضة نوعا من الانقلاب على الدستور.

واعتبر أن هناك حديثا عن تأثير الأزمة الفرنسية الأميركية، حيث إن أميركا تحاول حلحلة الأزمة باتجاه الحفاظ على المؤسسات الدستورية في تونس، ولكن هناك صراع نفوذ إذ تحاول واشنطن السيطرة في منطقة لها علاقة قوية بفرنسا تاريخيا وتعد بالنسبة لها منطقة نفوذ.

وأوضح أن الموقف الفرنسي من الأزمة التونسية يبدو أنه أكثر برودة من الموقف الأميركي، وكأنه يدعم إجراءات الرئيس بصمته، ولذلك يفسر الخبراء هذا التباين بكونه اختلافا في وجهات النظر، وأن الرئيس التونسي قيس سعيد يميل إلى الجانب الفرنسي رغم أن باريس تبقى هي الشريك الأول اقتصاديا بالنسبة لتونس.

من جهته، قال جوي هود القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي إن العلاقة بين فرنسا وأميركا عميقة وإستراتيجية بطبيعتها، ومن الطبيعي أن يكون هناك اختلاف بين الحلفاء بشأن بعض القضايا، ولكن المصالح المشتركة لن تتغير، مشيرا إلى أن المصالح الأميركية الفرنسية في منطقة الشرق الأوسط كلبنان وليبيا ستبقى مستمرة.

في الوقت الذي تشير فيه تقارير صحفية إلى أن فكرة الانسحاب الكامل من حلف الناتو هي أحد الخيارات التي يتم بحثها في باريس ردا على إلغاء صفقة الغواصات الأسترالية، وعلى سرية تشكيل التحالف الثلاثي "أوكوس".