من واشنطن

التوجهات الأميركية الجديدة.. كيف ستؤثر على المنطقة العربية؟

أكد ديفيد سيدني نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن القومي سابقا أن الولايات المتحدة قررت الانسحاب من أفغانستان والعراق والمناطق التي تعتبرها أقل أهمية من أجل أن تركز على الصين وروسيا.

وأقر سيدني لحلقة (2021/7/30) من برنامج "من واشنطن" بأن الولايات المتحدة فشلت في تحقيق أهدافها في العراق وأفغانستان، فيما استفادت روسيا من ذلك.

وأشار إلى وجود جدل داخل الولايات المتحدة حول مسألة الانسحاب الأميركي من العراق وأفغانستان، لقناعة الأميركيين بأن الانسحاب من تلك الدول يعني ترك الفرصة للصين وروسيا، وقال إنه يخشى أن ينظر بعد سنوات إلى هذه الخطوات الأميركية على أنها كانت خطأ كبيرا.

واعتبر سيدني أن الصين هي العدو الحالي للولايات المتحدة في المرتبة الأولى، ثم تأتي بعدها روسيا، وتوقع أن تكون هناك مواجهة حتمية بين واشنطن وبكين.

وذهب حافظ الغويل -من معهد السياسات الخارجية في جامعة جونز هوبكنز- في نفس السياق في قراءته للتوجهات الأميركية، وأكد أن الولايات المتحدة تحاول وضع نظرة إستراتيجية وأمنية لمصالحها، وأن المواجهة الحقيقية هي مع الصين وروسيا.

وتحدث الغويل عما اعتبره تغييرا في التفكير الأميركي، وعن توجهات جديدة للإدارة الأميركية، وقال إن الأمور تغيرت بالنسبة للأميركيين في المنطقة العربية، مشيرا إلى أن واشنطن لم تعد قلقة بشأن إسرائيل، لأن الأخيرة باتت مقبولة في المنطقة العربية.

وردا على سؤال بشأن ما إذا كان العرب سيدفعون ثمن التحول الجاري في الإستراتيجية الأميركية، اعتبر الغويل أن المعادلة تغيرت في علاقة العرب بالولايات المتحدة، وتحدث عن دور قطر، وكيف تقوم بدور الوسيط في بعض القضايا، والتي قال إنها أدارت سياستها الخارجية بالحكمة.

إعلان

بدوره، رأى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "جورج ميسون" محمد الشرقاوي أن الرئيس الديمقراطي جو بايدن والرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب يتفقان على سحب القوات الأميركية من العراق وأفغانستان كتجسيد للانعزالية السياسية للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن هناك متغيرات إزاء الصين وروسيا وبعض الدول.

وقال الشرقاوي إن هناك قناعة لدى البنتاغون بضرورة التقليل من النفقات التي تصرف خلال تدخله في الحروب والأزمات، وأرجع انسحاب أميركا من العراق وأفغانستان ولاحقا سوريا لكون النظام الأميركي ليس لديه ما سماها النزعة الإمبراطورية.

واعتبر أن الولايات المتحدة كقوة عسكرية أصبحت تواجه تحديات أخرى من المليشيات والجماعات المسلحة، وقال إن ذلك يربك الإستراتيجية الأميركية.